روايات

رواية امرأة بقلب طفلة الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم أسماء كمال

رواية امرأة بقلب طفلة الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم أسماء كمال

رواية امرأة بقلب طفلة البارت الثالث والعشرون

رواية امرأة بقلب طفلة الجزء الثالث والعشرون

امرأة بقلب طفلة
امرأة بقلب طفلة

رواية امرأة بقلب طفلة الحلقة الثالثة والعشرون

عادت هاجر ادراجها ودلفت غرفتها وأغلقتها
وبعد ساعات عاد عبد الرحمن للمنزل حاول فتح باب الغرفة فوجده مغلقا فزفر بضيق
ذهب وجلس علي السفرة فوجد مياه فشربها
كانت هاجر تحاول النوم منذ ساعات فهي تشعر بالألم الشديد ليس جسدي فقط إنما نفسي ايضا
نامت هاجر من كثرة التفكير والتعب اخيرا لم تعلم بعودة عبد الرحمن
وبعد ساعات قرب الفجر استقيظت هاجر
فتحت الباب ببطء لتجد عبد الرحمن مستلقي علي الأرض أغلقت الباب بسرعة وارتدت ملابسها سريعا وأخذت حقيبة ملابسها قد أعدتها مسبقا وغادرت الغرفة وقبل أن تغادر الفيلا بأكملها
ذهبت إليه وجثت علي ركبيتها وقالت بدموع :-
ليه عملت فينا كده ياعبد الرحمن ليه
حاولت اكدب عيني واقول ده فخ لكن هكدبك انت ازاي وانت بتقولي ايوة انا عملت كده
كانت نفسي تقولي انا بعمل كده عشان انتقم من ريهام وابوها صحيح مكنتش هبقي مبسوطه بس عالاقل كنت هعذرك شوية
انت ضيعت نفسك ياعبد الرحمن
ثم نظرت إليه وزاد بكائها وقالت :-
قوم رد عليا قولي ان ده كله كابوس وهفوق منه

 

 

 

قوم وخدني في حضنك انا قلبي مش مستحمل وجع تاني ياعبد الرحمن
ثم انحنت وقبلت جبنيه ونهضت وهي تردد :-
هتوحشني ياعبد الرحمن.. هتوحشني اووي
غادرت هاجر الفيلا قبل أن يراها احد واتجهت إلي مكان لا يعرفه احد ولن يجدها احد
وفي اليوم التالي
استقيظ عبد الرحمن ورأسه تؤلمه كالجحيم
كان يترنح وهو مازال يشعر بدوار يعصف كيانه
جلس علي الاريكة حتي يستعيد قوته قليلا
نظر لساعة الحائط امامه فصدم بشدة
عبد الرحمن :-
مستحيل انا نمت ده كله اكيد الساعة دي باظت مستحيل اكون نمت 12 ساعة
أخرج هاتفه من جيبه ليري الوقت ولكن صدم أكثر عندما تأكد انه بالفعل نام كل هذا الوقت
تذكر ما حدث معه ليله أمس
عندما دلف للمنزل وعندما شرب شعر بدوار شديد انتهي بسقوطه أرضا فاقدا للوعي
عبد الرحمن بقلق :-
هاااااجر
ركض سريعا لغرفتهما ليجد مغلقة ولكن عندما أدار المقبض وجد الباب يفتح
نظر في الغرفة فلم يجدها ركض سريعا ناحية الخزانة فوجدها فارغة
عبد الرحمن :-
لا ياهاجر لا متعمليش فيا كده ارجوكي
ركض كالمجنون يبحث عنها في كل ارجاء البيت فلم يجدها ظل يتصل بها ولكن الهاتف مغلق
هرول سريعا للخارج وركب سيارته وقادها بسرعة شديدة
اتجه لبيت العائلة وهاتفها في الطريق عدة مرات ولكن هاتفها مغلق ظل يضرب المقود بعصبية شديدة
لا يعلم كيف ومتي ولكن في ثواني وجد نفسه امام بيت جده
نزل بسرعة وظل يدق الباب بعنف
فزع جميع من في البيت وتجمعوا قرب الباب
فتحت العاملة بقلق فدلف عبد الرحمن كالمجنون
ينادي باسمها :-
هاااااجر… هااااجر
كان الجميع ينظرون له باستغراب لا احد يفهم أي شئ
دلف لغرفتها في بيت جدها فوجدها فارغه صعد لشقتهما فوجدها مغلقة لا احد بها نزل مرة اخري وهو مازال ينادي باسمها
يوسف :-
في اي يا عبد الرحمن
عبد الرحمن :-
هاجر فين يابابا
عز :-
هاجر اي اللي هيجيبها هنا ياعبد الرحمن
عبد الرحمن :-
يعني اي مش هنا اومال هتكون راحت فين

 

 

 

يمني :-
راحت فين ازاي… اختي فين ياعبد الرحمن
صمت عبد الرحمن قليلا ثم قال :-
انا ازاي مفكرتش في ده… اكيد هي هناك
استدار عبد الرحمن ليذهب فأوقفه جده :-
استنى هنا انت رايح فين مش هتفهمنا الاول اي اللي حصل وهاجر فين
عبد الرحمن بنفاذ صبر :-
بعدين ياجدي بعدين انا لازم اروح اشوفها
عز :-
مش هتتحرك من هنا غير لما نفهم في اي
عبد الرحمن :-
اتخانقنا ياجدي صحيت لقيتها لمت هدومها ومشيت
آمال :-
ازاي يعني مشيت
تحدثت يمني فجأة وهي تنظر لهاتفها :-
دي هاااجر.. هااجر بعتت فويس عالواتساب
اتجه عبد الرحمن تجاه يمني وقلبه مضطرب يشعر أن جميع من حوله يسمعون دقات قلبه
وقف امام يمني مباشرة وقال :-
افتحي الفويس يا يمني
اومأت يمني بموافقة وقامت بتشغيل التسجيل الصوتي الذي أرسلته هاجر
انقبض قلب عبد الرحمن بشدة عندما استمع لصوتها
“يمني انا اسفة اني بعدت من غير ما اخدك معايا بس بجد انا محتاجة اني اكون لوحدي الفترة دي
مش عايزه اي حد يعرف انا فين وخصوصا عبد الرحمن انا هبقي اكلمك من فترة للتانية واتطمن عليكي وانتي خدي بالك من نفسك وادعيلي كتير يايمني ادعيلي ربنا يهون عليا لاني حاسة اني بموت خلاص انا هكسر الخط بتاعي بس هابقي اكلمك هتوحشيني ”
يمني وقد بدأت الدموع تجتمع في عينيها :-
يعني اي يعني هاجر راحت
خشي الجميع ان تنهار يمني وترجع لحالتها الأولى فضمتها ميار تحاول تهدئتها :-
اهدي يايمني هاجر اكيد كويسه
يمني :-
لالا هاجر مش كويسه هاجر فيها حاجة
وبعدين ازاي نسيبها لوحدها وكمان حامل
ثم تقدمت ونظرت لعبد الرحمن :-
رد عليا اختي فين.. عملت فيها اي ياعبد الرحمن
عز :-
اهدي يا يمني
اجهشت يمني بالبكاء فعانقها عز
يمني ببكاء :-
اهدي ازاي يا جدو هاجر راحت ومحدش عارف هي فين اهدي ازاي
عز :-
ميار ميرنا خدوها اوضتها ترتاح شوية
ذهبت يمني مع بنات عمتها وهي تبكي بشدة
عز بهدوء :-
اي اللي حصل
لم يجيبه عبد الرحمن فهو لا يملك اجابة
عز بغضب :-
بصلي هنا كلمني اي اللي حصل عملت فيها اي
عبد الرحمن :-
معملتش فيها حاجة دي خناقة عادية وهي اكيد هتهدي وترجع لوحدها

 

 

 

 

 

يوسف بغضب :-
انت بتضحك علي مين
بقي خناقة عادية تخليها تعمل كده ماترد اتكلم عملت في هاجر اي
آمال :-
ماترد يابني وتريحنا يمكن نقدر نصلح الوضع بينكم
عبد الرحمن باندفاع :-
محصلش حاجة هي اللي قررت تمشي هي اللي اختارت البعد لما عرفت اني…
لعن عبد الرحمن غبائه فهو علي وشك أن يفضح سره بينما نظر إليه أبيه وجده بترقب
عز بغضب :-
انطق اتكلم لما اي
لم يتحدث عبد الرحمن بل تركهم ورحل ولم يبالي لنداءات والده وجده المتكررة
يوسف :-
الواد ده مخبي حاجة وحاجة كبيرة كمان واحنا لازم نعرف
عز :-
المهم نلاقي هاجر دلوقتي لازم ندور عليها
بعدما خرج عبد الرحمن ركب سيارته وظل يتجول بها بلا هدف وهو يتحدث مع نفسه
عبد الرحمن :-
ليه كده ياهاجر ليه مدتنيش فرصة اتكلم حتى
انتي عارفة اني مقدرش استغني عنك ليه عملتي فيا كده ليييه
وفي شقة ما في احد الأماكن في القاهرة
لم تكف هاجر عن البكاء منذ أن تركت عبد الرحمن
هي لا تعلم ماذا تفعل هي تريد القرب منه ولكن يجب أن يبتعد عن هذا الطريق أولا ولكن يبدو انه اتخذ قراره مسبقا
وضعت يدها على بطنها وظلت تبكي
هاجر :-
انا عارفة انه لسه فاضل حوالي شهر عشان تجي
بس انا محتاجاك اوي او محتاجاكي
نفسي اشوفك واخدك في حضني واشكيلك من اللي عمله بابا فيكي وفيا
بابا اختار يمشي في طريق غلط واحنا لازم نبعد عنه
متخافش انا هكون جمبك وهحاول اعوضك وكمان هنروح نشوف جدو وتيتة وجدو عز ويمني وميار وميرنا وكلهم بس مش دلوقتي
لما اكون قدرت اواجه
بس ياتري عبد الرحمن عامل اي دلوقتي
شعرت قلبها يؤلمها بشدة عندما نطقت اسمه
فقد اشتاقت إليه
كل ما تحتاجه هو أن تعانقه وتبكي
تشكوا منه إليه
ظلت هكذا عدة أيام حتي شعرت بالضعف الشديد فخافت علي جنينها بشدة خافت أن تفقده فقررت الاعتناء بنفسها والاهتمام بطعامها لأجله فقط
طوال هذه الايام لم تكف يمني عن البكاء فهي لاتريد خسارة شقيقتها
وبعد مرور أسبوع من رحيل هاجر
كان الأهل يجتمعون كعادتهم
فسمعوا صوت رنين جرس الباب
معتز :-

 

 

 

 

الشغالة مش هنا انا هقوم اشوف مين
نهض معتز متجها ناحية الباب فتح الباب فلم يجد أحدا ظل ينظر حتى لفت انتباهه ظرف موجود أمام باب المنزل
فأخذه ودلف للداخل
سأله عز :-
مين يامعتز
معتز :-
معرفش ياجدي انا فتحت ملقتش حد ولقيت الظرف ده
يوسف :-
ظرف اي ده
عز :-
وريني كده يامعتز
اعطي معتز الظرف لجده ففتحه عز ليري ما فيه
وجد عدة صور صدمته بشدة
ظل يحدق بها وكاد أن يجن
يوسف :-
في اي يابابا
شعر عز بالضعف فجلس علي الاريكة بوهن
فأقبل الجميع وهم قلقون
أمسك يوسف الصور ولم تكن صدمته أقل من والده
فقد كانت هذه صور تجمع كلا من خالد وعبد الرحمن وريهام
عز :-
كلم ابنك يا يوسف خليه يجي فورا
يوسف :-
طب اهدي يابابا عشان خاطري
عز :-
بقولك كلم ابنك وفي لمح البصر يكون عندي
يوسف :-
حاضر يا بابا
ذهب يوسف ليهاتف عبد الرحمن وبعد ثواني اجابه
عبد الرحمن :-
الو صباح الخير يا بابا
يوسف :-
في ثانية الاقيك قدامي
عبد الرحمن بقلق :-

 

 

 

 

في اي يابابا
يوسف بحدة :-
سمعت انا قولت اي في ثانية تكون قدامي فاهم ولالا ياعبد الرحمن
عبد الرحمن :-
حاضر يابابا مسافة السكة سلام
أغلق عبد الرحمن الهاتف واتجه لسيارته ليذهب لبيت العائلة وعندما دلف وجد الجميع يبدوا عليهم التوتر والقلق خشي بشدة أن تكون هاجر قد اصابها مكروه ما
وجد جده يجلس ويبدو كأنه مريض فهرول نحوه وجثي علي ركبتيه
عبد الرحمن :-
مالك ياجدي انت كويس
لم يجيبه عز واشاح وجهه بعيدا عنه
يوسف :-
بصلي هنا
نهض عبد الرحمن ونظر لوالده وهو لا يفهم ماذا يحدث ولما يري نظرات الحسرة في عيني والده بل أعينهم جميعهم
عبد الرحمن :-
في اي يابابا
رمي يوسف الصور في وجهه بغضبه وقال :-
فهمني انت اي ده
استغرب جدا من تصرفه والده
وانحني ليجلب الصور وكان صدمته هو أكبر
من قام بتصوير هذه الصور؟!
من الذي ارسلها لعائلته؟!
هل هو مراقب؟!
بما سيخبر والده الأن وجده؟!
أمسكه يوسف من ملابسه وقال بغضب هادر :-
رد عليا كلمني بصلي اي ده
عبد الرحمن :-
بابا انا..
قاطعه يوسف قائلا بغضب :-
اخرس اياك تقول الكلمة دي تاني انا مش ابوك انا ابني مات ياخسارة ياعبد الرحمن كنت فاكرك راجل ياخسارة
عز :-
يووسف اهدي خلينا نفهم
فهمنا ياعبد الرحمن اي ده

 

 

 

 

لم يجيبه عبد الرحمن بل نظر أرضا
فقال عز بانكسار :-
ابني وحفيدي
عليه العوض
انت كسرت ضهري ياعبد الرحمن ووجعتني أكتر ما عمك وجعني بكتير… كنت بقول عليك راجل وسند ليا ولابوه بس خيبت أملي فيك
كانت آمال تبكي بصمت هي لا تستوعب ما يقال ولا ما يفعله ابنها
أصبح شريكا لعمه
أيتاجر في تلك المحرمات؟!
فقالت بدموع وهي تحاول تكذيب الواقع :-
لالا يابابا متقولش كده اكيد في سوء تفاهم اكيد في حاجة غلط
تقدمت وابعدت يوسف عن عبد الرحمن ووقفت امامه ولكن عبد الرحمن مايزال ينظر للأرض
قالت بدموع وانكسار :-
عبد الرحمن بصلي ياحبيبي قولهم ان الصور دي مش حقيقة قولهم انك ملكش دعوة قولهم انك مستحيل تعمل كده
لم يجيبها عبد الرحمن فزاد بكائها :-
ارفع رأسك انت طول رأسك مرفوعة انت أكيد معملتش حاجة غلط صح
اكيد مخيبتش أملي في ابني الوحيد ياعبد الرحمن صح
كان عبد الرحمن صامت ولكنه لم يدري أن صمته هو الجواب
اجهشت آمال بالبكاء فأقبل يوسف وأمسك عبد الرحمن وظل يسحبه ناحية الباب
يوسف بغضب :-
اطلع برااا مش عايز اشوفك خلقتك هنا تاني
صرخت آمال به :-
لالا يايوسف متعملش كده لأ
عبد الرحمن :-
بابا..
قاطعه يوسف :-
متقولش الكلمة دي تاني انا ابني مات اطلع براا
أخرجه يوسف بالقوة وأغلق الباب
انهارت آمال باكية وكذلك الفتيات
وقف عبد الرحمن لدقائق ينظر للباب بصدمة غير مستوعب ما يحدث منه
وقف لدقائق ثم رحل
خيم الحزن علي الجميع
يمني لا تكف عن البكاء هي تريد شقيقتها وايضا ما حدث لعبد الرحمن لم يكن هينا فهي حزينة جدا لاجله فهو بمثابة أخيها وصديقها وايضا زوج شقيقتها
آمال غير مستوعبة لما يحدث لا تصدق انها لن تراه مرة أخري لم تصدق ما فعله
هي تعلم ابنها جيدا كيف تجرأ علي فعل شئ كهذا
مرض عز ولازم الفراش فهي يحب عبد الرحمن كثيرا فهو أول حفيد له قام بتربيته والاعتناء به هو يعتبره صديقه المقرب
لم يختلف حال يوسف عنهم كثيرا
وفي فيلا هاجر وعبد الرحمن
جلس علي الارض وظل ينظر لصورتها ويحدثها والدموع في عينيه :-
وحشتيني يا هاجر وحشتيني اووي نفسي اشوفك واخدك في حضني انا تعبان اوي من غيرك ياهاجر تعبان وحاسس نفسي تايه
مش عارف اعمل اي واتصرف ازاي
هونت عليكي تسيبني لوحدي
مش انا عبد الرحمن اللي بتحبيه من اول ما وعيتي علي الدنيا
ارجعيلي ياهاجر انا تعبان ومش عارف اعمل
أهلنا عرفوا ياهاجر واتخلوا عني زي ما انتي اتخليتي عني

 

 

 

 

انا عارف ان اللي بعمله غلط
طب ارجعي ودليني علي الطريق الصح ارجعيلي ياهاجر
يمكن انا مشيت في طريق مفيش منه رجوع
بس صدقيني لو هخسرك الموت أهون عليا
وفي نفس التوقيت كانت هاجر تجلس علي الفراش وتمسك الهاتف وتنظر لصورته
هبطت دمعة ساخنة من عينيها تعبر عن اشتياقها له ووجعها منه ايضا
هاجر :-
وحشتني اوي
أغلقت هاجر الهاتف وتسطحت لتنام
مر وقت ليس بقليل هاجر لا تستطيع النوم
تشعر بألم في بطنها والألم يتزايد
نهضت وقالت :-
في اي لسه بدري علي الولادة
الألم يتزايد ظلت هاجر تصرخ
نهضت بصعوبة وارتدت ملابسها وهاتفت الطبيبة التي تتابعها حالتها فأخبرتها أن تذهب للمشفي فورا هي بانتظارها هناك
فعلت هاجر مثلما قالت الطبيبة
وتحركت بصعوبة تجاه الباب وعندما فتحت رأتها أحدي السيدات في البناية فساعدتها وذهبت معها للمشفي
كانت هاجر تصرخ بشدة فبطنها تؤلمها حد الجحيم كانت تبكي ايضا لأنها وحيدة في مثل هذا اليوم
كانت تريده بجانبها يخفف عنها ويحمل طفلهما الأول كانت خائفة جدا ولكن لا احد بجانبها من احبابها
دلف لغرفة العمليات…..
وبعد ساعات دوي صراخ الطفل في ارجاء المكان وبعدها بقليل بدأت هاجر تفيق
أقبلت الطبيب نحوها وقالت بود :-
حمد الله على السلامة يا هاجر
هاجر بتعب :-
الله يسلمك يادكتورة
البيبي
أجابتها الطبيبة :-
متخافيش كلها شوية وهتبقي في حضنك ما شاء الله بنوتة زي القمر مبروك
هاجر :-
الله يبارك فيكي
—————-
هااااااااااجر
افاق عبد الرحمن من نومه وهو يلهث والعرق يتصبب من جبينه لقد كان يحلم بها
نظر حوله ليستوعب انه مجرد حلم ولكن لماذا قلبه يخفق بشدة هكذا
عبد الرحمن :-
دورت عليكي كتير ياهاجر انتي فين تعبتي قلبي ارجعي بقي
سمع رنين هاتفه ليجده عمه تأفف وقام بالرد
عبد الرحمن :-
ها اي الاخبار
طيب تمام التسليم بعد شهر
خلاص تمام انا هفطر وافوق كده واجيلكوا سلام
وفي المشفي جلبت الطبيبة الطفلة لهاجر
ضمتها هاجر لحضنها وهبطت دموعها

 

 

 

 

هاجر بدموع :-
نورتي الدنيا يا تولين وجودك دلوقتي خلاني اكون مبسوطة من قلبي انا متأكدة انك هتعوضيني عن كل حاجة شوفتها في حياتي
بابي هيفرح اوي لما يشوفك ياريت وجودك دلوقتي يفوقه ويرجعه عبد الرحمن بتاع زمان
سرحت هاجر قليلا وتذكرت شيئا ما
Flash back
هاجر :-
ليه مصمم منعرفش بنت ولا ولد
عبد الرحمن :-
عايز نتفاجأ ياحبيبتي وبعدين مش احنا راضيين باللي يجيبه ربنا يبقي خلاص
هاجر :-
اكيد طبعا راضيين سواء بنت أو ولد
بس قولي بصراحة
عبد الرحمن :-
ها ياروحي
هاجر :-
نفسك في بنت ولا ولد
عبد الرحمن :-
بنوتة طبعا
هاجر :-
اشمعنا يعني
عبد الرحمن :-
بنوتة حلوة كده تكون شبهك شقية زيك وقمر زيك
ادلعها واحبها واعملها كل اللي نفسها فيه
هاجر بتذمر :-
ومامتها خلاص مالهاش في الطيب نصيب
عبد الرحمن :-
دي مامتها دي الحلو كله دي ليها عمري وروحي وكل حاجة طب هو انا ليا غير مامتها بردو
هاجر بمشاكسة :-
بس كده هيبقي عندك اتنين يطلعوا عينك مش واحدة
عبد الرحمن بمزاح :-
يارب ولد يارب انا اساسا مبحبش البنات
انفجروا ضاحكين فقالت هاجر :-
بس لو بنوتة انا اللي هاسمها
عبد الرحمن :-
عيب والله ما يحصل ده انا في اسم جديد كده عاجبني وحاجزه لبنتي
هاجر :-
يعني انا اتعب واخلف وتسميها انت في الاخر لا كده ظلم

 

 

 

 

 

عبد الرحمن :-
طب قولي انتي عايزه تسميها اي
هاجر :-
لا قول انت
عبد الرحمن :-
طب نقول مع بعض يلا واحد اتنين تلاتة
قالوا معا في نفس واحد :-
تولين…. هسميها تولين
نظروا لبعضهم بدهشة وانفجروا ضاحكين بسعادة
Back
تولين عبد الرحمن البدري حمدلله على السلامه يا حبيبه مامي
في اليوم التالي عادت هاجر للمنزل وقررت أن تستريح أولا من ثم تفكر في قرار العودة لأهلها
هي أرادت ان تستطيع نسيان عبد الرحمن حتى لا تضعف عند رؤيته
اعتنت هاجر بطفلتها كثيرا وكانت تتمني أن يكون عبد الرحمن بجوارها ليشاركها فرحتها بطفلتهما الأولي
مرت ايام واسابيع وهاجر تأنس بوجود طفلتها
وبعد مرور شهر أتي اليوم الذي يخطط له خالد وعبد الرحمن منذ فترة
كان عبد الرحمن قلق للغاية بينما كان خالد يسخر منه
خالد :-
انشف كده مالك في اي
عبد الرحمن :-
انا تمام
خالد :-
عادي طبيعي تتوتر عشان اول عملية المهم انت روح دلوقتي ومعادنا بالليل الساعة 2
عبد الرحمن :-
تمام
تركه عبد الرحمن وغادر

 

 

 

 

رجع لمنزله كان قلق للغاية يشعر أن اليوم سيحدث أشياء كثيرة حاول النوم فلم يستطع
نهض ليصلي قليلا
ظل يفكر في هاجر وفي عائلته وابنه الذي لا يدري هل جاء للدنيا أم لم يأتي بعد
اشتاق لهاجر كثيرا واشتاق لأهله ايضا
هو مضطرب لا يدري ماذا عليه أن يفعل
مرت الساعات كأنها سنين
حتي أتت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل
كان عبد الرحمن يقف امام المرآة ليلقي نظره أخيره علي مظهره قبل الرحيل
رحل ليتجه لمقر التسليم
————–
عبد الرحمن
نهضت هاجر وهي تصرخ باسمه بفزع فلقد رأت حلما غريبا جدا
أخذت انفاسها ونهضت لتحمل صغيرتها التي استقيظت من صوتها وبدأت بالبكاء
حملتها وظلت تداعبها بشرود حتي هدأت ونامت
كانت هاجر تشعر بانقباض قلبها بل شعرت أن قلبها يؤلمها كالجحيم وقلبها يخفق بشدة
هاجر :-
ان شاء الله ده كابوس عبد الرحمن اكيد كويس اكيد محصلوش حاجة انا عشان وحشني بس فانا بيتهألي هو كويس اكيد هو كويس
ثم نظرت لصغيرتها النائمة بين يديها كالملائكة
وقالت وقد تجمعت الدموع بعينيها :-
بابي كويس ياتولين مش كده بابي ان شاء الله كويس…..انا عارفة ياحبيبتي انك نفسك تشوفيه وانا اوعدك هنشوفه قريب بس مش هنرجع نعيش معاه عشان بابي مزعلنا شوية مااشي
كانت هاجر تحاول ان تشغل نفسها ولا تبالي بقلبها التي يكاد ينحرق من فرط الألم وهي لا تعلم لماذا ولكن قلبها يخبرها بأنه ليس بخير
وفي تمام الساعة الثانية صباحا في مقر تسليم الشحنات والأموال
كان يقف عبد الرحمن في المقدمة وخلفه ريهام وخالد
كان المكان عبارة عن مخزن قديم متهالك
بعد ثواني بدأ الرجال يفتحون ابواب المخزن لتدخل سيارات كثيرة حوالي خمس سيارات
ترجل منها رجال أجانب وآخرين يبدو انهم من دول الخليج
تقدم خالد من خلفه الرجال يحملون صناديق بها الأموال واقبل رجال أخرون بيدهم صناديق المخدرات
تقدم عبد الرحمن ونظر إلي البضاعة وأمسكها وظل يقلبها بيده
ثم نظر لخالد وقال
عبد الرحمن بفخر :-
لا صفقة العمر بصحيح مكنتش اتوقعها بالحجم ده
لأ شابوه ياعمي
ابتسم خالد ونظر إليه نظرة واثقة
خالد بغرور :-
عيب ده انا ماركة مسجلة
عبد الرحمن :-
لا ده انا اسقفلك وارفعلك القبعة بقي
بدأ عبد الرحمن يصفق بينما خالد يقف كالأحمق مغترا بنفسه وفي اللحظة التي بدأ فيها عبد الرحمن التصفيق وفي أقل من ثانية هجمت قوات الشرطة لتحاصر المكان بأكمله
كان الجميع مصدومون لا يعلمون ما الذي يحدث
ولكنه بدأو باطلاق النار علي رجال الشرطة
ابتعد عبد الرحمن وأخرج مسدسه وظل يطلق النيران
كانت قوات الشرطة عددها كبير فاستطاعت السيطرة علي الموقف وقاموا بامساكهم جميعا
أمسك رجال الشرطة ريهام وخالد والرجال الاجانب وكل من في المكان
بينما ذهب عبد الرحمن لاصدقائه سامح وخالد وصافحهم وهو يضحك بانتصار بينما نظر إليه خالد بغل شديد
نظر إليه عبد الرحمن بسخرية :-
مكنتش متوقع انك بالغباء ده رميتلك الطعم وانت مصدقت شبطت فيه… انت متخيل اني فعلا اتفصلت من شغلي…. ولا متخيل ان ممكن اوسخ ايدي واحطها في ايدك… ولا متخيل اني ممكن اغضب ربنا واقبل علي مراتي وعلي نفسي مال حرام…. تؤتؤ ياخسارة كنت فاكرك اذكي من كده
كل ده كان ملعوب… كنا بنرميلك طعم عشان نقدر نجيبك انت والموردين اللي بره مصر… فقولنا فيها نأجز كمان شهر من الشغل… كله يهون عشان خاطرك ياعمو بردو ولا اي

 

 

 

 

خالد بتوعد :-
مش هسيبك يابن البدري لو اخر يوم في عمري مش هسيبك
لم يعيره عبد الرحمن اهتمام ونظر للجهة الأخري
وفي ثانية ضرب خالد العسكري الممسك به بقوة وأخذ سلاحه
خالد :-
عبد الرحمااااان
نظر إليه عبد الرحمن ليتلقي رصاصة تستقر في صدره ليتألم عبد الرحمن بشدة
ويترنح ثم يسقط فاقدا للوعي غارقا في دمائه
سامح :-
عبد الرحمااااان
صوت رصاصة أخرى دوى في المكان لتستقر في رأس خالد فتقضي عليه فورا
صرخت ريهام بشدة :-
باباااااااااا
نقل عبد الرحمن سريعا للمشفي العسكري وتم إدخاله غرفة العمليات ليخرجوا تلك الرصاصة
وفي تلك الأثناء كانت هاجر تبكي بشدة
هي لا تعلم أي شئ مما حدث ولكن قلبها يؤلمها بشدة هي لا تعرف السبب ولكنها واثقة ان عبد الرحمن أصابه مكروه ما
كانت الساعة الثالثة أو الرابعة فجرا
دوي صوت الهاتف فنهض يوسف من نومه
وكذلك آمال الذي قلقت بشدة من رنين الهاتف في هذا الوقت
يوسف :-
الو ايوة انا يوسف البدري
آمال بقلق :-
استر يارب في اي يايوسف
يوسف :-
ايييه عبد الرحمن بتقول اي ياسامح … مستشفي اي… طب طب انا جاي حالا مع السلامة
آمال بفزع :-
ابنيييي
نهض يوسف بسرعة ليرتدي ملابسه
فلحقت به آمال وأخرجت ملابسها أيضا
آمال :-
في اي يا يوسف عبد الرحمن ماله… رد عليا حرام عليك انا هتجنن
يوسف :-
عبد الرحمن في المستشفى مضروب بالنار
آمال بصراخ :-
ياحبيبي يابني
يوسف :-
بس ازاي هو في المستشفى العسكري وسامح صاحبه هو اللي بيكلمني
آمال :-
بذمتك ده وقت اسئلة يلا بسرعة انا عايزه اتطمن علي ابني
ارتدوا ملابسهم في لمح البصر ونزلوا بسرعة ليجدوا عز يجلس في الصالون يقرأ القرآن
عز بقلق :-
في اي ياولاد انتوا لابسين ورايحين علي فين الساعة دي
يوسف :-
رايحين المستشفى يابابا عبد الرحمن اتضرب بالنار
عز :-
ولسه واقفين يلا بينا
يوسف :-
ارتاح يابابا احنا هنروح
عز :-

 

 

 

 

اخلص يايوسف
ذهبوا جميعا وركبوا السيارة
وفي غرفة معتز كانت مازال مستقيظا وينظر من الشرفة وجد خاله وزوجته وعز يرحلون بسرعة
قلق بشدة وحاول أن يحدثهم ليفهم ما حدث ولكنهم رحلوا
حاول الاتصال بيوسف ولكنه لا يرد
قرر الذهاب لغرفة والدته وايقاظها ليخبرها بالأمر
استقيظت داليا وهاتفت آمال عدة مرات حتي أجابت وأخبرتها بما حدث
استقيظ الجميع وذهبوا للمشفي ليكونوا بجانب آمال ويوسف
كان هناك الكثير من التساؤلات ولكن ليس وقتها بالتأكيد
آمال تبكي بشدة
لا احد يخرج ليطمئنهم حاول يوسف الدخول لغرفة العمليات بصفته طبيب ولكنهم منعوه
كانت الدعوات تعانق السماء طالبين من الله أن ينجيه وبعد ساعات مرت كأنها دهر
خرج الطبيب فركضوا جميعا إليه
الطبيب :-
الطلقة كانت قريبة اوي من القلب وده أدي اننا نخرجها بصعوبة هو دلوقتى هيفضل نايم 24 ساعة كاملين لاننا اديناله مخدر لان لو فاق الألم شديد جدا فمش هيقدر يتحمله
حمد الله على سلامته عن اذنكوا
آمال بدموع :-
ياحبيبي يابني ان شاء الله انا وأنت لا ياعبد الرحمن
داليا :-
اهدي ياحبيبتي هيبقى زي الفل ان شاء الله
يوسف :-
يارب نجيه واحفظه يارب
سامح :-
حمد الله على سلامته ياعمي
يوسف :-
انا محتاج افهم في اي بالظبط انتوا ازاي هنا ومستشفى عسكري هو اي اللي بيحصل
سامح :-
انا هفهم حضرتك كل حاجة
عبد الرحمن كان في مهمة رسمية مكلف بالقبض علي تاجر المخدرات اسف يعني اقصد اخو حضرتك ولما هرب كانت الخطة كالأتي ان عبد الرحمن يتفصل من شغله ويحاول يدخل دنيتهم ويفضل معاهم فترة لحد ما نقدر نمسكه ومعاه الموردين اللي بره وكده
بس اهم حاجة كانت السرية الكاملة عشان الموضوع يتم علي خير وعبد الرحمن ميتكشفش ويأذوه عشان كده محدش منكوا يعرف أي حاجة
كانت هذه الحقيقة هي الصدمة الأكبر علي الاطلاق غمرتهم الفرحة رغم حزنهم حمدوا الله كثيرا أن عبد الرحمن لم يرتكب تلك الجرائم
شعروا كأن ثقل الدنيا قد انزاح عن قلوبهم
وشعروا ايضا بالفخر الشديد به
ولكن مازالت الدعوات تطلب من الله الشفاء العاجل له
صمت عز قليلا ثم سأل :-
خالد هو اللي ضربه مش كده
سامح :-
للاسف ايوة وكمان حاجة تانية هو بين ايدين ربنا دلوقتي الله يرحمه
اغمض عز عينيه وتنهد بألم قائلاً :-

 

 

 

 

إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم اغفر له وارحمه
رن هاتف يمني برقم غريب فلم تبالي به ولكنه ظل يرن أكثر من مرة فقامت بالرد أخيرا
يمني :-
الو……. هااااااجر
قبل ذلك بقليل كانت هاجر مازالت تبكي
فهي خائفة بشدة قلبها يخبرها انه ليس بخير
هاجر :-
انا هكلمه انا متأكده انه مش كويس
أمسكت هاجر هاتفها وكتبت رقمه الذي تحفظه عن ظهر قلب وقامت بالاتصال حاولت عدة مرات ولكن الخط مغلق
هاجر :-
لا انا لو فضلت كده انا هتجنن رسمي
انا هكلم يمني تطمني عليه
كتبت رقم شقيقتها وقامت بالاتصال ولكنها لم تجيب
هاجر :-
ردي يايمني بالله عليكي انا قلبي هيوقف
وبعد عدة محاولات اجابت يمني
هاجر بلهفة :-
الو يمني انا هاجر
انا كويسه تمام فكك مني دلوقتي
عبد الرحمن فين يايمني
لم تجيبها يمني فقلقت أكثر وقالت بقلق :-
يمني ردي عليا بالله عليكي عبد الرحمن حصله حاجة مش كده… اييييه انتي بتقولي اي ابعتيلي لوكشين المستشفى فورا يا يمني فورا
أغلقت هاجر الخط وقلبها يكاد يخرج من محله ارتدت ملابسها بسرعة البرقة وأخذت شنطة كبيرة وضعت فيها مستلزماتها وأغراض الطفلة
أخذت طفلتها ورحلت بسرعة لتركب تاكسي وتتجه للمشفي بسرعة
وبعد دقائق وصلت المشفي
دخلت وسألت عن رقم الغرفة المتواجد بها عبد الرحمن
ظلت تركض بين رواق المشفي حتي رأت أهلها فركضت إليهم
رأت يمني فصرخت قائلة :-
هاااااجر
ركضت ناحية شقيقتها وعانقتها بقوة
انتبه الجميع وذهبوا لهاجر وصدموا من رؤية الطفلة فكل تلك الأحداث قد انستهم حمل هاجر تماما
عز بفرحة :-
حمدلله على السلامه يا بنتي هاتي القمر ده عشان اشيله
هاجر :-
بنوتة ياجدو
عز :-
وماله ياحبيبتي ربنا يباركلكوا فيها ويقوم عبد الرحمن بالسلامة
هاجر بحزن :-
يارب… هو اي اللي حصله ياجدو
معتز :-
جوزك ده وحش ما شاء الله
قص لها معتز ما حدث فكانت مشاعرها مختلطة بين الصدمة والفرحة والفخر
كان الجميع يقف حول هاجر وهم فرحون بتلك الصغيرة وهم واثقون ان عبد الرحمن سيسر برؤيتها كثيرا وسيتعافي بسرعه لأجلها
كانت آمال تقف امام الغرفة الموجود بها ابنها ولم تذهب إليهم
أخذت هاجر الطفلة من معتز وذهبت إليها
وقفت بجانبها وقالت بحنان :-
ان شاء الله هيبقي كويس ياماما
استغربت آمال كثيرا ونظرت إليها
آمال :-
اول مرة تقوليلي ياماما يعني

 

 

 

 

 

هاجر :-
هو انا مش بنتك ولا اي
آمال :-
بنتي طبعا هي دي فيها شك ياهاجر
هاجر بابتسامة :-
طب يلا بقي ياتيتة شوفي تولين وخديها في حضنك وان شاء الله عبد الرحمن هيبقي زي الفل
ابتسمت آمال وأخذت الطفلة
ذهبوا جميعا للمنزل ليلا فعبد الرحمن لن يفيق اليوم والمشفي لن تسمح إلا بمرافق واحد
فبقي يوسف معه
وفي الصباح استقيظوا مبكرا ليذهبوا ليروا عبد الرحمن فهو سيفيق اليوم
وفي المشفي كان يوسف يجلس بجوار سرير عبد الرحمن فسمع صوته يتألم
يوسف :-
عبد الرحمن انت فوقت حبيبي انت كويس
فتح عينيه ببطأ ثم أغلقها بسبب الضوء ثم فتحهما مرة أخري
قال بتعب :-
بابا
يوسف :-
حمد الله على السلامة يا حبيبي الحمد لله انك بخير
ابتسم عبد الرحمن ابتسامة متألمة :-
الحمدلله انا كنت خايف اموت من غيرك ما اشوفكوا
يوسف :-
بعد الشر عليك ياحبيبي ربنا يقومك بالسلامة
يوسف :-
اومال جدي فين وماما
يوسف :-
زمانهم في السكة جايين
اتصل يوسف وزف إليهم هذا الخبر السعيد فرحوا جميعا وأخبروه انهم في طريقهم للمشفي
أخبرته هاجر ألا يخبره بوجودها وكذلك حذرت الجميع
وبعد بضع دقائق في غرفة عبد الرحمن في المشفي فتح عز الباب ودلفوا جميعا ماعدا هاجر
فابتسم عبد الرحمن فلقد اشتاق لعائلته كثيرا ولكن عينيه وقلبه لا يبحثان إلا عنها

 

 

 

 

كان عبد الرحمن قد جلس علي الفراش بمساعدة والده الذي وضع وسادة خلفه
أقبلت آمال نحوه والدموع في عينيها :-
روحي كانت بتروح مني لما سمعت الخبر حمد الله على السلامة يا نور عيني
عبد الرحمن :-
بعد الشر عليكي ياست الكل انا كويس متخافيش عليا ابنك راجل
ابتسمت آمال ثم نهضت وخرجت من الغرفة هي ويوسف
تقدم منه عز الدين والدموع في عينيه وجلس علي الكرسي بجانب السرير
عز :-
حمد الله على السلامة يا حبيبي الحمد لله خلصنا من الكابوس ده وابن رجعلي
ابتسم عبد الرحمن وقال :-
انا تربيتك ياجدي وعمري ما افكر اني اعمل حاجة غلط او اخيب ظنك فيا…انا بس كنت مجبر اسكت ومتكلمش سامحني ياجدي لو كنت السبب في زعلك
عز :-
سامحني انت ياحبيبي… وقوم كده بسرعه عايزك ترجع احسن من الاول
عبد الرحمن :-
حاضر يا جدي
نهض عز ورحل من الغرفة
استغرب عبد الرحمن اين يذهب هؤلاء
ذهبت إليه عمته وكذلك معتز وخرجوا
ثم بقى الفتيات
ميار :-
حمدلله على السلامة عبد الرحمن
عبد الرحمن :-
الله يسلمك يا ميار
ميرنا بمزاح :-
بس الصراحة انت اخدت تهزيق مأخدوش حرامية غسيل وفي الاخر اتضربت بالنار ياعيني انت لو لاقوك قدام معبد يهود مش هيعملوا فيك كده يابني
عبد الرحمن :-
خفه يابت طب يلا بره ياعسل عايز ارتاح
ميرنا :-
يعني انت بتطردنا من الجنة ياخي دي مستشفى
يمني :-
بطلي رخامه بقي سيبيه يرتاح
حمدلله على سلامتك
عبد الرحمن بشرود :-

 

 

 

 

 

الله يسلمك يا يمني
أغمض عبد الرحمن عينيه وخرج الفتيات
كانت هاجر تنتظر بالخارج وقلبها يخفق بعنف ستراه بعد هذه المدة لا تعلم ماذا تفعل
يمني :-
انجزي ادخليله عيونه بتدور عليكي وسطنا
أخذت نفسا عميقا ثم جرت عربه ابنتها وتقدمت نحو الباب فتحته ببطء ودلفت رأته يجلس ويستند علي الوسادة وهو مغمض العينين
يبدو انه شارد فلم يشعر بفتح الباب وغلقه ولا بحركة العربه
وقفت امامه وتجمعت الدموع بعينيها
فتح عينيه فجأة ليجدها امامه
ظل يحدق بها لثواني وهو يشعر كأنه حلم
عبد الرحمن :-
انتي هنا بجد ولا انا بحلم
هاجر بدموع :-
انا كنت بموت وانت بعيد عني وروحي راحت لما عرفت انك في المستشفى ورجعتلي دلوقتي ياعبد الرحمن لما شوفتك قدامي
أمسك عبد الرحمن يدها ليتأكد أنها حقيقه ثم جذبها لحضنه غير مبالي بجرحه الذي يؤلمه كالجحيم
حاولت هاجر الابتعاد حتي لا تؤلمه ولكنه أبي وضمها إليها فاستقرت هي بحضنه فلقد اشتاقت إليه كثيرا
عبد الرحمن :-
انا اللي كنت بموت ياهاجر وانتي بعيدة عني
المشكلة انك عرفتي قبل العملية بحوالي شهرين كنت بين نارين لا قادر اقولك ولا قادر ببعدك عني
تعبت اوي وانتي مش معايا… وحشتيني وحشتيني اوي ياهاجر حضنك وحشني وصوتك وضحكتك كل حاجة فيكي وحشتني
هاجر :-
انت كمان وحشتني كنت مش بفكر غير فيك
عبد الرحمن :-
هونت عليكي تسيبني لوحدي ياهاجر هونت عليكي
هاجر :-
غصب عني ياحبيبي والله
ابتعد عنها قليلا وقال بابتسامة :-
يا اي
وحشتني اوي الكلمة دي منه
تذكرت هاجر طفلتها واستغربت بشدة ان عبد الرحمن نسي الأمر وكذلك لم يلحظ العربة
في الواقع عبد الرحمن لم يكن يري سواها
هاجر بابتسامة :-
طب في حد بقي لازم تشوفه ياحبيبي
عبد الرحمن :-
حد!!

 

 

 

 

أخرجت هاجر ابنتها من العربة فنظر لها عبد الرحمن بصدمة وفرحة في نفس الوقت
أمسكتها هاجر وقالت :-
طلعت بنوتة ياسيدي زي ما كان نفسك
تجمعت الدموع بعيني عبد الرحمن
فلقد شعر بأحاسيس غريبة جدا لم يشعر بها من قبل
جزء منه فتاة جميلة كالبدر
عبد الرحمن بسعادة :-
الحمدلله يارب الف حمد وشكر ليك يارب علي كرمك شايفة ياهاجر جميلة ازاي
اومأت هاجر بسعادة
نظر إليها وقال بتساؤل :-
تولين صح
اومأت هاجر عدة مرات بسعادة :-
اينعم تولين عبد الرحمن البدري
عانقهما عبد الرحمن وقال بسعادة
ربنا يخليكوا ليا
تم الحكم علي ريهام بمدة خمسة عشر عاما
عادت السعادة والفرحة لحياة عبد الرحمن وهاجر مرة أخري وبوجود تولين أصبحت الحياة أجمل
التقت يمني بشاب يحبها بشدة وهي أيضا احبته وتزوجت وعاشت حياة سعيدة فلقد كان نعم الزوج لها فكان العوض عن كل ما مرت به في حياتها
ميار تمت خطبتها لأحد اصدقاء عبد الرحمن
ميرنا مازالت طائشة لم تتزوج بعد
لم تخلو حياة عبد الرحمن وهاجر من المشاكسات بسبب دلال عبد الرحمن لتولين مما يجعل هاجر تغار منها
قررا عبد الرحمن وهاجر عدم انجاب اطفال اخرين حتي تنتهي هاجر من دراستها
تم تكريم عبد الرحمن وترقيته في عمله نظرا لجهوده في الإمساك بكبار تجار المخدرات
وتوتة توتة خلصت الحدوتة
الــــــنـــــهــــــــايـــــــهــ

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية امرأة بقلب طفلة)

اترك رد

error: Content is protected !!