روايات

رواية عزف الروح الفصل الثاني 2 بقلم عبير ضياء

رواية عزف الروح الفصل الثاني 2 بقلم عبير ضياء

رواية عزف الروح البارت الثاني

رواية عزف الروح الجزء الثاني

عزف الروح
عزف الروح

رواية عزف الروح الحلقة الثانية

في الصباح استيقظ عمار مبكراً علي صوت رنين هاتفه الذي ضبطه علي الساعه السادسة لكي يتجهز للذهاب للشركة كما طلب منه فهد ،، دخل عمار حمامه وخرج وارتدي ملابس الرياضة خاصته ثم نزل الحديقة الفارهه وأخذ يجري فيها ليستعيد نشاطه … بينما هو يجري كان هو يتابعه من شرفة غرفته والإبتسامة تعلو وجهه ،، دخل فهد من الشرفة وارتشف أخر طرشفة من فنجان قهوته القابع في يده وتركه علي الكومود والتقط ساعته وادخلها ساعديه ثم انطلق للاسفل تاركاً غرفته التي تعتبر جناحاً يحتوي علي غرفة نومه وغرفة جلوس وغرفة ملابس وحمامين .

– شكلي كدي مهما صحيت بدري مش هصحي قبلك ابداً .
قالها عمار حين قابل فهد في الحديقة وهو عائد للڤيلا ببعض فقدان الأمل .

قهقه فهد واردف مبتسماً : أولاً صباح الخير وثانياً المهم انك صحيت بدري انا مبسوط منك و يلا عشان نفطر .

عمار بحرج : صباح الخير أنا وراك علي طول .

اومأ له فهد بهدوء إيماءه واحدة ثم عاد للڤيلا …. بينما صعد عمار ليجد الساعه السابعه والنصف ارتدي حلته ونزل ليجلس بجانب اخيه علي الطاولة ويشرعو في تناول الطعام سوياً .

…………………………………..

تململت في فراشها علي يد صغيرة وناعمة تداعب وجنتيها فتذمرت وهي تبعدها وتتقلب للجانب الأخر ،، سمعت ضحكات مكتومة وهمسات بجانبها لتفتح أحد عينيها بضجر لتهب جالسة وتفرد ذراعيها بفرحة وهي تتحدث : حبايب خالتو وحشتوني .

ليرتمي الطفلان في أحضانها وتردف الصغيرة سلمي التي تبلغ خمسة أعوام : سولا وحشتينا أوي .
ليردف باسم الصغير توأم سلمي : انتي مبتجلناش ليه ولا انتي زعلانة مننا .

اسيل بسرور : لا يا حبيبي هزعل منكو ليه ، انا بس مشغولة في الشغل .

 

 

 

سلمي بنبرة منزعجة : شغل شغل بابا بيتأخر عشان في الشغل وجدو مش بنشوفو عشان في الشغل وانتي كمان مشغولة في الشغل ، احنا لازم نشيل الشغل من البلد . ،، ليؤيد باسم الصغير علي كلامها ،، وتنفجر اسيل ضاحكة .

اسيل بتقطع من الضحك : ولما بقي نشيل الشغل من البلد يا ست سلمي هتاكلي وتلبسي الفستان الحلو اللي انتي لبساه ده منين ،، مش لازم بابا يشتغل عشان يجيب فلوس عشان تشتري بيها اللي انتي عايزاه .

انكمشت ملامح الطفلان قليلا، يفكرون في حديثها ثم اردف باسم : صح معاكي حق . لتؤيده توأمته بإيماءه طفولية بسيطة .

اسيل مبتسمة عليهم : يلا بقي انزلو وانا هاجي وراكو .

أومأ الطفلان ونزلو سوياً للأسفل ،، قامت اسيل من السرير وفور وقوفها داهمها الدوار فجلست مجدداً وهي تشعر ببعض التعب والإعياء ، فقررت عدم الذهاب للشركة فتوجهت للحمام وفعلت روتينها اليومي وارتدت ملابسها المنزلية ومشطت شعرها الكثيف والطويل ثم رفعته لذيل حصان وعقدته بخصله من شعرها ، ثم تركت غرفتها واتجهت للاسفل لتجد أختها تجلس مع والدهم لتجري علي أختها وتحتضنها بفرحة شدية .

اسيل بسرور وهي في احضانها : وحشتيني اوي يا سلوي ، كدي تغيبي عني الفتره دي كلها .

سلوي وهي تربت علي ظهرها : وانتي وحشتيني يا حبيبتي ،، ما انتي عارفة شغل أحمد ولازم يسافر كتير .

لتومئ اسيل بخفة وتردف بحماس : المهم انك جيتي انتي متعرفيش لما بتسافري انا ببقي مكتئبة ازاي .

كانت سلوي ستتحدث ولكن تحدث عزام بحزن مصطنع : يا سلام والقاعده معايا بتخليكي مكتئبه يا اسيل ماشي مخصوم منك اسبوع بحالو .

ليقهقه كلاهما وقامت اسيل من مجلسها في احضان اختها وجلست بجانب والدها واحتضنته واردفت : لا طبعاً يا زيزو مين قالك كدي بس .

ليبتسم عزام ويردف بإنتباه : انتي مش جاية الشركة ولا ايه ،، ايوة ما سلوي جات بقي .

لتردف اسيل نافية بضحك : لا والله يا بابا بس حاسة اني تعبانة شوية .

عزام بقلق : مالك يا حبيبتي تحبي اتصل بالدكتور .

اسيل بنفي : لا يا بابا ملوش لزوم انا هريح انهاردة وهبقي كويسة بكري انشاء الله .

اومأ عزام واردف بحنان : طيب يلا الفطار جاهز .

قام عزام وبناته الاثنان وتوجهُ ناحية السفرة واردفت اسيل لسلوي : حبيب خالتو الصغير فين .

سلوي بتلقائية : نايم فوق .

…………………………………….

 

 

 

في شركة فهد .. في تمام التاسعه كان عمار جالس أمام فهد علي أحد كراسي المكتب في انتظاره أن ينهي حديثه في الهاتف .

– هتروح دلوقتي مع السكرتير الشهر العقاري عشان توثق العقد بالبند الجديد ،، تحدث فهد بعد انهائه المكالمة بجدية وهو يقلب في الملفات أمامه .

عمار بجدية : تمام ممكن أعرف عقد إيه وبند ايه اللي هيتغير .

فهد بتنهد مخيف لتذكر أحداث البارحة : الصفقة بتاعة شركة عزام في بند مش موافقين عليه وعايزين يغيروه .

عمار بهدوء غريب وبعض السرور : ايه ده انت اتعاقدت مع شركة عزام .. مقولتليش يعني .

فهد وهو يقلب عينه : مجتش فرصة اقولك وبعدين انا مبشوفش حضرتك في الشركة عشان أقولك .

عمار وهو يتنحنح : طيب ماشي ،، ممكن أعرف بقي بالمهمة اللي هتكلفني بيها .

تنهد في خوف من فشل أخيه واردف بحدة : التعاقد ده لو خسرتو يا عمار لأي سبب من الاسباب مش هيحصل خير ف ياريت تكون راجل وقد ثقتي فيك .

اومئ عمار في خوف وهو يذدرد ريقه بتوتر ،، بينما تابع فهد بهدوء : انت عارف ان الخطة الجاية أميريكا عشان ندخل الأسواق الأميريكية وبقوة ونكتسح السوق هناك .

أردف وهو يومئ بنعم : أيوة عارف وأنت كنت هتسافر بعد اسبوع المفروض .

نفي فهد كلامه وتحدث بحزم : انت اللي هتسافر في اربع شركات هناك هنتعاقد معاهم فارس ( السكرتير ) هيكون معاك وهيكون معاك المدير المالي وفارس هيديك مواعيد المقابلات بالشركات دي … أنا لسة معرفش عروضهم ،، انت هتتدرس العروض واللي مش مناسب تزيله من ادامك واللي مناسب هتتعاقد معاه ،، اتمني متخيبش أملي وتبدأ مشوارك بإيديك في الصفقات دي .

تنهد عمار بهدوء وحك مؤخرة عنقه ليخفف من توتره واردف بهدوء : إن شاء الله هبيض وشك ،، بالنسبة للسفر هسافر في حجزك ولا هسافر امتي .

فهد وهو ينظر له لسبر أغواره مما اربك عمار فتنهد فهد واردف بجدية : أتمني يا عمار متخيبش أملي ، وبالنسبة للسفر انا أصلا حاجز بإسمك وهتسافر الاسبوع الجاي ،، ودلوقتي يلا أخرج عشان تروح مع فارس الشهر العقاري .

اومأ عمار وقام من مجلسه وودع أخيه بإحترام ثم انطلق خارجاً بخطواته المتهادية والشبابية و ما إن فتح الباب ونظر خارجاً حتي التف لفهد واردف بإنزعاج : إلبس يا معلم .

فهم فهد أخيه فتنهد بلامبالاه وسخرية وأردف بحدة : روح علي شغلك.

عمار بخفة : رايح يا عم متزوقش هي مش ناقصة أصلا ،، ثم ارتسمت علي وجهه ابتسامة مزيفة ما إن اقبلت عليه تلك الشابة بملابسها الفاضحة وهي تتحدث : عموري انت هنا .

فأومئ لها بإبتسامة مصطنعه : اه تصدقي بس ماشي اهه ،، ثم التف لفهد واردف بملامح تبعث له المواسيه ليقهقه فارس : انا ماشي انا . ،، ثم التف للشابة مرة أخري واردف : باي يا تمارا .

لترفع أصابع يديها وتحركهم بغنخ وتردف : باي يا عموري .

رحل عمار وهو يتأفف من تلك التمارا المزعجة والذي في نظره هي علكة لازقة ” فـ تمارا هي ابنة عمهم وهي المتبقية الوحيدة من عائلة الدين وقد خيروها بأخذ ميارثها أم تعمل معهم وهي اختارت العمل معهم متحججة بأنها ستصرف أموالها ولن تحافظ عليها ولكن كلاً من عمار وفهد يعرف نواياها جيداً فهي تريد فهد لها لوحدها لتكون لها ورث وثروة طائلة ولتضع يديها علي امبراطورية عائلة الدين ،، ويحمد عمار ربه أن والدتها ما زالت علي قيد الحياه حتي لا تنتقل للعيش معهم ويزداد الطين بله ” .

توجهت تمارا ناحية فهد بعد أن رحل عمار بخطواتها الغنجاء بملابسها الفاضحة العبارة عن قطعه ضيقة تصل بعد فخذيها بقليل باللون الازرق مع ظهر شفاف وهيلز بقدميها وجلست أمامه علي كرسي المكتب من دون أن يأذن لها فنظر لها بحدة ولكنها لم تآبه فهي بالنهاية ابنة عمه .

 

 

 

فهد بسخرية : ايه سر الزيارة السعيدة دي لمكتبي .

تمار بضيق : أكيد مش جاية العب ،، لازم تمضي الورق ده .

التقط منها الورق وتفحصه ثم وقع بإمضتهُ وأعطاهُ لها وسط صمت مريب ونظر لها بمعني أن ترحل ولكنها تجاهلت نظراته وأردفت بتلقائية : هنروح مصنع عزام انهاردة عشان نطمن علي المنتج ونشوف الآلات اللي بيشتغلو بيها .

سرح فهد عند ذكر عزام في تلك الجريئة التي أهانته ولم يرمش لها جفن وأخذ يتذكر خطواتها وهي تبتعد من أمام ناظريه في البارحة وكأنها تحدث الأن ،، أفاق من شروده علي صوت تمارا وهي تتحدث : فهد فهد روحت فين .

فهد بإنتباه : احنا لسا ممضناش العقد .

تمارا وهي تقلب عينيها : وفيها ايه كدي كدي هيتمضي ولازم نروح المصنع يبقي ليه التأجيل .

فكر فهد بروية وهدوء ثم ارتسمت ابتسامة ماكرة علي ثغره و اردف بخبث : موافق حددي الميعاد معاهم وبلغيني .

اومأت تمارا بهدوء ثم قالت في دلال : ماما عزماك انهارده علي الغدا وأصرت عليا اني مرجعش من غيرك انهاردة .

نظر لها بحدة واردف بسخرية : شوفيلك مكان بقي تنامي فيه انهاردة عشان انا عندي شغل ومش فاضي للكلام الماسخ ده . انهي حديثه بحدة مما جعلها ترتجف وجائت لتتحدث فقاطعها متحدثاً بحدة : اتفضلي علي شغلك وابقي اعتذري لألفت هانم عشان مقدرتيش تقنعيني .

نظرت له والشرر يتطاير من عينيها علي سخريته و خرجت مسرعه والغضب يعتليها من مكتبه …. بينما سرح هو في اجتماع البارحة وكيف كانت تلك الصغيرة تتحدث بجرأه أمام عينيه الثاقبة ابتسم علي قوتها وكبريائها التي لم ترد ان تحطمه بعد اعتذار ابيها ونفيها لاعتذاره ،، ثم ارتسمت ابتسامة ماكرة علي ثغره حين تذكر توترها من عينيه التي أكد عقله أنها أخافتهم .

…………………………….

في ڤيلا عزام كانت اسيل جالسة تتحدث مع سلوي وتلعب مع صغيرها عمر الذي يبلغ سنتين من العمر فقط بفرح وسرور .

سلوي بنكش : مدام بتحبي الاطفال كدي ما تتجدعني وتتجوزي عشان نشيل عيالك .

لتقلب اسيل عينيها وتتحدث بضجر : انا مش قولت مش عايزة أكلم في الموضوع ده .

سلوي بضيق عليها : ولحد امتي هتفضلي متعقدة كدي .

ابتلعت ريقها في مرارة واردفت : لحد ما ربنا يريد .

سلوي وهي تومئ : ونعم بالله ،، بكري ييجي اللي تحبيه وتتكفي علي وشك وتقولي لبابا والنبي جوزهوني .

لتضحك اسيل وتردف بدلال : يا حبيبتي انا الرجالة هما اللي ييجو لحد عندي ،، انا لا يمكن أعمل في يوم اللي بتقوليه ده .

ضحكت سلوي ايضاً واردفت بإبتسامة : بكري نشوف . ،، قاطع حديثهم رنين هاتف اسيل لتجد اسم ريتاج علي الشاشة فتجيب فوراً .

اسيل بجدية : خير يا ريتاج في حاجة .

ريتاج بتلقائية : اتصلو من شركة فهد بيه وقالوا انهم عايزين يشوفو المصنع انهاردة .

قلبت اسيل عيناها بضجر واردفت بملل : مش لما نمضي العقد الاول .

ريتاج : انا قولت كدي بس هما قالو ان العقد هيكون جاهز وهيتمضي ومفيش داعي لتأجيل أي حاجة .

اسيل وهي تومئ متفهمة : طيب تمام ،، بس انا تعبانة بابا يروح معاهم لاني مش هقدر .

ريتاج بأسف : بس عزام بيه مع الوفد الالماني في فندق توليب وكلمته وقال لو مش هتقدري تروحي نلغي الميعاد .

اسيل بتذكر وتعب : أيوة أيوة خلاص يا ريتاج أنا هاجي المصنع حددولك ميعاد ولا لأَ .

ريتاج : لا هما قالو اليوم مفتوح .

اسيل بهدوء : خلاص اديهم ميعاد بعد ساعتين وأنا هكون في المصنع خلال ساعتين ،، ولو سكرتير بابا متواجد خليه يسبقني علي هناك .

ريتاج وهي تومئ : ايوة موجود عزام بيه خد معاه المدير الاستشاري والمدير المالي .

اسيل بتعب : خلاص يا ريتاج تمام اقفلي انتي ومتنسيش تبعتي سكرتير بابا .

اقفلت اسيل الهاتف وانتقلت ببصرها لسلوي وأردفت بجدية وبعض التعب : أنا لازم أنزل المصنع ضروري .

سلوي بجدية هي الأخري : بس انتي شكلك تعبان أوي هتقدري تروحي المصنع .

اومأت اسيل واردفت بهدوء : أيوة أنا هاخد شاور وهكون كويسة وهما ساعتين زمن مش هتأخر .

اومأت سلوي وتوجهت اسيل متخذة السلالم لغرفتها ،، أخذت الشاور البارد لتنتعش لتخفف من تعب رأسها وهمدان جسدها وشعورها بالإعياء، ثم جففت شعرها ورفعته في كعكة فوضوية وامسكته بمشبك صغير ،، وارتدت ملابسها المكونة من فستان اوف وايت بأكمام ضيق يصل لركبتيها وارتدت هيلز طويل ( بوت ) باللون الاسود يغطي معظم رجليها ليظهر جزئ صغير بين الفستان والهيلز وارتدت معطفها الخفيف الاسود واخذت حقيبة يدها بعد ان وضعت مقتنياتها بها وتوجهت للاسفل .

 

 

 

– انا ماشية يا سلوي . ،، تحدثت اسيل وهي تنزل الدرج وتتوجه للباب ، لتدعو لها أختها الكبيرة أن يوفقها الله كأي أم تدعو لابنتها فاسيل بالنسبة لسلوي هي واحدة من ابنائها ، ابتسمت اسيل علي دعائها ورددت ” آمين ” ، ثم انطلقت بسيارتها للمصنع .

……………………………….

في شركة فهد ،، استقل كلً من فهد وتمارا المصعد للخروج من الشركة للذهاب لوجهتهم بعد محاولات تمارا المستميتة لإقناعه بالذهاب معه .

– انتي راحة فين مش معاكي عربيتك
نطق بها فهد بحدة ويكاد الشرر يتطاير من عينيه .

تمارا بخفة ودلع : وفيها لما أجي معاك احنا رايحين نفس المكان وهنرجع علي الشركة تاني .

فهد بضيق وفي نفسه : اللهم طولك ياروح ، ثم هتف صائحاً بإنزعاج : اتفضلي اركبي ، بس لو قلعتي الجاكيت يومك مش هيعدي انا متمشيش واحدة معايا بالمنظر ده .
ثم تحدث بضيق : الله يرحمك يا عمي .

لتبتسم هي بدلال ظناً منها أن عصبيته ما هي الا غيره عليها كما تذرع والدتها بداخلها وتركب في السيارة ليركب هو الأخر ويدير المحرك ذاهباً لوجهتهم .

بعد قليل وصل فهد بسيارته إلي المصنع وترجل من السيارة وتبعته تمارا ليقبل عليهم سكرتير عزام مرحباً : أهلا يا فهد بيه دقيقتين واسيل هانم هتكون هنا .

ليبتسم فهد بمكر وتتحدث تمارا بتهكم : هو من أولها كدي مش هيبقي في احترام للمواعيد مش حضرتكو بردو ..

قاطعها دخول اسيل عليهم الذي كان يتبعه نظرات فهد لها وهي تردف بهدوء من تعبها : اسفة إتأخرت عليكو .

تمارا بضيق وتهكم : والله بما أن من الأول مفيش احترام للمواعيد يبقي نفضها شراكة احسن .

نظرت لها اسيل شزراً وتعجبت من تلك الفتاه التي تنبح هكذا كالكلاب ،، نظرت لها من أعلي لأسفل ثم توجهت بنظرها لسكرتير والدها واردفت بهدوء : كل حاجة تمام .

ليومئ لها بمعني نعم لتلتف لهم وتتحدث بجدية : اتفضلو خلينا نبدأ جولتنا . ،، ثم تقدمت والسكرتير بجانبها ليقهقه فهد علي تلك النمرة الصغيرة ويتبعها تاركاين ورائهم انثي مشتعله من الغضب .

كانت اسيل تسير والسكرتير يشرح كل شئ فهي تشعر بأن حلقها جف والصداع بدأ يداهمها من صوت آلات المصنع ،، بينما كان فهد يشعر بشئ غريب بتغير حال تلك الصغيرة فجأه وكان يتابع الموقف في صمت ،، انتهت الجولة بالمصنع ثم خرج الجميع وتوقف فهد ينظر للافتة المصنع وهيئته الخارجية ليثني علي روعه تصميمه .

فهد بفضول وجدية : مين اللي مصمم المصنع ده .

السكرتير : المصنع ده من زمان اظن عزام بيه ممكن يكون عارف وممكن يكون شاريه كدي .

نظرت تمارا لاسيل التي كانت تلعب بقدميها في الارض واردفت بتهكم : وحضرتك مش عارفة يا اسيل هانم مش مصنعكو بردو .

لتنتبه اسيل لها وتردف : معلش بتقولي ايه .

 

 

 

تمارا بسخرية : لا من الواضح أن عقلك مش معانا خالص .

ليستغل فهد الفرصة ويكمل وهو ينظر لعينيها : اظاهر ان اللي باعتك معانا انهاردة كان سكران او ..

لم يكمل كلامه لانه لاحظ يدها التي ارتفعت لتهوي علي وجنته ولكن هيهات من انتي يا صغيرة لكي تتحدي النمر فلو لقبوكي بنمرة متوحشة فهو ملك النمور التي مهما كانت مكانتك ستخضعين له لو حتي كنتي متمرده من ورائه ولكن امامه ستكوني خاضعه فقط ،، صرخة صغيرة خرجت من شفتيها حين امسك بيديها ولفها بحيث لا تري وجهه ولوي ذراعها خلفها بخفة لتصيح بغضب بينما اندهش السكرتير و لكنه لم يتدخل خوفاً منه بينما ارتسمت علامات السخرية والسرور علي وجه تمارا.

اسيل بغضب مكتوم اكثر من تألمها البسيط : سيب ايدي .

قربها منه وهمس في اذنيها بصوت اشبه بالفحيح : مش فهد نجم الدين اللي تمدي ايدك عليه يا حلوة .

لتزداد هي غضبها فكيف يتجرأ ان يمسكها هكذا اولا وان يحدثها هكذا ثانياً لتردف بغضب عارم : سيب ايدي احسنلك ، أنت مفكر نفسك مين .

ليزيد من لوي ذراعها لترجع رأسها للخلف بألم ولكنها لم تخرج أي تأوه مش شفتيها لكي لا ترضي غروره المريض ليردف بنبرة تشبه زمجرة الأسد : ابقي فكري كويس قبل ما تتجرأي عليا يا .. يا نمرة . ،، ثم امسك مشبك شعرها و أزاله من شعرها لينسدل شعرها الحريري الكثيف علي ظهرها ويتطاير علي وجهه بفعل نسمات الهواء ليغمض عينيه من ذلك الملمس الجديد التي لم يعهدهُ من قبل ،، ثم تركها وأخذ يتمعن بمشبك شعرها الذي علي هيئة فراشة وردية وقد اجتاحته مشاعر غريبة جعلته يجهل عن تلك اليد الصغيرة الناعمة التي لمست وجهه بقوة لتنفتح عينيه علي مصرعيها ليلتف لها والغضب يجتاحه ،، امسكها من ذراعها بقوة وكان سيتحدث بغضبه العارم ،، ولكن قبل أن يتحدث وجد جسدها يرتخي بين يديه و هي تنظر له بأعين مشوشة وغير واضحة لتسقط مخشياً عليها بين يديه ليحاوطها بيده لكي لا تسقط ويصيح بقلق : اسيل.

أخذ يضرب علي وجنتها بخفة ولكنها لا تستجيب ليلاحظ حرارتها المرتفعه لينقل بصره للسكرتير ويردف بحدة : دي سخنة مولعه ، بيحصلها كدي كتير .

لينفي السكرتير كلامه وتتحدث تمارا بسخرية : انت مصدقها دي اكيد بتمثل .

ليرمقها بنظرات نارية أجفلتها ويضع يديه اسفل ركبتيها ويحملها متجهاً لسيارته ، اركبها بجانبه واحكم اغلاق حزام الأمان عليها وركب هو الاخر وادار المقود متحركاً ،، لتندهش تمارا وتصيح بذعر : فهد فهد أنت رايح فين وسايبني فهد .

ليتحدث السكرتير موجهاً حديثه لها : اتفضلي معايا عشان نلحقهم . ،، قالها وهو يشير علي سيارته المرسيدس لتتحدث بضجر وتعالي : انا اركب في عربية زي دي .

ليقلب عينيه بضيق ويردف : علي راحتك ، ثم توجه ناحية سيارته وادار المحرك متبعاً اياهم .

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

القراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عزف الروح)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *