روايات

رواية حصونه المهلكه الفصل السادس 6 بقلم شيماء الجندي

رواية حصونه المهلكه الفصل السادس 6 بقلم شيماء الجندي

رواية حصونه المهلكه البارت السادس

رواية حصونه المهلكه الجزء السادس

حصونه المهلكه
حصونه المهلكه

رواية حصونه المهلكه الحلقة السادسة

” خُذلان ! “

وقفت “ندي ” و هي تعقد حاجبيها بغضب و تطرق الأرض بقدميها بغل و حقد كيف لتلك المدلله أن تتواقح هكذا ؟! من الواضح أنها لم تتحمل طباع أخيها .. هل كانت تظن أنها سوف تظل بحياتها الورديه البريئه !!

ابتسمت بسخريه و هي تضغط بسرعه فوق الشاشه تزيل مكالمتها من هاتف “تيم” و هي تهمس لنفسها :

– كل واحد يتحمل تمن اختياره أنا ما صدقت أخدته .. أسفه مش هسيبه ليكِ تاني ياأسيف ..

ثم وضعت الهاتف بمحله متجه إلي الشرفه تمسك بهاتفها و هي تحاول أن تفهم الوضعيه لدي تلك المدلله من أخيها .. لحظات ليصلها صوته الهادئ الرزين مُتسائلاً بهدوء :

– عامله ايه ياحبيبتي ؟!

ابتسمت و هي تُجيبه بأعين قلقه من خروج زوجها بأي لحظه :

– أنا تمام ياحبيبي … أنت اللي عملت ايه بالظبط !!

وصلها صوته الهادئ و لازال يحتفظ بنبرته الهادئه يهتف باستنكار :

– أنا !!! وأنا عملت ايه متجوز وبقضي شهر العسل …

ثم تابع بمكر :

-زيك كده .. مش أنتِ مبسوطه برضه ياندي !!

ابتسمت علي الفور تقول بشغف :

– أكيد مبسوطه يافهد مبسوطه اوي .. خصوصاً إني بعمل زي مااتفقنا … تيم مش هيوصل لأسيف دلوقت خاالص أنا بعرف اشغله … بس قولي هي مالها أنت ضربتها تاني !!!!

استمعت إلي صوته يرد بجمود طفيف :

– ندي دي حاجه بيني و بين مراتي أظن إنك ماتحبيش اتدخل بينك و بين تيم !! مش عشان اتجسستي عليا المره اللي فاتت و سمعتي صوتها بتعيط يبقي خلاص هتتدخلي في كل حاجه تخصنا ..ولا ايه ؟!

عضت علي شفتها السفليه بتوتر و لم تخفي عليها نبرته التحذيريه بعد التدخل مره أخري .. لتقول و هي تبتلع رمقها من سماع زوجها و راحت نبرتها تتسم بالخفوت شيئاً فشيئ :

– أنا مقصدش أتدخل يافهد بس تيم لو شاف علامه واحده علي جسمها الدنيا هتتهد !

 

 

 

ارتفعت ضحكاته الرجوليه الصاخبه و هو يقول :

– متقلقيش مفيش حاجه هتبان .. مش أنتِ عاوزه تيم ليكِ و أنتِ اللي عرضتي عليا تبعدي تيم عنها عشان تعرفي تخليه ليكِ لوحدك !!

عقدت حاجبيها و هي تردف بخفوت :

– بس بلاش بالعنف ده يافهد .. يعني اعتقد أسيف بتسمع الكلام وشخصيتها ضعيفه هتعرف تشكلها زي ماتحب مش محتاجه ضرب .. مش فاهمه انت بت …

انقطع سيل اعتراضها و هي تسمعه يردف بصرامه و قوة :

– ندي عاوزه تيم ولا لا ؟!

أجابته بنبره متحديه قطعيه .. و غل أنثوي بائن … :

– طبعا عاوزاه هو مزودها في اهتمامه بيها ده أول يوم لينا مكنش شايف قدامه و كان هيتجنن عليها … تخيل أبقي في حضنه و هو بيقولي زفته أسيف ….

شعرت بتنهيده أخيها الحاره كأنه أمامها وهو يقول لها :

– شوفي ياندي انا مش فارق معايا تيم يعرف او لا .. أنا مش بخاف أنتِ اللي خوفتي و عرضتي إنك تبعديه عن أسيف و إنه سمع نبرتها و قلق المره اللي فاتت … لو حابه توقفي ده براحتك ..

عقدت حاجبيها تردف بسخط و غيره غاضبه :

– لا طبعاً أنت فاكرني جبانه زي اللي عندك .. أنا بعرف اخد اللي عاوزاه وأنت حر مع مراتك … المهم مااتضرش ويجي علي دماغي … أنا روحي في تيم يافهد لو حصله حاجه أو بعد عني هموت !!

أردف مسرعا بغضب :

– بلاش السيره دي ويلا قبل ما يسمعك زي ما سمعت اللي عندي … اقفلي عشان اشوف اللي اغمي عليها دي .. أنتِ قولتلها ايه صحيح !!

تنهدت بهدوء وقالت برويه وهي تستعد لانهاء المكالمه قبل خروجه :

-مقولتش حاجه .. فهمتها إنها انانيه يافهد وإن أخوها مش هيفضل ليها علي طول … خلاص بقي بتاعي .. !!

 

 

 

لحظات صمت من الجهه الأخري استمعت بعدها لصوت اخيها يقول مستفسرا :

-ندي أنتِ مش عاوزه تعرفي أسيف كانت بتعيط ليه !

صمتت لحظات وكأنها تقلب مسأله بعقلها .. لكن لا إن علمت سوف تدع مساحه للشفقه .. هي تعلم مدي ضعف شخصيتها جيداً و أنها بالطبع لم و لن تتطاول علي أخيها الشرس … لتقول بجمود فجأه :

– لا يافهد أنا عارفه هي قد ايه متدلعه ..

ثم أردفت بقلق مسرعه :

– تيم شكله خلص .. متنساش تقفل الزفت بتاعها .. يلا بااي …

أسرعت إلي الغرفه تجلس فوق الأريكة و هي تعبث بخصلاتها تنظر إلي الشاشه التلفاز البلازما بهدوء .. نظرت إليه و هو يخرج بالفوطه حول نصفه السفلي و يده تمسك فوطه صغيره لتجفيف رأسه لينظر لها مبادلها بابتسامه سريعه قبل أن يتجه إلي هاتفه لينتفض قلبها و تراقبه بتوتر ظناً منها أنه استمع إلي رنينه منذ مده ..

لكنه وقف يقلب به عاقداً حاجبيه ثم وضعه علي أذنه دقائق و تركه يزفر بنفاذ صبر و غضب ليُباغتها بسؤاله و هو يكمل عبثه بالهاتف :

– أخوكِ مااتصلش النهارده برضه !!

أجابته بهدوء تام و نبره ناعسه :

– لا ياحبيبي ..

نظر إليها و هو يضع الهاتف علي أذنه لحظات ليُلقيه أعلي الأريكة بغضب وهو يقول :

– أنا مش قادر أفهم قافلين الزفت ليه طيب واخدينها معاهم ليه !!

ارتفع صدره و هبط و بدأت أفكاره تقوده إلي طريق آخر .. ماذا لو كانت شقيقته بمأزق ؟! لما يشعر بذلك الاختناق … لقد اشتاق إليها وإلي النظر إلي عينيها البريئه الصافيه … اشتاق إلي احتضانها بين ذراعيه و هي تهمهم بخفوت أنها لاتملك سواه !!

جلس أعلي الكرسي و هو يضع رأسه بين يديه يفكر بهدوء قبل أن يرفع رأسه إلي زوجته ناظراً لها بقوة :

– هو فهد ماكلمليش نهاائي !!

 

 

 

رفعت إحدي حاجبيها و قالت بنفاذ صبر :

– ياتيم بقاا انا زهقت .. يكلمني ليه وهو عارف أنه زيه زينا كلنا واخدين كام يوم نريح فيهم ونفصل عن الناس …

ثم وقفت و هي تزيح جسده للخلف قليلا ليتثني لها الجلوس فوق ساقيه محيطه عنقه العاري مكمله بهدوء و بدأت نبرتها الأنثوية بالتلاعب بأوتار قلبه :

– مع اللي بنحبهم .. !!

ختمت قولها بقبله صغيره أعلي شفتيه .. لكن هيهات فشقيقته الصغري تقلقه للغايه الآن مستحوذه علي عقله ليقول فجأه :

– مش يمكن فهد قفل من نفسه ال..

قاطعت حديثه تردف بغيظ … :

– وبعدين معاك ياتيم أنت وعدتني إنك مش هتتكلم عنهم ..

نظر إليها لحظات بصمت و هو يفك ذراعيها عن عنقه مردفاً بهدوء وهو يوقفها ويقف معها :

– انا وعدتك اني مش هضايقك عشان غيرتك من حبي لأسيف .. لكن ما وعدتكيش إني هنسي اختي ومش هفكر فيها.. وإلا ابقي أناني وماستاهلش انك تحبيني ياندي … قولتهالك قبل كده بس واضح أنها مش غيره بس .. !!أسيف تبقي بنتي مش اختي بس .. حياتها كلها في حضني و جنبي حتي المدارس لولا أنتِ كنتِ معاها كنت متطمن طول عمرها هاديه ومبتحبش التعاملات والاحتكاك بالناس او بمعني اوضح بتخاف .. واللي حصلها زمان للاسف اثره لحد دلوقت جواها …. بس واضح إنك نسيتي كل ده لمجرد أنك عاوزاني ليكِ لوحدك و ده مش حب ده استحواذ …. اعرفي إني لو نسيت أسيف و خرجتها من حياتي زي ما أنتِ عاوزه … يبقي سهل اخرجك أنتِ كمان زيهاا… مانا ابقي ندل .. ومااستهلش حبك …

ثم ابعد جسدها الذي تجمد عنه و هو يمسك هاتفه مبتعدا به وقد بدأت أعينها تتوتر وتدمع .. رُباه إنه عشق محفور بثنايا قلبه .. يضيئ روحه … و ها هي تحاول اقصاء ذلك الضوء لتمر بطريقها !! انتفض جسدها و جلست فوق الأريكة بخوف ماذا لو علم تيم بما فعلت اليوم !!

-***-

 

 

 

جلس يراقب جسدها المتسطح فوق الفراش و دموعها تتساقط بصمت تام لم يعد جسدها ينتفض .. هي الآن تصارع روح بريئه داخلها تجمعت عليها نفوس وحشيه تنهشها ، صديقتها الوحيده كانت تتفنن بإبعاد شقيقها عنها …!!! لماذا .. ماذا فعلت لها !!! هل أبرزت حبها له بشكل زائد !! منذ أن استمعت إلي مكالمه الاخوين الشيطانيه و هي لا تستطيع تمالك نفسها … راح عقلها يحاول استيعاب ما قالاه … لقد كانت تعلم بضرب شقيقها لها !!!

تتلقي عقاب لما لم تفعله … تعاني بين ويلات دمار روحه بصمت .. لكن كانت تظن أن ابنه عمها إن علمت بأفعال أخيها سوف تنهره !! تبعده عنها !! تبلغ زوجها ليأتي و ينقذها من براثنه المتوحشه !! لكن هيهااات … لقد تلقت أكبر صفعات حياتها للتو …

رباااه …. ما ذلك الخُذلان !!!!!

دقائق صامته مرت علي تلك الغرفه الباهته .. الشاهده علي تفتيت روحها و دهسها أسفل أقدامه هو و شقيقته لتسمع صوته الساخر أخيراً و هو يقول بضحكات متتاليه :

– تعرفي … أنا آخر حاجه كنت اتخيلها هي عرض ندي المساعده .. و أنها تخبي علينا .. بيني و بينك .. مكنتش أعرف إنها بتحب تيم للدرجه دي !!

صامته .. جامده .. صماء …. بكماء … لم تتفوه بحرف واحد أمام سيل سخريته اللاذعه .. و عقلها يفكر .. هل الحب أن تدهس من حولها !! هل الحب يجعلني أخون و أترك من حولي يتعذب !!

استمعت إلي صوته الهامس بأذنها و هو يجذبها من ذراعيها بقوه اعتادت عليها ليعدل جسدها و يجعله مقابلا له بالفراش الوثير :

– عارفه أنا مش همد ايدي عليكِ ليه رغم إنك خونتي ثقتي فيكِ يابيبي ؟!

تابع بعد صمت قصير :

– عشان شايف إن ندي قامت بالواجب و زياده معاكِ … طول عمر البت دي شخصيتها جامده و بتمسك في الحاجه اللي عاوزاها .. مش جبانه مهزوزه الشخصيه وضعيفه زيك !!

نظرت إلي ابتسامته الساخره التهكميه و هو يقول :

– بس عجبتني دماغك اللي بدأت تشتغل دي .. تعرفي ندي عندها حق .. لو كنا اتقابلنا في ظروف أحسن من دي … كنت هشكلك زي مانا عاوز بسهوله .. ضعفك ده حلو أوي لياا .. ممتع !!!!

ارتفعت نبضات قلبها و هي لاتعلم كيف تدافع عن جسدها الصغير أمام همجيته .. لتسمع همهمه صغيره تصدر منه و هو يمرمغ أنفه بعنقها و شفتيه تعبث بجانب عنقها لتنتفض برعب و كادت تسقط عن الفراش ، تركها تلك المره لتلتصق بظهر الفراش محيطه ساقيها بذراعيها برعب تنظر له بهلع و قد عادت روحها المرتعبه إليها :

عقد حاجبيه من حالتها و هو لم يمسسها تلك المره .. لاحظ تلك النظره المشمئزه التي رمقته بها برعب … هل يُثير اشمئزازها ؟!! تلك الحقيره سليله الحقير القذز المتحرش بشرف أمه !!!

 

 

 

اندفعت الدماء بجسده و هو ينقض عليها غاضباً ممسكاً ذراعيها بعنف يصيح بهمجيه :

– قرفانه مني أنا يااروح امككك !! أنتِ اتجننتي !!!

هزت رأسها برعب بالنفي وهي لا تقدر علي الحديث إنها ذكري مريره تخشي أن تتفوه بها بل صارت تخشي مرورها بعقلها الباطن … راحت أعينها الباكيه تتوسله بالترك و جسدها المرتعب ينتفض بقوه انفجرت باكيه بشهقات مرتفعه تردف بخوف :

– أرجوك أنت مش فااهمني اناا اناااا بخااف !!! عاااوزه تيم !!

حاولت التملص منه و هي تصرخ بقوه مغمضه عينيها :

– سيبني ارجووك متجييش جنبي … عااوزه تيم … أرجوك ابوووس ايدك !!

راح جسدها ينتفض برعب حقيقي مُفزِع و قد استطاعت تلك الضعيفه أن تمس قلب الفهد بكلمات أمه المكرره الآن !

لا يعلم لما رفع جسدها الذي بدأ يسقط أرضاً من فرط رعبها و محاولتها المستميته بتركه إياها !! خفت يديه تدريجياً عنها .. و هو ينظر إلي انتفاضاتها و رعبها الذي أثار غضبه من شده ضعفها و وهنها ؟! لكنه شعر بالقلق إن تركها مرتعبه هكذا سوف يتوقف قلبها … كلمات مطمئنه خرجت من شفتيه بتردد و هو يعود بها إلي الفراش :

– خلاص … اهدي !! مش هلمسك !!!

نظرت له بعدم تصديق و هي ترمقه بخوف أثناء عودتها إلي محلها كما كانت و نظراتها ثابته فوقه ترمقه بشك خوفاً أن يُباغتها بضربه .. مرت دقائق ثقيله عليهما و هي تجلس كما كانت ضامه ساقيها الصغيره لجسدها تنظر تجاهه برعب صامت كجرو مذعور ….

لأول مره ذلك الشعور الطفيف بالندم يطغي علي غضبه ناحيتها .. ظل واقفا محله يرمقها بنظرات صامته إلي أن شعر أن عليه الهروب من أمام عينيها اللوامه بصمت .. هي تخشي حديثه … لكنه طالما كان بارعا بفهم النظرات لقد كانت طفولته كلها تفسيراً لنظرات أم مقهوره .. تذكره بها الآن تلك الصغيره …..

 

 

 

اتجه إلي الأريكة أمامها و قد بات يقلق بتصرفاتها المريبه هو اقترب منها أكثر من مره ماذا جد بالأمر لتفزع هكذا !!! جلس أعلي الأريكة يراقبها و هي تنظر إليه بضعف و أعينها تذرف دموع ضعفها .. ضعفها أمام طغيانه تاره و تاره أخري لحزنها من شقيقته القويه كما يدعي …

رفع جسده فوق الأريكة يتسطح علي ظهره و هو يوجه نظراته لها يقول بصرامه ارعبتها :

– لو فكرتي تكرري الحركه دي تاني اعرفي أن ده اخر نفس في حياه أخوكِ … ماهو لو مطولتكيش هطلع قرفي فيه هو ….

يعلم جيداً وقع كلماته عليها و أنها لن تفعل ما يغضبه من أجل حبها لأخيها …

انتفضت من نومتها المتكوره أعلي الفراش .. و هي تستمع إلي صراخ قوي و هزات الأريكة أمام أعينها بالظلام الدامس … ارتعبت لتضيئ الاباجوره بجانبها تنظر تجاه الأريكة برعب لتجده نائم ينتفض بخوف !!!!

فهد يخااف !!!!! أجل لقد أوضحت كلماته المستغيثه حالته !!! لقد كان يترجي أحد … إنه يحدث له كوابيس مثلها !!!! هل لديه رعب منذ صغره مثلها !! لكنه قوي .. قوي للغايه !!

بدأت صيحاته بالارتفاع لتتجه إليه بخوف تراقب العرق المتصبب من جبينه و صوته المبحوح و تلك الدمعات الخفيفه اللامعه أعلي لحيته الكثه !! يبكي !! هل هي تحلم !!! إنه المرعب .. هل يبكي كما ابكاها !!! هل هو انتقام رباني لها !!! عضت علي شفتيها بخوف من حالته و هي لاتعلم هل تفعل مثل اخيها بتلك الحاله و توقظه تعطيه بعض المياه !!!!! ام تتركه ليعاني و يتعفن بمحله كما كان يتركها فور أن يفرغ من تعنيفه الجسدي لها ….

أفاقت من حيرتها علي صوته الجهوري الغاضب

– لا لا مش هسامحهم ابداااا .. هاخد حقكككك !!!

 

 

 

بلمح البصر وجدته يفتح عينيه و نظراته الغاضبه الثائره موجهه إليها وحدها … بالطبع من سوي تلك الضعيفه يدفع ثمن مالاذنب له به .. متحملا عنفه و قسوته …. شهقت برعب من خضتها و تلقائياً سحبت جسدها للخلف .. وقد ارتعبت من هيئته المشعثه و جسده الغارق بالمياه و أعينه الحمراء من شده غضبه الموجه ناحيتها .. !!

هزت رأسها بالسلب و هي تعود للخلف ..ليستقيم فجأه ممسكاً بمعصمها بمباغته سريعه قبل أن تفر من أمامه … لتعقد حاجبيها منتفضه برعب حين في قربها إليه هامساً بجمله واحده بأذنها :

– سمعتي إيه !!!

اتسعت أعينها هو يرعبها هكذا من أجل معرفه ما سمعته من كابوسه !!! لكنها صرخت حين ضغط علي خصرها بعنف لتسرع قائله بنبره لاهثه من فرط رعبها لتتفادى غضبه :

– مسمعتش غير .. مش هسامحهم و هاخد حقك !!

لحظه واحده مرت و كانت أنامله تترك أثراً واضحاً علي وجهها البض من شده صفعته …

حاولت الابتعاد و هي علي يقين أنها لم تكن سوي بدايه لغضبه الساحق لها و لجسدها الصغير .. لكنه جذب خصلاتها يصيح بعنف :

– عارف شوفت ايه يابيبي … !! شوفت أمي … و هي نايمه ميته قصادي وأنا معرفش هي ساكته كده ليه … عارفه شوفت ايه كمان شوفت ابويا وهو بيبكي زي الأطفال من حبروت ابوكي ال ×××× … وبيلومني عشان مافرطش في حقه !!!! تعرفي انه كان بيقعد يبكي زمان برضه قصادي !!!! تعرفي أنه مات بحسرته بسببكم وعشان انتوا تعيشوا مرتاحين !!! تعرفي انه حتي لما امك ماتت و كان فاكر ابوكي هيتكسر لقاه بيفتري أكتر …. تعرفي انه كتب كل ده بدموع عينيه في مذكراته !!!

صفعها بغضب و هي تشهق بعنف من أسلوبه المباغت اللعين :

– تعرفي إني مقهور عليه و عليها و علي نفسي !!!!!

صفعه أخري و آخري بكل كلمه …

– تعرفي إني مش عايز أعمل فيكِ كده ! بس معنديش حلول تاااااااني !!!!! ندي هتموت لو خدت منها اخوكِ !!!!! مفيش غيرك قصاااااااادي !!!!

 

 

 

ذرفت عينيها دموع القهر و الخوف و الرعب مما قد تؤول إليه حالته تلك إنه يفرغ بها شحنه غضبه من حلمه …!!! ألا يكفيه ما يفعله كانت تظنه عفا عن روحها البريئه المُنهكه لكنه مخادع كاااذب !!!

أسقطها أرضاً يركلها و قد بدأت خلاياه تستعيد صور ذل الماضي وقهره … بدأت الصوره تصبح ضبابيه أمامه و هو يصيح ويجأر بصوته المروع لها :

– قتلهم كلهمممممم … موتني معااهم !!!! بتطلبي الرحمه من واحد ماشفهاااش !!!! أنتِ كان عندك أخوكِ يلحقك ويحاوطك !!!! اما ملقتششش حد …. أبوكِ نهبناااااا و قتلهممممم !!!!

تسارعت وتيره أنفاسه و هو يراها مستسلمه لضربته و من الواضح أنها اعتادت و لن تقاومه ابداا …. لقد قبلت دور الضحيه بصدر رحب كعادتها الضعيفه أمامه … صرخ بها يجذبها إليه بقوه من خصلاتها و هو يصيح :

– لااا ماتستسلميش كده يابييي …. أنا هخلي ايامك كلها سوااااد و أخوكِ تحت نفس السقف بتاعنا ..

اتجه بها إلي المرحاض يدفعها بغضب صارخاً :

– نص ساعه تكوني مخلصه شاور داافى كده … عشان نرجع مصر … نفتح الموبايلات كفايه أوي كده … وصلت للي عاوزه هناا منككك !!!

لاتعلم ما الذي وصل إليه معها … لا تعلم سوي أنها ترتعب من تهديداته لكنها سوف تعود .. سوف تري أخيها و عائلتها التي ظنت أنها لن ترااهم ابداااا …. و ذلك أكبر حافز لها لتقف و تتحمم مسرعه … لتعود إلي أراضي الوطن غافله عما ينتظرهااا !!!

-***-

وقف “تيم” مذهول و هو يقرأ رساله شقيقته له و التي رآها فور استيقاظه ليبعد زوجته عن أحضانه معتدلاً يحاول الإتصال .. لكنه مغلق كالعاده !!!

زفر غاضباً و هو ينظر إلي كلمات اخبارها بعودتها للبلاد باندهاش هي إلي أمس تغلق هاتفها من أجل لحظات فريده مع زوجها كما يزعما و الآن و بالصباح الباكر قررا العوده !!

هب واقفاً و هو يتواصل مع مديرة أعماله ليطمئن أن الأعمال تسير علي ما يرام و لا يوجد شيئ طارئ بأحوال العمل تستدعي عوده مفاجأه ..

كانت محادثاته تحت أعين زوجته المترقبه برعب مما يحدث و لا تعلم هل هو عرف شيئ و يتأكد منه !! هل تواصل مع أحد !! هل و هل ؟! لتنتفض من الفراش بغضب و هي تسمعه يحجز للعوده للبلاد !!!!

صاحت غاضبه بانفعال وجسدها ينتفض بثوره عارمه :

– فيه ياتيم نرجع فين ومش معاك بني ادمه تاخد رأيها !!!

 

 

 

نظر لها بغضب و صاح منفعلاا :

– أنا كام مره اقولك صوتك ما يعلاش علياااا !!!! و أيوه هنرجع أسيف بعتت رساله إنهم راجعين فجأه وأنا لازم اشوف اختي الصغيره فيها ايه !!! أحوالها كلها بقيت غريبه من يوم مااخوكِ بقي معاها !!!

اضطرب تنفسها وهي تسأله بتوتر :

– أحوال غريبه ازاي !! واحده مع جوزها في شهر عسل عاوزها كل شويه تكلمك ؟!

ابتسم بتهكم و سخريه :

– بقي أسيف اللي مبتعرفش تقعد يوم منغيري تعرف تقفل الفون بتاعها ٣ اسابيع … إلا لو كان أخوكِ واخده منها و بيستغل طيبتها !!

أجابته ساخره و هي تعقد يديها أسفل صدرها متهمكه :

– اه تقصد ضعف شخصيتها !! يعني كلها تحليلات منك و هتلاقيها كلها غلط !

امسك ذراعها بعنف وهو يصيح غاضباً :

– أختي مش ضعيفه الشخصيه ياندي انا مش هسمحلك باي اهانات ليهاا … اللي اسيف مرت بيه وهي صغيره أنتِ لو مكانها مكنتيش هتعيشي لدلوقت منه !!

تأوهت وراحت تذرف الدموع تعتذر عن غضبها قائله :

– أسفه ياتيم بس احنا لسه في بدايه جوازنا .. وكان نفسي اكمل الكام يوم دول معاك قبل مانرجع للزهق تاني !!

لم يجيبها من فرط غضبه و حزنه من وصفها لشقيقته بل تركها و اتجه إلى المرحاض يصفع الباب بغضب خلفه تاركاً إياها و هي تمسك هاتفها بتوتر تدعو سراا أن يكون شقيقها متحكم جيد بلسان البريئه …. و إلا سقطت من الهاااويه !!

-***-

 

 

 

مر أسبوع و قد عاد الأحفاد إلي أعمالهم بعد أن اطمأن “تيم” علي شقيقته و تأكد انها بخير و لم يكن هاتفها المغلق سوي للاستجمام و قد طمأنته بنظراتها الحانيه أنها بخير .. لكن تلك الكوابيس التي بدأت تهطل عليه .. يراها مقيده و نصل حاد فوق رقبتها و هي تنظر ناحيته بأعين مذعوزه و لكن يال العجب لقد زينت ابتسامتها ثغرها الوردي الجميل و كأنها تطمئنه رغم رعبها !!!

انتفض من فوق فراشه لتعتدل “ندي” بدورها و هي تراه يلهث بعنف صارخا باسم شقيقته لتربت علي كتفه مهدأه إياه و هي تهمس له برقه و صوت ناعس :

– اهدي ياحبيبي ده كابوس أسيف بخير … !

نظر إليها لحظات صامته … هو يعلم يري تلك الفجوه فيما بينهم … يري أن زوجته لم تعد تحادث شقيقته حتي .. بل و أن أسيف تتجنب وجودهم معااا .. و بالطبع تتجنبه هو أيضاً و قد تعمدت “ندي” الالتصاق به طالما هو بالمنزل ….

وقف من الفراش يزيح خصلاته و هو يري إبريق المياه فارغاً .. و هو بالاصل بحاجه لاستنشاق الهواء .. !!

اتجه إلي الخارج و هو يقول بهدوء :

– اسف إني خضيتك أنا رايح اشرب …

و لم ينتظر إجابتها امسك تيشيرته الخاص يرتديه و هو خارجاً من الجناح بأكمله .. كاد يهبط الدرج .. لكن صوت صفعه الباب القاسيه بالأعلي .. هزت قلبه !!!

هل هو يهيأ له…. ام أنه باب جناح شقيقته !!!

قادته قدميه إلي الأعلي بخطوات مسرعه قلقه … و هو لا يعلم هل من الصحيح ما هو مقدم عليه .. لكنه يريد الاطمئنان فقط !!!

وقف بالخارج و كاد يقرع الباب لكن تلك الصرخه المدويه التي قُتلت في لحظتها و كأن أحدهم كتمها جعلته يطرق الباب بقوه محاولاً فتحته و قد تبين أنه موصود ليصيح صارخاً و هو يركله :

– افتح الباااب ده !!! أسييييف !!!!

 

 

 

لم يجد اجابه ليعيد مره أخري و قد قرر كسره صارخاً باسمهاا و قد اشتعلت أنوار القصر و الأبواب تُفتح بأعين ناعسه من ذلك الصوت الصارخ لابنهم بتلك الساعه المُتأخرة !!!

– أسييييف !!!!

كان أول الحاضرين” نائل ” تتبعه “ندي” و هي تحكم اغلاق روبها .. تبعتها العمه “سمر ” و العم “مراد ” و أخيراً
” الجد والجده ” اتسعت أعين الجميع وصاح “مراد” مستنكراً مما يفعله “تيم” يقول بغضب و صوت أجش يحمل آثار النوم :

– في ايه ياتيم ايه اللي بتعمله ده متوصلش لكده يااخي !!

لم يجيبه بكل كاد يعود للخلف ليكسر الباب لكنه انفتح … و خرج الفهد من عرينه !!!

ازاح “فهد” خصلاته للخلف و هو يميل برقبته بابتسامه بارده عاري الجسد يرتدي فقط بنطاله القماشي المنزوع منه حزامه !!!!!

أفاق من النظر له علي صوته الساخر :

– ايه ياتيم اللي بتعمله ده !! حد يخبط بالليل علي الناس كده !! هو الواحد ملهوش خصوصيه مع مراته !!!

نظر “تيم” إليه بنظرات حاده مستنكره و هو يردد أثناء محاوله من عينيه للنظر داخل الغرفه التي يسدها ذلك الوحش بجسده :

– فين أسيف انا سمعت صرختها من شويه !!

أغلق “فهد” عينيه بغضب و هو يقول بانفعال ساخر :

– و بعدين بقي في التهيؤات دي .. انت محتاج تروح تتعالج خلي بالك !! أختك نايمه جوا !!

عقد “تيم” حاجبيه وقد بدأ يندهش من نبرته الواثقه هل هو يتهيأ له من كابوسه لتتجه إليه “ندي” بغضب تقول بانزعاج :

– ايه ياتيم مش كابوس ده اللي يخليك بالحاله دي !! ايه الفضايح دي !!

عقد الجد حاجبيه يصيح بغضب :

– فيه ايه ماحد يفهمنا صحتونا من النوم عشان كوابيس !!! انتوا اتجننتوا !!

تأفف “نائل” و هو يتثأب مرددا بمزاح :

– انا قولت الجوازتين دول مش هينيمونا محدش صدقني !

كاد “تيم” يتحرك وزوجته تزجره بغضب لكن لحظه .. لقد لمح شيئ أحمر بيده !!!

دماء !!! اللعنه .. انها دماء صرخ متقدما منه يمسك يده بغضب :

– ده دم !!

 

 

 

توترت الأجواء بكلمه واحده من الأخ المرتعب .. اتسعت النظرات تجاه “فهد” الذي نفض يده بغضب و صاح به و كاد يغلق الباب :

– انت هتحقق معايا … اوعي !!!!

ركل “تيم” الباب بقوه و هو يزيحه ثائراً .. يصرخ به :

– عملت فيها ايييه !!

ازاحه للداخل و هو يتصارع معه بجسده دخلا إلي الجناح وياليته لم يدخل … اتجهت العائله مسرعين خلفهم وعلي الضجيج بالمكان لكن شيئ واحد فقط جعل الجميع يتوقف .. أنات ضعيفه !!

شقيقته الغاليه ..!!!! ابنته الروحيه !!!!! قطعه قلبه مُلقاه علي الأرضيه الرخاميه الفاخره .. وجهها تكسوه الدماء جسدها الصغير مليئ بالكدمات و أعينها اللامعه بالدموع تعافر للبقاء يقظه … شُل جسده .. و هو يعود إلي الخلف بجسده تاركاً ذاك المفترس بأعين متسعه مذهوله و أنفاسه توقفت عن الخروج فارغاً شفتيه من هول ما رأي !!!!

إنها أسيف الصغيره !! البريئه !!! ملكه قلبه المتوجه !! مددلته الغاليه !!!!! مُلطخه بدمائها !!!! لم يستمع إلي تلك الشهقات و ذهول الجميع ….

ساقته قدميه إليها و هي تحاول رفع يدها أو تحريك أي جزء من جسدها … لكنه كان مُحال بتلك اللحظه المُذله لها !!! رأت الشفقه بأعين الجميع … رآها الجميع مذلوله و مرعوبه لثاني مره بحياتها !!!!!!!

الأولي جعلت منها فتاه خائفه تستظل بأخيها .. أما تلك الله وحده أعلم بها !!

لحظات نظرت بها داخل أعينه بنظرات مُبهمه و أنفاسها تضعف شيئاً فشيئ شعرت بيد العمه تتجه لذراعها الذي من الواضح أنه قد كُسر تلك المره .. و آخر مارأته هو اندفاع شقيقها تجاه ذلك المدنس يصرخ غاضباً :

– هقتلكككككك ياابن الكلبببب !!!!!!!!

لتتعالي الصرخات و الأيدي معااا وتنغلق عينيها بصمت و سكون تااام !!!!!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حصونه المهلكه)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *