روايات

رواية ماتشو الفصل الرابع 4 بقلم هدى مرسي

رواية ماتشو الفصل الرابع 4 بقلم هدى مرسي

رواية ماتشو البارت الرابع

رواية ماتشو الجزء الرابع

ماتشو
ماتشو

رواية ماتشو الحلقة الرابعة

فزع الثلاثه واسرعو الى الاعلى وارسل حازم لهشام الذى اتى مسرعا،وفزع عندما راها قائلا : ايه ده ايه اللى عمل فيها كده؟
شهد ببكاء : معرفش اخدت حبايه مهدأه وفجأه وقعت فى الارض، شلنها انا ولمار وحطنيها على السرير، وماما حولت تفوقها بس مفيش فايده .
اقترب هشام وفحص نبضها قائلا : هى اكلت ايه الصبح ؟
شهد بحزن شديد: مأكلتش اصلا من امبارح ملهاش نفس .
اخذ نفس وزفره واستأذن وذهب الى غرفته احضر حقيبته، اخرج منها دفتر وكتب بعض الادويه، واعطى الورقه لاخيه سيف وطلب منه احضارهم، واخرج حقنه من حقيبته واعطها لشهندا، ونظر الى والدتها مطمأنً : متقلقيش هى عندها هبوط شديد، والعلاج اللى خدته زوده شويه .
هزت رأسها بالموافقه والدموع تنهمر من عينها، نظرت تجاه ياسر الذى يقف عند الباب محاولا ان يدارى ألمه وحزنه، واشاحت وجهها ناحيتها وهى تمنع الكلام من الخروج من فاها، كانت لمار تقف وهى تشتعل غضباً ودموعها لاتتوقف رغم محاولاتها منعها، فهى لا تتحمل رؤية اختها هكذا، وهى لا تستطيع فعل لها شئ، اقترب هشام من والده وهمس اليه ببعض الكلام، وعاد الى جوار شهندا، لحظات واتى سيف ومعه الادويه بدأ هشام فى تعليق المحلول قائلا : معلش يا جماعه بعد اذنكم تسيبوها ترتاح الزحمه دى مش كويسه عشانها .
بدأ الجميع فى التحرك والابتعاد، فكل من بالمنزل كان اما داخل الغرفه او على بابها، ظل ياسر مكانه لايريد الذهاب، حتى رمقته ماجده بنظرتة اتهام لم يتحملها، تحرك مسرعا ونزل للاسفل لحق به اخويه،وقفا الى جواره ربت عمر على كتفه : متقلقش هتخف وتبقا كويسه بامر الله .
حازم : ممكن ندخل المكتب نتكلم شويه ؟
اخذ ياسر نفس وزفره وهز رأسه بالموافقه، جلسو الثلاثه بالمكتب نظر حازم اليه قائلا : انت بعد كل السنين دى لسه متعلمتش الدرس؟ لسه زى ما انت متغيرتش؟ حرام عليك ايه اللى وصلت له بناتك ده؟ ليه كده … ليه فاهمنى ايه نسيت اللى حصل زمان ؟
نفخ ياسر : منستش وعشان مقررش اللى حصل كان لازم اشد على البنات، لازم احميهم حتى من نفسهم .
صدم حازم : تبقا متعلمتش، اللى حصل زمان انت اللى كنت غلطان فيه، انت اللى عملت المشكله لو لسه فاكر .
ياسر رافضا : لاء هى اللى غلطت هى اللى كلمت ولد، وده كان رد الفعل الطبيعى اللى لازم اى اخ دمه حر يعمله .
نظر اليه عمر مستنكراً : لاء طبعا كان المفروض تفهم الاول، الولد هو اللى كان بيجرى ورها وهى مكنتش بتعبره، انت اللى فهمت غلط .

 

 

 

ضرب ياسر بقبضته على الطاوله: لو كنت غلطان مكنتش وافقت لما جه خطبها، كل كلامكم مدخلش دماغى هى غلطت واحنا اللى اتعقبنا بغلطتها .
وقف حازم غاضبا: عمرى ما كنت اتخيل انك لسه زى ما انت .
قام عمر وربت على كتف حازم قائلا : اعد طب واهدى، احنا مش قولنا مش هنفتح فى القديم،وبعدين احنا فى بناته دلوقتى .
جز حازم على اسنانه : ماهو ده نفس اللى حصل زمان، اتسبب زمان ان الكلب ده ضرب اختك وهى حامل، ودلوقتى بنته كانت هتموت نفسها بسببه .
نظر اليه ياسر مصدوما : تموت نفسها بنتى مؤمنه وحافظه للقرأن، ازى تفكر فى حاجه زى دى،لاء انت فاهم غلط اكيد غلط .
جز حازم على اسنانه محتدا: لاء مش غلط هشام هو اللى قالى، ومرضيش يقول لامها عشان متتخضش، وحالتها النفسيه وحشه جدا،ده طبعا غير لمار اللى شكلها ولبسها محدش فاهم ازى تبقا دى بنتك اصلا .
قبض ياسر على يده واخذ نفس وزفره متألما : اه ماهو كل اللى احنا فيه ده من لمار، واللى حصل لها كسرنا كلنا هد كل حاجه .
ابتلع غصةً فى حلقه وطأطأ رأسه،ونفخ فبداخله جرحٌ ينزف امتلاء بالقيح ولايستطيع ان يلتأم، شعر حازم وعمر ان الامر كبير وما يتحمله ثقيل جداً، ربت حازم على كتفه قائلا : احكلنا احنا اخواتك ونشيل معاك ونخفف عنك .
نظر اليهم وتردد هل يحكى لهم ام لا، ظل على هذا الحال للحظات واخذ قراره وبدأ يقص عليهم ما حدث .
…………..
طلبت لولو لمار لكنها لم تجب فجلست على الاريكه فى البهو، شردت قلقاً عليها، جلس ايفى بجوارها قائلا : هل يمكن ان اتحدث معكى ؟
فانتبهت لوجوده الى جوارها فانتفضت واقفه، فهز رأسه مستنكرا : لم اقصد اخافتك اردت التحدث معكِ .
تنحنحت قائله : كنت شارده ولم الاحظ وجودك لهذا فزعت .
اشار بيده الى الاريكه الى جواره قائلا : اجلسى اود التحدث اليكِ .
اشارت بيدها : هل يمكن الابتعاد قليلا لا يمكننى الجلوس هكذا .
فابتسم وافسح لها مساحه فجلست بعيد عنه فى طرف الاريكه، ابتسم ونظر لها قائلا : منذ ما حدث عند حوض السباحه وانتِ غاضبه منى، لم اكن اقصد ان اضمك، الامر انك اقصر منى كثيرا،وشعرت انى سأقع، فلم اجد حل سوى الامساك بكى، كى لا نقع سويا فى الماء .
اخذت نفس وزفرته فكلامه صحيح، هى لم تستطع التوازن ولولا ما فعل لوقعت معه فى الماء، نظرت اليه بخجل قائله : لا مشكله لم اعد غاضبه ولكنى اخجل من الموقف، رجاًء لا تطلب منى مساعدك فى الخروج من الماء مره اخرى ؟
فابتسم قائلا : بعد ما حدث لن اطلب، لا تقلقى .
فابتسمت هى الاخرى، اتا جيهان وجولناى اليهم، فهم كانا يقفان فى الاعلى يشاهدانهم، ابتسمت جولناى قائله : جيد ان الامر قد انتهى ما رأيكم نعد الطعام معا احتفالا بذلك .
اكمل جيهان : ونسهر اليوم نشاهد التلفاز معا .
تحمس ايفى قائلا : نعم جولناى تعد لنا الفشار ونجلس نشاهد معا .
ابتسم جيهان متحمسًا وهو يشير بيديه: هيا هيا بسرعه جميعا الى المطبخ .
قامت لولو وايفى معهم ودخلوا جميعا المطبخ وبدأو اعداد الطعام وهم يمرحون ويضحكون .
……………..
ظل هشام بالغرفه مع شهندا اتت والدته وهى تلهث قائله : مالها شهندا يا ماجده اسراء اول ما قالتى جيت جاري سلامتها الف سلامه .
ماجده ببكاء : الحمد لله كل اللى يجى من عند ربنا خير، تفوق بس وكل حاجه هتبقا كويسه .
ربتت على كتفها : بامر الله .
نظرت لها ماجده ولحالها فهى تاخذ نفسها بصعوبه قائله : مكنتيش قومتى من سريرك وانت تعبانه كده، روحى ارجعى ارتاحى وانا اول ما اطمن عليها هجيلك اوضتك اطمنك، مش عارفه اسراء قالتلك ليه بس ؟
ايناس معاتبه : يعنى تبقا شهندا تعبانه ومتقوليش، ازى انا اللى كنت هزعل منها،وكمان انا بقيت احسن كتير الحمد لله، المهم بس نطمن على شهندا .
بدأت شهندا تستعد وعيها وتفتح عينها، نظرت الى المكان حولها، وتساقط الدموع من عينها وكأنها ماكنت تريد العوده الى الحياه، اقتربت منها شهد ومسحت على شعرها وهى تبكى : الحمد لله فتحت عنيها (نظرت اليها) شهندا عامله ايه دلوقتى ؟ عامله ايه ياحبيبتى كده تخضينا عليكِ؟
اخذت نفس وزفرته بصعوبه، ونظرت اليها بأعين حزينه مكسوره، وهزت رأسها دون كلام، واشاحت نظرها بعيداً وهى تتنهد بألم ووجع، فداخلها يقطر الما من شده مابها من كسره وحزن، شعر الجميع من نظرتها بألمها ولكن لا يملكون لها شئ، فهو والدها ربتت ايناس على كتف ماجده قائله: الحمد لله فتحت عنيها وان شاء الله تفوق وتبقا تمام .
هزت ماجده رأسها بانكسار فهى تعلم ان الامر اكبر مما تظن، تنحنح هشام قائلا : طب يالا يا ماما انت واسراء ونسبها ترتاح، هى محتاجه للراحه وانا هاجى بعد شويه اشوف اخبار المحلول ايه .
وكان يومأ لها برأسه ففهمت انه يريدها ان تتركهم وحدهم، هزت رأسها قائله: طب انا هسيبك وابقى اجى اطمن عليكى تانى .
تنهدت ماجده : خليكى انت تعبانه كفيا انك قومتى من سريرك .
نظرت ايناس على حالتها وهزت رأسها حزنا عليها وتنهدت: ربنا يقومهالك بالسلامه حبيبتى .
تركتهم وخرجت هى وهشام واسراء، قابلهم عن الباب مهند وفهد نظر اليهم فهد قائلا : هى عامله ايه دلوقت ؟
تعجب هشام من سؤاله لكنه فكر انه سؤال عادى، ابتسم : الحمد لله احسن شوية وقت وهتقوم .
مهند : ينفع ندخل لهم ولا بلاش دلوقت ؟
هشام : لاء مش هينفع خليها بكره .
نظر اليه مهند فى حزن : انا حاسس بالذنب عشان كنا معاهم فى الجنينه وعمى زعق لهم بسببنا .
ربت هشام على كتفه قائلا : انتو ملكوش ذنب عمى هو اللى بيفكر غلط .
هزا الاثنان رأسهم وتحركا لنزول الدرج، هزت ايناس رأسها قائله : هو لسه زى ماهو متغيرش بيعيد اللى حصل زمان .
فكر هشام : هو ايه اللى حصل زمان ممكن تحكيلى ؟
تنهدت بحزن والم : تعالى معايا افرد جسمى على السرير واحكيلك .
هز رأسه بالموافقه ودخل الى غرفتها، نزل فهد ومهند الى الاسفل، نظر فهد الى مهند قائلا : تفتكر لو طلبت شهندا من عمى دلوقتى ده يحسن من حالتها النفسيه ؟
تعجب قائلا : هو انت لسه تعرفها عشان تخطبها، ادى نفسك فرصه تعرفها شويه حتى .
– : مش مهم انا عرفت عنها اللى يخلينى اتمسك بيها .
زادت دهشته قائلا : مش فاهم انت عرفت عنها ايه .

 

 

ثم ادرك طريقة تفكير اخيه واكمل : اه انت عجباك عشان هى شخصيتها ضعيفه، مش انت ديما تقول كده ؟
ابتسم : ايوه طبعا عشان تبقا طوع ليا، وتنفذ اللى انا عايزه منغير مناهده .
تافف قائلا : انت فاهم غلط، الست مش لعبه تحركها زى ما انت عايز، الست لازم تبقا كيان يكمل كيانك، عشان تكون اسره سويه تفيد المجتمع، مش تبقا عبئ عليه .
اشاح وجهه عنه قائلا : بقولك ايه بلاش الكلام الفارغ ده، انا مقتنع باللى بقوله، وهخطبها من عمى كمان، تصدق انا غلطان انى سألتك اصلا .
وتركه وذهب وهو ينتوى خطبتها من عمه فى اقرب وقت، اما مهند شعر بالاسف على اخيه وطريقته فى التفكير .
………………
بعد ان انتهو من تناول الطعام قام كل منهم يضع اطباقه فى الجلايه، فقال جيهان : ما رأيكم ان نذهب الى السينما بدلا من مشاهدة التلفاز ؟
رحبت جولناى بالفكره : نعم هذا افضل هناك فيلم جديد سمعت بعض الكلام الجيد عنه .
ابتسم ايفى : وانا ايضا افضل ذلك هيا لنستعد ونذهب .
نظرت جولناى الى لولو قائله : وانت ايضا استعدى لتأتى معنا .
تلجلجت قائله : ولما؟ اذهبوا انتم وانا سانتظركم هنا .
عبس جيهان : لقد اصبحنا اصدقاء لذلك ستاتى معنا هيا هيا كى لا نتاخر.
اكملت جولناى: لن يقبل منك اى اعتذر مفهوم .
حاولت الرفض لكنهم لم يعطوها فرصه، وتحركو الى غرفهم لتغير ملابسهم، زفرت ودخلت غيرت ملابسه هى الاخرى، واتت وجدتهم قد استعدو وينتظرونها، خرجت معهم ظلت صامته طوال الطريق، دخلو الى قاعة العرض وبدأو مشاهدة الفيلم، جلست جولناى الى جوار لولو والى جوارها جيهان وايفى من الجه الاخرى، لم يكن محتوى الفيلم محترم، وبه بعض المشاهد الخارجه، وبدأ الذى بجوار لولو يحاول مضايقتها، لم تلاحظه فى البدايه حتى حاول امساك يدها، فغضبت فصفعته على وجهه، فانتبه جيهان وايفى لها وانتفض جيهان قائلا: هل ضايقك هذا الشئ ؟
فوقفت قائله فى غضب: نعم واريد الخروج الان اذا سمحت .
نظر اليه بغضب وتحرك نحوه ليضربه فامسكه ايفى قائلا : لا تتهور استعدى له الامن افضل .
اكدت جولناى على كلامه قائله : نعم نادى له الامن ولا تدنس يدك بضربه .
فاسرع الشاب متاسفا لهم ومحاولا مراضاتهم قائلا : اعتذر جدا لم اكن اقصد، وساخرج من المكان حالا، لكن رجاءً لا داعى للامن رجاءً .

 

 

 

زاد غضب جيهان قائلا : لا يجب التهاون مع امثالك (ورفع صوته) الامن اين امن المكان؟ الامن بسرعه اذا سمحت .
حضر احد رجال امن القاعه وسالهم ما الامر، حاول الشاب استعطاف جيهان لكنه رفض واصر على ان تاخذه الشرطه، لانه حاول التحرش بصديقته، خرجوا جميعا من القاعه ولم يكملو الفيلم، ظلت لولو صامته حتى وصلو الى المنزل، وبعد ان نزلو من السياره نظرت اليهم قائله : اعتذر لكم لانى افسدت لكم سهرتكم، اشكرك جدا اخى جيهان على ما فعلت لاجلى .
ابتسمت جولناى : لا داعى للاعتذار، لقد انقذتينا من هذا الفيلم السيئ، اشكرك على ذلك .
نظر لها جيهان مبتسما : لا داعى للشكر الامر بسيط .
تافف ايفى قائلا : لا تكبرى الامر يا بنت، فمعاكسة الشاب لكى وانت معنا اهانه لنا،حتى لو كنتى تعملين عندنا، نحن لن نسمح لتافه مثله ان يهننا فهمتى .
صدمت من كلامته وتلاشة البسمه من على وجهها، وهزت راسها بالموافقه وابتلعت ريقها ودخلت الى المنزل، نغزت جولناى ايفى وهى تنظر له مستنكره، فقد احرج لولو وبكلامه، ورمقه جيهان بنظره غاضبه ودخل مسرعا، لحق بها ونداها قائلا : ارجوكى لا تغضبى من كلام ايفى انه حاد بعض الشئ .
تنهدت قائله : لا ترهق نفسك لاجلى واشكرك حتى لو كان محق فى ما قال، استأذنك .
وهزت رأسها مع ابتسامه حزينه ودخلت الى غرفتها، اتت جولناى ورأتها وهى هتدخل لكنها فضلت السكوت، وصعدت الى غرفتها هى وجيهان، وتافف هو الاخر وصعد الى غرفته، جلست لولو على سريرها وهى غاضبه وحزينه تشعر بأنكسار، لكنها تعلم انه محق فهى تعمل لديهم، لكنه لا يعلم ان الظروف هى التى اجبرتها على ذلك، بعد ان كانت مدللت ابيها .
……………
انتها ياسر من الكلام ونظر الى الاسفل، وامتلأت عينه بالدموع، اخذ نفس وزفره متالماً وهو يجز على اسنانه، نظر اليه حازم وعمر وهم فى حالة ذهول من هول ما سمعا، ظلا صامتين لبعض الوقت لا يعرف اى منهم ماذا يقول، اخذ حازم نفس وزفره قائلاً : كل الحمل ده انت شايله لوحدك، ليه محاولتش تدور على حد فينا يمكن كان يخفف عنك .
ابتلع غصة فى حلقه : بعد اللى حصل اتصلت ب بابا اكتر من مره بس هو كان زعلان، ومحملنى مسؤلية اللى حصل لرباب، ورفض يعرفنى مكان حد فيكم، وقالى زى ماحرمتها سندها، انت كمان تتحرم من سند اخواتك لحد ما اموت، ولما حاولت معاه اكتر من مره، قالى مش غضبان عليا لكن لو عرف انى اتصلت بحد فيكم وقتها هيبقا غضبان عليا، مكنش قدامى حل غير السكوت .
تنهد عمر قائلا : كنت كل ما اسأله عن حد منكم يرفض يقولى عنه شئ، وكان ديما يقولى زى ما كنت سلبى مع اختك، وموقفتش لاخواتك فى اللى عملوه، هتفضل سلبى ومتحاولش تدور عليهم، وانه لو عرف انى وصلت لحد منكم هيغضب عليا، كان بيعقبنا بانه يحرمنا من بعض زى ماهو اتحرم منها .
هز حازم راسه قائلا : للاسف دى الحقيقه، وهو قالهالى لما دورت عليكم وعرفت اماكنكم وقررت اروح لكم، طلب منى انى اوعده انى محاولش اروح لحد منكم نهائى، وان عقابه لنا بالفراق مفهوش نقاش، ده حتى لما كنت اجى ازوره يرفض يدخلنى الفيلا، ويقابلنى فى المضيفه بره، ويقولى تحرم عليكو دخولها طول منا عايش، زى ماهى خرجت منها انتو كمان خرجتو، وخلانى وعدته انى محاولش اقرب منكم نهائى، كان معاند بشكل غريب .
ياسر متألما : كان موجوع على بنته وشايف اننا سبب اللى حصل، وهو ده عقابه، وانت عارفه لما يحكم علينا بحكم لازم ينفذه كان صارم جدا .
سكت الثلاثه ولم يكلموا فهو ظلمهم بفعله، لكنهم لا يستطيعوا حتى نطقها، فهو والدهم مهما فعل، ربت حازم على يدهم قائلا : وادينا الحمد لله اتجمعنا تانى بس لازم نفضل مع بعض ومنفترقش تانى .
اومأ ياسر برأسه: اكيد احنا تعبنا من البعد ومش هنبعد تانى خلاص .
اخذ عمر نفس وزفره: اكيد بأمر الله مفيش فراق تانى .
حازم : وكل المشاكل دى هنحلها مع بعض، بس ياريت يا ياسر بلاش الافوره بتاعتك، ومتخفش من ولاد اخوك .
هز رأسه بالموافقه دون كلام، اكمل حازم : قولولى بقا اخبار شغلكم ايه ؟
تنهد ياسر : ماشى الحال اهو بحاول امشى الشغل، بس موضوع لمار قسم ظهرى، واثرت علينا كلنا حتى يزيد هو كمان .
عمر : وانا بردو الحمد لله الشركه ماشيه،بدارها انا ورعد وفهد هو اللى بيدير الجم والصاله الرياضيه، ومهند بيساعد فى الاثنين .

 

 

حازم : انا بقا وزعت فلوسى على ولادى وعملت لكل واحد فيهم مشروع، هو بأسمى بس هو المسؤل عن ادراته ومتفق معاهم بعد موتى كل واحد له مشروعه، هو ده ورثه حافظ عليه اهو يبقا ليه ضيعه يبقا هو الخسران .
اعجب عمر بكلامه قائلا : تصدق فكره حلوه تخلى كل واحد منهم يحافظ على مشروعه ويكبره .
هز حازم رأسه موكدا : ماهو ده كان قصدى منها الفكره دى انى اشيلهم المسؤليه عشان يتعلمو يقوا .
تنهد ياسر متحسرا : تعرف انى اخاف لو عملت كده اخسر الشركه وكل حاجه كمان .
ربت حازم على كتفه : متخفش كل حاجه هتتصلح احنا مع بعض ومش هنفترق تانى خلاص .
هز ياسر رأسه وابتسم ابتسامه حزينه، ربت عمر هو الاخر على كتفه، وبقوا معا فى المكتب لبعض الوقت للاتفاق معا على كيفية الاجتماع معا مره اخرى، كان هشام جالسا مع والدته وبدات هى تقص عليه ما حدث قائله : زمان يا بنى اعمامك كان ليهم اخت، كانت اصغرهم كان عمى الله يرحمه بيحبها جدا ومدلعها على الاخر، وكان عمك ياسر ديما يتخانق معها عشان دلعه لها الزياده ده، بس هو كان بيحاول يعوضها ان عدم وجود امها، لانها ماتت بعد ولادتها بشهر، واحد من الجيران كان بيطاردها فى كل مكان، والناس طلعت عليهم اشعات ان فى حاجه بينهم، عمى مصدقش الكلام ده لكن ياسر صدق، واتخانق معها وكان عايز يضربها، لولا اخوتها حشوه وعمى زعل منه قوى وقتها، بس الولد ده مبطلش لف ورها، لدرجة انه جه خطبها، عمى كان رافض لكن هى كانت صغيره اربعطاشر سنه، وصدقت لفه حوليها وفكرت انه عاشق ولهان، وقالت لعمى انها موافقه عليه، وده طبعا خلا ياسر يتأكد من شكوكه، حاولنا كتير نفهمه انها لسه مش مدركه للكلام ده، لكن هو طبعا عند ومصدقناش، عمى كان ناوى يخطبها للواد ده شويه وبعدين يفهمها غلطها ويمشيه، لكن ياسر اتخانق وعمل مشكله وقال خطوبه لاء وانها لو حصلت، هيعمل مشاكل ومش هيسكت ياما يجوزهاله يا يمشيه، وهى كانت متمسكه بيه لانه كان بيصتاد فى الميه العكره، وقعد يبعت لها جوابات مع واحده من الشغالين، بابا لقه ان مفيش حل غير انه يجوزهاله وخلاص، وتم الجواز فعلا، وبعد شهر حصل بينهم خناقه كبيره وشتمها، هى شكت لعمى وياسر سمع كلامهم، الدم غلى فى عروقه مطاقش وراح ضربه علقه هو عمر، ابوك عرف انهم رايحين بس فكر ان ده هيخلى الواد يحترم نفسه فسابهم، عمى رجعها بيتها على اساس انه هيبعت للواد ويوبخه، والموضوع بخلص على كده، لكن النصيب الولد لما اخوتها ضربوه حب ينتقم منهم، فضربها هو كمان علقه كانت هتموت فيها وشلتها الاسعاف، عمى لما عرف راح اخدها من هناك كانت حالتها صعبه، واللى زود المشكله انها طلعت حامل وحصل عندها نزيف، وجسمها كان ضعيف مستحملش فضلت تعبانه شويه وماتت، عمى حزن عليها جدا وحمل اخوتها مسؤلية موتها، وقرر طردهم من البيت كعقاب لهم، وكان اللوم الاكبر على ياسر لانه سبب جوازها فى الاول، وانه السبب فى ضربها لما ضرب جوزها، وحرم عليهم ان حد منهم يقابل التانى او يحاول حتى يكلمه .
هز هشام رأسه مستنكرا وزفر قائلا : وعمى لسه زى ماهو بدل ما يحاجى على بناته، بيزعق لهم ويتعامل معاهم بحده بردو .
هزت راسها متألمه : للاسف واضح انه متعلمش الدرس .
اومأ برأسه وزفر: عموما ادينى هحاول معها واللى فيه الخير يعمله ربنا .
ربتت على كتف: ربنا يعينك واكيد ان شاء الله هتقدر تساعدها .
قام وقف قائلا : كله على الله اسيبك ترتاحى واروح اطمن عليها عن اذنك .
اومأت له بالموافقه : وابقا طمنى عليها يا بنى .
هز راسه بالموافقه وقبل يدها وخرج، عاد الى غرفة شهندا دق الباب، فتحت له شهد وهى تبكى : الحقنا يا دكتور مش عارفه جرى لها ايه تانى .
دخل مسرعا نظر اليها فوجد وجهها اصفر وشفتاه زرقاء وجسدها بارد كالثلج،ففزع قائلا : ……
تفتكروا ايه اللى هيحصل

يتبع….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *