روايات

رواية ماتشو الفصل الثاني عشر 12 بقلم هدى مرسي

رواية ماتشو الفصل الثاني عشر 12 بقلم هدى مرسي

رواية ماتشو البارت الثاني عشر

رواية ماتشو الجزء الثاني عشر

ماتشو
ماتشو

رواية ماتشو الحلقة الثانية عشر

ارسل ياسر الى ماجده فذهبت اليه فى غرفته، نظر اليها معاتباً : ايه هتفضلى مخصمانى كده كتير مزهقتيش ؟
نفخت ونظرت غاضبه : لا مزهقتش لانى مش مخصماك انت عارف انا زعلانه ليه وعشان ايه ؟
عبس قائلا : ايوه عارف بس كمان البنت اتحسنت، ملوش لزوم تفضلى زعلانه منى بقا خلاص .
تنهدت : ياسر انا عرفه انك عايز ترضينى، وزى العاده مش هتحاول تعتذر، ولا تطلع نفسك غلطان، وصدقنى انا مش عايزه منك اعتذار، ولا حتى كلمه حلوه، بس كله الا بناتى، مش هسيبك تضيع حياتهم، كفيا لمار واللى هى فيه .
زفر : ماشى وانا مش هقرب منهم، واتفقت مع حازم، هخليهم يشتغلو معنا فى الشركه، وهسبلهم مساحه من الحريه، زى ما انت عايزه اعمل ايه تانى .
اخذت نفس وزفرته : اه زى كل مره تدينى وعد وتخلفه، تقولى مش هقرب منهم وهسيبلك التعامل معاهم، وترجع تانى لنفس الاسلوب والطريقه .
اخذ نفس وزفره: لاء المره دى خلاص وعد مش هتدخل، وكمان حازم حذرنى وقالى ان هشام قاله ان اللى حصل ده انذار، مهما حصل هحاول اتحكم فى اعصابى، خلاص صديقنى المره دى، ولو حصل منى حاجه انا اللى هاخد حاجتى وامشى واسيبلك البيت .
قالت فى عقلها : والله انا خايفه تعمل زى كل مره، وترجع تانى بس المره دى مش هسمحلك حتى لو فيها طلاقى منك،تنهدت ونظرت له: يعنى انت عارف بناتك وتربيتهم كويس، يبقا لزومه ايه الكلام من الاول، وتكسر خاطر البنت لحد ما وصلتنا للى احنا فيه .
زفر غاضبا: يوه بقا خلاص الموضوع وياريت مايتفتحش تانى، تمام.
هزت رأسها مع ابتسامه حزينه، وهى تقول فى عقلها: ربنا يسترها بقا هو عنده الحل .
نظر لها ببعض الشوق والحنين: هدخل اخد حمام ياريت تجى تنامى هنا معايا النهارده .
اومأت وتنهدت: حاضر هروح اطمن على البنات واجى .
تركته وخرجت مرت بجوار غرفة لمار، وجدت الباب مفتوح ورأت رعد يقف معها ويتحدث اليها، فقلقت عليها وقفت تستمع اليهم بترقب .
نظر رعد الي لمار قائلا : هو مش كان فى موضوع بينا المفروض نتكلم فيه ؟
تصنعت التذكر : اه صح افتكرت .
اخذ نفس وزفره وبدى عليه التوتر وتردد قائلا: الفتره اللى قربنا فيه من بعض، شوفت جواكى حد طيب بس انتِ حبساه، وانا يا ستى هخرجه(مازحا) يالا عدى الجمايل، اهو على الاقل اكون ردتلك الدين اللى فى رقبتى، اما بقا موضوع كونك كنتى ولد ده مش فارق معايا .

 

 

 

ابتسمت وتنهدت قائله : اه يعنى رد دين مش اكتر يعنى .
ضحك : حاجه زى كده، وبعدين احنا هنبقا مع بعض فى الشركه، وده هدينا فرصه نقرب اكتر .
رمقته بنظره وهى تشير بأصباعها: اه بس هنفضل صاحب زى ما احنا .
ضحك : ده اكيد مش محتاجه كلام، وبعدين انتِ صاحب جدع .
هزت رأسها ضاحكه: ماشى يا سيدى .
اومأ هو الاخر برأسه ضاحكا: ماشى اسيبك بقا هبلغ عمى بكره بقررنا اوك .
اتسعت ابتسامتها : اوك يا كبير .
ضحك وتحرك وقبل ان يخرج من الباب توقف والتف اليها قائلا: اه صح كنت عايز اسألك على حاجه .
نظرت اليه اكمل : انت ليه قولتى انهم قتلو زياد ؟
اخذت نفس وزفرته وامتلاءت عينها بالدموع : لانهم قتلوه بابا قال ان زياد مات يبقا هو اللى قتله .
تحير ولم يفهم قائلا : مش فاهم مات ازى مش انت زياد ؟ ايه اللخبطه دى بقا ؟!
ابتلعت ريقها: افهمك بابا لما كشف فى امريكا واتأكد له الكلام، الشركه اللى كان مقدم لهم المشروع، كانو مقدمين له عرض انهم يدولو الجنسيه الامريكيه، فهو فكر وشرط انهم يدوها لولاده كمان، انا ويزيد ودخلنا مدارس انترناشيونال، ولما عملت العمليه عمل اجرأت التغير فى امريكا، وبناءً عليه غير الورق هنا فى مصر، ومحدش عرف بأنى انا زياد، ولانى كنت بروح معاه الشركه، وفى كتير من اللى بيشتغلو معاه كانو بيشوفنى معاه، فقال ان ابنه زياد مات واحنا فى امريكا واندفن هناك، وانى انا اخته التوأم، ولانه محدش يعرف حاجه عن بناته اصلا، كان سهل جدا ان الكل يصدق .
نظر اليه منبهرا : عمى ذكى جدا انه عمل حاجه زى دى، هو كده بعد عنك مشاكل كتير المفروض متزعليش منه .
جزت على اسنانها : لاء ازعل؛ ليه اصلا يختار هو ويقرر عنى، هو قتل زياد وانا مجرد شبح طلع لهم .
شعر رعد ان الامر مؤلم لها جدا، فقرر ان لا يتحدث فيه حينها قائلا: اه عشان كده بتدرسي فى امريكا مش هنا .
هزت رأسها بالموافقه فابتسم واكمل : طب تمام اسيبك شكلك تعبان ونكمل بعدين، ما احنا هنبقا ديما مع بعض .
ونظر الى عينها فتهربت ونظرت بعيدا قائله : ماشى الكلام .
هز رأسه مبتسما وخرج عاد الى غرفته، جلست هى على طرف السرير ونظرت بحزن وعينها تمتلاء بالدموع، كانت ماجده قد ذهبت، فور قال انه سيخرج فى المره الاولى، فقد اطمأنت عليهم، وهذا هو ما يهمها، ذهبت الى غرفة البنات لتطمأن عليهم .
……………. .
استيقظت لولو وخرجت فكانت قد ابلغت جولناى انها ستخرج باكراً، استعد هم للذهاب للعمل تجمعو عند الباب وهمو بالخروج، نظر ايفى الى جولناى قائلا : الن ننتظر لولو ؟
ابتسمت : لا لقد ذهبت منذ الصباح اخذت اليوم عطله .
عبس : ماذا ؟! لما واين ذهبت ؟

 

 

 

نظرت اليه متعجبه: عطله لما انت متعجب هكذا ؟! اليست انسانه ومن حقها ان ترتاح ؟
تنحنح قائلا : ليس كذلك، الامر انها كانت اخذتها يوم عطلتنا، لدينا الكثير من العمل اليوم .
تعجب جيهان : الله الله اى عمل؟! اليوم لايوجد الا مراجعه لبعض الاشياء، لا تضخم الامر البنت فى حاجه الى الراحه، هيا كى لا نتأخر .
هز رأسه بالموافقه وخرج وهو يشتعل غضباً، فهى لم تخبره بالامر ارسل لها رساله على النت، كانت تسير فى الطريق وشعرت بالهاتف يهتز، فاخرجته ونظرت به وجدتها رساله منه فابتسمت : يعنى انا طفشانه منك تقوم تبعت رسايل ( قرأتها ) عايز تعرف انا فين( اتسعت ابتسامتها) مش هقولك .
ارسل رساله اخرى، نظرت بها واحمر وجهها خجلا، فقد كتب لها: اشتاق لكى كثيرا ولا اشعر بالحياه الا وانتِ معى، اجبينى اعيدى اليا روحى .
عضت على شفتها السفلى وابتسمت وقد زاد خجلها، وضعت الهاتف فى جيبها، وهى تقول لنفسها بصوت خفيض: يعنى اعمل ايه دلوقتى، انا عايزه افكر بهدوء وهو مش عايز يسكت .
تنهدت وظلت تسير وتلف بالطرقات، اشترت البوظه وتذكرت عندما احضر لها ليصالحها، وابتسمت تناولت الطعام فى احد المطاعم، وظلت حتى اقترب المساء عادت، كانو جميعا بغرفهم يغتسلون بعد عودتهم من العمل، دخلت الى غرفتها وارسلت الى جولناى انها عادت، استلقت على سريرها فهى تشعر بالتعب من كثرة السير، جلس الثلاثه لتناول الطعام، نظر ايفى الى جولناى : اين لولو الم تأتى بعد ؟
نظرت اليه وابتسمت : بل اتت منذ قليل لكنها تناولت الطعام فى الخارج .
نفخ ايفى وتناول بعض الطعام وقام صعد الى غرفته، ظل يجوبها يمينا ويسارً يكاد عقله يطير، ارسل اليها رساله لكنها لم تجب، نزل وهو غاضب وقف فى الحديقه بجوار نافذة غرفتها، حاول ان يرها لكنها تغلق الستائر دئما، لكن نافذتها تطل على الحديقه مباشرة، دق على النافذه عدة دقات، استيقظت لولو فقد غفت وهى مستلقيه، دق مره اخرى ففزعت ظنن منها انهم ليلا وهذا سارق يحاول فتح النافذه، اسرعت اخرجت علاقة الملابس، وتحركت ببطئ واقترتب من النافذه، وقفت اسفلها ودخلت خلف الساتر وظهرت فجاة وصرخت به، ففزع منها توقفت فور ان رأته ايفى، زفر غاضبا ونظر لها قائلا: هل انت مجنونه ماهذا ؟
ابتسمت قائله : اعتذر ظننتك سارق .
ابتسم هو الاخر ونظر لها معاتبا: هيا افتحى النافذه لاستطيع التحدث اليك .
فتحتها ونظرت اليه: ماذا هناك لما اتيت الى هنا ؟
نظر الى عينها بحب قائلا : اشتقت لكِ، وقلقت لانك لم تجيبى على رسائلى .
نظرت الى الاسفل بخجل: اعتذر كنت اريد ان افكر بهدوء لهذا لم اكن انظر للهاتف .
نظرلها متسائلا: وهل وجدتى الاجابه ؟
تنهدت ورفعت كاتفيها وانزلتهم ونفخت: مازلت لا اعرف .
اخذ نفس وزفره ورمقها بنظره عاشقه : سانتظر المهم انى رأيتك وملاءت عينى برؤيتك .
احمر وجهها خجلا وتلجلجت قائله : سأدخل الان اصعد الى غرفتك .
تنهد وهو ينظر لها بنظارت مليئه بالعشق : بل ابقى معى قليلا .
نظرت بعيدا وابتلعت ريقها قائله : لا سادخل اريد ان ارتاح الى اللقاء .
واغلقت النافذه والساتر، ووقفت بجاور النافذه وهى تستند الى الحائط، وقف هو الاخر يستند على الحائط من الجه الاخرى، اخذ نفس وزفره وصعد الى غرفته .
…………….

 

 

 

 

فى الصباح استعد الجميع للذهاب وحزمو حقائبهم، واخبر حازم العمال ان يذهبوا ويغلقوا المنزل، فهم لا يعلمو متى سيعودو مره اخرى، خرج الجميع وودعو بعض، واخبر رعد ياسر انه سيبقى هو لمار لفتره اخرى، كخطوبه ليتعرفو اكثر على بعض، فرح ياسر جدا بهذا الخبر فهو يتمنى ان تتغير لمار، وقبلوها لهذا الامر يعنى انها بدأت تتقبل كونها فتاه، ركبو جميعا السيارات كان مهند ينظر على شهد، ويتمنى يسلم عليها قبل الذهاب، لكنه كان يعلم انها سترفض، فظل ينظر لها ويملاء عينه بالنظر اليها قبل الذهاب، تحركت السيارت وذهب كل منهم الى منزله، دخلت ماجده هى والبنات اولا، وخلفهم لمار وياسر كُلاً على حدى، المنزل عباره عن بهو كبير مقسم الى ثلاث اماكن مفروش بأحدث تراظ، وهناك مطبخ وحمام بجوار الباب الموصل للحديقه، وغرفه صغيره كمكتب بجوار الدرج، والطابق الثانى به غرف النوم، كانت ماجده تنظر الى المنزل بشوق، فهو منزلها عاشت به سنوات كثيره ويمتلاء بذكريتها، ورغم خوفها على بناتها، الا انها كانت تشعر بسعاده لعودتها اليه، اما الفتاتان كانتا خائفتين، من عودتهم لنفس المعامله القاسيه مره اخرى، لمار الوحيده التى لم تكن تشعر باى شئ، داخلها فتور شديد، صعدت الى غرفتها مباشرة، وضعت حقائبها ونظرت الى ارفف من الزجاج، موضوع عليها مادليات والجوائز التى كان قد حصلها زياد، وكانها تشاق له، ونظرت فى مرأتها لصورتها وكانها لاتعرف هل هى صورتها حقا، ام ان هذا شخص لا تعرفه، فداخلها مرتبك وكأن عاصفة بعثرته، جلست على سريرها وفتحت حسوبها، وفتحت ملف به مكتوب عليه خاص جدا، مغلق برقم سري، ملئ بصور زياد وهو يستلم جوائزه، وشهادت تكريم من المدارس، وتساقطت الدموع من عينها، وزادت حيرتها والمها، قاطعها صوت رنت الهاتف نظرت به وجدته رعد، تعحبت من اتصاله ومسحت دموعها واجابت : اهلا يا كبير .
مازحها : حبيبى قلبى يا ناس وصلتو ولا لسه ؟
ابتسمت : وصلنا من شويه وانتو ؟
ابتسم : من بدرى احنا اقرب منكم، بس قولت اكملك واطمن عليكى .
ه‍زت رأسها: انا تمام .
اومأ بالموافقه قائلا : طب هقفل معاكى دلوقتى، واكلمك باليل عشان بابا بينده سلام .
انهى معاها المكالمه واذا بوالده يدخل عليه قائله : عايز اتكلم معاك .
گان رعد مضجعا على سريره فاعتدل وجلس على طرفه قائلا: اكيد اتفضل انا كنت نازل لك تحت .
اشار بيد: خلينا هنا احسن انت متأكد من قرارك فى موضوع لمار ؟
ابتسم : اكيد انا اتكلمت معها، وبعدين احنا بقينا اصحاب والعلاقه بينا اتغيرت .
جلس الى جواره: انا عارف بس فى فرق بين انكو تبقو اصحاب، وانك تتجوزاها .
فكر رعد: متقلقش يا بابا احنا معنا سنه خطوبه، هنعرف فيها بعض، قدرنا نتأقلم هنكمل حصل مشاكل تانى خلاص .
اخذ نفس وزفره: تمام اخواتك الاثنين عايزين يخطبو اخواتهم، وانا مرضتش اكلم عمك الا لما نرجع واتكلم معاك الاول .
ربت على كتفه : ده ملوش دعوه بده حتى لو مكملناش هما ليهم حياتهم .
ابتسم قائلا : عين العقل يا بنى، عموما انا هبقا اكلم عمك بعد فتره كده، واحدد معاه معاد نروح نخطبهم .
اومأ بالموافقه: وانا ولمار كمان محدش هنا يعرف بخطوبتنا، لازم نعمل حفله والكل يعرف .
وقف قائلا: اكيد فتره كده بس واظبت مع عمك اسيبك بقا .
نظر اليه قائلا: متكلمش عمى فى موضوع اخواتى، الا بعد ما اكلمه انا الاول واخلص معاه موضوع لمار ممكن ؟
هز رأسه بالموافقه وربت على كتفه وخرج، كان يريد سؤاله ان كانت لمار اخبرته بالحقيقه لكنه فضل عدم التدخل بينهم .
……………

 

 

 

مرت عدت ايام ولولو تحاول فهم مشاعرها، وهو طوال الوقت يلاحقها بنظراته، لم يتحمل اكثر وقرر التحدث اليها، فى المساء دخلت غرفتها واستلقت على سريرها، فدق الباب عليها، قامت فتحت بعد ان وضعت الوشاح على رأسها، نظر اليها وابتسم : هل يمكن ان ادخل ؟
فتذكرت دخوله الى غرفتها المره السابقه، فاسرعت بالخروج وقفت بجوار الباب قائله: الافضل ان نتحدث فى الخارج .
فابتسم وهز رأسه بالموافقه وقرب وجهه من وجهها هامسا : لما تتهربين منى هذه الايام ؟
عادت خطواتين للخلف وتنهدت وزمتت شفتيها ونظرت اليه : ولما انت تحاصرنى بنظراتك هذه الايام ؟
اتسعت ابتسامته وقرب منها مره اخرى : احبك يا اجمل من رأت عيناى، اعشق النظر اليكِ يا من تشتاق الى نطق اسمها شفاتى، وانتظر لحظة اقول لكل الدنيا هذه حبيبتى انا .
خجلت واحمر وجهها خجلا، واشاحت بنظرها بعيدا عنه، فعبس قائلا : لا تبعدى نظرك عنى اريد ان ارى الاجابه بعينيكِ، هيا انظرى الى وقولى مشاعرك نحوى .
زاد خجلها وتوترها، ولم تستطع ان تنظر اليه، وظلت تنظر الى الاسفل وهى تبتسم .
تنهد قائلا : رغم انكِ لم تنظرى، لكنى رأيت ما اريد معرفته، ولكن اطمع ان اراهم فى عينك انظرى لى رجاءً ..رجاءً .
حاولت رفع عينها لكن لم تستطع من الخجل، فامسك ذقنها بيدها ورفع وجهه امام وجهه، فشهقت عندما لمس ذقنها، حاولت ان تبتعد لكنها لم تستطع، فقد اذابها بكلماته، وفتحت فمها وحركت شفتيها، لكن لم يخرج منها اى كلام، نظر الى عينها وتاها فى نظرتها، واحتل قلبها ايضا بعشقه لها، اغمض عينه وقرب وجهه لوجهها واقترب ليقبلها، فوضعت يدها امامه قائله : لاء ارجوك بلاش .
وابعدت نفسها عنه بصعوبه ووقفت وهى تلهث، محاولة استجماع قوتها، فتح عينه وقبض على يده قائلا : لم افهم ماذا تقصدى ؟
اخذت نفس وزفرته : لا اريد هذا الان انتظر قليلا .
عبس قائلا : الا تحبينى كما احبك لما ترفضى .
ابتلعت ريقها وزفرت نفس طويل : انا لا ارفض ولكن ليس الان اصبر قليلا .
تنهد ونظر الى عينها : الى متى اصبر، لم يعد لديا صبر فقد اخذتى
قلبى منى، واحلم باللحظه التى تكونين فيها معى .
تلجلجت قائله : لكل شئ معاد .

 

 

 

نظر اليها : ومتى هذا المعاد انا انتظر من زمن، وايضا اريد سماع كلمة احبك وهى تخرج من بين شفتيك، هيا اسمعينى اياه .
ابتسمت ونظرت الى الاسفل، رفع ذقنها بيده ونظر الى عينها : قوليها بشفتيك اريد ان اسمعها ولو مره واحده هيا .
ابتلعت ريقها تنهدت قائله : ايوه ب.. بحبك .
وعاودت النظر الى الاسفل فهى لم تلحظ انها نطقت بالعربيه، ورغم انه لم يفهمها، الا انه شعر بها وقرأها فى عينها، وضع يده على وجنتها، فشهقت وارتجفت وعادت الى الخلف والتصقت بالحائط، فزالت الابتسامه عن وجهه قائلا : لماذا ابتعدت عنى اريدك ان تقتربى، انت لى، حبيبتى لا تبتعدى .
اخذت نفس وزفرته واغمضت عينها وفتحتها ونظرت له : لا احب ان افعل ذلك قبل الزواج .
نظر لها متعحبا : لكنى لا افكر فى الزواج الان .
تلاشت البسمه من على وجهها ونظرت اليه فى صدمه : ماذا تريد منى اذاً ؟ لما اخبرتنى بمشاعرك ؟ ولما احببتنى من الاساس ؟
نظر لها متعجبا : وما علاقة الحب بالزواج ( اخذ نفس وزفره )، لا تكونى راجعيه وتفكرى بالطريقه القديمه، اريدك حبيبتى ونخبر الجميع بذلك اليس هذا كافى ؟
اغمضت عينها وقبضت على يدها فتحتهم مره اخرى، ونظرت له متألمه : لا، لا يكفى انك احببتنى، فلا سبيل لحبى سوى الزواج اعتذر منك .
صدم من ردها ونظر لها قائلا: لكن الزواج نظام فاشل ويقتل الحب، وانا لا اريد لحبنا ان يمت .
اغمضت عينها بحزن قائله : الزواج ليس فاشلاً، انما من فشلو لم يكونو صادقين فى حبهم، وايضا لا يوجد فى شرع الله شئ فاشل وانا اتمسك بشرع الله .
تحركت لتدخل غرفتها وهى حزينه متألمه، فبعد ان صعد بها الى عنان السماء، انزلها الى تحت التراب، مزقها بكلماته، امسكها من ذراعيها مترجيا : لا تتركينى هكذا انا احبك وانت تحبينى اذا لما ترفضين ؟
انتزعت ذراعيها منه ونظرت اليه قائله : انا لا ارفضك، ولا ارفض حبك، ولكن ارفض ان تكن علاقتنا خاطأه، وهذا امر نهائى ان كنت تحبنى حقا تعرف ما عليك .
وتركته ودخلت الى غرفتها، اغلقت الباب وجلست على سريرها، تحاول تهدأت نفسها وتجميع افكارها، تشعر بالغضب الشديد من نفسها .
اما هو ظل واقفا مكانه للحظات، يفكر بها ويتذكر نظرتها، وارتجافها حين لمس ذقنها ووجنتها، وتأكد انها تحبه كما يحبها، وماهى الا بعض الوقت تستسلم له .
…………..
اتى رعد لبيت عمه ياسر، جلس معه نظر اليه قائلا : عمى ممكن اتكلم معاك على ما لمار تنزل ؟
تعجب : اسأل يا بنى ؟
تنحنح قائلا : لمار حكتلى كل اللى حصل، بس عايز اعرف ليه عملت العمليه بسرعه، ومستنتش لما تاخد فترة العلاج اللى قبل العمليه ؟
عبس قائلا : مكنش ممكن استنى لان الدكتور قال لازم تتعمل خلال اسبوعين .
تعجب رعد : طب ليه حضرتك مقولتش لها وعرفتها .
زفر قائلا: بعد العمليه مكنتش عايزه تسمع منى اى كلام وبصراحه مقدرتش انى …
وزمت شفتيه وهز رأسه، ففهم رعد ان كبرياؤه منعه من النزول لمستوى طفله،
تردد قائلا : ليه حضرتك اخترت الاسم الغريب ده زياده ؟

 

 

 

 

جز على اسنانه : كنت بحاول اختار اسم قريب من زياد، عشان متحسش انها خسرته، مفكرتش فى المعنى اللى وصلها .
زمت شفتيه قائلا: طب مسالتش دكتور نفسانى وطلبت منه انه يساعدك ؟
هز رأسه : لاء طبعا سألت وبتابع معها على طول، بس هى رافضه تسمعنى، اوحتى تفكر بعقل وتفهم انى كنت خايف عليها وعلى مصلحتها .
نظر اليه متسائلا : معقول حضرتك حاولت تكلمها وهى رفضت ؟
نظر بعيدا مستنكرا: لاء طبعا انا محاولتش، بس استنيت انها تسألنى لكن هى عندت ورفضت تيجى تكلمنى .
فكر قائلا: ليه مرضتش انها تاخد العلاج الهرمونى وتفضل ولد ؟
زفر قائلا : يا بنى هى بنت واى حاجه مش هتغير ده، انا رضيت بقضاء ربنا، ولما قالت عليها سألت عنها عرفت انها مجرد تجربه، يا تفشل يتنجح، ونسبه نجحها ضعيفه وليها اضرار رهيبه عليها، وممكن توصلها لحالها لتبقى لا راجل ولا ست مسخ، مكنش ممكن اسبها تضيع نفسها، دى بنتى وبحبها، ومش عايز الا مصلحتها لكن هى اللى مش فاهمه .
نظر اليه رعد : ياريت حضرتك تقول لها الكلام ده، لانها محتاجه تحس بحبك لها .
رفض متعاليا: انا مش هروح اتحايل عليها عشان تسمعنى، انا ابوها وفى احترام للكبير .
غضب رعد قائلا لكن دون ان يرفع صوته : للاسف ياعمى حضرتك بعندك ده اللى وصلتها للحاله دى، دورك كأب انك تتكلم معاها وتفهمها، ولو هى مجتش انت تروح لها، لانك اكبر منها وفاهم اكتر منها، هى مش فاهمه وانت اللى لازم تحتضنها، مش عيب ابدا ان الاب يتكلم مع بناته ويسمعهم، مش عيب ابدا ان الاب ياخد بناته فى حضنه ويحسسهم بحبه، البنت ديما محتاجه لحضن ابوها عشان تستخبى فيه تتحامه بيه، انت خليتها تخاف منك وتدور على الامان بعيد عنك، تخاف تجرى عليك فى فرق بين الخوف مع المحبه والهيبه، والخوف لحد الرعب والهلع .
نفخ غاضبا واشاح بوجهه عنه، فهو يشعر ان ما يقوله صحيح، تمنى ان يجد نظرة حنين وشوق له فى اعين بناته، بعد ان غاب عنهم لفتره، لكن ما رأه كان خوف وزعر، جز على اسنانه وقبض على يده،اتت لمار سلم عليها رعد، وجلست بكرسي قريب منه، ابتسم قائلا : عمى انا كنت عايز نحدد معاد حفلة خطوبه، لان محدش هنا يعرف .
هز رأسه قائلا: شوفو المعاد اللى يناسبكم واتفقو سوا انا معنديش مشكله .
لمار : طب ايه رأيك لو نخليها يوم افتتاح الشركه، مش انتو بدأتو فيها خلاص .
فكر ياسر : التجهيزات شغاله، عمك لسه مكلمنى، وخلال شهر بالكتير هتجهز ونعمل الافتتاح .
ابتسم رعد : خلاص يبقا فعلا نخليها معها هتبقا احسن .
وقف ياسر قائلا: تمام اتفقنا هسبكم شويه وارجع لكم تانى .
نظر اليه رعد : بعد اذنك ممكن اطلع فوق معها عايز اشوف اوضتها .
نفخ ياسر : ماشى ماشى بس الباب ميتقفلش مفهوم .
وتركهم ودخل الى المكتب، قاما الاثنان وصعدا الى الاعلى دخل غرفتها ونظر لها بأعجاب قائلا : تعرفى انها جميله دى زوقك انتِ ولا زوق زياد ؟

 

 

 

تعجبت من السؤال : هتفرق فى ايه ؟!
ابتسم : عندك حق متفرقش .
نظر الى الارفف والجوائز التى عليها : ايه ده كل دى جوايز، تعرفى انا بلعب رياضه من وانا صغير، ماخدتش نص الجوايز دى، مش حاجه غريبه .
تنهدت قائله : يمكن لانى كنت عايزه ديما اثبت انى راجل .
شعر ان الرد خرج منها دون ادراك له، لكنها الحقيقه فهى طوال الوقت تقوام فكرة انها انثى، اقترب منها وهمس فى اذنها تعرفى انك انت كمان حلوه، مش اوضتك بس .
ضحكت قائله : يا راجل طب كنت قول كده، قبل ما تعرف انى زياد كنت هصدقك .
ابتسم : بس انا مشوفتكيش ابدا ولد ديما اشوفك بنت، وبنت حلوه كمان، بس تعرفى دى تبقا كارثه لو شوفتك ولد، ده هتجوزه ازى ده ؟
تنهدت ورفعت كتفيها وانزلتهم وشعرت بأحباط، شعر انه اخطأ وكان عليه اختيار كلمته، لكنه تأكد انها من داخلها تتمنى ان تكن انثى، وتجد من يحبها وتحبه، ولكن عليه الان اصلاح ما فعله ففكر قائلا : …

يتبع…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *