روايات

رواية أبناء الدمنهوري (أحببتها ولكن 3) الفصل العشرون 20 بقلم بيسو وليد

رواية أبناء الدمنهوري (أحببتها ولكن 3) الفصل العشرون 20 بقلم بيسو وليد

رواية أبناء الدمنهوري (أحببتها ولكن 3) البارت العشرون

رواية أبناء الدمنهوري (أحببتها ولكن 3) الجزء العشرون

أبناء الدمنهوري
أبناء الدمنهوري

رواية أبناء الدمنهوري الحلقة العشرون

فى المساء
دلف قاسم الى غرفه شقيقته بهدوء وأقترب منها بخطوات هادئه حتى وقف بجانب فراشها جلب الكرسى وجلس بجانبها وهو يطالعها وضع يده على يدها وهو ينظر لها ولا يصدق بأنها كانت ستذهب وتتركه لم يكن يعلم ماذا كان سيحدث بها إن لم تهرب منهم وتستغيث به
تحدث قاسم وهو ينظر لها قائلاً:معرفش لو مكنتيش هربتى منهم كان ايه اللى هيحصل فيكى…مش لاقى سبب لحد دلوقتى بس على قد كدا الا أنى فرحت لما عرفت أنك قدرتى تهربى منهم…مش عاوزك تزعلى من بابا…بابا كان مجبور بجد وكان مش عاوزهم ياخدوكى بس تحت أصرارهم وعنادهم خدوكى لما أغمى عليكى أصل بابا داق أحساس أن ولاده ييجوا على الدنيا وهو ميعرفش ومحبش يعيش الراجل دا فى عذاب فسمحله أنه ياخدك تحت أعتراضات العيله ومننا ماما اللى تقريباً كانت خلاص هتتجنن لما مشيتى وبيسان اللى مبتكلمش بابا من ساعه ما مشيتى عشان سمحلهم أنهم ياخدوكى وبقت تتعب كتير…وباسم اللى بقى يعتبر مش عايش من بعد ما مشيتى وسببه أنهم قرروا يفسخوا الخطوبه…محدش كان عايش مرتاح يا كارما فى بُعدك…كلنا بلا أستثاء كنا زعلانين جداً والقصر بقى وحش جداً من بعدك…لو بتحبينى بجد يا كارما سامحى بابا صدقينى بابا عمره ما يفرط فى حد من عيلته أياً كان مين هو بس هو غصب عنه مكنش مركز وورق الزفت دا كله سليم ومن حقهم ياخدوكى بس ماما أتكلمت معاه وبابا قعد يراجع نفسه تانى وشاف الكاميرات وأكتشف فعلاً أنهم فيهم حاجه مش مظبوطه ومتوترين وانتِ عارفه بابا بقى…مش حابب أطول معاكى أكتر من كدا وعارف أنك مش سمعانى بس مش مشكله…لما تفوقى هفهمك تانى
كان قاسم سيقف كى يخرج وجد يدها تُمسك يده وتمنعه من الذهاب نظر لها ووجدها تفتح عينيها وتنظر لهُ
كارما بخفوت:انا كنت صاحيه وسمعت كل حاجه يا قاسم…خليك جنبى لو سمحت يا قاسم…انا لسه خايفه
جلست كارما نصف جلسه وساعدها قاسم وجلس على الفراش أمامها ونظر لها
كارما بدموع:انا مش عارفه أقول ايه…حاسه أنى مش لاقيه كلام أقوله كأن الكلام بيهرب منى…انا معرفش ايه اللى حصل لحد ما فوقت ولقيت نفسى فى أوضه مش أوضتى وست غريبه غير الست اللى كانت بتدخلى كل يوم وتصحينى…انا أتعذبت أوى يا قاسم معاهم كان بيضرب فيا لحد ما يتعب وهى بتتفرج وحرمونى من الأكل والشرب…أختك كانت عايشه فى جحيم يا قاسم ومكانتش بتدوق طعم النوم

 

 

 

 

أحتضنها قاسم وربت على ظهرها بحنان وبكت هى بحرقه بين أحضانه غضب قاسم لأنه لم يرها بهذا الضعف من قبل ولخوفها الواضح أمامه وهى تتمسك به بقوه وترفض تركه
تحدث قاسم بنبره هادئه وقال:أهدى يا حبيبتى وأنسى خلاص كل حاجه خلصت وأتقبض عليهم وهيتحولوا للتحقيق وكمال اللى مسئول عن القضيه دى وهياخدلك حقك
ثم أضاف بمرح كى يخفف عنها قليلاً وقال:وانتِ عارفه كمال يعنى ما بيصدق ما شاء الله عارفه بيت الرعب؟
أمأت كارما بنعم فقال هو:هو بقى بيوصى عليهم وبيعيشوا أحلى أيام حياتهم معاه منهم اللى بيتجنن ومنهم اللى مبيتحملش ويموت فانتِ وحظك
ضحكت كارما وخرجت من أحضانه وهى مازالت تضحك ودموعها تهبط فسمعته يقول بمرح:سبحان الله بتعيط وتضحك فى نفس ذات اللحظه
ضحكت أكثر وقالت وهى تمسح دموعها:لا والله انا بضحك بس مش عارفه مدمعه ليه
نظر قاسم لعينيها وقال:يا شيخه أتقى الله بصى عنيكى مليانه دموع أزاى بتعيطى وتضحكى فى نفس اللحظه
ضربته كارما بخفه فى كتفه وقالت بتذمر:بس بقى بطل رخامه
ضحك قاسم ومد يده ومسح دموعها وقال بحنان:خلاص بقى بطلى عياط ايه دا يا ولاد دا باسم واخد طفله عندها سبع سنين مش شحطه
نظرت لهُ بغضب فقال هو بأبتسامه:بذمتك مش شحطه قولى الحقيقه
ضحكت كارما مره أخرى فضحك قاسم معها وقال:متزعليش يا ستى خلاص أعتبرى أن محصلش حاجه أتفقنا؟
كارما بأبتسامه:أتفقنا
سمعا صوت طرقات على الباب ويليها دلوف ليل ويليه باسم وبدر
بدر بأبتسامه:سلامتك يا كارما
كارما بأبتسامه:الله يسلمك يا بدر
باسم بغمزه:سلامتك يا عسل
خجلت كارما ونظرت بجهه أخرى ونظر ليل بحده لباسم وقال:أتلم يا باسم بدل ما ألمك انا
باسم بضحك:يوه…مش خطيبتى يا عمى
ليل بحده:لما تبقى مراتك أبقى دلع فيها يا قلب أبوك براحتك لكن دلوقتى لا
باسم برجاء:عمى فكها شويه عشان خاطرى
ليل بحده:قولت لا وأتلم بدل ما أقولك فشكل الخطوبه
باسم بهدوء:لا خلاص هسكت أهو
ضحك قاسم وقال:ايه يا ابو الرجوله جبت ورا يعنى
باسم:أبوك مبيتفاهمش يا عم خلاص….الا صحيح يا عمى هتجوزنا أمتى؟
نظروا لهُ جميعاً وقال هو بحذر:ايه مالكوا بتبصولى كدا ليه
بدر:أقسم بالله انتَ رايق بذمتك دا وقته
باسم بعدم فهم:وفيها ايه يعنى مش فاهم
ليل بغيظ:يارب صبرنى يارب وأدينى الصحه وطوله البال عشان أتحمل الجلطه اللى بحس بيها كل يوم بسببهم
باسم بدهشه:ايه يا عمى لا بعد الشر عليك متقولش كدا ربنا يديك الصحه بس حس بيا دا اللى عاوزه والله مش أكتر
رفع ليل حاجبه وقال:نعم؟..أحس بيك أزاى يعنى مش فاهم
باسم:يعنى…انتَ واحد متجوز وعارف يعنى
نظر ليل لهم وقال:الواد دا عبيط ولا ايه؟
ضحكوا بخفوت عليه فقال باسم:يا عمى لا انتَ مش فاهمنى يعنى انتَ بقى يعنى متجوز بقالك سنين وبتحب طنط روز ومبتقدرش تستغنى عنها وكدا صح
ليل:أيوه يعنى عاوز ايه بردوا؟

 

 

 

باسم:بص بقى يا عمى من الأخر كدا وهجبهالك صريحه زى ما انتَ مكنتش قادر تبعد عن طنط روز من اول مره شوفتها فيها انا كمان مش قادر أبعد عن كارما أكتر من كدا وعاوز أتجوز من الأخر وياريت بسرعه عشان كدا كتير
نظر لهُ ليل بذهول وحاول قاسم كتم ضحكاته ونظر لكارما التى نظرت بعيداً بحرج وقال بهمس:هموت وأعرف انتِ وماما فيكوا ايه
نظرت لهُ كارما وهى لا تعلم ماذا عليها أن تفعل فقال هو بخفوت:الواد مش واقع على بوزه لا دا مسحول
حاولت كارما كتم ضحكاتها فقال هو:أه والله مش شايفه شويه وهيتشقلب عشان خاطر بابا يوافق على جوازكوا
ضحكت كارما بخفوت وضحك أيضاً معها ونظر لهما من جديد
ليل:وبعدها انا أعمل ايه
باسم:انتَ كدا دورك يكون أنتهى وخدت ثواب وجمعت راسين فى الحلال
زفر ليل وهو يضرب بكفيه ويقول:انتَ عارف انا هقول ايه
باسم بلهفه:ايه؟
ليل:ربنا يشفيك يا باسم ويهديك
باسم بإحباط:عمى عشان خاطرى أبوس إيدك حس بيا حس بيك ربنا
ليل:مش وقته يا باسم انتَ أتهبلت
باسم:أيوه يا عمى انا واحد مجنون جوزنى وأرتاح من جنانى بقى
ليل بنفاذ صبر:لا حول ولا قوه الا بالله…انا مش هتكلم
بدر بضحك وشفقه:أقسم بالله انتَ صعبت عليا
قاسم بأبتسامه:بصراحه وانا كمان ربنا يعينك أبقى قابلنى لو أتجوزت يا حلو
صمت باسم ووضع يده على شعره وأرجع خصلاته للخلف وهو يشعر بالضيق
ليل:كلوا يخرج عشان محتاج أتكلم مع كارما شويه يلا
قاسم:هى مش تقريباً مبتكلمكش وزعلانه منك
جز ليل على أسنانه بغيظ ووضعت كارما يدها على فمها وهى تنظر لهم
ليل بغيظ:ملكش دعوه يا حريقه وقوم أخرج بقولك
نهض قاسم وهو يقول بتهدئه:خلاص متتعصبش كدا خارج أهو
تحرك قاسم وهو يقول:مش معقوله بجد بابا عصبى أوى

 

 

 

ليل بحده:بطل تبرطم يا كلب بدل ما أجى أروقك
قاسم بضحك:حبيبى يا ليلو
خرج قاسم وراء بدر وباسم وأغلق الباب خلفه وتركهما بمفردهما
بدر:ها هنعمل ايه بقى دلوقتى
قاسم:انا جعان ما تيجى ناكل أى حاجه لحد ما نرجع
بدر:انا عن نفسى معنديش مشاكل…وانتَ يا باسم
كان باسم يشعر بالضيق ويبدوا هذا واضحاً على معالم وجهه أقترب منه قاسم وحاوط عنقه بذراعه وهو يقول:مالك يا عم مدايق كدا ليه كل دا عشان بابا شد معاك يا أهبل هيجوزهالك بس عمره ما هييجى ويقولك أمتى عشان يفاجئك مره واحده وتكون انتَ مش مستعد فانتَ عبيط ولسه مش فاهم دماغ بابا
بدر:دا حربايه أوعى تمشى وراه
قاسم بقرف:تصدق انتَ أنسان مهزق وهصلط ميرنا عليك
بدر:مش بقولك حربايه
أبتسم قاسم وقال بمشاكسه وهو ينظر لباسم:فكها يا عم بقى وبعدين المفروض تفرح أنها كويسه وزى الفل جوه…فك وتعالى نشرب قهوه عشان هموت وأشربها
بدر:تعرف ياض يا قاسم أحنا ناقص نديهالك فى إبر
قاسم بضحك:أه والله تخيل أتمسك فى أشتباه يقولولى بتتعاطى ايه أقولهم إبر قهوه مظبوطه
أبتسم باسم وضحك بدر وقال:تصدق ضحكت
قاسم بأغاطه:ما انا عارف أنك ضحكت هو انا أعمى أو أطرش
أمسك بدر يد باسم وسحبه ورأه وهو يقول:يلا يا باسم الواد دا هيموتنى مشلول قريب
تحرك باسم معه وهو يضحك وخلفه قاسم الذى يقول:الله يسامحك
فى الغرفه
جلس ليل أمام كارما ونظر لها قائلاً:انا زعلان منك على فكره
نظرت لهُ كارما ولم تتحدث فقال هو:وعارف أنك زعلانه منى بردوا…بس السبب مختلف…عاوز أفهمك حاجه انتِ لسه مفهمتيهاش لحد دلوقتى يا كارما…انتِ فاكره أن انا مبقتش عاوزك خلاص ومصدقت أهلك ظهروا عشان أسلمك ليهم وشايفه أن انتِ عبء عليا

 

 

 

 

كارما بمقاطعه وهدوء:بس انا مقولتش كدا
ليل:مقولتيش بس عنيكى قالت…وقالت كتير…انتِ يا كارما بنتى الأولى…انتِ جيتى فى توقيت كان صعب عليا انا وماما…روز قعدت فتره بعد جوازنا ومحملتش…لدرجه أنها شكت أنها ممكن تكون مبتخلفش…زعلت وكنت فاهمها وعارف هى حاسه بأيه بس دايماً كنت بقول الحمد لله دى أراده ربنا وربنا عاوز كدا فخلاص…وكنت دايماً سند ليها وداعم ليها فى أصعب الأوقات…فاجئتنى فى مره وهى بتقولى انا عاوزه أتبنى طفل يا ليل…لو وصفتلك يا كارما الوجع اللى حسيت بيه وقتها عامل أزاى مش هتصدقينى…حسيت أنى مكسور من جوايا ومش عارف أقولها ايه وخصوصاً بعد ما شوفت نظره الحزن والخوف فى عنيها…قولت وفيها ايه أنفذلها طلبها وأهو يسليها بدل ما هى وحيده كدا ومش لاقيه حاجه تعملها…روحت وكنت عاوز أتبنى ولد بس فجأه لقيتنى بتبناكى انتِ وسميتك كارما وكتبتك على أسمى وكأنك بنتى ومنى بجد…أحساسى وقتها ميتوصفش يا كارما وانا داخل بيكى على روز اللى أول ما عرفت كانت طايره من الفرحه…كنتى أول فرحه لينا بجد…وكنت بشوف أهتمامها بيكى وخوفها عليكى ولما أكتشفت أنها حامل دا مأثرش بحاجه وأهتمامها زاد بيكى وأتعلقت بيكى أكتر…ولما فى العيد أختفيتى وفكرنا أنك أتخطفتى كانت هتتجنن عليكى ولما عرفتنى خوفت أوى عليكى وقلبت الدنيا وكنت ناوى أعاقبهم على أستهتارهم دا بس هى قالتلى لا متعملش كدا وسامح…فى مواقف كتير أوى يا كارما بتبين قد ايه انا بحبك وقد ايه خايف عليكى وعاوزك تعيشى مرتاحه…أسمك دلوقتى كارما ليل الدمنهورى يعنى أظن أن مفيش أب يقدر يستغنى عن ضناه مهما حصل حتى لو مش من لحمه ودمه…يوم ما دا يحصل يا كارما أتأكدى أن القسوه وقتها بتتملك من القلب والجبروت بيحتويه وبيقدر بكل برود يستغنى عن ضناه…بس انا بقى مش كدا…انا بحبكوا كلكوا وكلكوا عندى واحد وزى ما بيسان مفضله عندى انتِ كمان مفضله عندى عشان أنتوا البنتين اللى ليا وسط أربع صبيان وكلكوا عندى واحد وبكون عاوز راحتكوا كلكوا وأن انا أشوف الفرحه فى عيون كل واحد فيكوا دى عندى بالدنيا وما فيها بجد…لسه عندك شك أن انا أستغنيت عنك زى ما انتِ فاكره بالسهوله دى بعد كل اللى حكيتهولك؟
كانت كارما تستمع إليه وهى تبكى بصمت وتشعر بأنها حمقاء لأنها فكرت بهذه الطريقه به وكانت لا تعلم بأنه يفعل الكثير من أجل سعادتهم حتى وإن كان هذا على حساب سعادته ومن ما سمعته منه الأن جعلها تحبه أكثر وأكثر وأزداد تعلقها به كانت تكتم بكائها ولكنها فجأه لم تتحمل وأنفجرت باكيه وأرتمت بأحضانه وهى تقول ببكاء شديد:انا أسفه يا بابا حقك عليا متزعلش منى انا كنت غبيه أوى لما فكرت فيك كدا ونسيت كل حاجه عملتها معايا…بجد انا أسفه سامحنى يا بابا
أحتضنها ليل وكانت هناك يد على رأسها والأخرى على ظهرها يربت عليه بمواساه وحنان

 

 

 

 

أبتسم قائلاً:بس متعيطيش…إهدى
كارما ببكاء وشهقات:انا أسفه يا بابا متزعلش منى حقك عليا
ضحك ليل بخفه وأخرجها من أحضانه ومد يده مسح دموعها بحنان وهو يبتسم وقال:بتعيطى ليه دلوقتى طيب
لم تتحدث كارما وكانت تبكى قبل ليل جبينها وقال:خلاص كفايه يا كارما…حد قالك أن انا زعلان؟
تحدثت كارما بدموع وصوتٍ باكِ:انا حساك يا بابا بس مش عاوز تقولى عشان مزعلش أكتر
ليل بأبتسامه هادئه:لا يا حبيبتى انا مش زعلان منك ولا حاجه وعمرى ما أقدر أزعل منك لو زعلان انتِ عارفه كويس بعمل ايه
نظرت لهُ بعينين دامعتين وكانت تشهق من كثره البكاء فمسح دموعها وأبتسم فأحتضنته كارما بقوه وأدمعت عيناها من جديد وقالت بأبتسامه وحب:انا بحبك أوى يا بابا…بجد بحبك أوى وبحب خوفك ولهفتك عليا ربنا يخليك ليا ومشوفش فيك حاجه وحشه أبداً مليش غيرك بعد ربنا وماما وأخواتى بجد
أبتسم ليل وقبل رأسها وقال بخفوت:وانا بحبك أكتر يا قلب أبوكى ثم أضاف بمزاح:انا مش هجوزك خلاص هطلب باسم وأخليه يفسخ الخطوبه وأتجوزك انا
ضحكت كارما وقالت:ليه بس دا غلبان
ليل بخبث:وعرفتى منين أنه غلبان
صمتت كارما وهى تشعر بأنها كُشفت فنظر لها ليل وأبتسم بخفه وقال:ها مردتيش يعنى؟
كارما بتوتر:ها…قصدى أنه باين عليه يعنى وكدا
ليل بأبتسامه:ماشى…عمتاً انا مراقبه وياريت ياخد باله…أتفقنا
غمز لها وأبتسم وخرج فنظرت لهُ كارما وأبتسمت ولم تتحدث
فى قصر ليل
عاد معاذ وعمار من الخارج وذهب كل واحد منهم الى غرفته بهدوء نظرت لهما روز وغاده ونهضت روز وصعدت الى غرفه معاذ وغاده كذلك
فى غرفه معاذ
وضع معاذ أغراضه على الطاوله وذهب إلى خزانته وأخرج ألبوم صور كبير وأغلق خزانته مره أخرى وجلس على الأريكه ووضعه على قدمه وفتحه وهو يشاهد صورهم بحزن ينظر لكل صوره بتأمل ويتذكر تلك الأيام ولكل ذكرى لهم لم يكن يعلم بأنه سيتركه ويرحل بوقتٍ مبكر كهذا
طرقت روز على باب غرفته ودلفت وجدته بتلك الوضعيه وألبوم الصور بيده أغلقت الباب خلفها وذهبت إليه بهدوء وجلست بجانبه ورأت عينيه تلتمع وينظر للصور بهدوء حزنت كثيراً عليه وربتت على يده وقالت بهدوء:ربنا يرحمه ويجعل مأواه الجنه ويصبر مامته ويصبرك يا حبيبى…انا عارفه أن فراقه صعب عليك يا معاذ وخصوصاً أنه أقرب صاحب ليك…بس دى حكمه ربنا ودا أمره وأحنا كبشر ملناش دخل وكلنا هنموت زيه وهنعيش بعدها حياه أبديه مفيهاش زى اللى موجود فى الدنيا هنا يا معاذ…حبيبى الحياه دى رحله صغيره أوى وجايين عشان نعمل لأخرتنا ونصلى ونصوم ونأدى فرائض ربنا…هو ربنا رحمه يا معاذ يرضيك كان يفضل عايش وهو بيتعذب كل يوم كدا ويتوجع…كنت هتستحمل تشوفه كدا…أكيد لا فربنا رحمه من الوجع اللى كان فيه وراحلوا وزمانه فى الجنه ومبسوط وزعلان منك فى نفس الوقت عشان شايفك بالحاله دى…ولعلمك هو عمره ما هيجيلك فى الحلم طول ما انتَ ضعيف كدا ومكسور…عاوزك ترجع معاذ اللى يعرفه معاذ اللى مكنش بيقبل كلمه عليه ولا على عمار…صدقنى يا معاذ لو عملت اللى بقولك عليه دا هتعرف أن انا صح وهتلاحظ الفرق…كل ما تصلى أدعيله وواحده واحده هترجع تانى زى الأول بس انتَ خد القرار وكون قده ومهما يمر الوقت انتَ مش هتنساه وهتفضل فاكره زى ما الواحد مبينساش أبوه وأمه…كارما أختك مشيت وكانت هتروح مننا بسبب واحد حيوان وأتصلت بأخوك قاسم أستنجدت بيه بعد ما هربت منهم وراحولها ولحد دلوقتى معرفش حاجه عنها

 

 

 

 

نظر لها معاذ وترك ألبوم الصور وقال:دا أمتى الكلام دا؟
روز بحزن:بقالها أسبوعين والله أعلم ايه اللى حصلها طول المده دى
صمت معاذ وهو لا يعلم ماذا عليه أن يقول فسمعها تقول:معاذ روح لبيسان وحاول تخليها تخرج من اللى هى فيه رافضه كلام ومش راضيه تسمع الكلام وخايفه لتتعب ومتقولناش
ربت معاذ على يدها وقال بهدوء:حاضر بس انتِ أهدى وأن شاء الله كل حاجه هتكون كويسه
روز:يارب يا معاذ…يارب
أحتضنها معاذ وربت على ظهرها بحنان وقال:متخافيش انا هتكلم معاها وهجيبها معايا دلوقتى
خرجت من أحضانه وقال بأبتسامه خفيفه:بس جهزيلى أى حاجه أكلها عشان جعان أوى
روز بأبتسامه وحب:عنيا يا حبيبى
أبتسم معاذ وذهب الى بيسان وكانت روز تتابعه بأبتسامه أخذت ألبوم الصور ونظرت لهُ قليلاً ثم زفرت وأغلقته ووضعته بخزانته مره أخرى وذهبت
فى غرفه بيسان
كانت بيسان تجلس وحيده وتضم قدميها وشارده طرق عده طرقات ودلف وهو يقول بأبتسامه:أهلاً أهلاً بأخر العنقود والدلوعه بتاعه بابا وماما
نظرت لهُ بيسان وأبتسمت بخفه جلس هو أمامها وقال:سمعت أنك مش عاوزه تشوفينى ولا تسلمى عليا
بيسات بدهشه:انا؟
معاذ:أه أومال الجيران مثلاً
بيسان بحزن:أبداً انا بس مخنوقه شويه ومش عاوزه أروح فى حته
معاذ بحنان:ليه يا حبيبتى مالك أحكيلى
بيسان بدموع:كارما وحشتنى أوى يا معاذ…انا زعلانه أوى من بابا ومش هتكلم معاه خالص عشان سابهم ياخدوها
معاذ بأبتسامه مد يده ومسح دموعها وهو يقول:طب ايه رأيك بقى أن هما راحوا يجيبوها تانى
نظرت لهُ بيسان بصدمه وقالت:بتهزر صح
معاذ بأبتسامه:لا مش بهزر يا ستى وبابا كمان راح عشان يجيبها تانى
سعدت بيسان كثيراً وقالت بفرحه:دا أحلى خبر سمعته بجد انا مبسوطه أوى
أبتسم معاذ وعانقته بيسان وقالت بسعاده:هسميك معاذ سعاده
ضحك معاذ ولأول مره منذ وفاه صديقه على تلك الصغيره التى تطلق عليهم ألقاب غريبه ولكنها مضحكه عانقها أيضاً وهو يقول:انتِ عليكى ألقاب غريبه يا بيسان بتجيبيها منين
بيسان بمرح:من عم عبده البقال أن أن أن
ضحك معاذ وقال:والله انتِ مجنونه يا بيسان…بس بحبك بردوا
بيسان بمرح:وانا أكتر يا بوب
معاذ بصدمه:بوب؟…الواد عمر نشر العدوى بسرعه ما شاء الله بجد
بيسان:معاذ هو عبد الله مش هيرجع تانى؟
معاذ بذهول:ليه بتقولى كدا يا حبيبتى؟
بيسان:أصله بقاله فتره بره ومرجعش ومعرفش راح فين

 

 

 

معاذ بأبتسامه:عبد الله فى مأموريه شهرين فى سينا وراجع تانى
بيسان:يعنى شهرين ويرجع!
معاذ بأبتسامه:بالظبط كدا…قومى معايا يلا
نهض معاذ وأمسك يدها فقالت بيسان:هنروح فين؟
معاذ:انا جعان أوى وهننزل عشان ناكل سوا يلا
ضحكت بيسان ونهضت معه وخرجا من الغرفه
فى مكان أخر
صرخت بغضب:يعنى ايه الكلام دا هربت أزاى وأتمسكوا أزاى انتَ عبيط
_دا اللى لسه واصلى وجيت أعرفك مفيش حاجه فى إيدى أعملها
تحدثت بصوتٍ غاضب وبه نبره الحقد:كدا انا هضطر أستخدم الأسلوب التانى طالما دا فشل
_هتعملى ايه يعنى؟
نظرت لهُ بخبث وقالت:هتعرف قريب…متقلقش
فى اليوم التالى
رن جرس القصر ذهبت نعمه وفتحت الباب وقالت بسعاده:ست كارما حمد لله على سلامتك القصر نور والله
دلفت كارما وهى تقول بأبتسامه:الله يسلمك يا طنط نعمه
جاءت روز مسرعه عندما سمعت صوتها وقالت بسعاده:كارما
ركضت كارما إليها وأرتمت بأحضانها وهى سعيده بأنها قد عادت لهم مره أخرى
روز بسعاده:وحشتينى أوى يا كارما
كارما بأبتسامه:وانتِ أكتر يا حبيبتى
جاء معاذ وهو يقول بأبتسامه:حبيبى اللى واحشنى
ركضت كارما إليه وأرتمت بأحضانه وهى تقول:وحشتنى أوى يا معاذ
معاذ بأبتسامه:وانتِ أكتر يا حبيبتى…حمد لله على سلامتك
خرجت كارما من أحضانه وقالت:فين باقى العيله؟
معاذ:وحياتك ما أعرف…ماتوا
ضحكت كارما وقالت:حرام عليك موتهم كلهم
معاذ:والله كدا أحلى
ضحكت كارما وقالت:انتَ مشكله يا معاذ
روز بتساؤل:عملتوا ايه يا ليل؟

 

 

 

ليل:مفيش روحنالها واللى كانوا واخدينها دول بيجروا وراها قاسم لقاها وكلمنا روحنا لقيناها تعبانه أوى قاسم خدها ووداها المستشفى وأتقبض عليهم وكمال قايم بواجبه معاهم يعنى
قاسم بتساؤل:هو لسه مرجعش ولا ايه؟
روز:لسه
كارما:ماما انا جعانه أوى وهموت وأكل بجد
روز بأبتسامه:بعد الشر يا حبيبتى تعالى معايا يلا وهأكلك أحلى أكل معاذ لسه واكل وشكرلى فيه هاخد رأيك بقى
ذهبت معها روز وهى سعيده بعودتها مره أخرى أبتسم ليل وقال:أومال العصابه فين؟
معاذ:مش عارف والله انا زيى زيك بالظبط
ليل:عمتاً هكلم أشرف وهشوفه فين دلوقتى
بعد مرور الوقت فى المساء
كانوا جميعهم جالسون على مائده الطعام الطويله ويتحدثون
باسم:عمى
ليل بقله حيله:يا نعم
باسم:جوزنى حلفتك بالله
ليل:لما مزاجى ييجى أجوزكوا هجوزكوا
باسم بيأس:ومزاج حضرتك مش ناوى يحس بيا ويحن عليا والله ما هزعلها بس جوزهالى
ليل بتنهيده:ياربى زن العيال دا مبحبهوش على فكره
باسم:طب ما تجوزنى يا حج وأخلص من زنى انا قربت أعجز ولسه متجوزتش
ليل ببرود:حد قالك متتجوزش
باسم ببكاء مصطنع:يا جدعان حد يقوله يحن عليا والله هسمع الكلام بس جوزهالى
بدر بضحك:صعب عليا يا عمى بصراحه جوزه وخد فيه ثواب
عبد الرحمن بضحك:بالظبط ولك المثل أن شاء الله
ليل بضحك:مثل ايه ياض انتَ عبيط دى فيها تطيير رقاب دى
عُدى بخبث:وايه يعنى يا حج ما الشرع محللك أربعه ناقصلك تلاته وإيزى يعنى
روز بضيق:تلات عفاريت ينطتوك انتَ عبيط

 

 

 

ليل:أهو شوفت هتطلع الوحش الكاسر اللى جواها دلوقتى
بدر بخبث وأبتسامه:وايه يعنى ما هو من حقه يا طنط يعنى وبعدين عمى لسه صغير وبصراحه يعنى الكل عينه عليه شوفت يا عمى البت دى كانت بتبصلك أزاى البت إتصنمت مكانها من كتر حلاوته
روز بغضب:مين دى يا ليل
سعل ليل فجأه وكتم الجميع ضحكته ضربته روز على ظهره بغضب وهى تقول:ايه الشرقه جت دلوقتى يعنى
شرب ليل القليل من الماء ونظر لها قائلاً:ايه يا روز انتِ عاوزه تموتينى بدرى
روز بغضب:الكلام دا صح يا ليل
ليل بزهق:بالعقل يا روز بت هتبص لواحد قد أبوها ليه
روز بغضب:عشان هى مش متربيه
باسم بضحك:ألبس يا كبير
ليل بحده:بس يا حربايه انتَ وهدى الدنيا
باسم بأبتسامه:ههديها لو جوزتنى كارما
ليل بعند:مش هجوزهالك وهعرف أهدى الدنيا بمعرفتى
ضرب باسم بيده على رأسه وزفر وهو يقول:خلاص يا جماعه هتجوز وانا عندى أربعين سنه مبروك عليا مقدماً
ضحك عبد الرحمن وقال:قلبى معاك ياخويا
قاسم بضحك:ربنا ييسرها من عنده يا حبيبى
بدر بضحك:انا أبوس إيدى وش وضهر أنه حددها من قبل ما نتخطب أساساً
ليل:ومين قالك كدا همدها بمزاجى
بدر بفزع:لااااااااا قسماً بالله ما يحصل ايه ما أحنا كنا كويسين مع بعض من الأول
قاسم:يا ابن العبيطه حماك عمى تامر مش بابا يعنى هو اللى يحدد يا غبى
بدر براحه:تصدق صح
ضرب عُدى بكفيه وهو يقول:الحمد لله الذى عافانا بما أبتلى به غيرنا
باسم:شششش أسكت انتَ مش فاهم حاجه
نظر ليل لكارما وميرنا التى تجلس بجانبها وقال:انا نفسى أعرف أنتوا عاملينلهم ايه
ميرنا بضحك:والله ما عملت حاجه ما انا قاعده ساكته أهو
معاذ بأبتسامه:جرجتوهم على الأرض والله الواقعه وحشه أوى
كارما بخبث:أحسن وهما فاكرين أن الجواز بالساهل لازم يتعب ويتمرمط عشان يوم ما يفكر بس يطلقنى أفكره وأقوله فاكر مرمطك أزاى وكنت بتجرى ورا بابا عشان تتجوزنى
طارق بضحك:اللى قادره فعلاً
خالد بضحك:كيدهن عظيم فعلاً….حرام عليكوا والله
عمر:ما بلاش عشان منبقاش مكانهم قريب هيشمتوا فينا
خالد بضحك:لا خلاص انا سكت خالص أهو
ليل بضيق:هو أشرف أتأخر كدا ليه ايه شغل الأستعباط دا
كمال:هتلاقيه داخل دلوقتى
غيث:دا بقاله ربع ساعه دا نعمه كل شويه تسخن فى الأكل بسبب تأخيره دا
سمعوا صوت جرس باب القصر يرن ذهبت الخادمه وفتحته وكان أشرف
نهض ليل وهو يقول بسخريه:ما لسه بدرى يا أستاذ ربع ساعه مكلمنى وقايلى بره بتعمل ايه دا كله نفسى أفهم

 

 

 

كان أشرف متوتر ولاحظ ليل ذلك وعلم بأن هناك شئ حدث نظر لهُ وقال بترقب:فى ايه يا أشرف…حاسس أنك مخبى حاجه
نهضوا جميعهم وهم متعجبون نظر لهُ أشرف وأخذ نفسٍ عميق ثم زفره ونظر لليل وقال:بصراحه بقى اه فى
ليل بتعجب:فى ايه!
صمت أشرف ومسح على وجهه بتوتر ملحوظ ونظر لهُ وقال:بصراحه انا مش لوحدى
ليل تعجب كثيراً وكذلك هم فنظر لهم وقال بعدم فهم:أومال جاى ومعاك حد يعنى!
أمأ أشرف بنعم فقال ليل بتساؤل:مين؟
ألتفت أشرف ونظر خلفه وفجأه ظهرت أمامهم وصُعق الجميع من ما رأوه ونظر ليل لأشرف بصدمه وهو لا يصدق وقفت خلفه وهى خائفه ونظرت لها روز بترقب وهى مصدومه ولثيابها المتسخه وهيئتها المقرفه نظرت صفيه لها قليلاً وهى لا تعلم من هذه ولكن حينما دققت النظر إليها شهقت بصدمه وعدم تصدق وأختبأت روز خلف ليل بخوف عندما رأت نظراتها المصوبه إليها وتنظر لها بتمعن أمسكت روز بقميص ليل بخوف وهى تنظر لها وفجأه

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أبناء الدمنهوري)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *