روايات

رواية ابن رحمي الفصل الثالث 3 بقلم إسراء الوزير

رواية ابن رحمي الفصل الثالث 3 بقلم إسراء الوزير

رواية ابن رحمي البارت الثالث

رواية ابن رحمي الجزء الثالث

ابن رحمي
ابن رحمي

رواية ابن رحمي الحلقة الثالثة

*شمس بأعين موشكة على الدموع:
“مهند السليمانى؟”
*مهند باندهاش:
“هه ايوة”
-أخذته بحضنها بحنان و لكنه لم يبادلها هذا الحضن و إنما ابعدها سريعا قائلا:
“انتي عرفتينى ازاي؟ هي خالتي مشيرة بعتتلك صورتى اما كلمتك؟”
*شمس برسمية:
“خالتك مشيرة اما كلمتنى قالتلى ابنك جايه على طيارة الساعة 9 من غير ما تبعت حاجة، لكن من ناحية انا عرفتك ازاي؟”
-وضعت يدها على وجهه ثم قالت:
“فعشان انت شبه ابوك جدا سبحان الله، غير انى شفت وشك كتير اوى ف احلامى عشان كدة لما شفتك قلبى قالى انه انت اللي بدور عليه”
-ابعد مهند يدها عنه ببرود و هو يقول:
“و طالما قلبك قالك انه انا ابنك، مقالكيش ليه من 25 سنة انك المفروض متسيبيش ابنك؟ ولا حتى مقالكيش ليه تكل في نفسك و تيجى تشو فينى مرة و لو حتى صدفة؟”
*شمس محاولة تغيير الموضوع:
“يالا يا مهند على البيت في ناس هناك مستنيين يشوفوك من زمان”

 

 

-سار معها حتى وصل إلى باب المطار ليجد سيارة مرسيدس كبيرة يقف سائقها و هو يمسك بباب المقعد الخل في، دخلت شمس و مهند إلى داخل السيارة و كلا منهما ينظر إلى اتجاه معاكس عن الآخر، قال مهند في نفسه:
“بنى آدمة باردة بعد ما سمعت كل ده و عادي جدا و لا كأن حصل حاجة”
-لم ينتبه مهند الى الدمعة التي استطاعت الخروج من عين شمس جراء سماع تلك الكلمات، فهو محق في موقفه من وجهة نظرها، هي من تركته بدون تردد، ليته فقط يعلم ما دفعها لذلك، يراها مذنبة ولكن هذا لا ين في الحقيقة الواضحة، حقيقة كونه ابن رحمها، أول فرحتها بالدنيا والتي قدمت في سبيلها كل التضحيات، سيعرف الحقيقة يوما ما، ولكن في الوقت المناسب بالطبع
-وصلت السيارة إلى فيلا فخمة في حى من أرقى الأحياء في نيويورك، نزل الاثنان و مرا اولا بالحديقة ليرى بها الكثير من اللوحات المعلقة و التي تحوى إبداعات فنية توحى ببراعة صاحبها، دلفا إلى داخل المنزل فأمسكت شمس بيده ثم توجها الى السفرة التي كانت تحوى أشهي المأكولات، ما ان وصلا اليها قالت شمس:
“يالا يا مهند عشان ناكل”
*مهند ببرود:
“شكرا مش جعان”
-استدار ليخرج و لكنه وجد رجل قوى البنية يقف أمامه ذا لحية خ فيفة باللون الأسود و هو لون شعره أيضا الذى يخلله بعض الخصلات البيضاء، اما عينيه لونهما اخضر لهما لمعة غريبة جعلته غامضا لكل من يراه لأول مرة، ما ان رايه مهند يستدير قال بمرح:
“لا يا استاذ انت طالما جيت هنا يبقى لازم تلتزم بمواعيد الاكل”
-جلس مهند و هو مقتضب الوجه ثم قال:

 

 

“هو حضرتك مين؟”
*سمير:
“اسف جدا نسيت اعرف عن نفسى، سمير الاسيوطى رجل أعمال و..”
-ثم أمسك بيد شمس مكملا بابتسامة:
“جوز مدام شمس عبدالرحمن”
-أبتسم مهند ابتسامة صفراء ثم وجد فتاة تدخل تلبس زيا رياضيا ذات عيون خضراء و شعر بنى طويل شبيه لطول شعر شمس، تقول بغضب طفولى:
“أي ده بتاكلوا من غيرى؟”
*شمس:
“هو انا مش قلت ارجعى بدرى النهاردة ولا ايه؟”
-ذهبت إليها ثم عانقتها و هي تقول:
“سورى يا مامى والله الدكتور سابنى بالعا فية زي مانتي عارفة كان في تمرين مكثف
*شمس:
“خلاص مش مشكلة”
-ثم التفتت الى مهند قائلة:
“اعرفك يا مهند فاطمة الاسيوطى أختك”
-نظر إليها مهند و شعور غريب يخالجه لم يألفه من قبل بينما مدت فاطمة يدها لتسلم عليه قائلة:
“انا تربية رياضية وانت؟”
*مهند بابتسامة بها بعض السعادة:
“مخلص تجارة انجلش”

 

 

-جلست فاطمة بجانبهم، بعد مرور خمس دقائق جاء شاب و فتاة و هما يمزحان بصوت عال نسبيا، الشاب لديه شعر بنى و عيون بندقية و بشرة قمحية اما الفتاة فهي تتسم بعيونها السوداء الواسعة و شعرها الأسود المربوط على هيئة ض فيرة تصل الى ركبتها، يتناسب لون شعرها مع بشرتها الخمرية، ما ان رآهما مهند حتى قال:
“هما دول كمان ولادك؟”
*سمير بابتسامة:
“لا دول ولاد اخويا”
-اقترب الشاب من مهند ثم سلم عليه قائلا:
“أشرف الاسيوطى رسام معايا معرض لوحات، و دي إسراء الاسيوطى أخصائية نفسية”
-سلم مهند على اشرف ثم مد يده ليسلم على إسراء و هو يقول:
“اتشرفت”
-نظرت إسراء ليده الممدودة ثم قالت:
“الشرف ليا”
-أعاد يده ثم جلس مقتضب الوجه مجددا، ما ان أنهوا الطعام قام مهند و هو يقول:
“عن اذنكم انا عايز أطلع أرتاح”
*شمس:
“اكيد طبعا تعالى اوريك أوضتك”
-صعدا معا و ما ان وصلا الى الغرفة قالت شمس بابتسامة:
“اتفضل انا صممت كل حاجة في الاوضة دي قولى رايك؟”
-نظر مهند إلى أرجاء الغرفة باستنكار ثم قال:

 

 

“انتي لو كنتى معايا مكنتيش حطيتى كل حاجة بذوقك كنتى حطيتيها بذوقى انا، انا مبحبش اللون ده ولا نوع الكمبيوتر ده و لا منظر الستاير دي، لو كنتى معايا كنتى هتعر في كل ده”
-سكت للحظة ثم اكمل:
“اصلا لو كنتى معايا مكنتش اضطريت اجى البيت ده”
-وضعت شمس يدها على كتفه ثم قالت:
“يا ابنى انت مش فاهم حاجة”
*مهند و هو يبعد يدها:
“انا مع كل اسف فاهم كل حاجة يا مدام شمس، معلش أصل ماما دي مقولهاش غير للانسانة اللي فعلا ربتنى بكل إخلاص، و هي امى أميرة و بس”
-تركته شمس دون ان ترد عليه و قد انسابت دموعها على خديها، ما ان وصلت الى غرفة الطعام قال سمير بقلق:
“مالك يا شمس؟”
*شمس و هي تكفكف دموعها:
“م فيش”
-اخرج سمير منديلا من جيبه ثم قال:
“شكل فعلا اهله قالوله كلام كتير عليكى”
*فاطمة باستنكار:
“ايه ده يا ماما ده إنسان ثقيل اوى، كمان بيزعلك؟”

 

 

*شمس بعصبية:
“عيب كدة يا فاطمة ماتقوليش على اخوكى كدة”
*فاطمة:
“سورى يا ماما”
*إسراء:
“انا بمجرد ما شفته فهمت شخصيته ده رد فعل مباشر و صريح يوضح اللي اتقاله من اكذوبات صعب تغييرها إلا بأدلة واضحة”
-ضرب أشرف إسراء على مؤخرة رأسها و هو يقول بمرح:
“ممكن كلامك بتاع المستشفى ده متطبقيهوش هنا”
*إسراء بصوت عال:
“يا ربى منك يا غتت”
-قامت شمس بضيق و يبدو عليها العصبية فقال سمير:
“عاجبكوا كدة يعنى؟ انتو عار فين كويس اوى امكوا بتمر بايه ياولاد الموضوع مش مستاهل هزار”
*إسراء:
“اس فين يا بابا”
*اشرف:
“خلاص هنخرج نكلمها”
-خرج الثلاثة باحثين عن شمس حتى وجدوها تقف في الحديقة تنظر الى اللاشيء، احتضنتها فاطمة و إسراء و هم يقولون:
“احنا اس فين يا ماما”
*شمس:
“مجراش حاجة”
*اشرف:
“ماما ممكن سؤال؟”

 

 

*شمس:
“امممم”
*اشرف:
“يعنى هو عرف ان انتي مامته و في دماغه انك مش كويسة يبقى ايه سبب جايه دلوقتى؟”
*شمس:
“عشان ينتقم منى، انا متأكدة أنهم سمموا تفكيره”
*إسراء باستنكار:
“ما تحكيله يا ماما انتي هتفضلى ساكتة ليه؟”
*شمس:
“هقوله بس مش دلوقتى هو لحد دلوقتى معملش حاجة، عايزاه يفرغ كل غضبه الأول”
*فاطمة:
“بس انتي يا ماما مغلطتيش”
*شمس:
“ف نظره انا غلطت و لازم اتحاسب”
*اشرف:
“اظن أن لازم أحترم رايك و أن كان علينا هنعرفه انتي اد ايه كويسة لحد ما يعرف الحقيقة كلها”
-مد يده ثم قال:
“مين معايا؟”
-مدت كلا من فاطمة و إسراء يديهما ثم قالتا:
“انا”
-ابتسمت شمس من طريقتهم الطفولية ثم قالت:
“ربنا يحفظكوا ليا يا حبايبى”
-احتضنوها قائلين:

 

 

“يااارب”
-فتح مهند نافذة غرفته ملتمسا الهواء ليجد شمس تحتضن الشباب الثلاثة و تمزح معهم فقال في نفسه:
“يا إلهي ما هذا الدفء بين هذه الأم و هؤلاء الثلاثة؟، اذا لم لم تعطنى من هذا الدفء يا امى؟، لم حرمتنى منه، أكاد أجزم أن هؤلاء الثلاثة هم الأفضل بالنسبة لك منى”
-ثم قال بصوت مسموع:
“هخليكى تعر في يعنى ايه تسيبى ابنك و تفضلى عليه الفلوس و ناس تانى غيره، وعد من مهند السليمانى”

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ابن رحمي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *