روايات

رواية ابن رحمي الفصل الثاني 2 بقلم إسراء الوزير

رواية ابن رحمي الفصل الثاني 2 بقلم إسراء الوزير

رواية ابن رحمي البارت الثاني

رواية ابن رحمي الجزء الثاني

ابن رحمي
ابن رحمي

رواية ابن رحمي الحلقة الثانية

-خرجت مشيرة من الغرفة باديا عليها الارتباك لتجد كلا من مهند و نهي يمزحان عند باب المش في ثم تذهب إليهم قائلة:
“يالا بقى يا نهي احنا اتأخرنا”
-نظرت نهي إلى مهند ليقول بابتسامة:
“م فيش مشكلة، روحى يا نهي”
-ثم مال على اذنيها قائلا:
“كملى مذاكرتك النهاردة عشان خروجة بكرة زي ماتفقنا”
*نهي بدلال:
“من عنيا”
-قبل رأسها و القى عليهم التحية ثم عاد متجها إلى غرفة أمه، توقف مهند امام غرفة اميرة عندما وجد الكثير من الممرضين مع طبيبين يدخلون و يخرجون من غرفتها بطريقة جنونية، ليوقف أحد الاطباء قائلا بخوف:
“هو في ايه؟”
*الطبيب بتوتر:
“مدام أميرة تعبت فجاة و مش قادرة تاخد نفسها”
-دب الخوف في أوصال مهند ليدخل إلى غرفتها سريعا غير عابىء بنداءات الطبيب المتكررة، ليرى أمه تتألم بشدة و ما أن رأته مدت يديها قائلة:

 

 

“مهند تعالى يابنى”
-أمسك مهند بيدها ثم قبلها و قال:
“أيوة يا أمى انا جنبك”
*اميرة:
” في حاجة لازم تعرفها مخبياها عليك بقالى 26 سنة”
-أخذت تسعل ليقول مهند برجاء:
“مش عايز اعرف حاجة يا أمى، ارتاحى عشان خاطرى”
*أميرة:
“أنت لازم تعرف”
*مهند:
“اعرف ايه؟”
-أمسكت وجهه بين ك فيها و هي تقول:
“انا عارفة يا حبيبى انى مش أمك اللي ولدتك من ساعة ما أمك ماتت زمان، بس انا ربيتك بكل حب و إخلاص و الله يا مهند حبيتك زي ابنى بالظبط”
*مهند:
“بتجيبى سيرة الكلام ده دلوقتى ليه يا أمى؟”

 

 

*أميرة ببكاء:
“لازم اقول، لازم اقول كل حاجة، عشان تعرف ان أمك اللي مكتوب اسمها في بطاقتك مش متو فية، هي لسة عايشة يا مهند”
*مهند بدهشة:
“امى انتي بتقولى ايه؟”
*اميرة:
“دي الحقيقة يابنى، أمك لسة عايشة و لازم تروح لها”
*مهند بعصبية:
“انا مش فاهم، لما امى لسة عايشة مش موجودة معايا ليه؟، و ايه اللي خلاكوا تقولوا أنها ميتة؟ ايه التخاريف دي يا أمى؟”
*أميرة:
“اسأل مشيرة و جدك، و هما اللي هيفهموك الموضوع كله”
-سقطت يد أميرة عن وجه مهند لينظر إليها بدهشة ممزوجة بعدم تصديق ثم يقول و هو يهزها بصدمة:
“أمى أمى فوقى”
،الطبيب و هو يضع يده على كتفه:

 

 

“البقاء لله”
-ابتعد مهند عن والدته و أخذ ينظر إليها طويلا حتى جاءت الممرضة و وضعت الغطاء على وجهها
-مر أسبوعان من الحزن المتواصل على قصر آل السليماني، جميعهم استطاعوا تقبل عدم وجود اميرة عدا فرد واحد لا يزال متالما بسبب فقدانه لأعز غالية على قلبه، حاولت نهي التخ فيف عن مهند بشتى الطرق و لكن هيهات فالامر ليس بهذه البساطة، كانت اميرة تعنى لمهند الكثير فلقد تو في والده و هو لم يتجاوز السنة و النصف فقامت هي بتربيته و لم تتزوج مع أنها كانت في ريعان شبابها، أضاعت شبابها من أجل تربية هذا الطفل حتى أصبح شابا فتيا، مهند يعتبرها نصفه الآخر، لكن عزاء مهند الوحيد هو معرفته بأن السيدة التي ولد من نسلها لا تزال حية، ترى من هي؟ و اين توجد ؟و لم لم تسأل عن طفلها طوال تلك السنوات؟ و لم اخبرونى انها متوفاة؟، شمس عبدالرحمن يا من لا اعرف عنك سوى اسمك المدون بهويتى، أين انت؟ و لم تركتنى تحت رعاية أخرى؟، اسئلة كثيرة تبادرت إلى ذهن مهند لم يجد لها تفسيرا حتى الآن
– في غرفة الصالون؛ قال أحمد لمشيرة بتساؤل:
“انتي متعر فيش مهند عايزنا هنا ليه؟”
*مشيرة:
“معرفش والله يا عمى”
-دخل مهند إلى الغرفة و هو يقول:
“خالتي مشيرة متعرفش انا عايزكوا هنا ليه”
*الجد:
“طيب ما تتفضل تتكلم انت”
* مهند و هو يغلق الباب باحكام:

 

 

“امى أميرة و هي بتموت عرفتنى أن أمى الحقيقية لسة عايشة و مش ميتة زي ما فهمتونى”
-أصاب الخبر مشيرة كالصاعقة حتى بدأت تفرك يديها من فرط التوتر بينما كانت علامات الثقة بادية على وجه الجد أحمد اما مهند فاكمل قائلا:
“و قالت لى كمان أسأل خالتي و جدي على الموضوع ده”
-ظل الاثنان صامتين تماما ليقول مهند بتهكم:
“سكتوا يعنى؟”
*مشيرة بقلق:
“ياابنى هو الموضوع…”
-قاطعها الجد قائلا:
“لا يا مشيرة الموضوع مش هينفع يستخبى أكتر من كدة فعلا أمك الحقيقية لسة عايشة و ما ماتتش زي ما قلنا لك”
*مهند:
“و لما امى مش ميتة، مافضلتش معايا ليه؟ و هي فين دلوقتى؟ فهمنى”
*الجد:
“يبقى لازم احكيلك أمك مين من الأول، شمس يابنى كانت حتت ممرضة بتعالجنى في البيت، عرفت توقع كريم ابوك فيها و طلب يتجوزها و لما رفضت اصر على كدة و اتجوزها غصب عننا كلنا، بعد ما اتولدت انت بست شهور أوضاعنا بقيت صعبة جدا و اضطرينا نرهن تلات شركات والبنك حجز على قصر العيلة، اضطرينا نروح كلنا في شقة في المنصورة بتاعة جدتك الله يرحمها لحد ما نعرف نلاقى حل بس هي ما صبرتش طلبت من ابوك الطلاق و سابتك و انت ماكملتش سنة و بعد الموضوع ده بشهر عرفنا أنها سافرت مع واحد غنى لأمريكا”

 

 

*مهند:
“طب و مدام أميرة ظهرت ف حياتى ازاي؟”
*مشيرة مكملة بنصر:
“احنا اقنعنا باباك يتجوز اختى اميرة و هي الصراحة كانت موافقة تيجى و تربيك لانها كانت بتحب كريم جدا، لولا جات الهانم دي و اخدته منها”
*مهند باقتضاب :
“و مدام شمس فين دلوقتى؟”
*مشيرة:
“انت عايز تعرف ليه؟”
*مهند:
“والله مهما يكن امى لازم اعرف هي فين عالأقل”
*الجد:
“لسة ف أمريكا مع جوزها سمير الاسيوطى”
*مهند:
“بس طالما كدة، معاكوا بقى صورتها ولا اتحرقت كل الصور زي ما الفتوا زمان؟”
*الجد:
“لا معانا صورتها، مشيرة هاتى صور فرح كريم خليه يشوف امه”

 

 

-أحضرت مشيرة ألبوم يحتوى على صور زفاف كريم و شمس، ما ان فتحت مشيرة غلاف الألبوم و رايه مهند أول صورة فيه وجد والده الوسيم صاحب الشعر الداكن و العيون السوداء و بجانبه فتاة رائعة الجمال ذات شعر منسدل يصل الى ركبتها، ليقول في نفسه:
“معقول الوش الملائكى ده يطلع منه كل ده؟”
-ترك مهند الغرفة و هو ممسك بالالبوم يقلب فيه حتى لم ينتبه إلى نهي عندما نادته، دخلت نهي إلى الغرفة و هي تقول:
“هو في ايه؟”
*مشيرة متجاهلة سؤال نهي:
“يا ترى بعد كل اللي قلناه ده ناوى تعمل ايه يا عمى؟”
*نهي:
“يعمل ايه ف ايه ؟ما تفهمونى”
*أحمد:
“ح فيدي و انا عارفه مش هيرتاح غير أما يشوف أمه، اسمعى يا مشيرة عايزك تعملى اتصال وقت اما اديكى إشارة”
*نهي:
“انا مش فاهمة حاجة”
*الجد:
“أمك هتفهمك”
– في اليوم التالي خرج مهند من غرفته ثم مشى باتجاه الصالون ليقابل خالته فيقول:
“كويس اوى كنت رايح الصالون عشان اقابلك”
*مشيرة:

 

 

” في ايه يا مهند؟”
*مهند:
“انا خلاص ناوى اسافر امريكا كمان يومين”
*مشيرة:
“بس يا مهند….”
-قاطعها بذهابه دون الاستماع إليها لتقول بصوت مسموع:
“ولد قليل أدب، فعلا و نعم التربية”
*سعيد بسخرية:
“بتكلمى نفسك؟”
*مشيرة:
“أهلا أهلا بيك، كنت فين امبارح؟”
-دخل غرفته و هو يقول:
“من أمتا بتسالينى كنت فين؟”
*مشيرة بعد ان اغلقت الباب:
“يا أخى ابوس ايدك كفاية لو مش عشانى يبقى عشان ولادك”
*سعيد:
“خليكى ف حالك يا مشيرة و بعدين قلتهالك كذا مرة لو مش عاجبك اتفضلى الباب يفوت 100 جمل”
– ثم دلف إلى المرحاض ليترك مشيرة غارقة في حزنها
– في الشركة؛ ارتشف مهند من قهوته ثم قال:

 

 

“محمد انا مسافر فترة و راجع، تابع الشغل وانا هبقى معاك اون لاين”
*محمد بتساؤل:
“ليه هتسافر فجأة كدة يا مهند؟”
-قص مهند كل ما حدث في اليومين الماضيين على محمد (محمد هو صديق مهند من ايام كلية التجارة و لكن مهند استطاع التفوق بسبب ما معه من جاه و أموال و طبعا ذكاء)
*محمد:
“طب وأنت ليه مصر تروح كدة؟”
*مهند:
“عايز أعرف الهانم دي غلطها، ازاي تسيبني كل الفترة دي وانا من لحمها؟ انا مش عارف ازاي عايشة و ضميرها مرتاح و عمرها ما كلفت نفسها و سألت عليا حتى!”
*محمد:
“يا عم فكك منها احسن، مش انت شايف مدام أميرة الله يرحمها هي امك؟ اعتبرها لسة ميتة و سيبك منها خالص”
*مهند بعناد:
“مش قادر يا محمد، و الله لاوريها، و هنتقم منها عشان ابويا الى اتحرمت منه بسببها و عشان تستغنى عنى و الفلوس تملى عينها كويس”
-عاد مهند إلى غرفته ليجد نهي تبكى فيذهب إليها قائلا:

 

 

” في ايه حبيبتي؟، مالك بس؟”
*نهي:
“ماما قالت أنك هتسافر، خدنى معاك”
*مهند:
“مش هينفع يا قلبى معلش انتي خليكى هنا، مشوار زي ده لازم اكون فيه لوحدي”
*نهي:
“اشمعنا؟”
*مهند:
“عشان هتشو في مهند أصعب بكتير من اللي هنا، انا هناك هروح انتقم من واحدة ما عندهاش دم هنتقم منها بطريقتى، بس متخا فيش هنتكلم علطول”
*نهي:
“وعد؟”
*مهند بابتسامة:
“وعد”
-مر يومان و كانت مشيرة قد اتصلت بشمس مسبقا و اعلمتها بقدوم ابنها، اما مهند فكان على أتم الاستعداد للذهاب و مقابلة المدعوة أمه، و الآن هو في الطائرة يعد الدقائق حتى أعلنت المضيفة:

 

 

“نحن الآن على استعداد للهبوط، برجاء من الركاب ربط أحزمة الأمان”
-بعد مرور ثلث ساعة؛ كان مهند يقف و بيده صورة لأمه، يحاول أن يراها بين المشاة حتى رايه سيده توليه ظهرها ذات ض فيرة طويلة تصل إلى أعلى ركبتها بقليل لونها بنى يتخلله بعض الخصلات البيضاء، عرف سريعا أنها أمه، بمجرد أن استدارت تلك السيدة استدار مهند إلى الناحية الأخرى محدثا نفسه متعجبا:ايه يابنى دي ادامك اهي!، المفروض دلوقتى تواجهها و تشوف لو هتعرفك من وسط الناس دول كلهم مش تلف وشك، مع انى متأكد أنها مش هتعرفك حتى بعد ما تشوف وشك
-قاطع تفكيره يد وضعت على كتفه، التفت لينظر فإذا بها تلك السيدة (شمس عبدالرحمن) التي قالت بابتسامة رضا و عيون موشكة على الدموع:
“مهند السليمانى مش كدة؟”

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ابن رحمي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *