روايات

رواية امبراطورية الليث الفصل التاسع عشر 19 بقلم آية محمد عامر

رواية امبراطورية الليث الفصل التاسع عشر 19 بقلم آية محمد عامر

رواية امبراطورية الليث البارت التاسع عشر

رواية امبراطورية الليث الجزء التاسع عشر

امبراطورية الليث
امبراطورية الليث

رواية امبراطورية الليث الحلقة التاسعة عشر

ذهبت أريج ب زين إلي الطبيب في أقرب مشفي… كانت تشعر بالقلق الشديد و كأنه مسئوليتها لا تعلم متي و كيف اكتسبت هذا الشعور ولكنها الآن تشعر به…
هي لم تعد تلك الجامدة في مشاعرها ولكن أصبح قلبها لين و رقيقا عن ذي قبل…
دلفت للغرفة وهي تشعر بالتوتر الكبير فعليها أن تعرف ما حدث معه…
وجدت زين يجلس علي سريره و الطبيب يتحدث معه فقط ف نظرت لهم في ريبه ثم سألت…
أريج: هو فاق أمتي!! هو اي اللي حصل ي دكتور…
الطبيب: مستوي السكر زاد فجاءه و كمان مكنش واخد علاجه…
أريج: سكر!!
الطبيب: أيوا.. المريض مصاب بالسكر من حوالي تلات شهور…حضرتك متعرفيش..
أريج: لا.. معرفش..
خرج الطبيب و تركهم ف ذهبت أريج و جلست علي الكرسي أمامه بدون أن تتحدث ثم نظرت له و تحدثت له بصوت منخفض..
أريج: ألف سلامة عليك..

 

 

زين: الله يسلمك.. انا كويس علفكرا انتي وشك اصفر ليه كدا…
أريج: انا مكنتش اعرف انك عيان..
زين: عادي ي أريج يعني.. ده نص الشعب مصاب بالسكر دلوقتي…
أريج: طب ليه كلت مكرونه؟؟
زين: عشان.. عشان حبيت أشاركك الحاجة اللي أنتي بتحبيها… و بعدين مسموحلي بس انا مش عارف اي اللي حصل…
وقفت أريج ثم أبتعدت عنه قليلا ف وقف هو الأخر و اقترب منها…
أريج: وليه تعمل كدا…
زين ب حزن: يمكن عشان بحبك وحبي للحاجة اللي انتي بتحبيها بيريحني…
أريج: لا ده بيتعبك… حبك للحاجة اللي بحبك هو اللي وصلك للمستشفي و حبك ليا هيتعبك لاني متجوزة و…
زين: و اي… كملي… بصيلي و قوليلي أنك بتحبيه…
أريج: ده جوزي…
زين: بس انتي مبتحبيهوش و أنا متأكد…
أريج: و أنت مين ادالك الحق أنك تقول كده او انك تدخل في حياتي و في علاقتي ب عبد الرحمن…
زين: خوفك عليا هو اللي ادالي الحق ده…
أريج: بس ده خوف طبيعي…
اقترب منها زين أكثر و لكنه ترك مسافة قليله بينهما…
زين: متأكدة أن خوفك ده كان طبيعي…
أريج: ايوا…زين.. متوصلش الموضوع بينا لحيطة سد تاني… خلي اليومين اللي هنشوف فيهم بعض لحد زواج يمني يعدوا علي خير و من بعدها انا مش عاوزة أشوفك تاني…
زين: أنا بحبك ي أريج.. و أنا مش ندمان اني بقولك كده ولا عمري هندم علي كده…
خرجت أريج من الغرفة و تركته بها يقف حزينا و غاضبا و مرتبكا…
أما هي ف وجدت يمني تقف عند الإستقبال و معها محمود ف ذهبت لها لتخبرها أنها سترحل الي بيتها.. و بالفعل بعد دقائق كانت تقف أمام سيارة الأجري ف دلفت غاضبة و هي تحاول لملمة شتاتها…
أريج في نفسها: هو مفكر نفسه مين عشان يتصرف كدا معايا و يقولي الكلام ده… و اي حاجة بيني و بين عبد الرحمن متخصوش ولا تخص اي حد.. و هو ماله اذا كنت بحبه ولا لا… و بعدين مش معني اني خايفه عليه اني اي بحبه مثلا… لا…
انا المفروض احب عبد الرحمن… عبد الرحمن و بس وهو اللي يستحق اني أركز معاه و أخاف عليه…
عادت أريج لبيتها وصعدت لغرفتها ثم أبدلت ثيابها و أمسكت ببعض الكتب تحاول أن تلهي نفسها عن التفكير في الموضوع…
ولكنها بالاخير استسلمت لنفسها و جلست علي مكتبها استندت بيدها عليه و وضعتها علي رأسها و هي تفكر…
أريج: أنا اتسرعت في جوازتي من عبد الرحمن… ده مش معناه اني بفكر في حد غيره و لكن أنا نفسي مش قادرة احس بيه بالشكل اللي أنا متخيلاه…
انا مش قادرة اقرب منه ولا افهمه ولا احس اني ساكنه جواه زي…. زي زين؟
ببص في عنيه اشوف نفسي ساكنه جواه…فاهماه من قبل م يتكلم… بس.. لا انا لازم أشيل كل الأفكار دي من جوايا… مش بحبه لكن هو اللي بيحبني…

 

 

 

دلفت مريم لغرفة أريج لتجدها جالسة علي مكتبها و رأسها بين يديها…
مريم: مالك ي أريج…
نظرت لها أريج ثم اتجهت لها و أمسكت بيدها و سحبتها لتجلس بجوارها علي سريرها…
أريج: ماما… ازاي الشخص يعرف انه بيحب حد… حب مش اعجاب…
مريم: الاعجاب بيختفي بعد فترة…
أريج في نفسها: ايوا ده اللي حصل…
مريم: هو في اي!!
أريج: ماما ازاي اعرف اني بحب حد!!!
مريم: ي حبيبتي مش عارفه كل شخص بيبقي عارف نفسه… بس في اشخاص مبتعترفش ب كده ب سهولة… انا معرفتش اني بحب ابوكي الا بعد سنة كاملة من جوازنا…
لاني كنت متعقدة بسبب خيا’نة ابويا لأمي الله يرحمها..
كل اللي اعرفه ان أدم كان بالنسبالي الأمان مهما كنت بخاف…
اللغبطة دي ايوا انه ازاي بخاف من اني اتخان وفي نفس الوقت بحس بالأمان لما بشوفه!!
فهمتي؟
أريج: فهمت ي ماما… ماما هو أنا أتسرعت ب جوازي من عبد الرحمن؟
مريم: انا مش عارفه أنتي كنتي بترفضي العرسان ليه.. كل الي عارفاه ان عبد الرحمن كان هيرحمك من حاجات كتير اوي كنا فاكرين انها حصلت لولا ستر ربنا..
أريج: بس ي ماما.. صح انا اخترت عبد الرحمن للسبب ده و بس اني وقتها مكنتش عاوزة اني اتفضح…
انا مخترتش عبد الرحمن ل شخصه… م انا طول عمري عارفه انه محترم و مؤدب و علي خلق عالي… لكني عمري م حبيته…

 

 

مريم: بتقولي كده ليه… انتوا اتكتب كتابكم خلاص…
أريج: صح ي ماما… طب اعمل اي ي ماما.. احبه ازاي؟؟
مريم: الحب مفيهوش ازاي.. هو بيجي كده!!
أريج: بيجي كدة… م… ماشي ي ماما.. شكرا..
مريم: هو اي اللي شكرا.. انا مش فاهمه في اي؟؟ هو انتي مبتحبيش عبد الرحمن…
هزت أريج رأسها نفيا ف اقتربت منها مريم تزيد قبضتها علي يد إبنتها…
مريم: ليه ي أريج ده عبد الرحمن محترم و كويس و متدين زي م انتي عاوزة بالظبط..
أريج ب دموع: و الله عارفه ي ماما بس دي حاجة مش ب إيدي..
ضمتها مريم لحضنها ثم ربتت علي شعرها بحنان و أردفت..
مريم: اوعي تكملي لو أنتي مش بتحبيه ي بنتي..
ابتعدت عنها أريج بصدمة ثم نظرت لوالدتها..
أريج: أنتي بتقولي اي ي ماما…
مريم: اه ي بنتي اللي بقوله هو الصح… انتي لو مش بتحبيه مش هتعرفي تعيشي معاه حتي لو هو بيحبك.. وانا مش هسمح ان حياتك تدمر كده… حياتك هتبقي تعيسه ي أريج…
أريج: بس ي ماما انا كده بظ*لم عبد الرحمن..
مريم: مش احسن م تظ*لميه العمر كله بالجوازة دي… ي بنتي انتوا لسه ع البر… فكري كويس ي أريج و لو انتي متأكدة انك فعلا مش بتحبيه يبقي خدي قرارك و أنا هتصرف…
أريج: غريبه أنك بتقولي كدا ي ماما مع انك كنتي عاوزة تجوزيني ب أي شكل…
مريم: عاوزة اجوزك عشان عاوزاكي تستقري ويبقي ليكي بيت و اسرة و تبقي مبسوطة… لكن بالشكل ده انتي مش هتبقي مبسوطة.. خايفه اقولك هتحبيه مع الوقت ميحصلش و مش جايز ان اللي حصل معايا يحصل معاكي و انا و أبوكي فعلا عشنا سنه صعبه لحد م قدرت احبه بس نفترض انتي مقدرتيش!!
أريج ببكاء: مش عارفه ي ماما.. مش عارفه بس انا مش عاوزة اتحط في الموقف ده…
مريم ب حنان: أنا معاكي.. لو عايزة اكلم أبوكي في الموضوع ده وهو كمان يديلك رأيه… و المهم انتي تكوني مرتاحة…
أريج: ماشي ي ماما…
………………………………
بعد بعض الوقت كان الهدوء هو المسيطر علي جو الغرفة قبل أن يصيح أدم غاضبا..
أدم: في ام تقول لبنتها تطلق؟
مريم: بنتك مبتحبوش ي ادم مستني مني أعمل اي!!
أدم: انتي مستوعبة اللي انتي بتقوليه ي مريم.. عبد الرحمن و أريج كاتبين الكتاب.. انتي مستوعبة..
مريم: ايوا عارفة و مقدرة حجم المشكلة بس انا ميهمنيش غير راحة أريج..
أدم: هي بنفسها اللي اختارت الوضع ده..
مريم: وهي مش مرتاحة فيه… و ان كان الأولاد غلطوا في اختيارهم و ندمانين المفروض الاب بقي يعمل اي!! يزعق و يتعصب.. ولا يهدي و يحتوي الموقف…
ادم: وأنتي شايفاه موقف عادي!!
مريم: لا الموقف كبير.. و كبير عليها اكتر م هو كبير علينا…
أدم: طيب ي مريم.. طيب أنا هتكلم معاها…
دلفت أريج بعد قليل لغرفة أدم كما أخبرتها والدتها أن تفعل وذهبت مريم لتحضير العشاء…. جلست علي الأريكة بعيدا عنه بينما جلس هو علي طرف سريره و نظر لها بهدوء…

 

 

أدم: بصي ي بنتي.. عبد الرحمن مسافر الفترة دي وقدامه تلات أسابيع علي م يرجع و دي فترة كويسه انك تكوني مع نفسك و تاخدي قرارك… فكري كويس ي اريج.. و أنا اي حاجة انتي عاوزاها هعملها…
أريج: ي بابا أنا.. بس متلغبطة لكن انا مش عاوزة اتحط في الموقف ده قدام عبد الرحمن…
أدم: خدي قرارك و انا هتصرف.. و ان شاء الله خير والله أعلم ممكن اللغبطة دي تكون بسبب تأثير زين العاصي مثلا!!
أريج بصدمة: اي!
أدم: لما أنتي حكيتيلي علي موضوع أسماء ده كنت عارف ان زين العاصي هيفضل لازقلكم ومش هيسيبكم..
أريج: بابا انا حاسة ب كده من قبل م اشوف زين…
أدم: و مش زين ده اللي كنتي بتكرهيه!
أريج: و انا مقولتش اني بحبه ي بابا… كل الحكاية ان المفروض الشخص اللي هكمل معاه بقيت حياتي مش بكن ليه اي مشاعر و لسه مشاعر الاخوة اللي عشنا فيها مترسخه جوايا و انا مش قادرة احبه…
هو انا مش من حقي احب و تحترموا مشاعري زي م عملتوا مع اروي و لا انا بس اللي اي حاجة وحشة بتواجهني و بتعاقب علي حاجات انا مليش ذنب فيها…
أدم: يعني انت شايفه اني بفرق في المعاملة بينك و بين أختك…
أريج: اه ي بابا.. من زمان اوي و انتوا بتفرقوا بينا و انا خلاص مش قادرة استحمل ان كل حاجه وحشه بتحصلي انا…
خرجت أريج من الغرفة و تركته وعادت إلي غرفتها و أغلقت الباب خلفها..
جلس أدم مصدوما هل حقا تشعر أبنته بالتفرقة بينها وبين أختها.. و طوال حياتها!!!!
خرج أدم خلفها و دق باب غرفتها…
أدم: افتحي الباب انا لسه مخلصتش كلامي…
فتحت أريج الباب و نظرت لوالدها ب حزن…
أريج: بص ي بابا أنا أسفة علي أسلوبي ده مش قصدي..
أدم: أنتي بجد شايفة أننا بنفرق بينك و بين أختك!
أريج: ي بابا انا مش قصدي حاجه انا مش عارفه ليه كلامنا أخد منحني تاني.. انا فعلا ضايقتك بموضوع عبد الرحمن بس حضرتك ممكن تنسي اللي انا قولته وأنا مش هعمل اي مشاكل و مع الوقت هتعود أكيد…
أدم: تتعودي!!! طب و أنتي ليه وافقتي من الأول طالما انتي مبتحبيهوش..
أريج: مكنش عندي إختيار تاني ي بابا…
أدم: يبقي تعترفي لنفسك و تعترفي ليا و لعبد الرحمن انك بس وافقتي بسبب المشكلة اللي حصلت.. مش عشان عبد الرحمن نفسه…
ولو هو كان اتقدملك في موقف تاني مكنتيش وافقتي…

 

 

أريج: بس ي بابا..
أدم: اعترفي بالمشكلة عشان تقدري تحليها ي أريج…
أريج: أومال كنت هعمل اي ي بابا! كنت هرفض و افضل همك أنت وماما العمر كله… أيوا وافقت عشان كدا والاول كان في اعجاب انتهي مع الوقت.. اعمل اي!
أدم: و طبعا عشان كدا قررتي تأجلي الفرح..
أريج: لا ي بابا انا فعلا كنت محتاجة الوقت ده لنفسي.. عشان أكمل معاه…
أدم: تمام.. تمام ي أريج… طيب اعترافك بالموضوع ده سببه زين العاصي ولا لا!
أريج: ي بابا والله حاسه ب كده من قبل م اشوفه…
أدم: اريج.. انتي مش ساذجة وانا عارف.. انا عاوز اجابة محددة علي سؤالي..
أريج: ايوا ي بابا…
أدم: مجاش في دماغك انه بيحاول يأثر علي تفكيرك..
أريج: بس انت لسه قايل اني مش ساذجة ي بابا…
أدم: يعني أنتي عايزة تطلقي!
أريج: مش عارفة..
أدم: أومال مين اللي هيعرف؟ أنا اللي هعرف؟؟؟ بصي كده كده الكلام في الموضوع ده ملوش اي اهمية في غياب عبد الرحمن…
معاكي تلات اسابيع تحددي انتي عايزة اي فيهم.. بعد تلات اسابيع تيجي تقوليلي.. ي تكملي ي تطلقي…
أريج: ماشي يا بابا
لم تنم أريج في تلك الليلة فقد شعرت بالتوتر و اضطراب كبير وحقيقي حول علاقتها ب عبد الرحمن.. و هل هو يشعر بالشئ نفسه أو لا…

 

 

هل تنهي الأمر بنفسها!!
و كذلك عبد الرحمن في نفس الوقت كان يفكر في كيفيه إنهاء هذه العلاقة فهناك مشكله ب أنه لا يحب أريج والمشكلة الأكبر هو أنه يحب غيرها…
ف هل ينهي الأمر ب نفسه…
أما زين ف جلس في شقته وحيدا حزينا للمشاجرة التي تمت بينهم هذا اليوم و لكنه متأكدا ب أن فتاته لا تحب هذا الشاب الذي يدعي زوجها…
فماذا يفعل لإنهاء الأمر…
وعلي جهة أخري… جلس يوسف في حديقة منزل عمه أدهم و أمامة خالد الذي أردف بضيق…
خالد: وهي دي كل الحكاية…

يُتبع ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *