رواية عشقت كفيفة الفصل السابع والأربعون 47 بقلم رنا هادي
رواية عشقت كفيفة الفصل السابع والأربعون 47 بقلم رنا هادي
رواية عشقت كفيفة البارت السابع والأربعون
رواية عشقت كفيفة الجزء السابع والأربعون
رواية عشقت كفيفة الحلقة السابعة والأربعون
الجميع ينظر اليها بصدمة وسعادة بنفس الوقت بينما هى تكاد تبكى من شدة سعادتها وهى تنقل بصرها بينهم ليقف الطبيب امامها يحجب عنها الرؤية قائلا بجدية باللغة الامانية وهو يرفع كفه امامها باحدى الارقام
(الحوار مترجم)
=سارة كم عدد هذا؟
لتجيبه هى بحماس شديد وابتسامه واسعة تزين ثغرها
=ثلاثة
حيث كان الطبيب يرفع ثلاثة اصبع من يده يسأله عن عددهم ليتنفس بعمق.. قائلا بهدوء وراحة
=بعد قليل سوف نقوم بعمل بعض الفحوصات الروتينية للاطمئنان
ليشكره كلا من الياس وتيم من ثم يغادر الطبيب، لتندفع ملك التى اخذت تبكى من شدة سعادتها لاستعادة اختها بصرها قائلة وعى تحتضنها بسعادة
=الحمدلله الحمدلله.. حمدالله علي السلامه حبيبتي الف مبروك
لتبعدها سارة عن حضنها قائلة بحنان وهى تمسح دموعها
=بلاش دموع خلاص، وحشتينى اوى
تنقل بصرها بينهم جميعا قائلة بصدق وعاطفة وقد انسابت دموعها التى لم تستطع ان تكتمها
=كلكم وحشتونى اوى.. ملك وديما وسيدرا والياس وتيم وحازم ومالك…
لم تكمل حديثها وقد انتبهت للتو بان اخيها ليس موجود معها لتردف قائله بقلق فمؤكد انه صار معه شئ سئ حتى لا يكون معها فى مثل هذا اليوم
=هو فين مالك..؟
ليجيبها الياس بابتسامه هادئة
=الاول حمدالله على سلامتك .. هو نزل مصر عشان تولين حامل وكدا..
ليهتف الجميع بصدمة ونفس اللحظة
=ايه حامل؟!
لكن تيم لم يلبث الا وضحك بصخب قائلا من بين ضحكاته
=والله الواد مالك دا مش سهل.. كان عامل فيها صاحب القلب المتحجر وهو اصلا…..
قاطعه الياس بحدة بسيطة وقد فهم ما كان ينوى صديقه ان يقول
=تيم تعالى عاوزك برا فى موضوع
ليكمل وهو ينظر الى الفتيات… مع نفسكم انتوا بقى احنا برا
ليومأ له الجميع مجتمعين حول سارة جالسين بجانبها فوق الفراش .. بينما قد خرج كلا من الياس وتيم ليذهبا الى الكافية الخاص بالمشفى ويبدأ الياس قائلا بجديه بدون اى مقدمات
=مالك عاوز ينقل كل حاجة لمصر مش هيكمل هنا هو كان اول ما يرجع هيقولنا بس هو قالى لما اتصل بيا عشان يطمن على سارة .. عاوز ينقل عشان مراته وكمان عشان سارة لازم يقولوا لامير الحقيقة مهما كان ومتنساش انها لسة على زمته وكمان حامل..
ليردف تيم بعدم صمت استمر للحظات وهو يحاول ان يجعل صوته طبيعيا قدر الامكان وهو يتخل ان صديقه سيفارقه مرة اخرى
=يعنى هيهاجر تانى؟ هيمشوا كلهم؟ طب واحنا ايه معاه مش فارق؟
ليرفع الياس كتفيه قائلا بعدم معرفه وهو يفرك جبينه قائلا
=مش عارف.. بقولك انا عايز اخد رأيك فى حاجه والقرار ليك انا معاك فى الحالتين
تيم وهو ينظر اليه بجدية وقد استشف نبرة صديقة المتوترة =قول في ايه؟
=ايه رايك لو نصفى احنا كمان كل حاحة لينا هنا وننزل نعيش فى مصر، وهنا اصلا لا لينا اهل ولا حد هيسأل فينا غير معارف الشغل وكدا كدا هنعرف نوصل لهم من هناك .. بس الفكرة ان نفضل احنا التلاته مع بعض
لينظر اليه تيم بتفكير فصديقه معه حق فهو والديه منفصلان منذ ان كان فى السادسة من عمره ومن تولى تربيته هى جده وبعد وفاته عندما كان فى السادسة عشر كان يعتمد على نفيه بكل شئ وطول تلك الفترة منذ ان كان عمره 6 سنوات الى الان لم يسأل عليه احد من والديه … بينما سيدرا هى ايضا وحيدة فهى قد تربت باحدى الملاجأ وجاءت فرصتها للوظيفة فى احدى الشركات التى وفرت لها السكن لتطور من نفسها لتصبح الى ما هى عليه الان من مكانه بين سيدات المجتمع وان تصبح سيدة اعمال مهمه فى الوسط المحيط بهم ولكن رغم ذلك لا يعلم ان اخبرها هل ستوافق ام لا فهو لن يستطيع ان يجبرها على شئ كهذا .. والياس ايضا ليس لديه احد فوالديه قد توفى وهو منفصل عن عائلته ويعتبر عائلته الحقيقة هم اصدقائه بالاضافة الى ان حبيبته هى ابنة خالة مالك ومؤكد ستذهب معه بعد ان انتقلت للعيش معهم هى واخيها حازم
ليردف تيم قائلا بتفكير وهو يعقد حاجبيه
=مش عارف وبعدين انا وسيدرا فرحنا الشهر الجاي
ليردف الياس وهو يتنهد بصخب
=بص انت اعرض الموضوع على سيدرا وسيبها على الله كله خير
_______________
وصل مروان امام منزلها لا لمَ اتى الى هنا بعد ان رفضته للمرة الثانية لكنه تنفس بعمق وعو يمد يده ليضغط الجرس لينتظر لحظات قليلة حتى فتح الباب ويظهر والدها ليردف قائلا بترحاب
=يا اهلا يا مروان يابنى عامل ايه؟ تعال اتفضل
ليردف مروان باحراح وهو يصافحه
=انا اسف انى جيت من غير معاد بس كنت عاوز اتكلم مع حبيبة بس، عاوز افهم منها هى ليه رفضانى؟
ليحمحم منصور بحرج ولم يعلم بما يجيبه فهو حقا لم يفهم لمَ رفضته ابنته ليردف قائلا بجديه
=والله يا بنى انا معارف اقولك ايه بس دا قرارها بس ادخل مينفعش نتكلم على الباب كدا
ليدلف معه مروان وهو يشعر بالتوتر، ليشير له منصور للجلوس =انا هدخل اكلمها
ليومأ له مروان بتوتر وبعد دقائق عاد منصور تتبعه حبيبة التى تنظر الى الارض ليردف منصور قائلا بجدية
=انتوا الاتنين كبار وتقدروا تتكلموا وتتناقشوا مع بعض كناس عاقلة متحضرة
ليومأ له مروان بتأكيد بينما حبيبة لم تتحرك ولم تبدى اى رد فعل وبعدما غادر منصور نظر اليها مروان مشيرا لها بالجلوس لتجلس بصمت فوق طرف الاريكة مبتعدة عنه بدرجة كبيرة وهى تشعر بالتوتر الشديد من وجوده كما يحدث معها دائما ليردف مروان بنبرة هادئة قدر الامكان
=عاوز اعرف ليه رفضتينى؟
لتبتلع هى ريقها وقد شعرت بالجفاف فجأة لاتردف قائلة بكذب وهى لا تعرف بما تجيبه
=مش بفكر فى الجواز دلوقتى؟
علم انها تكذب من تحرك عينها وتوترها الواضح ليقترب منها قليلا ولكن محتفظ بالمسافة بينهما معيدا نفس السؤال ولكن بنبرة حنونه تلك المرة
=ليه رفضتينى للمرة التانية يا حبيية وانتِ عارفة ان انا عاوزك والمرادى بكل ارادتى؟
مست نبرته الحنونه قلبها المتيم بعشقه هو وحده لتردف قائله بعتاب وهى تشعر بالتيه لا تفهم اصراره عليه هكذا ولا تعلم كيف تفكر بطريقة صحيحة
=مش حساك يا مروان حساه انك عاوزنى بس عشان اسد فراغ فى حياتك مش اكتر وانا استحالة اكون كدا او اتقبل دا….
قاطعها هو بنبرة متعبة لاول مرة تسمعها منه وشعور غريب داهمه ما ان سمع نبرتها المعاتبة
=لا يا حبيبة مش كدا انتِ عمرك ما كنتِ سد فراغ ولا هتكونى كدا .. انا محتاجك معايا بس مش زى ما انتِ مفكرة .. انا عايزك تكونى معايا انا مس عارف دا معناه ايه ولا تفسيره ايه .. بس .. بس انتِ بقيتى واخده حيز كبير من تفكيرى
تنظر الى عينيه وهو يتحدث ترى مدى صدقه وتخبطه لاول مرة تراه بهذا التيه هى احبت ذلك الشاب الواثق من نفسه دائما وعشقت هذا الذى يستطيع ان يقاوم اى شئ يواجهه لكنه تغير نعم تغير كثيرا اصبحت لا تفهمه ولا تعرفه لكنها مازالت تحبه وتعشقه ولكن لا تستطيع ان تبنى حياتها معه وهو بهذه الاخلاق التى اصبح عليها من سهر وغيره قد لاحظت تغيره لكنها تخشى ان توافق عليه ويعود كما كان عليه وحينها لن تسطع ان تبتعد عنه لتردف قائله بارتباك
=ا.. انت عاوز.. ايه يا م.. مروان دلوقتي.. انا مش.. عارفه؟!
ليجيبها مروان بامل فى ان توافق فيما ستقوله
=عاوز فرصة اثبتلك فيها ان نيتى كويسة وان فعلا محتاجلك انتِ كحبيبة مش زى ما نتى شايفة، نعمل خطوبة وطول الفترة بتاعتها انتِ حددى
ليكمل بعدها بتوتر وقلق وصوت يكاد يسمع
=ولو مش ارتاحتى يبقى خلاص
تستمع اليه والدموع قد التمعت بمقلتيها ترمش بعينها حتى تمنع انهمارهما تفكر بحديثه ولا تعلم كيف تفكر او ما القرار التى سوف تتخذه، وعندما طال صمتها فسره هو بطريقة ليبتلع ريقه بصعوبه وهو ينهض من مكانه ببطئ وملامح الحزن والاسف مرتسمه فوق وجهه الوسيم، ليتألم قلبها وهى تراه بتلك الحالة الحزينه المتألمه وما ان جاء ليغادر همست باسمه ليقف محله دون ان يلتفت اليها لتردف قائلة
=مروان .. ابقى اتفق مع بابا على الخطوبة
ليلتفت بسرعه ينظر اليها وما ان جاءت عينيه فى عينيها اخفضت هى راسها بخجل وتوردت وجنتيها لتركض الى الداخل بينما هو اتسعت ابتسامته عندما استوعب ما قالته اذا هى وافقت عليه اخيرا، ليعود مرة اخرى حتى يتفق مع منصور والدها وبعد ذلك يأتى بوالديه حتى يتم خطبتها رسميا
_______________
عاد صباح اليوم الى منزل عمه ولكنه تفاجأ بعدم وجودها بالمنزل ليسأل عنها ويصدم حين علم انها قد ذهبت الى منزل خالها، ليشعر حين بالوحده والغضب والحزن والفقدان والكثير من المشاعر التى داهمته ولم يستطع ان يفسرها لكنه افتقدها تردد كثيرا ليهاتفها او يراسلها لكنه كان يتراجع فى اخر لحظة، ليفكر كثيرا فى حل لهذا الحال الذى اصبح به ليقرر اخيرا انه يجب ان يتخذ امرا جدى وما ان وصل الى قرار نهائى، اخرج هاتفه وعبث به قليلا ووضع الهاتف فوق اذنه منتظرا الرد من الطرف الاخر الى ان جاءه اخيرا
=ازي حضرتك يا عمى اخبارك ايه؟
لياتيه الرد من الطرف الاخر عمه قائلا بمحبة
=حبيبي انا بخير الحمدلله .. انت اخبارك ايه واللى عندك عاملين ايه؟
ليجيبه مصطفى بهدوء
=الحمدلله يا عمى كلنا بخير .. انا بس كنت عاوز اطلب من حضرتك حاجة
=خير يا ابنى
=انا عارف انه مش وقته ولا ينفع ان اكلمك فى موضوع زى دا على التلفون .. بس من غير لف ولا دوران انا عاوز اطلب ايد سما
ليتنحنح عمه بتفاجأ فهو لم يتوقع ان يطلب يد ابنته لكنه اردف قائلا بهدوء وعقلانية
=انت عارف يا بنى معزتك عندى قد ايه بس موضوع زى دا مش بيتكلم فيه على التلفون وبعدين انا نقدرش اديك كلمة غير لما اخد راى سما انت عارف ان القرار ليها هى انا مقدرش اغصبها على حاجه
كان يستمع اليه بتركيز مقتنع بما يقوله لكنه لا يريدها ان تعلم بانه يريد الزواج منها =يبقى اول ما تيجى يا عمى نتكلم فى كل التفاصيل..
ليكمل بحرج وهو يحق مؤخرة عنقه
=هو ينفع متقولش لسما .. اصل عاوز افاجأها دا بعد طبعا ما حضرتك توافق
=على خير ان شاء الله وانا خلاص جى بعد يومين باذن السميع العليم
=توصل بالسلامة يا عمى ياريت تقكر بالموضوع وانا هكلم محمود اقوله وربنا يقدم اللى فيه الخير
ليجيبه عمه بهدوء وبعدها يغلق الخط متنهدا لينظر مصطفى بسعادة الى الهاتف فها هو سيجتمع بها فقد ادرك مؤخرا ان ما يشعر به نحوها هو حب غيرته عليها من ذلك التى تدعوه بسام غضبه عندما لم تخبره بانها سوف تذهب الى منزل خالها، شعوره بالفقدان عندما لم يجدها امامه، والحزن عندما لاحظ تغيرها معه.. والان تجرم كل هذه المشاعر بانه حب، ستكون معه وسيبدأ حياة جديدة معها هو وهى يحيطهم حبهم فهو يعلم انها تحبه منذ ان كانت صغيرة عندما كان ياتى ليقضى بعض الايام عندما كان يعيش بالمانيا كان يلاحظ حبها الذى كان يظهر بوضوح فى عينها ولكنه لم يكن يهتم بها فقد كان يراها وقتها بفتاة مراهقة ليس اكثر والان الوضع قد تغير فهو قد طلب يدها من والدها من لحظات وستصبح عما قريب ملكه
______________
=هنروح فين دلوقتي؟
اردف مالك بذلك السؤال وهو يقود السيارة ولا يعرف اين وجهته المحددة تجلس بجانبه تولين التى لم تستمع اليه من كثرة التفكير واستعادتة ذكرها عندما اعترف بحبه لها لتشعر وقتها بان قلبها سيخرج من بين ضلوعها لشدة ضرباته، لتشعر بالتانيب من كونها كانت ترفض ان تخبره بخبر حملها اذا لم ياتى اليها وكانت ستحرم نفسها من رؤيتها لسعادته بهذا الخبر حيث كادت عينيه تدمع من شدة سعادته، لتعنف نفسها
=ايه اللى انا كنت بفكر فيه دا استحالة مالك كان بنسانى او ميجيش استحالة هى الهرمونات بدات وانا لسه فى الشهر الاول؟
=تولين؟
افاقت على نداءه لها وهو ينظر اليها باستغراب وقد لاحظت انه توقف بالسيارة
=نعم .. انت وقفت ليه بالعربية
تنظر اليه باستغراب ليردف مالك بجدية وهو ينظر اليها
=انتِ اللى فيه ايه يا تولين مالك؟ انتِ كويسة يا حبيبتى؟ لو لسة تعبانة نرجع المستشفى؟
انهى جملته بنبرة قلقة، لتومأ له وابتسامه بلهاء ظهرت على ثغرها ما ان سمعت لفظ التحبيب منه، قائلة بارتباك
=لا انا كويسة .. بس لسه مصدومه يعنى مش مصدقة انك فرحت انى حامل وكدا يعنى
اجابها مالك بحب لم ولن يخجل من اظهاره لها
=انا لو اعرف انه الموضوع كدا مكنتش سافرت من الاول.. متعرفيش انا فرحان قد ايه والاهم من دا انه هيكون منك
ليكمل بهعدها بمرح… تحبى نروح فين؟ البيت ولا نكمل اليوم خروج؟ اللى انتِ عاوزاه اليوم كله ليكى
لتردف بتوتر وهى تعض شفتيها بخجل ولم تثنى على حديثه
=ينفع نروح القصر عاوز اجيب كام حاجه من هناك وبعدها نروح اى حتة انت عاوزها
لتكمل بحرج وهى تخفض راسها.. انا عارفة انك مش بتحب تروح هناك بس..
لم تجد الكلامات المناسبة التى تكمل بها حديثها، ليمد مالك يده يرفع ذقنها لتنظر اليه ويردف قائلا بهدوء بقدر الامكان
=متكسفيش من حاجة دى عيلتك ويا حبيبى مفيش حاجه ولو عاوزانى ادخل معاكى هدخل
لترد قائلة بتاكيد
=طبعا هتدخل معايا انا مش هدخل لوحدى
_____________
دلف كلا من مالك وتولين الى القصر ليقابلا امير الذى كان ينزل الدرج ليقف امير امامه بتوتر لا يعرف ماذا عليه ان يفعل، ليقترب منه مالك وقد حزن عندما راى حالته المتعبه المنهكة ويبدوا على ملامح وجهه الحزن وجسده الذى اصبح نحيفا بصورة ملحوظه وتلك النظرة المتأسفة التى ينظر بها اليه كل هذا جعل مالك يفكر للحظة فى ان يخبره عن حقيقة سارة وانها على قيد الحياة وانها تحمل ابنه وبعد 6 اشهر وانه سيصبح اب قريبا .. لكنه تراجع عن كل هذا مفضلا بان تخبره هى وبالاخص انهم سوف يعودون جميعا الى مصر قريبا
=عامل ايه يا امير؟ الف سلامة عليك تولين قالتلى انك شيلت المرارة
استغرب امير من طريقة حديثه الهادئة لكنه بدلا من ان يصافحه اقترب منه فى عناق قوى ليبادله مالك العناق، بينما تولين تحاول منع دموعها وهى ترة اخيها وزوجها معا فهى كانت تخشى من تلك المواجهة هى تعلم ان مالك شخصية عاقله ولكن لم تتصور ان يتصرف بتلك الطريقة المتحضرة لتلك الدرجة مع امير رغم كل ما فعله
ليبتعد مالك عن امير مربتا فوق كتفه قائلا بمرح مصطنع حتى يخفف من حدة الموقف
=خلى بالك انا قريب هنقل كل حاجة لمصر وهفتح الشركة بتاعتى يعنى استعد انك تفلس قريب…
ضحك امير بخفة بينما تولين عقدت حاجبيها بدهشة واستغراب مقتربة منهم قائلة بغضب طفولى وهى تقف جانب اخيها امام مالك
=انت هترجع مصر تانى ومقولتليش ليه؟ كنت عاوز تقولى امتا؟ لما تيجى وتستقر ولا مكنتش عاوز تقولى من اصله؟
جاء مالك ليجيبها لكن سبقه امير وهو يجيبها باستغراب من نبرتها الغاضبة وهجومها المفاجئ بتلك الطريقة
=فى ايه تولين؟ محصلش حاجه لكل دا .. وبعدين مالك بيهزر اكيد
لتحرك راسها بالنفى وهى تنظر الى مالك نظرات معاتبة من ثم تتجه الى غرفتها سريعا لينظر فى اثرها باستفهام ولم يفهم ما حدث لكل هذا لينقل بصره الى امير ليردف الاخير باستغراب
=هو حصل ايه لكل دا؟
ليردف مالك بهدوء وصبر
=عادى دا انا لسه هشوف العجب ال9 شهور اللى جاين .. تقوم بالسلامة اهم حاجه
ليعقد امير حاجبيه قائلا بشك
=هو اللى انا فهمته دا صح؟ تولين حامل
ليوما مالك راسه بالايجاي وابتسامه هادئة تزين ثغره، ليشعر امير بالسعادة تغمره ليهنئه بسعادة، ليردف بعدها قائلا وهو ينظر الى الساعة التى تزين معصمه قائلا بتعجل
=بس خلى بالك هى كان عندها اكتئاب بس طلعت منه ها.. يلا انا لازم امشى عشان اجيب جدى
ليوقفه مالك بقلق =ماله عاصم بيه
=فى المستشفى اتعرض امبارح لازمه قلبيه….
ليقاطعه مالك قائلا بجديه
=طب استنى انا هاجى معاك اطمن عليه
ليوقفه امير قائلا بجدية
=لا خليك مع تولين هى متعرفش حاجة ومهاب هناك معاه مبيت من امبارح انا هروح اجيبهم ونجى خليك مع تولين
ليومأ مالك براسه طالبا منه ان يطمئنه على حالة جده ليتنهد بطول وهو يرى امير يغادر وما ان اختفى من مرأى عينيه التفت لينظر باتجاه الدرج الذى صعدت عليه تولين هامسا لنفسه بصبر
=ابدتينا من اولها هرمونات وبتاع الصبر يا ولى الصابرين
ليدلف الى الغرفة يجدها تجلس فوق الفراش تضع يدها فوق بطنها وشاردة الذهن ليجلس بجانبها ولكنها لم تنتبه ليصيح فجأة قائلا
=لا فى حاجه بتحصل مالك يا تولين؟ مش على بعضك احكى حبيبتي ولو فيه اى حاجة مزعلاكى قلقاكى اى حاجة هنتكلم فيها ونلاقى حل..
لتنظر اليه باعين دامعه ليردف هو بقلق
=دموع يا تولين للدرجة دى؟!..
لترتمى بين ذراعيه تبكى، لا يعلم ما السبب الرئيسى لبكائها لكنه ارجع ذلك الى هرموناتها فهى منذ الصباح وهى تتصرف بغرابه لكن جميع تصرفاتها لا تخلو من البرائة والطفولية، ليشدد من ذراعيه حولها يضمها اليه لتهمس له بنبرة منخفضة للغاية وهى تدفن راسها فى عنقه لم ينتبه مالك الى ما قالته وعندما لاحظت انها لم يسمعها ابتعدت عنه ببطئ قائلة بحنان وهى تمسك كفه تضعها فوق بطنها المسطح
=انا حامل يا مالك.. حامل منك انت انا لحد دلوقتي مش مصدقه ان الحلم اللى فضلت احلم بيه 3 سنين بقى حقيقة
ابتسامه واسعة ارتسمت فوق وجهه ما ان امسكت هى بكفه ووضعته فوق بطنها فهو كان يريد ان يفعل هذا منذ ان علم بكونها حامل كان فى البداية لا يريد ان يظهر لها ولكن الان قد علم من الطبيبة عندما ذهب بها الى المشفى كان يموت قلقا عليها وهو يراها تستفرغ كلما فى جوفها وتتاوه بالم، لكن ما انتبه اليه من حديثه هو عندما قالت “الحلم اللى فضلت احلم بيه 3 سنين بقى حقيقة” معنى ذلك انها تحبه منذ زمن، ليردف قائلا بدهشة واشتغراب
=3 سنين بتحلمى؟ ازاى؟ واحنا اصلا عارفين بعض مكملناش السنة؟!
لتردف قائلة بخجل وهى تخفض راسها تعض شفتيها بتوتر فقد افصحت بما كانت تخفيه عنه
=انا.. انا اعرفك من قبل كدا من زمان
ليردف قائلا بمرح وابتسامه واسعة =دا انا حب قديم بقى وانا معرفش
لتوما هى براسها بخجل، ليضحك على خجلها يضمها اليه بحنان، وضعا كفه فوق بطنها يتحسسه بحنان قائلا بحماس وهو يستند بذقنه فوق كتفها
=مش مصدق ان بعد 9 شهور ربنا هيرزقنا بيبى ويفضل مسهرنا طول الليل وانا اغير عليكى منه ولو بنت انتِ اللى تغيرى عليا
لتضحك هى لحماسه ويبدا معا بسرد احلامهما المستقبلية لحياتهم مخططين لها لتصبح حقيقة يمكن تحقيقها، لكن ما احزن تولين عندما اخبرها انه بعد غد سيعود الى المانيا مرة اخرة لكنه اقنعها بضرورة سفره وانه سيعود مرة اخرى وعندما جاء ليرحل اصرت عليه ان يبيتا فى القصر لكنه رفض رفضا قاطعا لتتقبل رغبته وتذهب معه الى منزله رافضة ان تتركه وقد اخذت اليومين الذى سيظل بهم فى مصر اجازة من عملها حتى تكون معه
__________________
ماذا لو انتزعتكِ مِن ذاكرة الزمن وأخفيتُكِ في حاضري ومُستقبلي! هل سيشعُر العالم! هل سينتبه؟ ماذا لو أصبحتِ أنتِ أرضي ووطني هل ستتغيّر الجغرافيا ويتبدّل التاريخ! هل سَتثور الأمم وتغضَب الدول وتُقام الحُروب! لكم أتمناكِ زهرتي الخاصّة, دَولَتي الصغيرة الخالية من الذهب والنفط والمعالم السياحية، بعيدة عن أنظار المُسافرين ومطامع الغُزاة وناهبي الثروات. أريدكِ صحراء بعيدة وهادئة وسأكون أنا بدويًّا، أرعى الغنم وأجمع الحطب، أقتات على الخبز وحليب العنزات، أتغزّل فيكِ بأجمل العبارات. وحدنا في البادية، لنا كل معاني الحريّة، نتغنّىَ بأمجاد الأجداد ونختار أسماء الأولاد والأحفاد، نقرأ معًا الكُتُب القديمة والقيّمة، نتحدث عن فوائد القراءة ومساوئ التكنولوجيا. معًا سنكون وسنظل، بلا خوف أو قلق، نُردّد قصائد العرب في جلسات السمر، نلعن الحضر والصخب في أمسيات السهر، نمدح بعضنا وأنفسنا ونسبّ الفلاسفة ومُحبي السفر .
وحدنا… أنتِ وأنا، وهل نحتاج شيء آخر؟! اين انتِ ايتها الكفيفة التى اعشقها لما لا تزورينى فى منامى؟ لما اصبحتِ قاسية القلب؟ مر شهو ونصف على فراقك وانا هنا وحدى اتحدث معكى عبر تلك الورقات اكتب اليكى كل يوم ولا امل ولكنكى لا ترسلى لى شئ، مر شهر ونصف وانا مازلت اتلوع شوقا يا كفيفتى .. اليوم ساذهب لازورك واتمنى ان يقترب موعدى والقاكى فى دار الاخرة معشوقتى الكفيفة.. فانا “عشقت كفيفة”
رواية عشقت كفيفة بقلم رنا هادي
اغلق امير دفتر مذكراته الذى يكتب به يوميا لحبيبته الراحلة، واليوم مثل كل يوم يذهب اولا الى قبر زوجته من ثم يتجه الى عمله وبعد. نهاية دوامه يذهب اليها مرة اخرى ليسرد لها يومه بكل تفاصيله، بعد ان انهى امير روتينه اليومى وذهابه الى قبر زوجته..
كان قد انهى احدى اجتماعاته للتو فى احدى المطاعم الفاخرة وعندما جاء ليخرج من الباب اصطدم بفتاة كانت تدلف الى المكان ليلتفت اليه حتى يعتذر وقبل ان يفتح فاهه ليتحدث اليها صدم بمحله وهو يراها امامه، لتنظر اليه وهى تعقد حاجبيه وتمسك ذراعها بالم ليهمس امير اليه باضطراب وتبرة متوترة
=انا اسف جدا
لتومأ هى براسها تتركه وتتجه لاحدى الطاولات الفارغة تجلس عليها بينما هو عقله يعمل فى جميع الاتجاهات فتلك الفتاة هى نفسها سارة بكل تفاصيلها لكن تلك التى صدم بها كانت تبدوا انها حامل من انتفاخ بطنها الواضح ليشعر بالتيه وعقله قد توقف عن تفكير يتمنى ان يكون بحلم والان سوف يستيقظ منه، فالتى اصطدم بها الان هى سارة.
______________
يتبع…
- لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
- لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشقت كفيفة)