روايات

رواية امبراطورية الليث الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم آية محمد عامر

رواية امبراطورية الليث الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم آية محمد عامر

رواية امبراطورية الليث البارت الثالث والعشرون

رواية امبراطورية الليث الجزء الثالث والعشرون

امبراطورية الليث
امبراطورية الليث

رواية امبراطورية الليث الحلقة الثالثة والعشرون

عبد الرحمن: لا بتهربي… سارة.. أنا.. أنا مكنتش عاوز أقول كدا دلوقتي… بس أنا بحبك…
رفعت رأسها سريعا و نظرت له ثم تراجعت بقدمها عدة خطوات للخلف.. ثم استدارت و جريت سريعا لتدلف للداخل….
و جدت رحمة أمامها ف اقتربت منها سريعا لتضمها رحمة بإستغراب…
رحمة: أنتي كويسه ي حبيبتي؟
سارة: لا… لا أنا مش كويسه…
رحمة: اي اللي حصل؟
سارة: انا.. أنا…
ليث بمقاطعة: يلا ي جماعه كلوا برا عشان نتغدي يلا… المغرب هيأذن تحسنا في رمضان… يلااا…يلا ي سارة مالك؟
سارة: مفيش حاجة ي بابا..
ليث: طيب يلا ي حبيبي…
سحبها ليث من يديه و خرجا سويا و تبعه الجميع…. علي الجهه الأخري طوت أريج الورقة بين يديها ثم نظرت أرضا خجلا و احمر وجهها بشده وكأنها تسمع تلك الكلمة منه للمرة الأولي… هي بنفسها تتسأل ما الذي يحدث معها… كيف أختفي غضبها منه و أصبحت الأن تلين لمجرد كلمات او نظرة منه….
أجتمع الكبار علي السفرة المكونة من ثمان كراسي فكان معهم عز.. بينما بقية الشباب جلسوا أرضا في دائرة واسعة يتحدثون و يضحكون…
بينهم الكثير من العشق… عز الذي لم ينقص حبه بمقدار ذرة لتلك الجميلة سلمي… و يوسف الذي إزداد عشقة لزوجته أروي و القصص الجديدة التي لا زالت تكتب.. عبد الرحمن و زين و سارة و اريج…

 

 

أما زين… فقد كان متعجبا كيف تقبلوه بهذا الشكل لمجرد انه ساعدهم.. هو لا يفهم كيف تقبلوه ان كان يوسف أو عبد الرحمن… او حتي أدم… كيف.. فهم لن ينسوا الأمر بتلك السهولة أبدا… هناك شيئا غريبا… هو أحب تواجده بينهم بل تمني ان لا تنتهي تلك اللحظة أبدا…
زين: هو أنتوا ازاي متقبلين وجودي معاكم!!
نظر الجميع له ثم عادا بنظرهم ل ليث الذي تحدث و هو ينظر لهم جميعا….
ليث: كل واحد فينا… كلنا اتحطينا في موقف و كنا في اشد الحاجة لفرصة تانية…
أنا…اخدت فرصة اني ابني البيت ده.. أخدت فرصة أني أحب مرة تانيه بعد ليلي الله يرحمها… لقيت عيلتي ب إعجوبة…
أدهم.. نفس حكايتي..زائد أنه كان فيه وقت كل اللي بيتمناه هو فرصة تانية من نور… و أخدها…
نور.. أخدت فرصة مع عيلتها من تاني و أتقبلوها بكل حب…
و رحمة أخدت فرصة الحب من تاني و بنت معايا البيت ده… أخدت فرصة انتقام لأمها و أختها…
و أخدت فرصة تانية مع عيلتها اللي ربوها…
أدم و مريم كانوا دايما بيدوا فرصة جديدة لعلاقتهم سوا…
يبقي أحنا ليه مش هنديلك الفرصة… أنت غلطت لكن كلنا عرفنا ان الغلط ده وقف عند حد معين نقدر نسامح عليه…
و أعتقد ان في ناس و سطنا هما كمان محتاجين للفرصة دي… و عشان كدا هما كمان هيسامحوا…
أحنا أتكلمنا في الموضوع ده من فترة… و كلوا… يلا عشان نلحق نصلي المغرب…
أكملوا طعامهم في وسط حديثهم في الأمور المختلفة ف أردف زين…
زين: أنا مليش غير يحيي صاحبي.. هو كمان سنجل بائس زيي…
رن هاتف زين ليجده يحيي ليستغرب كثيرا كيف اتصل به فور تذكره…
زين: ايوا ي يحيي… اي ي يحيي هتخطب بكرا… طيب ألف مبروك ي يحيي…
أغلق ليث الخط ف صمتوا جميعا لوهلة… ثم أنفجروا جميعهم في الضحك عليه…أمتلأ الجو بالضحك بعد تلك المكالمة المرحة…..
بعدما أنتهوا من طعامهم وقفوا جميعهم و خلفهم النساء ليصلون سويا…
وقف أدم أماما لهم لأنه كبيرهم و ان كان تؤاما لأدهم ف أدهم يعتبره اخ كبير…. وصلي بهم.. دعي زين ب ان يمنحه الله عائلة محبة كتلك العائلة و تمني ايضا أن يفوز ب أريج زوجة له….
عادوا جميعا للداخل لتقضية باقي الأمسية… استأذن زين و كذلك علي صديق خالد وايضا غادر جاسر….
كانت سارة جالسه علي طاولة المطبخ تنظر ارضا حزينة… دلف ليث ليأخذ كوبا من الماء ف وجدها جالسه بالداخل وحيدة…
ليث: اي ي سارة مش قاعدة معانا برا ليه…
سارة: مفيش ي بابا انا كويسه…
ليث: طب تعالي يلا…
سارة: بابا! ممكن احضنك…

 

 

اقترب منها ليث و ضمها بحنان و ربت علي رأسها.. ابتعد عنها قليلا ثم جلس بجوارها و أردف…
ليث: يبقي مش كويسه… و أنا عارف السبب…
سارة: مفيش سبب ي بابا…
ليث: يعني مش عبد الرحمن السبب… ي بت ده انا ابوكي…
سارة بحزن: هو انت ليه قولتلي مش هتوافق عليه لو كان بيحبني؟
ليث: يعني انتي هتحترمي قراري!!
سارة: عندك شك.. اكيد ي بابا انا هحترم قرارك مهما كان…
ليث: خايف… خايف منه مش متطمن بعد اللي حصل مع أريج… يعني أنتي عارفة اني شايف انه شخص ناجح جدا و ذكي… بس في حياته الشخصية مش حكيم.. خايف يكون مثلا معجب بيكي و اليقين اللي جواه انه بيحبك ده مجرد وهم….
سارة: هو انت عرفت ازاي انه بيحبني؟
ليث: زي م عرفت انك بتحبيه.. هو أنا تلميذ ي بت…
سارة: بابا هو انت كنت بتحب مامت سلمي…
ليث: ليلي.. حبي الأول.. ايوا كنت بحبها اوي.. و لسه جرح فراقها مأثر فيا.. بس ده مش معناه اني مبحبش رحمة…
قطع حديثهم دلوف عبد الرحمن للمطبخ و الذي رآهم يجلسون سويا… تراجع قليلا و استدار… ثم توجه لهم مرة اخري و لكنه عاد أدراجه خارج المطبخ…
ليث: اي ابن المجنونه ده كمان…
ضحكت سارة بقوة علي أبيها و علي عبد الرحمن.. كان عبد الرحمن يعلم ب أن سارة بالداخل ولكنه لم يعلم ان ليث معها.. فعاد ادراجه مرة أخري….
خرج ليث لهم مرة أخري و طلب من الجميع قضاء الليل في بيته…
أخذ أدم و مريم غرفة… و أدهم و نور غرفة… عبد الرحمن و خالد و عز و يوسف بغرفة يوسف…
اروي و سلمي و اريج و سلمي ومعهم أطفالهم بغرفة سارة… و انقضي اليوم بهذا الوضع و بداخل كلا منهم كم من السلام مع بعض الحزن….
باليوم التالي عاد كلا من أدم ومريم و معهم أريج لبيتهم مرة أخري…

 

 

جلس أدم علي الأريكة و تنهد بتعب ف جلست مريم بجواره و سألته…
مريم: مالك؟!
أدم: اريج اطلعي غيري هدومك يلا عشان نروح الشركة…
أريج: حاضر…
صعدت أريج لغرفتها و ظلت مريم تنظر لأدم ب إستغراب حتي اردف الأخر….
أدم: انا مش شايف ان وجود زين في حياتنا بشكل عام و حياة أريج بشكل خاص ده شئ كويس…
تمام احنا تجاوزنا الغلط اللي هو عمله مع ان ده كان شئ صعب بالنسبالي بس انا مش شايف ان وجوده في حياتنا شئ صحيح…
مريم: انا شايفة ان أريج منجذبة ليه ي أدم…
أدم: و أنا مش هسلم بنتي لشخص غير سوي نفسيا… يعذب فيها و بعدها يقول انه مريض!!!
مريم: بس الولد اخد فترة علاج و رجع ندمان و كمان…
أدم بمقاطعة: انا اه تجاوزت.. مش هقول غلطه.. لا جريمته في حق بنتي….
مريم اريج دلوقتي في فترة مستمحلهاش انها تاخد اي قرار..
بالفعل… لم تتأخذ أريج اي قرار في تلك الفترة… لكن بعد شهر واحد من ذلك اليوم تقدم زين بشكل رسمي لخطبتها و ان كانت هي تفكر ب أن تبدي موافقتها عليه ولكن أدم رفض الأمر….
كذلك عبد الرحمن الذي تقدم ل سارة و لم يوافق ليث….
اختلف الأمر…
ف زين لم يتستلم أبدا… تابع التقدم في عمله.. نجاح يليه نجاح.. و الصفقات ذو القيمة العالية تعرض علي شركته… كذلك تم التعاون بينه و بين شركات الليث و بعض الشركات الكبيرة الأخري… بالشهر التالي تقدم مرة أخري و رفضه أدم….
وظل الحال حتي الشهر الثالث و الذي تقدم به مرتين لأدم ليتوج بالرفض لأربع مرات….
أما عبد الرحمن فقد استسلم لليأس من المرة الأولي و أصبح الحزن مخيما علي شرفات قلبه… و حيدا يذهب لعمله بمكتبه ولا يتحدث مع أحد ثم يعود لغرفته مرة أخري…. الذي اشتدت ألمها لأجله كانت نور والدته…
نور: عبد الرحمن.. عاوزة اتكلم معاك…
عبد الرحمن: اتفضلي ي ماما.. ادخلي…
نور: مالك ي حبيبي متضايق بقالك فترة… لسه زعلان عشان موضوع سارة…
عبد الرحمن: لا ي امي خلاص… ده نصيب…
نور: بس انت بتحبها بجد… عبد الرحمن من قبل م تطلق أريج ولا بعدها… جاوب…
عبد الرحمن: قبل…
نور: يعني انت كده شخص خاين.. حتي لو بمشاعرك.. و ليث حقه انه يخاف علي بنته… بس.. انا عارفاك ي عبد الرحمن و مش معني انك أخدت قرار غلط ان كل قرارتك هتبقي غلط…
عبد الرحمن: ليه ي ماما غلطة واحدة تخليهم ينسوا تربيتي و اخلاقي و اني شخص عاقل… مش بلعب ببنات الناس والله.. و اللي حصل معايا دا مش هيتكرر…
نور: عارفة ي حبيبي… عارفه… بس متزعلش نفسك.. دافع عن حبك ي ابني… انت طالع لأبوك والله…
عبد الرحمن: ازاي!!

 

 

نور: أبوك بردو كان بيحبني و مش عارف… كان بيعتبرني أخته حتي بعد جوازنا واخد بالك.. قعدنا سنتين و زيادة اخوات…و كنت عايشة في شقة لوحدي و هو عايش مع ليث… لحد م في مرة واحد اتقدملي.تخيل و انا متجوزة.. انا صعبت عليا نفسي لاني كنت بحبه و هو مخلي كرامتي في الارض.. وفضلت فترة كبيرة مصممة علي الطلاق لحد م حس فعلا انه هيخسرني وهنا صلح غلطه و فضل يقنع فيا كتير اني أرجعله…
اللي عايزة أقولهولك ي عبد الرحمن… اعمل لأجل حبك ي حبيبي.. متفضلش قاعد كدا… روح ل ليث و قوله اثبت نفسي ازاي و توافق عليا… و ده مش عيب ولا حاجة…
عبد الرحمن: حاضر ي ماما.. بس لو موافقش..
نور: لو موافقش انا هخطفها و انت تجيب المأذون… خلصانه…
عبد الرحمن: خلصانه…
خرجت نور من غرفة أبنها حزينه.. وقفت لدقائق ثم ذهبت لغرفتها و أبدلت ثيابها ثم عادت لتخرج من المنزل… و تحركت بالسيارة لبيت ليث…. وجدت رحمة تفتح لها الباب.. حركت عينها تجوب للمتزل تبحث عنه ولكنها لم تجده…
نور: ليث فين؟
رحمة: فوق.. انتي اي اللي جايبك في الوقت ده لوحدك..في اي؟
نور: عايزة ليث في موضوع…
رحمة: طب ادخلي.. اقعدي علي م اندهله…
صعدت رحمة لغرفتها وعادت بعد قليل و ليث خلفها ينظر ل نور ب إستغراب انها اتت في وقت متأخر كهذا…و أغلب إعتقادة انها مشكلة مع ادهم….
ليث: حصل اي! انتي كويسة؟
نور: كويسه ازاي و انت بتعذب ابني… أنت بتعمل فيه كدا ليه؟
ليث: عملت اي ي نور.. انا مش شايف انه مناسب لبنته لكن انا مقولتش انه شاب مش كويس.. و انت عارفة مكانة عبد الرحمن عندي…
نور: متزوقش في كلامك ممكن… انا عاوزة أعرف انت مشكلتك اي… الاتنين بيحبوا بعض ليه رافض بالشكل دا ولا كأن ابني سوابق….
ليث: انا امتي قولت كدا…نور انا لما رفضت كان بكل ذوق و احترام…
نور ب دموع: ليه… ليه تكسره كده… حتي سارة زعلانه… عشان موضوع أريج بس هو وضح اللي حصل معاه.. مش معقول اني احكم عليه انه مش مناسب بسبب كدا!!
هنقول انه غلط.. هعاقبه العمر كله!!
و هو مخدش القرار غير لما حس ان الموضوع ده مشترك بينه و بين أريج.. ابني مش وحش هما بس اتسرعوا شوية….
طب م انت سامحت زين و هو غلطه كان اضعاف أضعاف غلط عبد الرحمن…
فكر تاني… انا عارفة ان الجواز قسمة و نصيب بس هاتلي سبب مقنع…

 

 

مهو انا مش ربيت شخص عاقل و ناجح ومحترم عشان في الاخر يترفض من البنت اللي بيحبها… ساكت ليه م ترد عليا…
ليث: و ان جه بعد وقت و قال مبقيتش احبها و انا اتسرعت ابقي اعمل اي!!
نور بعصبيه: مش قولتلك بتحكم عليه من الموقف ده… بس انا واثقة ان عبد الرحمن بيحبها.. لأن الحب اللي شوفته في عنيه لسارة عمري م شوفته ناحية اريج او حتي بيتكلم عنها بالشكل دا ولا بالطريقة دي….
رحمة: ي نور اهدي.. امور الجواز دي متتحلش بالشكل دا ولا بالطريقة دي…
نور: بصي ي رحمة… انا مش جاية اتحايل عليه.. انا والله م كنت هتكلم و لا هفتح بوقي لولا اني عارفة ان سارة بتحبه…
و اسمع لو انت مفكر ان اللي مشي علي سلمي هيمشي علي سارة تبقي غلطان… لأن عبد الرحمن مش زي عمر و كان راجل و جه اتكلم معاك…
و سارة مش زي سلمي خالص… انت هتدمر حياة بنتك و حياة ابني معاها…
ليث: طب اهدي ي نور و اسمعيني…
نور ب تعب: لا مش ههدي و لا هسمعك… صحيح انا عايشة النهاردة بفضلك بعد ربنا و انت اللي ربيتني و كل حاجه بس انا بقيت احس اني هموت من اللي انت بتعملي في ابني…
بقيت حاسة اني بدفع حق تعبك عليا السنين دي كلها دلوقتي…. انا… تعبت و انا شايفة ابني مكسور كدا.. انا..
ليث بخوف: اهدي ي نور.. اهدي…
تراجعت نور عدة خطوات للخلف… ثم جلست علي الأريكة وهي تحاول إلتقاط أنفاسها… اقتربت منها رحمة بخوف عليها… لكن فقدت نور وعيها.. ف اقترب ليث لها ثم طلب من رحمة كوبا من الماء ولكن لم تستجيب نور…
رحمة بخوف: اتصل بالدكتور…
ليث: هوديها مستشفي افضل…
حملها ليث و اتجه ناحية السيارة.. ارتدت رحمة إسدال الصلاة و خرجت خلفه و دلفت للسيارة بجوار نور بالخلف تحاول إفاقتها…

 

 

وصل ليث بعد قليل للمستشفي.. أخذها الممرضين سريعا و وضعوها علي الترولي… اقترب احد الأطباء يفحصها
الطبيب: النبض ضعيف و التنفس كمان…
للحظة شعر ليث ب نور تقبض علي يده.. اقترب منها و هو يحاول منع دموعه…
نور بضعف: ابني..

يُتبع ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *