روايات

قصة الفاروق عمر بن الخطاب الفصل الثاني 2 بقلم دعاء عبدالحميد

قصة الفاروق عمر بن الخطاب الفصل الثاني 2 بقلم دعاء عبدالحميد

قصة الفاروق عمر بن الخطاب البارت الثاني

قصة الفاروق عمر بن الخطاب الجزء الثاني

قصة الفاروق عمر بن الخطاب الحلقة الثانية

من أجمل ما قال عمر: “ما ندمت على سكوتي مرة، ولكنني ندمت على الكلام مرارا”.
توقفنا في الفصل الماضي عند شجاعته وهجرته علنا أمام المشركين، حتى أنه وقف أمامهم وتحداهم وأخبرهم بأنه يريد الهجرة، ومن أراد أن يعترض فليقابله عند الوادي، فلم يذهب إلا المستضعفون.
ومن نماذج شجاعته أيضا قول عبد الله بن مسعود: “ولقد كنا ما نصلي عند الكعبة حتى أسلم عمر، فلما أسلم قاتل قريشا حتى صلى عند الكعبة وصلينا معه”.
كان عمر رضي الله عنه ذو صفات بارزة، وأخلاق عالية، له كثير من المناقب التي تدل على عظمته وحسن خلقه وإيمانه، إذا عددنا هذه الصفات فسنحتاج إلى مجلدات، كما أننا لن نستطيع أن نحصيها كاملة، فإليكم أبرز هذه الصفات وبعض الشواهد التي ذكرت فيه.
قال صلى الله عليه وسلم: “نعم الرجل أبو بكر نعم الرجل عمر…”.

 

 

وعن أبي هريرة –رضي الله عنه– قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لقد كان فيمن قبلكم من الأمم ناس محدَّثون من غير أن يكونوا أنبياء، فإن يكن في أمتي أحد فإنه عمر”.
وفسروا كلمة محدَّثون بمعنى ملهَمون، أي أنهم يصيبون إذا ظنوا وكأن هناك من أخبرهم بالشيء قبل أن ينطقوا به.
فعن طارق بن شهاب قال: كنا نتحدث أن عمر بن الخطاب ينطق على لسانه ملَك.
وعن أنس بن مالك –رضي الله عنه– قال: صعد النبي صلى الله عليه وسلم أُحُدا، ومعه أبو بكر، وعمر، وعثمان، فرجف بهم، فضربه برجله. وقال: “اثبت أُحُد، فما عليك إلا نبي أو صدّيق أو شهيدان”.
كان عمر رضي الله عنه من العشرة المبشرين بالجنة، ويا لها من بشرى بشره بها رسول الله، حتى أنه رأى قصر عمر في الجنة.
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “دخلت الجنة فإذا أنا بقصر من ذهب، فقلت لمن هذا؟ فقالوا: لشاب من قريش، فظننت أني أنا هو، فقلت: ومن هو؟ قالوا: عمر بن الخطاب”.
كان قلبه ينبع بالإيمان، مخلصا لله ولرسوله، يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من نفسه.
عن عبد الله بن هشام قال: “كنا مع رسول الله وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب فقال له عمر: يا رسول الله، لأنت أحب إلىّ من كل شيء إلا من نفسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك، فقال له عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إلىّ من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الآن يا عمر”
ومن بديع كلامه أنه كان يقول: ” من قلّ حياؤه قلّ ورعه، ومن قلّ ورعه مات قلبه”.
كان رضي الله عنه حريصا كل الحرص على طلب العلم، وكان من أصحاب الهمم العالية، وقد وصلنا أنه تعلم سورة البقرة في اثني عشرة سنة، فلما تعلمها نحر جزورا.
كما أني تعلمت من نصائحه لأصدقائه صفة التواضع وأعمل عليها، حيث وصى رجلا يكتب القصص أو يحكيها فقال له عمر: أخشى عليك أن تقص فترتفع عليهم نفسك، ثم تقص فترتفع حتى يخيل إليك أنك فوقهم بمنزلة الثريا، فيضعك الله عز وجل تحت أقدامهم يوم القيامة بقدر ذلك.
كما أنه أول من جمع الناس على صلاة التراويح خلف إمام واحد، حيث كان يصليها النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان حوالي ثلاث مرات لئلا يخيل للناس أنها فرض، وكذلك في عهد أبو بكر، ثم من بعده عمر حتى دخل المسجد ذات ليلة فإذا الناس أوزاع متفرقون يصلّي الرجل لنفسه، ويصلي الرجل، فيصلي بصلاته الرهط، فقال عمر: إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل، ثم عزم فجمعهم على أُبى بن كعب.

 

 

قال عمر: نعم البدعة هذه، والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون –يقصد قيام آخر الليل– وكان الناس يقومون أوله.
قيل: إذا ذكر الصالحون فحيهلا بعمر، إن عمر كان أعلمنا بكتاب الله وأفقهنا في دين الله.
ومن شدة علمه قالوا: لو أن علم عمر وضع في كفة ميزان، ووضع علم أحياء الأرض في كفة لرجح علم عمر بعلمهم.
كان عمر رضي الله عنه كثيرا ما ينزل القرآن الكريم موافقا لرأيه.
عن أنس بن مالك –رضي الله عنه– قال عمر: وافقت ربي في ثلاث: فقلت يا رسول الله، لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى فنزلت: “واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى”، وأية الحجاب، فقلت: يا رسول الله لو أمرت نساءك أن يحتجبن فإنه يكلمهن البرّ والفاجر، فنزلت آية الحجاب، واجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في الغيرة عليه، فقلت لهن: عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن، فنزلت هذه الآية.
وغيرها الكثير من موافقات عمر رضي الله عنه لربه عز وجل.
وأخيرا نختم هذا الفصل بهيبته رضي الله عنه وخوف شياطين الإنس والجن منه، فإن الإنسان كلما ازداد خوفه من ربه، فإن الله يلقي هيبته في قلوب من حوله.. وها هو الفاروق يلقي الله هيبته في قلوب الشياطين.. فما إن تراه حتى تهرب خوفا منه!!!.

 

 

وعن سعد بن أبي وقاص –رضي الله عنه– قال: استأذن عمر على النبي صلى الله عليه وسلم وعنده نسوة من قريش يكلّمنه –وفي رواية يسألنه، ويستكثرنه– عالية أصواتهن على صوته، فلما استأذن عمر قمن يبتدرن الحجاب، فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم، فدخل عمر، والنبي صلى الله عليه وسلم يضحك، فقال عمر: أضحك الله سنّك، بأبي وأمي ما أضحكك؟
قال: “عجبت من هؤلاء اللاتي كنّ عندي، فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب”.
قال عمر: فأنت يا رسول الله لأحق أن يهبن، ثم قال: أى عدوات أنفسهنّ، أتهبنني، ولا تهبن النبي؟
قلن: نعم، أنت أفظ، وأغلظ من النبي صلى الله عليه وسلم.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إيه يا ابن الخطاب، والذي نفسي بيده، ما لقيك الشيطان سالكا فجا إلا سلك فجا غير فجك”.
إحدى الروايات.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات القصة اضغط على : (قصة الفاروق عمر بن الخطاب)

اترك رد

error: Content is protected !!