روايات

رواية جبر السلسبيل 2 الفصل الثالث عشر 13 بقلم نسمة مالك

رواية جبر السلسبيل 2 الفصل الثالث عشر 13 بقلم نسمة مالك

رواية جبر السلسبيل 2 البارت الثالث عشر

رواية جبر السلسبيل 2 الجزء الثالث عشر

جبر السلسبيل 2
جبر السلسبيل 2

رواية جبر السلسبيل 2 الحلقة الثالثة عشر

.. بسم الله الرحمن الرحيم.. لا حول ولا قوة إلا بالله..
“عبد الجبار”..
مّر بطريقه على متجر من أشهر المتاجر المخصصة ببيع جميع الأغراض الرجالي،خلال دقائق معدودة كان انتقي قميص أبيض اللون، سروال من الجينز الغامق، حذاء رياضي من اللون الأسود، نظارة شمسية سوداء من الماركة الشهيرة Tom Ford Ace ،ساعة حول معصمة من Tag Heuer،
ارتداهم على عجل، و من ثم نثر عطره المفضل Dior Sauvage بغزارة و غادر على الفور غير عابيء لدفع تمن ما أخذه، فهذا المكان من ضمن ممتلكاته الخاصة..
صدح صوت هاتفه برقم رئيس الحرس الخاص بمعذبة فؤاده “سلسبيل”، خفق قلبه بشدة و هو يضغط على زر الفتح قائلاً بلهفة..
“أيه الأخبار عندك؟!”..
أتاه صوت الأخر يتحدث بأسف..
“عبد الجبار باشا.. محمد القناوي والد سلسبيل هانم وصل هنا في الشركة و صمم يقابل الهانم و هو فوق عندها في المكتب دلوقتي”..
“چابر وصل عندك و لا لاء؟ “.. قالها و هو يقفز داخل سيارته، و قادها بأقصى سرعة ممكنة..
” لا يا باشا مش هنا و أنا لسه مبلغتهوش، بلغت سيادتك الأول “..
زمجر ” عبد الجبار ” بصوتٍ مخيف يدل على غضبه العارم، و قد شعر بالذعر على صغيرته و جنينه من بطش والدها الظالم..
” اسمعني زين..لو قناوي مَس شعره منِها طُخه بالنار.. و اللي خلق الخلق لو حاچة حُصلت للهانم مهيكفنيش رقباتكم كلكم”..

 

 

أنهى حديثه و ألقى الهاتف من يده، و ذاد من سرعته أكثر يتمني لو يستطيع التحليق و مسابقة الرياح حتى يصل إليها..
ليرن الهاتف من جديد هذه المرة برقم” جابر”..
” أنت فين يا بني آدم أنت؟! “..
قالها” عبد الجبار “بعدما لكم الهاتف بكف يده لكمه كادت أن تهشمه لاشلاء من قوتها..
أجابه “جابر” بأنفاس لاهثه.. “أنا داخل الشركة أهو”..
أردف “عبد الجبار” بلهجة جادة..
“بلغ قناوي أني چاي في الطريق، و لو لقيته عندك هضربه بالنار.. سامعني يا چابر.. هضربه بالنار”..
…………………………… سبحان الله العظيم…..
” سلسبيل “..
مع مرور الوقت كل شيء يتحول إلى ماضي إلا اللحظة التي ينكسر بها قلبك تبقى حاضرة إلى الأبد، و الآن يقف أمامها أول شخص كسرها و خذلها طيلة حياتها..
تلك المقابلة كانت تتهيأ لها منذ خمسة أشهر، وافقت “عفاف” حين اقترحت عليها الذهاب إلى دكتورة نفسية حتى تتمكن من التغلب على جميع مخاوفها، و أولهم خوفها الأكبر من المسمى بوالدها..
كان “قناوي” في قمة غضبه، مما جعله يهجم عليها دون سابق إنظار مغمغمًا بوحشية..
“أطلقتي يا هملة.. عملتي اللي على كيفك و أطلقتي من غير علمي يا واكله ناسك؟! “..
كاد أن يصفعها على وجنتيها بمنتهي القسوة ، لكنها كانت أسرع منه و قامت بنثر رزاز على وجهه عبر بخاخة صغيرة، شوشت رؤيته و سببت له دوار قوي للغاية كاد أن يسقط أرضًا بسببه، أجبره على الجلوس على أقرب مقعد ممسكًا رأسه بكف يده ..
“مرحب يا بوي!! “..
تفوهت بها” سلسبيل ” ببرود ثلجي تُحسد عليه، لم تتحرك من مكانها ولو انش واحد، ظلت جالسة على مقعدها خلف مكتبها، و أشارت لجميع الواقفين من الحرس بالانصراف مرددة..
“أخرجوا و اقفلوا الباب وراكم و محدش يدخل عندي هنا دلوقتي خالص”..
نفذ الجميع أوامرها في الحال، و خرجوا واحد تلو الأخر حتى بقت هي ووالدها بمفردهما، تراخي جسد “قناوي” على المقعد، و شعر بالدنيا تومض من حوله، فرمقها بنظرة زائغة، و همس بصوتٍ مرتجف قائلاً..
“أنتي عملتي فيا أيه يا بت المركوب القديم؟! “..
أبتسمت له إبتسامة مصطنعه، بدت مخيفة أثارت الريبه بنفس “قناوي”، و تحدثت بهدوء ما قبل العاصفة قائلة..
“دفعت عن نفسي من ظلمك لأول مرة في عمري.. أصل اللي قعدة قدامك دي سلسبيل تانية غير اللي كنت أنت بتضربها بالكرباچ”..
” ااه مقدرش. مقدرش أقوم على حيلي واصل.. انطقي عملتي فيا أيه يا بت الك**”..
قالها بصعوبة وحين شعر بثقل لسانه الشديد..
“أنا معملتش فيك أي حاجة.. من يوم ما شوفتك و عرفت إنك أبويا وأنت اللي بتعمل فيا حاجات”..

 

 

رفعت يدها، و بدأت تعد على أصابع يدها..
” ذلتني.. كسرتني.. هنتني.. ضربتني.. غصبتني على الجواز.. ورتني العذاب على كل شكل و لون، و جاي دلوقتي فاكر إنك هتقدر تضربني تاني.. فاكرني هفضل ضعيفة و مدفعش عن نفسي؟! “..
نظر لها بأعين شبه مغلقة و قال بضعف..
” أنى عملت فيكِ أكده لاچل ما اربيكي زين.. كيف ما أهلنا علمونا و تقاليدنا بتقول أكسر للبنتة ضلع يطلع لها أربعة و عشرين”..
” و أنت مش بس كسرت ضلوعي كلهاااا.. لا أنت قتلتني بالحيا.. دمرتني و كرهتني في نفسي و في الدنيا كلهاااا “..
قالتها بصراخ مقهور دون بكاء، كانت متماسكة لأقصى درجة، أخذت نفس عميق زفرته على مهلٍ قبل أن تتابع..
“أرجع البلد يا بوي وقول للناس بنتي سلسبيل ماتت و خد عزايا لأني مش هعمل اللي في دماغك و أرجع ل عبد الجبار.. طلاقي منه اللي مزعلك أوي ده أحسن حاجة حصلت لي لحد دلوقتي.. هو السبب و صاحب الفضل أني أقوى بالشكل ده و أحقق هدفي و حلمي اللي عمري ما تخيلت إني أحققه”..
صمتت لبرهةً و أكملت بغصة يملؤها الأسى..
” و لازم تبقي عارف كمان أني عمري ما هسامحك على اللي عملته في أمي و فيا.. عمري ما هسامحك يا بوي”..
كانت أخر جملة وصلت لسمع” قناوي ” زلزلت قلبه قبل أن يغلق عينيه و غرق في نومًا عميق..
تطلعت له قليلاً بأعين تحجرت بها العبرات، و من ثم ضغطت على زر بجواره، فهرولوا رجال الأمن إليها مسرعين..
” شيلوه من هنا و أخرجوا بيه من باب الشركة الخلفي و بلغوا حد من السواقين يوديه الصعيد ، و لما يفوق في أي وقت ابقوا طمنوني “..
حملوه في التو و اللحظة، و ساروا به لخارج المكتب تزامنًا مع دخول “جابر” مندفعًا، ليتسمر مكانه بصدمة حين وقعت عينيه على “قناوي” المحمول على أيدي أفراد الأمن، يبدو أنه فاقد الوعي تمامًا..
بقي مكانه للحظات، يقف بصمت يتنقل بعينيه بين”سلسبيل ” و والدها حتى أختفي من أمامهم..
“اممم.. فاضل على الإجتماع 3 دقايق.. كويس إنك متأخرش يا جابر”..دمدمت بها “سلسبيل” و هي تنهض بتمهل من مقعدها و سارت بخطي جاهدت حتى تجعلها متزنة..
“أيه اللي حصل يا سلسبيل؟!”..تساءل “جابر” بقلقٍ جم..
تنهدت “سلسبيل” و هي تجيبه بجمود..
“مش وقته من فضلك يا جابر.. العملاء على وصول و لازم نكون في استقبالهم بنفس!.. “..
قطعت حديثها فجأة حين داعبت حواسها رائحة عطر تحفظها عن ظهر قلب..
رباه!!!.. من المؤكد أنه هنا، تشعر بأنفاسه تحاوطها، دقات قلبه يصل صدي صوتها إلى أذنها، تلاحقت أنفاسها، و انتفض بدنها كله دفعة واحدة حين سمعت صوته المُدمر ينطق إسمها بلهفة من بين أنفاسه المتقطعة..
“سلسبيل!!!”..
كتمت أنفاسها قبل أن تستدير ببطء، و تقابلت أعينهما بعد فراق دام لشهور، حينها شعرت بنصهارها كالشمعة من شدة إشتياقها له،يقف أمامها بطوله المُهيب، جذبيته الساحرة، هيبته، و وقاره كان مثالاً حي للأغواء و الفتنة..
“أهلاً مستر عبد الجبار”..
نطقت بها “سلسبيل” بعملية باحته، و ملامح نجحت في إخفاء مشاعرها تجاهه ببراعة، لكن قلبها خذلها و لم يتوقف عن الأرتجاف بين ضلوعها،
بينما وقف “عبد الجبار” مشدوهًا، يتطلع لها بصدمة من تغيرها الذي أذهله مرردًا بتعجب و هو يتنقل بعينيه بينها و بين” جابر “الذي لم يستطيع السيطرة على ضحكاته..
“مستر!! بجي أنا يتقالي مستر عبد الچبار؟! “..
“الصراحة مستر و عبد الچبار مش لايقين علي بعض خالص”.. قالها “جابر ” و هو يقهقه بصوتٍ عالِ، جعل “عبد الجبار” يرمقه بنظرة سامة..

 

 

“اتفضلوا على قاعة الاجتماعات”.. قالتها” سلسبيل” مقاطعة إياهم بلهجة صارمة و هي تشير لهما على غرفة مقابل مكتبها..
كان” عبد الجبار ” يتطلع لها بفم مفتوح على وسعه من شدة ذهوله من طريقتها الجديدة عليه و عليها كليًا، و تحدث مستفسرًا..
” وانتي عرفتي كيف أني چاي أحضر الاچتماع وياكم؟! “..
” و هو في شريك أساسي يملك أكتر من نص أسهم الشركة ميحضرش اجتماع مهم زي ده ؟! “.. قالتها دون النظر له، مثلت انشغالها بالنظر في ملف موضوع أمامها على المكتب، ومن ثم رفعت رأسها و أبتسمت له إبتسامة خبيثه مكملة..
“نورت شركتك يا عبد الجبار باشا!!! “..

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية جبر السلسبيل 2)

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *