روايات

رواية أحببتها ولكن 5 الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 5 الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 5 البارت السابع والثلاثون

رواية أحببتها ولكن 5 الجزء السابع والثلاثون

رواية أحببتها ولكن 5 الحلقة السابعة والثلاثون

على الجهه الأخرى
كانوا جميعهم جالسون فى حين أقتربت إسعاد وقالت:ليل بيه
نظر لها ليل وحرك رأسه برفق فذهبت هى ونظرت روز لليل نظره ذات معنى فنهض هو وهو يُهندم من ملابسه بينما نهض يعقوب وهو ينظر لهُ نظره ذات معنى ، أخذ عده خطوات للأمام ووقف وكأنه يستعد لمواجهه منافسه ، بينما لحظات ودلف هو ومع أول خطوه يضعها داخل القصر يُصدم الجميع وتظهر على وجوههم الصدمه الكبيره بينما ليل واقفًا مكانه ثابتًا لم يهتز بل على طبيعته ، كبير العائله الثانى يقف وينظر لهُ ، بينما وقف هو أمام ليل ورفع رأسه وهو ينظر لليل الذى أتسعت عينيه بصدمه وهو ينظر لوجهه وكذلك الجميع الذين أزدادت صدمتهم أكثر وأكثر ، إذًا ها هى الآن المواجهه المُرتقبه والمُنتظره بين الأخوين الكبيرين ، نظر لهُ أشرف نظره يكسوها العديد والعديد من المشاعر ولتفاجئهم أقترب منه ليل وأخذه بأحضانه وهو يُربت على ظهره برفق ، للحظة أدمعت عينان أشرف وبكى ، بكى على حماقته ولإضاعته لكل ذلك الوقت وهو بعيد عنهم لم يكن يتوقع هذا الرد من ليل فظن بأنه سيقوم بتعنيفه وإبقاءه بعيدًا عن العائلة ، أحتضنه أشرف وأزداد بكاءه أكثر أدمعت عينان ليل تأثرًا وهو يقوم بمواساته ، مسحت روز عينيها وهى تنظر لهما وهى لا تعلم ماذا سيفعل ليل وعلى ماذا ينوى ، أبتعد ليل ونظر لهُ ومسح دموعه بحنان أخوى ، نظر لهُ أشرف وهو خائف من ما هو قادم ولكن فاجئ ليل الجميع برده وهو ينظر لأشرف قائلًا:مش قادر أسامحك
نظر لهُ أشرف بدموع وأبتعد ليل خطوتان للخلف وهو ينظر لهُ بتأثر قائلًا:مش قادر … عايز أسامحك وفى نفس الوقت مش عارف أسامحك على اللى عملته فيا وفى الكل
سقطت دموع أشرف مره أخرى بألم وحزن وهو ينظر للأسفل بيأس بينما تحدث ليل وهو ينظر لهُ قائلًا بقله حيله وحزن:مش قادر صدقنى … كان على عينى بس
صمت ليل وهو يستدير ويوليه ظهره ويُغمض عيناه بألم فكم هو صعب عليه وعلى الجميع بينما سقطت دموع أشرف مره أخرى وهو يشعر بفقدان الأمل فى أستعادة عائلته من جديد وعلى رأسه أخيه الكبير فهو يعلم كم مره حاول أذيته وحاول دماره ولكنه اليوم عائدًا إليهم مره أخرى ، لقد عاد والندم يتأكله والحزن يكتسح معالم وجهه الشاحب ، سمعه ليل وهو يقول بنبره تملئها الندم والرجاء:سامحنى عشان خاطرى … أدينى فرصه أخيره زى ما متعود تدى لغيرى فرصه أخيره … معقوله أخوك ميستحقهاش انا جاى طالب منك تسامحنى يا ليل مش أكتر ولو على القعاد أتطمن انتَ مش هتشوف وشى لحد ما تسمع خبر موتى … بس كل اللى طالبه منك دلوقتى السماح بس مش أكتر ويا سيدى انا مش عايز ورث ومش عايز أى حاجه من الدنيا عشان أدتنى اللى أستحقه
أغمض ليل عينيه بقوه وهو يُحاول السيطره على نفسه وقبضه يده تزداد فالأمر ليس بالشئ الهين ، أخذ نفسًا عميقًا ثم زفره بقوه وهو يضغط على فكه وهو يسمع أعتذارات أشرف المتتاليه وإصراره على مسامحته ، تحدث سامح وهو ينظر لهُ قائلًا:بعد دا كله يا أشرف جاى دلوقتى عاوزنا نسامحك … بعد ما بعتنا عشان الفلوس فاكرنا هنسامحك بسهوله كدا وناخدك بالأحضان انتَ كسرتنا يا أشرف … عارف يعنى ايه كسرتنا وكسرت قلب أخوك اللى كان سايبلك كل حاجه انتَ عارف انتَ عملت ايه
سقطت دموع أشرف وانهار بالحديث وهو يقول بصراخ ونبره يملئوها الألم والندم:عرفت يا سامح عرفت خلاص متزودش ملح على الجرح أكتر من كدا انا عارف أن انا أستاهل الحرق وكل حاجه بس انا فى الأخر بشر انا بحس يا أخى وعندى مشاعر انتَ متعرفش حاجه عيبكوا أنكوا مبتعرفوش الحقيقه كلها مبتشوفوش غير اللى بتكونوا عاوزين تشوفوه وخلاص عمركوا فكرتوا انا بتغير ساعات معاكوا ليه عمركوا حسيتوا بيا ولا واسيتونى عمركوا أصلًا تخيلتوا أن انا عندى أنفصام شخصيه وحاليًا عندى أكتئاب عمركوا عرفتوا أصلًا أن انا كل فتره بروح لدكتور نفسانى متخيلين وكل دا ليه عشان محدش أصلًا حاسس بيا اه كل واحد فيه اللى مكفيه وكلنا مخنوقين بس أحنا أخوات مش هتيجى على العشر دقايق اللى هندردش فيها مع بعض انا تعبان ومحدش حاسس بيا عمرك يا ليل كنت تتخيل أن انا أعمل كدا عمرك شوفتنى ميال للفلوس اكتر منك أوقات كتير لما كنتوا بتتجمعوا وتلعبوا وتخيرونى ما بين الفلوس والعيله أو الأخ بختار العيله عمرى ما هفضل شويه ورق على عيلتى
نظر لليل وهو مازال على حالته والذى كان يُطالعه بصدمه وذهول وهو لا يُصدق قائلًا:عارف مين عمل فيا كدا أبوك يا ليل أبوك من صغرنا بيفرق ما بينا انا دايمًا معايا الأحسن منك والأشطر منك واللى يُعتمد عليه فى كل حاجه … انتَ أكتر واحد هنا عارف الحوار دا كويس وعارف أبوك كان بيعمل ايه وانا غصب عنى مره بعد مره بتعود معلش انتَ مش هتتعود على عفش معين وتاخد عليه وتقتنع بيه وتيجى بعدها تغيره بفتره هتغيره أزاى وعلى أساس ايه وانتَ جايبه ومقتنع بيه مليون فى المية … لو هتلوم شخص واحد فهو أبوك … على الأقل هو كان واطى معانا كلنا مش معاك انتَ بس وانتَ عارف كويس أوى أبوك دا كان ايه
عاد يبكى بحرقه وهو يُكمل دون توقف وهو ينظر لليل الذى كان ينظر لهُ بدموع ظاهره كوضوح الشمس على جفنان عيناه:زى ما انتَ اتظلمت انا كمان أتظلمت يا ليل وأتقل منى زيك بالظبط فى حاجات كتير أوى انتَ متعرفش عنها حاجه انتَ مشوفتش غير اللى سالم كان عاوزك تشوفه بس فكرت فى مره انا رجعت ليه بعد ما بعدت سنين مسألتش نفسك لمده خمس دقايق انا رجعت ليه انا لو فعلًا وحش مكنتش جيت وسيبتكوا مقتنعين بموتى مع أنى عايش وكنت فاجئتكوا بموتى وبرجوع أبنى اللى هيورثنى انا لو وحش بجد كنت عملت كل دا بس انا مش كدا ولا هبقى كدا محدش يحُكم عليا من غير ما يعرف الحقيقه كلها محدش يظلمنى انا مستاهلش منكوا الكُره دا كُله انا أتظلمت زيى زيكوا وكل اللى حصل وعملته فيك يا ليل دا كله كان خارج عن إرادتى فكرتك هتتفهم دا وهتقول لا أزاى أشرف يعمل كدا أكيد فى حاجه غلط ممكن أقعد وأفهم منه بس انتَ معملتش كدا انتَ مع أول غلطه ليا كرهتنى ومعملتش أى مجهود تعرف منه أخوك أتغير كدا ليه ولا ايه اللى حصله … لتانى مره بتكرر نفس الغلط يا ليل وانتَ مش واخد بالك ولتانى مره بتثبتلى فيها أنك مش مستعد تعافر عشانى
حرك ليل رأسه نافيًا ودموعه عالقه على جفنيه تُهدده بالسقوط فصرخ بهِ أشرف بأنهيار وهو يقول:لا يا ليل مش مصدقك ولا هصدقك انتَ كداب هتقول أى كلمتين عشان تسكتنى بيهم تحب أسمعهوملك لا يا أشرف متقولش كدا انتَ أخويا أزاى تفكر بالطريقه دى لا انا بحبك انتَ أخويا الكبير انتَ وانتَ وانتَ وانتَ كلامك كله كدب ونفاق كنت بصدقك زمان وبلاقيك مش طايقنى أساسًا ودايمًا شايفنى المُتهم الوحيد فى القصه دى كلها وانا كنت بسكت وأقول لا يا أشرف متحطش فى دماغك أخوك تلاقيه مدايق بسبب الشغل والضغوطات اللى عليه بس مع أول تجربه أثبتلى انتَ ايه بجد انا مش عيل هتضحك عليه بكلمتين يا ليل انا عارف وفاهم كويس أوى كل واحد فيكوا مش انتَ بس انا عارف نية كل واحد فيكوا وشايف على وشكوا القبول والفرحه اللى بينطوا من وشكوا ونظرتكوا ليا دلوقتى
سقطت دموع ليل ومسح على وجهه وسقطت دموعهم أيضًا سمع ليل أشرف يُحادثه قائلًا:ايه يا ليل أتأثرت مش كدا … كلامى وجعك أوى كدا أومال لو جربت وجعى دلوقتى هتعمل ايه مش هتيجى على دى ما انتَ طول عمرك بتتوجع ايه الجديد جرب بقى وجع جديد عليك وشوف هتستحمله ولا لا … طلعت أخوك فى نظر الكُل قذر وبتاع فلوس … مفكرتش ولو للحظه أخوك بيعمل كدا ليه ولا مين محرضه عليك مجاش فى دماغك أى حاجه خالص … أتهمت أخوك ها واخد بالك انتَ من أخوك اللى هتحط تحتها ألف خط بالسرقة … دخلت أخوك السجن وأعترفت عليه عادى بمنتهى السلاسه … انا مكانش فى نيتى أسرقك أساسًا انا كنت بهددك عشان تدينى ورثى … بمعنى أصح بهوشك عشان انا واحد عايز نصيبه اللى بيطلبه منك بقاله كتير ورافض تديهوله .. لما حددت ورثى كنت بستفزك أكتر عشان تدينى حقى اللى مش عارف اخده منك
تحدثت غاده مقاطعتًا إياه قائله بدموع:بس ليل مرفضش يديك حقك يا أشرف
أشرف بصراخ:لا يا غاده رفض … رفض وهو فاهم كويس أوى انا قصدى ايه
أردف بكلماته وهو ينظر لليل الذى كان ينظر لهُ بدموع فأكمل أشرف قائلًا:تحب أقولهم ولا بلاش الأخوات ستر وغطا على بعض وانا مش هعمل زيك
تقدمت روز حتى وقفت بجانب ليل وقالت بدموع وصوتٍ باكِ:خلاص يا أشرف كفايه لحد كدا … كفايه
نظر لها أشرف وهو يقول بأستنكار:كفايه ؟! دلوقتى بتقوليلى كفايه .. مقولتيش كدا ليه لجوزك … مقولتيلهوش هو ليه كفايه اللى بيعمله فيا دا ها … اه صح نسيت أن دا كبير العيله دلوقتى اللى أعتبر أخوه ميت مش كدا
تحدث ليل بغضب ساحق بعدما إنفجر البركان معلنًا عن نيران ساحقه ستحرق الجميع قائلًا:ايوه يا أشرف أعتبرتك ميت فى نظرى واه انا عملت كل دا واه انا وحش وفيا كل العبر الوحشه اللى هى مش موجوده فيك … انا اللى بظلم وبفترى على الكل انا اللى واكل حق الكل انا اللى طماع وجشع انا وانا وانا وانا اللى يستحق فى النهايه ضرب النار … انا يا أشرف اللى وحش انا اللى ظالم ومُفترى وباجى على الغلبان أيوه يا جماعه انا اللى واكل حق تلات أيتام لحد دلوقتى ونازلين عليا دُعا وحسبنه انا يا أشرف اللى طلعت كلب فلوس ومُفترى وظالم وربنا مبتلينى فى الدنيا وهيبتلينى فى الآخره انا اللى من كتر جشعه وجبروته ربنا مبتليه فى مراته انا اللى الجبروت واخده أرتحت يا أشرف كدا حاسس أنك مبسوط مرضى ومرتاح دلوقتى ربنا يا سيدى خدلك حقك من الظالم المفترى وردهوله فى مراته وصحته وصحه أبنه يارب سعتك تكون مبسوط ومرتاح دلوقتى ولا أقولك هعرفك بالمره عشان الفضول ميقعدش ياكلك انا بقيت ماشى على علاج طبيعى مراتى عندها كانسر فى المخ أبنى عنده الزايده ها عاوز حاجه أكتر من كدا لو مش حاسس أنه قد كدا وأستاهل أكتر أبقى أدعى عليا فى صلاة الفجر إن ربنا ياخدنى عشان أرتاح منكوا كلكوا
تركهم جميعًا وخرج كالإعصار من القصر ولحقت بهِ روز وهى تبكى ويليها بهاء وحمزه ويعقوب وصقر بينما كان الجميع متجمدين فى أماكنهم الصدمه قويه عليهم جميعًا ، نظرت لهُ بيسان بغضب وكراهيه وتركتهم وصعدت للأعلى ولحق بها سيف بينما خرج كلًا من قاسم وعبد الله إليه
فى الخارج
أقتربت روز مُسرعه من ليل وأوقفته وهى تُمسك بذراعيه وتقف أمامه تمنعه من الذهاب والدموع تتساقط على خديها بأستمرار حاول ليل الذهاب ولكنها منعته وهى تقول ببكاء:عشان خاطرى يا ليل لا لو بتحبنى متعملش كدا
أبعد يديها عنه وأقتربوا هم منه وقال يعقوب:فى ايه
زفر ليل بغضب وأبعد يدى روز بعنف التى شهقت بصدمه وهى تنظر لهُ بعينان متسعتان من هول الصدمه وقبل أن يذهب أوقفه يعقوب قائلًا:انتَ رايح فين أستنى
أبعد يده عنه وصرخ بهم بقوه وهو يقول بغضب:رايح مطرح ما انا رايح يكش ربنا ياخدنى أوعى
دفعه بقوه وغضب وتركهم وذهب مُسرعًا بينما بكت روز بحرقه وهى تراه يتركهم ويبتعد فأقترب منها عبد الله وأخذها بأحضانه فأنهارت بأحضانه وهى تسمع صوت الأذان يصدح بكل مكان فربت عبد الله على ظهرها بحنان وهو يضمها لأحضانه ويقوم بمواساتها وهو حزين للغاية ، نظر لقاسم بقله حيله والذى رأى والدته وهى تبكى بحرقه بأحضان تؤامه وهو يشعر بالعجز الشديد
فى الأعلى
دلف سيف وأغلق الباب خلفه ورأى بيسان تدلف للغرفه بعدما كانت فى الشُرفه وهى تبكى بأنهيار فأقترب منها سريعًا وضمها لأحضانه وهو يقول بقلق شديد:فى ايه بس متخوفنيش
بكت أكثر بأحضانه وهى تحتضنه قائله:بابا يا سيف
شعر سيف بالقلق الشديد فقال بتردد:ماله
رفعت رأسها ونظرت لهُ والدموع تُغرق وجهها قائله بحرقه:بابا مشى يا سيف … بابا مشى وهو بيدعى على نفسه بالموت
صُدم سيف وأنهارت هى مره أخرى وهى تبكى بينما كان هو لا يصدق بأن الأمور ستنقلب رأسًا على عقب هكذا ، نظر لبيسان المُنهارة بأحضانه وهو من صدمته لا يصدق ما حدث ، أستفاق أخيرًا على صوت بكاءها فنظر لها وحاوطها بذراعيه وهو يُربت على ظهرها بحنان ويقوم بتهدئتها ومواستها وهو يقول:أهدى يا بيسان أهدى
أزداد بكائها وقهرتها أكثر فصمت هو بقله حيله وهو لا يعلم ماذا عليه أن يفعل سوى تهدئتها قدر الإمكان حتى لا يحدث لها شئ وهو لا يعلم ماذا حدث كى ينقلب كل شئ فجأه وبدون سابق إنذار
بعد مرور القليل من الوقت
كانت روز تجلس على الفراش بغرفتهما وهى تبكى ، دلف أولادها الأربعه وأقتربوا منها وجلسوا حولها ، جلس قاسم على يمينها وعبد الله على يسارها ومعاذ وعُدى أمامها ، ضمها قاسم لأحضانها وهو يُمسدّ على رأسها بحنان ومسك عبد الله يدها بين يديه وهو يُمسدّ عليها بحنان أيضًا ، تحدث معاذ وهو ينظر لها قائلًا:عشان خاطرى يا ماما أهدى هيحصلك حاجه والعياط دا مش هينفعك بحاجه
تحدث عُدى فى محاولة منه لتهدئتها قائلًا:يا حبيبتى بابا متعصب شويه مش أكتر وكلنا عارفين أنه لما بيتعصب بيقول كلام هو مش حاسس بيه أصلًا وكل دا بيخرج بتلقائيه هو مقصدهوش حاجه متخافيش
سقطت دموعها الساخنه على خديها أكثر وهى تبكى من جديد فطبع قاسم قُبله على رأسها وهو يقول:يا حبيبتى بالله عليكى أهدى هتتعبى مش كدا هيرجع والله بس هو محتاج يقعد مع نفسه شويه عشان يهدى بس مش أكتر
أغمضت عينيها بتعب شديد وهى تشكر ربها بأن لا أحد لاحظ ما قاله ليل وقت إندفاعه وحديثه مع أشرف بخصوص مرضها وإلا كان أزداد الأمر سوء وكم تمنت بأن يكون بجانبها الآن ، تحدثت بداخلها وهى تقول بقهره:مرتاح كدا يا ليل وانتَ سايبنى محروقه عليك أوى كدا ومش عارفه أهدى
فى الأسفل
كانوا جميعهم جالسون وكانت غاده جالسه وهى تستند بمرفقها على يد المقعد وتستند بنفس الوقت رأسها بيدها وهى شارده لا تعلم إلى أين ذهب أخيها بهذا الوقت المُتأخر ، جلس داوود وهو يقول بقله حيله:بردوا تليفونه مقفول
نضال:مجربتش تتصل بأى حد من صحابنا جايز يكون راح لحد فيهم
داوود:لا ليل مش هيروح لحد من معارفنا تحت أى ظرف … ليل لوحده بس فين الله أعلم
نظر سامح لغاده وهو يقول ساخرًا:هو دا أشرف اللى كنتى عايزه ليل يصالحه يختى
غاده بحده:سامح بعد أذنك مش وقت الكلام دا دلوقتى أحنا فى ايه ولا ايه دلوقتى
حمزه:ما سبب اللى أحنا فيه دا دلوقتى هو
مسحت غاده على وجهها بغضب بينما قال داوود:خلاص يا جماعه مش هنقف لبعض على الواحده يعنى اللى حصل حصل الأهم دلوقتى ندور على ليل ونشوفه راح فين لأنه مجنون وعنده أستعداد بجد يعمل حاجه
تامر:حد يتصرف طيب مش هنفضل قاعدين كدا
نزل سيف من الأعلى وأقترب منهم ونظروا هم لهُ تحدثت عائشه وهى تنظر لهُ قائله بتساؤل:بيسان عامله ايه دلوقتى يا سيف
نظر لها وهو يقول بقله حيله:مش مبطله عياط
عائشه:انا هطلعلها
تولين:أستنى انا جايه معاكى
صعدت الفتاتان للأعلى وانضم لهم سيف وهو يقول:مفيش جديد
حرك زياد رأسه نافيًا وهو يقول:للأسف مش عارفين نوصله
مسح سيف على خصلاته للخلف وجلس بهدوء وهو يُفكر ماذا يفعل
فى غرفه بيسان
دلفت عائشه ويليها تولين التى أغلقت الباب خلفها وتقدمت من فراش بيسان وجلست على الجهه الأخرى وهى تُربت على ذراعها برفق وهى تنظر لها قائله:وبعد ما تعيطى طيب هتستفادى ايه لما تتعبى فى الأخر
عائشه:كدا مينفعش يا بيسان عشان صحتك والطفله دى يا حبيبتى
تحدثت بيسان بصوتٍ باكِ ودموعها تتساقط على خديها قائله:مش فارقه خلاص بالنسبالى
عائشه:لا طبعًا ايه اللى بتقوليه دا دى روح يا بيسان حرام
تولين:هو تلاقيه مخنوق بس شويه شويه وهيرجع صدقينى
حركت بيسان رأسها نافيه وهى تبكى من جديد فنظرت عائشه لتولين بيأس وهى تُربت على ذراعها بحنان وهى لا تعلم ماذا تفعل فمهما تفعل ستظل بيسان على حالها حتى يعود هو مره أخرى للقصر
مر الوقت ولم يحدث أى شئ جديد ، الأجواء هادئه للغايه فى القصر كل منهم يلتزم غرفته ، الطقس قارص الآن وحاله الطقس غير مُستقره ، دقت الثالثه والنصف صباحًا كانت السماء فى ذلك الوقت حمراء للغايه والسُحب كثيره تُشير لتساقط الأمطار ولم يمر الكثير من الوقت وبدء البرق والرعد هذا يصدح صوته قليلًا وذلك يُنير السماء بشراره الكهربائى فى السماء ، هبت الرياح البارده بشده ومع مرور القليل من الوقت سقطت الأمطار بشده ، كانت روز نائمه والغطاء الثقيل يلتف حولها ولكنها أستيقظت على صوت الأمطار الشديدة وحاله الطقس السيئه بالخارج ، نظرت للساعه بجانبها وجدتها الرابعة الا ثُلث ولم يعود ليل حتى الآن عاد القلق ينتابها وهى تدعوا بأن يكون بخير وأن تطمئن عليه فى أسرع وقت
فى مكان مُظلم أخر
يجلس على الصخره الكبيره وهو يضع قدمه اليُمنى على الشجره التى كانت أمام الصخره ويستند بذراعه عليها وشارد الذهن ، الظلام الدامس يحوم حوله كُل ما يُرى ضوء المصباح الأصفر الذى كانت أضاءته ضعيفه بعض الشئ من على بُعد أميال ، الصمت يسود المكان لا شئ يُسمع إلا صوت المياه التى تتدفق وترتطم بالصخور من على بُعد أميال أيضًا ، صوت البحر القوى الذى يُخبره بأنه أيضًا لديه صراعات بداخله مثله ، نظر للسماء التى تتزين بالنجوم المُضيئة المُتفرقه وحزن العالم كله بعينيه ، مسح على وجهه بهدوء وهو يزفر بهدوء وشعر بشئ يتحرك بجانبه ، أبعد يده ونظر ليمينه رأى كلب ضال يقف بجانبه ويُحرك ذيله بلهفه ويفتح فمه ، جلس وهو ينظر لليل نظره تملئها البراءه وكأنه يقول لهُ لما أنت حزين هكذا ، ثوانِ وأقترب كلب أسود أخر منه ووقف بجانب الكلب الأول وهو ينظر لليل الذى نظر بجانبه لحقيبه الطعام التى قد أشتراها كى يتناول الطعام لأنه شعر بالجوع فجأه وكانت تحتوى على بعض اللحم فنظر للكلبان وللحقيبه مره أخرى وأمسك الحقيبه وأخرج محتواها وأبتسم بخفه عندما رأى لهفه الكلبان وهما يشتمان رائحه اللحم ، نزع الغطاء البلاستيكى ووضع صحن اللحم لهما وتناولاه الأثنان بلهفه شديده وكأنهما لم يتناولا الطعام منذ زمن بينما أعتدل ليل بجلسته ونظر لهما بأبتسامه ، بحث حوله ورأى عُلبه فارغه بالحقيبه أخرجها وأخذ زجاجه المياه أيضًا من الحقيبه وملئها بالكامل ووضعها بجانب الطعام وجلس يتابعهما بأبتسامه ونظر للسماء وهو يقول:سبحان الله الأكل جايبه عشان جعان ولسه كنت هاكله لقيت الكلبين دول ظهروا قدامى فجأه وخدوا الأكل هما … أن شاء الله كله فى ميزان حسناتى
لحظات وأنتهى الكلبان من تناول الطعام وأقتربا من ليل الذى مسدّ على رأس واحدٍ منهما بحنان ولتفاجئه رأى الكلب الأخر يُبعده كى يحظى بالقليل من الحنان فضحك ليل ومسدّ على رأسهما وتمسحا بهِ وكأنهما يشكرانه ، نظر لساعه يده وجدها الرابعه صباحًا زفر بهدوء وهو يعلم بأن روز تشعر بالقلق عليه الآن ولكنه يُريد أن يبتعد ، شعر بيد توضع على كتفه فنظر خلفه ورأى صديقه “عدلى” يجلس بجانبه وهو يقول بأبتسامه:تصدق قاعد بشبه عليك بقالى ساعه
ضحك ليل وقال:للدرجادى نسيتنى يا عدلى انا هزعل كدا
عدلى بأبتسامه:لا والله بس أتغيرت
ليل بعدم تصديق:متهزرش يا عم
عدلى:أقسم بالله أتغيرت يا ليل انا مشوفتكش بقالى سنين انتَ مُتخيل
نظر لهُ ليل بأبتسامه وقال:أتغيرت للأحسن ولا للأوحش
صفعه عدلى بخفه على ذراعه وهو يقول مازحًا إياه:ايه يا راجل متقولش كدا للأوحش طبعًا
نظر لهُ ليل بذهول فضحك عدلى قائلًا:بهزر يا راجل للأحلى طبعًا
أبتسم ليل ونظر أمامه فقال عدلى وهو ينظر لهُ بأبتسامه قائلًا:حمدلله على السلامه أسكندريه نورت
ليل بشرود:منوره بناسها يا عدلى
عدلى بأبتسامه:بس ايه الزياره المفاجئه دى مش كنت تعرفنى
زفر ليل بهدوء ونظر للأسفل ولم يتحدث فنظر لهُ عدلى وقد تلاشت أبتسامته عندما رأى الحزن يكسو معالم وجهه قائلًا:ايه دا مالك فى ايه
أعتدل عدلى بجلسته وهو ينظر لهُ قائلًا بأهتمام:مالك يا ليل فى ايه انتَ كويس
حرك ليل رأسه برفق فقال عدلى بتساؤل:انتَ جاى من أمتى ولا ايه الدنيا طيب
تحدث ليل بهدوء وهو ينظر أمامه قائلًا:جيت من كام ساعه … أتخنقت ومعرفتش أروح فين لقيت نفسى جاى على هنا
عدلى:مالك يا صاحبى شكلك مش عاجبنى وخاسس كدا أتغيرت أوى يا ليل فى ايه يا ابنى انا معرفش عنك حاجه ومصدقت شوفتك أحكى انا هسمعك
نظر لهُ ليل فحرك عدلى رأسه برفق وهو يقول:انا مُستمع أوى خلى بالك جرب وهتعرف أن انا مبكدبش عليك
ليل بشرود:مخنوق شويه … ضغوط الحياة ومشاكل وشغل … كتير يا عدلى
عدلى:على ما أتذكر يعنى كنت فاكر أنك مبتحبش تحكى كنت كتوم أوى يا صاحبى ومازالت
نظر لهُ ليل وقال:عرفت منين
عدلى بأبتسامه:عيب عليك دا انا حافظك صم … طب بما أنك مش هتحكى وانا واثق من دا تعالى ألففك أسكندريه شويه قوم
نهض وهو ينظر لهُ فنظر لهُ ليل وهو يقول:هتلففنى أسكندريه الساعه أربعه الصبح يا عدلى
عدلى:اه وايه يعنى لعلمك لو فاكر إن الناس نايمه وكدا تكون غلطان الناس زمانها صحيت ونزلت شغلها كمان يا راجل قوم الدنيا أتطورت
نهض ليل بقله حيله وسار بجانبه وقال عدلى:انتَ جاى لوحدك
تحدث ليل بهدوء وهو يضع يديه بجيب چاكته قائلًا:اه فضلت أتمشى بالعربية شويه كدا لحد ما لقيت نفسى جاى على أسكندريه
ربت عدلى على ظهره بخفه وهو يقول بأبتسامه:نورت يا عم والله
أبتسم ليل لهُ وذهبا للسياره حيث تركها ليل
فى القصر
أستيقظت بيسان من النوم وهى تشعر ببعض الدوار والجوع ، نظرت خلفها حيث كانت نائمه على جانبها الأيمن ورأت سيف نائمًا بجانبها فاستلقت على ظهرها ونظرت لهُ مره أخرى وأيقظته قائله:سيف … سيف قوم
لحظات وهمهم سيف بنعاس فقالت بيسان بصوتٍ ناعس:قوم صحصح
فتح عينيه بتثاقل ونظر لها وهو يفرك عينيه قائلًا بنعاس:ايه يا بيسان انتِ تعبانه ولا ايه
نهض وجلس نصف جلسه ونظر لها فقالت هى:انا دايخه بطريقه مش طبيعيه
عقد حاجبيه ونظر لها قائلًا بتعجب:أزاى يعنى مش فاهم انتِ مش كنتى نايمه بردوا !
بيسان بنعاس:مش عارفه انا صاحيه دايخه أوى وجعانه
سيف:قولى كدا بقى
مسح على وجهه ونظر لملك النائمه بأحضانه وقال:تاكلى ايه طيب
بيسان بهدوء:أى حاجه يا سيف المهم الدوخه دى تروح عشان مش قادره أتحمل بجد
حرك رأسه برفق وقال:طيب انا مش هتأخر حاولى تقاومى ها
أنهى حديثه وهو يطبع قُبله على رأسها ويخرج من الغرفه تاركًا إياها تنظر لصورتها مع ليل بحزن ودموع عندما تذكرت ما حدث ، نظرت لهاتفها ومدت يدها وأخذته ونظرت بهِ للحظات قبل أن تضع الهاتف على أذنها وتستمع لصوت العميله وهى تقول أن الهاتف مازال مُغلق زفرت بيأس وخوف وهى تُبعد الهاتف عن أذنها وتنظر بهِ بدموع وهى تقول بداخلها “يا ترى روحت فين يا بابا وقافل تليفونك كل دا” تذكرت جُملته الأخيره قبل أن يُغادر وهو يدعوا بالموت وسريعًا جاءت برأسها العديد والعديد من السيناريوهات المختلفة والتى نهايتها أسوء من الأخرى ، أغمضت عينيها وأستغفرت ربها وحاولت أن تُطمئن نفسها
فى غرفه ليل
كانت روز جالسه تُحاول أيضًا مُهاتفته ولكن الهاتف أيضًا مُغلق ، زفرت بضيق وفى هذه اللحظة صدح صوت أذان الفجر بكل مكان ونظرت للساعه وجدتها الخامسه والثُلث صباحًا أستغفرت ربها ونهضت وهى تتجه للمرحاض كى تتوضأ وتُصلى
فى الأسكندريه
كان ليل وعدلى جالسان على “كورنيش الأسكندريه” وصوت الأذان بكل مكان كان سيتحدث عدلى ولكن أوقفته يد ليل وهو يُشير لهُ بالأنتظار فصمت عدلى حتى أنتهى الأذان ونظر ليل لعدلى قائلًا:بلاش تتكلم والأذان شغال وردد وراه أحسن ما تتكلم والملايكة تفضل تلعنك
نظر لهُ عدلى وقال بحرج:نسيت
أبتسم ليل بخفه وقال:وانا خدت حسنه دلوقتى عشان فكرتك والمره الجايه مش هتنسى وهتلاقى نفسك ساكت وهتقول نفس اللى قولتهولك دلوقتى لغيرك … قولى بقى أخبارك ايه
عدلى بهدوء:ماشى الحال الحمد لله طمنى انتَ عليك
ليل بهدوء:الحمد لله
لحظات وقال عدلى بأبتسامه:شكلك بتفكر فى حد
نظر لهُ ليل وقال:عرفت منين
عدلى بمرح:عيب عليك باين عليك أوى
ليل بأبتسامه:مفيش قلقان على مراتى
عدلى بتساؤل:ليه مالها ؟
زفر ليل بهدوء وهو يقول:هتفضل قلقانه عليا وهتهمل علاجها ومش هتاكل
عدلى:الف سلامه عليها بس هى مالها
ليل بهدوء:كانسر فى المخ
عدلى بحزن:لا حول ولا قوة إلا بالله … ربنا يشفيها هى وكل مريض يارب طب كلمها أتطمن عليها
ليل:الفكره أن انا لسه مخنوق ومليش نفس أتكلم مع حد … عارف لما تجيب أخرك من كل حاجه وتبقى عايز تختفى يا ربنا ياخدك
عدلى بعتاب:ايه يا ليل اللى بتقوله دا ربنا يديك طوله العمر متقولش كدا
نظر ليل للبحر وهو يقول:انا عمرى ما دعيت على نفسى يا عدلى … بس لما تقفل معاك من كل مكان وتحس أنها ضلمت ومبقاش عندك طاقه حتى تعافر عشان خاطر نفسك … ساعتها الإنسان من كتر ضيقه وخنقته بيقول كلام هو مش حاسس بيه … مشكلة الواحد يا عدلى أنه طيب زياده عن اللزوم وبياخد على قفاه وبيسكت … ولو حتى مكانش طيب بردوا بيتداس عليه تحس أن الواحد بقى عايش فى مكان غريب عليه وسط ناس ميعرفهاش … حتى أقرب الناس ليك بيتغيروا ونواياهم بتبان فى مواقف صعبه أوى … الدنيا بتدينا دروس قاسيه أوى أحنا مبنتقبلهاش بس مطلوب نتعايش وندوق ونتوجع ونضحك ونقول بردوا أننا كويسين وعايشين عيشه حلوه ومرتاحين ماديًا … صعب أوى يا عدلى
تحدث عدلى بهدوء وتفهم قائلًا:انا فاهمك وحاسس بيك ومقدر كل اللى بيتقال عشان كلنا بنعيش نفس السيناريو دلوقتى … حاسس بيك عشان مجرب دلوقتى كل كلمه أتقالت منك … ومجربه فى أقرب الناس ليا بردوا وللأسف أخويا … انا عكسك تمامًا مبصدق ألاقى حد يسمعنى واخرجله كل اللى جوايا … انا بقى يا عم ليل مريت بأوحش فترات حياتى وخدت الضربه اللى هتفضل وجعانى طول العُمر … اخويا الجشع عمى قلبه وطرد مراتى وبنتى وحفيدتى من البيت فى غيابى … أستغل أنى مُغترب ورماهم بره بيتى … عارف يعنى ايه بره بيتى يا ليل … الشقه اللى مكتوبه بأسمى بيطرد مراتى وبنتى منها الساعه واحده ونص بليل تخيل بهدوم البيت حتى اللبس رفض يديهولهم … مُتخيل أخ يمشى مرات أخوه وبنت أخوه من البيت بهدوم البيت فى عز الليل … وعشان كنت مُغترب كنت فى الكويت ساعتها الوضع هنا مكانش أحسن حاجه فربنا كرمنى وجاتلى فرصه شغل فى الكويت ودى فرصه من دهب دلوقتى لأى حد فى الظروف اللى أحنا فيها دى … تخيل مراتك تتصل بيك وهى منهاره من العياط بتقولك أخوك طردنى من البيت بهدوم البيت
نظر ليل للأسفل وهو لا يعلم ماذا عليه أن يقول فهو مثله لا يستطيع مواساته بينما أكمل عدلى وهو ينظر بعيدًا قائلًا:انا للحظه مصدقتش وقولت أكلمه وصدمنى … بقيت مش عارف أقول حاجه هقول ايه … روحت خدت أول طياره بعد ما خدت إذن ونزلت أسكندريه زى المجنون جيت لقيت مراتى وبنتى وحفيدتى الصغيره اللى لسه مكملتش خمس سنين بايتين فى الشارع يا ليل .. متخيل يا مؤمن المشهد عامل أزاى .. اللى وجعنى أكتر حفيدتى اللى بتترعش من البرد من بليل للصبح فى حضن أمها
نظر لهُ ليل وهو يقول:أكيد عمل كدا بسبب الفلوس
عدلى:طبعًا عشانها الشقه غاليه يعنى هيطلعله بمبلغ حلو لو أتأجرت للغريب مع أنها مِلك ومكتوبه بأسمى والعقد موجود بأسمى بس حُكم القوى
ليل:وفين أخواتك يقفوله
عدلى بسخريه:صلى على النبى يا عم أخواتى مقطعين بعض يقفوله ايه بس دا حتى أبويا الراجل الكبير العجوز اللى خلاص المفروض أنه بيودع مقويه عليا
زفر ليل بهدوء وهو ينظر لهُ بحزن وقال:وولادك طيب فين
عدلى بأبتسامه:معنديش غير بنت وحيده … ودى كانت غلطتى أن انا أكتفيت بيها
ليل:لا يا عدلى متتاخدش كدا … أسمها نصيب … أسمها ربنا كاتبلى يكون ليا عيل واحد بس لأسباب الله وحده عالم بيها أفرض زى ما بتقول جبت التانى هتبقى بنت أفترض اللى وراها بنت بنت ورا بنت مش هيرزقك بالولد اللى انتَ عايزُه عشان فى حاجات تانيه قدام هتحصل … بس صدقنى يا عدلى الظُلم والأفترى دا مبيدوموش كتير مسيره عياله هيرموه نفس الرميه وهيدوق نفس اللى مراتك وبنتك داقوه … بستغرب جدًا بجد أومال لو مكناش أخوات كانوا عملوا ايه … يخربيت أم الفلوس يا شيخ اللى وصلتنا للمرحله دى وخلتنا ناكل فى بعض
عدلى:عارف اللى مقويه عليا دا ميعرفش أنه بيسرقه أصلًا
حرك ليل رأسه برفق وهو يقول:لا حول ولا قوة إلا بالله
عدلى:أقسملك بالله يا ليل بيسرقه من غير ما يعرف … عارف لما تدى سندوتش لكلب جعان وميشبعش … دا اخويا بقى
زفر ليل وهو يصدق كل ما يقوله فكيف لهُ ألا يُصدق وهو رأى هذا بعينيه ، نظر لعدلى وقال:ودلوقتى ايه الأخبار
عدلى:مبهدله فى الأقسام
نظر لهُ ليل بدهشه فحرك عدلى رأسه برفق وهو يرتشف القليل من الشاى قائلًا:مش مصدق أقسم بالله مبهدله عامل فيه محضرين وهيموت عشان أتنازل عنهم
ليل:محضرين ايه دول
عدلى:محضر تعرض مش أتهجم على مراتى وفى شهود على كدا ومحضر سب وقذف مش شتمنى بأبشع الألفاظ وكان هيتهجم عليا
ليل بذهول:الدنيا ايه اللى جرالها بجد انا مبقتش قادر أصدق اللى بيحصل انا حاسس أنى هيحصلى حاجه بجد
تحدث عدلى وهو ينظر لهُ قائلًا:أسكت يا عم الواحد على تكه أقسم بالله
ربت ليل على يده وهو يقول:محدش مستاهل يا عم روق لنا الله الذى لا يغفل ولا ينام صدقنى مبيسبش
عدلى:سايبها على الله والله يا ليل ولو مخدتش حقى فى الدنيا انا واثق أنى هاخده فى الآخره عشان ربنا مبيرضاش بالظُلم
حرك ليل رأسه برفق وهو يبتسم بسخريه قائلًا:شوف مين بينصح وهو اللى محتاج يعمل بالنصيحة أصلًا
نظر لهُ عدلى وقال:انتَ نفس الحوار برده
حرك ليل رأسه برفق وهو يبتسم بسخريه قائلًا:نفس الأخ ونفس الحوار
عدلى بعدم تصديق:ربنا يخرجنا من اللى أحنا فيه دا على خير عشان مش عارف هنروح على فين تانى
أبتسم ليل ونظر للبحر وهو يقول:على رأيك … ربنا يستر من اللى جاى … أفتكرلنا يا عم بقى حاجه عدله مش انتَ والدنيا يا عدلى عليا كدا كتير يا عم
أردف بجملته الأخيرة بمرح وهو ينظر لهُ فأبتسم عدلى وقال:عنيا يا عم انتَ تؤمر
بعد مرور يومان
زفرت روز بغضب وهى تأخذ المكان ذهابًا وإيابًا وهى تقول بغضب وخوف:هموت واعرف راح فين ومفتحش تليفونه ليه لحد دلوقتى
عبد الله:دورنا عليه والله فى كل مكان ملهوش أثر خالص
تحدث عُدى وهو يحمل صغيرته قائلًا:انتَ المفروض تهديها وتطمنها مش ترعبها أكتر
عبد الله:أعمل ايه يعنى مش بقول الحقيقة
جلست روز على المقعد وهى تستند برأسها على يدها وهى تقول بخوف:يا ترى ايه اللى حصل معاك يا ليل وروحت فين يا حبيبى
جلس معاذ بجانبها وضمها لأحضانه وهو يقول:متخافيش يا حبيبتى أكيد هو كويس وزى الفل ممكن بس محتاج يبعد شويه عشان يرتاح مش أكتر
روز بدموع:يطمنى عليه يا معاذ ميسبنيش كدا انا دماغى دلوقتى عماله تودى وتجيب
مسدّ على ذراعها برفق وطبع قُبله على رأسها وهو يُطمئنها
فى غرفه كمال
چود:كمال
أقترب منها كمال وهو يقول:ايه يا حبيبتى
چود بتساؤل:عُمير فين ؟
كمال:مع الولاد تحت ليه
چود بتوتر:طب بُص انا معرفش ليه خايفه
عقد كمال حاجبيه وقال:من ايه
چود بجهل:معرفش بس خوفت فجأه كدا وحاسه أنى مش طبيعيه خالص وكل شويه أخاف أكتر
وضع كمال يديه على ذراعيها من الأعلى ونظر لها قائلًا:منمتيش كويس شكلك باين أوى ولما مبتناميش كويس بيحصلك نفس السيناريو فلو مش عارفه تنامى يا روحى خُدى منوم
أبتعد قليلًا فنظرت هى لهُ وقالت:كمال انا مبهزرش
نظر لها كمال وهو يقول:وانا كمان مبهزرش والله انا بكلمك بجد
چود برجاء:طب معلش ممكن تنام جنبى عشان حقيقى مش عارفه أنام
حرك كمال رأسه برفق وقال:أتفضلى وأمرى لله
فى غرفه عائشه
دلف زياد وهو يُدندن وأقترب من عائشه التى كانت واقفه وتنظر للفراغ ووقف خلفها ولاحظ شرودها فأبتسم أبتسامه خبيثه وأخافها وهو يتحدث فجأه فى أذنها قائلًا:سرحانه فى ايه
شهقت عائشه بخوف وألتفتت سريعًا ورأت زياد واقفًا وينظر لها بأبتسامه ومن ثم ضحك قائلًا:مش قادر بجد يخربيت كدا
وضعت عائشه يدها على قلبها وهى تقول بعدم رضا:حرام عليك يا زياد انا أتخضيت بجد
ضحك زياد أكثر وأقترب منها وضمها برفق وهو يطبع قُبله رأسها قائلًا بأبتسامه:انا أسف حقك عليا بس أول مرة أشوفك سرحانه كدا فقولت وليه أفوت فرصه زى دى
نظرت لهُ بأبتسامه وقله حيله فضحك هو بخفه وهو ينظر لها وقال:قوليلى بقى سرحانه فى ايه ولا كنتى بتفكرى فى ايه
عائشه بأبتسامه:هكون بفكر فى مين يعنى غير فى واحد كدا مجننى وشكله هيطلعهم عليا
ضحك زياد وقال ببراءه مزيفه:انا يا بنتى دا انا طيب وغلبان حتى
نظرت لهُ عائشه نظره شك فضحك وقال:مش غلبان أوى يعنى يا حبيبتى ايه البصه دى
عائشه بأبتسامه:أصل سمعت حاجه غريبه مش أكتر
زياد:ما الغريب إلا الشيطان يا عنيا
أبتسمت عائشه وقالت وهى تُحاوط عنقه بذراعيها:قولى بقى كان نفسك فى ايه يتحقق
نظر لها زياد وقال بتعجب:أشمعنى يعنى !
عائشه بأبتسامه:قول بس وملكش دعوه
نظر لها زياد وقال:لو هتحققهالى يعنى
حركت رأسها برفق وهى تنظر لهُ بأبتسامه فقال هو:كنت عايز أجيب بلوڤر عاجبنى أوى
عائشه بأبتسامه:لا كانت فى حاجه تانيه
فكر زياد قليلًا وقال:الساعه السمارت اللى ورتهالك
حركت رأسها نافيه وقالت:يا زياد لا حاجه مبنشتريهاش
عقد حاجبيه بتعجب للحظات وهو يُفكر ثم نظر لها مره أخرى وهو يقول:لا مش عارف
أخرجته من خلف ظهرها ونظر هو لهُ وقال بتساؤل:ايه دا ؟
عائشه بأبتسامه:حذر فذر
أمسكت بيده عندما نظر لها بعدم فهم ووضعتها على بطنها وهى تقول بأبتسامه:وكدا
أتسعت عيناه بصدمه وهو يقول بعدم تصديق وذهول:لا لا لا متهزريش
نهض بعدما أبتعدت عائشه قليلًا وهى تضحك فأقترب هو منها مره أخرى ووضع يده على بطنها وهو ينظر لها ولا يصدق فقال:بجد والله
حركت رأسها برفق وهى تبتسم بسعاده قائلًا:هنكون تلاته يا زياد قُريب أخيرًا

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أحببتها ولكن 5)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *