روايات

رواية قد انقلبت اللعبة الفصل الثامن والأربعون 48 بقلم إسراء الشطوي

رواية قد انقلبت اللعبة الفصل الثامن والأربعون 48 بقلم إسراء الشطوي

رواية قد انقلبت اللعبة البارت الثامن والأربعون

رواية قد انقلبت اللعبة الجزء الثامن والأربعون

رواية قد انقلبت اللعبة الحلقة الثامنة والأربعون

عنوان اللعبة الثامنة والأربعون –« ‏- أسير عينيها . »
| أقود معارك يوميًا بسبب عيناكِ الذي وقعت أسيرها مُنذُ الوهلة الأولي، لأُقسم أنها من أعظم المصائب جمالًا، من شدة جمالها وسحرها أيقنت أنها أقُتبّست مِن جمّال القمَر. |
#بقلمي
* في سرايا العُمدة/ تحديدًا داخل غُرفة غريب
دَلف غريب الغُرفة والابتسامة ترتسم علي شفته ليسير بإتجاه أعتماد التي كانت تَجلس علي الفراش وبين ذراعيها طفلها تُرضعه، رَفع غريب عبائته قليلًا حتي يستطيع الجلوس بأريحيه علي الفراش ينظُر إليها وهو يراها تتحاشي النظر إليه حرك رأسه بالغُرفة يدور بعيناه يبحث علي طفلته آسيه ليردف قائلًا:
– أومال آسيه فين ؟!
حركت رأسها إلي الفراش الصغير القابع بالغُرفة ليعرف أنها تغفو بفراشها، أقترب قليلًا ومد يديه يُربط علي رأس أسر وعيناه تُتابع ملامح أعتماد الغاضبة ليردف قائلًا:
– اليوم كان جميل من أولوا لأخره مش أجده يا حبيبي
أومأت برأسها دون أن تتكلم لتبعد يده عن رأس أسر وهي تُعدل مُقدمة ثيابها لتنهض وتضع طفلها داخل فراشه المُجاور لشقيقته، عادت مره أُخري إلي الفراش لَكن تحركت للجانب الأخر لتتسطح تسحب الغطاء علي جسدها قائلة بهدوء:
– لو مش عايز النور أجفله عشان عاوزة أنام
كان غريب مازال يجلس بمكانه علي الفراش ليرفع حاجبه بأستغراب بسبب تَصرُفها ليتقدم منها واقفًا علي رُكبتيه علي الفراش ينتشلها من ذراعها لتنهض من غفوتها جالسه أمامه لتردف قائلة بنبرة غضب:
– في إيه يا غريب !، مش وقت هزارك أنا عاوزة أنام
قالت حديثها وهي تنظُر إليه بأعيُن مُشتـــ.عله من الغضب، ليردف قائلًا ولا يُزال مُمسك بذراعها:
– وأنا معاوزش أنام، الليلة دي بتاعتنا عاوز نسهر للصُبح إيه رأيك ؟!
نَفخت بضيق وهي تدفع يده تُريد العودة مرة أُخري للنوم، لَكنه لَم يسمح لها لينتشلها من خصرها بين ذراعيه يحملها ومازال واقفًا علي رُكبتيه علي الفراش ليقترب بوجهه إليها قائلًا وهو يغمز إليها بطرف عينيه:
– إيه اللي حوصل جلبك عليا أجده يا ست العرايس ؟!
حاولت الفرار من بين قبضتيه علي جسدها لَكن دون فائدة نَفخت بضيق بعد أن أتاها صوته مرة أُخري بقول:
– أنا زعلتك في شيءٍ وأنا مش واخد بالي ؟!
تَجمعت الدموع داخل مقلتيها لتُحرك علي الفور رأسها بالنفي تُريد الهروب من النقاش معه تَشعُر أنها غير قادرة علي التحدث معه حول ما يَشغلها ويجعلها تتعامل معه هكذا لتردف قائلة بنبرة حاولت إخراجها لتخرُج مُتحشرجة ببعضًا من الألم:
– مَفيش يا غريب.. سبني عاوز أنام
نَظر إليها بشك ليردف قائلًا بأصرار وهو يَستريح علي الفراش مُتسطحًا عليه بأريحيه ليجعلها تَجلس فوق جسده يُطوق خصرها بين ذراعيها جاعلًا وجهها أمام وجهه:
– ست العرايس زعلانه من قرة عينيها ليه ؟
ظَلت تنظُر إليه دقائق كانت نظراتها مليئة بالعتاب والحُزن لَكن بعد حديثه تَحولت نظراتها للغضب رَفعت يدها لتكورها تضربه عدد من الضر بات علي صدره بقبضتها قائلة بنبرة مُند فعه يملؤها الغضب:
– والله وليك عين تتريج كمان!، اه ما أنت حلو وبتتكلم أهو أمال بجالك كام يوم لابس ليه وش الخشب بخلجتك ؟!
مسك قبضتيها وثبتهُم علي صدره وهو يُقهق بصوت عال بسبب طريقتها بالحديث التي جعلت طبول قلبه تُقرع بالعشق، بينما هي كانت تنظُر إليه بغضب بسبب ضحكاته حاولت أفلات قبضتيها من يده لَكن لَم تستطع.
هدأت ضحكاته لينظُر إليها يُريد التحدُث لينفــــ.جر مرةً أُخري بضحك مُتواصل كُلما نظر إليها و رأي ملامح وجهها الغاضب تحتله كومه من الضحكات إلي أن أستطاع السيطرة علي ذاته، نَظر إليها يرفع قبضتيها طابعًا علي كُل كف قُبله ليردف قائلًا بنبرة هادئة:
– حجك عليا يا روحي، كُنت مشغول بمصالحنا غير حوار إيلا وسيف كان لازم أتأكد وأعمل أحتياطات أنُه مش هيعتب باب الدوار واصل طول ما هي إهنيه
أدارت وجهها جانبًا قائلة بنبرة حُزن:
– علي فكرة اللي بتتكلم عنه ده أخوي، يعني بعد أذن حضرتك بعد أجده تتكلم عنُه زين
رَفع غريب حاجبه من البداية وهو يأخُذ الأمر علي محمل المزح لَكن طريقتها توضح بأنها غاضبة منه رَفع ذراع من علي خصرها ليضع أصبعه أسفل ذقنها يُدير وجهها أليه ينظُر إليها قائلًا بعدم فهم:
– أنا مَجصُدش حاجة يا أعتماد، بس بعيد عن الموضوع ده أنتِ فيكي شيءٍ متغير من أول ما دخلت الأوضة وأنتِ مبتتكلميش وجالبه وشك وسألتك مرة والتانية إيه اللي حوصل وأنتِ مش راضية تتكلمي
إلي هُنا واندفعت أعتماد تُها جمه تَصيح عليه قائلة بغيره تعتريها يملؤها الغضب:
– يعني أنت مش عارف إيه اللي حوصل !، تمام يا غريب.. عاوزاك تفسرلي وجفتك الصُبح مع إيلا كُنتوا بتتكلموا في إيه وإيه اللي كان مخلي ضحكاتكُم توصلي لحد أوضة نومي
رَفع حاجبه يُحاول تَذكُر ما تتحدث عنه ليردف قائلًا:
– حوصل ميتا الكلام ده؟!
أستغلت ذراعه التي خفت من علي خصرها لتنهض جالسه أمامه قائلة:
– الصُبح لما كُنتوا جاعدين سوا في حديقة الدوار وأيدك اللي لفتها علي الكنبة اللي كُنتوا جاعدين فيها سوا تحب أجول كمان ولا كفاية أجده
حالت إبتسامة علي شفته ليمحيها علي الفور ليستبدلها بمعالم باردة غير مُبالي بحديثها ليردف قائلًا ببرود:
– مش فاهم باردو إي اللي يزعلك في جعدتي مع إيلا
صَكت علي أسنانها بغضب لتردف قائلة بنبرة مُشتــــ.علة من الغيرة التي تنهش بقلبها:
– والله!، هو مش جبل جوازنا أنت كُنت عايز تتجوز إيلا يعني كُنت بتحبها أجده ولا مش أجده
أجبر نفسه علي كتم ضحكته ليأومأ إليها برأسه بالإيجاب قائلًا بأكثر نبرة باردة كالثلج:
– أجده
صَكت أعتماد علي أسنانها بغضب كانت تأمل بأن يُراضيها أو أن يُنفي حديثها أو يتحدث معها حتي يُفهمها الأمر لَكنها لَم تتوقع أن يُأكد حديثها بكُل سهولة هكذا، لهذا قررت الذهاب حتي تُحافظ علي ماء وجهها وما تبقي إليها من كرامة، لا تُريد أن تنساب دموعها أمامه أبتلعت غصت بُكاءها ونهضت من الفراش تسير بإتجاه المرحاض، لَكنها لَم تُكمل الطريق بسبب يد غريب التي أنتشلتها بمُجرد أن غطت قدميها علي الأرضية، سَطحها علي الفراش ليتمدد فوقها يداه تَسير علي وجهها وعيناه تسير علي ملامح وجهها الذي بات يعشقها يشتاق إليها كُل ثانيه تَمُر عليها دون أن تَكون بجانبه، أما هي أغمضت عينيها تُسيطر علي المشاعر التي أجتاحتها خائفة من أن يَكُن يتلاعب بها لتردف قائلة تحت أنفاسها وصدرها الذي يعلو ويهبط أثر قُربها منه.
– غريب سبني أبعد عني
مرر يده من علي وجنتها وصولًا إلي شفتها ليُدغدها بين أصبعيه هامسًا بنبرة هادئة ضد شفتها قائلًا:
– أنتِ فعلًا عايزاني أبعد عنك يا أعتماد
علت أنفاسها لَكنها حاولت تمالُك نفسها حركت رأسها بالإيماء، ليردف غريب قائلًا:
– متحركيش رأسك ، عاوز أسمعها منك وهنفذلك طلبك قولي يا أعتماد عايزاني أبعد عنك.. اتكلمي يا أعتماد
قال حديثه وهو يقترب إليها يُلثم طرف شفتها برقة تلك اللمسة دغدغت أوصالها مع نبرة حديثه جعلتها تذوب بعشقها إليها لَم يُكفي عشقها إليه مُنذ بلوغها بل أستمر معها إلي أن وصل بها الأمر بأنها تعشق كُل ذره به، لَم تستطع الحديث ليستكمل هو حديثه ومع كُل حرف كان يُقبلها.
– كُنت موهوم أنِ بحب إيلا لدرجة أنِ مش جادر أسمي وهم حُب لا وهم أعجاب أو بسبب كلام أبوي وأُمي مع حديت جدي، بس معاكي أنتِ عرفت معني الحُب أنا جلبي مش ملكي أنا سايب جلبي معاكي في كُل وقت، لما شوفتيني جاعد مع إيلا كانت بتكلم جاسم وأنا كُنت جاعد جمبها من وجت ما جلبي دج بأسمك وأنا إيلا أُختي مش بنت عمتي بس.. أنا بحبك يا ست العرايس بحبك يا أُم العيال
قال أخر حديثه وتعمق بقُبلته لها ليشعُر بدموعها تَمُر من بين شفتهُم ليرفع وجهه قليلًا ويُلثم دموعها بشفاه ينظُر إلي عيونها الذابلة التي ألتمعت ببريقها الجذاب بلونها العسلي الذي يَخطف الأنظار كانت نظراتهُم دليلًا علي عشقهُم، ليهبط مرة أُخري يُقبلها بشغف وعشق جعلها تتجاوب معه لترفع ذراعيها تُطوقها حول عُنقه تُقربه إليها أكثر ليسبحوا في بحور عشقهُم ليخمدوا نا رًا من نير ان العشق ♡
* داخل فيلًا خالد الشيمي
تَحركت الخادمة من أمام غُرفة ريتاج علي الفور تسير بحذر لأسفل حتي لا تتعرقل بشيئًا أمامها بعد ما رأته لتسير لأسفل دالفه غُرفتها مع باقي الخدم لتجلس علي فراشها بصمت تام تُفكر بما عليها أن تفعل هل يستوجب عليها أن تُخبر سيدتها جني بما حدث ؟ أم تظل صامتة من أجل عملها ظَلت طيلة الليل تُفكر بالأمر إلي أن غلب النوم علي تفكيرها.
* مساءًا داخل فيلًا جلال الجارح
بعد عودتهُم تَحرك قاسم إلي غُرفة المكتب الخاصة به التي كانت بالدور الأعلى بجانب غُرفته مُتحججًا بأن يوجد عمل لديه هام، بينما إيلا وجلال وزينب أستكملوا سهرتهُم يُتابعون فيلمًا وتحدثوا قليلًا حول بعض الأمور إلي أن أنتهت السهرة وصعدت غُرفتها.
بعد صعودها دَلفت المرحاض تُنعم بحمام دافئ جعل جسدها يُرخي ثُم جلست علي الفراش كانت ترتدي مئزر الأستحمام الذي يُحاوط جسدها النحيف بمُنحنياته الرشيقة وخصرها الصغير بنعومة ومنشفة الشعر الملفوفة حول شعرها، سَحبت هاتفها تضغط علي زر الإتصال عبر أحد البرامج التي تجعلك تتواصل مع أصدقاءك عبر الدول الأخري كانت المُحادثة صوت وصورة.
رَدت أروي علي الإتصال والإبتسامة مُرتسمة علي شفتها لتردف قائلة بنبرة فرح وسعادة:
– إيلي وحشتيني وحشتيني أوي
ضَحكت إيلا بسبب طريقة حديث أروي المُندفعه لتردُف قائلة بسعادة:
– وحشتيني أكتر غيابك مأثر عليا أوي بجد نفسي أشوفك
تحدثت أروي قائلة بنبرة شغوفه يملؤها السعادة:
– نفسي اكتر في أقرب فُرصة هتلاقيني عندك بس المُهم دلوقتي طمنيني عنك أخبارك إيه ؟
ابتسمت إيلا لتهتف قائلة بنبرة هادئة:
– الحمد الله كُلوا تمام يا حبيبي ، أنتِ أخبارك إيه أنتِ وأنس ؟
نَفخت أروي بضيق عند تذكُرها أمر أنس لتردف قائلة بنبرة ضيق:
– متجبيش أسمه قُصادي أنا مش طايقه اشوفوا ولا أسمع حاجة عنه
ضيقت إيلا عينيها قائلة بأستفهام:
– حصل إيه ل كُل ده ؟، عمل حاجة ضايقتك طيب ؟!
تحدثت أروي قائلة من بين أسنانها بنبرة غضب وضيق:
– بارد من وقت سفرك وبقيت مش فهماه طريقته اتغيرت شوية بيتعامل عادي أني اللي أعرفه وشوية بيتعامل بطريقة غريبة حتي كلامه مبقتش فهماه، إيلا أنا شاكة في حاجة بس مش عارفة إذا كُنت اللي بفكر فيه ده حقيقة ولا لا !
توسعت إبتسامة إيلا لتردف قائلة بشكوك داخلية:
– قولي شاكة في إيه
تحدثت أروي قائلة وعيناها تَدور بكُل مكان عدا علي شاشة الهاتف حتي لا تري إيلا نظراتها:
– أنس بيحبني!، أنا شاكة بسبب تصرُفاته حتي طريقة كلامه خلتني أشُك بيكلمني بلُطف هو طول عُمروا لطيف بس مش بالشكل ده كانت دايما علاقتنا ك.. كأني مش عارفة أفهمهالك أزاي بس علي ما أعتقد أنُه بيعتبرني واحد صاحبه..
ابتلعت حديثها بعدما شَعرت بذراع أحدهُم يلتفت حول كتفيها لَكن ثوان وعرفت من الذي قبع بجانبها فلا يوجد أحد يمتلك مُفتاح المنزل الخاص بها سوا أنس، أرتخي جسدها بنفس التوقيت الذي أرتسم الفزع علي معالم وجهها خوفًامن أن يَكون قد أستمع إلي حديثها مع إيلا، بينما إيلا كانت تُتابع معالم كُل منهُم بإشراقة وبأمل ف هي مُنذ أن رأتهُم ورأت بداخل كُلًا منهُم عشق دفين غير أبي علي الخروج بلحظتها أقسمت بأنها ستفعل ما تستطيع حتي تُخرج هذه المشاعر الدفينة بداخل كُل منهُم، لهذا كانت دائما تتحدث عن أني مع أروي وكذلك أني كانت تتحدث معه عن أروي إلي أن تحقق بداية حلمها أمامها الأم كانت نظراتهُم كافية بأن تُعبر عن باب من أبواب العشق الذي إذا أنفتح لَن ينغلق بتاتًا.
شد أنس علي كتفيها ينظُر إلي إيلا بإبتسامة قائلًا:
– بقي ينفع تكلمي أروي ومتكلميش أنس ولا أنا ما وحشتكيش!
حركت إيلا رأسها بهدوء لتردف قائلة وهي تُتابع نظرات أنس الخاطفة إلي أروي ونظرات أروي الخجلة من الموقف:
– طبعًا وحشتني بس مَفيش حد وحشني أد روتي، بزمتك مش تتحب
بنهاية حديثها غَمزت بطرف عينيها إلي أنس ليفهم مقصدها ليردف قائلًا بنبرة لعوبة:
– هو لو بزمتي يبقي مفيش حد يستاهل الحُب غيرها بالفعل
شَهقت أروي بخجل عندما فهمت حديثه ليستكمل أنس حديثه قائلًا:
– شوفت كتير وقليل وملقتش زيها لا جمال ولا دلال ولا..
قاطعت أروي حديثه عندما تركت الهاتف بيده مُتحججه بأنها تُريد الدلوف إلي المرحاض، لَم يترُكها أنس بل شدد علي كتفيها يُرغمها علي الجلوس ليردف قائلًا بنبرة جادة يحمل خلفها الكثير:
– إيلا عايز أقول كلمتين قُصادك علشان تكوني شاهدة عليهُم بما أنك أقرب حد لينا وعارفة مشاعرنا اللي مخبينها عن بعض سنين
توسعت حدقتي أروي تُريد الحديث بأي شيء لَكن صوتها لَم يسعفها علي الخروج لتُصفق إيلا بمرح وسعادة قائلة:
– يلا ده أنا مُتحمسة اوي لليوم ده ، أبدًا يا برو
انفلتت ضَحكة من ثغر أنس ليمسك الهاتف ويضعه علي الطاولة المُقابلة للأريكة يَستنده علي علبة المحارم، ليستدير بوجهه جانبًا ينظُر إلي أروي يَرفع وجهها بأصبعه الذي وضعه أسفل فكها كانت نظراته تخترق كُل أنش بوجهها عض علي شفته السُفلية ثوان قبل أن يبدأ بالحديث يعترف بمشاعره الذي يُكنها إليها طوال السنين الماضية هذه فُرصته لقد تأكد من عشقه إليها ولا يوجد وقت بأن ينتظر عُمر أخر يُريد عُمره الحاضر والمُستقبل بأن يَكون معها يُريد أن تُشاركه كُل شيء بيومه بداية من الفراش وكُل رُكن بالمنزل إلي هبوطهُم سويًا للطُرقات ويداهُم مُشبكة بأيد بعض بأطراف مُتشبته بأطرافها دائما يَشعُر بأنها تؤامه المُلتصق ف عشقه إليها لا يوصف.
– شَكوتك ل إيلا بسبب مُعاملتي دي السبب فيها حيرتي مش عارف أنتِ إيه بالنسبالي شايفك كُل حاجة ليا أُمي وأُختي وصاحبتي وصاحبي كمان بس في حاجة واحده بس اللي كانت غايبة عني لحد ما بدأت تتكون جوايا حاولت أهرب منها كتير وهي السبب في تغيُري معاكي بسبب حيرتي، فَكرت كتير هعمل إيه لو حبيتي وأتجوزتي هقدر أتقبل غيابك عني اللي هيكون طبيعي بسبب حياتك الجديدة طب لما أتعب هلاقيكي جمبي ولا هتنشغلي في حياتك وتنسيني وقتها أتأكد أنِ لا يُمكن أقدر أستغني عنك عرفت أن الحاجة اللي كُنت شاكك فيها ومحيراني دي حاجة موجودة جوايا من سنين بس مَكونتش واخد بالي منها أو مُتعمد أنِ ماخدتش بالي خوفًا من رفضك بس في شيء جوايا بيأكد ليا أنك بتبادليني مشاعري.. الحاجة دي ال.. الحُب بحبك، بحبك يا أروي عايز أكمل عُمري الجاي معاكي لا عرفت قبلك ولا عايز أعرف بعدك حد أنا بحبك أنتِ وبس، بوعدك قُدام إيلا أنِ هعيش علشان أثبتلك كُل يوم حُبي ليكي بدون حدود.. موافقة تشاركيني عُمري الجاية موافقة يجمعنا شقة واحدة نملاها حُب وسعادة ؟
أنسابت دموع أروي من فرحتها بكلماته كما حدث مع إيلا لَكنها كانت سعيدة من أجلهُم لتهبط دموع الفرح علي وجنتها، حرك أنس يده يُزيح دموع أروي من علي وجنتها كانت تنظُر إليه بفرحة وصدمة بنفس التوقيت لَم تعرف يومًا بأنه يُبادلها مشاعرها التي عاشت سنين تدفنها بداخلها دون أن تُعبر عنها لأحد حتي لو بينها وبين نفسها ولو ليوم خوفًا من أن تُفتح علي نفسها باب من أبواب العشق الذي إذا أنفتح لَن ينغلق إلا وهو يسلب روحها من كَم الجراح الذي سينالها، إذا لَم يَكُن أنس يُبادلها مشاعرها، ظلت صامتة تنظُر إليه فقط كما فعل هو أيضا وكأنهُم قَد نسوا أمر من كانت علي الهاتف إلي أن جاءت حمحمة من ثغر إيلا هي من جعلت كُلاهُم يستيقظ.
حمحمت أروي حنجرتها وهي تدير رأسها تنظُر إلي إيلا التي كانت تقترب من الشاشة وتنظُر إلي كُل منهُم بإبتسامة تدُل علي سعادتها بما حدث كانت أروي تنظُر إلي إيلا بعبس لَكن مع نظرات إيلا جعلتها تنفجر بالضحك لتردف قائلة بإحراج:
– مَتبُصليش كده يا بت أنتِ
توسعت إبتسامة إيلا قائلة برفعه حاجب:
– الله هو أنا عملتلك حاجة، وبعدين بطلي تلكيك و جاوبي علي كلام أنس يلا عايزة أسمع رأيك المُبجل بكلام أنوس
ألقي أنس نظرة إلي إيلا يتوعدها بسبب دلعها المائع إليه لَكنها تجاهلت نظراته وثبتت نظراتها علي أروي تُتابع حركة شفتها التي تتحرك دليلًا علي أنها تُرتب حديثها الذي سَتخرجه في إي وقت.
أخذت أروي نفسًا قويًا لتردف قائلة بنبرة توتر كانت تخفض بصرها وتُفرك يدها ببعض من كم التوتر الذي وقع عليها:
– مش عارفة أقول إيه أكتر من الكلام اللي أنت قولته، كُل اللي عايزاك تعرفه أأ.. أنك مش لوحدك اللي كُ.. كُنت محتار كُل اللي مريت بيه أنا مريت بيه ي.. يعني كُل واحد فينا شارك التاني بنفس المشاعر بس لوحده
رَفعت عينيها تنظُر إليه والابتسامة مُرتسمة علي شفتها لتضيف علي حديثها قائلة بأكثر نبرة رقيقة وجدت علي الأطلاق:
– موافقة أشاركك كُل تفاصيلك
صَرخ أنس من فرحته ليردف قائلًا وهو يمسك أكتافها ويُهزها بقوة من فرط السعادة:
– بتهزري، يعني إيه معناه الكلام ده يا أروي أنتِ قصدك إيه ؟!
نَفخت إيلا بضيق تَقطع عليهُم لحظة أعترافهُم بالمشاعر قائلة تُنعت أنس بالغباء:
– أنا لا شوفت ولا هشوف أغبي منك يا أنس.. بعد كُل ده وتقولها قصدك إيه !، بقولك إيه يا أروي أسمعي كلام صاحبتك وأهربي
حركت أروي رأسها إلي شاشة الهاتف تنظُر إلي إيلا وهي تَضحك لتردف قائلة:
– ده رأيك يا صاحبي
لتُأومأ إيلا إليها ليأتي صوت أنس قائلًا:
– والله!، طب أقفلي يا بت أنا مصدقت أنطق
ضَربته أروي علي كتفه قائلة:
– متكلمتش من زمان ليه
ضَحك أنس ليغمز إليها بطرف عينيه قائلًا:
– أنطقيها و ريحي قلبي
توسعت إبتسامة لتردف قائلة بنبرة هادئة ضعيفة من الخجل وتورد وجنتها بالحُمرة:
– بحبك
إلي هُنا وقفز أنس من السعادة ظل يَقفز علي الأريكة لَم يَكُن لوحده من يقفز بل قبل أن يَنهض شد أروي معه مُمسك بكفوف يدها بين راحة يده وظلوا يقفزون سويًا، أستغلت إيلا وضعهُم لتقوم بقذف قُنبلتها المُوقوده من بداية مُهاتفتهُم لتردف قائلة بنبرة مُرتفعة قليلة حتي يستمعون إليها:
– أنا اتقرأ فتحتي وكتب كتابي هيكون يوم الإتنين..
ابتلعت حديثها داخل ثغرها بعد أن جلست أروي معها أنس ليقتربوا من الهاتف ينظرون إليها بصدمة لتردف أروي قائلة بصدمة:
– أحلفي
ضَحكت إيلا قائلة بنبرة سعادة كانت واضحة علي معالم وجهها المُرتسم عليها أجمل إبتسامة قَد تراها:
– والله
ضَحكت أروي ليُشاركها الأمر أنس لتتحدث أروي قائلة بعد أن هدأت من ضحكاتها:
– قراءة فاتحة وكتب كتاب!، إزاي ده حصل بالسهولة دي وافقوا ؟!
حركت إيلا رأسها بالنفي قائلة بنبرة هادئة جادة:
– مش بسهولة طبعًا تعبنا طبعنا بس الحمد الله وافقوا بالأخير، أمتي النهاردة قاسم جه لجدي وأعمامي في سوهاج وطلب أيدي و وافقوا مش هتصدقوا كُنت فرحانة قد إيه
رَفعت يدها تُبسطها أمامهُم قائلة:
– الخاتم ده لبسهوني قبل ما يسفرني سوهاج والنهاردة جابلي طقم الكولية بالحلق شايفين قد إيه ذوقوا راقي وجميل، مش بس كده ده أحتفل بعيد ميلادي وبعدها أحتفل بخطوبتنا في القاهرة وسط أصدقائنا والقرايب خلاني طايرة من السعادة
حالت إبتسامة مُتوسعة علي ثغر أروي ودون شعور منها طَبقت كف يدها بكف أنس تُشبك أناملها بأنامله تلك طريقتها عندما تَكون مُتحمسة أو سعيدة أول من تلجأ إليه هو أنس تؤام روحها، خفض أنس وجهه علي حركتها ينظُر إلي يداها التي تتشابك بيده بسعادة وفرح ليرفع يدهُم المُتشابكة ويقوم بَطبع قُبله رقيقة علي كف يدها، ليُحرك شفته بكلمة مُكونة من أربع حروفها عرفتها علي الفور دون نطقها ” بحبك “.
ضَحكت إيلا علي مظهرهُم لتردف قائلة:
– جوز عصافير قاعدين قُصاد عينيا، لا كده مينفعش بيتك بيتك يلا يا بابا علي شقتك وفي أقرب وقت أسمع خبر جوازكُم وطبعًا هكون أول الحاضرين
أستفاق كُلًا منهُم علي حالة ليستدير أنس ينظُر إليها قائلًا:
– طبعًا ، بس قوليلي معاد الفرح أمتا ؟
تحدث إيلا قائلة:
– لسه محددناش بس أول ما أعرف هقولكُم أكيد، ودلوقتي أتفضل علي بيتك مينفعش تُقعد معاها طالما أعترفت ليها بَحُبك ف الأول كُنت زي أخوها دلوقتي معندناش الكلام ده
حرك أنس رأسه بالإيجاب لينهض قائلًا وهو يضع أصبعه علي كُل من عينيه:
– حاضر من العين دي قبل دي بس هقوم أحضر لُقمه سريعه ناكُلها سوا، أنا ميت من الجوع
قال حديثه وأختفي داخل المطبخ، إبتسمت إيلا إلي أروي قائلة بنبرة هادئة:
– باي دلوقتي ونتكلم بعدين، قومي ساعديه في المطبخ قبل ما يقلبهولك كُلوا علي الأرض
انفلتت ضحكاتها من ثغرها علي حديث إيلا عندما زار تفكيرها حدث جمع ثلاثتهُم بالمطبخ حينما كانوا سويًا وأقترح أنس بأنه من سيطهو غذاء اليوم ونهض ويا ليته لَم يفعل تعرفون الأعاصير والبراكين التي تحدث كان هذا حال المطبخ وعندما قاموا بالإعتراض علي مظهر المطبخ تحجج قائلًا بأنه قال أنه سيطهو الطعام وليس سيُرتب النتائج التي تحدث بسبب طهي الطعام وأيضا لَم يجلي الأواني ولهذا الحد مُهمته أنتهت.
أغلقت إيلا الهاتف و وضعته علي الطاولة القابعة بجانبها لتُغمض عينيها لثوان تتذكر أحداث اليوم وأناملها تَسير علي القلادة المُحاوطة لعُنقها تنهدت بقوة ولَم تَشعُر بمن طرق الباب ودَلف الغُرفة بعدما لَم يستمع إلي سماحها له بالدخول.
دَلف قاسم الغُرفة وأغلق الباب خلفه ليستند بظهره عليه وكفوف يده بداخل جيب بنطاله ظل شاردًا بمعالمها وإلي تفاصيلها، إلي أن فتحت مقلتيها لتتقابل نظراتهُم توسعت إبتسامتها لتعتدل بجلستها تَحسه علي القدوم بقولها بنبرة هادئة وناعمة:
– واقف بعيد ليه ؟!، تعالا يا عم المشغول ينفع تنشغل عن خطيبتك في يوم زي ده ؟!
تَقدم إليها بخطوات ثابته إلي أن جلس علي طرف الفراش ينظُر إليها بعشق مما جعلها تتحدث حتي تَقطع حالة الصمت قائلة:
– إيه اللي شاغلك للدرجة دي ؟!، في حاجة حصلت أنت مخبيها عني ؟!
حرك رأسه بالنفي ليمد ذراعه يتمسك بكف يدها بكفوف يده الإثنين حمحم حنجرته ليردف قائلًا بهدوء:
– مبسوطة ؟
ضيقت حاجبيها وهي تنظُر علي يداه المُتمسكة بيدها وكأنها طوق نجاته لتردف قائلة بنعومة:
– حصل إيه يا قاسم ؟
أردف قائلًا بنفس نبرة الهدوء والثبات:
– جاوبيني
حركت رأسها بأيماء لترفع ذراعها الأخر علي وجهه تتحسس وجنته بأناملها الرقيقة وهي تَردُف قائلة بنبرة هادئة:
– طبعًا مبسوطة أنا طول عُمري مبسوطة أنك جمبي تخيل بقي أنك خلاص بقيت حبيبي قُدام العالم ده شيء هيخليني طايرة من السعادة
مال برأسه جانبًا ليطبع قُبله رقيقة علي باطن كفها قائلًا بأكثر نبرة تَحمل عشقه:
– ربنا يقدرني واخليكي سعيدة العُمر كُلوا
نظرت إليه بإبتسامة وهي تتحدث بصوتها الطفولي قائلة:
– أنا سعيدة طول ما أنا شايفاك قُصادي كويس، بس حابة أطمن عليك في حاجة في شُغلك مخلياك مضايق ؟!
سَحب يده و وضعها علي كف يدها الذي يسير علي وجنته ليُشدد علي كف يدها الأخر القابع بين راحة يده ليردف قائلًا:
– شوية مشاكل في الشُغل بس خلاص كام يوم وتتحل، ودلوقتي عايز أسألك حاجة بما أننا لوحدنا عايزك تجاوبيني بكُل صراحة
حركت رأسها بإيماء تنتظر حديثه ليردف قائلًا:
– عايزة نتجوز قُريب زي ما أنا بحلم ولا نستنا شوية ؟!
ضيقت حاجبيها قائلة:
– ليه بتسأل السؤال ده دلوقتي ؟!
تحدث قائلًا بنفس نبرة الهدوء والثبات:
– علشان حسيتك مُترددة لما عرفتي أنِ عايز أكتب الكتاب يوم الإتنين، مهما كان قرار أنا موافق عليه أطمني يا حبيبي مفيش حاجة هتم غير اللي أنتِ عايزاه
سَحبت يدها من علي وجهه لتقوم بلفها حول عُنقها تلك الحركة دائما تفعلها عندما تُفكر أو تتردد ظَلت ثوان إلي أن أردفت قائلة بنبرة هادئة بها بعض التلعثُم:
– م.. بُص يا قاسم مش حوار تردُد كُل الموضوع أأ.. أنِ خ.. خايفة
استكملت حديثها بنبرة أسرع وأقوي ثبات بعد أن قابلتها نظراته لتفهمها علي الفور لقد فهم أنها خائفة من العيشة معه.
– خايفة من المسؤولية خصوصًا أن لسه في سنة تانية ولسه قُدامي دراستي خايفة مقدرش أوفق بين دراستي وبين البيت
رَفع يده و وضعها علي المنشفة المُحاوطة لشعرها ليُزيحها بخفه وهو يردف قائلًا:
– طول ما أنا جمبك مفيش مسؤولية عليكي أطمني مش هطالبك بأي حاجة فوق مَقدُرتك حتي الخلفة هنأجلها لحد ما تخلصي دراسة خالص، بس كُل حد فينا محتاج التاني في حياته أحنا لو متجوزناش دلوقتي هنفترق هيبعدوكي عني ودي حاجة هتقــــ.تلني.. بس باردو مش هقدر أفرض عليكي شيء ضد إرادتك علشان كده بسألك عايزة تتجوزيني ولا..
قاطعت حديثه لتُحرك راسها بالإيجاب وهي تردف قائلة بنبرة صوتها الطفولي الناعم:
– موافقة، موافقة أعيش معاك كُل لحظة في حياتي مفيش حاجة أسمها لا أنت لو بتحلم باليوم ده من زمان أنا دلوقتي أحلامي كُلها متعلقة علي اليوم ده برغم خوفي من المسؤولية بس عايزة أكون جمبك
غرز أظافره بشعرها ذو بريق الذهب بعد أن حرره من المنشفة ليسحبها بالقُرب منه يَطبع قُبله علي جبهتها ليردف قائلًا دون أن يبعد شفته من علي جبهتها بأعيُن مُغلقة:
– بحبك يا ملبن طول عُمري بحلم باليوم اللي هسمعك بتعبري في عن حُبك والنهاردة حلمي بيتحقق أنا مش هتحمل أكمل في الحياة دي من غيرك، لحد اللحظة دي مش مُتخيل أن هيجي اليوم اللي هيتحقق فيه حلمي وهنتشارك بيت خاص بينا، أنتِ البنت اللي إختارتها بإرادتي، وحبيتها عن قناعة واجهتني صعوبات كتير علشان أقدر أخبي حُبي جوايا بس كُل ده أتبخر بمُجرد ما أتقسمنا الصعوبات فعلًا الصعوبات لما بيشيلها أتنين بتكون أخف بكتير
رَفعت يدها تتلمس وجنته وهي مُغمضة العين مثله لتردف قائلة بأنفاس دافئة ضد عُنقه المُقابل لها:
– اللي أنت متعرفهوش أن في رابط ما بينا الرابط ده كان بيكبر جوا كُل واحد فينا كُل ما بنكبر دايما كان في حاجة مأكدالي أنك مش أخويا وبس مشاعري ليك مَكنتش مشاعر اخوية وبس كأن القدر كان بيلعب معانا لعبته كان معلق كُل واحد فينا بالتاني علشان الوقت ده، مَكونتش متصورة أنِ أكون بحبك كُل السنين دي وأنا مش واخده بالي غيرتي عليك دايما كُنت بفسرها أنِ خايفة أنك تحب حد أكتر مني أتاريني مُغرمة بيك وأنا مش واخده بالي
تنفس بقوة ليردف قائلًا ويداه تتحرك بخُصل شعرها:
– مش كُل يوم بيحصل اللي حصلنا ده علشان كده دايما بقول أن رابط الحُب أقرب من إي منطق
فَتح عينيه وأبتعد عنها أنش واحد حتي يستطيع النظر إليها، أما هي رفعت رأسها تنظُر إليه تنتظره أن يُكمل حديثه ليردف قائلًا:
– حُبنا عداه كُل الحدود والمنطق خلقنا قدر خلص بينا وقدرنا نعدي باب الحُب و وصل الحال بينا لباب العشق صحيح واجهنا صعوبات ونا ر كانت قادرة تهد كُل واحد فينا بس اللي خلانا نتمسك الحُب، وعلشان الحُب ده يكمل هتجوزك، بأقرب وقت هتجوزك عاوزك ليا مراتي ملكي قُدام العالم
مد يده يَمسك فكها بيديه قائلًا بهمس ضد شفتها:
– وقت لما يجي اليوم ده كُل حاجة فيكي هتكون ملكي، وقتها ها تشفقي علي قلبي وعقلي وكُل عضلة فيا بتدُق علي كتمانها لمشاعر كتير.. كُل ده علشان أنتِ غالية.. وغالية أوي كمان عليا ملبن القاسم هتفضل أجمل وأحلا وأنضف بنت خلت قلبي يَدُق ليها مَفيش ست حركت ذره فيا غيرك.
خفضت رأسها لأسفل بسبب حديثه المُخجل لتضع رأسها علي صدره مما جعله يَرفع ذراعه يَضُمها داخله ويده الأخري تَعبث بشعرها، بسبب قربهُم أستطاع كُل منهُم سماع دقات قلب الأخر الذي تَقرع طبول عشقهُم، ظَلوا علي هذه الوضعية بضعًا من الوقت إلي أن شعر بإرتخاء جسدها عليه حرك رأسه ينظُر إليها ليراها قَد غفت بالنوم حالت إبتسامة علي شفته ليقوم بأعتدالها وهو يَهمس بنبرة مُسلية.
– عادة الأطفال بتفضل ملزماهُم لوقت مُعين وبتختفي إلا أنتِ يا ملبن من وأنتِ في اللفة كُل ما بَضُمك لصدري بتنامي، وأنا مُشتاق مش حمل تعب القلب ده من صُغرك وأنتِ مجننه أُمي معاكِ ليه !
كان يَهمس لذاته وهو يقوم بأعدال جسدها علي الفراش لتتململ بنومتها جانبًا قائلة بنبرة هامسة ضعيفة تَدُل علي أنها ما بين النوم والأستيقاظ دون أن تفتح عينيها:
– ولسه هجننك معايا.. أصبُر عليا بس ودلوقتي سبني أنام
حرك رأسه يمينًا ويسارًا ليشد الغطاء علي جسدها يُدثرها به جيدًا تحت إبتسامته ليسير بعد أن أطمئن عليها خارج الغُرفة، يَترُكها لتنعم بنوم دافئ مُريح.
* بعد غروب الشمس داخل فيلًا خالد الشيمي/ تحديدًا داخل غُرفة جني
خَرجت الخادمة بعد أن جلبت إلي جني بعض الحبوب المُسكنة مع كوب من المشروب الساخن لعله يُهدأ ألامها، وقبل أن تُخبر الخادمة بأمر الحبوب بحثت عن المًسكنات التي كانت تتناولها عندما يشدد عليها ألم معدتها لَكنها لَن تجدها لتطلُب من الخادمة بأن تُجلب إليها الحبوب، ف مُنذ الصباح وهي قابعة بالمرحاض بسبب الغثيان الذي لَم يتوقف مع ألم ظهرها وأسفل معدتها الذي لا يحتمل اليوم طول هذا الأسبوع تَشعُر بالتعب لَكن اليوم الألم أزداد مع شعورها بالدوخة وشعور جسدها بالبرودة مع حُمي تَسري بجسدها.
وَقفت جني أمام الطاولة تَصُب بعضًا من المياه في الكاسة لتضع الحبوب داخل فمها لتتجرع المياه بعدها تنهدت والتقطت بيدها كوب المشروب الساخن لتتحرك تُجلس علي الأريكة ويدها علي بطنها تنظُر إليها بصدمة تُفكر لما لا يتوقف الألم حتي معدتها لا تَكبر كيف هذا ؟، من المُفترض أن تُكبر معدتها ف حملها ليس بالشهر الأول أو الثان ليظل حجم معدتها كالمُعتاد سَحبت الهاتف تَضغط علي زر الأتصال تُهاتف عز التي إتصل بها مرارًا وتكرارًا لَكنها كانت غير قادرة بسبب ألم معدتها بأن تتحدث معه لَكنها تَشعُر بأنها بحال أفضل ولو قليل للحديث.
ليأتي إليها صوت عز يسألها عن أحوالها ويُخبرها بأنه يشتاق إليها ويُريد رؤيتها لتردف قائلة:
– الحمد الله يا حبيبي، أنت وحشني اكتر يا عز هقول ل خالد يجبني عندك ونتفق علي يوم نتجمع فيه كُلنا عندك وجاسر كمان
تحدث عز قائلًا:
– أنا بالفعل كلمت جاسر إيه رأيك في بُكره ؟
وضعت يدها علي معدتها لَقد زارها الألم مُجددًا لتردف قائلة من بين أسنانها:
– موافقة يا حبيبي مَفيش مانع، أنت عامل إي وخلود أخبار حملها إيه ؟
تَحرك عز يجلس بالقُرب من خلود ليردف قائلًا:
– زي الفُل يا حبيبتي ، خُدي خلود معاكي تطمني عليها بنفسك
أعطي الهاتف إلي خلود لتسحبه بين يديها ليتحرك عز داخل المرحاض لتردف خلود قائلة:
– خلود تمام مش ناقصها حاجة غير أنها تشوفك
كتمت جني ألم معدتها الذي بدأ بالازدياد لتردُف قائلة بنبرة حاولت بأن تُخرجها طبيعية:
– القلوب عند بعضها بجد وحشتيني اوي يا خلود مُفتقداكي
شعرت خلود بأن يوجد شيء بها لتردف قائلة:
– أنتِ كويسة يا جني في حاجة حصلت ؟!
حركت رأسها بالنفي وكأن خلود تراها لتردف قائلة:
– مفيش حاجة غير وجع بسيط بيروح ويجي بس خالد حجزلي معاد مع الدُكتور وهنروح النهاردة علشان نطمن علي البيبي
أبتلعت خلود غصه مريرة مُؤلمة بسبب اشتراكها بالأمر معهُم في تغبئة أمر إجهاض البيبي بالتأكيد إذا زارت الطبيبة ستعرف بأمر أفقادها للبيبي وهذا سيُحزن جني كثيرًا ، حاولت تجاهل الأمر لتردف قائلة بنبرة حاولت إخراجها طبيعية:
– إن شاء الله هطمنك
تحدثت جني قائلة بنبرة شك بسبب ألامها المُستمر وطريقتهُم عندما يأتي سيرة حملها:
– خلود عايزة أسالك حاجة بس ماتفهمنيش غلط
تنهدت خلود قائلة وهي تُمسد يدها علي معدتها الذي كبرت وأصبحت ملحوظة:
– قولي يا قلبي اللي أنتِ عايزاه ومتخافيش مش هفهمك غلط
تنهدت جني قائلة بنبرة يملؤها الشك:
– أنا حامل من قبلك وبطني مش ظاهر عليها الحمل نهائي عكسك مش قصدي حاجة والله، بس قلقانة يكون في حاجة أنتوا مخبينها عني علشان كده لو في حاجة قوليلي يا خلود أنا مش مطمنه
صمتت خلود بعد أن أستمعت إلي حديث جني الذي جعلها تتوتر لتردف قائلة بعد أن تمسكت:
– كُل الحكاية أنك ضعيفة يا حبيبتي علشان كده الحمل مش باين عليكي، عَكسي أنا كُنت حامل قبل كده وبطني بتكبر بسُرعه
أومأت جني برأسها تُحاول طمئنت نفسها بحديث خلود ليشدد الألم عليها عضت علي شفتها السُفلية وهي تنهد بَبُطء من علي الأريكة كادت أن تتحدث لتدوي صَرخه من ثغرها جعلت خلود تنتفض ليسقُط الهاتف من يد جني وهي تَصرُخ بهستريا بعد أن خطت خطوة للأمام لتشعُر بألم حاد أسفل معدتها وبنفس التوقيت ينساب د ماء غزيرة علي فخذيها ظَلت تنظُر إلي الد ماء التي تتساقط من فخذيها وهي تَصرُخ بألم وصدمة خوفًا من أنها ستفقد طفلها سَقطت علي الارض وهي تنتحب بقوة، سَحبت الهاتف تُغلق المُكالمة بينها وبين عز لتتصل بخالد دقائق ورد عليها تحدث بكلمة واحده كانت كفيلة بأن يَترُك كُل شيء حوله ويركُض إليها بالحال.
– الحقني يا خالد أنا بمو ت أبننا بيروح مني
كانت كلمتها قادرة بجعل الد ماء تتوقف عن السير بجسده شَعر بالعجز حينها لَكنه تمالك أعصابه راكضًا بأقصي سُرعة من الشركة صاعدًا سيارته لَم يعرف كيف وصل دون أن يرتكب حوادث لقد كان سيصطدم بالسيارات والأنارات عدة مرات لَكن سيطر علي الأمر إلي أن وصل الفيلا يدفع كُل من يُقابله أمام ناظرية غير عابئ بشيء سوا أن يراها.
دَلف الغُرفة ليراها مُمددة علي الأرضية بجانبها ريتاج تُحاوطها ومعها الخدم كانوا يُحاولون طمئنتها دون أن يلمسوا جسدها، كُلما كانوا يُحاولون حملها تَصرُخ عليهُم بأن لا يفعلون شيئًا مُحذرة بأن إي حركة يُمكن أن تجعلها تفقد جنينها وقالت أيضًا أن خالد سيأتي ويتصرف هو بالأمر.
أندفع عليها يُجلس علي رُكبتيه ينتشلها بين ذراعيه داخل أحضانه وهو يَسمع إلي زمور سيارة الأسعاف التي تَدُل علي وصولها فعند قيادته أتصل بالأسعاف وبالطبيبة المُتابعة لحالتها الذي أتفق معها حول ما سيحدُث بأن تسبقه علي المُستشفي.
طَبع قُبلة علي جبهتها وهو يَصرُخ علي الخادمة بأن تُجلب إلي جني قطعة ثياب طويلة مُغلقة من الخزانة لتفعل الخادمة الأمر أنتشل منها الفُستان الذي جلبته وألبسه إياها دون مُساعدة أحد، حملها بين ذراعيه بحذر وخرج من الغُرفة هابطًا الدرج ليري رجال الأسعاف حضروا ومعهُم ترولي وضعها عليه وتوجه معهُم ليري ريتاج تطلُب منه بأن تأني معه ليوافق لتصعد بسيارة الحرس، أما خالد كان مع جني داخل سيارة الأسعاف.
* داخل سيارة عز
بعد أن أخبرته خلود وجسدها بأكمله يرتجف بما حدث هاتف خالد ليعرف منه أسم المُستشفي المتوجهون إليها ليتحرك بمُفرده تحت أعتراض خلود لَكنه أقنعها بأن تظل من أجل والدته حتي لا يَتركونها بمُفردها.
قاد عز السيارة بأقصي سُرعه إلي أن وَصل أمام المُستشفي مع وصول سيارة الأسعاف ليُساعد خالد رجال الأسعاف بأنزال الترولي القابعة عليه جني ليحملها بمُفرده ويضعها علي الترولي المُجهز إليها من المُستشفي ليركُض مع صف التمريض الذي سحبها داخل غُرفة الطبيبة وبالخلف كان يركُض عز وريتاج والحرس.
دَلفت جني إلي غُرفة الطبيبة دون أن يَدلُف خالد ف الطبيبة أعترضت علي دخوله حتي تَفحصها وتفعل اللازم دون توتر..
وَقف خالد بجانب باب الغُرفة يستند بجسده علي الجدار وثيابه ويداه مُلطخه بد ماءها، أقترب عز إليه و وقف بجانبه رَفع يده يُربط علي كتفه ليردف قائلًا:
– إيه اللي حصل بالظبط ؟!
كان يَقُف خالد يَسند رأسه علي الجدار يُغمض عينيه بقوة وكفوف يده بجانبه كان يُكورها ويعتصرها بغضب لَم يَكُن بحالة جيدة للتحدُث مع عز، فَهم عز حالته ليبتعد عنه أقترب من ريتاج قائلًا بنبرة هادئة:
– تعرفي إيه اللي حصل ل جني بالظبط ؟!
حركت رأسها بالنفي قائلة:
– أنا جريت من أوضتي علي صريخها لما وصلت لقيتها واقعه علي الأرض سايحة في د مها واللي فهمته من كلامها أنها خايفة لتجهض البيبي.
خفضت بصرها لأسفل قائلة بنبرة حزينة علي جني:
– بس متقلقش طبعًا ماقولتلهاش حاجة بس حالتها كانت تقطع القلب من ألمها وحُزنها من الخوف أنها تفقد طفلها
أومأ إليها بالإيجاب ليستدير يُقابل وجهه باب الغُرفة القابعة بها جني صَك علي أسنانه غاضبًا من ذاته ف هو من أوصل الأمر من البداية إلي ما حدث الأن، يُرمي ذنب ما حدث بأكمله علي ذاته تَحرك بخطواته ليجلس علي أقرب مقعد ليثني جسده للأمام يَضع وجهه بين كفوف يده.
* مساءًا داخل المخزن المُحتجز به داوود بعد أن خَرج من المُستشفي
~ خارج المخزن
يَجلس قاسم وحوله ياسر ومُعتز علي طاولة وبها ثلاث مقاعد علي عددهُم والحُراس واقفين حولهُم بكُل مكان، كان الصمت هو البرواز المُحيط بالمكان والدُ خان مُتصاعد بالمكان بسبب السجا ئر.
قرر ياسر كسر الصمت ليردف قائلًا بنبرة جادة وهو يُنفث دُخان السيجار:
– فكرت هتعمل إيه في اللي جوه ده هو وعز ؟!
سَحب قاسم نفس قوي من السيجا ر ليُنفث الدُ خان، أردف قائلًا والدُ خان يخرُج من ثغره مع الكلام بسبب البرودة:
– داوود الباشا أكبر عمليات تمت علي أيديه خبير في المواد المُخد رة، تاجر مُخد رات تلاقي أ سلحة ميضُرش.. تفتكر واحد زي ده نهايته هتكون إيه ؟!
نَظر ياسر إليه ثوان قبل أن يردف قائلًا:
– وعز متنساش أنُه شريكُه الأول في كُل العمليات
أشــــ.عل قاسم سيجا ر أخر وسحب منها نفسًا عميقًا مُحتفظ به بداخله قبل أن يزفره بداخله، شرد بخياله في الماضي بلحظات جمعت بينه وبين عز صديقه الذي أصبح يمقته بشدة رَفع يده علي شعره يُغرز أنامله بشعره دليلًا علي غضبه، أرجع رأسه علي المقعد ساحبًا نفس أخر من السيجا ر ليُزفره.
ليتحدث قائلًا بنبرة هادئة خلفها الكثير:
– تفتكر في عُذر لمُجر م أرتكب جر ائم
نَظر مُعتز إلي قاسم ثوان بتركيز بعينيه ليردف قائلًا:
– أكيد أوقات بيكون ليه عُذر نفسي
كان قاسم علي نفس حالته مُرجع رأسه للخلف يستمع لحديث مُعتز ويُفكر بالجواب، ليأتي صوت ياسر الغاضب قائلًا:
– أظاهر أن في ظابط بيفكر يتخلا عن مبادئه علشان شوية مشاعر
صَك قاسم علي أسنانه بغضب ليردف قائلًا من بينهُم دون أن يتحرك كانت رأسه لا تزال علي المقعد:
– وضح قصدك يا ياسر بدون ألغاز!
نَهض ياسر من علي المقعد ينظُر إلي قاسم بغضب خلف هذا الغضب كان خوف خوفًا علي صديقه الذي بمثابة شقيقه علي أن يَضيع بسبب مشاعر يَكنها إلي عز.
أردف قائلًا بنبرة بغضب وصوت مُرتفع:
– قصدي أنت فاهمه كويس، عايز تشيل داوود الليلة كُلها علشان عز يطلع منها مش كده يا قاسم، نسيت كُل اللي عز عمله فيك طب سيبك منه هو إي حد يتظلم يروح يتاجر في الممنوعات !
أ نتصب جسد قاسم بأكمله لينهض فورًا دافعًا المقعد علي الأرضية بقوة، ليندفع إلي ياسر ينتشله من ياقة سُترته صارخًا به بغضب:
– أنا مقصدش إي حاجة علشان تتهمني بكده، ودي أخر مرة هسمحلك ترفع صوتك عليا يا ياسر لو مش قادر تسمع كلامي أمشي متجيش تاني وأنسي أنِ طلبت مُساعدتك أنا مش عايز منك حاجة
قال حديثه ليتركه ليتحرك بإتجاه المخزن لَكن قبل أن يَدلُف ألتفت ينظُر إلي مُعتز بغضب قائلًا:
– أنسوا أنتوا الإتنين الكلام اللي قولتوا مش عايز مُساعدتكُم في إي حاجة ، وأفهموا كلامي زي ما إنتوا عايزين
قال حديثه ليختفي داخل المخزن، تحرك مُعتز يَقُف أمام ياسر يُربط علي كتفية قائلًا:
– مش فاهم !، إي اللي عصب قاسم للدرجة دي ؟!
صَك ياسر علي أسنانه بغضب قائلًا من بينهُم:
– الحقيقة بتعصب، وده قاسم لما مبيلاقيش جواب بيروح مستعمل عصبيته علشان ينهي الموقف وده اللي عمله بالظبط دلوقتي
ضيق مُعتز عينيه قائلًا بصدمة:
– أنت قصدك أن قاسم عايز يطلع عز من الليلة كُلها
غمز ياسر بطرف عينيه وهو يَرفع كتفيه لأعلي دلاله علي أن هذا ما أستشفه من حديث قاسم..
* داخل المخزن
بعد أن دَلف قاسم وَقف أمام داوود الذي كان جالسًا علي مقعد خشبي وجسده مُربط بالأحبال المتينة، وَقف قاسم أمامه بحسد مُتصلب يضع يديه بجيب بنطاله ظل ينظُر إليه إلي أن جاء تحدث داوود قائلًا بنبرة هادئة:
– لو فاكر أن بكلامك معايا هتقدر تثبت عليا إي حاجة طب غلطان ، أنا مش لوحدي أنا ورايا جماعة قادرة علي حمايتي لو وصلهُم خبر أنِ مُحتجز هيقلبوا الدُنيا عليك.
تَقدم إليه قاسم إلي أن وَقف خلفه وبدأ بفك الأحبال من علي جسد داوود إلي أن أنتهي ليلقيهُم بإهمال جانبًا ، ليتحرك يَسحب مقعدًا ويضع ظهر المقعد أمام داوود ليجلس عليه بالعكس وَضع ذراعيه علي مسند المقعد المُقابل إليه.
أخرج علبة السيجا ر من جيب بنطاله ليوجهها إلي داوود سَحب داوود عُقب سيجا ر ليقوم قاسم بإخراج الولا عة من جيب بنطاله الأخر ويشـــ.عل السيجا ر إلي داوود ليسحب عُقب سيجا ر إليه ويقوم بإ شعاله سَحب نفس للداخل ليُنفثه حوله.
ليردف قائلًا بنبرة هادئة تحمل خلفها الكثير:
– هَكون رحيم معاك لأقصي حد، تسلمني اللي وراك وبالمُقابل هخففلك الحُكم اللي هيصدُر عنك وهخليك تشوف حنان وبنتك وإي حد أنت عايزوا بس قبل كُل ده تحكيلي كُل اللي حصل في العمليات وطبعًا عايز ملفات العمليات
قهق داوود بشدة إلي أن سعل ليتوقف عن الضحك ينظُر إلي قاسم الذي كان يُتابعه ببرود شديد ليردف قائلًا:
– أنا مش الراجل اللي مُمكن يضحي بكيانه علشان حد، مهما كُنت مُغرم مش هعود داوود القديم اللي مَكنش يقدر يشاور بصابع رجله الصغير يتنفذ كُل اللي هو عايزوا، مش بعد المكانة اللي وصلتلها هضيعها لأجل شيء مُهم اه بس مش مُتبادل.. ينفع أضحي وأنا مش واثق بمكانتي عند الشخص اللي قُدامي
حك قاسم أصبعه بأرنبه أنفه ليردف قائلًا بهدوء وهو يُخرج دُخا ن السيجا ر من ثغره:
– تُقصد بكلامك حنان
أومأ إليه بالإيجاب ليستكمل حديثه قائلًا:
– أنت عايزني أعترفلك بسهولة بكُل العمليات اللي عملتها وكمان أسلمك الملفات بالجماعات اللي ورايا كُل ده علشان تترقي علي قفايا.. طَب وأنا يا باشا أروح في الكلبوش علشان ترقيتك لا برافو
صَفق بيديه مرتين ليستكمل حديثه قائلًا:
– طب ليه وأنا قادر أهد المعبد وأخرُج منه بدون خساير، خُلاصة الكلام لو دورت ورايا من هنا لسنين قُدام مش هتلاقي حاجة تديني كُل حاجة تخُص العمليات اللي تمت صعب تلاقيها مش بالسهولة دي ده أنا أسمي داوود الباشا.. أسأل عن الأسم ده كويس وهتعرف أن بيتهزله بلاد بحكوماتها ، عز صيده سهله تقدر تصطادها أما أنا ” No ”
لَم يرتسم إي شيء علي ملامح قاسم كان يُتابع حديثه ببرود تام وهو يُنفث دُخا ن السيجا ر.
ليردف قاسم قائلًا بعد أن أنتهي داوود من حديثه بأكثر نبرة باردة ك برودة الجو:
– كلامك بيدُل علي جهلك، بس أنا عذرك واحد هربان من مصر بقالو سنين عايش بأمريكا هيعرف منين مين هو قاسم الجارح بالأساس هيعرف إيه عن فرقة “999” بعيده عليك أنا عارف.. وعلشان أثبتلك كلامك هتراهن معاك علي شيء هديلك تلفونك وتتواصل مع اللي أنت عايز تتواصل معاه علشان يقلبوا المعبد عليا ونشوف مين فينا اللي هيهد المعبد علي التاني
تَنفس داوود بقوة يتجاهل حديث قاسم ليردف قائلًا:
– عايز أقابل عز
لعق قاسم لسانه بالداخل ليردف قائلًا:
– فين الصياد ؟!
حالًت إبتسامة علي شفت الباشا، ليردف قائلًا:
– يَهمك اوي تعرف إيه اللي حصله ؟!..
قاطع قاسم حديثه قائلًا:
– نسيت أقولك أن محضرلك بروجرام مليء بالمُفاجأت علشان كده بقولك لو محتاج موبايلك أجبهولك تبلغ اللي أنت عايز تبلغه
كرر داود حديثه ليردف قائلًا:
– عايز أشوف عز
تحدث قاسم قائلًا ببرود:
– من العين دي قبل دي، هو بالأمانة مُتلهف يشوفك اوي.. فكر في كلامي وبالنسبة للصياد هلاقيه بمعرفتي

° تَكملة اللعبة الثامنة والأربعون °
نَهض قاسم من علي كُرسيه يُنادي علي الحرس بأن يأتوا ليربطوا داوود من جديد، ليردف داوود قائلًا ببرود:
– ده إذا كان عايش، بلاش تأمُلات وخيالات كتير، ولو عايز تعيش في سلام أبعد عني وعن طريقي وبالنسبة لعز لو فاكر أنك رجعتوا لي صفك تبقي غلطان عز ده أبني وأنا أبوه مهما الأبن عصاه أبوه بتكون وقت من العصبية وأول ما الجرح بيتشفي بيرجع لحُضن أبوه من جديد
وَقف قاسم يُتابع داوود بضعًا من الوقت إلي أن دَلف الحُراس ليقوموا بتكبيله ليتحرك قاسم خارج المخزن، لتقع نظراته علي مُعتز أقترب قاسم من مُعتز قائلًا ببرود:
– مغوُرتش ليه زي التاني ما غار في داهية..
قاطع حديثه ضَر به من الخلف علي ساقية ألتفت قاسم ليري ياسر واقفًا خلفه يرتشف عبر الشفاطة عصير، صَك قاسم علي أسنانه قائلًا:
– ده الظاهر أن التناحة أكتسبتها مؤخرًا
سَحب ياسر جُرعه من العصير ليردف قائلًا ببرود:
– اللي يعاشرك يكتسب كُل الصفات وأنت أكتر واحد تمتلك تناحة وبرود
حرك قاسم رأسه يمينًا ويسارًا لينظُر إلي مُعتز مُتجاهل ياسر تمامًا ليردف قائلًا:
– في إي أخبار عن سيف وديما ؟
أقترب مُعتز إليه قائلًا بجدية:
– قاعدين سوا دلوقتي في النايت
أومأ قاسم إليه بالإيجاب وهو يتحرك إلي سيارته ليمُر بجانب ياسر ليقوم بصفعه علي عُنقه، شهق ياسر بفزع لينسكب منه عبوة العصير علي الأرض رَكض خلف قاسم وهو يتوعد له.
– وحيااااة أُمك لأظبُطك علي همــــ.جيتك يا همـــ.جي
صَعد قاسم سيارته علي الفور وقبل أن ينطلق بها أردف قائلًا بمرح:
– لو مش عجبك طلقني.. طلقني يا شقي
قال حديثه وأنطلق بالسيارة رَكض ياسر إلي سيارته صاعدًا إياها لينطلق خلق قاسم وخلفه مُعتز كانوا يتسابقون علي الطريق ويتشاجرون بالسيارات، إلي أن أتصل مُعتز وجمع مُكالمة بين ثلاثتهُم.
تحدث مُعتز قائلًا:
– نركن الهبل ونركز قولي هنعمل إيه في سيف وديما ؟!
أردف قاسم قائلًا بمرح وتوعُد:
– هنعمل اللي الشرع بيُطالب بيه
ضَحك ياسر عند فهمه مقصد قاسم ليردف قائلًا:
-هنقيم عليهُم الحد
شاركهُم مُعتز الضحك ليردف قائلًا:
– وكلوا بما يُرضي الله
ضَحك ثلاثتهُم ليضغط قاسم علي زمور السيارة لينطلق بقوة يَسبقهُم لينطلقوا خلفوا، كانت أجواء حماسية ك سباق السيارات بينهُم مع شجارهُم ومرحهُم عبر المُكالمة بما سيفعلوا عندما يصلوا.
* داخل غُرفة العمليات بعد أن قررت الطبيبة بأن تُنقل حتي إلي غُرفة العمليات
خَرجت الطبيبة بعد وقت كبير قَضته بالداخل ومعها أستف من التمريض كان يَقُف الجميع بأعصاب مُتشددة خوفًا علي جني وخلود لَم تهدأ كانت تُهاتف عز كُل حين حتي تطمئن علي جني.
أندفع خالد يليه عز وريتاج نحو الطبيبة ليردف خالد قائلًا بنبرة هلع سريعة:
– جني عاملة إيه؟، انطقي
تحدث عز قائلًا بمُحاولة إصلاح الأمر:
– طمنينا يا دُكتور هيا كويسة ؟
حركت نظراتها عليهُم لتستقر علي عز خوفًا من رده فعل خالد لتردف قائلة بمعالم حُزن ترتسم علي وجهها:
– للأسف حالتها الصحية سيئة جدًا ، وده ناتج عن الإهمال اللي حصل وقت الإجهاض وبعده.. أول ما مدام جني جاتلي بحالتها المتدهورة قررت أول شي أعمل سونار علشان اطمن علي الرحم لقيت أن في جُزء من المشيمة لسه موجود المفروض اليوم اللي حصل فيه إجهاض كان الطبيب اللي مسؤول عن الحالة كان أتأكد من نزول المشيمة بالكامل وكده الإجهاض ما تمش بشكل كامل، لأن التســــ.مُم كان بوقتها وصل للمشيمة والجنين لولا ستر ربنا أن العدوي فضلت مُرتكزة في الجُزء المُتبقي من المشيمة وقدرت أسيطر علي الوضع و العدوي ما نتقلتش للرحم ف قررت أن لازم يتعمل عملية توسيع الرحم علشان أقدر أنزع جُزء المشيمة وأنضف بُطانة الرحم، لو ما كُنتش عملت العملية دي لقدر الله كُنا هنطر نشيل الرحم نهائي، مدام جني جت وهي عندها نزيف مهـــ.بلي ودلوقتي يا أُستاذ خالد مدام جني محتاجة راحة تامة مش عايزة إي خبر وحش يوصلها لأن ده هيأثر علي حالتها النفسية لأن العلاج لوحده مش هينفع لازم تحافظ علي نفسيتها.
أبتلع خالد غصه مريرة بحلقه ليردف قائلًا بنبرة حزينة:
– طب هي عاملة إيه دلوقتي ؟!
تحدث بنبرة عملية قائلة:
– العملية اللي أجرتها اليوم مش سهلة نهائي توسيع الرحم من أصعب العمليات ومَفيش دُكتور بيحب يخاطر بالمريض ويعملها بس في حالة مدام جني مَكنش ينفع أجرب معاها أدوية تنزل المشيمة كان لازم تدخُل علشان كده محتاجة راحة تامة
وضع يده علي رأسه يُحاول الهدوء ليردف قائلًا دون أني رفع نظره قائلًا:
– معني كلامك أنِ هفضل مخبي عليها أنها إجهضت علشان حالتها النفسية
نظرت إليه الطبيبة بأسف قائلة:
– بُص يا أُستاذ خالد أنا معرفش نسبة تَقبُلها للأمر هتكون إزاي !، حضرتك أكيد عارف زوجتك أكتر من إي حد لو هتقدر تستحمل الخبر وهتقدر تخليها تتجاوز الأمر قولها، لو مش هتقدر وهيحصلها مُضاعفات يبقي بلاش
تَنفس بغضب ليستدير يَسير بخطوات مُتسرعه خارج المبني ليستأذن عز الطبيبة ليركُض خلف خالد.
* داخل الملهي الليلي المُتفرع من فُندق
قبل أن يدلُف قاسم الملهي الليلي توجه نحو الأستقبال وقام بحجز غُرفة..
وَصل ثلاثتهُم يدلفون داخل الملهي الليلي بكُل ثقة وغرور تَحت الأضواء المُتلاعبة والموسيقي الصاخبة، ظَل يسيرون بحثًا عن هدفهُم إلي أن رأوا سيف وديما يجلسوا علي أحد الطاولات المُخبأه كانوا يتحدثون ومن الواضح علي معالم وجههُم أنهُم يُخططون لشيئًا ما هكذا كانت تعابير وجوههُم.
تَوقفوا بممر يجعلهُم يرونهُم لَكن سيف وديما لا يستطيعوا رؤيتهُم.
تَحدث يأسر قائلًا:
– أدينا جينا زفت الكبا رية، إيه الخطوة اللي جاية ؟
حالت إبتسامة علي شفت قاسم ليردف قائلًا:
– هنلعب، سيف مش لازم يشوفنا ولا يعرف بوجودنا هنا
حرك مُعتز نظرة إلي قاسم قائلًا:
– إزاي؟!، و أول حاجة تفهمنا إيه اللي هيتم؟!
أومأ قاسم إليه قائلًا بنبرة هادئة مُنخفضة:
– مَسدج هتوصل ل ديما مُحتواها..
تحدث ياسر قائلًا:
– وإيه اللي ضمنك أنها توافق وتصدق كلامك ؟!
حرك قاسم نظراته علي ديما وهو يضع كف يده بجيب بنطاله ساحبًا هاتفه يَقوم بكتابة نص الرسالة ليرسلها إلي ديما كان واقفًا بثقة وغرور يَعرف بأنها ستركُض مُلبيه مطلبه، يعرف جيدًا تأثيره عليها.
قرأت ديما الرسالة النصية بَصمت بأيد مُرتجفة وعيناها مُتلألأه ببريق أمل:
– مستنيكي في غُرفة 211 لو لسه عايزة علاقتنا تَكمل تيجي بدون سيف ما يعرف إي حاجة عن مُقابلتنا، هفضل مستنيكي عشر دقايق لو مجتيش هعتبر أن دي إشارة أنك مش عايزة حاجة ما بينا تَكمل، لو موافقة أطلعي علشان نتكلم و اخلعي من سيف بأي حجه وما تقوميش إلا بعد خمس دقايق.
حرك قاسم رأسه نحو يأسر قائلًا بنبرة ثقة علي حديثه:
– صدقت كلامي، بعد كده لما أقول كلمة مسمعكش بتتكلم ده أنا باشًا أبن باشًا
حرك ياسر رأسه بإيماء ليستدير قاسم ينظُر إليهُم بنظرات تتحرك علي سيف ليفهموا ما يُريده ف لقد أخبرهُم مُسبقًا بما سيفعلونه مع سيف.
أردف ياسر بنبرة صوت مُنخفضة لَكنها وصلت إلي قاسم:
– شد حيلك يا كبير عايزين نسمع أخبار من اللي هيا
غَمز قاسم بطرف عينيه قبل أن يَخرُج من باب الملهي ليصعد الغُرفة الذي حجزها مُسبقًا.
* داخل حديقة المُستشفي
جلس خالد علي أحد المقاعد يُثني جسده للأمام يضع رأسه بين كفوف يديه كانت حالته مؤلمة وثيابه كانت مُلطخه بد مائها، يتملكه حاله من الذعر لا يعرف ما عليه أن يفعل هل يُخبرها بالأمر ويحدُث ما يحدُث ، أم ينتظر إلي أن تستقر حالتها ويُخبرها بأمر إجهاضها يَشعُر بالعجز ينهش بعظامه يُهد كيانه مع تلك الآلام التي تُحاوطه لَم يُزفر دمعه واحد وكان دموعه مُتمسكة بالحياة أكثر من روحه الذي يُشعر بها أنها ستُغادر جسده بسبب كَم الأحداث التي قلبت حياته.
كان يُفكر ويُفكر والنتيجة لا يعرف ما عليه أن يَفعل، إلي أن جاءت يد تُريد مُساندته وصوت يمتلك القوة والعزيمة وكأن الأمر قَد حسمه ويعرف النتيجة كان هذا الصوت يأتي من عز الذي يَجلس بجانبه يُربط علي كتفيه.
– أنا هطلع وأقولها الحقيقة
ظل خالد يدس رأسه بين كفوف يديه صامت لا يوجد تعابير علي جسده ولا يديه كانوا ثابتين ك الجُـــــ.ثة عندما تُفارقها الروح، طال الأمر وطال جلوسهُم إلي أن رفع خالد رأسه ينظُر أمامه ف الا شيءٍ بضعًا من الثوان إلي أن قررت حنجرته أن تُخرج عن صمتها ليردف قائلًا بنبرة مُتحشرجة قوية:
– تفتكر ده الوقت المُناسب ؟!
أومأ عز برأسه قائلًا بجمود:
– عارف أنك بتحاول تصلح علاقتك معاها وتبني الشق اللي حصل ما بينكُم وقت جوازك من ريتاج، بس قولي يا خالد هنفضل خافين عنها الموضوع لأمتا ، مافيش حاجة مستخبية بتفضل مستخبية هيجي اليوم اللي هتعرف فيه بس وقتها صدقني الأمور ها تتعقد أكتر من دلوقتي.. والمفروض اللي يقلق من الأمر أنا مش أنت أنا السبب
فرك خالد رأسه بكفوفه بعصبية ليردف قائلًا بنبرة غضب:
– جني هترمي كُل حاجة عليا لأن الوقت اللي حصلها في تسمُم أنا كُنت برا البيت وكُنا متخانقين بسبب موضوع زعلها مني جامد
أومأ إليه عز مُتجاهلًا أمر المُشكلة التي حدثت بينهُم مُسبقًا بهدف أنه إذا حاول معرفتها لا يعرف ماذا سيفعل حينها إذا كان الأمر قد تسبب بأذي شقيقته لهذا قرر التجاهُل، ليردف قائلًا:
– لو بتحبك مُستحيل تتخلي عنك
حالت إبتسامة علي طرف شفته بسُخرية ليردف قائلًا وهو يَمسح كف يده علي جبينه:
– حقيقي مبقتش عارف قدر حُبها ليا قادر أنها تسامحني علي فقدها لطفلها ولا لا!، والسبب الأول أنِ خايف علي حياتها الدُكتور قالت أنها مُمكن متتقبلش الخبر وأنا مُستحيل أتسبب في أذيه ليها
زفر عز أنفاسه للخارج ليخرُج بُخار ناتج عن الأجواء الباردة المُحاوطة لهُم ليردف قائلًا:
– الأفضل أنها تعرف كُل حاجة من حد فينا، بدل ما تعرف من شخص غريب
حرك خالد رأسه بالرفض ليردف قائلًا وكفوف يده تَفرُك برأسه بغضب:
– ماحدش ها يتجرأ يقولها حاجة ومفيش حد عارف بالموضوع ده غيري أنا وأنت وخلود وريتاج والدكاترة وأنا من ناحية الدكاتره وريتاج لو حد مستغني عن حياته يبقي يفكر يقولها، السر ده هيد فن وجني مش هتعرف إي حاجة يا عز.. مَفهوم
قال حديثه وأوصاله بأجمعها ترتجف وصوت من داخله يتردد بأُذنيه بكلمات لَم يستطع تجميعها بسبب صوت الزن الذي كان يتردد مع الصوت، لهذا كان يَفرُك كفيه تارة برأسه وجبهته يُحاول إيقاف جسده اللعــــ.ين عن الأرتجاف الذي أصابه.
حرك عز رأسه بأيماء ليردف قائلًا:
– تمام هسكُت، بس لو حصل أن جني عرفت وقتها متجيش تلومني أنا حذرتك، ودلوقتي هتطلع تقولها أن الطفل أُجهض مَفيش حل غير ده يا خالد، كُل ما هنخبي الآمر كُل ما الأمر هيزداد صعوبة، عارف أن الغلطة غلطتي بس أنت اللي هتشيلها لأنك رافض موضوع أنها تعرف اللي حصل!
زفر أنفاسه بغضب بعد أن أختفي الصوت ليرفع رأسه بَبُطء شديد لأعلي وهو يردف قائلًا:
– جني مش هتعرف إي حاجة عن الموضوع.. متقلقش
حرك عز رأسه بإيماء، ليضيف خالد علي حديثه قائلًا بنبرة هادئة:
– تفتكر جني فاقت ؟!
هز كتفيه لأعلي دلاله علي عدم معرفته ليردف قائلًا:
– مش عارف، تعالا نطلع نشوفها
صَعدوا سويًا لأعلي ليتحرك عز تاركًا عز يسأل عن غُرفة جني التي نُقلت فيها وإذا أستفاقت أم لا ؟!، تَقدمت ريتاج مهروله نحو خالد وبيدها حقيبة بلاستيكية مُعلفه وَقفت أمامه تنظُر إلي حالته بألم وغيرة تملكتها من غريمتها التي يَعشقها هو ولا يعشق سواها أما هي مُجرد أبنه خالته فَقط.
أبتلعت غصه مريرة لتردف قائلة بنبرة هادئة حاولت أن تُخرجها ثابتة لَكنها لّم تنجح:
– بعت واحد من الحرس يجبلك هدوم من البيت.. عل.. علشان مينفعش جني تشوفك بالمنظر ده نفسيتها هتتعب أكتر وأحنا عايزين نهدي الأمور
نَظر حوله بتوهان قبل أن يُغنض عينيه كأنه لَم يستمع إليها كان يُحاول أن يعرف طريق غُرفتها من حيث إحساسه رُبما ينجح الأمر معه، ف لقد عاشت جني طيلة حياتها معه تُخبر بأنها تُريده أن يُصبح مثل بطل الروايات يَشعُر بها بإحساسه وإذا أراد أن يفعل الأمر عليه أن يَقُف بثبات في مكانه ويُغمض عينيه ويُفصل عقله عن الجميع ليُفكر بها هي فقط حينها سيحصُل عليها.
بعد أن قابلها صمته أضافت علي حديثها قائلة بنبرة أقوي حتي تُلفت أنتباه:
– يلا يا خالد علشان خاطري روح غير هدومك
بعد أن قابلت صمته مرة أُخري كان يَقُف مُغمض عينيه بجسد مُرتخي وكأنه مًنفصل عن العالم لا يَشعُر بأحد قررت أن تتحدث معه حتي يُغير ثيابه قائلة:
– طب علشان خاطر جني، مَينفعش لما تصحي تشوفك كدا.. نفسيتها هتتعب زيادة يلا يا خالد أسمه الكلام..
أبتلعت حديثها بفزع بعد أن فَتح خالد عينيه ينظُر إلي مكان خلفها بأعيُن مُتوسعة ليد فعها بعيدًا مُهرولًا نحو باب غُرفة ليفتحه كُل هذا تحت ناظريها.
بعد أن فَتح باب الغُرفة وقعت عينيه عليها مُمدده علي الفراش وأسلاك كثيرة موصلة بجسدها كانت ملاك أهلكه التعب دَلف الغُرفة بخطوات بطيئة ليغلق الباب خلفه، دفع جسده علي ظهر الباب يتنفس بقوة ليُغمض عينيه بضعًا من الثوان خائف يعرف أن قلبه سيؤلمه عند رؤيتها عن قُرب بهذه الحالة، فَتح عينيه ليسير نحوها إلي أن وَقف أمامها ينظُر إلي تعابير وجهها الشاحب الذابل من التعب لتسير عينيه علي جسدها الموصل بالأسلاك ويُغطيه ثياب المُستشفي تجمعت دموعه وهو يتفحص جسدها الذي نحف بشدة تلك الفترة خصوصًا بعد الإجهاض وكأن روحها أحتر قت مع طفلها، ليشعُر با لشلل التام بجسده لا يستطيع أن يَتحرك بالكاد يتنفس كان صدره يعلوه ويهبط بعجلة وكأنه يتسابق في أسطبل وحيدًا والخيول تَركُض خلفه تُريد أن ترفُسه، حرك نظراته علي المُعدات القابعة بجانب السرير الذي يَخرُج منها الأسلاك الموصلة بجسدها وأنبوبة المُغذي الذي حُقنت بكف يدها ، لَم يُدرك كَم من الوقت ظل واقفًا أمامها لَكن لا يُهم أهم ما يهمه أنه يَقُف أمامها.. لَكنها لَم تستيقظ بعد قرر أن يظل واقفًا إلي أن تستيقظ وكأنه يُريد الإ نتقام من ذاته بسبب أهماله إليها تلك الفترة وتركها إلي عز حالت إبتسامة ساخرة علي شفته أصبح الأن يُلقي كُل الذنب عليه وكأنه يُريد أن ينتــــ.قم من ذاته علي ما فعله بها مُسبقًا، تردد صوتًا مُنبعث من داخله يُنبه بكلمة قد ذُكرت بعدد مواقف سابقًا خرجت من فوه جني لَكن دائمًا كانت عُبارة عن كلام يُقال ولا يحدُث لَكن لمًا الأن عقله الباطن يُعيدها عليه هل يُعقل أنه يُحذره لأمرًا ما قادم..
– ” هيجي وقت وهتفقدني للأبد.. هيجي وقت وهتفقدني للأبد.. هيجي وقت وهتفقدني للأبد.. ”
تَحجرت الدموع بعينيه ليبتلع غصه مؤلمه بحنجرته وهو يَكتم صوت عقله الذي يتردد مرارًا وتكرارًا بتلك الكلمة، رَفع كفوف يده يضعها علي أُذنيه بقوة يُريد أن يَصم هذا الصوت المُزعج ظَل يُكافح شعوره يتحرك بالغُرفة ذهابًا وأيابًا يضغط بكفوفه علي أُذنيه يُكافح بإسكات هذا الصوت، إلي أن فقد السيطرة علي ذاته مع أزدياد الصوت بدأ يَضرب جسده بالحائط وهو يُحاول إسكات هذا الصوت يَرفع قدميه ويضر بها بقسب ة علي الأرض يَصرُخ بهستريا ناتجة علي الموقف الذي تعرض إليه..
– كفاية ك.. كفاااااية أأ.. أسكُتتتت ك.. كفااااية بقي خلااااص
قال تلك الكلمات بصُراخ بمُحاولة إسكات هذا الصوت المُتردد شَعر أنه علي حافة الجنون حقًا..
فَتحت جني عينيها بضعف عندما زارها صوت دبدبه ورزع علي الأرضية نظرت إلي خالد الذي كان يتحرك بسُرعة الريح أمامها بتلك الحالة حاولت إخراج صوتها وهي تُحاول النهوض لَكنها تألمت عندما جاهدت برفع جسدها ولو قليلًا عن الفراش.
– خ.. خالد خا.. خالد أنت سمع.. سمعني ؟!
* داخل الفُندق أمام غُرفة ” 211 ”
نَهضت ديما وخرجت من الملهي بعد أن تحججت إلي سيف بأنها ذاهبه إلي المرحاض لتتوجه نحو المرحاض إلي أن غابت أنظاره عنها لتركُض بحذر خارج الملهي ، مُتوجهه إلي المصعد وما أن دَلفت عبره ضغط علي زر الدور الذي به الغُرفة التي أخبرها قاسم بأنه ينتظرها بأعلي..
وَصلت ديما أمام باب الغُرفة تَقُف مُنذ دقائق علي حالها هذا مُتردده لا تعرف لما دائما تسمع صوت قلبها هي بالتأكيد خائفة لَكن لديها أمل بأن يَكون كلامه صائبًا، تأمل أن يَكون تَحركت مشاعره نحوها وترك أمر محبته ل إيلا..
تنفست بقوة قبل أن تطرُق علي باب الغُرفة تَحزم أمرها مع طرقها علي الباب أنفتح باب الغُرفة لتشهق بفزع قبل أن يأتيها صوته الرجولي الذي لطالما عشقته وأُغرمت به يُحسها علي الدخول ويوجب عليها أن توقف كُل ذره بعقلها بعد رؤيتها لما يرتديه..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية قد انقلبت اللعبة)

اترك رد

error: Content is protected !!