روايات

رواية أولاد الجبالي الفصل الحادي عشر 11 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي الفصل الحادي عشر 11 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي البارت الحادي عشر

رواية أولاد الجبالي الجزء الحادي عشر

رواية أولاد الجبالي
رواية أولاد الجبالي

رواية أولاد الجبالي الحلقة الحادية عشر

وقع كل من العرسان على وثيقة زواجه (براء&زاد )(باسم&عزة) (جابر&بانة) ، بيد متوترة وعقل شارد .
فالزواج ليس مجرد ورقة ولكن حياة بأكملها ، إن لم تحسن فيه الاختيار سيلازمك الندم طوال حياتك .
وبعد أن أنهى المأذون أوراقه غادر ، ليبدء بعض المهنئين إطلاق الأعيرة النارية ابتهاجا بإتمام العقد .
ولكن هناك من كان يختبىء وراء شجرة بالقرب من بوابة القصر .
منتظر لحظة انشغال الجميع بالتهانى والتبريكات بعد العقد وإلتفات الأنظار حول العرسان وانشغال الحرس أيضا بمشاهدة تلك اللحظة السعيدة .
وحينها حدد هدفه جيدا من بندقيته ، لتنطلق منه رصاصة نحو قلب براء .
الذى سقط دون حتى أن يصرخ ، وتدفقت دماؤه بغزارة حتى امتلئ بها المكان .
ليصرخ الچميع ، ابن الچبالى اتكتل ، العريس اتكتل .
وبينما الناس فى اندفاع حول براء ليشاهدوا الموقف ومنهم من أخرج الهاتف ليلتقط له صورة وهو غارق فى دماؤه كعادة الناس ذو القلوب المتصلبة تلك الأيام ، إلتقاط صورة بدلا من الإنقاذ لتكون الصورة تريند ويشتهروا بها فضلا عن حياة إنسان يصارع الموت .
هرب سيد فى تلك الأجواء سريعا خارج القصر ، وفشل فى تعقبه أحد ، بعد أن تغافلوا عن القاتل وتابعوا المقتول فقط .
وعندما وصل سيد إلى مكان آمن وتأكد أن لا أحدا يتبعه ، استخرج هاتفه واتصل بـ صلاح .
الذى كان ينتظره فى غرفته متوترا ويجوب الغرفة ذهابا وإيابا بقلق .
وعندما استمع الى هاتفه رد سريعا بلهفة …هااا طمنى ؟
فضحك سيد مردفا …عيب يا باشا ، لسه ايدى بخير وعتعرف تنشن ، تقدر تقرء عليه الفاتحة وانت مطمن .
تهلل وجهه صلاح وأردف بسعادة …عفارم عليك يا سيد .
ريحت جلبى ، الله يريح جلبك .
بس إغطس يومين إكده وأول ما الحادثة تتقيد ضد مجهول أظهر براحتك .
حمحم سيد بحرج …طيب لا مؤاخذة حلاوة الروح دى هخدها ميتى ؟
صلاح …معلش اصبر بس يومين إكده عشان الشكوك متحومش حولينا.
وانا بنفسى هتصل بيك وأجولك تعال خد حجك منى .
ولا انت مش واثق فيا .
سيد ..لا متجولش إكده ، طبعا هتسد انا خابر ،وكفاية چمايلك عليا .
بس بردك متنسانيش يا باشا .
إبتسم صلاح مؤكدا …لا طبعا ، كيف انسى اللى كان سبب فى سعادتى .
ثم أغلق معه الهاتف مردفا بسعادة …أخيرا ، ارتحت منيك يا ابن الچبالى ،ومفيش حاچة هتجف جصاد انى أتچوز حبيبة الجلب والروح زاد .
والود ودى اروح دلوك أخطبها ، بس انا هجدر الظروف بردك اللى هما فيها وانتظر بس مش كتير جوى .
عشان مجدرش على بعدها اكتر من إكده.
…….
وصل صوت صراخ الناس على ما حدث لـ براء إلى قاعة النساء .
فاضطربوا ووقفوا .
ليتفاجئوا بدخول الخادمة عليهم صارخة …البيه براء اتكتل .
البيه براء اتكتل .
فوقفت زهيرة بجسد مرتجف وصرخت ابنىىىىىىىىى.
برااااء لاااااا، ثم خارت قواها ووقعت مغشى عليها من الصدمة .
ليلتفت حولها النساء.
أما بانة فأجشهت بالبكاء صارخة ..اخووووووى ،وخرجت مسرعة لترى حقيقة الأمر.
اما زاد فاصابتها حالة من الذهول واخذت عينيها تدور بين النساء ولكن كأن على عينيها غمامة لا ترى احدا منهم بوضوح.
وأخذت تردد بإنفعال …لااااا براء ، لااااا مماتش لاااا .
انتوا عتكدبوا ، برااااااء .
وحاولت أن تتحرك من مكانها صوب ساحة القصر لتراه ولكن أصبح جسدها كقطعة التلج حتى أن أطرافها تلونت باللون الازرق وعندما حاولت أن تخطو خطوة للأمام كادت أن تسقط ، لولا أن أمسكت بها صديقة لها تدعى ( ليلى ) .
ليلى بحزن …امسكى نفسك يا زاد ، دى عين وصابتكم بالجوى كمان ، يا عينى عليك يا براااء ويا حسرتنا على شبابك .
حينها صرخت زاد ..لا انا جلبى بيجول إنه مماتش ، خدينى عنديه ، الله يخليكى .
ليلى ببكاء..يا عينى عليكى يا زاد ، ربنا يسترها عليكى أنتِ كمان .
ثم اسنتدتها وخرجت بها إلى ساحة القصر .
فوجدت فوج كبير من الرجال متجمعون حوله .
واستمعت لصوت ذلك الظالم منصور بجبروته المعروف …سيبكوا من براء دلوك ،والمهم هاتولى المچرم اللى قدر يحترق حصون منصور الچبالى وجتله الچراءة يدخل جصرى ويرفع سلاح .
وهچيبه ولو هرب تحت سابع أرض وساعتها مش هرحمه .
أما باسم الذى ألجمته الصدمة ولا يصدق أن أخاه مات ، فانحنى إليه سريعا واقترب منه وبيد مرتجفة امسك يده فشعر بنبض بسيط وحينها صرخ …الاسعاف بسرعة ، براااء لسه حى.
ثم خلع عنه سترته وضغط به على الجرح ليمنع تدفق الدماء أكثر من ذلك .
وواقترب من أذن براء مرددا بغصة مريرة ….براااء اخوى ، وسندى وصاحبى ، ارجوك ما تسبنيش يا خوى .
مليش فى الدنيا دى بعد أمى غيرك .
فوق يا اخوى ، فوق والاسعاف فى الطريق .
وهتعيش وهتجوم بالسلامة يا خووى عشان خاطرى وعشان خاطر امك وبانة وزاد .
أسندت ليلى زاد بعد أن إصابتها جسدها اليبوس ولم تعد قادرة على المشى بمفردها من الصدمة حتى وصلت بها إلى مكان براء ، لتراه ملقى على الأرض والدماء تحاوط به فصرخت براء لااااا مش ممكن .
ثم جلست بجانبه أرضا ووضعت رأسه على فخذها ولمست وجهه برفق بيدها مردفة بألم …..جوم يا براء ، وجول انك عتعيش وانك كويس ، جوم حتى اضربنى ولا اعمل فيا اى حاچة ولا جول كلام ميعجبنبش بس جوم .
لا متسبنيش فى يوم زى ده جوم يا براء .
لتضع يدها بانة على كتفها مردفة بأمل رغم تمزق قلبها على أخيها …هيجوم بالسلامة وهعيش لينا كلاتنا يا زاد .
فنظر لهم منصور بغيظ لما رأى حب الجميع وحزنهم على براء فأردف ..يعنى عيحبوا الفاشل ده وانا ولى نعمتهم ، محدش عيفتكرنى بدعوة حتى .
ثم أخيرا جاءت عربة الإسعاف ، ونقل إليها المسعفين براء سريعا وركب معها باسم يباشر حالته معهم .
حاولت زاد الصعود معه فى سيارة الإسعاف مترجية ببكاء..لزمن أركب معاه ارجوكم .
ولكن المسعف رفض بقوله …مينفعش يا هانم ارجوكِ ، ابعدى ، أنتِ كده بتعطلينا وكل دقيقة فيها تأخير ، هتأثر على حياته وانقاذه .
ليغلق الباب فى وجهها ، وانطلقت به السيارة إلى المستشفى.
اما حمدان فنكز چابر الذى كان يتابع الموقف مصدوما ولا يدرى ما يفعل فى كتفه قائلا بغيظ …واجف ليه أكده كيف الطور ؟
اعمل راچل مرة من نفسك وخد يلا اللى بجت مرتك ومرت براء على المستشفى عشان تتطمنوا على براء .
چابر بتلعثم …حاضر حاضر.
ليقترب من بانة وعلى وجهه الخجل مردفا بخفوت …تعالى أوصلكم للمستشفى نطمنوا عليه وان شاء الله خير.
فتبعته بانة وزاد دون كلام ، خصوصا عندما وجدوا منصور ليس مهتم سوى برچاله وتوبيخه لهم عن هذا الدخيل إلى تسلل للقصر دون علمهم ولا يراعى حالة ابنه الكبير ولا يهمه شأنه .
أما بسطويسى فقد فاض به الحزن على ما آل إليه تلك الليلة ، فأقترب من زوجته مردفا بحنق …خدى بتك اللى وشها وش الفقر على العيلة دى من كتر زنها ، خليها بجا تبكى بزيادة .
خديها وروحى وانا هروح أعمل الواچب واطمن على براء فى المستشفى وربنا يسترها .
حركت هانم رأسها بإستياء مردفة…..يا ستير عليك راچل وعلى كلامك اللى يسم البدن ده .
ثم حدثت ابنتها التى لا تكف عن البكاء على ما أصابها وما حدث مردفة …يلا يا بتى ، يلا .
ويا عينى عليكى وعلى حظك .
ثم أسرعوا للمغادرة .
اما زهيرة ، فقد حملوها النساء إلى غرفتها فى حالة يرثى لها ، تفيق تارة تصرخ باسم برااااء ثم مرة أخرى يغشى عليها .
………
أما قمر فكانت فى غرفتها تتجول بها بتوتر وتفرك فى أصابعها مردفة بغضب..يا ترى جافل ليه تليفونك عاد يا حمدى ؟
يا خوفى لتكون عتاكل بعجلى حلاوة ، ولا عتعرف وحدة تانية غيرى .
ده يبجا اخر يوم فى عمرك ، عشان مش قمر اللى بتلعب عليها ، انا ألعب بالناس بس لكن أنا لاااا .
ثم تفاجئت به يتصل بها فأجابته بلهفة …حمدى ، فينك شغلتنى عليك يا جلب قمر.
حمدى بحب مصطنع …وأنتِ كمان يا روح الروح .
طمنينى عليكى كيفك وكيف المحروس چوزك دلوك .
تجهم وجهها وأردفت بغضب …انت كل ما تكلمنى تجولى چوزك وتجبلى سيرته !!
انا عايزة تكلمنى انت عن نفسك وعنى بس وعايزة انسى انى عملت اللى عملته فى السر ،مش تفكرنى بيه ؟
زفر حمدى بنفور …مش جصدى يا جلب حمدى ، انا جاصد أطمن عليكى واعرف ان كان عيعملك زين وإكده يعنى .
عشان خايف عليكى يا جمر أنتِ.
قمر …معتخفش ومش قمر اللى حد يجدر يعاملها على مزاجه .
ولا ايه يا حمدى ؟
وجولى كنت فين امال وليه جافل تليفونك إكده !
ولا فيه حاچة انا معرفهاش .
حمحم حمدى ثم نكر بقوله …لا مفيش يا روح الروح ، وتليفونى مكنش مجفول ولا حاچة ،كان فاصل شحن عشان كانت ورايا شغلانة سفر إكده ، ومكنش معايا شاحن ففصل .
بس صراحة كنت عموت واكلمك عشان وحشانى جوى جوى يا بت .
قمر بدلال …مش باين عليك يا حمدى ومش خابرة إكده جلبى عيجول مخبى عليا حاچة .
توتر حمدى وتلعثم مردفا بكذب ….عخبى ايه بس ، مش مخبى حاچة غير حبك اللى فى جلبى يا جمر أنتِ.
….
خلى القصر بأغلب ناسه بعد ما حدث لـ براء ، فوجدها فرصة منصور ، للأختلاء بـ حبيبة القلب نهلة .
التى لم تفارق عينيه صورتها أمامه منذ أول يوم شاهدها فيه .
فجلس فى بهو القصر وقام بالنداء عليها …أنتِ يا بت نهلة.
فارتجفت نهلة عند سماع صوته واردفت …هو الزفت الجطران ده لسه موجود إهنه وانا اللى عحسبه ، چرى ورا ولده .
انا مش خابره ده چنسه إيه بالزبط ، حيوان إياك معندهوش جلب .
بس يلا لما أشوف رايد إيه ؟
يكش أجبله السم الهارى واخلص منيه ..
ثم جاهدت ان تكتم غيظها وتبدل ملامح وجهها من غاضبة لمرتخية ، وتطلعت للمرآة سريعا وقامت بدعس وجنتيها بيدها لتزيدها إحمرارا .
وهندمت من ملابسها ثم أمسكت بإحدى جوانب فستانها بيدها لتضيقه على جسدها ، لتنطلق نحوه تخطو بدلال تحت أنظار عينيه المشتعلة من الرغبة بها .
فوجدته يفتح فاهه كالطفل الذى رأى حلوى أعجبته فحدثت نفسها …آلهى يُمر قطر فى خشمك ده ، فيجطعك حتت ونخلص منيك .
ولكنها جاهدت حتى تبتسم رغما عنها عندما وقفت أمامه مردفة بدلال …أمرنى يا سيد الناس .
ليهمس منصور بحب …أنتِ يا بت اللى ستى وتاج راسى .
ومش خابر أنتِ كل مدى عماله تحلوى كده ليه !
انا خلاص مبجتش جادر على بعدك وعايزك چارى على طول .
طالعته نهلة بمكر وأردفت بدلال ..انا أحلويت بس عشان حبيتك يا منصورى .
حبك خلانى وحدة تانية خالص ، بجيت حاسة انى كيف الفراشة اللى عتطير فوج غيط الكرنب .
وعتمنى نچوز عشان أبيتك فى حضنى وأفلى شعراتك البيضة دى بيدى .
كادت أن تخرج مقلتى منصور وهو يستمع إلى كلماتها المعسولة بهيام فأردف بحب …يا دين النبى ، مش خابر اعمل ايه أنى بعد الكلمتين الحلوين دول .
ثم همس بأنين عاشق فى أذنها …ما تيچى نكمل كلامنا فوق يا بت .
كتمت نهلة غيظها مردفة بتروى …مش جولت يا منصورى ، معدناش نعملها غير لما تكتب عليا .
وضع منصور يده على صدره وحركها مردفا ..مش جادر أصبر خلاص يا ناس .
ولا أجولك انا مستعد أكتب عليكى دلوك ، ايه رئيك اشيع أچيب المأذون دلوك .
فانتفضت نهلة وحاولت المرواغة بقولها …بس الناس عتجول علينا ايه واحنا فى الظروف دى ميصحش يعنى .
وابنك بين الحيا والموت فى المستشفى ، ومرتك عتموت عليه وعمالة تصرخ شوى وبعدين تروح فيها من كتر الصريخ وبعدين تفوق تصرخ تانى والستات حواليها عيواسوها.
فتلون وجه منصور قائلا بتشفى …يتحرقوا بچاز ، انا مليش صالح بحد .
المهم آنى ، انا دلوك هبعت أشيع المأذون .
وهشيع أجيب الشهود كمان .
تلون وجه نهلة بذعر مردفة …بس إكده عاد من غير مشوار ابوى حتى .
إبتسم منصور….بسيطة تاهت ولجناها، أشيع أجيب ابوكى إهنه دلوك .
ومستعد إچمع كل البلد لو عايزة وهشيع كمان لحمدان واد عمى يشهد على العقد ، انا مهيمنيش حد واصل
كلهم تحت مداسى ،طول ما انا بسد بوجهم بالفلوس وخيرى عليهم من أولهم لاخرهم .
طالعته نهلة بصدمة وتسائلت هل يعقل أن يوجد مخلوق بهذه القسوة على وجه الأرض ، لا يعنيه فلذة كبده ولا زوجته وانما كل ما يعنيه فقط هو نفسه .
فتصنعت نهلة الفرحة المزيفة بقلق وفزع مما هى مقبلة عليه ثم أردفت بمكر …هنيالى انت يا منصورى ويا فرحتى .
طيب شيع يلا هات المأذون وابوى .
ثم غمزته مردفة …وانا هدخل أحضر حالى عشان عروسة طبعا انت فاهمنى ، وأحضر لينا عشا إنما ايه ؟
حاجة ترم العضم من ايدى وحياة عينيا .
لتتفاجىء لمنصور يخطف يدها ويقبلها مردفا بحب …تسلم يدك يا جلب منصور ، يا ست الستات كلها .
فارتجف جسدها ونزعتها منه بقوة مردفة بحنق ..تسلم .
ثم اختفت من أمامه سريعا .
لتحضر له بالفعل العشاء مع كوب اللبن المفضل التى تخلطه بتلك الاعشاب التى من شأنها تعطل ذكورته وايضا بمنوم حتى لا يتذكر شىء أو لحين تتأكد أنه لن يستطيع لمسها ، فتنام بجوار آمنه .
فالموت عندها افضل من أن يلمسها ذلك الشيطان الذى فى صورة إنسان .
……..
أصر باسم على الدخول لغرفة العمليات مع أخيه لمتابعة اخراج الرصاصة التى تم فحصها سريعا بالأشعة قبل إجراء الجراحة فوجدت أنها استقرت فوق القلب بشىء يسير ولولا العناية الإلهية لكانت أصابت القلب ومات فى الحال .
ليبدء نخبة من الأطباء فى الإشراف على تلك العملية الخطيرة لأن اى خطأ بها سوف يعرض براء للموت .
وفى الخارج لم تكف بانة وزاد عن البكاء متضرعين لله أن ينجيه ويبقيه على قيد الحياة من أجلهم .
طالع جابر بانة بعين حزينة وود أن لو أخذها وضمها لصدره ، ليخفف عنها ما بها من الم .
وليشعرها أنه معها ويتألم بألمها بل وأيضا نفسه فداها ، فهى قطعة من قلبه بل قلبه كله .
ثم أخذ يفكر ما عشان أن يتفوه به فى ذلك الوقت ، فلم يجد خير من كلام الله عز وجل الذى يثلج الصدور فأخذ يرتل قوله تعالى .. في سورة البقرة : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ).
فلفت بانة جمال صوت جابر مع هيئته الطيبة وملامحه الجذابه ، فانشرح صدرها له لأول مرة فوجدت نفسها تحدثه بقولها …ادعيله يا چابر ، انت شكلك جريب من ربنا وحامل كتابه ، ادعيله يخرج بالسلامة ، انا محتاجه ليه جوى .
وامى كمان عشان لو قدر الله جراله حاچة هتروح هى فيها .
لتصرخ زاد …لا براء هيعيش وهيبجى زين ، انا حاسه بكده .
هعيش ومش هيسينى .
طالعتها بانة بشفقة واردفت بحنو …ان شاء الله يا حبيبتى ، مكنتش اعرف إنك عتحبيه جوى إكده !
يارب يجوم بالسلامة ويتم فرحتكم على خير .
……….
لم تستطع إلهام مقاومة منصور بسبب ضعف بُنيتها أمام جسده العريض والثقيل ، فاستطاع أن ينال منها رغم توسلاتها ألا يفسد فرحتها ويقضى على برائتها .
ولكنه ضرب كل ذلك ضرب الحائط ولم يعنيه سوى نفسه المتعطشة دوما لأخذ حاجة غيره والتلذذ عندما يرى الإنكسار والقهر فى أعينهم بعد ذلك .
وعندما فرغ منصور منها أولاها ظهره وغط فى نوم عميق .
أما إلهام فأخذت تبكى مرارا وهى تُلملم شتات نفسها وتحاول ستر نفسها وكتم صرخاتها بسبب الألم الشديد الذى أصاب أسفلها بعد أن طلخت ملابسها بالدماء .
ولسان حالها يقول ..حسبى الله ونعم الوكيل.
هعمل ايه دلوك فى المصيبة دى ؟
وعجول ايه لمحفوظ ، وكيف عيرضى يتم الچواز بعد اللى حوصل .
وحتى إن غصب عليه الظالم ده ، خلاص فرحتنا انكسرت ومش هقدر احط عينى فى عيناه وهعيش مذلولة جدامه العمر كلاته .
اه يا مرك يا إلهام ، اتكتب عليكى الحزن من إهنه ورايح .
وضحكتك خلاص راح وعيونك ذبلت .
وبعد ما كنت عستنى ألبس الأبيض ، خلاص جتتى ما عتلبس غير الاسود من دلوك .
ثم قامت تجر أذيال الخيبة بدموع القهر ، وتخطى نحو الخارج ثم التفتت إليه لتلقى عليه نظرة أخيرة.
ثم رفعت بصرها للسماء تدعو عليه… يارب بحق عزتك وقدرته ما يشوف الفرح فى جلبه واصل واشوفه مكتول جدامى .
ثم ذهبت مسرعة إلى بيتها .
لتفجع حكمت عندما رأتها على هذا النحو وكما ذكرنا أنها حاولت خنقها بيديها عندما علمت بالأمر لولا تدخل والدها .
وهنا استافقت إلهام من شرودها عندما سئلها والداها من فعل بها هذا ليأتى به أمامها ويقتله .
ولكنها قالت …ده محدش يقدر عليه غير ربنا يا ابوى .
فاتسعت عين إسماعيل مردفا بصدمة …ليه مين ده يا بتى ؟
إلهام بصراخ أحرق جوفها …منصور الچبالى يا بوى .
منصوووور ، جولى عتقدر تعمله حاچة ؟
فوضع إسماعيل يده على رأسه وحركها بإستياء مردفا بغصة مريرة ….منصور ،لا حول ولا قوة الا بالله.
ليه راچل زى ده يعمل إكده فى بنات الناس .
بس لا مهما كان انا مش عسكت وهروحله وافضحه بين ناسه .
فصرخت إلهام …لا يا ابوى ، ده قادر وممكن يعمل فيك حاچة ، ولا يموتك ويدفنك من غير ما حد يحس .
انت متعرفهوش زييى يا ابوى .
فضربت حكمت على صدرها مردفة بنحيب …والعمل دلوك ، هندفن راسنا فى الطين ، وعنعمل ايه مع محفوظ يا بتى ؟؟
……….
طالع صلاح هاتفه ، ليتأكد من موت براء ، فهو شخصية مشهورة ومؤكد أن وسائل الاتصال الاجتماعى وخاصة سوهاج تناقلت هذا الخبر .
ولكنه تفاجىء حين قرء الخبر الذى بسببه تجمدت اطرافه وابتلع لعابه بصعوبة “”
( إصابة المقدم براء الجبالى بعيار نارى ونقل على أثره المستشفى بين الحياة والموت ).
ثم قرء التعليقات بالدعوات له بالشفاء والعافية.
ليلقى بعدها بهاتفه بغضب مردفا …معجول ده ، لساك عايش يا ابن الچبالى ، لاااا .
انا لزمن اعمل حاچة ، مش هسيبه يعيش ، ولزمن أخد منيك زاد ولو كلفنى ده حياتى .
……..
وبينما تتصفح قمر أيضا وسائل الاتصال كعادتها ، فإذا بها تتفاجىء بخبر براء لتشهق …معجول ده ؟
ثم ابتسمت مردفة بتهكم …يلا مع الف سلامة يا ابن الچبالى ، ده هيكون المنى ،وساعتها بجا عجول انى مرات المرحوم وهيطلع ليا ورث شىء وشويات .
يااااه دى شكل الدنيا اخيرا عتضحكلى .
ثم أردفت …لما اتصل بـ حمدى وأبشره بالخبر ده .
رأى حمدى اسمها ينور شاشته فحدث نفسه مردفا …شكلها أكده عرفت بالخبر ، دى هتبجا طاجة الجدر فتحتلنا لو مات واتچوزتها صوح ولهفت منها الورث اللى من وراه .
فاستجاب لها مردفا بصوت رخيم …ايه يا جلبى لحقت وحشتك ؟
دق قلب قمر بعنف مردفة …انت وحشنى وانا بكلمك يا جلب قمر .
وعند ليك خبر بمليون جنيه بس إدعى ربنا ياخده عنديه.
إبتسم حمدى بمكر …خابره وكنت مستنى اتوكد منك لما تتصلى وتجوليه وأنتِ فرحانة ، لأنك لو زعلتى كنت عجول شكله صعبان عليكى .
وممكن كنتى حبتيه ولا حاچة !
قمر بنفى…لا مفيش غيرك فى جلبى يا حمدى وانت خابر أكده زين .
ضيق حمدى عينيه بمكر مردفا …بچد طيب انا عايز اسمعها منك وأنتِ جدامى وشايفك .
ضيقت قمر عينيها بتساؤل مردفة.. ..جصدك نتجابل بكرة فى مكانا ؟
ليمكر حمدى بقوله …..لا عاد خلاص بلاها شغل طرق وأنتِ عندك شوجة ، خلينا نرتاح فيها انا وأنتِ بعد وجفة الطريق .
ترددت قمر فى الموافقة فى البداية وشعر هو بذلك ولكنه عبث بمشاعرها مردفا …شكلى أكده مش وحشك !
ولا تكونى مستخسرة فيا كوباية شاى من يدك الحلوة دى .
نفت قمر …لا متجولش إكده ، بكرة نتجابل فى الشوجة ، بس انا اطلع الاول وبعدين انت تيچى عشان محدش يشك فينا .
حمدى بابتسامة مكر …هو ده الكلام .
انا عجعد على نار ،مستنى اللحظة اللى عتطلعلك فيها عشان وحشتينى جوى يا قمرى.
………..
تفاجىء والد نهلة باستدعاؤه لقصر منصور وعندما علم بحقيقة الأمر ألجمته المفاجأة ، وتهلل وجه فرحا مردفا ….معجولة دى بتى آنى تچوز سيد الناس .
نهلة …يعنى انت موافق يا ابوى .
والد نهلة..طبعا واحنا فى ديك الساعة لما نناسب سى منصور بيه .
أما حمدان فتفاجىء عند ولج للقصر بما يحدث ووقع الخبر عليه كالصاعقة ، ووقف بينهم مذهولا يحدث نفسه …شكل الراچل كبر وخرف هى حصلت يچوز بچد من بت عيلة جد دى ، ممكن تلعب بيه وتكوش على كل ماله .
لا مش ممكن الچوازة دى تتم ابدا .
وايه لزمتها كمان وهو عيكيف نفسه كل يوم مع وحدة شكل ، لكن اشمعنة دى ؟
لا البت دى شكلها خطر ، واكيد سحراله .
وعينيها عتجول أنها جوية اوى .
وانا خابر الحرمة لما تضيع عقل الراجل بالحب والدلال خصوصا انها حلوة وصغيرة .
ممكن تعمل ايه عاد ؟
دى مش بعيد تخليه يبعنا كلاتنا .
وساعتها أخسر انا كل اللى بنيته السنين اللى فاتت .
لاااا لا يمكن يحصل ،انا لازم اتكلم معاه .
فمال حمدان عليه بخصره قائلا …بجولك ايه يا منصور بيه عايز اتحدتت معاك كلمتين أكده .
طالعه منصور بضيق مردفا بحنق …مش وجته كلام وحديت دلوك خلينا نخلص عشان أنا دايب دوب .
حمدان حدث نفسه …لا وكتاب الله المجيد البت دى سحراله .
انا لازم اتصرف جبل ما تيجى الطوبة فى المعطوبة.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أولاد الجبالي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *