روايات

رواية أولاد الجبالي الفصل العاشر 10 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي الفصل العاشر 10 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي البارت العاشر

رواية أولاد الجبالي الجزء العاشر

رواية أولاد الجبالي
رواية أولاد الجبالي

رواية أولاد الجبالي الحلقة العاشرة

ما أصعب الطعنة التى تأتيك من الحبيب ، تكون أشد وطئة على النفس من العدو .
………..
سول الشيطان الى صلاح أن براء سيتزوج زاد طمعا منه فيها وليس مرغما كما أدعى ، فامتلئت نفسه بالكراهية نحوه رغم صداقتهم الطويلة وتخيل له أنه قام بخيانته .
لذا عزم على التخلص منه رغم مكانته الرفيعة ، وصدق المثل القائل حاميها حراميها .
…..
هل يوم الجمعة أحب الايام إلى الله ،فسارع كلا من باسم وبراء للاغتسال ثم التطيب وإرتداء افضل الملابس استعدادا للصلاة فى المسجد .
اما زاد فكانت فى غرفتها مع بانة تقرء عليها سورة الكهف سنة عن الحبيب فى هذا اليوم المبارك .
وتعلمها أيضا بعض احكام التجويد ، فعندما صادفت قوله تعالى
( إلا أن يشاء الله )
زاد ….شايفة يا حبيبتى كلمة إن فيها حرف النون من غير تشكيل ووراه حرف الياء ، وكده هنعمل حكم اسمه أدغام بغنة )
يعنى هندخل الحرفين فى بعض ونشيل النون ونقرئها كده ( أيشاء الله )
بانة …يعنى اى نون معلهاش تشكيل ألزقها إكده فى الحرف اللى بعده .
فضحكت زاد مردفة …لا مش اى حرف ، هما ست حروف جمعهم العلماء فى كلمة يرملون يعنى حرف الياء والراء والميم واللام والنون.

 

 

دول لما بيجوا بعد النون الخالية من اى علامة تشكيل بنشلها ونطق الحرف من الحروف اللى قولنا عليها .
اقولك مثال تانى عشان تفهمى .
زى قوله تعالى ( جزاء من ربك ) هتنطق كده ( مربك ) وده إدغام بدون غنة .
ابتسمت بانة بقولها …يا حلاوة يا ولاد ، والله التجويد ده حاچة حلوة جوى وزاد من حلاوة القران .
ثم صمتت بانة وشردت ، فحدثتها زاد بقولها ….ماله الجميل سرحان فى ايه ؟
تنهدت بانة وزفرت بضيق ….. مش جادرة استوعب أن اليوم اللى كنت بحلم بيه يجى على واحد أحبه ويحبنى ، يجى على واحد لا اعرفه ولا يعرفنى ومش من توبى ، انا حاسه انى هچنن يا زاد .
طالعتها زاد بحزن وأردفت بتروى …احنا جولنا ايه ، لعله خير وجادر تحبيه وتشكرى ربنا كمان أنه رزقك بيه .
عاتبتها بانة بقولها … انتِ عتجولى إكده عشان عتحبى اخوى واكيد من چواكى فرحان انك عتچوزيه وكمان هو راجل صوح بحق وحقيقى .
لكن ابن حمدان ده انا أعرف عنيه ايه ؟
تنهدت زاد تنهيدة حارة مردفة …حتى لو كنت عحبه لكن انتِ مش حاسه بالنار اللى جايدة جوايا وانا خابرة إنه عيحب حد تانى وهو مغصوب عليا .
شعرت بانة بإنها تسرعت فى كلماتها تلك فندمت واقتربت منها وربتت على يديها بحنو مردفة …انا اسفة يا زاد .
انا مجصدش حاچة وحاسه بيكى طبعا .
انا بس هفضفض معاكى مش اكتر .
ابتسمت زاد كعادتها رغم ما بداخلها واردفت بحنو …خابرة يا جلب زاد أنتِ ، واتركيها على الله وان شاء الله خير .
ويلا تعالى نروح لمرت خالى ، نصلى معها چماعة الظهر .
….

 

 

مر براء وباسم أمام منصور الجبالى فى حديقة القصر للذهاب لأداء صلاة الجمعة .
فطالعهم منصور بنفور قائلا …ايه هتروحوا عند الحلاق بنفسيكم ، لا أدخلوا عاد انا هشيع الحلاق يچى لغاية عنديكم فوق .
والكوافيرة كمان هتيچى للبنات ، محدش هيخرج لحد .
انتم الناس هتچلكم لغاية عنديكم يا ولاد منصور الچبالى.
طالعه براء بتهكم مردفا بلوم …عارفين ده كويس .
بس احنا مش رايحين للحلاق ، انا راحين لرب الخلق كلاتهم ، هنصلى الچمعة فى المسجد .
ولا عتقدر تچيب المسجد هنا كمان .
منصور ساخرا ….والله ،طيب تمام .
انا هنا عمال أظبط الحال لوحدى وانتم عتروحوا تصلوا
طب ادعولى بجا ربنا يصبرنى عليكم ..
فحرك باسم رأسه بإستياء ثم أردف ….يلا بينا يا براء .
عشان ندعى ربنا يتولانا برحمته .
وبالفعل غادروا أمام منصور الذى تفوه بغيظ…ربنا يجطع رجابكم ، شايفين نفسكم عاد جوى ، ده انا اللى عملتلكم جيمة وسط الخلق يا طور منك ليه .
بس مبجاش منصور إلا وخلتكم طوعى فى كل أمر وكلمتى سيف على رجبتكم.

 

 

ودلوك أكلم المحافظ عشان يرچع واكل ناسه لوظيفته ، عشان نستنفع من وراه عاد ،امال ايه !
هربيه لغاية ما بجا طور على الفاضى .
وبالفعل حدث المحافظ الذى رحب بـ منصور بسبب مكانته ونفوذه الطاغى بجانب أيضا ثروته الطائلة .
لذا عندما حدثه منصور بأمر براء ، استجاب له المحافظ بقوله “”
..بس كده ، حاضر يا منصور بيه ، انت تؤمر .
بس خليه ياخد باله من شغله ، عشان ميقصرش رقبتى قدامهم بعد ما اتوسطت ليه .
منصور ..ميكونش عند حضرتك فكرة يا باشا .
المحافظ …تمام ، اعتبره رجع يا منصور بيه.
منصور … ألف شكر يا باشا .
………..
وضع براء يده على فخذ باسم أثناء دعاء الخطيب فى خطبة الجمعة ، بعد أن وجد عينيه تذرف الدمع الكثير .
فربت عليه كثيرا بحنو كى يهدىء .
والاخر يتمتم بالدعاء …يارب صبرنى وعوضنى خيرا .
ومتكتبهاش لحد غيرى .
فحدث نفسه براء …ياه على جلبك يا باسم ، ربنا يصبرك يا خوى ، والحمد لله انى منكسرتش زيك جوى واتچوزتها .
بس دى زمانها هتولع الدنيا عشان مهردش عليها .
لما ارچع هكلمها المجنونة دى ، بس وحشتنى جوى .

 

 

 

بس ربنا يسترها ومتهلش عليا مصيبة تانى .
ليعودوا بعد خطبة الجمعة إلى القصر ، ليتجه‍ز كل فرد به على نحو ما يجب لتلك الليلة .
ولج براء إلى غرفته وجلس على طرف فراشه واتصل على قمر .
التى ابتسمت بمكر عندما رأت اسمه يتلألأ على الشاشة فأردفت …لو كنت اتأخرت اكتر من إكده يا ابن الجبالى كنت هتلاجينى عندك فى فرحك على المحروسة .
لتستجيب له بإصطناع القلق…برااااء حبيبى ، انت كويس .
اخيرا سمعت صوتك ،ده انا كنت هموت عليك .
ثم تابعت بدموع التماسيح ….ليه تعمل فيا أكده ؟
وتجلجنى عليك ، كل ده عشان خابر انى بحبك جوى وعستحمل .
ولا انت عاد حنيت لبنت عمتك وصوح هتاخدك منى .
وتنسى قمر .
اكتفى براء بالابتسامة ولاذ بالصمت ولم يتحدث .
وعندما وجدت قمر أنه لا يحدثها فأردفت بغيظ …اه خابرة معندكش رد ترد عليا عشان إكده ساكت .
براء بضحك …يعنى كل دى اتهامات وكمان جاوبتى بالنيابة عنى .
قمر …اضحك اضحك مهو انت على جلبك مرواح وسيبنى أكل فى نفسى .
براء…وبعدين معاكى ، سبيلى فرصة اتكلم شوية .
قمر …اهو أتكلم عاد ، وجولى مكنتش بترد عليه ليه وكمان هتجفل تليفونك يا واكل ناسك .
براء…ابدا انا كنت فى مشكلة ما يعلم بيها الا ربنا .
العملية اللى جولتلك عليها اتقفشت وغيروا معادها وعملوا غيرها فشنك وأدبست فيها وادينى اخدت جزا وانقطعت عن العمل .

 

 

ومش خابر كيف الخبر وصل ليهم ؟
قمر مصطنعة الحزن …ليه إكده ، منه لله اللى يضرك يا جلب قمر .
معلش وخيرها فى غيرها وان شاء الله تعود لشغلك وتبجا احسن من الاول بكتير .
براء …يارب .
بس انتِ وحشتينى جوى يا قمر ، بتمنى أطير واجيلك .
تدللت قمر بقولها …وايه منعك ولا احلوت فى عينيك بت عمتك .
براء،…انت عتغيرى منها ولا ايه عاد ،مش جولت دى زى اختى ، لكن أنتِ اللى فى الجلب يا جمرى .
قمر بدلال …اه من كلامك الحلو ، بس انا رايدة فعل وتثبتلى انك عتحبنى ..
براء…اكتر من إكده .
ازاى ؟.
قمر …مش خابرة بس انت وشطارتك بجا .
وعشان تصالحنى كمان عشان زعلانة منيك .
عاتبها براء بقوله …ليه عاد من جولتلك اللى فيها ؟
قمر …بردك عشان جلبى اللى كان عيموت عليك ده .
براء …لا ميخلصنيش ، وليكى عندى هدية .
فضحكت قمر بمكر …وانا مستنية .
…………
وفى بيت بسطويسى .
حيث أمر زوجته بقوله ”
خشى يا ام عقل زنخ ، شوفى بتك وخليها تستعد عشان العريس هيچى ياخدها بعد ساعتين .
والبت بتاعة الأحمر والأبيض رنت عليا وزمنها چاية عشان تزوقها وهتچبلها الفستان كمان ، انا اتفجت معاها على كل حاچة .

 

 

طالعته هانم بلوم عتاب واردفت بحنق…والله حرام عليك اللى عتعمله ده فى البت يا بسطويسى.
وانت خابر انها مش ريداه .
طالعها بسطويسى بغيظ وأردف بغضب …حرمت عليكى عشتك يا بهيمة ، خشى لبتك جولت وخليها تغسل وشها وتجهز عشان نخلص من اليوم ده على خير .
زفرت هانم بغصة مريرة ولم تجد سوى الانصياع له ، وولجت إلى غرفة ابنتها .
فوجدتها فى فراشها تكور نفسها على هيئة وضع الجنين فى أحشاء والدته وتدفن رأسها بين قدميها وتبكى بمرارة .
طالعتها هانم بحزن وأردفت بحنو ….وبعدهالك يا بتى ،متعمليش فى نفسك إكده عاد .
ابن الچبالى راجل زين ودكتور بردك ، وانا متأكدة انك عتكونى معاه زينة والكل عيحسدك عليه .
وبعدين ده قضاء ربنا وكل اللى عيكتبه ربنا خير يا بتى .
ويلا جومى اغسلى وشك وتسبحى كده ،عشان الكوافيرة چاية تنهدمك وتزوجك .
يارب تلحق بس تخلص جبل ما يچى عريسك .
رفعت رأسها عزة وطالعتها بإنكسار ولسان حالها يقول …استرها يارب وفرج عنى .
انا ضحية انسان خدعنى باسم الحب ، وانا كمان مذنبة جوى خابرة بس مليش غيرك يا ستير يا حليم ..
ثم تقدمت منها والدتها وامسكت بيدها لتحركها نحو المرحاض مردفة بحنو …يلا اتسبحى يا بتى .
وانا هحضر ليكى خلجاتك.
وربنا يعدى اليوم ده على خير .
………..

 

 

تتطلع باسم إلى بذلته الرمادية على الفراش بعين منكسرة ، فهو لم يتخيل عريسا الا لمن ملكت قلبه ( ملك ) .
فكيف إذا أن يتقبل تلك العروس التى لا يكاد يتذكر ملامحها جيدا .
ثم أمسك بهاتفه وبعث لها رسالة ..
ملك حبيبتى ، وهتفضلى حبيبتى لآخر العمر حبيبتى .
سامحينى يا ضى عيونى ، خابر انى خذلتك بس صدجينى غصب عنى ، وحاسس انى روحى عتطلع منى .
ومش جادر أبدا اتخيل ابدا نفسى مع غيرك.
انا عتعذب وخابر بردك رغم انك معتكلميش لكن حاسس بيكى انك عتتعذبى زيى ، بس اعمل إيه ما بيدى ، حكم الجوى ، حسبنا الله ونعم الوكيل.
قرئت ملك رسالته وسرى فى جسدها الضعيف قشعريرة باردة مؤلمة حتى أنها ضمت ذراعيها بجسدها لتهدىء من روعها ولكن ارتجاف القلب لا يدفئه شىء سوى قرب من تحب .
ثم تنهدت بغصة مريرة مردفة لنفسها ….خابرة يا باسم .
ويعلم ربنا أن لولا ايمانى بيه وأن أمر ربنا كله خير حتى لو احنا مش دريين بكده ،كنت زمانى موت نفسى بيدى .
وبرغم ما بها من آسى وحزن وما تفقده من طمأنينة ، ارسلت له ما يطمئن قلبه قليلا ( انا مقدرة اللى جولته ،وانا خابرة من الأول أنه معينفعش ، وكله مقدر ومكتوب وطاعة الأبو واجب ،ولعله خير وربنا يسعدك معاها ) .
قرئها باسم بدموع العين مردفا …والسعادة كلها فى عينيكى أنتِ يا حبيبتى .
……….

 

 

وفى غرفة براء ، جلس شاردا ، ثم هاجمه شعور غريب أنه يجب عليه الذهاب إلى زاد الأن ، يطالعها عن قرب ، قبل مجىء لحظة الحسم وتكتب على اسمه .
فهو مازال لا يتصور أن تلك الطفلة التى كبرت معه وكانت باللنسبة له كا الأخت ستصبح بعد لحظات زوجته .
نعم إنه لا ينكر عليها خلقا ، بل يتمناها كل رجل ، ولكنه لا يكن لها أى مشاعر كما أن ملامحها رغم برائتها ليست جميلة ، ولكن قمر تفوقها جمالا ودلالا.
ولذلك قمر هى التى استطاعت أن تفوز بـ قلبه العطش للحب وارتوى ظمئه حين كانت بين يديه .
أما زاد فكانت فى غرفتها تنظر لفستانها البنفسجي بعيون لامعة ،ومشاعر متخبطة بين الفرح لأنها ستصبح زوجته بعد لحظات وبين الحزن لانه سيتزوجها مرغما ، لا لإنه يحبها .
فتنهدت بلوعة مردفة …لا مش جادرة ألبسه ، لا مش عايزة اتجوزه .
لا لا يستحيل اكون مرت أبو جلب حديد ده .
وبينما هى تردد كلماتها تلك بصوت عالى ، تتطرق لأذن براء ما قالته عندما كان يهم بطرق الباب عليها .
فثارت دمائه وتلون وجهه بحمرة الغضب ووجد نفسه يفتح الباب دون استئذان وبدون وعى إنها قد تكون بدون حجاب او بملابس البيت التى تظهر بعض من جسدها .
فولج إليها كالطور الثائر .
فانتفضت زاد من مكانها عند رؤيته وأسرعت لتغطية شعرها ، لتقف أمامه تطالعه بعيون حارقة مردفة بغضب …انت مچنون اياك !!

 

 

كيف تدخل عليا إكده من غير إحم ولا دستور .
ايه معندكش ذرة حيا ولا عقل .
ولا فكرت نفسك خلاص بچيت چوزى .
لا أصحى لنفسك يا سيادة المقدم ، واعرف انى مش موافقة ،وهجول قدام المأذون إكده .
ولو بعدها حط السيف خالى على رجبتى مهيمنيش ..
زمجر براء بطفولية وهدر فى وجهها …هو لعب عيال ولا لساكِ عتفكرى برده فى حبيب الجلب يا ست زاد .
أغمضت زاد عينيها بألم وحدثت نفسها ….اه لو تعرف انك انت حبيب الجلب والروح بس اجول ايه انت عبارة عن لوح خشب او لوح تلج ، حاچة كده فى الرينچ ده .
بس بعون الله هيجدرنى وأعرفك من هى زاد .
طالعته زاد بصلابة وأردفت بقوة ..جلبى ملكش صالح بيه عاد .
فاختنق براء من كلمتها تلك ، بعد أن أساءت إلى كرامته كرجل .
فهو إن لم يهواها ولكن ستصبح زوجته ، ولا يطيق أن تحمل حبا لأحدا سواه .
فوجد نفسه بدون شعور أمسكها من معصمها بقوة أوجعتها بتأوهت …اه _ يدى .
ثم وجدته يطالع عينيها بتحدى مردفا بحنق …أنتِ من دلوقتى ليا كلك وبجلبك كمان عتحبينى انا وبس .
ولو بس سمعتك بتجيبى سيرة الفجرى صلاح ده تانى .
هكون مخلص عليكى وعليه .
فاهمة !

 

 

لم تتحمل زاد قسوته تلك فلمعت عينيها بالدموع ، وعندما لمح دموعها تلك إرتبك وترك يدها وحاول أن يتابع حديثه ولكنه لم يدرى ما يتفوه به .
فقد ألمه دموعها حقا وتسائل لما يفعل بها ذلك ؟.
وهو منذ صغره ، كان يحافظ عليها ولا يحب أن يحدث لها مكروه أو يمسها أحدا بسوء .
لذلك هى أحبته من قلبها ولكن لم تدرى أنه يفعل ذلك بمشاعر الإخوة وليس الحب .
طالعها براء بندم على ما فعله ثم التفت مغادرا .
لترتمى هى بعد ذلك على فراشها تبكى من قسوته التى لم تعهدها عليه من قبل وهى المتيمة به .
ثم رددت شعرا حزينا
ليتكَ تُـدرك …
كم ‏تُرهقني … المسَافة التي بيننا
و يقتُلني أنه لا توجد حِيلةٌ ليِ .. للوصُولِ إليكَ
و أن الحياة من دونكَ .. تنقُصها حَياة
و أنِي في غيابِكَ .. أشتَاقُ لكَ
و في حضوركَ … أعشَقكَ صَمتًـا
و مَا بَين عِشقَكَ و شوقي إليكَ .. أتنفسُكَ حُبًا
…………

 

 

 

ولجت فهيمة زوجة حمدان إلى جابر فى غرفته ، فوجدته ينظر إلى نفسه فى المرآة بعد أن تجهز للعرس .
وارتدى بذلته التى باللون البنى محدثا نفسه ….اه لو تعرفى يا بانة ، قد ايه اليوم ده انا كنت هتمناه ؟
بس حاسس زى ما يكون ده حلم ،معجول كتب كتابى عليك النهاردة وهتكونى مرتى على سنة الله ورسوله ،وهتطلعلك زى منا رايد واشبع من عينيكى اللى كيف الليل دى .
ياااه يا بانة ، ده انا سهرت ليالى طويلة افكر بيكى وبعدها كنت أقعد اندم واجول ميصحش يا جابر ده انت حامل كتاب الله .
بس كان غصب عنى اعمل ايه وطيفك مكنش بيفارقنى خالص .
بس على قد سعادتى دى خايف جلبك ميتقبلش جلبى .
ساعتها عتكونى حكمت عليا بالاعدام يا نبض جابر .
ثم قام بالدعاء فهو سلاح المؤمن .
اللهم ألف بين قلوبنا واهدنا سبل السلام .
فضحكت فهيمة مردفة بسخرية …عتكلم نفسك يا چابر .
انا خابرة زين من الأول انك عتطلع كيف امك عجلك خفيف ، هى كانت زيك إكده بالظبط عتمشى تكلم حالها لغاية ما فطست وجابلت وجه كريم .
فغضب جابر مردفا …اللهم أطولك يا روح ، أنتِ يا ست انتِ مفيش فى جلبك رحمة .
كيف تكلمى على امى إكده ؟
امى كانت ست الستات وربنا رحمها بدرى عشان ما تعش فى الجرف ده والحرام اللى عايشين فيه ده .
طالعته فهيمة بغيظ وأردفت بتشفى ….جطعت وجطعت سيرتها .

 

 

 

وانت اللى مهيتمرش فيك تربية يا واد يا چابر .
دى جزاتى بردك .
ليدخل حمدان على صوتها العالى .
فتباكت أمامه مردفة …شوفت ابنك بتاع قال الله وقال الرسول بيعلى صوته عليا كيف .
وانا اللى شلته وهو صغير وربيته أحسن تربية .
فطالعه حمدان بغضب مردفا ….هو ده نتيجة جعادك مع العيال ، خلاك متحرمش الكبير يا چابر .
حاول جابر الدفاع عن نفسه مردفا …يا بوى بس استنى أفهمك اللى حوصل .
ولكن باغته والده بقوله …اسكت مش عايز اسمع صوتك .
لتشير إليه فهيمة بيديها ، ساخرة بقولها …..انا مش خابرة كيف يعنى منصور يختار العبيط ده لبنته !!
ويسيب جاسر ابنى ، المتعلم اللى شايل الشغل كله على رأسه من فوج .
وابنك على جلبه مرواح .
زفر حمدان بضيق .. النصيب بجا يا بت ، خلاص .
وانت يا طور خلص عشان خلاص المأذون قرب يوصل على الجصر ومنصور بيه كلمنى .
ثم أشار إلى فهيمة بقوله “”
ويلا همليه يخلص حاله وشوفى باجى عيالك أنتِ .
فتركوه وغادروا يتجرع كأس الذل والحرمان ، فقد حرم منذ صغره من أمه وحنانها منذ طفولته .
ولم يحظى سوى الهوان والإنكسار على يد زوجة أبيه الماكرة ، التى جعلت أبيه يكرهه ويفضل أبناؤه منها عليه .
فأخذ جابر يردد …حسبنا الله ونعم الوكيل.
ثم أخذ ينهى ما بدءه ليستعد للذهاب إلى حبيبة القلب بانة لعله يجد فى قربها ما فقده من الحب والحنو والطمأنينة .

 

 

تأخر براء وباسم فى النزول إلى ساحة القصر ، فغضب منصور واسرع إلى زهيرة وعلى وجه الغضب وهدر بقوله …شوفى عيالك يا زهيرة وجوللهم جدمهم خمس دقايق مش اكتر من إكده ، لو منزلوش وخلصوا حالهم .
هكون طالع انا بنفسى أچيب خبرهم بدل ما عيكسفونى جدام خلق الله .
خافت زهيرة على اولادها كعادتها ، فأسرعت إليهم تحسهم على الإسراع .
فى البداية براء كان هو من أنتهى وخرج فى الردهة منتظرا عروسه زاد .
فرأته والدته فأردفت بخوف …شوف أخواتك يا ولدى وخليهم يسرعوا حالهم ، ابوك تحت متنرفز جوى.
فزفر براء…الله يهديه .
حاضر يا ياما ،هشوفهم .
فولج إلى غرفة أخيه باسم ، فوجده قد تجهز ولكنه جلس شاردا حزينا .
فداعبه بقوله …ايه الجمال والدلال ده ، لا إكده انت عتغطى عليا يا سيادة الدكتور .
باسم … مفيش جمال طول مالواحد خلاص هعيش من غير جلب .
براء….ايه احنا جولنا ايه ، ويمكن اللى انت شايفه عفش ده ، يطلع كله خير .
يلا جول بس يارب واطلع يلا هات عروستك من بيت ابوها .
فأومىء باسم برأسه. ثم تركه براء وأسرع لغرفة بانة .
فوجد الميكب ارتيست تحدثها بقولها …يا عروسة مينفعش إكده ، انا كل شوية أعيد ليك الميكب اللى عيبوظ من كتر الدموع .
انا أول مرة اشوف عروسة ٱكده .
فتلفظ براء بداعبة…..عتدمع عشان مش شيفانى قدامها .
انا چيت أهو يا جلب اخوكى .

 

بس ايه الفستان الچميل ده ، جمر يا بانة !
وحينها ابتسمت بانة مرغمة على لطف أخيها معها مردفة …ان شاء الله يخليك يا خوى وميحرمنيش منك بس انت خابر الجلب موجوع .
فأردف براء بحنو …معلش يا جلب اخوكى .
وحجك تطلعيهم على ابن حمدان براحتك عايزك تخليه يمشى يحدث نفسه .
فضحكت بانة ….اه والله شكلى هعملها ، هو اللى جاپه لنفسه .
براء ..تمام ، لما اروح اشوف عاد عروستى انا كمان زاد .
يارب بس تكون اتزوجت حلو إكده زيك يا بانة يا جمر .
فأردفت الميكب ارتيست ….لا رفضت خالص الانسة زاد أمكيجها وعتجول حرام اطلع إكده قدام الناس .
وانا ساعدتها فى الفستان والطرحة بس .
فأطبق براء على شفتيه بغيظ مردفا …حرام ولا مش عايزة تزوجى لحد غيره .
انا چيلك .
فذهب إليها فوجد الباب مفتوحا حيث سبقته إليها والدته وسمعها تقول لها ….بسم الله ماشاءالله يا بنتى .
زى الجمر من غير حاچة ، الفستان والطرحة عليكوا عيچننوا .
ووشك منور كيف البدر .
فوقف براء يطالعها بتعجب وحدث نفسه ..هى كيف عتحلو إكده يوم عن يوم وكأنى بشوفها أول و چديد .
غريبة جوى ، بس بردك كانت حطت حاچة تخليها أحلى كيف قمر إكده .

 

 

فكتم غيظه واردف بسخرية …محطتيش ليه ميكب يا ست زاد ولا غاوية تسدى نفسى من أولها إكده .
فطالعته زاد بصرامة وأردفت بجدية …جمال الروح هو اللى هيبجا يا سيادة المقدم أما لو عايز جمال الوجه ، فعندك البنات كتير وهملنى انا لحالى انا عجبنى نفسى إكده .
زفر براء بغيظ مردفا …خلاص أنتِ هتدينى درس فى الاخلاق ، يلا انا أدبست وخلاص ، فوتى يلا جدامى يا آخرة صبرى .
وبالفعل أوصل براء زاد وبانة إلى قاعة مخصصة للسيدات فى القصر .
أما هو خرج وباسم إلى ساحة القصر لتطلق الصيحات المهنئة وتطلق الأعيرة النارية إبتهاجا بهم .
ثم تركه باسم ليتوجه إلى عروسه عزة ويأتى بها بين النساء .
وانشغل براء بالناس الذين تجمعوا حوله ليهنئوه واحدا تلو الآخر .
وتعال فى الأجواء صوت المزمار والغناء ثم الرقص بالعصا على صوت المزمار والكل فى فرحة وبهجة .
وتتعالى الضحكات من هنا وهنالك .
وأتى جابر مع أهله وأتى باسم بعروسته .
ليبدء بعدها المأذون فى عقد القران .

 

 

وذهب بالدفتر مساعده مع براء ليأخذ توقيع زاد وبانة .
فنظرت له زاد بتحدى مردفة…مش هوقع معيزاش أجوزك يا ابن الچبالى .
ليكور يده براء بعصبيه ويضرب بها الحائط مردفا بعصبية شديدة…. أقسم بالله أما وقعتى ، لأكون چايبك من شعرك ومش بس إكده .
زاد بإنفعال …هتعمل ايه تانى يا ابن الاصول ؟
فغمزها براء ثم أردف بمكر…. عجول اللى كان بنتنا وانك كمان حامل .
فشهقت زاد وامسكت بالقلم ووقعت سريعا .
فضحك براء مردفا ..صنف ميجيش الا بالعين الحمرا ثم خرج إلى الرجال .
فأخذ المأذون الدفاتر وتم العقد .
ثم تعالت مرة أخرى أصوات الأعيرة النارية ابتهاجا بإتمام العقد .
ليخترق عيار منهم صدر براء على حين غرة ، لتتحول الزغاريد إلى صراخ .
والفرح إلى مأتم .

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أولاد الجبالي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *