روايات

رواية أولاد الجبالي الفصل العشرون 20 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي الفصل العشرون 20 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي البارت العشرون

رواية أولاد الجبالي الجزء العشرون

رواية أولاد الجبالي
رواية أولاد الجبالي

رواية أولاد الجبالي الحلقة العشرون

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
” ثق بأن الصوت الهادئ أقوى من الصراخ وإن التهذيب يهزم الوقاحة وإن التواضع يحطم الغرور والإحترام يسبق الحبُ❤️ ”
……..
تفاجئت زهيرة بقول منصور …إعملى حسابك دخلة العيال السبوع الچى.
ففتحت زهيرة فمها ببلاهة مردفة …عتجول ايه ؟
كيف ده ، احنا ملحجناش ، هو بالساهل إكده الچواز !!
وليه الإستعجال ؟
نسبهم فرصة ياخدوا على بعض ؟
عبس منصور مردفا بغضب ….وانا لسه هستنى لما يخدوا على بعض .
لا بزيادة إكده ، عشان أعرف انا أفوق لحالى وعروستى .
وهما يتلهوا فى نفسيهم وحياتهم الچديدة ويحلوا من نفوخى ويبطلوا لت وعجن فى الملهمش فيه .
واكون إكده عملت معاهم الواجب بزيادة حبتين وبعد الچواز بجا كل واحد منيهم يشوف حاله بعيد عنى .

 

 

وبزيادة أنهم طلعوا شبهك بقر ولا ليهم فى الطور ولا الطحين ،
وكل اللى يعرفوه بس يصرفوا عاد وخلاص كأنه مال قارون .
لكن ابنى اللى من صلبى اللى هيچى من نهلة ،هربيه عاد على شغلى من صغره ، عشان يكمل اللى عملته أنى وتتوسع إمبراطورة الچبالى ومتتهدش على رأس عيالك .
حركت زهيرة رأسها مرددة بحزن …لا حول ولا قوة الا بالله .
لله الامر من قبل ومن بعد .
ميتى بس أجابل وجه كريم عشان أرتاح من الهم ده كله .
وعندك حق انا فعلا عايزة أچوزهم وارتاح عشان لما أموت أكون مطمنة عليهم .
فضحك منصور بسخرية مردفا …لع عاد خليكى عشان تشوفى ابنى بيكبر جدام عينيكى وتشوفى ساعتها عاد مين أحسن ولدى ولا ولدك ؟
ثم طالعها بعيون شيطانية ساخرة ثم التفت ليغادر .
فدعت عليه زهيرة عند مغادرته ….إلهى ما تفرح يا بن الچبالى وتموت إكده من غير ضهر ولا سند بحق اللى عملته فينا .
………..
بكت زاد على فراشها كثيرا بسبب غلظة براء معها .
وحدثت نفسها ….اه لو تعلم يا براء جد ايه محبتك فى جلبى ، وكنت عموت عليك وانت تعبان ، كنت خجلت من نفسك وانت عتعملنى بالطريقة دى .
ياه على الوجع ، ميتى بس تحس بجلبى اللى عيحبك وميكونش فى جلبك حد تانى غيرى .
ثم رددت شعر أدمى قلبها أكثر .
وكيف لي أن أشفى من حب قاتل
تملك جسدي في رمشة كأنه جندي باسل
كل ينخر جسدي ويزيد من معاناتي وشدة آلامي

 

 

علاجه متاح.. لكن لغيري كما قال وأبدا لن يكون لي
فمن حسبته طبيبا سيعيد الحياة لروحي
كسر صدري وقبله قلبي وأوقف النبض عن فؤادي
…………………….
اتصل جابر على بانة
فابتسمت لرؤية اسمه على الشاشة بعد أن سجلتها فى اول مرة اتصل بها ولكنها تعجبت من نفسها وتسائلت…ليه عتبتسمى يا بانة ؟
لا حيلك إياكى تحنى ليه ، ده لا هو من طبعك ولا من توبك يا بت الچبالى .
فتسمحيش لنفسك تقربى منيه .
ولكنها استجابت بقولها …الووو كيفك يا چابر ؟
تنهد جابر بإشتياق مردفا …بخير طول ما أنتِ بخير يا ست البنات .
وانا خلاص فضلى خمس دقايق وأكون عنديكى ، عشان أشوفك وأملى عينى من عيونك الحلوة.
فزمجرت بانة بغضب مصطنع ….وبعدين معاك ، مش وجته الحديت ده عاد .
چابر بتروى ..على شوجك يا ست البنات .
على العموم الخمس دقايق خلصوا خلاص أهو وانا وصلت .
بس ممكن الجمر يتكرم وينزل وتجابلينى حدى الباب ، عشان توصلينى عاد لسيادة المقدم براء .
فتكبرت بانة وأردفت بغلظة…..أوصلك انا بنفسى ليه ، محدناش خدامين ولا ايه ؟
أغمض جابر عينيه بألم من قولها اللاذع ولكنه آثر الصمت ولم يشىء يجرحها مثلما جرحته واكتفى برده ….تمام يا بنت الأصول ، سلام .
ثم نظر إلى ما يحمله فى يده من إسكتش الرسم ، وألوان مائية .
بجانب عروسة صغيرة وعلبة صغيرة بها خاتم ذهبى فأردف بحزن …كان نفسى اشوف الفرحة فى عينيكى وانا بجدملك الهدية البسيطة دى بنفسى يا ست البنات ، لكن قدر الله وماشاء الله فعل.
هشيعهملك مع الخدامة عاد وكفايا أحس بفرحة جلبك بيهم ، بس ياريت صوح تفرحى عشان خايف برده متكونش جد المجام .

 

 

وياريت بردك تعچبك صورتك اللى رسمتها بيدى ، مع انك أحلى منها بكتير .
انتِ القمر فى ليلة تمامه .
وبالفعل ولج إلى الداخل ، فاستقبلته رئيسة الخدم الجديدة ( وهى من أقرباء نهلة لتكون لها عين فى ذلك القصر وتخبرها بما يدور حولها من ورائها وتدعى جليلة ) .
جليلة بترحاب …اهلا يا جابر بيه ، اتفضل أجعد إهنه عجبال ما بلغ براء بيه انك عايز تشوفه .
اومىء جابر برأسه ثم جلس على أقرب مقعد ، يفرك فى أصابعه بتوتر ، ثم أخذ يدور بعينيه فى كل الانحاء لعله يجدها تطل عليه ولو من بعيد .
وعندما فشل أن يراها ، زفر بضيق مردفا…اه من الهوى وانا فيه معذبُ ، بعد أن جف الحبيب أنهاره، وكنت أتمنى أن أغرق فى بحور عينيه على أن أكف الوصالُ.
ثم أتت إليه مرة أخرى جليلة ، فأخبرته أن براء فى انتظاره .
جليلة …..اتفضل معايا أوصلك لحد عنديه يا جابر بيه .
فقام جابر ثم أردف بحرج …ممكن يا خالة طلب …؟
جليلة ..خدمتك جليلة يا بيه .
جابر …كلنا عباد الله يا خالة .
ومعلش بعد إذنك لو توصلى الحچات دى لـ بانة أكون شاكر ليكى .
جليلة …تؤمرنى يا بيه .
ثم أخذته منه ، وتقدمت أمامه على الدرج ، لتشير بعد ذلك بيديها إلى غرفة براء .
جليلة …دى اوضة براء بيه ، أتفضل هو مستنيك .
ودى اوضة ست بانة هدخل أديها الحاچة .
ثم طرقت هى غرفة بانة .
ليقف هو أمام غرفة براء ، منتظرا ليسمع ردة فعلها على تلك الهدية .
ولجت جليلة إلى بانة بعد أن استاذنت للدخول”

 

 

فقدمت لها هدية جابر بقولها …اتفضلى يا هانم .
طالعت بانة ما فى يدها بإندهاش مردفة …ايه ده يا جليلة؟
جليلة …دى هدية من جابر بيه ، جلى أوصلها لك .
ابتسمت بانة مردفة كالأطفال بفرحة …هدية ليا انا .
فابتسم جابر لنبرة صوتها الطفولية بسعادة وتنهد بإرتياح ثم طرق الباب على براء فأذن له بالدخول .
استقبله براء بابتسامة رغم كل ما يكن فى صدره مردفا…اهلا بـ ابونسب .
جابر بلطف …اهلا بيك يا سيادة المقدم .
براء ….لا مقدم إيه بجا ، إحنا هنا فى الجصر مش فى المركز عاد وخلاص انت بجيت چوز أختى ، فتجولى براء وبس .
وتعال أجعد جارى ، انت جيت فى وجتك ، انا زهجان فعلا وكنت رايد حد اتكلم معاه .
فابتسم جابر وجلس مردفا بحنو …وانا أهو كلى آذان صاغية ، المهم انت كيفك دلوك وليه خرجت إكده بدرى ؟
أظن كنت محتاج فترة الجرح يلم .
حرك براء رأسه وتنهد بحرارة مردفا …إن كان على جرح الجسد فمسيره يلم ، لكن جرح النفس ملوش دوا .
فلمست كلماته تلك قلب جابر فلمعت عينيه بالدموع مردفا ..ومين سمعك يا براء .
فطالعه براء متعجبا بقوله …ايه انت كمان ولا ايه ؟
يعنى كيف المثل اللى عيجولوا عليه ( جبتك يا عبد المعين تعنى ).
فابتسم جابر مردفا بثقة فى الله …هو اه كسر النفس شديد ، انا خابر ده زين ، بس أهو نستعين بالله وهو وحده قادر يجبر بخاطرنا .
مش هو القائل فى كتابه ثم تلى بصوته الأجش الجميل ( الا بذكر الله تطمئن القلوب) .
براء مندهشا … ماشاءالله صوتك جميل جوى .
انت حافظ كتير من كتاب الله ؟
جابر …الحمد لله خاتم القران من فترة .
براء متعجبا …بچد والله ، بس غريبة انك ابن حمدان ، كنت فاكرك كيف جاسر أخوك طبعه صعب جوى ، لكن أنت شكلك طيب جوى يا جابر وكلامك جميل .
وإكده اطمنت على بانة بعد ما كنت قلقان جوى انك تكون على نفس طبع عمى حمدان وجاسر .
تنهد جابر بغصة مريرة مردفا …الله يصلح حالهم ويثبتنى على الحق .
براء ..امين هو وابوى وكل صاحب جلب قاسى .
بس جولى انت راضى عن چوزتك من أختى ، جول الحقيقة ومتكسفش ، عشان الحال من بعضه چوزاتنا كلاتها أمر من ابوى ، واحنا علينا التنفيذ .

 

 

فتفاجىء براء برجفة يد جابر ولمعة عينيه واهتزاز شفتيه مردفا …أمر ابوك ده كان استجابة لدعاء بجالى سنين بدعو بإلحاح لربنا سبحانه وتعالى ، إنه يكرمنى بيها .
وكرمنى ، ومكنتش مصدق حالى لما ابوى چه يكلمنى ويجولى إنى هجوزها .
اتسعت عين براء بدهشة مردفا ..بچد !
كنك عتحبها يا جابر .
فتلون وجه جابر مردفا بعشق متيم …اظن اللى عحسه لـ بانة عدى العشج بشوية .
انفعل براء بإصطناع مردفا…وعتجول جدامى إكده على خيتى يا جابر ، انك عتحبها .
حمحم جابر بحرج مردفا…غصبا عنى ، بس يعنى انت سئلتنى وانا مش بعرف اكدب .
فابتسم براء مردفا بتودد …وده أحلى خبر إنك عتحبها يعنى هتكرمها .
ثم تابع ساخرا ”
بس مش عارف كيف حبتها !!
دى أوزعة إكده مش باينة من الأرض ومفهاش ريحة الأنوثة ، وعقلها عقل عيال .
صراحة الله يكون فى عونك .
مش حبتها تستحمل بجا .
فضحك جابر مردفا….انا عحب روحها دى وملامحها الشقية .
ولكنه صمت فجأة وتنهد بضيق.
براء متعجبا ..ايه مالك ؟
نزل عليك سهم الله فجأة إكده ليه ، ما كنت عتضحك من شوى .
جابر بحرج …يعنى حاسس انها معتحبنيش ، وكمان حاسس إنى أقل منيها فى كل حاچة .
عشان أنا مكملتش تعليمى وهى فى الچامعة وبنت الچبالى.
فربت براء على كتفه بحنو مردفا بتروى …والله يكفى الحب اللى شيله فى جلبك ، ده غير كتاب الله .
وده يسوى الدنيا بحالها والله .
اما من جهة الحب ، فعليك بجا تعلمها تحب ، عشان أنا حاسس إنها معتحبش نفسها اصلا .
فضحك جابر مردفا…لا يا عم متجولش إكده على ست البنات .
فقهقه براء مردفا بسخرية…ست البنات ، والله البت دى نجمها عالى على إكده .
بجا بانة ست البنات !
الله يعزك يا چابر .
….

 

 

أما بانة فكانت فى غرفتها تقفز مثل الأطفال من فرحتها بتلك الهدية من جابر .
ثم جلست على فراشها وبدئت تفتحها لترى ما بها .
فأخرجت فى بادىء الأمر لوحة صغيرة ، ولكنها شهقت عندما رأتها .
فقد كانت بها صورتها فأخذت تطالعها بسعادة وتتعجب من ملامحها فى الصورة التى رُسمت بدقة متناهية .
وغير مصدقة أن جابر هو من فعل هذا فتسائلت …كيف تعلم ذلك ومتى وهو الذى لم يستكمل تعليمه ؟
ثم تسائلت “”
أيعقل أن جابر يشاركها نفس هوايتها وميولها ، ذلك الفلاح الذى يرتدى الجلباب الصعيدى ولا يفتر عن تحفيظ القرآن للأطفال .
ثم نظرت لتلك العروسة الجميلة ذات الفستان الوردى ، ومدت يدها إليها تلاعب خصلات شعرها ، ثم اخذتها وضمتها إلى صدرها وابتسمت مردفة بحب …ياااه يا جابر ، انت طلعتلى من فين ؟
ثم أخرجت اسكتش الرسم والألوان مرددة …الله عليك يا چابر ، إن شاء الله يخليك ليا .
ثم نظرت إلى تلك العُلبة الصغيرة ، ففتحتها فرأت بها الخاتم ، فتهلل وجها فرحا وارتدته على الفور وأخذت تنظر إليه وهو يزين أصبعها .
ولكنها فجأة تبدلت ملامحها من الفرحة العبوس عندما تذكرت ما فعلته ورفضها النزول إليه واستقباله بجانب أسلوبها الجاف فى حديثها معه ، فعضت على شفتيها بندم مردفة …ميصحش عاد اللى جولته بس اعمل ايه عاد على دماغى اللى كيف الحجر دى ؟
انا مكنتش عايزة أبين أن بدئت أعجب بيه عشان هو مش من مجامى .
بس لزمن يعنى حتى أشكره على الهدية دى عشان ميجولش عليه جليلة الأصل .
فارتدت عبائة باللون الأزرق وطرحة بيضاء وفتحت باب غرفتها تنتظره يخرج من لدى براء .
وبالفعل سمعت صوت براء قائلا …انست ونورت يا أبو نسب ، ومهياش آخر زيارة اكيد وعايز أشوفك تانى قريب .
انت جعدتك حلوة جوى .

 

 

فتعجبت بانة من حديث أخيها ، فكيف لهذا الفلاح البسيط أن يؤثر القلوب بتلك السرعة .
أنه إذا القبول الذى وضعه الله فى قلوب عباده نحوه ..
ابتسم جابر مردفا ..اكيد يا سيادة المقدم.
فزفر براء قائلا ..بردك جولنا ايه ؟
براء بس .
جابر …الله يعزك ويتم شفاك على خير .
أشوف وشك بخير .
ثم خطى جابر خطواته للمغادرة ولكنه فجأة توقف و تخشب جسده ، عندما وجدها أمامه تبتسم له ابتسامة أذهبت عقله .
فوقف ساكنا غير مصدق ، فتقدمت منه تعض على شفتيها بخجل وتفترش بنظرها الأرض ثم حاولت إخراج كلماتها بصعوبة مردفة بخجل …انا مش خابرة أجولك ايه عاد ؟
لكن انا متشكرة جوى على الهدية الحلوة دى .
بس جولى انت معجول اللى راسمها !
طالعها جابر بدقة متناهية , يتأملها بقلب منتفض ، فارتفع لديه هرمون السعادة وهو يراها أمامه تتحدث معه بلين لأول مرة .
انتظرت بانة أن يجيبها ولكنه عندما تأخر فى الرد نظرت إليه فوجدته يتأملها بعين لامعة تنبض بالحب ، فخلجت قائلة …ايه مهتردش عليا وعتبصلى ليه كده جوى !!
أول مرة تشوفنى ولا إيه ؟
جابر بعدم تصديق….أنتِ صوح واجفة جدامى وعتكلمينى وتشكرينى .
فضحكت بانة مردفة بحرج ..يااه هو انا كنت وحشة جوى كده معاك ، عشان إكده مش مصدق انى هشكرك .
ده حقك عليا وانا بعتذر لو جولت اى كلمة تزعلك جبل أكده .
ابتسم جابر مردفا ..لا متتتأسفيش يا بانة ، انا عحبك فى كل حالاتك وأنتِ غضبانة وأنتِ راضية عليه .
بس انتِ كل يوم عتحلوى ليه إكده عاد ؟
لا متنفعش الصورة دى خلاص ، انا هروح أرسم ليكى صورة احلى .
سرى فى جسد بانة قشعريرة بعد أن أصاب قلبها سهم أوكيبيد الحب .
وأعلنت استسلامها أمامه ولكنها لم تستطع الرد على كلماته واكتفت بابتسامة ثم ركضت إلى غرفتها ،لتتركه هائما غير مصدق لمعة عينيها بالحب له
وتسائل ، أحقا قلبها بدء ينبض له أم مازال يتوهم ؟
……….
طرقت جليلة الباب على نهلة مردفة …انا جليلة يا ست هانم .

 

 

فأذنت نهلة لها مردفة ….خشى يا خالة .
فولجت جليلة إليها تخفى بين طيات ملابسها ما أمرتها به نهلة.
رأتها نهلة فابتسمت لها بقولها ….تعالى يا خالة جليلة.
تقدمت منها جليلة بقولها …تحت أمرك يا ست هانم .
فتوددت نهلة إليها بقولها .. …ايه هانم دى !
انا زى بتك يا خالة ، جوليلى نهلة وبس كيف ما جولتلك لكن جدام اللى ما يتسموا عيال منصور ماشى جولى يا هانم .
جليلة….اللى تؤمرى بيه يا بتى ، ربنا يكفيكى شرهم .
نهلة …امين يارب .
ثم سئلتها ”
المهم جبتى الأعشاب اللى جولتلك عليها .
جليلة …ايوه يا ست هانم .
فابتسمت نهلة مردفة …برده يا هانم ، مفيش فايدة منيكى .
ده أنتِ حتى خبزانى وعجاننى وكنتى هتربينى بعد وفاة امى الله يرحمها .
جليلة …الله يرحمها ، وانتِ صوح كيف بتى ، بس فرحنالك جوى انك بجيتى فى المكانة دى بعد الشجا وجرف الخدمة هناك وإهنه .
حركت نهلة رأسها بآسى مردفة بحزن …ايوه يا خالة .
وربنا يرحم ناهد برحمته ، اهو ارتاحت من شجا الدنيا واكيد هتتنعم فى الجنة .
جليلة …تعيشى وتفتكرى يا بتى .
اتسعت حدقتى نهلة واخفضت صوتها بعد أن أشارت إلى جليلة ….بصى يا خالة ، عايزاكى دلوك تحضرى العشا لسيدك منصور وتجهزى كوباية لبن سخن وتدوبى فيها معلقة من الأعشاب دى فيها كويس .
ضيقت جليلة عينيها مردفة بإندهاش …هى بتاعة ايه الأعشاب دى يا بتى ؟
نهلة بتوتر ….لا دى عشان صحته تبجا بمبم إكده وعال العال ، أنتِ خابرة الرجالة فى السن دى بتكون كيف وانا لسه فى عز شبابى .

 

 

وانا هحطها من وراه عشان ميخدش فى نفسيه ، فهمانى يا خالة ؟
ابتسمت جليلة بحرج …..ايوه يا بتى ، ربنا يسعدكم .
وعايزة أجولك حاچة .
نهلة بتركيز ….جولى يا خالة .
جليلة …… چابر خطيب الست بانة كان إهنه وزار البيه براء .
ابتسمت نهلة بشماتة …جابر بن حمدان ، يلا حلال فى البت دى عشان تتربى .
نفت جليلة ذلك بقولها ….بس لا يا ست هانم ده مش زى اخواته واصل ، ده طيب جوى وهيحفظ العيال كتاب الله .
نهلة بإندهاش …سبحان الله ،طيب على الله يهديها الجوية دى ،منها لله ، لساها العضة بتاعتها معلمة فى جتتى .
جليلة بتروى …متزعليش يا بتى ، خديهم بالهداوة عشان يحبوكى ، متنسيش انك فى نظرهم اللى خدتى أبوهم من امهم .
فانفعلت نهلة مردفة بغضب …أنتِ عتجوليها فى وشى يا جليلة .
جليلة بحرج …متأخذنيش يا بتى ، ده نصيب وأنتِ تستاهلى كل خير والله .
بس الجصد ريداكى تخليهم يحبوكى عشان تتجى شرهم .
ويكون طوعك وميبخسوش حجك بعد عمر طويل لسى منصور .
وبردك الست زهيرة ،دى طيبة جوى والله ، اعتبريها زى أمك أكده .
عشان تعمرى يا بتى ، اسمعى كلامى ، عشان محدش يدوسلك على طرف .
فحدثت نهلة نفسها …انا فعلا مش عايزة أنتقم غير من منصور بس وميهمنيش عياله خالص ، بالعكس أنا من زمان شايفاهم فى حالهم وهما غير أبوهم الظالم خالص.
بس انا خابرة أنهم كرهينى ، بس انا كيف ما بتجول جليلة هخليهم يحبونى عاد عشان أولع فى منصور اكتر .
فأجابتها نهلة بقولها …عنديكى حق يا خالة والله .
وخليها على الله يا عالم بكرة عيحصل فيه ايه ؟
جليلة …ونعم بالله يا بتى .
استأذنك انا بقا .
نهلة …استنى يا خالة ، بصى لما تدخلى العشا لمنصور ويسئلك انا عاملة ايه خفيت ولا لسه ؟
جوليله لسه تعبانة ومش متحملة حتى خلجاتها عليها .
فابتسمت جليلة مردفة …خابرة جصدك ايه يا ست نهلة.
عايزة تزيدى الشوق حبتين ، صوح .
فضحكت نهلة بمكر …صوح الصوح .
ويلا روحى عاد أعملى اللى جولتلك عليه .
أومئت جليلة برأسها مردفة …حاضر من عينيه التنين يا ست هانم
………….

 

 

تقابل حمدان مع حمدى فى المكان المعتاد بعيد عن عيون رجال منصور ، ليعطيه المال الذى أستلمه فى تلك الصفقة .
حمدان بعيون لامعة من الفرحة …عفارم عليك يا حمدى ، صوح انت راجل ويعتمد عليك .
واكده هخليك دراعى اليمين ، والشغل على وشك ده هيلعلع اكتر ، المهم محدش يشم خبر خالص .
عشان لو منصور عرف اللى فيها ، جول يا رحمن يا رحيم ، هنروح فى خبر كان .
حمدى محركا يده فى الهواء ..فال الله ولا فالك يا ريسنا ، ومتقلقش ولا الچن الازرق هيعرف حاچة عنينا .
ودلوك بس عايزك تزود المعلوم عشان البت قمر مرت الأهطل براء ده شغلتها معانا وبسببها العملية عدت من تحت عيون الحكومة اللى شغلتهم بجمالها ودلالها .
فقهقه حمدان مردفا …عملتها كيف دى ؟
ده انت طلعت شيطان يا ولا .
ابتسم حمدى بخبث …تلميذك يا ريسنا .
وكله بالحب ثم غمزه مردفا …وبالكيف كمان .
ضيق حمدان عينيه مردفا ……تمام ، أديها عشرة بواكى خليها تشبرق نفسيها عاد .
وانت كيف ما اتفجنا مية ألف عاد ، عشان تعرف انى جد وعدى يا وش الخير يا حمدى .
فلمعت عين حمدى من الفرحة ، ليعطى بعدها الحقيبة إلى حمدان .
فحدث نفسه حمدان …دلوك يا منصور ، ابتديت أحط رچلى على أول الطريق، عشان لو شميت منك اى غدر ، أخد بعضى وأهرب بعيد عنيك .
…………
أما منصور فكان فى غرفته حيث استأذنت جليلة للدخول فأذن لها ، فولجت ومعها طعام العشاء .
فسئلها بلهفة …كيف ستك نهلة يا بت .
مخفتش شوية وبجت زينة ؟
كتمت جليلة ضحكتها لما رأت فى عينيه من لهفة عليها وأستعجال شفائها .
جليلة بمكر …لسه يا بيه والله ، عتعض فى الفرشة من الوجع .
فتأوه منصور بقوله…اه يا وجع جلبى انا .
ميتى بس تخف البت دى عاد .
مطيجش أبعد عنيها اكتر من إكده .
ثم هدر بصوت عالى ….مش چبتى الوكل خلاص ، يلا فى داهية .
فخرجت جليلة مسرعة بعد أن أفزعها بقوله .
ثم نظر منصور إلى الأكل فتمتم…ياه ميتى توكلينى بيدك الحلوة يا نهلة .
ثم مد يده وتناوله بنهب شديد وارتشف كوب اللبن على أخره .

 

 

ثم ألقى بنفسه على الفراش
ليشرد بعدها فى ذكرياته ”
عندما كبر شيئا فشيئا بعد أن حرمه والداه من مواصلة تعليمه بسبب تأخره الدراسى وجعل أخيه التوؤم منصور يستكمل تعليمه .
أما هو فأجبره والده على العمل فى الأرض .
لذا كبر فى قلبه كره أخيه يوما بعد يوم رغم محاولة منصور التقرب منه ولكنه كان يفشل بسبب بغض ممدوح له .
حتى وصل منصور إلى الثانوية العامة ، ورغم حصوله على مجموع عالى يؤهله لدخول كلية الطب ولكنه فضل عليها كلية الشرطة ، فقد كان حلمه منذ الصغر أن يصير ضابط مثل حلم كثير من الأطفال .
فرمقه ممدوح بنظرة نارية قائلا بغيظ …عايز تكون ظابط !!
بس انت خرع إكده يا منصور وميلجش عليك واصل تكون ظابط ، أجولك ممكن تكون ظابط ايقاع ورا الغوازى .
تأثر منصور بكلام ممدوح اللاذع وتثبيطه عن حلمه ، ولكنه لم يشىء أن يرد عليه ، فيكفى ما يلقاه على يد والداه الذى استمع لحديثه مع اخوه ، فانفعل وقام غاضبا وأمسك بملابسه بقوة مردفا بغضب …
مبجاش غيرك يا فاشل اللى يتكلم ويمسخر .
كيف تجول إكده لاخوك ها ؟
أخوك اللى مفيش حد فى الكفر زيه وكله يتمنى يكون حتى ضفر منيه .
تيجى أنت اللى متساوش حاچة وخلفتك عار تكلم إكده على اخوك .

 

 

فثار ممدوح وانفعل بقوله ..منا خابر انك مخلفتش غيره يا بوى ، بس بكرة أفكرك مين هيكون ممدوح اللى طول عمرك هتقلل منيه .
فضحك والداه ساخرا مردفا بتهكم…عتكون ايه يا خايب يلى متعرفش غير الصيع اللى شبهك وربنا يستر متجبليش مصيبة من تحت عمايلك السودة .
وحاسس انى هموت ناجص عمر بسببك .
ومش عارف كيف عيكون عندى ظابط جد الدنيا وواحد تانى ابن ليل ؟؟
فكيف ستكون حياة ممدوح بعد ذلك وكيف جمع كل تلك الأموال ؟
وكيف ستكون حياة الأبطال بعد هذا الزواج القصرى ؟
……….

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أولاد الجبالي)

اترك رد

error: Content is protected !!