روايات

رواية أولاد الجبالي الفصل الثلاثون 30 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي الفصل الثلاثون 30 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي البارت الثلاثون

رواية أولاد الجبالي الجزء الثلاثون

رواية أولاد الجبالي
رواية أولاد الجبالي

رواية أولاد الجبالي الحلقة الثلاثون

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله.
يسألونني كيف حالك فأجيب الحمد لله، فيظنون أنني بقمة سعادتي نسوا أننا نحمد الله على السراء والضراء
………………
ولج باسم إلى غرفته ، فتقدمت إليه عزة سريعا لتطمئن على براء بقولها ….خير يا باسم ، براء كيفه دلوك ؟
فطالعها باسم بإزدراء مردفا بإستهزاء ..وأنتِ ايه دخلك عاد فى خصوصيتنا ، أنتِ هنا تقعدى كيف البهيمة مسمعش حسك عاد .
وملكيش أى صالح بإى حد إهنه .
تجمدت عزة فى مكانها وكأنه سكب على جسدها دلوا من الماء البارد ووقفت الكلمات فى عنقها وحاولت التحدث بتلعثم مفعم بإنكسار ..انا أسفة .
ثم التفتت وأجشهت بالبكاء مردفة بنحيب انا خابرة إنى استاهل أكتر من إكده كمان ،ده كتر خيره إنى ستر عليا ، لو واحد غيره كان كتلنى .
فأنا أستاهل وهستحمل عشان دى غلطتى ولزمن اتحملها.

 

 

ثم وضعت يدها على بطنها وشهقت بإنكسار …يا خوفى عليك يا ولدى تتحمل طول عمرك غلطة مش غلطتك .
ثم تذكرت محى فتمتت ..حسبى الله ونعم الوكيل فيك
وبإذن الله هيتردلك فى عرضك يا دكتور اللى عملته فيا .
ضم باسم شفتيه بندم على ما تفوه به ولكنه حدث نفسه بقوله …غصبا عنى مش جادر أشوفها جدامى .
واحدة خاطية تستاهل الكتل بس أعمل ايه فى جلبى .
ثم شرد فى ملك مردفا ..ما جابلتش غيرك فى طهارتك وأدبك يا ملك ؤأظن مش هجابل حد .
ومش خابر هفضل لحد ميتى فى الغلب ده ، خايف يچى اليوم اللى أسمع فيه اتچوزتى عاد ، مش خابر ساعتها هيچرالى ايه ؟
اكيد مش هستحمل الصدمة دى ..
ثم تنهد بحرارة مؤلمة وأسرع لأعداد تلك الحقنة التى من شأنها تخفض الحرارة وتسكن آلام براء ..
……………
منصور مازال فى أحلامه يصارع حقيقة موت أخيه على يده .
تنهد منصور بعدم بإرتياح مردفا لزوجته زهيرة….انا فعلا مش مصدق أن اخيرا ممدوح ناوى يتوب ، سبحان الله.
ربنا يهدى من يشاء ،وهروح بكرة أشوفه ونتكلم عاد .
وخلى بالك من العيال وخصوصا زاد عشان دى يتيمة .

 

إبتسمت زهيرة مردفة …..انت خابر يا منصور ،من ساعة ما چت زاد عندى من وهى حتة لحمة حمرا بعد ما أمها ماتت وهى عتولدها و أنا اعتربتها بتى وبعاملها كيف ولادى بالظبط وهما كمان عيحبوها جوى عشان حنينة عليهم وعتعطيهم الحچات الحلوة اللى عتچبها .
غير بانة مجصوفة الرجبة دى ،عتخطف الحاچة ومتديش حد .
فضحك منصور …معلش لسه صغيرة ، بكرة عتفهم .
ونفسى يچى اليوم اللى أشوف براء مكانى إكده وتكون زاد من نصيبه ، عشان إكده يبجا أديت الأمانة وميخدهاش حد غريب يزعلها .
زهيرة…ياريت والله ،تكون من حظه ونصيبه .
ليأتى اليوم التالى ويستعد منصور للذهاب لدى أخيه ممدوح .
فشعرت زهيرة بغصة فى قلبها مردفة بقلق بالغ …منصور مش خابرة جلبى عياكلنى ، بلاش المشوار ده ، الله يخليك .
ممدوح مش سهل خالص وخايفة منيه صراحة ومش مصدجة موضوع التوبة ده ، ده طول عمره شيطان .
طالعها منصور بحب مردفا …عتحبينى جوى كده يا زهيرة وعتخافى عليا .
فحاوطته زهيرة بيديها وطبعت قبلة على جبينه مردفة بحنو …طبعا انت كل حاچة ليا فى دنيتى ، حبيبى وأبو عيالى .
ومن غيرك مجدرش أعيش .
فضمها منصور إليه وتنهد بعدم إرتياح ، بعد أن أيضا أصابه القلق ولكن لا مفر من الذهاب إليه فهو أخوه فى النهاية ولا يعتقد ابدا إنه سيأذيه .
ابتعد عنها منصور برفق مردفا …متقلقيش يا حبيبتى ، ده اخوى من لحمى ودمى .
وربنا جادر على كل شىء وربنا فاتح باب التوبة فى اى وقت لكل عبيده وعينتظر كمان وهيفرح وهو سبحانه جل فى علاه .
زهيرة …ونعم بالله .
بس خلى بالك منيه ، المثل برده بيجول حرص ولا تخون .

 

 

وخلى سلاحك معاك بردك ، يا عالم الظروف ايه .
طالعها منصور بإندهاش ….أنتِ عتجولى ايه ، يستحيل أرفع سلاحى على خوى مهما حصل .
زهيرة …جولت بس معلش خليك معاك ، عشان أكون حتى مطمنة .
زفر منصور بقوله …ماشى عشان خاطرك بس .
ثم سمع صوت صفارة سيارة ممدوح امام بيته ، فودع زوجته مردفا …أسيبك دلوك عربيته چت أهى .
ترجل منصور وعندما وصل الى الباب ، وجد نفسه يلتفت إلى زوجته فطالعها بنظرة طويلة كأنه يشعر إنها نظرة الوداع .
ثم نظر إلى إلى والده النائم على الأريكة .
فذهب إليه وقبل جبينه ، ثم انحنى إلى صغيرته بانة وحملها وضمها إليه بحب وقبلها .
ليقبل بعدها باقى أولاده مرورا بزاد ثم حدث براء .
خلى بالك من اخواتك يا حضرة الظابط وخصوصا زاد مش هوصيك عليها .
فحياه براء بطفولية بريئة تحية الشرطة مردفا …تمام يا فندم .
ليغادر بعدها منصور ، حيث وجد متولى فى إنتظاره .
وفتح له متولى باب السيارة ، فولج منصور للداخل .
ثم رن هاتف متولى .
فسمعه منصور يهاتف شخصا بقوله …الله يبشرك بالخير يا واد عمى ، لا ده انت عسميه على أسمك كمان جاد .
ثم نظر للسماء مردفا …الحمد لله يارب .
فطالعه منصور بإندهاش مردفا …خير يا متولى .
متولى بفرحة مزعومة ..مرتى ولدت يا سيادة العقيد .
وچابت جاد على اسم واد عمى اللى بشرنى .
منصور … ألف ألف مبروك .
طيب نأجل مشوار ممدوح دلوك عشان تروح تتطمن عليها .
متولى …لا مجدرش ،يزعل منى ،ده مستنيك على نار .
بس يعنى ممكن حضرتك تعمل فيا جميل وتسوق أنت وانا أروح اطمن على مرتى .
أومىء له منصور …تمام ماشى ، جولى على عنوانه بالظبط .
فحدثه منصور بتفصيل العنوان .
ليتركه الأخير ويذهب ، وما أن أختفى عن نظره .
قام بالأتصال بٕ ممدوح مردفا …تمام يا ريسنا .

 

هيطلع بالعربية دلوك بعد ما لعبت بالفرامل .
وهطلع وراه بالماكنة أراقبه واكيد مش هيعرف يسيطر عليها وهو ماشى ناحية الچبل وهوب هيجع منيه وتعيش انت بجا .
ممدوح بضحك شيطانى …براوة عليك يا متولى .
وانا هجهز بردك واكون عنديك عشان أودعه ده اخويا بردك
متولى بسخرية …جلبك حنين جوى يا ممدوح .
حدث منصور نفسه أثناء قيادة سيارة أخيه ..مش خابر ايه المنطقة اللى ساكن فيها دى .
دى لزملها طريق الچبل عشان أعرف اوصل عاد .
يلا على بركة الله ،المهم يكون الطريق بفايدة.
وبالفعل سار منصور نحو طريق الجبل ولكنه فجأة لم يستطيع السيطرة على السيارة بعد أن فقد قدرته فى التحكم فى الفرامل .
منصور بذعر ..لا حول ولا قوة الا بالله ، النجاة من عندك يارب .
ولو جلبى حاسس خلاص.
ثم لاحت أمامه صورة زوجته ووالده وأولاده ، فدمعت عينيه مردفا ..عتوحشونى .
وكان جلبك حاسس صوح يا زهيرة ، ربنا يسامحك يا خوى .
ثم ردد الشهادة .. أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله.
ثم قال ..تركت أهل بيتى فى معيتك يارب .
ليسقط بعدها من ذلك المنحدر الجبلى ، فانقلبت السيارة رأسا على عقب .
وفى تلك اللحظة كان يتابعه متولى مع ممدوح الذى كان يطالع أخيه بعين الحقد وينتظر بفارغ الصبر تلك اللحظة التى سينال منه وينتحل شخصيته لينعم بما حرم منه هو طوال حياته .
ممدوح مشيرا إلى متولى …يلا بسرعة .
وكيف ما جولتلك هنجلعه خلجاته هلبسها آنى وهلبسه خلجاتى .
ومتنساش البطاقة واى حاچة تخصه هخدها .
وبعدين كيف ما جولتلك ، عايزك تضربنى چامد على رچلى تكسرها ، وكمان چايب معايا موس هشرح إكده كام حتة فى جتتى ووشى عشان تظهر إنها أصابات .
متولى ..ولو مش هاين عليا أضربك يا سيد الناس ، بس ماشى لأجل عيونك .
وبالفعل اتجهوا إلى السيارة ، ليجدوا منصور فى رمقه الأخير ، ينازع فى الروح لما تعرض له من إصابات خطيرة.
فأخرجه متولى من السيارة وبسطه على الأرض ، فتقدم منه ممدوح ورمقه بنظرة نارية مردفا بشماته ..أخيرا چت اللحظة اللى كنت عستناها من زمان جوى .
أشوفك وانت عتطلع فى الروح يا منصور ، وهخلص منيك .
ياااه عشت عمر بحاله محدش عيحبنى بسببك وعيحبوك انت بس وعيحترموك مش خابر على ايه يعنى .
كل ده عشان اخدت شهادة كبيرة ، ما انا دلوك بفلوسى اشترى أعلى شهادات .
ومش بس إكده هاخد منك كل حاچة ، حتى مرتك وعيالك وكفاية عليك اللى عشته بينهم متهنى وانا محدش عيعبرنى ولا يجولى أنت فين ولا عامل ايه .

 

ثم بدء يخلع عنه ملابسه ، فرمقه منصور بنظرة لم ينساها ابدا ممدوح طيلة عمره .
ثم حدثه منصور بصوت ضعيف مخنوق ..الله يسامحك يا اخوى ده انا كنت عحبك وعتصدق لما نقف جدام ربنا يوم الجيامة.
وخلى بالك عاد من عيالى ، اما زهيرة فيستحيل تصدق انك انا ، لأن اللى بينا حاچة انت متوعهاش واصل .
ثم حشرجت روحه ورفع سبابته هامسا…اشهد ان لا اله الا الله محمد رسول الله..
ليلقى ربه بعدها .
ليشهق منصور فزعا من نومه صارخا …لا متموتش يا خوى ، متموتش .
لتستيقظ نهلة على إثر صراخه وتلتفت إليه جذعة بقولها …مالك يا منصور ، انت شكلك عتحلم ، ومين اللى ميموتش ده .
هو فيه حد مش بيموت ، كلنا هنموت يا خويا .
ولكن منصور دخل فى نوبة هياج وهيسترية وزاد صراخه .
فذعرت نهلة مردفة بقلق …الراجل شكله كده إتچنن خالص ، ومينفعش يسكت عليه أكتر من إكده .
فوضعت عبائتها وخرجت تستنجد ببراء وباسم .
وطرقت كل باب منهم .
نهلة بقلق ….ألحجوا أبوكم ، عيصرخ ومش جادرة عليه بسرعة .
فخرجوا جميعا من غرفهم وتبعتهم زهيرة بخطى متثاقلة.
والتفوا جميعا حوله .
ليجدوه على نفس حالته فى حالة فزع وخوف وصراخ ويقوم بضرب وجهه .
فطالعته زهيرة بشماتة مردفة بهمس …سبحان الله المنتقم الچبار .
ياااه مش مصدجة عينيه واخيرا چه اليوم اللى أشوفك جدامى إكده من غير حول ولا قوة وتعرف إن الله هو الحق يا ممدوح .
ثم حمدت الله مردفة …أحمدك وأشكرك يارب خدتلى بتارى منيه .
ولكنها انتبهت إلى بكاء زاد وبانة ، فحاولت التأثر حتى لا يشك فى أمرها أحدا .
أما براء فأسرع إليه يحاول تهدئته بقوله …أهدى يا بوى ، إهدى .
حصولك ايه بس ؟
باسم ….لا مش هقدر نسكت اكتر من إكده ، ولزمن نخده المستشفى نشوف ماله .
أما بانة فطالعت نهلة بغضب مردفة بإنفعال …من ساعة ما أتچوزك وهو فى النازل إكده .
وانا شاكة إنك السبب وعتحطيله حاچة .
ولو طلع كلامى صوح ورب الكعبة ما هسيبك .
ثم حاولت التهجم عليها مرة أخرى ،ولكن زهيرة وزاد استوقفوها .
زهيرة…وبعدين يا بانة ، مينفعش الأسلوب ده .

 

بانة …مش شايفة ابوى بجا عامل إزاى من تحط رأسها دى .
وهنا بكت نهلة بهيسترية مردفة بإنفعال …حرام عليكى بچد ، انا مليش دخل بلى حصله واصل .
وأكشفوا عليه عشان تتأكدوا .
طالعتها زهيرة بنظرة ثاقبة ، فهى تعلم أن ورائها سر فى زواجها من حمدان ولن تستريح حتى تعلمه .
تجهم وجه براء مردفا …عنكشف عليه بس لو فعلا طلع كيف ما جالت بانة ، هحبسك ..
فأجهشت نهلة بالبكاء مردفة بنحيب …وماله يا بيه ..صدجنى السچن عيكون رحمة عن العيشة معاكم دى ..
ثم تابعت بقولها ”
خده يا بيه وشوف ماله ، بس انا مش هسامحكم أبدا على اللى عملته فيا ده .
ولو وحدة غيرى كانت استغلت فرصة مرضه وكتبته على اللى وراه ولى جدامه وانتم متحصلوش چنيه واحد بس من ماله .
لكن أنا وحدة تعرف ربنا ومتعملش إكده ومكنتش عايزة أخدكم بذنب مش ذنبكم .
باسم ساخرا …يعنى عايزة تفهمينى انك ملاك من السما ، مچوزة
ابوى اللى أكبر من أبوكى ذات نفسيه عشان عتحبيه .
مش عشان الفلوس يعنى .
فحدقته نهلة بنيران الغضب مردفة بتأنى …اتچوزته لسبب تانى خالص ، بس خلاص معدتش ينفع وهو فى حالته دى .
فأشار إليها براء بعدم فهم مردفا …جصدك ايه !
يعنى مچوزاه ليه ؟
فلمعت عينيها بالدموع مردفة بإنكسار ….خلينا دلوك فيه يا بيه .
خدوه وأطمنوا عليه .
باسم …هنخده ، لإن مهما حصل هو أبونا فى الأول والآخر بردك .
يلا براء خلينا نغير خلجاته ونخده مستشفى المركز .
ليأخذوه بالفعل رغم مقاومته وصراخه إلى المستشفى.
وبالكشف عليه وعمل الاشاعات المطلوبة من قبل الطبيب .
الطبيب …صراحة مش شايف اى حاجة فى المخ مش طبيعية ، تخليه بالحالة دى .
ده حتى الاكتئاب مش ممكن يوصله لكده لكن أنا شاكك فى حاجة .
باسم …جول حضرتك ، عشان أنا كمان شاكك تقريبا في نفس الحاچة اللى بتفكر فيها .
الطبيب …تمام ، يبقا لازم نتأكد من تحاليل الدم ، عشان هى اللى هتبين فيه ايه بالظبط .
براء …تمام يا دكتور ، نعمل ونشوف وربك يسترها .

 

فى حين كان متولى قد أتصل بعد مغادرتهم إلى المستشفى بـحمدان يطلعه على ما حدث .
أصاب حمدان التوتر بقوله …وهما دلوك فى المستشفى يا زفت .
متولى …ايوه يا حمدان بيه ..
حمدان …طيب عايزك تعمل اللى جولتلك عليه بالظبط .
متولى …عيونى يا حمدان بيه .
حمدان …عتروح لغالية وتاخد منيها جرعة علاج تانية من بتاع منصور ، وتجوم معاود الجصر وتخلى حد ينادى على نهلة عشان تخرچ من الأوضة ، تجوم انت داخل داخل دافس العلاچ ده فى خلجاتها .
متولى …تأمرنى يا حمدان بيه .
ليغلق معه الخط حمدان ، ثم ابتسم ساخرا بقوله …وورينى بجا يا ست نهلة عتخرجى منها المرة دى ٱزاى ؟
ليتصل بحمدى بعدها …
حمدى مبتسما .. .. أهلا بسيد الناس.
ضيق حمدى عينيه مردفا بجدية .. ..اسمعنى كويس هجولك إيه ، عشان منروحش فى حديد عشان الچو مكلبش اليومين دول .
توتر حمدى مردفا .. ..استر يلى بتستر .
خير يا بيه .
حمدان ….منصور خلاص جرب يودع ، ومفيش شوكة فى ضهرنا من بعده غير براء .
عشان كده لزمن نضحى بيه ، جبل ما يتعشى بينا .
ويدعبس ورانا لما أبوه يموت .
إندهش حمدى بقوله …كيف ده بس ؟
ده سيادة المقدم ، وشوكته عالية .
فضحك حمدان بقوله …مهو احنا هنصيبه فى الحتة دى .
وهفهمك بالظبط عتعمل ايه ؟

 

انتهى حمدى من حديثه مع حمدان ، لتطالعه قمر بترقب مردفة …فيه ايه عاد وماله براء فى الموضوع ؟
انا بجيت خايفة جوى ، مش كفاية ملك عتهددنى .
كمان عتدخلوا براء فى لعبتكم ، ولو عرف انى انا معاكم ، عتكون نهايتى على يده .
ابتسم حمدى بقوله …متخافيش يا جمرى ، طول ما أنتِ معايا ، وورا حمدان بيه بدماغه دى اللى توزن بلد .
ابتلعت قمر لعابها بخوف مرددة …ربنا يستر.
وجولى هتعمل كيف مع ملك ولو أن جلبى مش مطاوعنى انى اخلص منيها دى أختى بردك يا حمدى .
فضحك حمدى …يا جلبك الحونين يا قمر .
بس جوليلى عاد هى شكلها ايه اختك ملك دى .
حلوة زييكى إكده .
فاحتنقت الدماء فى عروقه قمر وأصابتها الغيرة فرددت بغيظ …وانت يهمك ايه بحلاوتها يا حمدى .
حمدى …عتغيرى عليا يا جمرى .
ضحكت قمر مردفة بسخرية …..أغير عليك أنت ، لا ده كان زمان وجبر .
جبل ما أعرف حقيقتك النجسة دى .
كل الحكاية إنى قمر اللى محدش يتخطى جمالها ولا دلالها حتى لو كانت أختها .
فأطلق حمدى صفيرا مردفا بإعجاب …طبعا يا حتة مانچة .
مفيش غيرك أنتِ وبس فى حلاوتك فى مصر كلاتها.
بس بچولك بس شكلها إيه عشان أعرفها لما أنوى اللى اتفجنا عليه .
فزفرت قمر بضيق وأخرچت هاتفها ثم بحثت به عن صورة لملك لكى يراها .
وعندما طالعها طالعها حمدى سال لعابه ، فقد كانت تفوق قمر جمالا طبيعيا بوجهها الهادىء البرىء الذى سحر حمدى من أول نظرة .
فحدث نفسه …لا يمكن دى تتكتل ، متستهلش ابدا الكتل العسل دى .
ثم لاح فى الأفق له فكرة أن يفعل معها كما فعل مع قمر ، فتكون رهن إشارته فى أى وقت.
عوضا عن قمر التى تمنعه أحيانا لكى لا يشك بها براء .
فحدثها حمدى بقوله …صراحة أنا كمان جلبى وچعنى لما شوفتها وحسيت كأنها أختى بردك يا قمر وأجولك بلاش كتل .
ايه رئيك حاچة أفضل وتخليها متجدرش تفتح بوجها معاكى خالص وتبجا رهن إشارتك فى كل حاچة .
ومتتأمرش عليكى تانى ولا تحسى إنها أجل منيكى فى حاچة ..
طالعته قمر بإندهاش مردفة ….كيف ده ؟
……….
أتعب قلبه محفوظ شهقات إلهام من البكاء وطالعها بطرف عينيه ثم أغمض عينيه متألما محدثا نفسه …لساكى كيف القمر فى ليلة تمامه يا إلهام حتى وأنتِ عتبكى ورايد أجوم أخدك فى حضنى وأضلل عليكى وأجولك دموعك دى غالية عليا جوى وانى عحبك حب ما حدش حبه جبلة ولا بعدى .

 

وكنت رايد نعيش مع بعض فرحانين ونملى الدوار عيال يكونوا جطعة منى ومنك .
ثم كور يده بغضب مردفا بغصة مريرة حرقت قلبه …لكن مش جادر يا بت عمى ، كل ما أتخيلك مع الحيوان منصور وأنتِ بين أيديه وهو مبسوط وعيضحك أنه خدك جبلى وبعدين يرميكى ليا زى اللى بعد ما خلص وكل اللحم رمى العضم للكلب .
اااااااه لا مش جادر حاسس كأن نار فى جوفى ، وخابر نفسى مش عجدر أسامحك واصل .
خصوصا لما بشوف منصور وألاجيه عيبصلى وعيضحك وانا مش جادر أعمل حاچة عشان كاسر عينى بعد ما كنت راسى مرفوعة .
ليجد نفسه يقوم وقد بلغ به الغضب مبلغه ،ووقف أمامها يطالعها بعين الشر مردفا بإنفعال …خلصتى نواح ولا لسه ؟
يلا جومى من على فرشتى متنجسهاش ، عشان عايز أتخمد وأنام من غير وكل كمان ، عشان خلاص نفسى أتسددت .
إلهام بإنكسار …أمرك يا واد عمى ، بس عنام وين انا ؟
محفوظ …عندك الأرض أتخمدى عليها ،ثم أمسكها من معصمها بقوة ألمتها ودفعها على الأرض مردفا بتهكم …أهو إكده نامى بجا ويارب ما يطلع عليكى صبح .
فرددت إلهام بعد أن صرخ فى جسدها كل جزء منها بسبب الألم …امين يارب ، يمكن أرتاح من قسوة جلوبكم وأروح لربنا هو أحن وأرحم
……….
جلست زهيرة على فراشها ولسان حالها يقول …سبحانك يا ربى .
اخيرا يا حبيبى ربنا چبلك حقك من الشيطان اخوك ، اللى غدر بيك وعاش حياتك وخد مكانك بالباطل .
ولسه كمان هيچى عليه اكتر ، عشان من قتل يقتل ولو بعد حين ..
ثم داهمتها الذكريات فى ذلك اليوم العصيب الذى ألمها فيه قلبها عند خروج منصور لمقابلة أخيه .
وظلت فى توتر وقلق لا تعرف سببه وما أكده هو تأخره فى العودة .
فأخذت تتصل به مرارا وتكرارا فلم يجبها .
فصرخت …شكله عملها ممدوح ، انا كان جلبى حاسس .

 

وخابرة ٱنه ديل الكلب عمره ما يتعدل .
اااه يا جلبى ، والله لو عملتها يا ممدوح الكلب لأكون شاربة من دمك ومش هسيب تارة ابدا ..
ثم أخذت تتمتم بالدعاء …استرها يارب
أنت خابر مجدرش أعيش من غيره ، طمنى عليه يارب .
ثم أخذت تدور حول نفسها فى الغرفة وتفرك فى يديها بقلق .
حتى سمعت رنين الهاتف ، فانقبض قلبها .
ثم أسرعت إلى الهاتف ليخبرها المتحدث أن ….؟

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أولاد الجبالي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *