روايات

رواية قد انقلبت اللعبة الفصل الثاني والخمسون 52 بقلم إسراء الشطوي

رواية قد انقلبت اللعبة الفصل الثاني والخمسون 52 بقلم إسراء الشطوي

رواية قد انقلبت اللعبة البارت الثاني والخمسون

رواية قد انقلبت اللعبة الجزء الثاني والخمسون

رواية قد انقلبت اللعبة الحلقة الثانية والخمسون

« ‏- حَلم العُمر. »
| كان عناق.. عناق كفيل بإنهاء حياتي وسحب أنفاسي للأبد برضاه تام.. هذا ما كُنت أُريده من سنين عُمري حَلم العُمر تحقق أخيرًا وأصبح أسمك يليه أسمي.. كانت تُجربة تحتاج إلي الصبر وأستطعت أن أصبُر حتي أحصُل عليكي بالنهاية، كُنتِ حلم بعيد يَسكُن بمدار السماء وأنا واقفًا علي الأرض كُل ما أستطع فعلُه، رَفع رأسي لأعلي والنظر إليكِ وإذا أستطعت أن أراكي أكون محظوظ اليوم، كُنت أحترق كُل يوم بنير ان العشق وأنا أراكي بعيده عني ليس بُعد المسافات بل الإجبار علي البُعد، وهذا الأصعب أن تكوني قريبة مني للغاية وتُشاركيني نفس المسكن لَكن لَم أقدر علي الأعتراف لَكِ بَحُبي الدفين.. لهذا أنا سعيد طائر من الفرحة بعد أن أصبحتِ مَلكِ وعلي أسمي للنهاية. |♡|
#بقلمي
* داخل حُجرة قاسم
تَجمعت الأسئلة داخل حدقتيها تسأله بعيونها عن مَقصده وهي تصُب نظراتها عليه بأهتمام، ومع صَمته الذي طال إزدادت حيراتها لتردف قائلة:
– في إيه يا قاسم، أتكلم متقلقنيش أنا أساسًا مَفيش أعصاب!
كان ينظُر إلي عيونها بعشق وهو يَعُض بأسنانه علي فمه من الداخل يُحاول إسكات طبول قلبه التي تَرفُض بأن تَخدش قلبها ولو دون قَصد، لَكن عقله كان يُحفزه علي الحديث معها بشكل واضح وصريح حتي تتفهم مَقصده من الحديث لذلك أنتظر ثوان يُجمع كلماته حتي لا يُجرحها لأن من البداية يَعرف ما هي عليه يعرف كيف تَم تدليلها من الجميع أيضًا يعلم جيدًا أنها تُحب وتعشق الدلال الزائد ومهما فعلت من أخطاء كان يأتي هو و والديه إليها يقوموا بمُصالحتها، فلا يُمكنه الأن قَذف جميع الأخطاء عليها وليس فقط هذا يُريد أن يُغير طباعها حتي تصلح زوجة له.
هذا الحوار كان يدور بين عقله وقلبه العقل يُهاجم والقلب يُدافع عن مَعشوقته وحبيبته غير راضي عن ما سيفعله لَكن بنفس التوقيت سيتحدث معها بلُطف ولين من خوفه عليها فقط.
مع صمته الذي طال شدت علي كفيه قائلة بنبرة قلق بسبب سَكوته مما جعل عيونها تضيق بسبب التوتر:
– قاسم أنطق في إيه بجد سَكوتك مخوفني محسسني أن في مُصيبة حصلت، ه.. هو في حاجة حصلت هتعطل جوازنا طيب؟!

 

 

بنهاية حديثها كان الخوف والقلق مسيطر عليها، ليضعط علي كفيها قائلًا بنبرة مُطمئنه قائلًا:
– أنتِ بتقولي إيه!، مَفيش حاجة هتوقف جوازي منك غير المو ت أنتِ سامعه.
سَحبت كف يدها من راحه يده لتضعها علي وجنته تُربط عليها بحنو لتردف قائلة بنبرتها الطفولية الرقيقة:
– بعد الشر عليك متقولش كده.
رَفع كف يده و وضعه علي كفها والكف الأخر مُتمسك بيدها ليردف قائلًا:
– الكلام اللي هقولوا مش عايزك تفهميه غلط، أنا لو مش خايف عليكي مش هتكلم معاكي.. فَكرت كتير قبل ما اقولهولك ومش عارف ده الصح ولا لا بس حاسس أنِ لازم أتكلم.
لَم يُخفف حديثه من توترها بل إزداد لتردف قائلة بنبرة عاجله:
– طَب أتكلم.
حمحم حنجرته ليردف قائلًا بنبرة جادة لَكن هادئة:
– بُصي يا إيلا الموقف اللي حصل أمبارح وأحنا في الأتيليه بالنسبالي مَعداش مَقدرتش أتخطاه حتي وأنا عارف أنك عملتي كده عشان تستفزيني، اللي ضايقني تَسرُعك في رده فعلك حتي في كلامك بدون ما تفكري في رد فعلي أنا، يعني كلامك قُدام الراجل حسسني بقلة قيمة وكأنك ما بتحترمنيش..
سَحبت يدها من علي وجهه تُقاطع حديثه لتردف قائلة تُدافع عن ذاتها وهي تُرجع خُصلات شعرها الناثرة خلف أُذنيها:
– لا لاا يا قاسم ده مَكنش قصدي نهائي..
لَم يَدعها تُكمل حديثها ليردف قائلًا يُستكمل حديثه:
– سبيني أكمل كلامي وهديكي فُرصتك في الكلام ، تقولي كُل اللي عايزاه بس متقاطعيش كلامي.
أومأت برأسها بالإيجاب، ليستكمل حديثه بنفس ذات النبرة قائلًا:
– كان مُمكن تكون رده فعلي مُتهوره وأندفع بس أنا تمالكت أعصابي ولأخر لحظة كُنت ساكت وماسك أعصابي عنك ، حتي لما قيستي الفُستان اللي مش عارف إزاي تفكيرك وصلك أنك تلبسيه، أنا بحمد ربنا أن الراجل مَكنش موجود وقتها لأن رده فعلي مَكنتش هتعجب حد.. وفالأخر لما تعاملت معاكي ببرود وقولتلك لو عايزة تشتريه أنا موافق زعلتي بسبب رده فعلي وأنِ إزاي وافقت بالسهولة دي مع أنِ أنا اللي المفروض أزعل أنا اللي طبطبت عليكي وراضيتك مع أنك عندك عقل وقادرة تُحكمي بيه اللي ينفع يتعمل واللي لا! ، أنتِ اللي كُنتي مسؤله والسبب في إي رده فعل كُنت هاخُدها يعني أنا مش من المفروض عليا أنِ أطبطب عليكي في كُل الأوقات بل بالعكس في أوقات أنتِ اللي المفروض تطبطبي عليا وتراضيني لما تكوني غلطانة في حقي أنا مُتفهم أنك عيشتي حياة كُلها دلع ومهما عملتي كُنا بنصالحك ، بس ده مش هينفع بعدين ومتفهميش كلامي غلط أنا أطبطب عليكي العُمر كلوا وأراضيكي مهما حصل، بس كلامي ده لبعدين عشان تعرفي تعيشي في الزمن اللي أحنا فيه مش هتلاقي حد يطبطب عليكي ويستحملك زي وزي اللي حوالينا لما تتخرجي هتفهمي كلامي الحياة اللي عايشنهالك حاجة والخروج للواقع حاجة تانية.

 

 

مع حديثه كان كُل شيئًا بها ينهار لَم تعتاد علي سماعها لهذا الكلام، لذلك لَم تفهمهُ ما وصلها أنه أُرهق من دلالها الزائد عليه تَجمعت دموعها بمقلتيها لتردف قائلة بأكثر نبرة وجع:
– كُنت مُمكن تختصر كلامك وتقول أنك زهقت مني، بدل الكلام الكتير ده.
قالت حديثها لتنهض حتي تُغادر من أمامه لا تُريد شفقه منه مرةً أُخري، لَكن يده لَم تدعها تذهب أمسكها من معصمها جيدًا حتي لا تفلت منه، ليردف قائلًا بنبرة هادئة يُريد إصلاح حديثه قائلًا:
– إيلا أنا مَقصدش اللي فهمتيه خالص، أنا مش زعلان من دلالك عليا ومبزهقش منك مُستحيل أساسًا.. أنا كلامي موجه للواقع عايزك تنشفي عشان ماحدش يستغل ضعفك في يوم ولا يستغلني بيكِ، بُصي عايزك مع الكُل وقُصاد الدُنيا كُلها مَفيش حد يقدر يزعلك ولا ينزل دمعه منك، لما ترجعي البيت تجري علي حُضني تعيطي براحتك تعملي اللي أنتِ عايزاه.. أرجوكي قَدري خوفي عليكي أنتِ دماغك توزن بلد بس عقلك لسه بيبي أنا مُتفهم ده وعشان كده هنبدأ سوا وهعلمك أزاي تواجهي الكُل بشخصيتك القوية مش عايزك ضعيفة أنتِ مَتعرفيش ضعفك قُصاد ديما كان بيعمل فيا إيه بس توعديني مَفيش زعل ولا حساسية بينا.
تَفهمت معني حديثه لَكن بنفس التوقيت حزنت ماذا تفعل هي عاشت وتربت علي الدلال وإذا أغضبها شخص سيأتي حقها من أهلها، هي لا تعرف ظُلم العالم مازالت بقلب وعقل طفلة.
حمحت حنجرتها لتردف قائلة بنبرة مُتحشرجة ودموعها مُتجمعه داخل مقلتيها:
– فَهمت معني كلامك وموافقة أنك تعلمني اللي أنت عايزوا، بس إيه اللي خلاك تفكر في الكلام ده دلوقتي؟.. أنا بسألك خوفًا من أنك تَكون زهقت مني بجد يا قاسم قولي الحقيقة أنا مش هزعل.
وَضع يده علي رأسها من الخلف يَسحبها بالقُرب منه طابعًا قُبله علي جبهتها، ليردف قائلًا:
– خوفي عليكي من اللي جاي أما أنا مزعلتش منك مَبعرفش أصلًا ، وأدي رأسك هبوسها عشان تسامحيني ومتزعليش من كلامي.

 

 

لَف ذراعيها حول خصره لتردف قائلة:
– مسمحاك بس أوعدني أنك عُمرك ماتزعل مني ولا تقسي عليا في يوم من الأيام.
طَبع قُبله علي شعرها وهو يردف قائلًا:
– أوعدك أنك مش هتشوفي إلا دلع وحنيه ماشوفتهاش قبل كده، وعد أن حياتك الجاية معايا هتحلفي بيها.. عارف أن كلامي شديد علي قلبك الحنين يا روحي بس كان لازم عشان تعرفي زي ما في حلاوة الدُنيا مع قاسم في قساوتها ربنا يقدرني وأقدر أبعد عنك إي شيء يزعلك.. بس عايزك توعديني أنك تفكري في الكلام كويس وأحنا في إي مكان اما لو لوحدنا عيشي قولي اللي أنتِ عايزاه يا باشا براحتك.
دَست وجهها بصدره تُخفي دموعها المُتساقطة عن عينيه، لَكنه شعر بها ليرفع وجهها يَمسح دموعها وهو يُراضيها إلي أن هدأت لتردف قائلة بدلال:
– لو عايز تصالحني بجد خُدني معاك وأنت رايح تستقبل جدو والعيلة.
أومأ برأسه بالإيجاب مع إبتسامة تُزين شفته ليردف قائلًا:
– قُدامك عشر دقايق تجهزي فيهُم لو اتاخرتي هسيبك وأمشي.
لَم تستمع إلي باقي حديثه لتركُض من الغُرفة إلي غُرفتها ترتدي بعجله ثيابها، بعد خروجها توسعت إبتسامته ليُرجع رأسه للخلف يُسندها علي ظهر الفراش وهو يُفكر بأمر ديما وما ستفعل غدًا هو أخد جميع الأحتياطات اللازمه لَكن قلق منها ، ف ديما لا أحد يُمكنه توقع رده فعلها بسبب جنونها.
نَهض من الفراش مُتوجه إلي الخزانة يُجهز حاله حتي يتحركون سويًا لأستقبال عائلتها.
* داخل جناح خالد وجني
كان خالد وجني يتسطحان علي الفراش بجانب بعضهُم، يغفو خالد داخل نوم عَميق عَكسها لَم يَزور النوم جفونها.
أعتدلت بجلستها لتتطلع إليه وهو يغفو بنوم هادئ ثابت فجأة شَعرت بالأختناق كأن أحدهُم يَقوم بخنقها لَم تَكُن قادرة علي ألتقاط أنفاسها، لتنهض علي الفور تهبط الفراش مُتوجه إلي خارج الغُرفة حتي لا تزعجه بنومته.
بعد أن خَرجت وَقفت علي بداية الدرج من الأعلي واضعه يدها علي صدرها واليد الأُخري علي سور الدرج تلتقط أنفاسها بقوة وسُرعه عالية، بنفس التوقيت كانت الخادمه التي أستمعت إلي حديث خالد وريتاج مُسبقًا تخطو خارج المطبخ لتري جني بتلك الحالة، فورًا رَكضت إليها.

 

 

وَقفت أمامها تتطلع عليها بخوف لتردف قائلة بنبرة قلق:
– مالك يا جني هانم؟، تحبي أصحي خالد باشًا.
حركت رأسها بصعوبة بالنفي لتردف قائلة بنبرة ضعيفة وهي تلتقط أنفاسها:
– لا لاا ساعديني أنزل لتحت و وديني غُرفة الليفينج.
حركت رأسها بالإيجاب وهي تتمسك بيدها واليد الأُخري تلفها حول خصر جني لتُسندها علي الهبوط بخطوات بطيئة هادئة حتي لا تتعثر بشيئًا يُصيب جني بالخــــ.طر.
~ داخل حُجرة المعيشة
بعد أن دَلفان جلست جني علي الأريكة ترتشف المياه التي جلبتها إليها الخادمة، لتظل برفقتها إلي أن أنتظمت أنفاسها إرتسمت جني إبتسامة علي شفتها.
لتردف قائلة بأمتنان وهي تتمسك بكف الخادمة بين كفها:
– شُكرًا يا فاطمة ، تَقدري تروحي تنامي أنا بقيت كويسة.
تَحدث فاطمة قائلة:
– طَب مش عايزاني أعملك حاجة تاكليها أو تشربيها؟
حركت جني رأسها بالنفي قائلة:
– لا يا فاطمة روحي أنتِ أنا بقيت كويسة وشوية هطلع أوضتي.
أومأت فاطمة رأسها بالإيجاب لتتحرك خطوتين لتلتفت إلي جني تنظُر إليها بحيرة، مما جعل جني تردف قائلة:
– في حاجة يا فاطمة!
إبتسمت فاطمة لتردف قائلة:
– تَصبحي علي خير يا هانم.
بادلتها جني الإبتسامة لتردف قائلة:
– وأنتِ من أهل الخير.
تَحركت فاطمة بخطوات بطيئة من الغُرفة تُفكر بما عليها فعله مُتردده هل تُخبرها بما أستمعت به أم تصمُت حتي تُحافظ علي عملها، لَكنها ليست المرة الأولي التي تُخبر جني بشيء دائمًا تُخبرها بما تستمع إليه لَم تَخذلها جني ولو مرةً واحده بحياتها، غير هذا هي تُكن الأحترام إلي جني بسبب وقوفها بجانبها عندما أحتاجت أموال من أجل عملية زوجها فَلم تبخل جني عليها بالمال بل تحدث مع خالد وجعلته يُعطي إليها الأموال ليس فقط هذا بل نقل زوجها إلي أعلي المُستشفيات وبعد عمليته جعله يَقيم أسبوع وهي معه ليخرُج عندما تَحسنت حالته، كُل هذا لَم يَقطع مُرتبها، هي لها فضل كبير عليها ومن الواجب عليها أن تُخبرها حتي تُريح ضميرها، لهذا يجب عليها أن تُخبرها لمعرفة الحقيقه وما شاهدته خصيصًا عناق خالد وريتاج.

 

 

كادت أن تَخطو بقدميها خارج الغُرفة لَكنها أتخذت قرارها لتلتفت تنظُر إلي جني التي نظرت إليها، تسألها عن ما بها وإذا كانت تحتاج شيئًا ما تُخبرها بدون تردُد، تَقدمت فاطمة إليها تَقُف أمامها وهي تَفرُك بيدها بتوتر.
لتردف قائلة بنبرة هادئة:
– جني هانم كُنت عايزة أحكيلك عن حاجة سمعتها قبل يوم ما تتعبي وتروحي المُستشفي.
ضيقت حاجبيها تنظُر إلي فاطمة لتردف قائلة وهي تُربط علي الأريكة بجانبها:
– طَب أُقعدي يا فاطمة بس الأول روحي أقفلي الباب علينا.
تَحركت فاطمة علي الفور تغلق باب الغُرفة عليهُم لتعود جالسة بجانب جني تنظُر إليها، لتحسها جني علي الحديث لتتنهد فاطمة ومن ثُم تَسرد لها جميع ما سمعته تلك الليلة.
بعدما سمعت حديث فاطمة تَجمعت الدموع داخل حدقتيها لا تُصدق ما أستمعت إليه، كانت عيناها مَصبوبة أمامها في اللاشيء ظَلت علي هذا الوضع دقائق لا تَشعُر بأي شيء لا بجسدها ولا أطرافها حتي عقلها تَوقف عن التفكير.
جاء حديث فاطمة بنبرة هادئة حزينة عليها:
– أسفة ، مَكُنتش عايزة أعرفك حاجة بس مقدرتش.
الأن أستفاقت جني علي ذاتها، عَضت علي شفتها السُفلية بقوة إلي أن أدمتها لتُكور كفوف يدها تغرز أظافرها بلحم كفها بغضب، لتلتفت إلي فاطمة قائلة بأكثر نبرة كُره تنفي ما سمعته من قبل تلك الخادمة بالتأكيد لَم يفعل خالد وعز بها هذا..
– أنتِ كدابة خالد مُستحيل يعمل فيا كده مُستحيل يعيشني في وهم.
حركت رأسها يمينًا ويسارًا وهي تردف قائلة بنبرة صادقة:
– والله العظيم ده اللي سمعته ، أتكلمي مع خالد باشًا وأكيد في سوء تفاهُم..
نَهضت جني من علي الأريكة علي الفور وكأن كهرباء سارت بجسدها لتمسك فاطمة من ذراعيها بقسو ة وهي تَصرُخ بوجهها بجنون وغضب تملكها:
– أنتِ كدابة.. كدااابه مش عايزة أشوف وشك أطلعي برا.. براااا..
بنهاية حديثها صرخت علي فاطمة لتد فعها علي الأرضية بكُل قوة،لتنهض فاطمة راكضة علي غُرفتها علي الفور وجسدها بأكمله يرتجف من الخوف نادمة علي ما فعلته خوفًا من أن تخسر عملها.
بعد خروج فاطمة ظَلت جني تدور حول نفسها ويدها علي أُذنيها تُريد إيقاف أصوات عقلها الذي يُردد حديث فاطمة بكلماته الدا مية لروحها، كَيف فعل هذا؟، لماذا رَسم خطة حتي يُخبرها بأمر فقدها لطفلها؟، لما لَم يُخبرها من البداية حتي لا تعيش علي أمل زائف؟، لما يخدعها دائمًا.

 

 

ظلت تدور حول نفسها إلي أن وقعت علي الأرضية وخلفها الأريكة كان جسدها يرتجف بأكمله بعُنف تَضر ب بكفيها علي الأرض بقسو ة ، تنتحب ودموعها تُغرق وجهها ليعلو أصوات شهقاتها، تُريد أن تُخرج غضبها بأكمله لا تُريد أن يتملك الضعف منها ستنهار بمُفردها.
سَقط جسدها علي الأرضية لتتمدد عليها تتكور كالطفل الرضيع تُحاوط جسدها بذراعيها لَم تتوقف دموعها بل ظَلت تنساب علي وجنتها دون إي صوت ، أزداد ضعفها لتعود ذاكرتها إلي تلك الليلة التي طَلبت بها وجبة طعام من الخارج وحدث لها التســـــ.مُم إلي أن أستفاقت لتري نفسها داخل فيلًا عز وما حدث حينها وحديث عز وخلود لتتذكر أمر الأدوية التي كانت تتناولها ، لتتذكر حديث الطبيبة الذي كان نفس حديث الخادمة التي أخبرتها عن ما قالته ريتاج إلي خالد لتُحظرها حتي لا تَقُع بالفخ لَكنها وقعت صدقت أنها فقدت طفلها أمس، لَكن الحقيقة أنها فقدته من مُده وهي أخر من يعلم.
بعد وقت من الضعف والحُزن والبُكاء أستطاعت أستعادت قوتها لتنهض تَزيل دموعها بأناملها ومن ثُم تتوجه إلي المرحاض بالأسفل تغسل وجهها لتصعد بعدها إلي غُرفتها.
* داخل حُجرة خالد وجني
بَعد دلوفها الغُرفة وَقفت أمام الفراش تتطلع إليه وهو نائم بهدوء لَكن معالم وجهه لَم يَكُن عليها الهدوء بل وكأنه يَحمل حمل ثقيل علي أكتافه، لترتسم علي شفتها إبتسامة ساخرة وهي تتحدث مع ذاتها أن هذا الحمل هي كَذبه وخداعه عليها يجعله خائف من أن تعلم، لتشعُر بحرارة دما ئها ترتفع إلي حد الغليان إلي أن أندفعت لخلايا عقلها الذي سيطر عليه الغضب، كانت عيناها مُشتعلة تنظُر إليه بغضب صَكت علي أسنانها بغضب لتعُض علي شفتها بإسنانها وهي تُقرر اللعب علي طريقته ستذيقه من نفس الكأس لَكن بطريقتها حتي يعلم كيف يُمكنه خداعها بتلك السهولة.
كانت شاردة بنظراتها عليه لَم تشعُر بحدقتيه المُنصبان عليها ينظُر إليها بقلق بسبب نظراتها وجفونها الحمراء، إلي أن أتِ صوته إليها ليجعلها تستفيق من شرودها بعد أن ناداه عليها مرارًا وتكرارًا.
توسعت حدقتيها من صدمة استيقاظه خوفًا من أن يَكون أكتشف شيئًا بسبب نظراتها، لتنظُر إليه بنظراتها البريئة وهي تردف قائلة بنبرة جاهدت علي إخراجها هادئة وبالفعل نجحت بالأمر:
– إيه اللي صحاك يا خالد؟
مَد ذراعيه أمامه يَحسها علي التحرُك إليه حتي تدس نفسها داخل أحضانه كالعادة عندما يفعل تلك الحركة بدون أن يتحدث، نَظرت إلي يداه المُنتظرة قُدومها بتوتُر لا تُريده أن يَشُك بها لذلك عليها التعامُل بشكلٍ هادئ حزينة لَكن ليس غاضبة منه فالبتأكيد سيعيش معها أجواء من الحُزن المُزيفة حتي يقنعها بالأمر، تَحركت بخطوات بطيئة لأول مرة تَشعُر بالتردُد تجاهه لَكنها أكملت سيرها إليه، تُجلس بجانبه علي الفراش تنظُر إلي يديه المُمدده أمامه دون أن تدس جسدها بينهُم.
ليأتي صوته إليها وهو يُحرك يديه علي ذراعها بعد أن وضعها عليه، قائلًا بنبرة هادئة يملؤها المشاعر:
– إيه يا حبيبي، إيه اللي شغلك للدرجة دي؟!

 

 

رَفعت حدقتيها تنظُر إلي كف يده السائِرُ علي ذراعها، لتلتقط أنفاسها وهي تنظُر إليه قائلة بنبرة هادئة:
– ولا حاجة يا خالد، كُل الحكاية أنِ مش مصدقة أن حلمي راح مني فجأة كده بدون إي شكوك.
وَقفت يده علي ذراعها ليبلع لُعابة ليردف قائلًا بتوتر:
– شكوك!، شكوك إيه!
صَبت نظراتها علي نظراته الهاربة من عيونها حاولت رسم الهدوء علي ملامحها، لتردف قائلة بنبرة حُزن:
– شكوكي يا خالد، أنا إزاي أجهضت البيبي، يعني إيه السبب الدُكتور موضحتليش أسباب!
سَحب خالد يده من علي ذراعها يَمسح به جبينه ليردف قائلًا بعد أن تمالك أعصابه قائلًا:
– قالتلي أنا يا جني، اللي حصلك ده بسبب الضعف والحركة الكتير سببتلك نز يف، وعمومًا يا حبيبي أحنا نقدر نجيب بدل البيبي عشرة أهم حاجة عندي أنتِ دلوقتي ولازم تهتمي بصحتك لو عايزة بيبي تاني.
بنهاية حديثه مَسك كفها بين راحة يده يُربط عليه برفق، لتُحرك رأسها إليه بالإيجاب وهي تسحب كفها، لتردف قائلة بنبرة هادئة:
– تمام يا خالد، أنا هنام بقي.
قالت حديثها لتسعد بالنوم لَكن يد خالد منعتها ليردف قائلًا:
– كفاية نوم أنا عايز أقعُد معاكي شوية ونتكلم، وحشتيني آوي يا جني.
توترت من حديثه الذي أصابها بمقـــــ.تل لتضُم كفيها ببعضهُم تَفرُك بهُم بتوتر، لتُنظف حلقها ثُم أردفت قائلة بنبرة مُهتزه:
– أنا لسه تعبانة يا خالد وعايزة أنام، لما أكون كويسة هقولك..
قاطع حديثها ليردف قائلة بصدمة ونبرة دفاع عن ذاته بأنه لَم يقصد ما فهمته:
– أنتِ فهمتي إيه!، أنا قصدي عايز أقعُد معاكي نتكلم سوا وحشني كلامنا مش أكتر.. أنا أكيد مش هطالبك بالي فهمتيه وأنتِ بحالتك دي، أنا مقدر تعبك.
ضيقت عينيها لتعُض علي شفتها بإحراج وضيق من نفسها لتردف قائلة بهروب:
– حقك عليا يا خالد، أنا من التعب مش عارفة بقول إيه!، بُص أنا هنام دلوقتي ونكمل كلامنا بُكره ماشي يا حبيبي.
حرك رأسه بإيماء ونظراته تُتابعها وهي تلتفت بجسدها تتسطح علي جانبها تَهرب من وجهه لا تعرف ما أصابها شعرت بالضعف أمامه بسبب حُبها اللعين إليه غير قادرة علي جرحه حتي ولو بالكلمات لتضحك بداخلها ساخرة من نفسها، مازالت تُخاف علي حُزنه عَكسه فهو يُزيد ويتمادا كُل مادا بَفتح جرو حها بعُمق.

 

 

هَربت بالفعل منه بالنوم أما هو بعد أن شَعر بأستقرار جسدها سَحبها داخل احضانه يُكمل نومه الدافئ بجانبها يستنشق عطر جسدها الطبيعي هو حقًا أشتاق إليها كثيرًا ، سيُعوض لها حياتهُم السابقة سيمحو حُزنها ويبدأ معها صفحات جديدة يملؤها العشق والحُب الهادئ المُريح لقلوبهُم.
~ مَر هذا اليوم بسلام علي الجميع ليأتي اليوم التالي حاملًا مع طيات وسوابل من الأمل والعشق.
* صباحًا داخل فيلًا جلال الجارح/ تحديدًا داخل جناح إيلا
كانت إيلا داخل الجناح برفقت سارة ومايا لَقد أتوا إليها مُنذ الصباح الباكر ليكونوا معها خطوة بخطوة بداية من اليوم، البسمة والبهجه لَم تُفارق وجوههُم كانوا في غاية السعادة من أجلها مُنذ مَجيئهُم وهُم يشعلون المُسجل علي أغاني شعبية ويرقصون سويًا لَم يَقطع أحد سيل بَهجتهُم بل شاركتهُم زينب تلك الأجواء فترة من الزمن لَكنها انسحبت منهُم بأنفاس مُتقطعه بسبب أنهُم لَم يتركوها إلا وهي تُشاركهُم الرقص وبالحقيقة أبدعت كثيرًا.
كان الثلاث فتيات يتراقصون علي أنغام الموسيقة الشعبية والضحكة لَم تُفارق وجوههُم، أمسكت سارة يد إيلا ومايا وطلبت منهُم أن يمسكون يد بعضهُم ليفعلوا ومن ثُم أخبرتهُم بأن يقفزون لأعلي وهُم يتحركون بشكل دائري ليفعلوا الأمر حتي يتناغموا علي ألحان الموسيقة التي أشتعلت عندما أنتهت الأخري.
ليأتي حديث سارة قائلة بنبرة يملؤها السعادة وهي تتوقف عن القفز لتقترب من إيلا تسحبها داخل احضانها:
– مش مصدقة أن العُمر بيجري وأحنا سوا وبحضر فرحك كمان وعلي مين علي اللي عيشتي طول عُمرك بتناديه بأبيه، ده ولا في الأحلام.
أقتربت مايا لتُحاوطهُم بذراعيها و وضعت رأسها عليهُم قائلة بنبرة حُزن مُصطنع:
– يعني مش هتحضنوني علشان لسه نصيبي مجاش، هعيط والله.
رَفع الإثنين وجوههُم علي الفور يحتضنونها بقوة، لتردف إيلا قائلة:
– ده أنا مش هحضُنك وبس ده أنتِ هتباتي في حُضني النهاردة.
رَفعت رأسها تنظُر إلي سارة برفعه حاجب قائلة:
– ملناش دعوة بالمتجوزين يا مايا، أنا يدوبك كتب كتاب مش خلاص أدبست زي حد ولبست في بيت مع راجل معرفش أبات مع صُحابي يوم.
ضَحكت مايا لتدس رأسها بين أحضان إيلا تُحاوط خصرها بذراعيها قائلة بعد أن باعدوا سارة عن احضانهُم:
– عندك حق يا لولي، دي واحده متجوزة ومُمكن تكون حامل، لَو سمحتي أطلعي برا الأوضة هنشوف صاحبه غيرك.
كانت سارة تنظُر إليهُم بحاجب مرفوع ويدها بخصرها، لتقترب إليهُم تنظُر إليهُم بتوعُد، لتردف قائلة بنبرة هادئة لا يخلوها جنونها:

 

 

– بقي كده!، أنا متجوزة يا إيلا ومش هبات معاكي وبتطرُديني يا ست حلويات أنتِ من الأوضة لا ومش بس كده طلعتيني حامل.
وَقفت أمامهُم بعد أن كانت كُلما أقتربت إليهُم أبتعدوا عنها للخلف إلي أن أصبح الفراش خلفهُم، نَظرت سارة إلي الأرضية أسفلها فجأة رفعت وجهها وهجمت عليهُم لتسقُط إيلا ومايا علي الفراش تعتليهُم سارة تضربهُم بخفه تُدغدغ بطونهُم، ليعلوا أصوات ضحكاتهُم دليل علي سعادتهُم بعد دقائق من المرح والضحك سَقطت سارة بجسدها بجانبهُم كانت إيلا تتوسطهُم بالمُنتصف.
تنهدت سارة ومدت ذراعها تَصفع مايا علي معدتها قائلة بنبرة غيظ دفين من تصرُفاتها:
– نصيب إيه يا أُم نصيب أنتِ كمان، ده أنتِ مبهدله أخويا معاكي الواد هيمو ت ويُخطبك علي الأقل وأنتِ كُل اللي عليكي مش جاهزة أديني فُرصة، فُرصة إيه يا بت اللي عايزاها هو في ف حلاوة أمجد ولا وسامته.
رَفعت مايا حاجبها تنظُر إلي سارة قائلة بعناد:
– حلاوة و وسامة ده أخوكي شبه الشامبانزي.
نَهضت سارة بجذعها تصفع مايا بذراعيها لتفعل مايا الأخر، مما جعل إيلا التي كانت بالمُنتصف بينهُم تُحاول فَك النزاع بينهُم لَكنها لَم تستطع كَتم ضحكاتها عندما جاء علي ذهنها نعت مايا إلي أمجد بالشامبانزي.
كانت سارة تُحاول ضَر ب مايا كذلك الأمر مايا لَكن بالحقيقة إيلا من كانت تتلقي الضر بات بسبب وجودها بالمُنتصف بينهُم.
أردفت سارة قائلة بنبرة دفاع عن أخيها:
– شوف مين بيتكلم يا بت ده أنتِ شبه السحليه بالقُصه اللي أنتِ عملاها.
تحدث مايا قائلة:
– هي السحليه بقُصه، ده علي كده أمجد واخد اللقلب ده شعُره عُبارة عن قُصه.
بعد إنتهائها من الحديث أخرجت لسانها تُكيد سارة وهي ترفع أصبعين إي أنها فازت عليها بنُقطتان، لَم تستطع إيلا كَتم ضحكاتها مرةً أُخري لتنفــــ.جر بالضحك يُشاركها الأمر مايا، مما أغضب سارة لتنهال علي الفتاتين بالضر بات ليعلوا صُراخهُم بالتأكيد كانت تضر بهُم بخفه لَكن الأمر كان مُضحك للغاية.

 

 

أردفت إيلا وهي تُخبأ وجهها بذراعيها قائلة:
– يا بت راعي أنِ عروسة، وبعدين أنا مالي أنا ضحكت بس.
نظرت سارة إليها بتوعُد لتُدغدغ معدتها قائلة:
– والله!، وأنا بزودلك جُرعه الضحك.
بسبب صوت صُراخهُم العالي أفاق قاسم من نومته راكضًا فورًا علي غُرفتها دون أن يعي ما يَحدُث، ليدلُف الغُرف علي الفور يسحب سارة من فوقهُم ومن ثُم يسحب إيلا إليه يَطمئن عليها لَكن ما جعل الغضب يزُور معالم وجهه ليعُض علي شفته بأسنانه بغضب بعد أن رأي ملامحها وضحكاتها التي لَم تتوقف كذلك الأمر عند مايا وسارة، دَفعها بخفه لتسقُط مرةً أُخري علي الفراش ليدس أصبعيه بفروة رأسه يَشدها يغضب.
ليردف قائلة بنبرة توعُد وحاجبه مرفوع إلي الثلاثة:
– والله!، يعني كُل الصريخ ده هزار!
حركوا الثلاث وجوهُهُم جانبًا بعيدًا عن أعيُنه يختلسون النظر إلي بعضهُم يُحاولون كَتم ضحكاتهُم، فجأة أنفجــــ.روا بالضحك بقوة أما هو وَقعت عينيه عليها لتصُب علي ضحكاتها ليشرود بها بسعادة مما جعل الغضب يتبدل راسمًا علي شفته أجمل إبتسامة قد تراها بسبب ضحكات معشوقته التي تُذيب أوصاله بأجمعها.
توقفت بعد وقت عن الضحك تنظُر إليه لتري نظرات العشق التي ينظُرها إليها والإبتسامه المرسومه علي شفته، نَهضت من علي الفراش و وقفت أمامه قائلة بنبرة هادئة مُنخفضه.
– ضِحكت يعني قلبك مال، ماخلاص الفرق ما بينا أتشال.
كلماتها جعلته ينفــــ.جر بالضحك، ليقُرص وجنتها برفق قائلًا:
– والله مجنونه.
شَبت علي أطراف قدميها حتي تصل إلي طوله ولَكنها مهما شَبت لن تصل لتردف قائلة بنبرة غرور:
– مجنونة بس مُغرم بيا، هتعمل إيه نصيبك وقسمتك وهتدبس فيها مَفيش أوبشن تاني خُد بالك خلاص كُلها ساعت وهتكتب علي أسمك.

 

 

غَمزت سارة إلي مايا لينسحبوا من الغُرفة بهدوء، ليشعُر قاسم بخروجهُم رَفع يده علي وجهها يُربط علي وجنتها برفق ليردف قائلة بنبرة صادقة مليئة بالحُب:
– لعلمك ده أحسن أوبشن هيحصل في حياتي، هو أنا أطول أن حرمي المصون تَكون إيلا.. تخيلي معايا الأسم كده إيلا قاسم جلال الجارح.
توسعت إبتسامتها وهي تَضع كفيها علي كفيه لتتجمع دموع الفرح بمقلتيها لتلتمع لؤلؤتيها قائلة بنبرة هادئة:
– مَبسوطة آوي يا قاسم، أنت مبسوط زي؟!
ثني جسده قليلًا يَطبع قُبلتين علي كُل لؤلؤة، ومن ثُم رَفع وجه صَب نظراته علي نظراتها قائلًا بصدق عاشق:
– أنا مش عارف اوصفلك سعادتي دلوقتي، يتقفل علينا باب واحد وهقولك كُل الكلام اللي حوشته من آول ما قلبي دق ليكي.
علا وتيرة أنفاسها لتصل إليه زلزلت كيانه علي الفور طَبع قُبله علي جبهتها يليها كفوفها ليخُرج من الغُرفة هاربًا منها قبل أن يفعل شيئًا يندم عليه لاحقًا، ساعات وستكون زوجته علي سُنه الله ورسوله وحينها سيطبع أجمل وأصدق قُبله علي شفتها سيروي عطش سنين سابقه، دائمًا كانت كُتله من النا ر تَقُف أمامه بسبب ولعوا بها.♡
بعد أن خرجت توسعت إرتسامت شفتها هي أيضًا شعرت بما شعر به وشعرت بطبول قلبه التي كادت أن تصم أُذنيها، لَم تَمُر دقائق ليدلفوا ثُنائي مُفسدين لحظات العشق يندفعون إليها يُريدون أن يَعرفوا ماذا قال إليها، لَكن ما أنقذها وصول خبيرة التجميل ومُصففه الشعر حينها حمدت ربها، كانوا لَم يتركوها إلا وهي مُعترفه إليهُم بكُل شيء كعادة سارة ومايا أشقائها وليس أصدقائها فقط.♡
بدأت مُصففه الشعر بتجهيز الشعر من جميع ما يحتاجه حتي تستعد بعد أن تنتهي خبيرة التجميل من وضع المكياج لتبدأ هي بعمل تسريحة الشعر المُتفق عليها مع إيلا، لتبدأ خبيرة التجميل بوضع المكياج الرقيق للغاية كما طلبت إيلا بأنها تُريد مكياج ناعم للغاية، قاربت الخبيرة علي الإنتهاء لتضع اللمسات الأخيرة علي وجهها، كانت إيلا تَجلس علي مقعدًا مُزين بالفرو الأبيض وترتدي رداءًا أبيض من الحرير يصل إلي نهاية فخذها مَطبوع عليه من الظهر جُمله أختارتها زينب بنفسها ” كَتب كتاب إبنتي رفيقه عُمري. “.. قَد جلبتهُ إليها زينب وأعطته إليها قبل أن تبدأ خبيرة التجميل بوضع إي شيءٍ علي وجهها، لتتفاجئ إيلا التي كانت سترتدي أحد منامات الحرير ولَم تكتفي زينب بهذا فقط بل وضعت علي شعرها طوقًا من الذهب الأبيض تبرز من أعلاه حروف أسم إيلا بالأنجليزي كان مظهرها يخطف القلب.
بدأت مُصففه الشعر بتصفيف شعرها ووضع اللازم لقد نفذت كُل مُتطلبات إيلا ليكون مظهرها خاطف للأنظار وخلاب للغاية، مما جعل سارة ومايا يصرخون من الفرحة لها هُم لَم يتركوها ولو للحظة كانوا معها من البداية ويعطونها رآيهُم بكُل شيءٍ يخُصها.
أقتربت سارة ومايا يقفون خلفها يُحاوطونها بذراعيهُم لتتخذ مُصففه الشعر خطوة للخلف، نظرت إيلا إليهُم عبر المرآه لتردف قائلة بنبرة هادئة ناعمة:

 

 

– شَكلي حلو يا بنات.
أخرجت سارة هاتفها من جيب بنطالها ومدته أمامها بوضع التقاط صورة لتردف قائلة قبل أن تلتقط:
– حلوة دي حاجة عادية، أنتِ أيه في الجمال يا صاحبي.
توسعت إبتسامة إيلا وهي تستمع إلي حديث مايا التي أردفت قائلة:
– أنا مشوفتش لا في جمالك ولا رقتك، ولو هتعتبريها مُبالغه أعتبريها أنتِ أجمل من رآت عيني انتِ حلوة آوي يا لولي.
توسعت إبتسامتها للغاية إلي درجة أن خبيرة التجميل أقتربت تنظُر إلي وجهها بخوف خوفًا من أن يُخرب مكياجها أو يظهر به خطوط تعبيرية بسبب إبتسامتها الواسعة لَكن لَم يُخرب شيئًا لَكن حظرت إيلا بشكل لطيف، كانت إيلا في حالة من حالات الحُب المُختلفة حُب الأصدقاء لبعضهُم كانت سارة تلتقط بعض الصور لهُم والمقاطع التصويرية ويعلوا إبتسامتها هي ومايا، أما إيلا كانت تنظُر إليهُم وعيونها لامعه وهذا الحديث يدور داخل ذهنها.
– من أكثر مُخاوفي التي كُنت أُفكر بها دائمًا كَيف سيمُر يوم زفافي من سيكون رفيقي تلك الليلية بكُل الخطوات من بداية يومي من سيُشاركني لحظات خوفي ويصير داعمي من سيُجفف لي دموعي إذا بكيت من سيعطيني رآيه من سيُساعدني بإرتداء ثوب الزفاف، كُل هذي المخاوف كانت لدي بسبب أنني وحيدة ليس لدي شقيقة تُشاركني كُل هذه الأشياء المُمتعه الداعمة للنفس، الآن أيقنت أن الأُخت ليس فقط من تَكُن شقيقتك من الوالديه يُمكنها أن تكون رفيقه بمثابة أُخت والله لَم يحظني بواحده بل رزقني بإثنين مُنذ طفولتي وهُم رُفقاء دربي وسأفعل المُستحيل حتي يظلون معي للنهاية، هُم يّهتمون بالتفاصيل جميعها حتي التفاصيل الصغيرة التي يُمكن أن تُغيب عن ذهني هُم يتذكرونها ويُذكروني بها يُكفي أن من بداية اليوم وهُم يلتقطون لي كُل شيء بالكاميرا التي أشتروها سويًا خاصتًا لي حتي أحتفظ بكُل شيءٍ صوروا بداية من اليوم إلي أن تَم تجهيزي، لَم يطعموني فقط اليوم بل كُل منهُم جلبت معها الطعام المُفضل لي وأصروا علي إطعامي بأيديهُم وكأنني طفلة حقًا أنا محظوظة بهم كثيرًا، هذا ليس جديد عليهُم دائمًا بجانبي بكُل الأوقات يُغمروني بحنيتهُم لهذا سارة ومايا ليسوا رفقاتي بل أشقائي تربينا وترعرعنا سويًا حملنا فراش واحد ومائدة واحده حقًا لَم أُبالغ إذا أطلقت عليهُم هُم من حوشت معهُم نفسي روحي كياني بأكمله بُني معهُم داخل كُل قلب واحده منا ستجدونا مُتربعين عليه.♡
مر الوقت وأرتدت إيلا ثوب زفافها الرقيق للغاية وساعدتها به سارة ومايا إلي أن جاء وقت أرتداء الحذاء نَهضت سارة ومايا بشكل عفوي كُلًا منهُم تسحب فردة من الحذاء ليُطالبوا إيلا بالجلوس بعدها يَمسكون قدمها ويضعون الحذاء بها، أدمعت أعيُن زينب بهذا المشهد أما إيلا سَحبتهُم فورًا إلي أحضانها تُردف قائلة بنبرة جاشة يُسيطر عليها الحُب:
– بحبكُم آوي ربنا يخليكوا ليا، إنتوا أخواتي مش أصحابي.

 

 

أبتعدوا عنها قليلًا ينظرون إليها بحُب ويُبادلونها الحديث بأنهُم يحبونها وهُم أشقاء وسيظلون هكذا، ومن ثُم تحركت خبيرة التجميل التي ظلت معها تُعدل مكياجها، أما زينب وسارة ومايا كان لهُم خبيرة تجميل أُخري ومُصففه شعر أيضًا أتت وأنتهت من وضع المكياج لكُل منهُم كذلك مُصففه الشعر، كانت أطلالتهُم جميعًا ساحرة للغاية.
قاسم من تولي أمر ترتيب كُل شيءٍ بداية بالأتفاق مع خُبراء التجميل ومُصفيين الشعر بعد أن أختارت إيلا خبيرة التجميل ومُصففه الشعر التي طلبتها كذلك سارة ومايا وزينب أتفقوا علي واحده ببداية الأمر كانوا مُعترضين لَكن بعد حديث قاسم بأن عليهُم سماع حديثه إذا أرادوا أن يكونوا مع إيلا من بداية يومها ولَم يتركوها فكيف سيتجهزون ليوافقون بنهاية الأمر وبالتأكيد كُل هذا مُرتب من عدة أيام وأخبرهُم أيضًا بالأمر حينها.
* داخل جناح قاسم
كان يُشاركه اليوم ياسر ومُعتز وبعد أن أنتهي قاسم من كُل شيءٍ وتجهز تحرك مُعتز حتي يذهب إلي نور كي يُحضرها إلي مكان عقد القُرآن أما ياسر كان عنيد لَم يتحرك بالرغم من أن قاسم حاول إقناعه بأن يتحرك حتي يأتي بأميرة لَكنه قال أنه حَجز إلي أميرة مع خبيرة تَجميل بالقُرب منهُم كثيرًا وأنها حين ستنتهي سيذهب ويُجلبها سريعًا، هو لا يُريد ترك صديقه بمُفرده هذا اليوم.
وَقف قاسم أمام المرآة يُلقي علي نفسه نظره أخيره كان راضيًا عن مظهره، لينظُر إلي ياسر وهو يردف قائلًا:
– هو أنا المفروض أروح أشوفها خلصت ولا إيه الدُنيا؟!
توسعت إبتسامة ياسر ليغمز إلي قاسم بطرف عينه ليردف قائلًا:
– مستعجل عارف شعورك وحاسس بيه نفس الكلام حصل معايا، بس خليك أنت هنا وأنا هروح أشوف الدُنيا إيه كده علشان نبدأ نتحرك.. صحيح معني كلامك اللي قولتوا من شوية ومُعتز معانا.
رَفع قاسم حاجبه بتلقائية قائلًا:
– إي كلام؟
أردف يأسر قائلًا:
– عن أنك قولت أن اليوم ده هيفضل محفور في الذاكرة مَفهمتش، هو أنت عامل حاجة غير اللي أنا عارفها.
إبتسم قاسم ليُحرك رأسه يمينًا ويسارًا قائلًا بنبرة هادئة يحمل خلفها الكثير:
– ولا حاجة يابني طبيعي اليوم يفضل محفور مش كتب كتابي علي اللي بحبها، مفيش حاجة أكتر من أن هيتكتب كتابنا في القاعة وهنتعشي بس كده.

 

 

آلقي ياسر نظرة إليه ليردف قائلًا:
– هصدقك وأكدب عينيًا اللي شايفه الخُبث في عينيك.
إبتسم قاسم بكاريزما ليردف قائلًا:
– روح بس شوف خلصوا ولا لا.
حرك ياسر رأسه بإيماء ليتحرك خارج الغُرفة، فَتح الباب ليري جلال أمامه بنفس التوقيت كان سيدلُف ليبتسم ياسر إلي جلال ويطبع قُبله علي وجنته قائلًا وهو يركُض قبل أن يصفعه جلال:
– بحبك يا خالوو.
ضَحك جلال ليدلُف الغُرفة وهو يردف قائلًا:
– تعبت معاه، مَعرفش أنا خالوا منين!
كانت عيناه مُتشوقه لرؤية أبنه عندما وقعت عينيه علي قاسم توسعت إبتسامته ليتحرك إليه بخطوات حماسية ليقُف أمامه ينظُر إليه، يُربط علي كتفه بحنو ومشاعر الأبوة مُسيطره عليه بتلك اللحظة.
ليردف قائلًا بنبرة جاشة يُحاول أن لايتأثر لَكن هذه مشاعر نابعه من الداخل مهما حاول السيطرة عليها لم يستطع هذا ولده:
– كبرت يا قاسم وبتتجوز يولا، مش عارف أقول إيه حاسس أنِ طاير من الفرحه وبنفس الوقت خايف البيت هيفضا علينا أنا وزوزو هتاخُد معاك أحلا قطعه من الجنة وكذلك هيا هتاخُد أبني.. أبني اللي ماليش غيروا.
قال حديثه ليسحب قاسم علي الفور داخل أحضانه يحتضنه بقوة لتجتمع الدموع داخل حدقتيه، ما كان من قاسم سوا أنه بادلوا الحُضن وربط علي ظهره، ليردف قائلًا بنبرة حنونه:
– إيه لزمه الدراما دي دلوقتي يا حاج، هبعد عنك فين بس أنت شايفني هاخُدها وهسافر ده أحنا هنكتب الكتاب يدوبك وهنرجع هنا تاني وحتي لما نتجوز هتلاقيني ناطط عليكُم وبسبها عندكُم أنت ناسي شُغلي وسفري الكتير، والدُنيا تتظبط معايا بس وهنقل جمبكُم بس حاليًا مش هعرف اللي معايا يَكفي التحضيرات اللي هعملها ومش عايز أشتري فيلًا في الوقت الحالي وأذنُق نفسي الدنيا تتيسر معايا بس أدعيلي.
رَفع جلال رأسه ينظُر إلي قاسم قائلًا بعتاب:
– أنت ليه عامل فرق يا قاسم فلوسي هيا فلوسك يا أبني كُل حاجة فالنهاية هتروح ليك بعد عُمر.
قاطع قاسم حديثه قائلًا:
– ربنا يديك الصحة وأفضل عايش في خيرك يا حج بلاش الكلام ده، أنا عارف كُل اللي هتقولوا بس أنت عارفني وعارف طباعي من صُغري وأنا بحب أصرُف علي نفسي كتر خيرك أنت عملت كُل اللي عليك معايا ومقصرتش معايا أبدًا، وعلي فكرة أنا معنديش إي مانع تجيب اللي أنت عايزوا لإيلا دي بنتك وبراحتك خالص عُمري ما همنعك أنك تجبلها اللي أنت عايزوا بس صدقني أنا هكون مرتاح لو نفذت كُل اللي في دماغي، يرضيك أتجوز وأنا مش مرتاح.
حرك جلال رأسه بالنفي ليردف قائلًا وهو يُربط علي كتفيه:
– أنا عايش علشان أشوفك مبسوط يا حبيبي، وبعدين هو إيه اللي لو عايز أجبلها حاجة أجيب ده بمزاجي أنا دي بنتي يعني لو عايز أفركش الجوازه حالًا هعملها ومحدش هيقدر يعترض حتي هيا هتسمع كلامي عارف ليه عشان أنا أبوها.
توسعت حدقتيه قاسم ليسحب رأس جلال يطبع قُبله علي جبهته قائلًا:
– لا لااا أهدا كده يا حج هو أحنا لينا مين غيرك بس، أوعي يا حج أهدا وخليك ريلاكس.
ضَربه جلال بخفه علي كتفيه ليردف قائلًا بنبرة رجولية واثقًا من ذاته:
– أيوه كده أتلم علشان مزعلكش.

 

 

أومأ قاسم رأسه بالإيجاب تحت أمتعاضه، ليسحبه جلال داخل أحضانه يُربط علي ظهره قائلًا:
– بهزر معاك ياواد، هو أنا ليا غيركوا علشان أشوفكُم فرحانين وبعدين ده أنا لو قولتها هيا ولا هتسمع كلامي ولا نيله دي مش بعيد تاخدك وتهرب بيك.
ضَحك قاسم علي حديث أبيه الذي رفع من معنوياته كثيرًا وأسعده، ليردف جلال قائلًا:
– حافظ عليها متزعلهاش مش عايزها في يوم تيجي غضبانه منك، إيلا عاملة زي البيبي من صُغرها وهيا رقيقة بتفكرني بريش النعام ناعمة زيه عايزة مُعامله خاصة وأنت عارف كده، مهما عملت راضيها وخُدها في حُضنك وطبطب عليها هتهدأ، طالما أختارت أنها تكون زوجتك يبقي تتقبلها بكُل حاجة فيها من غير ما تضغط عليها وعلي نفسيتها علشان تتغير.. فاهمني يا أبني!
حرك قاسم رأسه بإيماء وتفهُم حديث أبيه الذي جاء بالتوقيت المُناسب حقًا.
* داخل جناح إيلا
طرق ياسر طرقتين بتناغُم موسيقي علي الباب وهو يردف قائلا بتغنُج:
– أفتحي يا عروسة أنا صاحب العريس.. أفتحي يا بت أنا ياسور.
ضَحكت الفتيات من الداخل كادت أن تتحرك سارة لتفتح الباب لتوقفها إيلا قائلة:
– خليكي أنتِ لما أشوف المجنون ده عايز إيه!
بنهاية حديثها ضَحكت لتفتح باب الغُرفة، بمُجرد أن فتحت باب الغُرفة ورآها ياسر صَفر بقوة ليردف قائلًا بغزل:
– أوبا علي رُبانزل لما تتشيك وتفرد شعرها.
ضَحكت إيلا بقوة كذلك جميع من بالغُرفة ضحكوا، لتسحبه إيلا داخل الغُرفة وهي تقول بنبرة سعادة:
– فين يوجين عايزة أسمع منه..
قاطع حديثها الجميع زينب وسارة ومايا وياسر قائلين بنفس التوقيت:
– دلدلي شعرك يا رُبانزل.
مما جعل خبيرة التجميل والمُصففه ينفــــ.جروا بضحك مرير، كانوا مازالو موجودين كما المُتفق مع قاسم حتي إذا أحتاجت شيئًا منهًم.

 

 

توسعت إبتسامة إيلا لتردف قائلة بنبرة هادئة يسكوها الخجل:
– هو للدرجادي أحنا مفضوحين.
أردف ياسر قائلًا بمرح:
– عالفضائيات.
ضَحكت إيلا والباقيه ليردف ياسر قائلًا:
– لا بجد قمر هتخطفي قلبوا يا عم، أنا كده آتأكد أن مكانتك عندوا أعلي مني بكتير.
بنهاية حديثه خفض رأسه بحُزن مُصطنع أقتربت إيلا لتقُف أمامه تَمد يدها تقرُص وجنته قائلة بثقه وغرور:
– كان لازم يثبتلك يعني أنِ نمبر وان عندوا.
صَفع ياسر يدها بخفه لتُخفضها سريعًا وهي تنظُر إليه بغضب، ليردف قائلًا:
– فضوا الأوضة شوية ياجدعان العريس هيجي ياخدك وعايزين فريست لوك كتب الكتاب حاجة فاخر مالأخر، بقولك إيه أنا هركبكُم التريند.
أنفــــ.جرت زينب بالضحك لتردف قائلة:
– طب يلا ياسر روح جيب العريس بدل ما أحكيلوا عن دلعك وهزارك وهو اللي هيركبك تريند الموسم.
رَفع ياسر يديه لأعلي بإستسلام ليتحرك خارج الغُرفة وهو يردف قائلًا:
– لا وهو أنا ناقص ده أنا جايلي عيل في السكة عايز أربيه، مش ناقصة فرهدة وطلوع ونزول في التريند كده هتعب.
قلبت إيلا عيناها لتردف قائلة بنبرة وصلت لياسر:
– أووف يخربيت إفيهاتك الفصيله.
تَحرك ياسر خارج الغُرفة إلي جناح قاسم ليُخبره بأن العروس أصبحت جاهزة، قبل أن يتحرك قاسم آلقي نظرة أخيرة علي مظهره بالمرآه ليتحرك إلي جناحها معه ياسر وجلال.
وَصل أمام الباب ليطرُق عليه لينفتح الباب إليه مايا من فتحته أما سارة كانت تَقُف ببداية الغُرفة بيدها الكاميرا تلتقط ما يحدُث وزينب وقفت جانبًا، دَلف قاسم ينظُر إليها كانت توليه ظهرها حرك عينيه عليها بداية من أغمس قدميها إلي خُصلات شعرها المُتناثرة علي ظهرها تخطف قلبه مع زينه شعرها الذي يُزينه الطوق هي لَم تفعل بهرجه بل تركت شعرها مُنثاب علي ظهرها بطوله الذي يصل إلي أسفل ظهرها ومُزين بأكسسوار الشعر وهو عقال حجر الراين المظهر من الخلف عُبارة عن سلاسل من الكريستال كالمُجوهرات تنساب علي خُصل شعرها بشكل لطيف ناعم عددها حوالي عشرة سلاسل،

 

 

أقترب إليها بإنفاس مُتقطعه إلي أن وقف خلفها وضع يديه المُرتجفه علي معصمها ليديرها لتستدير معه خافضه وجهها لأسفل بخجل وَضع أصبعه أسفل ذقنها يرفع وجهها لتعلوا وتيرة أنفاسه بعد أن شاهد كُتلة هذه الجمال، فبالرغم أنها لَم تضع مكياج صارخًا لَكنها كانت جذابة بسبب عيونها المُختلفة وبرآه وجهها قبل كُل هذا قلبها الطيب الحنون لهذا جعله الله يراها بأجمل مظهر قد يراه العريس عروسته به كانت ناعمه للغاية لطيفة بشكل مُبالغ به مع وجهها الطفولي كان لون المكياج الذي أختارته ألوان البينك الهادئة مما زاد جمالها كان العقال من الأمام مظهره عُبارة عن طوق كبير موضوع من مُنتصف شعرها بأربع سلاسل مُتصلة ببعض من حجر الراين الكريستال ومن الخلف كما وصفت مُسبقًا، هَبط بمقلتيه علي ثوبها الرقيق للغاية كان ثوب الزفاف مُتجانس بين قُماش الساتان والشيفون باللون الأبيض الناصع كان يَظهر عُنقها بعظام الترقوة البارزة ويأتي من عند منطقة الصدر يخفيها بشيفون ناعم وكلوش ستان مُبطن مع تطريز لؤلؤ من الخصر علي شكل حزام ثابت وينزل بإتساع قليل بقُماش الستان أعلاه قُماش الشيفون ويوجد به جيبون نافش وكانت أكمامه مُنفصلة من بداية عظام كتفيها تُبرز بحمالات عريضة بالستان ومُكملة بكُم طويل منفوش قليلًا من الأكتاف بقُماش الشيفون الذي يُظهر ذراعيها وبنهايته به أستك مطاط، طول الفُستان كان يصل إلي نهاية كاحلها إي ليس مُلقي علي الأرض ف كان حذاءها ظاهر كان الحذاء مصنوع من الكريستال بأكمله بكعب طوله عشرة سم يظهر أطراف قدميها المطلية أظافرها باللون الأبيض.
شرد قاسم بجمالها الذي خطف أنفاسه ونظراته ليردف قائلًا بدون وعي وعيناه مصبوبه عليها بإهتمام وتركيز:
– أبوس حماتي علي أجمل ما أنجبت.
خفضت إيلا بصرها لأسفل من الخجل، ليأتي صوت زينب قائلة:
– تبوس مين؟، سمعني كده؟!
تحدث قاسم بدون أن يلتفت إليها قائلا ونظراته مُنصبه علي كُتلة الجمال المُشـــــ.عله أمامه التي كادت أن تَحرقُه بنير ان العشق:
– بشكُرك جدًا يا حماتي وأُمي في نفس الدقيقة، حلو كده.
إبتسمت زينب برضا لتنسحب خارج الغُرفة تأخُذ معها الجميع تحت أعتراض جلال لَكنها اقنعته بأنها تُريد أن تسمح لهُم بالحديث سويًا قبل أن يتحركوا إلي عقد قُرانهُم، ليظل جلال واقفًا أمام باب الغُرفة.
بعد أن سَمع صوت أغلاق الباب رَبط بكفوفه علي ذراعيها قائلًا بنبرة عاشق ولهان:
– تعرفي أن النظرة في عينك قادرة تسحبني لبعيد لعالم جميل مليء بالهدوء لوحدك بتسكُنيه، أنا بجد مش عارف مالي مبقدرش أسيطر علي حواسي بمُجرد ما ببُص في عينك.

 

 

سَحبها من مؤخرة رأسها يَطبع قُبلة طويلة علي شعرها وليس جبهتها حتي لا يُخرب مكياجها ظل ثوان يُقبلها ليردف قائلًا دون أن يبتعد:
– أوعدك أنِ هعيش علشان أشوف الإبتسامة علي وشك.
رَفعت عيناها تنظُر إلي عُنقه هذا ما كان يظهر لها بسبب وضع شفته علي شعرها، أخذت نفس للداخل وهي تَشم رائحته بعُمق لتردف قائلة بهيمان:
– وأنت قد الوعد وبطل في الصبر، بحبك يا قاسم.
دس أنفه بشعرها يُسيطر علي ذاته ثوان ومن ثُم أبتعد عنها يُخرج علبه قطيفة من جيب بنطاله ليفتحها أمامها ويوجهها إليها، توسعت حدقتها من المُفاجأة، رَفعت بصرها تنظُر إليه بأمتنان لتردف قائلة بنبرة سعادة:
– الله يا قاسم الطقم شكله حلو آوي.
حالت إبتسامة علي شفته ليقترب منها يُلبسها الأقراط بأُذنيها كان القيراط مُرصع بالكريستال الخالص علي شكل أعواد الشجر المُتداخلة كذلك القلادة والأنسيال والخاتم، بعد أن ألبسها الطقم بالكامل رّكضت إيلا تنظُر إلي الطقم بسعادة رَفعت يدها تتحسس القلادة.
لتردف قائلة بنبرة هادئة طفولية:
– الله يا قاسم جميل آوي، مش باين خالص أنه فيك ده نُسخه طبق الأصل من الحقيقي.
ضيق قاسم حاجبه بعد أن أستوعب أنها تعتقد أن طقم المُجوهرات مُزيف ليُجاريها بالأمر قائلًا بنبرة هادئة يُحاول كَتم ضحكاته:
– اه أنا كمان أستغربت خالص وأنا بشتريه ميفرقش حاجة عن الحقيقي.
أومأت برأسها بالإيجاب ويدها مازالت تتحسس القلادة، لتردف قائلة بوجه عابس:
– بس حساه لايق علي اللي أنا لبساه آوي حاسة أن الطقم أوفر وأنا الفُستان سيمبل خالص.
أقترب قاسم إليها ووقف خلفها ليردف قائلًا:
– لا يا حبيبي جميل خالص عليكي، بس بجد عجبك؟
حركت رأسها بالإيجاب قائلة بحماس:
– عجبني بس ده خطير.
ضيق حاجبيه بالقُرب من بعضهُم، ليردف قائلًا:
– خطير!، أنتِ بتجيبي الكلام ده منين؟!

 

 

نَفخت بضيق لتردف قائلة:
– كلام إيه يا قاسم، دي كلمة عادية أنت بس اللي أوفر.
لوي طرف شفته ليردف قائلًا:
– ماشي يا عم الخطير، يلا علشان نلحق المأذون.
وَقف وثني ذراعه لتضع يدها بذراعه يتحركون سويًا خارج الغُرفة، لتردف قائلة بنبرة جادة:
– أبقي عرفني بتجيب المُجوهرات المُزيفة منين علشان لو أحتجت.
بعد أن سَمع حديثها توقف ينظُر إليها ببلاهه ليردف قائلًا بصدمة:
– أنتِ عبيطة يا بت ولا مجنونه، هو أنا هجبلك حاجة مُزيفة.
تحدثت قائلة بنبرة جادة:
– صدقني يا قاسم أنا مش مضايقة ومقدره ظروفك علشان كده بقولك عرفني المكان علشان الفترة الجاية لو أحتجت حاجة أشتريها من عندهُم، لازم باردوا أراعي ظروفك طالما قبلت أنِ أتجوزك.
من صدمته دفع يدها يَقُف أمامها ينظُر إليها بصدمة لا يعرف ماذا ينطق عض علي شفته السُفلية ليُكور قبضتيه، ليردف قائلًا بنبرة حاول إخراجها هادئة لَكنه فشل:
– هو يا بت حد قالك أنِ هعيشك علي الحديدة ولا حد قالك أنك متجوزة عاطل ، ده أنتِ في الضياع.
ضمت شفتها تنظُر إليها بأعيُن مُتسعه والعين الأخري مُغلقة قليلًا، لتردف قائلًا بنبرة هادئة:
– متقولش أن الطقم ده حقيقي؟!
صَك علي أسنانه بقوة لدرجة أنها سمعت أصوات زمجرته التي أرعبتها، ليردف قائلًا:
– غبية، ده العُمر ثانية والح.. والقمر في دُنيا تانية.
نظرت إليه بحاجب وأعيُن مرفوعه لتردف قائلة:
– أنت كُنت هتقول حلو فة مش كده.
دفعها بخفه علي ظهرها يحسها علي التحرُك أمامه، لتلتفت إليه تَضع يدها علي خصرها تنظُر إليه بغضب تُعبر عن إِمْتعاضها بسبب تعامُله معها.
لتردف قائلة بنبرة غاضبة بصوتها الناعم الرقيق:
– بتشــــ.تمني وبتضر بني في يوم زي ده، وكمان عايزني أمشي لوحدي.. طَب مش هكمل.
دفعت حديثها بوجهه مرةً واحده لتتحرك بعيدًا عنه، لَم تستطع أن تَخطو خطوة واحده بسبب يده التي تمسكت بمعصمها يسحبها نحوه ينظُر إليها قائلًا بحاجب مرفوع:
– بقي أنا شتمــــ.تك وضر بتك!
كتفت يدها حول جسدها تنظُر إليه وهي تصُك علي أسنانها بضيق، لتردف قائلة بنبرة مُنفعله:
– اه كُنت هتقولي حلو فة وزقتني كُنت قصدك توقعني مش كده؟!
حك إصبعه علي أنفه ومن ثُم سَحبها من معصمها إليه لتُصبح بالقُرب منه تنظُر إليه لأعلي لفرق الطول بينهُم الذي مازال موجود بالرغم أنها ترتدي حذاء بكعب، نَظر إلي عيناها مُباشرتنًا ثوان ثُم أردف قائلًا بنبرة هادئة حنونة:
– طَب أنتِ إيه اللي هيريحك دلوقتي وأنا اعملهولك؟!
هدأت وتيرة أنفاسها الغاضبة لتتنفس بهدوء وهي تُبادلة نظراته، لتردف قائلة بنبرة ناعمة وبصوتها الطفولي الهادئ الذي يجعل الحجز يُذيب:
– توسع خُلقك عليا، أنا إيه عرفني أنك جايب الطقم حقيقي مش أنت قولتلي أنك عندك مشاكل في الشُغل وعارفة أنك رفض مُساعدة بابي حتي مقبلتش أنُه يشتري لينا فيلًا ولا يساعدك في تكاليف الفرح.. عشان كده استنتجت أن الطقم مُزيف.
نبرتها لَم تُهدأه فقط بل أذابته من الداخل وكأن شيئًا لَم يحدُث، لأكون صريحة هو لَم يغضب منها من الأساس هو تفاجأ بالبداية ومن ثُم قرر أن يُشاكسها هذا فقط.

 

 

ثني ذراعه مرة أُخري لتنظُر إليه وهي تَضع يدها بذراعه، ليتحركوا سويًا لتردف قائلة قبل أن يَفتح باب الغُرفة وهي تَغمز إليه بطرف عينيها وبنبرة صوت مرح ومُبهجه:
– حُبك فتاك طَب تعرف مُجرم ومسكلي سلاح.. أقولك حُبك بيفرتك قلبي من جوه.
حالت إبتسامة علي طرف شفته وهو يعُض شفته السُفلية من طريقة رومانسيتها التي تُبهره كُل مرةً ، ليردف قائلًا من بين أسنانه وهو يُجاريها بطريقة رومانسيتها العجيبة:
– يلا يا حبيبي علشان منتأخرش علي المأذون، وحقيقي شُكرًا علي الكومبليمو الفظيعة دي.
خرجوا من الغُرفة وتوجهوا لأسفل إلي سيارتهُم المُجهزة، عند ياسر تحرك بسيارته إلي المكان التي تتزين به أميرة ليأخُذها، وسارة أتِ إليها جاسر كذلك مايا جاء إليها أمجد لتستقل معه السيارة.
* داخل فيلًا عز نور الدين/تحديدًا داخل الجناح
تَجلس خلود علي الفراش تَمسك كتاب بيدها خاص بالأمومة مُنغمره بداخله تُثقف نفسها من أجل طفلها الذي تنتظره بفارغ الصبر، أما عز كان يَقُف بين الغُرفة والشُرفة يتحدث مع أحدهُم عبر الهاتف.
رد عز علي حديث المُتحدث معه قائلًا بنبرة صارمة لا تحتمل النقاش:
– بقولك إي النهاردة تعرفلي مكان داوود، دي فُرصتنا وهو مُنشغل في كتب كتابه.. غير كده مش هنعرف ندور دور في كُل حته ومخازن جلال أكيد قاسم حاطوا في إي مخزن خاصه بأبوه.
جاء حديث المُتحدث علي الهاتف بأنه سيفعل المُستحيل حتي يعثُر علي مكان داوود الباشا اليوم، مُستغلين أمر عقد قُران قاسم.
بعد أن أغلق الهاتف ظَل واقفًا أمام الشُرفة ينظُر إلي الخارج يُسند كف يده علي الحائط وبكفه الأخر يضغط علي الهاتف بغضب، رَفعت خلود بصرها إليه هي تستمع إلي حديثه من البداية لتتنهد برفق قبل أن تردف قائلة:
– أنت ليه مُصْر تدخل نفسك في مشاكل مع قاسم؟!
صَمت عز ثوان بصدمة من حديثها وتفكير أيضًا ليستدير إليها ينظُر إليها وهو يلعق لسانه بتلقائية عندما يتدخل أحد بأمره، ليردف قائلًا بنبرة هادئة، يتحرك إليها يجلس بجانبها علي طرف الفراش:
– متشغليش بالك بالمواضيع دي يا حبيبي، أنتِ والبيبي عاملين إيه؟

 

 

قال حديثه الأخير وهو يَمد يديه يُربط علي معدتها بخفه، رَفعت خلود بصرها تنظُر إلي بغضب بسبب تجاهُله إلي حديثها لتضع الكتاب جانبًا ومن ثُم تمسك كف يده تدفعه بعيدًا عنها، لتعتدل بجلستها تنظُر إليه مُباشرتنًا قائلة بنبرة صوت غاضبة:
– أنت عايز إيه يا عز تاني؟!
حك كف يده علي جبهته بإرهاق لا يُريد الحديث حول الأمر ينظُر أسفله ثوان، ليأتي حديث خلود بنبرتها المُرتفعة الغاضبة.
– هي بقت كده!، تمام طلقني يا عز.
رَفع وجهه ينظُر إليها بأعيُن مُتسعه من الصدمة لا يُصدق ما سمعه بالتأكيد سَمع تلك الكلمة بالخطأ، فيستحيل أن تنطقها هي أمراءه ناضجة ومن أجل أن يتأكد مما سمعه، أردف قائلًا بنبرة هادئة يُخبأ خلفها الخوف.
– مسمعتش قولتي إيه؟!
ثبتت مقلتيها بمقلتيه لتردف قائلة بقوة وأصرار تُريد أن تجعله يُفيق ويتخلي عن إنتقامه لهذا تستغل نُقطة ضعفه وهي نُقطة ضعف عز:
– لا أنت سمعت.. وسمعت كويس كمان وعلشان أريحك طلقني سامع طلقني يا عز لأنك كده جبت نهايتها.
إبتلع لُعابه بخوف من صدمة حديثها ليبدأ قلبه بنفي ما سمعه بالتأكيد تمزح معه لَكن عقله كان له رآي أخر، وحتي يُسكتهُم ويغُلق هذا الأمر هبط بقدميه من علي الفراش يَتجه خارج الغُرفة وهو يردف قائلًا.
– أنا عطشان أوي، هروح المطبخ أشرب حاجة.
ثُبتت أقدامه علي الأرضية بعد أن جاء حديثها إليه بنبرة صوت صارمة لا تحتمل النقاش قائلة:
– عز أنا بقولك طلقني، أنا مش هفضل علي زمتك وأنا شايفاك بد مر نفسك وبتد مرني معاك، أنا مش هستحمل أنِ أفقد طفلي مرة تانية بسبب إنتقا مك، لو مُصر تفضل جوه دايرة إنتقا مك خرجني أنا منها لأن لو فضلت وطفلي أتآذي وقتها هكرهك خلينا نخرُج بالمعروف لأنِ مش عايزة أكرهك.
أستدار عز لها ينظُر إليها بصدمة يصُك علي أسنانه بغضب مَكتوم بسبب حديثها المُفجع إلي قَلبَهُ، ليردف قائلًا بنبرة صوت ضعيفة مهزوزة:
– خلود أسكُتي وعدي ليلتك.
عضت علي شفتها السُفلية بغضب تُرمي إليه نظره حادة ومن ثُم سحبت الكتاب تَستكمل قرأته، فعلت هذا تتعمد تجاهُله مما أغضب عز ليسير نحوها إلي أن وقف أمامها ينظُر إليها موجه حديثه الصارم لها قائلًا.
– خلود.

 

 

تَجاهلتُه لَم تَرُد عليه ولَم ترفع عينيها من علي الكتاب مما أغضبه ليردف قائلًا:
– خلود بُصيلي وأنا بتكلم معاكي.
ظَلت علي هذا الوضع الذي أغضبه ليخرُج من كومه تماسكه ليمسك معصمها بقوة يسحبها إليه يُجبرها علي الوقوف أمامه، رده فعله جعلتها تشهق بخوف لَكنها تماسكت دفعت الكتاب علي الفراش لتتنهد برفق وهي ترفع عينيها تنظُر إلي عينيه مُباشرتنًا.
بلحظة تلاقي عيونهُم بأعيُن بعض أردفت قائلة بنبرة قوية:
– لو فاكر أنِ هخاف وأكش يبقي لسه معرفتش خلود، أنا اتربيت في حارة شعبية وأنت عارف كده كويس أنا بميت راجل والدليل علي كده أنِ واقفه جمبك ومعاك علي المُر قبل الحلو وبعديلك كتير بس هتيجي لحد أذ ية اللي في بطني لا يا عز مش هسكُت المرادي ولا هقُف ساكته علشان تحقق إنتقا مك، أنا لو ست مش كويسة أو مبحبكش هسيبك تفضل في الطريق ده لحد ما يخلص عليك أنا مش عايزة أشوفك نهايتك في الطريق اللي كُلوا شوك ومُتأكده أنِ لو فضلت هتأ ذي لأشوفك سايح في د مك ل بد م اللي في بطني.. لو بتحبني وبتحب اللي في بطني هتبعد كفاية أنا تعبت عايزة أعيش معاك في سلام.
حديثها دغدغ قلبه بسبب رؤيته للخوف بداخل عيونها هي بالفعل خائفة لهذا تُريد الهروب، بدأت يده ترك يدها علي مراحل كُلما رأي الخوف يزداد داخل مقلتيها خفف بضغطه علي يدها إلي أن ترك معصمها، رَفع كفيه يُحاوط وجنتها يسحبها بقُبله عميقه علي شفتها كأنه يُريد محي الخوف عن عينيها وقلبها لا يُريدها أن تتأ لم.
أبعد شفته عن شفتها ليسند جبهته علي جبهتها يردف قائلًا بنبرة هادئة ووتيرة أنفاسه عاليه:
– أسف علي نظرة الخوف اللي في عينيكي اللي أنا السبب فيها، بس خلاص الطريق في نهايتُه أنا عارف أنك يهمك مصلحتي، عارف أن مش ذنبك أنك إتجوزتي راجل ناقص مليان بعُقد نفسية وعايش بيسعي أنُه ينتــــ.قم من اللي دمروا عيلتُه، بس صدقيني أنا لو أتخليت عن إنتقا مي مش هعرف أعيش معاكي حياة طبيعية وأربي طفل أنا مش سوي نفسيًا وعلشان أتعالج لأزم قلبي يشفي من الماضي.
صَكت علي أسنانها بقوة حتي تُقاوم دموعها التي تُريد الهبوط علي وجنتها، لتردف قائلة من بين أسنانها:
– تفكيرك سطحي جدًا، أنت لو فاكر أنك هترتاح بعد الإنتقا م تبقي بتحلم بال بالعكس أنت هتتعب أكتر، صحيح طفولتك أد مرت بس تقدر تصلح كُل ده بأنك تجمع شمل العيلة من جديد تقدر ترجع حياتك اللي فقدتها وتتراجع عن إنتقا مك وتجمع أخواتك مع والدتك من تاني ونعيش كُلنا في أمان مع الوقت هتنسي أو هترتاح لما تلاقي الدفاء رجع من تاني بقُربكُم من بعض وكُل واحد منكُم عندوا أُسرة سعيدة كونها.. أنت هتكون أحن وأحسن أب وجاسر نفس الشيء أنت مش الصياد.. فكرك لو أنتقــــ.مت من أبوك هترتاح مُستحيل عُمر جرح مايشفي من إنتقا مك من قريب، عز أنت كان نفسك أبوك يحبك وده اللي تعبك مش كده بس مين قالك أنُه محبكش الصياد مريض نفسي ولحد الأن بيعاني من مرضُه..
قاطع حديثها خروج عز عن حالة تماسكه لينفــــ.جر بها يَمسك ذراعيها بقسو ة وهو يردف قائلًا بنبرة مُنفعله هجو مية لأكثر درجة، كان من يتحدث معها شخص لَم تعرفه شخص أخر غير عز، عز حبيبها زوجها الحنون الغاضب والشر س مع الجميع ليأتي معها ويبقي أهدأ وأحن شخص وجُد علي الأطلاق.

 

 

– أسكُتي يا خلود، أخرسي أنا مش هتخلا عن إنتقا مي من الشخص اللي ذ لني وكسرني وكسر أُمي وأخواتي مُستحيل تفهميني أنتِ عيشتي مع أب بيحبك وبيحترم أُمك مش واحد بيتلذذ بكسرك وإها نتك ويدوس عليكي أنا بكرهوا.. بكره كُل حاجة بتفكرني بيه أنا أتوجعت طفولتي أنا وأخواتي أد مرت أنتِ مش فاهمة حاجة مُستحيل تفهمي شعوري وإحساسي.. لو كلامك ده كلوا حجه علشان تبعدي عني بدون شوشرة تمام، أو يمكن زهقتي من العيشة معايا ما أنا أبن الصياد طبيعي تكوني خايفة لأعمل فيكي وفي اللي جاي زي ما كان بيعمل فيا.. أمشي يا خلود أنا فعلًا مريض نفسي ومحتاج علاج بس أنا مش هتعالج وهفضل كده عارفة ليه لأن علاجي الإنتقا م.. الإنتقا م اللي أنتِ مستخسراه فيا.
كادت أن تتحدث بأنها نادمة علي حديثها الذي فهمه بشكلٍ خاطئ ستظل معه للنهاية هي لا تُحبه فقط هي تدمنه تعشقه هو حبيبها وزوجها وطفلها الأول، لَكن صوت تكسير شيئًا بالأسفل منعها من خروج حديثها لتنتفض بعد أن سمعت صوت التكسير وصُراخ فتاة تُنادي علي عز، مما جعلها تنظُر إليه قائلة بنبرة ضعيفة.
– في إيه يا عز؟!، إيه اللي بيحصل تحت؟!
حرك رأسه يمينًا ويسارًا وهو يُسارع بالخروج من الغُرفة يردف قائلًا لها:
– مَعرفش هنزل أشوف خليكي هنا متجيش ورايا يا خلود.
خرج من الغُرفة وهبط الدرج، وَقفت خلود ثوان لتركُض خلفه فلَم تستطع أن تظل بالغُرفة كما قال لها فضولها وخوفها عليه تغلب علي حديثه.
وَقف عز أمام مي ينظُر إليها برفعه حاجب ويديه بجيب بنطاله، وهو يري المزهرية مُلقاه علي الأرضية والخدم حولها ليصرف الخدم أولآ قبل أن يتحدث معها قائلًا بنبرة هادئة يَحمل خلفها الكثير من الغضب:
– إيه المناحة اللي أنتِ عملاها دي؟، ماحدش علمك أن البيوت ليها إحترام لما تدخُليها!
كانت تنظُر مي إليه بشر اسة وغضب واضح علي ملامحها لتقترب إليه الخطوة الفاصلة بينهُم، لترفع كفيها التي تُكورهُم لتضر به علي صدره بقبضتيها وهي تصرُخ عليه بشر اسة وهُجو مية بالغه:
– أنت إزاي تعمل فيا إزاي تغدُر بيا، إزاي إنتقا مك من أبويا يوصلك أنك تأذ يني ده أأ.. أنا لما طلب مني اتجسس عليك سألتوا أول حاجة الأذية هطولك ولا لا!، إزاي تعمل فيا كده؟!
أمسك عز كفيها يُثبتهُم بكفوف يده ليصرُخ بوجهها قائلًا بعدم فهم:
– عملت فيكي إيه يا مجنونه أنتِ هو أنا جيت جمبك!
صَرخت بوجهه بحده وهي تُحاول فك قيده ليدها:

 

 

– استعبط لف ودور عليا ده أنا عُمري ماشكيت فيك أنا وثقت فيك عيشت عُمري كُلوا بحبك وأنت عارف كده، عارفة أن اللي خلاك تعمل فيا كده أنِ أعترفتلك بحُبي قومت متفق مع الديب يعمل عملته ويوهمني أنُه بيحبني ما أنت شايفني رخيصة عشان كده بتبيع وتشتري فيا، لا ومش بس كده ده أنت عشان تكمل لعبتك خلتني عندك في البيت ودلوقتي هتخليه يرميني لإي حد من حُراسه.. أنت إزاي تعمل فيا كده يا عز!، أنت مش قولتلي أنِ زي أُختك طَب ترضي حد يعمل كده في أُختك؟!.. أنا ماليش ذنب في اللي أبويا عملوا ده أنا كُنت عايزة أقولك أن مامتك عندنا في البيت بس معرفتش خوفت.
ضيق حاجبيه من الصدمة يُحاول إستيعاب حديثها هل تتهمه بأنه أتفق مع الديب حول ما حدث بينهُم، ليردف قائلًا:
– أنتِ بتقولي إيه!، أنتِ جاية هنا وعايزة تلبسيني تُهمه عدم تربيتك وقلة احترامك لنفسك قبل أهلك.. أنا مكونتش أعرف أصلًا اللي حصل بينك وبين الديب غير من أبوكي وهو اللي طلب مني أدخل وأحل الموضوع بسبب أنُه زهق منك ومن عمايلك.. أنا مُستحيل أنتقــــ.م منك زي ما ابوكي عمل فيا.. أنا أصلًا مَكونتش أعرف بالوسا خة اللي أبوكي عملها فيا!
كانت خلود تَقُف علي نهاية الدرج من أعلي تستمع إلي الحديث الدائر بينهُم، وبمُجرد أن نَطقت مي أنها تُحب عز أشتعــــ.لت نير ان غيرتها، ضمت ذراعيها حول جسدها تُحاول الهدوء والصمت حتي تتفهم ما يحدُث.
تبدلت نظرات مي الهجو مية إلي اللين قليلًا لا تستوعب ما يحدُث لا تعرف هل حقًا عز لَم يعرف بما فعله الديب معها أم يستكمل لعبته حتي لا ينفضح أمام زوجته.. رَفعت عينيها تنظُر إلي خلود الواقفة بخُبث لتُعيد أنظارها إلي عز علي الفور حتي لا تشعرُه بوجود خلود خلفهم.
جاء حديث مي قائلة بنبرة حزينة مُنكسرة:
– بجد يا عز!، يعني أنت متفقتش مع الديب أنُه ينام معايا عشان تنتقم من أبويا؟!
قلب عز عيناه بملل ليترُك كفيها يُحررهُم ليردف قائلًا بنبرة صارمة:
– مَتنيلتش عملت القر ف اللي بتقوليه، مش كُل الناس نجــــ.سه زي ابوكي.
ارتمت بين ذراعيه قاصده ما فعلته إلي هذه اللحظة تتمني أن تتزوج من عز، لتنفــــ.جر ببُكاء مُصطنع وهي تردف قائلة بين شهقاتها:
– ع.. عز أأ..أنا عايزاه أعترفلك بحاجة، أأ.. أنا مسلمتش نفسي زي ما قولت ليك مُ.. مُختار أغتصـــ.بني أنا فعلًا خرجت معاه بس كأصحاب عارفة أنِ غلط بس أنا أتعود علي كده في أمريكا.. مش ذنبي أنِ ملقتش اللي يعلمني الصح من الغلط ووقتها سكرت وو..
علت شهقاتها لتتمسك بذراعيها بخصر عز تدس وجهها بصدره تنتحب بشدة ، رَفع عز ذراعيه ليُبادلها الحُضن لَكن كأخوة لَم يقصُد شيئًا، هي لَم تُحرك به ذره من المشاعر، ليردف قائلًا بنبرة هادئة حنونة:
– أهدي يا مي، أهدي واحكيلي اللي حصل.
– أهدا أنت، هااا أهدااا !!

 

 

أنصدم عز وألتفت علي الفور ينظُر إلي مصدر الصوت هو مُتأكد أن هذا صوتها، لَكن يُكذب أُذنيه، لينصدم من رؤيته إلي خلود التي أقتربت تَسحب مي من بين ذراعيه لأحضانها تضغط بذراعيها علي جسد مي بقسوة .
وهي تردف قائلة بنبرة غل يملؤها مشاعر الغيرة:
– احكيلي يا حبيبتي اللي عملوا فيكي الندل الجبان ده، أحنا بنات زي بعضينا ونفهم بعض.
رَفعت مي رأسها تدفع خلود لتبتعد عنها، قائلة بنبرة هجو مية مُند فعه:
– أنا بنت أنتِ ست يعني مش هتفهميني.
بنهاية حديثها إبتسمت إلي خلود إبتسامة سمجة يملؤها الغل، رَفعت خلود حاجبيها بتعجُب وهي تُحرك يدها بالتواء كحركة تَعجُب، لتردف قائلة بشفه مُلتوية:
– بنت!، بنت إيه يا عينا أنتِ مش بتقولي شربك حاجة اصفره وأغتصــــ.بك.. يعني أحنا ستات زي بعض بس الفرق أنِ ست من جوزي راجلي حلالي، أما أنتِ من راجل مش حلالك عارفة طبعًا يا روحي أنُه اغتصــــ.بك مش بمزاجك يعني ولو حامل هتتبهدلي في المحاكم عشان تثبتي نسب العيل.
قالت حديثها وهي تقترب إليها تُربط علي كتفيها ومن ثُم تحركت تَقُف بجانب عز لتضر به علي كتفيه بغل وهي تردف قائلة من بين أسنانها:
– هتعمل إيه يا زوزي في المُصيبة دي!، يرضيك مي البسكويتة بنت داوود تتمرمت في المحاكم!
وَقفت تنظُر إليه بأعيُن مُشتــــ.عله وهي تضر به علي كتفيه، مما جعله يَمسك يدها بين كف يده وكأنه يتمسك بها بشكل طبيعي، لَكن بالحقيقة هو يتمسك بها حتي لا تضر به لأنها كانت تضر ب بقوة وغل.
ليردف قائلًا من بين أسنانه:
– مَعرفش يا خلود!، معرفش لسه هعمل إيه في مُشكلتها!
استكملت حديثها وهي تنظُر إليه بغضب قائلة:
– يا حرام ده الديب مُمكن ينهش لحمها لو عرف أن قالت عليه أنُه أغتصــــ.بها.
بنهاية حديثها رَمت مي بنظرة تُعني أنها لا تُصدق حديثها، لَكنها أردفت قائلة:
– طبعًا أحنا مصدقين أن مش برضاكي، بس أنتِ وقعتي مع واحد مش هيحلك لو فتحتي بوقك.
أندفعت مي تَقُف بجانب عز تتمسك بكفيها بذراعه وتضع وجهها علي ذراعه قائلة بنبرة حزينة ودموعها تتساقط علي وجنتها بإصطتناع:

 

 

– أنت مُمكن تسبني يا عز هتتخلا عني، ده أنا خبيت اللي حصل عشانك.
رفعت عيونها تنظُر إلي عيون عز بعد أن نظر إليها برفعه حاجب إي أنه لا يُصدقها، لتخفض نظرها خوفًا من أن يكتشف كذبها قائلة ببُكاء:
– أيوه علشان مُختار هددني لو قولت لحد بالي حصل هيقتــــ.لك أأ.. أنا خوفت عليك عشان كده قولت أن اللي حصل بمزاجي.
أغمضت خلود عينيها بغضب لتفتحهُم بعد أن دفعت يد عز التي تتمسك بكفها لتُحررها، ومن ثُم أندفعت تُصرخ علي مي وهي تلتقط شعرها بين أناملها:
– هددك إيه ومزاج إيه يا زبا لة، بت أنتِ فاكرة أن كدب وحواراتك دي هتخيل عليا كان غيرك أشطر.. روحي لأبوكِ يجبلك حقك وسبينا في حالنا بقي.
عندما هَجــــ.مت خلود علي مي ألتقط عز معصم خلود يسحبها بقوة خلفه لَكن هذا لَم يدعها من استوقافها إلي حديثها بل أستكملت حديثها الذي قالته إلي مي، مما جعل عز يلتفت إليها صارخًا بوجهها بأن تتوقف وعندما لَم تستمع إلي حديثه صرخ عليها بقوة، لتستغل مي دفاع عز عنها وتنفــــ.جر ببُكاء مرير مُصطنع وهي تدس جسدها بين ذراعيه.
– أطلعي يا خلود فوق.. أطلعي بقولك من غير ولا كلمة سامعه وحسابك علي اللي عملتيه بعدين.. يلاااا.
أشتعــــ.لت نظرات خلود لتتحول إلي الشر اسة لتستدير تصعد الدرجات وهي تركُض، مما جعل يركُض إليها تاركًا مي ليُحاوط خصرها بذراعه ليردف قائلًا لها بنبرة تحذيرية:
– بُراحه عشان اللي في بطنك، أنتِ مش لوحدك يا جمل.
قال حديثه الأخيرة بنبرة همس لَم تستمع إليها مي لَكنها وصلت إلي خلود، التي دفعته بقبضتيها علي صدره لتستكمل سيرها لأعلي لَكن بخطوات بطيئة للغاية وجسدها يتحرك بطريقة مُثير ة تَقصُد الدلال والخفه في الصعود.
كان ينظُر عز إليها وهي تصعد الدرج بَبُطيء وهو يلتقط لُعابه بَبُطء، هي قادرة حقًا علي إشعا ل فتيل قلبه بكلمة وليس بحركة هي فتنه قلبه الوحيدة الذي تفتنه ويغرق بها، فتخيل حالتوا عندما تسير أمامه بتلك الطريقة المُدمرة لرجولته أستدار فورًا حتي يستطيع تمالُك أعصابه وهو يصُك علي أسنانه يُكافح نفسه بعدم الركض إليها وأخذها ببوابل من بوابات العشق.
ألتقط أنفاسه ليهبط الدرج يوجه حديثه إلي مي بأن تأتي معه إلي غُرفة المعيشة، ليتحرك إلي الغُرفة لتتحرك خلفه.
* عند قاسم وإيلا
وَصلوا إلي المكان المُنشد الذي سيُقام به حفلة عقد قُرأنهُم لتعلوا الزغاريط عند وصولهُم، دَلفوا إلي المكان المُجهز كان أمام البحر مُباشرتنًا، مكان جلوس العروسين والمأذون عُبارة عن طاولة كبيرة مُرتفعة عن الأرض يملؤها الورود والأزهار التي تُحيط بالمكان بشكل هادئ ورقيق للغاية.
صَعد قاسم وإيلا المُتشابك ذراعهُم ببعض إلي مكان عقد قُرأنهُم معهُم جلال والعُمدة معهُم ياسر وغريب الذي سيشهدون علي هذا العقد ليجلس كُل واحد في مقعده، قاسم وإيلا جلسوا بجانب بعضهُم كان قاسم بجانب المأذون حينها جلس العُمدة بجانب مقعد المأذون أما جلال صعد لأنه أراد أن يَكون بجانبهُم ظل واقفًا بجانب إيلا ينظُر بحُزن إلي مكان المقعد الجالس عليه العُمدة، كان يحلم بهذا اليوم يوم زواج إيلا.. إيلا إبنته الذي سيشهد علي عقد قُرأنها أما في هذه اللحظة ليس من حقه أن يعترض.

 

 

بدأ المأذون بالحديث عبر الميكرفون عن المودة والرحمة الذي ذكرت في كتاب الله عز وجل، وعلي لسان الرسول مُحمد صلي الله عليه وسلم في أحاديثه، كان جميع المعازيم يجلسون علي مقاعد بصفوف مُنظمة بدون طاولات.
بهذا الوقت كانت نظرات جلال علي المقعد ليلفت هذا المشهد إيلا التي رفعت عينيها تنظُر إليه بحُزن، مَدت يدها تتمسك بكف جلال تُحرك شفتها إليه بكلمتين.
– بحبك يا بابي.
شاهد هذا المشهد العُمدة ظل يُراقب نظرات جلال وإيلا المُتبادلة ودموع كُلًا منهُم المُتجمعه بأعيُنهم، تأثر بهذا الحُب وفكر لو كان بيده أن يجعل جلال الوكيل لها لَكن الشرع يلزمه بأنه هو الوالي عليها الأن بعد وفاة أبيها.
لَم يَكُن العُمدة الوحيد الذي شاهد مشهد جلال وإيلا بل زينب أيضًا وقعت أنظارها عليهُم وفهمت ما يدور، لتنهض تستأذن أبويها لتصعد إليهُم تَقُف بجانب جلال تتمسك بكف يده جيدًا وهي تَهمس بالقُرب منه ببعض كلمات الغزل حتي تُخرجه من هذا الوضع قائلة.
– سايبني لوحدي وطالع علي المسرح عشان الستات والبنات يعاكسوك ويخطفوك مني، بعينك يا حبيبي ده أنا الأولي والأخيرة.
حالت إبتسامة علي طرف شفته لينظُر إليها بحُب وأمتنان أنها صعدت حتي تُسانده وتكون برفقته، يعرف أنها صعدت لهذا السبب.
بدأ المأذون ببدأ مراسم الزواج كان كف قاسم بكف العُمدة يُغطيهُم مَنديل كتب الكتاب ناصع البياض المصنوع خصيصًا لَهُم كان مُزخرف من الأعلي جُملة ” بارك الله لَهُما وبارك عليهُما وجمع بينهُم في خير .” باللون الذهبي وبالمُنتصف منقوش أسمائهُم باللغة العربية بلون الروز وأسفل أسمائهُم بمُنتصفها جُملة ” وَجعل بينكُم مودة ورحمة .” أيضًا باللون الذهبي وأسفل الجُملة تاريخ اليوم بنفس اللون.
ليأتي حديث قاسم أولًا قائلًا وهو ينظُر إلي العُمدة ومن ثُم حرك نظراته إلي إيلا الجالسة بجانبه قائلًا بأعيُن كادت أن تقتلع من السعادة.
– أطلُب الزواج من حفيدتك إيلا علي كتاب الله وعلي سنة رسول الله وعلي مذهب الإمام أبي حنيفة النُعمان.
خفضت إيلا بصرها لأسفل، ليبدأ المأذون مراسم الزواج، كان قاسم والعُمدة ينظرون إلي بعضهُم وهُم يرددون كلام المأذون، ألتفت قاسم مرةً أُخري برأسه ينظُر إلي إيلا بإبتسامة واسعة وعيون من كثرة السعادة والبهجة كادت أن تنقلع من جفونها.
إلي أن جاء حديث المأذون الموجه حديثُه إلي العروس إيلا قائلًا بنبرة صوت هادئة عمليه:
– هل تقبلين الزواج من قاسم جلال الجارح؟

 

 

شردت إيلا بعيدًا إلي ما حدث صباح اليوم، لتتذكر عندما جاء إليها طرد وأستقبلته قبل أن تأتي سارة ومايا وعندما فتحته رأت بداخله أسطوانه تلك الأسطوانة كان بها مُسجل صوت حديث دائر بين قاسم وديما حينها أنصدمت من كلام قاسم، لَكنها تداركت الأمر فورًا حين تذكرت ما حدث مُسبقًا عندما صدقت ما سمعته من سيف عن قاسم، لتُكرر أن تُخفي هذا الحدث عن قاسم إلي أن يتم عقد قُرأنهُم اليوم ويمُر اليوم بسلام.
بسبب شرودها كان ينظُر الحاضرين إليها بقلق وبعض من التوتر هل يُمكنها عدم القبول، أستدار قاسم ينظُر إليها ليمد يده بخفه يقرُص جانبها بخفه مما جعلها تشهق بخضه تنظُر إليه ليقترب منها يَهمس بجانب أُذنيها قائلًا.
– إيه يا عروستي بتفكري تهربي من قفص الزوجية.. وديني ما يحصل وراكي وراكي يا ملبن حياتي.
بنهاية حديثه رَفع عينيه ينظُر إليها يُغمز لها بطرف عينيه، مع حديثه المأذون يُعيد عليها سؤاله مرةً اُخري.
– يابنتي أنتِ سمعاني.. هل تقبلين قاسم جلال الجارح زوجًا لَكِ؟
رَفعت إيلا رأسها بخجل تنظُر إلي عيون قاسم، ليعلوا صدرها أثر ألتقاط أنفاسها لتردف قائلة بنبرة هادئة وإبتسامة واسعة تُعبر عن سعادتها وهي تنظُر داخل عيون معشوقها:
– موافقة.. موافقة أكون حرم الرائد قاسم جلال الجارح.
زَفر جميع الحاضرين براحه بعد أن سمعوا موافقتها، لينتقل المأذون بالسؤال إلي قاسم.
– هل تقبل الزواج من إيلا سيف الأسيوطي؟
لَم يَكد المأذون أنتهي من حديثه ليُبادر قاسم بحديثه قائلًا بنبرة ثقة:
– موافق.. ده أنا مووووافق جدًا.
تعالت الضحكات من الحاضرين بعد حديث قاسم كان الجميع سعيد من أجلهُم، ليستكمل المأذون المراسم يسأل الشاهدين ليأتي حديث ياسر وغريب بالموافقة.
كان هذا رد ياسر وهو يغمز بطرف عينيه إلي قاسم.
– موافق.. هو في حد يرفُض جواز جوز الحلويات اللي هيمسكولنا الفترة اللي جاية فروع الحلويات في كُل دول العالم.
جاء حديث المأذون الأخير يُعلنهُم زوج وزوجة.
– بارك الله لَكُما وبارك عليكُما وجمع بينكُما في خير.
بعد أخر كلمة نطقها المأذون بوابل من الشُكولاته وحلوي الملبن سَقطت من أعلي علي إيلا وجميع من علي الطاولة وأيضًا علي الحاضرين بالأسفل، مما جعل الجميع يرفعون أعيُنهُم لأعلي بصدمة كان يوجد طيارة بالأعلي تُلقي علي جميع الحاضرين وعلي الطاولة العلوية.

 

 

إنتشرت الزغاريط وبدأ الكُل بالمُباركة يُسلمون علي بعضهُم وينتظرون أن زينب وجلال يهبطوا حتي يُهنئوهُم.
إبتسمت رحيق إلي حُسام، ليُبادلها حُسام النظرات قائلًا بنبرة سعادة وحُب:
– عُقبال ما ربنا يجمع شملنا وغَسِلنا في غسالة واحده.
ضَحكت رحيق بخجل لتُخفض راسها فورًا لأسفل.
* عند العريس والعروس
أقترب قاسم ليضُم إيلا لَكن أسرع غريب واقفًا بالمُنتصف بينهُم ليفعل نفس الأمر ياسر، ينظُر إلي غريب ويغمز له بطرف عينيه ليبتسم غريب بخفي إلي ياسر.
تحدث غريب قائلًا بنبرة جادة وهو ينظُر إلي قاسم بشراسة مُصطنعه:
– إيه رايح فين؟
لوي قاسم شفته يردف قائلًا بثقه وحاجب مرفوع:
– هحضُنها.
صدمة هبطت علي غريب كذلك العُمدة أما ياسر وجلال يعرفون قاسم وجرأته ، ليردف غريب قائلًا:
– طَب أبعد.
ليضيف ياسر علي حديث غريب قائلًا بنبرة حاول جعلها جدية هو يتماسك حتي لا ينفـــــ.جر بالضحك:
– أبعد يا قاسم أحسن ليك، ده غريب عصبي خالص.
أغمض قاسم عينيه ثوان ليفتحهُم بعد أن دَفع غريب وياسر جانبًا ، ليسحبها فورًا يَضُمها من كتفيها يُقبل جبهتها بعُمق وشفته كادت أن تتمزق من كثرة توسع إبتسامته، طال عناقهُم ليدس رأسه بعُنقها يُبعد خُصلات شعرها ليطبع قُبله رقيقة ناعمة علي عرقها النابض، تعالت وتيرة أنفاسها لتُربط علي ظهره تُزيد من عناقه بإبتسامة واسعة.
بعد وقت هَبط قاسم وإيلا المكان العلوي ليهبطوا لأسفل بدأ الجميع بالمُباركة إليهُم، كان قاسم يَقُف وسط أصدقائه بعيدًا بمسافة ليست كبيرة عن إيلا الواقفة تنتظر سارة ومايا الذي أختفوا فجأة لَم يَكُن بجانبها أحد.. فجأة تَقدموا فتيات يسحبون إيلا بطريقة سريعة مُفاجأة لَم تتدارك الأمر بسبب عدم فهمها لما يَحدُث وعندما كادت أن تصرُخ وضعت أحدهُم يدها علي ثغرها تُرغمها علي السير معها بدون حدوث إي ضوضاء.
* داخل جناح عز وخلود

 

 

بعد أن صعدت خلود الغُرفة ظلت تُفكر بما عليها أن تفعله طريقة مي وتعامُلها مع عز جعلها تُغار بشدة وتفقد السيطرة علي عقلها فما تُفكر به وتُخطط له خلود ليس من طباعها، هي هادئة رزينه أما الآن تحولت إلي أمراءه تتصرف بجنون بسبب غيرتها، ليأتي علي بالها خطة لا تعرف ما نتائجها ولَم تُفكر بالأمر كثيرًا، توجهت تبحث عن هاتف عز لتراه قابع علي الطاولة سَحبته علي الفور تبحث عن رقم الديب إلي أن عثرت عليه بالفعل.
جلبت هاتفها وكتبت رقم الديب ووقفت تنظُر إلي الرقم بتردُد، ظَلت يدها ترتجف بتوتر وخوف هل تُهاتفه حتي تُنقذ عائلتها أم لا، بنهاية الأمر ضغط علي الأتصال لتُهاتف الديب.
ثوان وجاوب الديب علي الأتصال، حمحمت خلود حنجرتها بعد أن جاء رد الديب يسأل عن المُتصل، لترُد عليه قائلة بنبرة ضعيفة مُتوترة.
– الد.. مُختار الديب معايا.
رَفع الديب حاجبه ليرُد عليها قائلًا:
– اه مُختار معاكي، مين؟!
بلعت خلود لُعابها لتردف قائلة بنبرة هادئة مُنخفضه:
– أأ.. أنا فاعله خير عايزة تعرفك أأ.. أن مي داوود راحت لعز وبتقولوا أن اللي حصل ما بينكم ده كان أغتصا ب وأنك أجبرتها تقول أنُه بمزاجها لما هددتها بأنك هتقــــ.تل عز.. ودلوقتي أنا مش عارفة هي ناويالك علي إيه عشان كده بنصحك أنك تتجوزها وتبعدها عن عز ومراته لأنها عايزاه تخرب حياتهُم وجاية مخصوص بتقول كده عشان تخلي عز يتجوزها، وعز بيحب مراته وهي ست غلبانة بس أأ.. أنا خايفة تعمل مُصيبة وتجبر عز أنُه يتجوزها.
أومأ الديب برأسه بالإيجاب بطريقة تلقائية كدليل علي سماعه إلي حديثها ليخفض الهاتف من علي أُذنيه ينظُر إلي الرقم المُتصل، ومن ثُم يُعيد الهاتف علي أُذنيه مرةً أُخري ة، ليردف قائلًا بنبرته الرجولية نبرة صوته حادة ومليئة بالثقة والغرور:
– تَحت أمرك يا هانم، تَحبي حاجة تانية.
توترت خلود بأن يكون كشفها بسبب نعتُه لها بهانم، لتردف قائلة بنبرة مهزوزة ضعيفه:
– هانم مين أنا مش المدام أأ.. أنا فاعله خير، بس ياريت تتصرف بدون ما تحكي تفاصيل أو حد يعرف منك الكلام اللي قولتوا.
حالت إبتسامة علي طرف شفته وهو يردف قائلًا لها:
– تمام فهمت.
أغلق المُكالمة معها وإبتسامتُه تعلوا علي شفته بعد أن تأكد من أن من هاتفته زوجة عز، توسعت إبتسامتُه وهو يردف قائلًا:
– كلوا بيجي في نُقطة الغيرة ويتحول لآغبي بني أدم وجِد علي البشرية.. عادا أنت يا ديبو.
بنهاية حديثه آلقي جسده علي الفراش ينظُر إلي سقف غُرفته يتأملها بتركيز.
*عند خلود
بعد أن أنها المُكالمة ركضت علي المرحاض تغسل وجهها وصدرها يعلوا ويهبط خوفًا من أن يعرف عز بما فعلته.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية قد انقلبت اللعبة)

اترك رد

error: Content is protected !!