روايات

رواية أحببتها ولكن 6 الفصل الحادي عشر 11 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 6 الفصل الحادي عشر 11 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 6 البارت الحادي عشر

رواية أحببتها ولكن 6 الجزء الحادي عشر

رواية أحببتها ولكن 6 الحلقة الحادية عشر

لينظر لهُ ليل يُحاول التعرف عليه ولكنه أول مرة يراه ليتحدث متسائلًا:انتَ مين يا أستاذ؟
أبتسم الآخر بخفه ليقترب منه دون أن يتحدث ليَمُدّ يده بما يحمل لينظر ليل ليده للحظات قبل أن يأخذه وينظر بهِ بعدما أشار لهُ بأن يتطلع بداخل هذا الغُلاف ليرى نفس تلك الوريقات التي كانت تُرسل لهُ من ذلك الرقم المجهول ليبحث ليل بلهفة على أسمه وبدأت دقات قلبه تعلوا بخوف وعندما وقعت عينه على أسمه ألجمته صدمه كبيره وما كان يخشاه قد حدث
نظر ليل لقاسم الذي كان يقف بجانبه وهو ينظر للتحاليل بصدمه وهو لا يُصدق بأنها تخصه هو لينظر لليل وهو يشعر بأنه في كابوس وسيفيق منه بالتأكيد وأن ما تراه عيناه ليس صحيحًا، لقد كانت التحاليل تخصه بالنهاية، نظر ليل لهُ لتتجمع الدموع في عينه بسرعه كبيره وما كان يخشاه حدث بالفعل وها هي تحاليله بين يديه ينظر لها بعينان يملئهما غمامه من الدموع ولكن لم يمنع ظهور تلك الأبتسامه الخفيفة التي أحتلت ثغره لا يعلم ماذا يفعل أيسعد أم يحزن، نظر الآخر لهُ بأبتسامه ليقترب منه بهدوء وبدون أن يتحدث تحت أنظار الجميع الذين لا يفهمون شيئًا، نظرت كارما لباسم وهي تقول بتعجب:مين دا يا باسم انا أول مرة أشوفه!
بينما كان باسم ينظر لهُ دون أن يتحدث ليقترب ليل من حُذيفة ليقف بجواره وهو يقول:ايه جو التأثر دا هو احنا نعرف الراجل دا
نظر لهُ حُذيفة ليُحرك رأسه نافيًا مع إنعقاد حاجبيه قائلًا:لا انا أول مره أشوفه … بس اللي مستغربله ردّ فعل جدو كأنه يعرفه ونفس الوضع مع عمي قاسم .. الموضوع في إن
بينما كان الآخر ينظر لليل والدموع تملئ عيناه، مهما تغيرت وتبدلت معالم وجهه ستظل عيناه هي العامل الذي يكشفه، نظر ليل للتحاليل مره أخرى ثم نظر لهُ بعينان دامعتان وهو يقول بنبرة هادئة مائلة للبكاء:بتاعتك … طلعت بتاعتك في الآخر
نظر لهُ دون أن يتحدث ليقول ليل:ليه معرفتنيش … ليه مجريتش عليا زي ما كنت متعود كل ما يحصل معاك حاجه … ليه تقرر البُعد
نظر لهُ بعينان دامعتان ليقول بنبرة جعلت قلب ليل يهتز بعنف من موضعه:عشان انا مبقاش ليا عين أبص في وشك تاني … ربنا أنتقملك مني يا ليل
جذبه ليل لأحضانه وهو يُعانقه بقوه لتسقط دموعه وقد وقعت عيناه على صورة صفيه المُعلقه وهو يقول بصوتٍ باكِ:بس يا مُتخلف انتَ ايه العبط اللي بتقوله دا انتَ اخويا بيتي وحضني مفتوحين في أي وقت ليك … انا كنت مستنيك تيجي عشان تفضل في حضن عيلتك تاني ومتعيش وسط ناس غريبة لا تعرفهم ولا يعرفوك
نظر لهُ أشرف لتسقط دموعه وهو يقول:انتَ بتجرحني وانتَ مش واخد بالك
نظر لهُ ليل ليقول:ليه يا أشرف بالعكس انتَ المفروض تفرح
حرك أشرف رأسه نافيًا وهو يقول:لا يا ليل بالعكس انا بعد اللي عملته دا مستحقش المُعامله دي
ربت ليل على كتفه وهو يقول بنبرة حنونه:لا يا أشرف انتَ أخويا في الآخر وانا مش عايز أدمر صلة الرحم عايز أفضل محافظ عليها وبعدين انا وعدت أمك إنك أول ما ترجع انا هنسى كل حاجه وهاخدك في حضني وهقولك إن انا مسامحك … انا نسيت كل حاجه خلاص وسامحتك
نظر لهُ أشرف وهو مصدوم لا يُصدق ما تسمعه أذناه في هذه اللحظة ليبتسم ليل وهو يُحرك رأسه برفق ليقول:أيوه سامحتك ومن اللحظة دي تنسى تركيا خالص هنا مكانك وأمنك
مسح دموعه ليلتفت ليل للجميع ليبتسم قائلًا:ايه مش دا أشرف اللي كنتوا هتموتوا وتشوفوه أهو جالكوا لحد عندكوا مش هتسلموا عليه ولا ايه
في الحقيقة كان الجميع في صدمة كبيرة لا يُصدق أحدًا منهم ما يحدث ولم يكن الجميع على علم بحدوث شئٍ كهذا ولذلك أستطاعت غادة تجاوز كل ذلك حتى لا يشعر بعدم تقبله منهم لتكون هي أول المتقدمين إليه، عانقته بحب أخوي وبادلها أشرف عناقها لتسقط دموعه مره أخرى فقد كان يشتاق لأحضانهم الدافئة وكان يتمنى بأن يراهم حتى لو كان يودعهم بعدما يكون قد فات الأوان لتُربت غادة على ظهره وهي تقول بأبتسامه سعيده:حمدلله على سلامتك يا حبيبي وحشتني أوي يا أشرف
في الواقع حالته وتأثره لم يسمحان لهُ بالتحدث يكفي المشاعر هي من تتولي ذِمام الأمور الآن، أقترب كلًا من حمزة وسامح منه بعدما أبتعدت غادة ووقفت بجوار ليل الذي ربت على كتفها برفق ليُعانقانه الإثنين معًا ويضمهما أشرف بكل حب ليقول بنبرة باكية خافتة:حقكوا عليا متزعلوش مني
ربت كلًا منهما على ظهره ليقول حمزة بأبتسامه:ومين قالك أننا زعلانين منك أصلًا أحنا نسينا من زمان وقاعدين مستنيينك ترجع عشان تفضل جنبنا على طول
سامح:وبعدين يا مان أحنا اللي المفروض نعتذر منك أحنا كنا مجننينك في عيشتك ومعصبينك أربعه وعشرين ساعه
أبتسم أشرف بعدما أبتعدا قليلًا عنه وهو ينظر لهما قائلًا:وحشتني قعدتنا وخناقتكوا وردودكوا على بعض الكلمة بكلمة
حمزة بأبتسامه:طب تصدق وتؤمن بالله أحنا لسه مهزقين بعض قبل ما انتَ تيجي
أتسعت أبتسامه أشرف لتقع عيناه على باسم الذي كان ينظر لهُ وكأنه مُغيب لا يُصدق بأنه يقف أمامه، أتجهت جميع الأنظار لباسم ليبتسم ليل فهو يعلم ما يشعر بهِ الآن ليقترب منه بهدوء مُربتًا على كتفه لينظر لهُ باسم وكأنه يتأكد بأنه يقف أمامه حقًا ليرى ليل يُحرك رأسه برفق ليقترب باسم أخيرًا من أشرف الذي شعر بالسعادة تغمره فور رؤية أبنه يقترب منه، أرتمى باسم بأحضانه يضمه بقوه ليُبادله أشرف عناقه ليسمعه يقول:وحشتني أوي يا بابا … هونت عليك تبعد عني كل دا وتسيبني لوحدي
ربت أشرف على ظهره لتسقط دموعه قائلًا:مهانش عليا بس كنت مش قادر وقتها وكل حاجه حصلت غصب عني صدقني
طبع باسم قُبلة على رأسه وهو يُربت على ظهره بحنان قائلًا:مصدقك والله من غير حاجه أهم حاجه إنك تنسى تركيا كفاية فُراق لحد كدا
أبتسم أشرف وقال:هفضل جنبك لحد آخر نفس فيا مش هسيبك بعيد عني تاني
أبتسم باسم ليبتعد عنه ويلتفت بجسده صوب أولاده ليُشير لهم بالأقتراب وبالفعل لبى ثلاثتهم طلبه واقتربوا منه ليقفوا أمامه لينظر باسم لأشرف الذي كان ينظر لهم ويبتسم وكان نظره مُعلق على ليل الذي ذكره بأخيه عندما كان بعمره فهو يرى نسخة مصغرة من أخيه أمامه ليقطع شروده صوت باسم الذي أشار لليل وهو يقول بأبتسامه:أكيد منسيتهوش
نظر أشرف لحفيده وهو يقول بأبتسامه:مقدرش أنساه … دا كان أول فرحتنا كلنا … ليل باسم أشرف الدمنهوري
أبتسم ليل ليُعانقها بعدها وهو يقول:جدي
أبتسم حُذيفة وهو يرى سعادة رفيقه بعودة جده مره أخرى فقد كان ليل الجد الأساس بالنسبة إليه وكان ليل لا يتذكر حقًا والد أبيه ولا يعلم من هو فلم يراه منذ أن كان طفلًا بعمر السادسة ومن بعدها لم يَعُد يتذكره ولكن حديث أبيه ذكره بكل شئ ليكون هذا ثالث لقاء بين الجد وحفيده الأكبر
أبتعد ليل قليلًا عنه لينظر لهُ قائلًا بأبتسامه واسعه:وحشتني أوي يا جدي
أبتسم أشرف وهو ينظر لهُ قائلًا:محدش وحشني قدك يا ليل
ألتفت ليل لشقيقته وأشار لها لتقترب هي ويضع هو يده على كتفها وينظر لجده قائلًا بأبتسامه:روان أختي الوسطانية
أبتسم أشرف بحب وهو ينظر لها لتقترب هي منه ويضمها أشرف قائلًا بأبتسامه:ايه مش عايزه تسلمي عليا ولا ايه
نظرت روان لليل أخيها ليقول بحنان بعدما وقف جوارها:معلش يا جدي أول مرة تشوفك فمتوتره شويه هي روان أختي كدا بتتوتر من أول مقابلة
أبعدها أشرف لينظر لها بأبتسامه وقال:مش مشكلة هتتعود عليا وهتحبني مش كدا
أبتسمت روان وهي تُحرك رأسها برفق ليقترب طه أخيرًا بعدما نظر لهُ ليل ليُعانق جده بكل حب ليقول ليل بأبتسامه:طه بقى آخر العنقود اللي مجنن قصر الدمنهوري كله
ضحك أشرف ليُربت على ظهر حفيده قائلًا:عرفته من دخلته عليا
أبتسم طه ليقول بمرح:طول عمري مُميز والله
أبتعد طه عنه ينظر لهُ بحب ليقول ليل:الفرق بيني وبين طه ست سنين وبينه وبين روان سنه واحده بس بابا وماما حبوا يعاقبونا فجابولنا طه
ضحك الجميع ليقول باسم بأبتسامه:وهو في زي طه وخفه دمه مش زيك
أبتسم طه بغرور وهو ينظر لأخيه الذي كان يضم روان لأحضانه
لتقترب كارما من أشرف الذي ضمها لأحضانه وهو يقول بأبتسامه:وحشتيني يا حبيبتي
أبتسمت كارما وهي تقول:وانتَ كمان والله يا عمي
ربت أشرف على ظهرها بحنان ولم ينسى قسوته عليها ليُقرر تعويضها عما بدّر منه لها، ليقترب أخيه ليل وهو يقول بأبتسامه:بُص بقى يا سيدي بما إنك أتعرفت على أحفادك أتعرف على الباقي
بدء ليل يُشير على كل حفيد وهو يقول بأبتسامه:دا حُذيفة ودا يزيد أخوه ولاد عبد الله حُذيفة المُقرب لليل .. ودا أحمد ودي مريم ودا هلال نفس تسلسل أحفادك ولاد عُمر … ودا علي وعادل ولاد طارق ولعلمك عادل مجنون ومش بالهدوء اللي هو فيه دا مُدمن كورة ولو أتجمع هو وطه مع بعض في مكان واحد أضمن حدوث كوارث طبيعية
عادل بأبتسامه بريئة:ليه كدا دا انا هادي وطيب خالص يا جدو
أبتسم ليل ساخرًا وهو يقول:بأمارة ماتش القمة لما ولعتها
أبتسم عادل أبتسامه واسعه ليُكمل ليل قائلًا:التلات بنات الحلوين دول بقى ملك ومودة وبتول بنات بيسان وسيف أكبرهم ملك ومودة الوسطانية وبتول آخر العنقود … والتلات بنات دول مِسك وچويرية وعلياء بنات عبد الرحمن ورضوى مِسك أكبرهم وأصغرهم علياء واللي في النص دي بقى چويرية الجبارة
ضحك الجميع فهم حقًا كما يقول ليل ولكنهم يدعون البراءة أمام أشرف ليُكمل ليل وصلة تعريف أحفاد العائلة على أشرف وهو يقول:القمورة اللي واقفة لوحدها دي ليالي بنت تولين وأنس واللي جنبها دول غدير وحنين بنات عائشة وزياد والجواميس اللي جنب بعض دول شريف وفاروق أعداء في الكورة وولاد عمار ورانيا .. ودي أيسل ودا زين ولاد بدر وميرنا وبالمناسبة حُذيفة خاطب أيسل بقالهم سنه
أبتسم أشرف أكثر عندما أخبره بهذا الخبر وها هم أول حفيدان قد وقعا في مصيدة الحب ليُكمل ليل قائلًا:ودي لارين وهند بنات قاسم … ودا فادي ودا عز ولاد معاذ وطبعًا مش محتاج أقول أنهم نسخة طبق الأصل من معاذ
ضحك أشرف وهو يقول:چينات معاذ شكلها طفحت جامد
حرك ليل رأسه بقله حيله وهو يقول:أصل انا خلصت من أبوهم عشان يطلعولي هما وعز وزين متأمنلهومش وهما الاتنين مع بعض أول ما تشوفهم متجمعين أعرف أن في كارثه بيحضروها … ودي رهف ودي تقوى بنات خالد وزينة … القموره المنتقبة دي بقى روزي ودي فيروز بنات عُدي ولمار حاجه رقيقه كدا عكس كل التيران اللي واقفين دول
أبتسم أشرف وهو يقول:بسم الله ما شاء الله عيله سالم وسعت أوي
ضحك ليل وقال:وسعت بأحفادي
أشرف بأبتسامه:اه طبعًا ما انتَ بسم الله ما شاء الله فضلت تخلف لحد ما جبت البت اللي عاوزها
ضحك ليل وقال:شامم ريحة غيرة
أشرف بتهكم:انا وهغير ليه كفاية عليا تلات أحفاد
ليل بأبتسامه:أحفادي هما أحفادك يا أشرف مفيش فرق بينا
داوود بأبتسامه:طب ايه يا جدعان مش هنرحب بأشرف على طريقتنا ولا ايه
أبتلع أشرف تلك الغصة وهو يقول بقلق:ألحقني يا ليل
أبتعد ليل وهو ينظر لهُ بأبتسامه لينقض الجميع عليه سريعًا يُحاوطونه وهم يُرحبون بهِ على طريقتهم الخاصة تحت نظرات ليل السعيدة والمبتسمه لتقف روز بجانبه وهي تنظر لليل بأبتسامه والذي نظر لها وبادلها أبتسامتها أيضًا وضمها لأحضانه وهما ينظران لترحيب الجميع بأشرف الذي لا يستطيع الإفلات منهم تحت ضحكات ليل وروز
______________________
كانت تجلس وهي شاردة في السماء التي كانت تتكاثر بها السُحب بشكل متقطع لتشعر بحركة غريبة أسفل فستانها لتُبعد قدميها سريعًا وهي ترفع فستانها لترى قطة صغيرة ذات اللون الرمادي والعيون الزرقاء تنظر لها ببراءة لتبتسم روزي أبتسامه واسعة أسفل نقابها لتميل بنصفها العلوي تحمل القطة تضعها على قدميها وهي تُمسدّ على رأسها وجسدها بحنان وهي تعلم تمامًا من صاحب تلك القطة اللطيفة التي تأتي كل يوم وتجلس معها وكأنها تُهونّ عليها مٌر الحياة ومصاعبها
تقدمت منها غدير وهي تقول بأبتسامه:اللي يشوفها وهي معاكي وبتعامليها كدا هيقول على طول بتلاعب طفل صغير
جلست بجانبها في نفس اللحظة التي نظرت فيها روزي لها لتبتسم بأتساع قائلة:بحبها أوي … كل يوم بتيجي تقعد معايا في التوقيت دا
أبتسمت غدير وهي ترى القطة تجلس بأحضانها لتقول:عشان حنينة عليها وبتهتمي بيها
أبتسمت روزي وقالت:انتِ خارجة ولا ايه
غدير:بفكر أتمشى شويه قاعدة البيت مُملة أوي
حركت روزي رأسها برفق وهي تقول:عندك حق
نهضت غدير وهي تنظر لها قائلة:همشي انا بقى عشان صُحابي بيتصلوا بيا عايزه حاجه
حركت روزي رأسها نافية لتراها تبتعد عنها ثم عادت ونظرت للقطة مره أخرى وعادت وحيدة كالعادة كما كانت
_____________________
“في ايه يا عُدي مالك انتَ مش عاجبني بقالك فترة؟؟؟؟”
أردف بها عبد الله الذي كان يجلس أمام عُدي، حرك عُدي رأسه برفق وهو يقول:مفيش حاجه يا عبد الله انا كويس
عبد الله:كويس ايه يا ابني هو انا عبيط انتَ باين عليك أوي في ايه انا أخوك
زفر عُدي الهواء من فمه بقوه قبل أن يقول:روزي صعبانه عليا أوي وانا واقف عاجز مش عارف أعملها حاجه
عبد الله بتساؤل:ليه مالها؟؟؟؟؟؟
مسح عُدي على وجهه وقال:روزي وحيدة ودايمًا لوحدها مبتعرفش تتكلم وتخرج اللي جواها واللي هي حاسه بيه … مرت كام مشكلة قبل كدا بيني وبين لمار أثروا عليها جامد وانا مكانش في دماغي إنها هتتأثر بالطريقة المُرعبة دي … مشكلة بعد مشكلة بدأت تهدها مره بعد مره لحد ما بقت مكتئبة .. بتدور على أي حاجه تفرحها أو على الأقل تنسيها زعلها … كانت قيلالي أنها بتحب ليل وانتَ عارف إبن أختك مش في دماغه أي حاجه حاولت أقولها وافهمها إن ليل صعب وهي مش هتعرف تتأقلم معاه … حالتها كل يوم في النازل وانا مش عارف أعملها ايه
في الحقيقة لم يكن عبد الله يتوقع بأن الأمر يخص إبنة أخيه كان يظن بأنه بسبب عملُه ولكن كان السبب الرئيسي هو روزي ليُقرر التحدث معه قائلًا:طب ليه معرضتهاش على دكتور نفساني أكيد هيفرق معاها ممكن يكون غير كل دا حصل معاها هي موقف مُعين خلاها مُنعزلة بالشكل دا
عُدي:مكانش في دماغي أي حاجه … بس هي حاطه أملها في ليل وعماله تقنع فيا وفي نفسها بحاجه مستحيلة
زفر عبد الله وقال:طب تعالى نجرب ونشوف لما تقعد وتتكلم مع الدكتور ايه اللي هيحصل جايز هيفرق كتير واحنا منعرفش
نظر عُدي لهُ ليقول بأمل:تفتكر يا عبد الله
حرك عبد الله رأسه برفق وهو ينظر لهُ بأبتسامه قائلًا:انا مُتفائل
_____________________
“ودا كل اللي حصل … أكتشفت إني مريض كانسر والموضوع كل مدى بيتطور أكتر قولت أنزل على مصر تاني بقى وأقضي اللي فاضل من عُمري وسطكوا”
أردف بها أشرف وهو ينظر للأرض بحزن كبير ليَمُدّ ليل يده يُربت على قدمه بمواساه فهو يعلم كم هذا المرض لعين ومن الصعب الشفاء منه ليقول بنبرة هادئة مطمئنة:متقلقش يا أشرف هتخف أن شاء الله وتفضل جنبنا طول العمر هي مسألة وقت صدقني مش أكتر
نظر لهُ أشرف نظرة مليئة بالخوف وقال:خايف أوي يا ليل يحصل عكس دا كله … خايف أوي
ضمه ليل لأحضانه وهو يقوم بمواساته قائلًا:متخافش والله خير دا أختبار من عند ربنا وانا واثق إنك هتنجح فيه أن شاء الله يا حبيبي انا جنبك متقلقش
الدعم النفسي في هذه اللحظات لهُ تأثير كبير في حياة أي شخص، ولذلك حرص ليل على دعمه وشعوره بأنه بجانبه يُسانده حينما يميل، يَمُدّ يده لهُ حينما يسقط، يُدافع عنه حينما يُلام على ذنبٍ لم يرتكبه، هذا هو ليل عزيزي دائمًا وأبدًا
سمع ليل أشرف وهو يقول:هو انا شكلي أتغير بجد يا ليل .. شكلي بقى أوحش صح
نظر لهُ ليل وأبتسم قائلًا:لا يا أشرف انتَ شكلك مش وحش ولا هتكون … انا عارف أنها فترة صعبة عليك ومؤلمة وهتتأذي نفسيًا كتير بس مهما كان شكلك انتَ هتفضل أخويا الكبير .. أحنا كلنا بنحبك وكلنا كنا بنتمنى رجوعك فأكيد كلنا بنحبك وبعدين كفاية غُربة لحد كدا عشان طولت أوي ودا شيء مش حابينه بصراحه كدا
زفر أشرف الهواء بهدوء من فمه وقال:مكتوب يحصل يا ليل … وبعدين مكانش ليا عين أبُص في وشك بعد آخر مرة شوفتك فيها
مسدّ ليل على ذراعه وهو يقول بأبتسامه:اللي فات مات يا أشرف .. عدي زي ما انا عديت ونسيت العمر مفيهوش عشان نفضل شايلين من بعض أكتر من كدا
نظر لهُ أشرف بأبتسامه ليبتسم لهُ ليل بحب أخوي، سمع الأثنان صوت حمزه وسامح ومعاذ يعلوا في آنٍ واحد ليمسح ليل على وجهه قائلًا:كنت خلصت من عز وزين وعادل عشان يطلعلي أعمالي السودة في الدنيا
ضحك أشرف ليقول:أستنى بس شوف الخناقة على ايه
“لا يا حبيبي مش معنى إنك عمي يبقى جو الإحترام وحاضر يا عمي وخُد ياض وروح ياض لااااااا نيڤر”
أردف بها معاذ وهو يُلوح بيده في الهواء وهو يتحدث بأسلوب سوقي موجهًا حديثه لسامح الذي ضرب بكفيه بأسلوب سوقي أيضًا وهو يقول:لا يا خويا أستوب انتَ تحترمني غصب عنك ولا تكونش محتاج تربية وانا معرفش ياض
معاذ بأبتسامه واسعة:لا يا سامح العكس يا قلب ماما
نظر لهُ سامح وهو يقول بترقب:قصدك ايه ياض
أتسعت أبتسامه معاذ ليقول بنبرة ماكرة:قصدي أن صفية معرفتش تربي على رأي بابا
وكأن سامح كان ينتظر سماع تلك الجُملة ليقول:آااااااه وقعت ومحدش سمى عليك تعلالي
ركض معاذ بكل مكان في القصر وخلفه سامح الذي أفرج عنه حمزة بعدما كان يمنعه من الأقتراب منه وصوتهما يملئ القصر بالكامل ليقف ليل وحُذيفة أعلى الدرج يُشاهدان ما يحدث في القصر من حربٍ شنيعة نشأت بين ذلك المستفز الصغير وهذا الغاضب الكبير
نزل ليل ببرود عدة درجات ليقترب من المزهرية الصغيرة الموضوعة على الطاولة تحت أعين ليل وأشرف المترقبة لينظر ليل لسامح ومعاذ ليقترب بأبتسامه واسعة من سامح وهو يَمُدّ يده بها إليه قائلًا:خُد يا جدو أحدفه بيها هات أجله
ثم أقترب من معاذ وهو يَمُدّ يده بغطاء إناء كبير وهو يقول بنفس الأبتسامه المستفزة:وانتَ خُد دافع عن نفسك بيه ميصحش تحدف على عمك ڤازه يعني عيب مش أصول دي بس برضوا ميمنعش أنك تاخد حقك يا جدو يعني أديله عشرين غُرزه وتبقى راجل مية مية وعداك العيب وعملت بواجبك
تحدث هذه المرة علي الواقف يترقب ما سيحدث وهو يقول بتهكم:انا طول عمري بسمع عن الشيطان الرجيم بس أول مرة أشوفه قدامي
نظر لهُ ليل بأبتسامة جانبيه وكأنه لا يهتم حقًا بحديثه لينظر لهما مرة أخرى ويقول بأبتسامة واسعة:بالتوفيق يا رجالة أطربوني
تركهما ليل وصعد للأعلى عائدًا لغرفته بكل برود وكأنه لم يفعل شيء لينظر الأثنان لأثره ببلاهة قبل أن ينظرا لبعضهما البعض بأبتسامه خبيثه واسعة
______________________
دلف لغرفته وأغلق الباب تزامنًا مع سماع صوت تكسير بالأسفل لتعلوا أبتسامه واسعة ثغره وهو يقول بأستمتاع:يا سلام على الراحة لما الواحد يهدي الدنيا
نظر حوله يبحث عنه فلم يراه قرابة اليومان ليتعجب كثيرًا من أختفاءه الغير مُريح ليسمع صوت موسيقى يأتي من الشُرفة ليتجه إليها بخطوات ثابتة ليراه جالسًا على المقعد ويستند بمرفقه على السور ويُغمض عيناه وصوت الموسيقى هو ما يُسمع في المكان لتمر لحظات ويعم الصمت المكان فجأه ليبتسم طه بعدما علِم من الفاعل ليفتح عيناه ويراه يجلس أمامه بكل برود وهو يقول:بكره الأغنية دي
أتسعت أبتسامه طه ليقول:وانا بحبها
تحدث ليل ببرود وقال:ألبس الإيربودز متصدعنيش
نظر طه للسماء وقال:لا وعلى ايه خلاص أتقفلت
عم الصمت المكان فجأه بينهما ليقطعه ليل وهو ينظر لأخيه قائلًا:لسه زي ما انتَ
زفر طه بهدوء وقال:شكلي كدا
ليل:انتَ مش قادر تنسى صح
نظر لهُ طه قبل أن يقول:مش عارف أنسى يا ليل … كل ما أفتكر غصب عني بعمل حاجات انا مش عايز أعملها تحت تأثيري بيها
ليل:وانا جنبك وانتَ جنبي أهو دلوقتي انا يمكن مش متأثر بيها زي تأثرك بس عادي محدش فينا مبيتعرضش للخطر وهو صغير ولازم يسيب علامة في حياتك
طه:بس انا مش قادر يا ليل … بحاول ألهي نفسي بأي حاجه قدامي
ليل:طب أقدر أعمل ايه عشان أساعدك
نظر لهُ طه وكأنه لا يصدق بأن تلك الكلمات تخرج من فم أخيه ليقول ليل وكأنه فهم نظراته:انا اه أتعرضت للمس قبل كدا بس دا مأثرش عليا مع أن أي حد مكاني هيكره ذِكر الكلمة نفسها بس انا شايفها عادي يعني طبيعي عشان كدا انا مش فارق معايا أي حاجه صدمة وأتعرضتلها أسمحلها تأثر على حياتي في المستقبل ليه وتهدني
طه:واللي أتعرض للخطف والعنف دا يعمل ايه … كل حاجه حصلت كأنها إمبارح … لسه فاكر صريخي وانا بستنجد ببابا وجدو … فاكر لما دخلت عليا وقولتلي متخافش انا معاك … في لحظة كنت انتَ أول واحد متاخد مني .. للحظة أفتكرت إني مش هشوفك تاني وخلاص انا عارف مصيري ومصيرك فين بس مش قادر أصدق يا ليل لحد دلوقتي … كان ممكن انا وانتَ منفضلش عايشين لحد دلوقتي
زفر ليل بهدوء وهو يرى كم التأثر الذي يحوم حول أخيه الذي تعرض للعنف والخطف مرتان وهو صغير بسبب أعداء أبيه ليكون هو الضحية، نهض ليل واقترب منه بهدوء وجلس أمامه ليحاوطه بذراعه وهو يقول:ساعات لازم نتعرض لمواقف ومصايب من واحنا صغيرين عشان نتعلم منها واحنا كبار … في ناس بتتأثر أوي زيك وفي ناس بجحة معندهاش دم زيي ودا بيفرق .. يعني ممكن لو أتكررت قدامك دلوقتي تفتكر كل حاجه وتبدء تدخل في نوبة ملهاش أخر وانا لو شوفت دا هتلاقيني مُبتسم بكل برود وواخد الموضوع عادي بس لما ييجي الوقت واشوفك في حالة زي دي فأكيد انا هتأثر ومش هبقى البارد المستفز اللي قدامك دا
نظر لهُ طه ليقول ليل بأبتسامه:صدقني جرب ومش هتندم جرب خدها مُتعة أعمل أي سيناريو أي حاجه تحسسك أنها مُتعة وهتلاقي الدنيا غير ما انتَ شايفها ولازم تحاول وهييجي عليك وقت هتلاقي نفسك بتقاوم كل الذكريات دي وهتموتها بأيدك انتَ وبكرا هتقول ليل كان عنده حق
شرد طه في حديث أخيه ليُقاطعه صوت أخيه وهو يقول:بقولك ايه تيجي معايا
نظر لهُ طه ليقول:على فين
أبتسم ليل وقال:أي مكان لو انتَ جاي معايا
فكر طه للحظات قبل أن يقول بأبتسامه:موافق
______________________
“أستني يا مِسك أسمعيني عشان خاطري”
أردف بها أحمد الذي كان يسير خلفها يُحاول اللحاق بها ولكنها لا تُعطيه أي أهتمام ليشد خطواته نحوها أكثر يُقاطع وصلة سيرها وهو يقف أمامها مباشرًا قائلًا:أستني عشان خاطري أسمعيني
نظرت لهُ مِسك بغضب لتقول:أسمع ايه خلاص انا مش عايزه أسمع حاجه اللي بيني وبينك خلص خلاص
أوقفها أحمد وهو يقول:لا مخلصش يا مِسك انا بحبك والله العظيم
أبتسمت بتهكم ليقول هو بصدق وجدية لا تحمل المزاح:والله العظيم بحبك انا كل اللي كنت بعمله دا لغرض إني أضايقك … كنت بحاول أعصبك على قد ما أقدر وأرخم عليكي عشان تزعقي فيا وأتكلم معاكي والله العظيم كل دا كان بغرض الإستفزاز انتِ باردة من ناحيتي وانا بحاول أكسر دا بأي حاجه ممكن تخليكي تتعصبي انا حتى يوم ما واحدة بصتلي وحاولت تقرب مني عرفتك وأتفقنا مع بعض نبعدها وحصل وفضلت معاكي بحاول أرضيكي لو زعلانه عشان انا مبيهونش عليا زعلك مني ولا لنظره الحزن اللي بتكون في عنيكي ليا … صدقيني انا مش كدا خالص
كانت تنظر لهُ نظرات ذات معنى طوال حديثه فهي تعلم أحمد جيدًا وتعلم متى يمزح ومتى يتحدث بجدية وهذا واضح الآن أمامها ولكنها كلما تذكرت بأقتراب فتاة منه يجن جنونها وتود ضربه حتى يعلم ما يفعله بها، قلبها لم يعُد يتحمل أحبه وتقبله بعيوبه قبل مميزاته، أحبه حتى أصبح عاشقًا، ينبض بعنف حينما يشعر بأقترابه، وهو في الأخير المتحكم الرئيسي بها فعندما يتعلق الأمر بهِ يتم إلغاء عقلها وتفعيل قلبها الذي لا يكذُب ألبتة
أقترب منها أحمد قليلًا ووقف ينظر لها قائلًا:متزعليش مني يا مِسك انتِ آخر واحدة مش عايزها تزعل مني
عقدت يديها أمام صدرها لتنظر للجهة الأخرى وهي تدعي الغضب والضيق لينظر لها أحمد ويقول:طب أعمل ايه عشان متزعليش مني بالشكل دا انا والله بحبك
نظرت لهُ نظره حاده قبل أن تتركه وتذهب لينظر هو لها وهو يراها ترحل مبتعدة عنه ليظهر الضيق على معالم وجهه لفشله في إرضائها ليُفكر ماذا سيفعل من أجل إرضائها ومُسامحته
_____________________
“قوليلي بقى غايبة عن التمرين بقالك مرتين ليه”
أردف بها حُذيفة وهو ينظر لأيسل التي قالت:عادي مليش نفس أحضر حاسه إني زهقت
حُذيفة بأبتسامه:طب ولو قولتلك أن انا هاجي أحضر التمرين معاكي
نظرت أيسل لهُ لتقول بأبتسامه:بجد يا حُذيفة
حرك رأسه برفق وهو يقول بأبتسامه:بجد يا قلب حُذيفة
أبتسمت بسعادة ليبتسم حُذيفة سريعًا بعدما رأى سعادتها تلك ليقول:هحضر معاكي التمرين وبعد ما تخلصي هنروح أي مكان انتِ عيزاه أي حاجه نفسك فيها انا هعملهالك النهاردة انا عفريت المصباح السحري وهحققلك أي حاجه نفسك فيها
أتسعت أبتسامتها بسعادة لتقول:خلاص موافقة خمس دقايق هجهز فيهم وأجيلك ونمشي
حرك رأسه برفق وهو يقول بأبتسامه:وانا هفضل مستنيكي هنا لحد ما تخلصي
تركته أيسل وصعدت لغرفتها سريعًا تحت نظرات الحب النابعة من عيناه إليها، ليقترب من أقرب مقعد يجلس عليه وهو ينتظرها حتى تعود لهُ مره أخرى
______________________
“وبعدين يا روزي … يعني انتِ معتمدة عليه”
حركت روزي رأسها برفق وهي تجلس أمام الطبيب وتتحدث معه بهدوء قائلة:محدش قادر يفهمني ولا هو قادر يفهمني وانا غصب عني
حرك الطبيب رأسه برفق ليقول:انتِ معذورة الحب مش بأيدينا نحب مين ونكره مين دي حاجه فطرية وعشان كدا انا بقولك حاولي تشغلي نفسك بأي حاجه انتِ بتحبيها بعيدًا عنه أي حاجه بتحبي تعمليها أو نفسك تعمليها أعمليها متحرميش نفسك من حاجه مهما كانت ايه هي الحاجه دي … عيشي حياتك انتِ لسه صغيره وقدامك عُمر لسه تعيشي حياتك وتعملي أي حاجه نفسك فيها لحد ما ييجي الوقت المناسب للموضوع دا
شردت روزي بحزن وهي لا تعلم ماذا ستفعل فهي لا تستطع فعل هذا وحدها وكيف ستتجاهله، حسنًا هو يتجاهلها من الأساس فمن هي حتى تهتم إلى شخصٍ يتجاهلها، شعرت بالحسرة على ما أوصلت نفسها إليه بسبب حبها لهُ
________________________
“أيوه بس انتِ مالك انا بتكلم في ايه وانتِ بتتكلمي في ايه”
أردف بها علي وهو ينظر لـ لارين التي كانت تقف أمامه تنظر إليه لتقول:أزاي بس يا علي روزي دي بنت عمي أزاي يعني
زفر علي ليمسح على خصلات شعره السوداء للخلف وهو ينظر لها لتقول هي:انا بجد مضايقه عشانها وشايفه إن خطوبتنا هتأثر عليها هي بتحب ليل جدًا وانتَ عارف اللي بيحصل بينهم وأنه مش شايفها أصلًا يعنى كلنا نتخطب وهي تفضل قاعدة لا حول بيها ولا قوة
علي:انا فاهم ومقدر كل دا بس هو مش متقبل فكرة الجواز أصلًا انا كلمته في الموضوع دا وهو مفيش أستجابه دا حتى لما قولتله لو روزي أتقدملها عريس هتعمل ايه لقيت ملامح وشه أتغيرت قولت بس هيتعصب وهيرفض الفكرة لقيت ردّ صدمني حرفيًا دا شايفها أخته يا لارين عايزه أكتر من كدا ايه
زفرت لارين بحزن فهي حزينة من أجلها ولا تستطيع فعل ذلك وتركها تنظر لهم بكل هذا الحزن، لمحت روزي تدلف من بوابة القصر سيرًا على الأقدام وهي شاردة أو بمعنى أدق مُغيبة عن العالم لتترك علي سريعًا وتقترب من روزي تحت نظرات علي لها
أمسكت يدها وهي تنظر لها قائلة:أستني يا روزي انتِ ايه اللي جايبك مشي ومجتيش مع سعيد ليه
نظرت لها روزي لترى لارين عينيها المتورمتان من أثر البكاء والدموع التي تلتمع بهما لتقول لارين بقلق واضح:انتِ كويسه طيب حد ضايقك أو عملك حاجه
أرتمت روزي بأحضانها وهي تبكي لتعلم لارين بأن بها شيء لتضمها وهي تُربت على ظهرها بحنان لتبدء روزي في وصلة بكاء شديدة وكأنها كانت تنتظر الأحضان المناسبة لترتمي بها تشكو حزنها وألمها بداخلها
حاولت لارين تهدئتها لتقول:تعالى طيب نتكلم شويه
أخذتها لارين وذهبت إلى أقرب مقعد لتجلس وتُجلسها بجانبها لترتمي بأحضانها مره أخرى وتبكي لتبدء بالتحدث دون وعي منها قائلة:انا تعبت أوي يا لارين انا بحبه ومش عارفه أعمل حاجه وغصب عني كل ما بشوفه قدامي ببقى نفسي أقوله بس مبعرفش بحس إن لساني أتشل وهو مش شايف كل دا وانا تعبت كل اللي معاه حب وشاف حياته وهيخطب وهو محلك سر واقف زي لوح التلج مفيش دم ولا مشاعر ومش حاسس باللي شويه وهتموت بسببه
ربتت لارين على ظهرها بحنان وهي تقول:بعد الشر عليكي متقوليش كدا يا حبيبتي
بكت روزي أكثر وهي تقول:انا تعبت يا لارين … تعبت أوي
ألمها نبرة صوتها ومعها علي الذي كان ينظر لها بحزن على بُعد سنتيمترات لينظر أمامه بشرود وهو يُفكر كيف يُمكن أن يُساعدها فقد تفهم حديث لارين منذ قليل ورأى بأنها مُحقة حالة روزي لا تسمح بهذا ليُفكر في الأمر بطريقة أخرى
_________________________
دلفت غرفتها بهدوء وأغلقت الباب خلفها وأقتربت من المرآة وهي تنظر لإنعكاس صورتها بها، لتقف أمامها تنظر للحظات بها قبل أن ترفع نقابها ويظهر وجهها الباكي، لتظل واقفة مكانها كل ما تفعله هو النظر لنفسها فقط، على صوت عدة طرقات على الباب لم تنتبه إليها روزي لتعلو الطرقات أكثر بعدها وكل ما يُقابل الطارق الهدوء
فُتح الباب ودلف عُدي وخلفه ليل الذي رأى حالة حفيدته المُحزنة تلك ليقول عُدي:صدقتني
نظر لهُ ليل للحظات قبل أن ينظر لروزي مره أخرى يقول بهدوء:سيبني معاها يا عُدي شويه
حرك عُدي رأسه برفق ليُلقي نظره أخيره على أبنته التي مازالت تنظر لصورتها في المرآة وكأنها مُغيبة عن العالم، ليزفر هو بحزن ويخرج مُغلقًا الباب خلفه تاركًا والده ينظر لحفيدته التي لم تشعر بهِ ليقترب منها بخطوات هادئة وثابتة ليقف بجانبها ويَمُدّ يده مُربتًا على كتفها برفق لتستفيق روزي بفزع وبحركة لا إرادية منها أنزلت نقابها ظنًا منها أن رجُلًا غريبًا غير والدها قد أقتحم الغرفة لتنظر لهُ بخوف ولم يكُن سوى جدها الذي قال بهدوء:متخافيش يا روزي انا جدو يا حبيبتي
زفرت روزي الهواء من فمها بقوة وهي تضع يدها على قلبها لترفع النقاب بيدها الأخرى ليظهر وجهها أمام عينيه ليحزن بشدة على ما وصلت إليه حفيدته الصغيرة والمُدللة، مدّ يديه ومسح دموعها بحنان بأطراف أصابعه وهو يقول بنبرة حنونة:ليه الدموع دي كلها
نظرت لهُ روزي وقالت بعدما عادت دموعها تسقط مره أخرى:انا تعبانه أوي يا جدو
أرتمت بأحضانه بعدما دعاها ليل للأنضمام لأحضانه لتُلبي هي طلبه سريعًا ليضمها ليل بحب وهو يُربت على ظهرها بحنان وهو يقول:بقى هي دي روزي الوردة المفتحة اللي أبتسامتها مبتفارقش وشها
أجابته بنبرة باكية وهي تقول:تعبت يا جدو … تعبت ومبقتش روزي اللي تعرفها
ليل:ليه يا حبيبت جدو ايه اللي حصل قوليلي مين اللي مزعلك بالشكل دا وانا هبهدله واجيبلك حقك منه
حركت رأسها نافية وهي تقول:مش هينفع للأسف
أبتسم ليل ليُجاريها بالحديث وهو يُمسد على رأسها بحنان قائلًا:ليه مش واثقه فيا ولا ايه
حركت رأسها برفق وهي تقول:لا طبعًا واثقه فيك .. بس انا بحبه
أتسعت أبتسامه ليل ليقول بالرغم من أنه يعلم الإجابة:ويا ترى مين اللي أمه دعياله عشان روزي تحبه الحُب دا كله
وبدون شعور منها أجابته وهي تنظر أمامها بشرود قائلة:ليل

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أحببتها ولكن 6)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *