روايات

رواية أحببتها ولكن 6 الفصل الثالث عشر 13 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 6 الفصل الثالث عشر 13 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 6 البارت الثالث عشر

رواية أحببتها ولكن 6 الجزء الثالث عشر

رواية أحببتها ولكن 6 الحلقة الثالثة عشر

دلف العديد من المُلثمين يقتحمون المول وقد عم الهرج والمرج المكان والجميع يركض بكل مكان كي يهربون ولكن أغلقوا أبواب المول جميعها وبدأوا بحصر الجميع في نقطه واحدة ألا وهي بهو المول
خرج أحمد برفقة روزي بعدما أنتهى من شراء جميع الأغراض بعد مرور وقت طويل ليشعر بحركة غريبة حوله ليسمع إحدى الراكضين وهو يقول بنبرة عالية:مُلثمين أقتحموا المول بأسلحة وحاصروا المكان باللي فيه
نظرت روزي لأحمد بصدمة والذي قال:تعالي بسرعة
دلفا لإحدى المحلات ليُغلق صاحبه سريعًا كل شيء وهو يقول:خليكوا هنا ومتعملوش صوت لحد ما نشوف حل في المصيبة دي
أنار أحمد ضوء هاتفه وهو يشرد بحديث هذا الرجُل ليسمع صوت طلاقات النيران بالخارج كـ نوع من التهديد والتخويف ليسمع روزي تهمس بنبرة مهزوزة قائلة:وبعدين يعني هما جايين يقتحموه بعد ما خلصنا وخارجين
وضع سبّابته على فمه كي لا تُصدر صوت وهو يسمع لإحدى الرجال بالخارج وهو يقول:أيوه يا باشا انا مُتأكد إنه هنا شوفته معاه واحده منتقبه وشكلها صغيره … لا انا واثق إنه لسه هنا كنت عامل تَتبُع لموبايله
نظر أحمد سريعًا بهاتفه ورأى بأن الموقع الذي يتم تحديد مكانه يعمل ليُغلقه سريعًا وهو يمسح على وجهه وهو لا يعلم متى فتحه ولماذا، نظرت روزي لهُ ليقول بهمس شديد:أحنا المقصودين
جحظت عيناها قليلًا بصدمه لتقول بخوف:هنعمل ايه
نظر أحمد بهاتفه وهو يعبث بهِ وقال:دول رجالة تبع الراجل اللي اتهجم على تيتا روز مكتبها وجدو وقتها علِم عليه جاي عايز ينتقم من اللي عمله فيه فينا أحنا
رفع بصره نحوها وقال:انا بعت للشباب وبلغتهم عشان أحتمال كبير ميبقاش في شبكة بعد شويه
وضع يده على جيب بنطاله وأخرج سلاحه تحت نظرات روزي الصادمه والتي قالت بعدم تصديق:انتَ ماشي بسلاح
نظر لها أحمد وهو يقول:بأمر من سيادة اللواء متقلقيش
شعر بهاتفه يهتز بيده لينظر لهُ وأبتعد للداخل حتى يستطيع التحدث معه تحت نظرات روزي التي كانت تقف مكانها بعدما شُلت قدميها عن الحركة

 

 

وقف أحمد وهو يتحدث قائلًا:إخلص انتَ وهو الدنيا مش أمان برا وروزي معايا … ليل فين … طيب سرعوا وجهزوا نفسكوا وافتكروا كلام جدي
أغلق معه وأجاب على ليل قائلًا:انتَ فين
ليل:جايلك
أحمد:طب سرع عشان روزي معايا
ليل بحده:وصلولك أزاي
أحمد:عملوا تتبع على تليفوني وعرفوا معرفتش الكلام دا غير لما هو أتكلم قدام المحل اللي مستخبيين فيه
ضرب ليل مقود السيارة بعنف وهو يقول بشر:دا انا هشرب من دمك يا أحمد لو روزي حصلها حاجه
أحمد بحده:إحنا في ايه ولا ايه روزي في حمايتي المهم تخرج من هنا وأحنا هنتصرف بعدها بس أضمن سلامتها
شعر بحركة خلفه ليلتفت بجسده ويرى روزي تقف خلفه ويبدوا الخوف واضحًا في عينيها فقال:في ايه يا روزي
تحدثت روزي بخوف قائلة:حد منهم سمع صوت هنا وواقف برا
أشارت إلى باب المحل الحديدي ليرى أقدام واقفة أمام الباب ليسمع ليل كل هذا الحديث وهو يشعر بالقلق عليهما فأحمد لن يستطع الوقوف أمام هؤلاء الحمقى وحده، صمت سيطر على المكان لوقتٍ قصير حتى ذهب هذا الرجُل ليقول أحمد:بسرعه يا ليل
أغلق بوجهه دون سماع ردّ منه ليقول:متخافيش انا معاكي
____________________

 

 

وقفت سيارتين سوداوتين أمام المول ليترجل من السيارة الأولى حُذيفة وعلي وعُمير ومن السيارة الثانية ليل الذي كان الإجرام يحتل معالم وجهه
أقترب منهم ليقول:أحمد بيقول الأبواب الرئيسيه كلها مقفولة فمفيش قدامنا غير باب المخزن
رفع يده بالهاتف أمام وجوههم ليقول بجديه:دا أسم المحل اللي محبوسين فيه علي وعُمير وحُذيفة هتتولوا أنتوا الرجالة دي كلها هتراقبوا الدنيا جوه وانا هروح لأحمد هحاول أخرجه من هناك وهاخد انا روزي واخرجها من المكان وارجعلكوا نفضي حساباتنا معاهم ويا دار ما دخلك شر
حركوا رؤسهم برفق ليتحرك أربعتهم نحو باب المخزن، أخرج كل واحدٍ منهم سلاحه ليُراقبون المكان بأعين كالصقر، ركض علي للباب الذي يطُل على ممر ليس بالطويل، رفع سلاحه يؤَمن المكان لهم ليتحركوا ثلاثتهم خلفه وهم يُشهرون بأسلحتهم بكل مكان حتي وصلوا إلى نهاية الممر، تحرك ثلاثتهم نحو السور الزجاجي المُطل على بهو المول لينظروا للأسفل ويروا المُلثمين يقفون ويُشهرون بأسلحتهم بالجميع لتعلوا أبتسامه واسعة ثغر حُذيفة وهو يقول:يااااااه … جدي هيفرح أوي يا رجالة
كان ليل يسير وهو يُشهر بسلاحه في كل مكان ليرى مُلثمًا يقف بعيدًا لتعلوا أبتسامه واسعة ثغره ويقترب منه بهدوء وخفه كي لا يشعر الآخر بهِ حتى وقف خلفه مباشرًا، مدّ يده وربت على كتفه بخفه ليستدير الآخر بكامل جسده إليه ليمنحه ليل أبتسامه واسعة قبل أن يضربه بقوه بسلاحه سقط الرجُل على أثرها فاقد الوعي، نظر ليل حوله يبحث عن المحل الذي يختبئ بهِ أحمد وروزي حتى رآه وتوجه إليه سريعًا
رفع الباب الحديدي للأعلى ولحسن حظه لم يصدر صوت ليبتسم قائلًا:صاحب المحل دا مش سهل
دلف للداخل ليرى أحمد يقترب منه قائلًا:كويس أنك وصلت فين الباقي
ليل بجديه:برا روحلهم وانا هاخد روزي واخرجها من هنا وهرجعلكوا تاني وبفكرك تاني جدي عايزهم عايشين بس ليك مُطلق الحُرية إنك تصيبهم
أبتسم أحمد بأتساع لينظر لروزي ثم لهُ وقال:خلي بالك منها
تركه أحمد وخرج سريعًا إلى أبناء عمومته بينما أتجه ليل إلى روزي وجلس القرفصاء أمامها وهو يقول:روزي
فتحت روزي عينيها فجأه وشهقت بخوف ليقول ليل بتهدئه:متخافيش يا روزي مفيش حاجه انا ليل
نظرت حولها وقالت بخوف:أحمد فين

 

 

ليل:أحمد راح للشباب عشان ميسبهمش لوحدهم
روزي بخوف:انا خايفه أوي يا ليل انا مش عايزه حاجه تحصلي
طمئنها وهو يقول:متخافيش انا هخرجك من المكان خالص قومي معايا يلا
نهضت معه ليُمسك بيدها وهو يقول:انا آسف بس معنديش حل تاني
سحبها خلفه وهو يسير بهدوء وينظر حوله بترقب ولكن كان أحمد قد أمن لهُ الطريق حتى وصل إليهم ونظروا لهُ ليُعطيهم نظره فهمها الجميع ليُكمل سيره ومعه روزي وينظر الشباب لبعضهم البعض بأبتسامه ليقول حُذيفة:ودلوقتي يا أعزائي تقدروا تبدأوا حفلتكوا لكم مُطلق الحُرية بعيدًا عن القتل
أستند علي بمرفقه على السور الزجاجي وهو يقول بنبرة عالية نظر الجميع لهُ على أثرها:والله يا حُذيفة كان نفسي تكون الإشارة كلها خضرا مش تلات أربعها
رُفعت جميع الأسلحة عليهم من الأسفل ليقول عُمير:أحنا أه مخدناش العلامة الكاملة بس معانا الأحلى
صاح قائدهم وهو يقول:هاتوهم
رفع علي مسدسه بوجهه بكل برود وهو يقول:لا عيب كدا أحنا ضيوف واحترام الضيف واجب
تحدث المُلثم وهو يقول:أسمها إكرام الضيف واجب
علي بضيق:وهي هتفرق مع أهلك في ايه ما هي هي الأحترام واجب
ذم حُذيفة شفتيه ليقول بيأس:عصبت الراجل بعد ما هديناه ليه دا أحنا مصدقنا أنه هِدي
أحمد:دا لسه متغدي بفخاد عم حافظ هيجوع تاني والمره دي يا عالم هياكل ايه
عُمير:بُص انا هقولك حل حلو لو انتَ مش محتاج النص اليمين دا هتهوله وخليلك النص الشمال أصل أبننا متربي ومن وهو صغير بنقوله كُل من اليمين ومتاكلش من الشمال

 

 

نظر الجميع لبعضهم البعض ببلاهة لا يعلمون من الأبلة هُنا لتعلوا أبتسامه الأحفاد ليقول علي بأبتسامه جانبيه:انتَ يا مكعبر
نظر لهُ ليقول علي بأبتسامه واسعة:اللهم صلي على النبي عارف نفسك تسمحلي أهديك هدية صغيرة
حرك الرجُل رأسه برفق لتخترق في نفس الثانية الرصاصة كتفه ليُصدم الجميع كيف أطلق عليه رصاص ومتى ولِمَ لم يصدر صوتها كما اعتادوا ليسقط الرجل أرضًا وهو يتألم ليقول علي ببرود:متستهبلش دي المفروض تزغزغك مش توجعك انا مفيش حد اتضرب برصاصي إلا ولو ضحك انتَ شكلك جاموسة ومحتاج واحده كمان عشان تضحك
استقرت أخرى بقدمه لتعلوا صرخات الرجُل ليختبئوا الأحفاد سريعًا والأبتسامه تُزين ثغرهم ليقول علي بأبتسامه:وبكدا أعزائي تقدروا تلعبوا بكل راحه الكورة في ملعبكوا
_____________________
كان ليل يسير برفقة روزي التي كانت تشعر بالصدمة لما حدث منذ قليل وفجأه لم تشعر بنفسها إلا وليل يجذبها بقوة لتختبئ معه بعدما لمح مُلثمان ذا بنية ضخمة، نظر لها ووضع سبّابته على فمه وهو يشعر بأقترابهما وهو يعلم بأنهما سينكشفا وقد صدق عندما رأى الإثنين يرفعان سلاحهما بوجههما لتجحظ عينان روزي بصدمه وهلع ليقول ليل بتذمر:كشفونا يا ويلتي
“هات البت اللي معاك دي تلزمنا”
ضحك ليل بقوه ليقول:بت مين دا راجل متنكر في ست
“البت دي تلزمنا”
نظر ليل لروزي التي نظرت لهُ تترقب ردّه فعله لينظر هو لهما مره أخرى وهو يقول:تصدق عندك حق
أبتسم الرجُلان وجحظت عينان روزي برعب أيمكن أن يصل بهِ جنونه بأن يُسلمها لهم بكل سهولة، أقترب الرجُلان منها لتعود هي للخلف برعب ليبتسم ليل عندما جاءت لحظته المفضلة، أخرج بخاخ صغير من سترته وأفرغها بأعينهم ليتألم كلًا منهما وهما يضعان أيديهم على أعينهم ليضرب كلاهما رأسهما ببعضها البعض ليجذب روزي خلفه ويركض هاربًا بها وهو يقول:انا مش غبي للدرجة دي عشان أسلملك ليهم بجد لو كان دا تفكيرك فأحب أقولك إنك ساذجة
رمقته بضيق لتُحاول إبعاد يدها عن قبضته وهي تقول:سيب أيدي هتشيلني ذنب بسببك
نظر لها وقال:أبقي أستغفري ربنا وصلي ركعتين لله ومتنسيش تدعي عليا بضمير … وأكيد هستغفر ربنا انا كمان عشان انا عارف إنك هتتوصي في الدُعا عليا فألحق نفسي أحسن بركعتين عشان لو ربنا خدني ياخدني وانا على سجادة الصلاة
نظرت لهُ روزي بذهول فهي لم تكن ستفعل كل هذا لا تعلم ما الذي جعله يقول شيئًا كهذا فمنذ متى وهي تدعوا على غيرها فلم ولن تفعلها وستطلب من الله أن يُهديه
“انا مكانش في دماغي كل دا انتَ جبت الكلام دا منين؟؟؟؟”

 

 

أردفت بها روزي وهي تنظر لهُ بهدوء ليُجيبها دون أن ينظر لها وقال:أتوقع دا منك والسبب واضح مش محتاج تفسير
تأوهت بألم فكيف سوّلت لهُ نفسه بأن يتحدث بمثل هذه الكلمات فلو يعلم مقدار حبها لهُ وعشقها إليه لن يجرؤا على التفوه بحرفٍ واحد، تعجب من صمتها وعدم الردّ عليه لينظر لها ورأها تسير بهدوء تنظر أمامها ليتوقف فجأه وهو يلتفت بجسده لها ينظر لها قائلًا بمعالم وجه جامدة وبالرغم من ذلك خرجت نبرة صوته هادئة:ساكته ليه … انتِ كويسه
نظرت لهُ روزي رغمًا عنها لتشعر بنبضات قلبها تزداد بشكل مُخيف تكاد تخترق قفصها الصدري لتُشيح بنظرها بعيدًا في حركة سريعة منها لتقول:مفيش حاجه
نظر لعينيها التي تُزينها هذا الكحل الذي سلّب عقله يراها تنظر بكل مكان عدى هو، هاتان الفيروزتان تتحركان في كل مكان عدى مرماه، هو لم يرى شيئًا بها سوى عينيها ولكنه يعترف لنفسه الآن بأنه أصبح مُهيمّ بهما
تلك العينين التي تتزين بهذا الكحل والرموش الكثيفة جعلته صريعًا لها لا يعلم أي ذنبٍ فعل حتى يُعاقب بهاتين الجميلتان، ظل يُحدق بها وكأنه نسي ما هم بهِ الآن وما يحدث حوله، الآن رأى عينيها ولكنه يُريد رؤية وجهها بالكامل فمنذ قرابة الخمس سنوات لم يرى وجهها حينما قررت هي إرتداء النقاب في قرار أخير منها لينحرم هو من رؤية وجهها من بعدها
شعرت روزي بالخجل الشديد وهي تشعر بنظراته تخترقها كالرصاص لتفرك يديها ببعضهما بتوتر بعدما تركها ليل وهي تستغفر ربها بداخلها لتُقرر أن تُخرجه من تأمله بها وتقطع لحظة من أكثر اللحظات نُدرة وهي تقول:شكلك عايزنا نموت النهاردة
عقد حاجبيه بعدم فهم لينظر حوله بعدها وهُنا أستفاق من شروده ليلعن نفسه وهو ينظر للجهة الأخرى فحينما ينظر لها ينسى أي شيء ويظل مُحدقًا بها، تحرك ليل وهو يُشير لهُ قائلًا:يلا خليني أخرجك من المكان الملعون دا
تحركت خلفه وهي هادئة ولكنها سعيده بداخلها فقد اكتشف مؤخرًا بسيطرتها عليه
_____________________

 

 

“الحيوان دا راح فين؟؟؟؟؟”
أردف بها حُذيفة بغضب وهو يصق على أسنانه ليقول علي بأبتسامه واسعة:خلاص بقى معفي المره دي ما هو مصدق بقت معاه
أقترب منهم وهو يختبئ معهم لتفادي ضربات الرصاص وهو يقول:معقوله معرفتوش توقعوهم لحد دلوقتي جدي يقول ايه دلوقتي باعت شويه عيال
نظر لهُ حُذيفة بحقد وقال:انتَ تخرس خالص ومسمعش صوتك عشان انا مش طايقك دلوقتي
تركهم حُذيفة وذهب بعيدًا وهو يتفادى الرصاصات لينظروا لبعضهم البعض وقال ليل بتساؤل:ماله دا؟؟؟؟؟؟؟؟
علي:متشغلش بالك هيهدى لوحده هو متعصب منك شويه
نهض ليل بدون كلمة ليلحق بحُذيفة وهو يميل بنصفه العلوي ليوازي السور كي لا تتوجه إليه بعض الرصاصات بينما تحدث أحمد وهو ينظر لهُ قائلًا:أكبر مستفز شوفته في حياتي كلها ليل
عُمير:هو مش مستفز هو عايز يعرف ليه متعصب منه بالشكل دا وفي نفس الوقت خايف عليه لقدر الله رصاصه كدا أو كدا تيجي فيه
نهض علي وركض متوجهًا للأسفل تاركًا إياهم ليبدء بإطلاق رصاصاته التي كانت تخترق أجسامهم كالسهم، أختبئ خلف إحدى الجدران وهو يستمع لخطوات تقترب منه لتعلوا أبتسامه واسعة ثغره وهو يقول:حلوه أوي اللعبة دي ممتعة وانا بحب المتعة
أنهى حديثه ليرى سلاح هذا الرجُل بجانبه يتفحص المكان لتعلوا ابتسامه مختلة ثغره ليضرب يده بقوه ويسقط السلاح من يد الرجل ويظهر علي أمامه وهو يقول بأبتسامه واسعة:صبح صبح يا عم الحاج
أنهى حديثه وهو يضربه برأسه بقوه سقط الآخر أرضًا دون حركة ليميل علي بجذعه يأخذ سلاحه ويعتدل بوقفته مره أخرى قائلًا:دا شكل الراجل اللي جدي علم عليه كان عبيط عشان يبعت شويه رجاله زيكوا ماسكين السلاح غلط
نظر حوله ليذهب كي يُكمل متعته بسعادة وقد راقت لهُ هذه الأجواء المجنونة
جلس القرفصاء بجانبه دون أن يشعر بهِ الآخر ليقول:أتعصبت ليه ومشيت
لم يصدر حُذيفة أي ردّ فعل واكتفى بالصمت إجابة ليقول ليل:عادي سكوتك مبيستفزنيش لو مردتش مش هعيد سؤالي تاني أكيد
ألتفت حُذيفة برأسه إليه كالرصاصة ليقول بحقد:لم دورك عشان انا مش طايق نفسي ولا طايق أي حد
نظر ليل لسلاحه والأبتسامه تُزين ثغره لينظر حُذيفة للجهة الأخرى ويرى مُلثمًا يقترب ليقوم بضربه دون تفكير ليسقط الرجُل مُتألمًا، نهض حُذيفة وترك هذا المستفز الذي نهض أيضًا وأتبعه بكل برود
_____________________

 

 

“ايه دا انتِ بتعيطي يا مريم؟؟؟؟؟”
مسحت مريم دموعها سريعًا وهي تُحاول تجنب نظرات أخيها الذي أقترب منها وجلس بجانبها وهو يقول:في ايه يا حبيبتي مالك
تحدثت مريم بنبرة باكية وهي تقول:مفيش حاجه يا هلال انا كويسه
نظر لها هلال نظره ذات معنى وهو يقول:كدا وكويسه مالك يا مريم انا أخوكي يا حبيبتي مش حد غريب
عادت دموعها تسقط مره أخرى ليضمها هو لأحضانه بحنان وهو يُمسدّ على ذراعها بحنان قائلًا:قوليلي ايه اللي مزعلك كدا ومتخافيش يا ستي سرك في بير مش هقول لحد حاجه حتى أحمد مش هيعرف حاجه
وضعت رأسها على كتفه ودموعها تتساقط قائلة:انا محتاجاك جنبي يا هلال
طبع قُبلة على رأسها وهو يقول:وهلال جنبك يا قلب هلال شاوري انتِ بس وملكيش دعوه
مريم بدموع:انا خايفه أوي يا هلال .. في رقم بعتلي صور ليا معرفش جابها منين وهددني بيها ومعظمهم صوري مع البنات زي روان وبتول وچويرية وانا مش عارفه أعمل ايه وخايفه أقول لبابا أو حتى لأحمد وعمال يتصل كل شويه يرخم وانا مش عارفه أعمل ايه
تفاجئ هلال كثيرًا ليقول وهو ينظر لها بجديه:الكلام دا من أمتى
نظرت لهُ مريم وقالت:بقاله فترة بس كانت مكالمات بس وكنت بعمله بلوك ويدخلي من رقم جديد لحد ما لقيته باعت صوري وبيهددني بيهم
هلال بجديه:وريني الرقم دا
نظرت مريم بهاتفها للحظات قبل أن يأخذه منها وينظر بهِ بترقب وهو يرى صور شقيقته وبنات عائلته وبعض الكلمات القبيحة ليُخرج هاتفه ينظر بهِ ليكتُب رقم هذا الحقير ويحتفظ بهِ في هاتفه ليُعطي مريم هاتفها مره أخرى وهو يقول:الشات دا يتبعتلي وملكيش دعوه انا هتصرف المهم إنك مترديش مهما بعت ومهما هددك مترديش سيبيه وانا هربيه بطريقتي
نظرت لهُ مريم وأزداد خوفها لينظر لها هلال مره أخرى وقال بنبرة هادئة وهو يمسح دموعها بحنان:يا حبيبتي خلاص الموضوع محلول مالك بس
مريم بدموع:لا يا هلال انا خايفه انتَ هتعمل ايه

 

 

أبتسم هلال أبتسامه هادئة وقال:هربيه بس مش أكتر متخافيش انا عارف انا هعمل ايه كويس بس أهم حاجه متعرفيش حد حاجه وانا بوعدك إنك مش هتشوفيه تاني باعتلك حرف واحد … أتفقنا يا مريوم
حركت رأسها برفق ليقول هو مُبتسمًا:طب فين أبتسامه مريوم اللي بحبها
أبتسمت مريم لهُ ليضمها هو لأحضانه مره أخرى وطبع قُبلة على رأسها وهو يقول:أي حاجه تحصل بعد كدا تقوليلي على طول انا مكان أحمد في غيابه .. أتفقنا
حركت رأسها برفق وهي تضمه قائلة:ربنا يخليكوا ليا
مسدّ على ذراعها بحنان ليقترب منهما في هذه اللحظة شريف وهو يقول:مالها مريم بتعيط ليه يا هلال
نظر لهُ هلال وقال:نفسها هفتها على العياط فعيطت
نظر شريف لهُ بطرف عينه وقال:شكلك مش مظبوط ياض معرفش ليه
هلال ببراءة مزيفة:انا يا ابني أخس عليك مكانش العشم
نظر شريف لهُ دون أن يتحدث ليعلم بأنه يُخبئ شيئًا ما عنه، سمعوا صوت يُنادي هلال لينظر هلال لمريم وقال:معلش يا مريوم هروح أشوف الجاموسة دا عايز ايه وهرجعلك تاني
نهض هلال وسار بالقرب من شريف ليدفع وجهه برفق وهو يقول:عينك يا عسل
أبعد شريف يده عنه بضيق وهو يقول:دا انتَ غتت صح
ضحك هلال وقال بنبرة عالية قليلًا:أعمل حسابك مش هساعدك كل مره دي آخر مره
نظر لهُ شريف وقال:انتَ بتذلني يعني
حرك هلال يده في الهواء كأنه لا يهتم ليُحرك رأسه بقله حيله على هذا العنيد لينظر بعدها لمريم التي كانت تنظر لهُ لينهض هو ويجلس بجانبها تفصلهما مسافة صغيره وهو يقول:مالك يا مريم
حركت رأسها برفق وهي تقول:مفيش حاجه انا كويسه
حرك رأسه برفق وهو يقول:لا شكلك بيقول غير كدا … حصل حاجه انا مش غريب يا مريم عشان تخبي عني حاجه
نظرت لهُ مريم ليفهم هو نظرتها ليقول:أيوه انا مش غريب انتِ عارفه كويس أوي كدا

 

 

أرتفعت نبضاتها لتقول بتوتر:أيوه ما انا عارفه انتَ مش غريب زيك زي هلال وأحمد أكيد
صق شريف على أسنانه بغضب من هذه العنيدة التي تُعانده كل مره وتمنعه من الإفصاح عما يكمُن بداخله لها ليقول:انتِ شايفه بعد دا كله لسه زي أحمد وهلال
نظرت لهُ مريم بتعجب ليقول هو:مريم بطلي تهربي بالكلام
أبتلعت تلك الغصة لتقول:انا مش عارفه انتَ قصدك ايه بس زي ما قالك هلال مفيش حاجه انا حسيت إني عايزه أعيط فعيطت
ظل شريف ينظر لها وهو حقًا يود الإنقضاض عليها الآن وقتلها تلك العنيدة التي ترفض الأستماع إليه أو منحه فرصة للإفصاح عما يكمُن بداخله من مشاعر لها
تلك الفتاة التي دق قلبه لها ترفض الاستماع إليه بأي شكل من الأشكال وهذا يجعله يفقد صوابه فقد منحه هلال العديد من الفرص للجلوس معها والإفصاح عما يشعر بهِ نحوها وإن حصل على هذه الفرصة فلن يحصل عليها مجددًا
نهضت مريم وقالت:عن أذنك وشكرًا على سؤالك
تركته مريم وذهبت تحت نظراته التي تُتابعها، لا يُصدق ما يراه، شعر بالغضب والضيق يزداد بداخله فهو بدء يفقد صوابه وهذا غير مُبشر
____________________
“أفتحي الباب يا بيسان انا عايز أتكلم معاكي”
أردف بها سيف وهو يقف أمام باب غرفتهما ينتظر سماع ردّها ولكن كالعادة لم يأتيه الردّ ليطرق مجددًا في محاولة منه وهو يقول:يلا يا حبيبتي عشان خاطري انا عايز أتكلم معاكي شويه
أتاه صوتها الحانق من الداخل وهي تقول:وانا مش عايزه أتكلم مع حد سيبني لوحدي
زفر سيف بقلة حيلة فقد سئم من هذا الوضع لقد حاول معها العديد والعديد من المرات كي يتحدث معها بهدوء ولكن يبدو أن غضبها وضيقها منه أكبر من المرات السابقة
توجه إلى غرفة فتياته ليطرق على الباب بهدوء ويسمع بعدها صوت بتول تسمح لهُ بالدخول ليدخل هو وأبتسم بخفه عندما رأى بتول ومودة وملك التي كانت تجلس على فراشها منفصلة عن العالم بمن فيه
أقترب منهم وهو يقول بأبتسامه موجهًا حديثه لمودة وبتول:معلش ممكن تسيبوني مع ملك شويه
نظرت الفتاتان لبعضهما البعض بهدوء ثم لهُ لتقول مودة بأبتسامه:أكيد طبعًا
أخدت هاتفها هي وبتول وقالت بأبتسامه:بس متطولش عشان بغير
ضحك سيف بخفه وطبع قُبلة على رأسها لتتذمر بتول وقالت بحنق:واشمعنى انا يعني
أبتسم سيف وطبع قُبلة على رأسها هي الأخرى قائلًا:من غير بوز ستي دا يا مطلقة
ضحكت مودة لتقول بتول بضيق:شوفت بتضحكها عليا أزاي يا بابا
سيف بأبتسامه:عشان انا بقول الحقيقة زعلانه ليه بقى
عقدت يديها أمام صدرها وهي تنظر للجهة الأخرى بضيق ليضحك سيف بخفه وضمها لأحضانه قائلًا:خلاص متزعليش يا أرملة
ضحكت مودة أكثر لتبتعد بتول عن سيف بغضب لتخرج من الغرفة وهي تدب بقدميها على الأرض لتقول مودة وهي تتجه للخارج بأبتسامه:متطولش عشان بغير عليك
ضحك سيف مره أخرى ليرى مودة تُغلق الباب خلفها وتذهب ليُحرك رأسه بقله حيله ثم نظر لملك واقترب منها بهدوء وجلس على طرف فراشها ونظر لها للحظات قبل أن يقطع هذا الهدوء قائلًا:عامله ايه يا ملك
نظرت لهُ ملك للحظات ثم قالت:كويسه
سيف بهدوء:مش ناويين نبطل خناق بقى ولا ايه
نظرت لهُ ملك وقالت:هي لحقت
عقد سيف حاجبيه وهو ينظر لها قائلًا بتعجب:قصدك ايه !!!

 

 

نظرت لهُ ملك وقالت بحده:مراتك … لحقت سخنتك عليا وطلعتني انا اللي غلطانه وهي الملاك البريء بجناحات اللي مبتعملش حاجه غلط في حياتها وبتحبك حب غير طبيعي وأول ما تقولك حاجه تقولها آمين
انتفض جسده بعنف ليقف وهو ينظر لها قائلًا بغضب:انتِ ايه اللي بتقوليه دا انتِ أتجننتي ولا ايه
نهضت هي الأخرى لتقف قبالته تنظر لهُ قائلة بغضب:دلوقتي انا اللي مجنونه .. انا اللي بقيت مصدر إزعاج دلوقتي مش كدا وهي ايه وبناتها ايه انتَ أستغليت طفولتي وقتها وروحت أتجوزتها عشان عارف إن انا مش هقدر أقول حاجه وبحجة ايه إنها تخلي بالها مني مش دا كان مُبررك عشان تتجوزها وبعد دا كله ايه اللي حصل بدأت تهمل بنتك مره بعد مره قدرت تنسى ماما بسهولة وهي السبب في كل حاجه
صرخ بها سيف بقوه وهو يقول:أخـــــرســــي
صمتت ملك وهي تنظر لهُ بغضب وكذلك هو الذي كان غضبه يُضاهي غضبها في هذه اللحظة، صدره يعلو ويهبط بعنف فقد أستفزه حديثها وأشعل فتيلة غضبه، أمسك بذراعها في عنف منه ليقول بغضب أعمى عيناه:كلمة كمان هتقوليها وحشه في حق مراتي أو أخواتك يا ملك صدقيني هتشوفي مني وش متمناش أنك تشوفيه … اللي بتتكلمي عليها دي أمك
صرخت ملك بغضب وهي تقول:مش أمي … دي مش أمي دي مرات أبويا .. دي اللي من ساعة ما دخلت حياتنا وهي غيرتك ومبتقتش انتَ اللي انا أعرفه … انتَ مبقتش سيف علام اللي اتربيت وكبرت على أيده … انتَ بقيت شخصية تانيه انا معرفهاش وفي الآخر ايه بعدت عني وبقيت غير مهتم بيا وجبتلي أخوات انا مكنتش عيزاهم أصلًا … انتَ شوفت حياتك وانا أترميت زي الكلبة
أمسك بكلا ذراعيها وحركها بعنف وهو يصرخ بها قائلًا:أسكتي بقى كفاية انتِ مزهقتيش من المشاكل عايزه ايه انا تعبت معاكي ومبقتش عارف أراضيكي أزاي
دلف ليل على صوته وخلفه مودة وبتول اللتان كانتا تبكيان بعدما أستمعا إلى حديث ملك، أبعد ليل سيف عن ملك وهو يقول بتهدئه:سيبها يا سيف وصلي على النبي مش كدا
صرخ سيف بغضب وقد قام بإلغاء عقله ليقول:مش هسيبها بعد اللي سمعته دا انا عايز أعرف انا عملت ايه عشان أشوف منك اللي بشوفه دلوقتي انتِ شوفتي ايه مني وحش عشان تقولي اللي قولتيه دا

 

 

تحدثت بتول التي كانت تبكي وهي تقول:انا كنت عارفه إنك بتكرهيني بس كنت بكدب نفسي واقول أكيد هي بتهزر بس بعد اللي سمعته دا انا أتأكدت إن انا كنت صح وانا كنت هبله بصدق كل كلمة بتقوليها وبالرغم من كل دا كنت باخدك في حضني عشان انتِ في الآخر أختي بس بعد اللي انا سمعته دا انا بقيت بكرهك
صرخ بها سيف كالمجنون وهو يقول:ايه اللي بتقوليه دا انتِ كمان أنتوا أتجننتوا ولا ايه يمين بالله كلمة زيادة من واحدة فيكوا هكون مطلع شياطيني عليكوا
جذبه ليل بعيدًا وهو يتحدث بحده كي يستمع إليه قائلًا:يا سيف أتحرك معايا عايزك
نظر لهُ سيف بغضب ليرمقه ليل بهدوء ليخضع لهُ في النهاية ويذهب معه تاركًا إياهم ينظرون لأثره، وبمسافه خروجه من الغرفة رمقت بتول ملك بغضب لتترك لها الغرفة بأكملها وتذهب بعيدًا عنها فهي حقًا لا تُطيق النظر إليها لتسحب شقيقتها خلفها صافعة الباب بعنف
_____________________
دلف الشباب إلى القصر بعدما أنهوا مُهمتهم ليُلقي كلًا منهم جسده على الأريكة عدا ليل وحُذيفة وعُمير الذين وقفوا بجانب بعضهم البعض، نظر عُمير حوله ثم نظف حلقه وهو يقول بأبتسامه:عن أذنكوا بقى يا رجالة هخلع انا
رمقوه بأبتسامه جانبية ليقول ليل ساخرًا:مش قادر يصبر يا حبة عيني هيموت ويشوفها
رمقه عُمير بحقد قبل أن يقول:ملكش فيه يا ظريف يا خفيف الظل … على العموم مش عايز أشوف خلقتكوا لمدة يومين
تركهم ببرود وذهب لينظروا لهُ جميعًا بأبتسامه ليقول حُذيفة بأبتسامه بلهاء واسعة:عن أذنكوا بقى يا رجاله هخلع انا كمان
ضحك ليل ساخرًا ليبتعد حُذيفة وهو يركض للأعلى يُسابق الرياح لرؤيتها ليبتسم ليل بتهكم لينظر للأثنين الجالسان أمامه ليقول بسخرية لاذعه:وانتوا مش عاوزين تتلزقوا في حبايب القلب
نهض علي وهو يُهندم من ملابسه بأبتسامه واسعة ليقول بغرور:لا طبعًا حابب أتلزق فيها
جذبه ليل من ثيابه وهو يصق على أسنانه قائلًا:دي بنت خالي ها يعني لم نفسك وخليك مُحترم عشان معملهاش معاك
أبتسم علي بأستفزاز شديد ليقول:ألف لا بأس عليك يا حبيبي
دفع يده عنه ليبتعد عنه ولكن جذبه ليل مره أخرى وهو يقول بحقد:متخلنيش أوريك الوش التاني يا عليوه انا عايز أفضل طيب معاك

 

 

ضحك علي بصخب ليقول:ضحكتني والله بقى انتَ بتهددني وفاكرني هخاف منك
نظر لهُ بأستهزاء قبل أن يدفع يده بعيدًا عنه ويركض للأعلى تاركًا ليل يرمقه بحقد وهو يقول بضيق:وحياة أمك لوريك يا إبن الهبلة
رمق أحمد الذي كان مازال يجلس ينظر لهُ بأبتسامه واسعة بلهاء وهو يقول:متسألنيش عشان لسه مصالحتهاش فـ لازق فيك
أبتسم ليل ليرمي جسده بجانبه بأهمال وهو يقول:أحسن والله يارب ما تتصالحوا ولا تتهنوا أبدًا
رمقه أحمد بسخط وهو يقول:اللهم لا تستجيب لهذا الخبيث وأقلب حياته اللهم لا تدعه يتهنى يومًا في حياته
أبتسم ليل بشده وقال:تسلم يا ابو حميد على الدعوة الحلوة دي مش مُتخيل انا مبسوط قد ايه
اعتدل أحمد في جلسته وهو يقول بأيتسامه:حبيبي ربنا يزيدك أتمنى تكون عرفت حياتك سوده كدا ليه
ليل بأبتسامه:عشان انتَ فيها يا حبيب قلبي .. جتك داهية
أبتسم أحمد وقال ببرود:داهية تاخدك انتَ وبرودك يا قلبي
أقترب طه وهو يقول:ايه وصلة الدُعا اللي بتترمي دي أنتوا بتدعوا على بعض
نظرا لهُ ليقول ليل بأبتسامه:بيدعي عليا وبيقولي جتك داهية يرضيك يقول على أخوك كدا وعمال يدعي عليا من الصبح وانا ساكت
أنتفض أحمد من مكانه كمن لدغته حية وهو يقول بحده:انا برضوا يا إبن الكدابة يا اللي هتدخل جهنم بصاروخ
حرك ليل رأسه بلا أهتمام لينظر أحمد لـ طه وهو يقول بحقد وكأنه يشكو لوالدته:دا كداب هو اللي شغال دُعا عليا أصلًا أخوك دا خبيث خُبث
نظر طه لأخيه ليراه يرمق أحمد بطرف عينه بشر ليقول:ما انا عارف ايه الجديد … بس عمومًا أخويا مبيغلطش برضوا
رمقه أحمد بصدمه لينظر لـ ليل الذي كان ينظر لهُ بأبتسامه واسعة وشماته لينهض أحمد وهو يقول:انتَ وأخوك ملكوش لازمه انا غلطان إني بشتكي ليك أصلًا انا هروح للصدر الحنين جتك نيلة في دبشك إللهي ما تتهنى ولا تلاقي الصدر الحنين يا ليل يا ابن باسم وكارما

 

 

أبتسم ليل بتهكم ليقول بأستفزاز شديد:مش عايزه معنديش غير أمي يا أبو قلب أسود
نظر طه لأخيه بعدما غادر أحمد ليُحرك رأسه بقله حيله على أخيه الذي دائمًا يستمتع بأستفزاز الجميع، ليعود بظهره للخلف براحه شديده وهو يقول:روزي رجعت البيت
نظر لهُ طه وحرك رأسه برفق وهو يقول:اه من ساعة كدا
حرك ليل رأسه برفق وهو يُفكر فيما حدث ومن هؤلاء ولماذا كانوا يُريدونها هي بالتحديد ولكن لا بأس فهو قد أنقذ أبنه خاله وأنتهى الأمر
_______________________
“يعني مش ناويه تتكلمي برضوا .. خلاص حقك عليا متزعليش وبعدين انا معملتش حاجه صح انا بعتذر ليه؟؟؟؟؟؟؟؟”
أردف بها فاروق بعدم فهم وهو ينظر لها وكأنه ينتظر ردّها ليأته بالفعل بعد دقائق معدودة وهي تقول بتذمر:عشان انا عاوزه كدا
أبتسم بتهكم وهو ينظر لها بمعنى ( حقًا ) لتنظر لهُ بتهكم ليقترب هو قليلًا وهو يقول بهدوء:عمومًا انا مش هعتذر
ضحكت بخفه وهي تقول بتهكم:بعد ايه بقى
نظر لها بضيق لتقول هي:بقولك ايه يا فاروق متلفش وتدور مين الملزقة اللي كانت بتحتك فيك زي المعزة الجربانة دي
ضحك فاروق فجأه بملئ فاهه وهو لا يُصدق ما سمعه منذ لحظات لتنظر هي لهُ بشر قائلة:مُمكن أعرف بتضحك على ايه هو مش انتَ قولت إنك أديتها كلمتين في جنابها قبل كدا راجعة تتحشر ليه تاني
توقف فاروق عن الضحك بصعوبة لينظر لها ويقول بتسلية:ايه يا لولو بتغيري
ليالي بحقد:متتوهش الموضوع يا فاروق وردّ عليا
فاروق بأبتسامه:لو مضايقة منها منك ليها انا حاولت أبعدها عني كتير بس هي اللي لازقه فيا أعمل ايه تاني وبعدين دي بنت مش هروح أفضحها يعني
رفعت حاجبها لتقول بحقد:ماشي يا فاروق سيبهالي انا بقى وملكش دعوة باللي هيحصل أحنا بنات زي بعض وهي مش هتتكسف تقولي حاجه
نظر لها بقلق من نبرتها تلك ولمعالم وجهها الغاضبة ليقول:انتِ هتقتليها ولا ايه
أبتسمت ليالي بغضب لتقول:ملكش فيه
تركته وذهبت بغضب لينظر هو لأثرها بذهول وهو حقًا لا يُصدق ما يراه ويسمعه من تلك المجنونة التي ستأتي لهُ بدمار
_______________________

 

 

عدة طرقات هادئة على باب غرفتها لينتظر للحظات مرت عليه سنوات فهو أشتاق لها وقد أتخذ قراره الأخير والذي لن ولم يتراجع فيه مهما حدث
لحظات وفُتح الباب ليظهر وجهها الجميل الذي حُفِر في ثنايا عقله بكل تفصيلة بهِ، تأوه بحنين وهو يرى تلك الأبتسانه التي سلبّت عقله منذ أن رآها أول مرة وقد أصابته في مقتل تلك الصغيرة اللطيفة
“حمدلله على سلامتك يا عُمير”
كم يعشق أسمه عندما تنطقه بتلك النبرة الهادئة وبسمتها التي تُزين وجهها دائمًا ليقول هو بأبتسامه واسعة:الله يسلمك يا قلب عُمير وحشتيني
شعرت غدير بالحرج لتنظر للأرض سريعًا ليبتسم هو أكثر وقال بتذكر:آاااه صح نسيت إنك بتتكسفي
أرتسمت بسمة صغيره على ثغرها فهي تعلم بأنه يُحاول عدم إخجالها حتى لا تشعر بأنها مُقيدة طوال الوقت ليقول هو بأبتسامه:انا وحشتك صح
يا رجُل بحق الله ماذا أنت بفاعل رفقًا بتلك الصغيرة التي تشعر بأن خجلها يكاد يخنقها ليضحك هو بملئ فاهه قائلًا:خلاص خلاص مش هحرجك اكتر من كدا انا آسف
نظرت لهُ بخجل ليقول هو بأبتسامه:كنت جاي أتطمن عليكي وأقولك على خبر كدا
نظرت لهُ بأهتمام وهي تنتظر سماع هذا الخبر الذي تعلم كل العِلم بأنه سيُسعدها فهي لا تتذكر بأنه قام بإحزانها مره، لترى بسمته تعلو وهو يقول بنبرة حنونة:انا قررت أقعد مع عمي زياد وأفاتحه في الموضوع وأتقدملك بشكل رسمي
______________________
“أهدى يا سيف عصبيتك دي هتوديك في داهية قُريب مش كدا”
نظر سيف لـ ليل ليقول بحده لم يستطع التحكم بها:يعني ايه يا عمي انتَ مسمعتش بتقول ايه كلامها أستفزني ومن أمتى وهي بتتعامل وتتكلم معايا بالأسلوب دا
ليل بهدوء:معلش بس متتعصبش بالشكل دا انتَ مكنتش حاسس بنفسك دا انتَ شويه وكنت هتقتلها أكيد هي ليها عُذر
أشار سيف على باب المكتب وكأنه يُشير نحوها قائلًا بأستنكار:دي كدا عندها عُذر أومال لو مكانش عندها كانت عملت ايه ولعت فيا

 

 

ليل بهدوء:يا سيف أفهم انا فاهم وعارف كويس أوي إن المشكلة دايرة بينها وبين بيسان وعارف كل حاجه بس انتَ لازم تقعد مع بنتك وتعرف سبب اللي وصلتله دا ايه لأنها مُستحيل تقول كدا من تلقاء نفسها وفي نفس الوقت هي كانت بتحب بيسان أوي وعشان كدا هي ممكن حصل موقف زعلها من بيسان وهي مش واخده بالها
سيف بضيق:يا عمي بيسان مغلطتش
ليل:وانتَ عرفت منين
سيف بضيق:ردود أفعالها وعصبيتها أكدولي كل دا بيسان لو غلطت معاها وقالت كلمة أو عملت ردّ فعل هتقول ومش هتخبي لكن لما هي أتعصبت بالشكل دا انا فهمت إن بيسان مغلطتش وإن ملك هي اللي عاوزه تعمل مشكلة من اللا مشكلة
زفر ليل وهو يمسح جبينه ليقول:انا بصراحه مش عارف أقولك ايه بس حاول تفهم في ايه دي في الآخر مراتك ودول بناتك وانتَ الوحيد اللي تقدر تصلح الدنيا خصوصًا بعد الكلام اللي طلع من بتول
أغمض سيف عيناه وهو يمسح على وجهه فهو حقًا شعر بالغضب منها ولكنها صغيرة في النهاية وقد أندفعت في حديثها دون قصد، ربت ليل على كتفه وهو يقول:راجع نفسك تاني يا سيف وفكر فيها براحه وأقعد أتكلم مع بناتك بهدوء وأحتويهم عشان أندفاعك في بتول كان صعب وهي أتفزعت
حرك سيف رأسه برفق وهو يقول بهدوء:حاضر يا عمي هحاول
______________________
“عبد الرحمن الحسابات دي تتقفل من غير ما ينقص فيها رقم دي مُهمة أوي وانا مش ناقص تحصل كارثة”
أردف بها طارق وهو ينظر لـ عبد الرحمن الواقف أمام مكتبه ليُحرك رأسه برفق وهو يقول بجدية:متقلقش يا طارق
قاطع حديثها عدة طرقات على الباب، سمح طارق للطارق بالدلوف والذي لم يكن سوى أشرف الذي أبتسم وقال:عطلتكوا ولا ايه
نهض طارق وهو يقول بأبتسامه:لا خالص أتفضل يا عمي
دلف أشرف وهو يقول مُبتسمًا:أخبار الشغل ايه معاكوا
حرك طارق رأسه برفق وأبتسامه وهو يقول:أهو ماشي الحال
أشرف بأبتسامه:شكل ليل معرفكوش الأخبار الجديدة
نظر لهُ عبد الرحمن بأهتمام وهو يقول بأبتسامه:خير يا عمي

 

 

أشرف بأبتسامه:انا مسكت الشركة ومن النهاردة بقيت رئيس مجلس الأدارة وليل أتحول لفرع الشيخ زايد
نظر كلًا من عبد الرحمن وطارق لبعضهما البعض بأبتسامه ليُسارعا بالمُباركة لهُ ليستقبل تهانيهما ببسمة واسعة ليقول:شكل ليل كان بيعذبكوا
ضحك كلًا من طارق وعبد الرحمن الذي قال:بأمانة ربنا اه
“حلو خصم يومين يا أشرف”
فزع عبد الرحمن وهو يستمع لجُملة ليل الذي كان يقف خلفه ليقول:لا يومين ايه انا بهزر
أبتسم ليل أبتسامه واسعة وهو يقول:وانا كمان بهزر
نظر عبد الرحمن لأشرف كي ينجده من تلك الورطة ليبتسم أشرف لهُ بسمة خفيفه وغمز لهُ بخفه ليبتسم الآخر براحة وقد فهمه ليقول ليل:هعرف إذا كنت خصمتله ولا لا انا عارف الحركات الخبيثة اللي من تحت لتحت دي
أبتسم أشرف أبتسامه واسعة صفراء لهُ ليُبادله ليل أبتسامته وهو يقول:يلا على شغلكوا وانتَ يا أشرف تعالى عشان عايزك
خرج ليل لينظر أشرف لهُ ثم أقترب من عبد الرحمن ليهمس لهُ قائلًا بأبتسامه:مش هخصملك حاجه متقلقش
أبتسم عبد الرحمن أبتسامه واسعة ليسمع ليل يقول من الخارج بحده مصطنعه:أشرف
تركه أشرف وذهب خلف ليل وهو يقول:كنت بأكد عليه إنه هيتعاقب يا ليل
ضحك عبد الرحمن بخفه وهو ينظر لهُ ثم نظر لطارق الذي أبتسم ولم يتحدث أحدٍ منهما ببنت شفه
_______________________
خرجت من المرحاض لتقف أمام طاولة الزينة تنظر لنفسها في المرآة لترى بعض البقع التي تمقتها بدأت بالظهور لتعلم بأن تلك الفترة قد دقت لها بابها لتُخبرها بأنها سترافقها لبعض الوقت، زفرت بضيق تلعن تلك البقع لتأخذ دوائها كي تهدء تلك البقع التي تُسبب لها حكة تُشعل جنونها
وضعت كوب الماء على الطاولة ونظرت لنفسها بالمرآة، أخذت قلم الكُحل الخاص بها كي تُحدد عيناها بهِ لتشهق فجأه بصدمه وهي ترى القلم مكسور لثلاث قطع صغيرة، تفحصت القلم بصدمه لتنظر حولها لترى بأن غرفتها فارغة
“أتكسر أزاي انا كنت سيباه سليم قبل ما أدخل الحمام … معقوله تكون فيروز كسرته؟؟؟؟؟؟؟؟”
أنهت روزي حديثها بتساؤل لترى فيروز تدلف من الخارج وهي تُدندن بعض الأناشيد الدينية لتلتفت لها روزي وهي تقول متسائلة:فيروز هو انتِ اللي كسرتي قلم الكُحل بتاعي؟؟؟؟؟؟؟

 

 

 

نظرت لها فيروز بتعجب لتقول:لا وهكسره ليه انا
روزي:انا سيبته سليم ودخلت الحمام خرجت لقيته مكسور زي ما انتِ شايفة
عقدت فيروز حاجبيها بتعجب شديد لتقول بصدق:انا والله ما لمسته انا كنت برا أساسًا
شردت روزي وهي تقول بشرود:أومال مين اللي هيكسره يعني العفريت
تركت القلم بضيق شديد وهي تزفر بغضب لتنظر إلى أملها الوحيد “المسكرا” هذه التي تبقت لها أخذتها ووضعتها بحنق وهي تتوعد لمن تجرأ وكسر قلمها العزيز
أنتهت روزي وأنزلت نقابها الأسود لتنظر لنفسها في المرآة برضا ثم خرجت من الغرفة
______________________
“أوووووه ڤيكتور عزيزي لقد أشتقت لك”
أردف بها ليل وهو ينظر لحصانه بأبتسامه يضم وجهه بحب ليطبع قُبلة على وجهه يُمسد على خصلاته بحنان فهو مهما قال لا يستطيع الإبتعاد عنه مهما حدث، خرج بهِ إلى المزرعة وهو من الوقت للأخر يُمسدّ على وجهه بحنان
دلفت إلى الأسطبل سريعًا وهي تتجه إلى مقصورة عزيزتها وحبيبة قلبها “لي لي”، رأت حكيم يضع لها المياه لتقول بأبتسامه:السلام عليكم يا عم حكيم
ألتفت حكيم لها لتعلو أبتسامه واسعة ثغره وهو يقول بترحاب:وعليكم السلام يا بنتي نورتي أخيرًا جيتي
روزي بأبتسامه:معلش يا عم حكيم مكنتش فاضية بقى والجامعة واخده وقتي
حكيم بأبتسامه حنونة:ولا يهمك يا بنتي لي لي زي الفل أهي
أقتربت روزي من لي لي وهي تنظر لها بأبتسامه لتَمُدّ يدها تُمسدّ على وجهها بحنان وهي تقول بأعتذار:انا آسفة يا لي لي حقك عليا انا عارفه إني قصرت معاكي أوي
فتح حكيم الباب لها وأمسكت روزي لجامها وأخذتها بهدوء وخرجت إلى المزرعة لتقف فجأه وهي تنظر لها بأبتسامه لتقترب وتضع قُبلة على وجهها وهي تُمسدّ عليه بحنان قائلة:وحشتيني أوي
تمسحت لي لي بها لتبتسم روزي وتأخذ طعامها وتبدء بإطعامها لتستجيب لها لي لي سريعًا وتتناول من يديها تحت نظراتها الحنونة، لحظات وسمعت صوت صهيل عالِ بالقرب منهما لتلتفت تنظر إلى مصدر الصوت لتجد ليل يقف رفقة حصانه لتشيح بنظرها عنه سريعًا فهي كانت تتهرب منه في الآونة الأخيرة بسبب ما حدث آخر مرة

 

 

نظر لها ليل بطرف عينه وهو يبتسم بجانبيه وتهكم ليراها ترتدي قفازاتها (الجاويندي) الخاص بها ذو اللون الأسود ليتعجب فمنذ متى كانت ترتديه فهو لاحظ هذا في فترات معينة وبعدها تنزعه وفي الواقع هو يجهل السبب
أنهت لي لي طعامها لتجذبها روزي من لجامها تسير بها مبتعدة عن مرمى ليل متجاهلة إياه ليتعجب هو أكثر فهو يعلم بأنها تتخطف بعض النظرات عند إنشغاله لِمَ تتجاهله الآن بهذه الطريقة وللحق أستطاعت روزي أن تُشتت أنتباهه لتبتسم بخفه أسفل نقابها وهي تردد بداخلها قائلة (ولسه يا ليل دي لسه البداية)
وقفت بعيدًا عنه لترى حصان طه العنيد الآخر والشرس بعض الشيء يقف بالقرب منها عقدت حاجبيها وفي الحقيقة هي شعرت بالخوف منه فهذا الحصان يُخيفها بشكل غير عادي بدءًا من هيئته ونظراته بالإضافة إلى لونه الأسود القاتم إنه مُخيف حقًا ولكنه يختلف عن حصان ليل فبالرغم من عناد هذا المدعو ڤيكتور وغروره إلا أنه يخشى ليل عندما يغضب أما هذا المتبجح لا يهمه أحد
نظرت حولها تبحث عن ليل بعينيها فهو الوحيد الذي يستطيع السيطرة عليه بعد أخيه طه، لعنت نفسها لإبتعادها عن ليل ولكنها لم تكن تعلم بأن “چايك” حصان طه هُنا ولم يقم حكيم بتحذيرها لأنه يعلم بأنها لن تذهب إلى هُناك مهما حدث
وقفت لي لي تنظر لـ چايك الذي كان ينظر لهما وكأنه يستعد للأنقضاض عليهما لتتشبث روزي بـ لي لي وهي تهمس لها قائلة:متسبنيش يا لي لي
ولتعجبها رأت لي لي تتمسح بها وكأنها تُطمئنها بأنها بجوارها لذلك أبتسمت بحب لها ومسحت على وجهها ليقطع هذا الجو المشحوم صوت صهيل چايك المرتفع والذي رفع رايات الحرب
بينما في ذلك الوقت خرج ليل من الأسطبل بعدما وضع ڤيكتور في مقصورته وأغلق الباب عليه جيدًا وهو يتعجب ويتسأل “أين ذهبت روزي رفقة لي لي”
وكأنها تستمع لحديثه مع نفسه ليسمع صوت صهيل قوي يأتي من الجهة الغربية للمزرعة ولم يكن هذا سوى صوت “چايك” الذي يجُنّ جنونه عند رؤية روزي ولي لي ليركض سريعًا بعدما سمع صوت صرخات روزي المفزعة وهو يدعو الله بأن تكون بخير فهذا الحصان العنيد نسخة مُصغرة من ڤيكتور ولكن أسوء
تيبست قدميها وهي ترى چايك المُخيف يقف على قدميه ويرفع نفسه وهو يصهل بقوه وغضب ليعود ويقف على أقدامه الأربعة مره أخرى ويضرب بقدميه من الخلف وكأن هناك من يقترب منه ويُحاول أذيته لينطلق صوب روزي ولي لي التي أرتفع صهيلها سريعًا لتدرك روزي في هذه اللحظة بأن نهايتها قد أقتربت بالفعل لتنطق الشهادة سريعًا وأغمضت عينيها وهي تُسلم نفسها بالكامل لهُ بعدما شعرت بتراخي جسدها ولكن فجأه شعرت بالذي يُحاوط خصرها بقوه من الخلف ويُبعدها عن مرمى الحصان في حركة سريعة منه
تخطاها الحصان الأسود المُخيف وتوقف هو بها بعيدًا عن أعين هذا الغاضب الذي أصبح يواجه لي لي، فتحت عيناها برعب وجسدها يرتعش بقوه بين ذراعيه وسريعًا سمع صوت أنفاسها العالية يتبعها صوت بكاءها وهي تشكر ربها أنها مازالت بخير غافلة عن هذا الذي تتوسط أحضانه

 

 

أبتعد هو سريعًا وألتفت ينظر لها ليقول بنبرة تملئها الخوف والقلق لأول مرة:انتِ كويسة يا روزي حصلك حاجه .. في حاجه وجعاكي؟؟؟؟؟؟؟
كان يتسألها والخوف يظهر على معالم وجهه ونبرته من فكرة أن تكون تأذت لتنظر لهُ سريعًا بتلك العينان التي تُزينها ذلك الكُحل ليقسم بأنها أصابته في مقتل، هذا اللعين ينبض بعنف داخل قفصه الصدري مُطالبًا إياه بفعل ما يُريده والتخلي عن هذا العقل اللعين الذي سيرميه إلى التهلُكة
أخرجه من كل ذلك صوت صهيل “چايك” و “لي لي” العالِ واللذان كانا يتصارعان بعنف ليستدير لهما ليل ثم يعود ببصره إليها وهو يَمُدّ يده لها بمحرمة وهو يقول:أمسحي دموعك وأهدي محصلش حاجه الحمد لله انتِ زي الفل ومفكيش حاجه
أنهى ليل حديثه وأمسك بعصاه الترويض وأتجه بها إلى هذا العنيد المتوحش تحت نظرات روزي المرتعبة، أقترب ليل منهما وضرب بالعصاه في الأرض بقوه وهو يُخيفه لتتراجع لي لي خوفًا من ليل وليقترب هو بدوره منه هو يرفعها أمام عيناه ولكنه أبى أن يصمت ليزداد غضبه ويصهل بقوه وهو يركض تجاه ليل الذي تحرك سريعًا مُبتعدًا عن مرماه
وضعت روزي يديها على فمها بصدمه وهي تشعر بالقلق عليه من هذا العنيف الذي لا يرى أمامه أحد، جاء حكيم ومعه بعض العاملين برعاية الخيل يُحاوطون “چايك” الذي يقف أمام ليل ينظر كلًا منهما لبعضهما البعض بتحدي
هدوء وصمت مُريب دام لدقيقتين تقريبًا بعدما تقدم أحد الرجال وأخذ لي لي بعيدًا ليبقى “چايك” وحده أمام ليل في مواجهة صعبه، أرتفع صهيله من جديد ليركض تجاه ليل الذي ركض مُبتعدًا عنه لينظر خلفه وهو يراه يلحق بهِ ليقول بغضب وتوعد:تبًا لك أيها الحقير أقسم بأنني سأُعيد تأديبك مره أخرى
أنهى حديثه وهو يتسلق بخفه وسرعة على الشجرة ليقف على جذعها وهو ينظر لهُ يرى تقدم أحد العاملين وبأيديهم عصاه ترويض وهو يبتعد للخلف، راقبه ليل يبتعد للخلف ليقفز من جذع لآخر وهو يُتابعه ببسمه واسعة خبيثة وهو يقول:شطور خليك زي ما انتَ كدا

 

 

كلما أبتعد چايك لحق بهِ ليل بخفه دون أن يجعله يشعر بهِ لتأتي تلك اللحظة التي ينتظرها ليل، صمت دام للحظات الجميع في حالة ترقب مما سيحدث بينما كانت روزي تُتابع ليل بعينيها وهي تدعو لهُ والخوف يستوطن قلبها
لحظات، نعم هي لحظات وقفز ليل في حركة سريعة على ظهر چايك الذي أرتفع صهيله وهو يرفع نفسه في محاولة منه لإسقاطه أرضًا ولكن أمسك ليل بـ لجامه بإحكام وهو يجذبه بواسطتها كي يهدء ويعلم بأن هُناك رئيسًا لهُ عليه أن يُطيعه ولكن كالعادة لم يحدث كل هذا ليبدء چايك بالركض سريعًا مُخترقًا هذا الحصار ولكنك الآن چايك في حضرة من لا يُهزم حتى إن دامت الحرب فلن يخسرها مهما حدث
الجميع يُتابع فرض سيطرة ليل على هذا الحصان الذي أصبح في يوم وليلة عدوًا للجميع والعكس، صرخ بهِ ليل بعنف شديد وهو يقول:أُقـــــــــــف
جذب اللجام بعنف شديد وضرب بعصاه الترويض في الهواء ليصدر صوت قوي منها أستطاع أخيرًا إخافة هذا المُخيف، هدأت الحركات وأستسلم چايك أخيرًا والتعب ظاهرًا عليه لينزل ليل من على ظهره وهو يرمقه بحقد ورأى نظرات چايك مصوبه للأرض فقد فهم بأن ليل هو الرئيس هُنا وليس هو
نظر ليل لأحد الرجال الذي تقدم وأمسك بـ لجام چايك يستمع لحديث ليل الحازم وهو يقول:يتحط لوحده بعيد عن الخيل وتحطله أكله وشربه وتقفل عليه كويس جدًا ومن الوقت للتاني تبُص عليه وقت ما أقولك خرجه تخرجه
حرك الرجُل رأسه برفق وهو يقول:تمام يا بيه
أشار لهُ ليل وأخذ هو چايك وذهب وتتبعه باقي العاملين ومعهم حكيم الذي أطمئن على روزي وذهب، أقترب ليل منها وهو يرى أرتعاشه جسدها لم تذهب بعد ليقف أمامها على مسافة وجيزة وهو يقول بهدوء:حاسه بتعب لسه
حركت رأسها برفق وهي تنظر للأرض قائلة بنبرة خافتة:كويسه الحمد لله
زفر ليل وهو يُردد قائلًا:الحمد لله

 

 

 

صمت للحظات ووضع يده خلف رأسه وهو ينظر بعيدًا قائلًا بحرج:انا آسف لتاني مره
لم تفهم روزي على ماذا يتأسف لتنظر لهُ بتلقائية وهي تتسأله بعينيها ليزداد حرجه فهو يخشى بأن تأخذ فكره سيئة عنه بأنه يُحاول الأقتراب منها ليقول هو بحرج:انا يعني … يعني … قربت منك للمره التانيه بدون قصد ولمستك بس دا كان ردّ فعل تلقائي مني بغرض إنقاذك مش أكتر … أتمنى يعني متاخديش فكرة مش لطيفة عني لأني زي ما قولتلك … بدون ما اقصد
فهمت روزي مغزى حديثه وتذكرت أخيرًا ما حدث لتشعر بالخجل الشديد وقد توردت وجنتيها بشدة أسفل نقابها وبدأت تفرُك يديها بتوتر واضح، صمتت ولم تعلم ماذا تفعل أو تقول إنها في أقصى مراحلها خجلًا
تحدثت بنبرة منخفضة للغاية وهي تقول:حصل خير عن إذنك
تحركت خطوة لتتوقف فجأه مما جعله يتعجب لتقول وهي تنظر أرضًا:شكرًا
تركته وذهبت سريعًا دون أن تنظر إليه لينظر هو لأثرها وهو يعلم تمام العلم بأن هذا لن يمُر على خير، مسح على وجهه بضيق ليترك المكان ويذهب وهو لا ينتوي على خير
________________________
كان يسير في الحديقة ببطء وهو ينظر لهاتفه بأندماج شديد لا يعي لمن حوله فقط كل ما يضع تركيزه عليه هو هاتفه، كان يتصفح إحدى الصفحات بأهتمام شديد حينما لفت أنتباهه طيف يقترب منه، رفع بصره عن هاتفه وهو يرى ليل أخيه يقترب منه كالإعصار والغضب يعمي عيناه ولأنه يعلم ما سيحدث ترك المُهمة لقدماه التي سابقت الرياح ليلحق بهِ ليل وهو يتوعد لهُ
أقترب من بوابة القصر وفي هذه الأثناء كان عُمير قد خرج ولم ينتبه لهما وقبل أن يُدرك شيء رأى طه يقترب منه سريعًا وخلفه ليل الذي كان الغضب واضح وضوح الشمس على وجهه
شعر بيد تجذبه بعنف قبل أن يختبئ خلف عُمير ولكمة تستقبل وجهه يليها صراخ ليل بهِ وهو يقول بغضب وتوعد:هقتلك يا طه انتَ وحصانك الملعون دا وأخلص منكوا

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أحببتها ولكن 6)

تعليق واحد

اترك رد

error: Content is protected !!