روايات

رواية أحببتها ولكن 6 الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 6 الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 6 البارت الثاني والعشرون

رواية أحببتها ولكن 6 الجزء الثاني والعشرون

رواية أحببتها ولكن 6 الحلقة الثانية والعشرون

صدح رنين هاتفه يُعلنه عن أتصال من جرجس مما جعل ليل يتعجب كثيرًا حتى أنه فرك عينيه عدة مرات ثم نظر إلى روزي وقال:انتِ شايفه مين بيتصل
نظرت روزي إلى شاشة الهاتف وقالت:مكتوب جرجس
نظر ليل إلى الهاتف وللحظة مر شريط ذكرياته معه مما جعله يشعر بالضيق ولذلك تركه ولم يُجيب حتى قُطع الخط وعاد الهاتف يرن مجددًا بـ أسمه فتحدثت روزي وقالت:ما تردّ يا ليل
حرك رأسه نافيًا وقال بضيق:لا مش هردّ على حد
تفاجئت روزي من ضيقه الذي ظهر فجأه لتقول:ليه أكيد محتاجك أو في مشكلة ومحتاجلك
نظر لها ليل وقال بضيق:واحد أذاني وكان هيدمر حياتي وعملي عمل سُفلي وجاي يتصل بيا بعد دا كله بمنتهى البجاحة وعيزاني أردّ عليه لو بيموت قدامي مش هعبره
تفاجئت روزي كثيرًا وقالت:هو دا اللي عمو عبد الرحمن كان قصده عليه
حرك رأسه برفق دون أن ينظر إليها لتصمت هي للحظات قبل أن تضمه مرة أخرى وهي تُربت على ظهره برفق قائلة:متزعلش نفسك اللي حصل حصل خلاص خلينا نبُص لـ النهاردة وبكرا كل دي تجارب بنعيشها بحلاوتها ومُرّها عشان نتعلم منها وتغير حاجات فينا عشان نعرف نتعامل مع الناس بنواياهم
ضمها ليل وهو يضع رأسه على كتفها قائلًا:لسه متأثر يا روزي .. انا أتغدر بيا وأطعنت في ضهري طعنة وحشه أوي
مسدّت على ظهره وقالت بمواساة:انا عارفه يا حبيبي وحاسه بيك ومن حقك تعمل اللي انتَ عايزُه كمان من غير ما حد يقولك لا … طب أفرض هو مسكتش وفضل يتصل بيك
ليل:مش هعبرّه برضوا … زي ما هما كانوا قاسيين عليا وهونت عليهم انا كمان هقسى عليهم وهيهونوا عليا عادي
روزي:بس دي مش أخلاقك يا ليل ولا عمرها هتكون … منعاملش الناس بنفس الأذى اللي هما أذونا بيه ممكن نتعامل معاهم بطريقة تانيه غير دي … مينفعش نرُدّ الإساءة بـ إساءة يا حبيبي ربنا مقالش كدا
ليل بضيق:مش قادر يا روزي حاسس إني عايز أردلهم كل حاجه عملوهالي أضعاف مُضاعفة … جوايا رغبة في إني أعذبهم زي ما عذبوني
روزي بحنان:طب هنرجع لـ حتت الدين شويه وهفكرك عشان الشيطان ميسيطرش على عقلك ويضللك … ربنا والرسول أمرونا عن عدم ردّ الإساءة بـ الإساءة وانتَ أكيد عارف كدا وانا واثقة من دا … يعني حد شتمني أو أذاني انا مينفعش أتعامل على نفس السيناريو وأبقى زيه ليه مكونش أذكى منه … طب ربنا بيقول ايه عن ردّ الإساءة بـ الإساءة … قال تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ [المؤمنون: 96] يعني إذا أَسَاء إليك أعداؤك بالقول والفعل فلا تقابلهم بالإِسَاءة مينفعش أبقى محترم والناس كلها تشهد على دا وعارفين إنك مبتغلطش في حد ولا بتأذي حد وتيجي في لحظة تتخلى عن كل دا كونك إنك عايز تنتقم … طب هقولك حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم وانا واثقة إنك عارفُه برضوا … كان لسيدنا مُحمد جار يهودي مؤذِ حيث كان يأتي كل يوم بقمامته ويضعها أمام بيت سيدنا مُحمد، ومُحمد يُعامله برحمة ورفق ولا يُقابل إساءته بالإساءة، بل كان يأخذ القمامة ويرميها بعيدًا عن بيته دون أن يُخاصم اليهودي، وذلك لأن مُحمدًا كان يعيش لأهداف سامية وأخلاق راقية وهي تخليص البشرية من العناء وإسعادها بعد الشقاء … شوفت بقى .. انا عارفه إنك بتعمل زي الرسول ما أمرك بس شكلك نسيت هو إتعامل إزاي مع اليهودي في الموقف دا … أوقات بنبقى متعصبين وفي عز غضبنا بنحلف إننا هنعمل ونسوي وبعد ما نهدى نضايق إننا حلفنا وحلفانا نزل الأرض وبنرجع نستغفر … دا دور من ضمن أدواري في حياتك … وقت ما تغضب وتخرج عن دينك انا أوعيك تاني لأني أكيد مش هفرح وانا شيفاك بتردّ الأذى لغيرك … وانتَ بتصلي إدعي وربنا هو اللي هيجيبلك حقك أحسن من إنك تاخده بنفسك … أتفقنا
أردفت بـ الأخيرة وهي تنظر إليه ترى تأثير حديثها عليه، نظر لها ليل لوقتٍ لا يعلمه ولكنه لم يفعل شيء كل ما فعله هو النظر إليها فحسب وكأنها أنقذته من الغرق في قاع كبير لا نهاية لهُ
ضمها فجأه بقوة إلى أحضانه مما جعلها تتفاجئ كثيرًا ولكنها بادلته عناقه وربتت برفق على ظهره لتسمعه يقول:انا بحبك أوي يا روزي … انتِ فوقتيني في الوقت المناسب بجد شكرًا
أبتسمت روزي وقالت:انا معملتش حاجه يا ليل دا واجبي ولازم أقوم بيه … انتَ ماشي على خط مُستقيم مش عايزاك تخرج عنه لمجرد سبب ممكن يوديك لأرتكاب ذنوب … انا بخاف عليك يا ليل وعايزاك تخلي بالك من تصرفاتك وأفعالك
شدد ليل من عناقه لها وهو يقول:مش هقولك متخافيش بس هحاول على قد ما أقدر أتعامل على طبيعة تصرفي من غير تجاوزات … الطيبين للطيبات فعلًا
أبتسمت روزي وقالت:ربنا يباركلي فيك يا حبيبي ويحفظك من كل أذى
_______________________
“لـــيـــالـــي”
صاح بها فاروق وهو يسير متجهًا لـ إحدى المقاعد الموضوعة في الحديقة بغضب وهو يتوعد لها بالويل، كانت ليالي جالسة تنظر إلى المكان بهدوء وشرود وهي تضع يدها اليُسرى على الضماده التي تلتف حول يدها اليُمني تتحسسها برفق
لحظات وشعرت بـ ظل يحجب رؤيتها لترفع رأسها وترى فاروق في أسوء حالاته أمامها ولطالما كانت تراه هادئًا ومستقبلًا لكل شيء بهدوء، ولكن ما تراه أمامها الآن ليس فاروق الهادئ اللطيف المُبتسم من يقبع أمامها نسخته الغاضبة
صاح بها فاروق بغضب وهو يقول:انتِ بتختبري صبري ولا بتلعبي معايا ولا بتشوفي بحبك بجد ولا لا ولا ايه … انتِ مجنونة
تعجبت ليالي صياحه الغير مُبرر ذلك ونهضت قائلة بتعجب:انتَ بتزعقلي كدا ليه يا فاروق في ايه انا عملت ايه
صاح فاروق بغضب مجددًا وهو يقول:لا يا حبيبتي معملتيش حاجه انتِ ملاك بريء بجناحات وانا مُفتري وظالم … قسمًا بالله يا ليالي وانا أقسمت بالله لو ما أتعدلتي وبطلتي شغل العيال دا وعقلتي لـ أكون ظابطك انا بمعرفتي ومش هقرب منك لا انا هخلي أبوكي هو اللي يتعامل معاكي عشان انا مش فاضي أسيب اللي في أيدي واجري على الهانم اللي بتستظرف معايا وبعتالي تقولي عملت زفت حادثة واجي جري الاقي مبعوتلي أبلكيشن كافيه
كانت ليالي تنظر لهُ بذهول تام وهي لا تُصدق ما تسمعه منه تقسم بـ أنه جُنّ جنونه، تحدثت وهي تُدافع عن نفسها قائلة:بس انا مبعتلكش حاجه يا فاروق … انا مكلمتكش من الأصل ولا بعتلك لوكيشن انا مش فاهمه ايه اللي بتقوله دا
نظر بهاتفه للحظات يعبث بهِ أمام نظراتها المصدومة وقبل أن يفتح فمه ويوبخها أنتبه ليدها التي كانت تلتف حولها ضماده، أشار لها وهو يقول:ايه دا … هو مش انتِ قولتي إنك مبعتيش … طب أزاي وانتِ
صمت وهو يشعر بـ أن عقله تشوش لتقول هي:انا كل الحكاية إني وقعت على أيدي وبعدها طنشت وقولت عادي محصلش حاجه بس أيدي فضلت توجعني وورمت فـ روحت لصاحبتي عشان هي دكتوره وحطيتلي كريم مُسكن وبعدها لفتهالي مش أكتر لكن حتت حادثة والكلام دا انا معرفش عنه حاجه
شرد فاروق وهو يُفكر إذًا كيف حادثه هذا الرجُل وأخبره بـ أنها في المشفى، يبدوا بـ أن هُناك أمرًا مُريبًا يحدث هو لا يعلم عنه شيء
نظر لها مره أخرى وتركها وذهب دون أن يتحدث بحرفٍ واحد تحت نظراتها المتعجبة التي تابعته حتى أختفى من أمام أنظارها
_____________________
“هلال انا عاوز أفهم ايه اللي بيحصل مريم بتتعامل معايا كدا ليه كلكوا عارفين وانا زي الأهبل وسطكوا مش فاهم حاجه؟؟؟؟؟؟”
نظر لهُ هلال للحظات ثم قال بتوتر:شريف صدقني مريم بس نفسيتها مش أحسن حاجه ومش عايزه تتعامل مع حد الفترة دي
أقترب منه شريف قليلًا وصق على أسنانه بقوه وهو يقول بنبرة حانقة:هلال … قول اللي فيها عشان مروحش أقول لـ أحمد على اللي بينا وساعتها انا مش هتفرق معايا خراب بـ خراب بقى
زفر هلال وقال برجاء:شريف أرجوك متجبرنيش على حاجه انا مش عايز أقولك لأسباب كتير أنصحك متعرفهاش … حاول تكون بعيد عن مريم الفترة دي على قد ما تقدر لحد ما أشوف الدنيا هتتظبط ولا لا
مسح شريف على خصلاته وقال بغضب مكتوم:يا هلال برّد ناري يا أخي انتَ أكتر واحد عارف انا بحب مريم أزاي وبخاف عليها انا عقلي مش مبطل تفكير
أشفق هلال عليه كثيرًا ولكنه لا يستطيع قول شيء فـ الجميع قد قاموا بتحذيره ألاف المرات من إخباره ولكنه يشعر بالحزن في نفس الوقت فـ هو لا يستطيع رؤية شريف في هذه الحالة
أستفاق هلال مش شروده على يدين شريف اللتان جذبته من ثيابه وهو يقول بغضب حقيقي:أقسم بالله يا هلال لو ما قولت مريم فيها ايه لـ تزعل مني
أقترب يزيد سريعًا وأبعد هلال عن مرمى شريف ووقف أمامه قائلًا:في ايه يا شريف انتَ أتجننت هتمدّ أيدك على هلال
شريف بغضب:أبعد عني انتَ كمان انا مش ناقصك
تفاجئ يزيد من قوله وهجومه الغير مُبرر عليه ليسمع هلال يقول:بقولك ايه يا شريف من الآخر كدا بقى لو مبعدتش عن مريم انا هقول لـ أحمد على كل حاجه وهبيعك في لحظة لـ أجل أختي وخراب بـ خراب بقى يلا
جحظت عينان يزيد بصدمة والتفت ينظر إليه قائلًا بصدمة:انتَ بتقول ايه يخربيتك
هلال:مش راضي يسكت وهددني وانا كمان بهدده أهو لو مبعدتش عن مريم يا شريف هتزعل من الآخر بقى وكدا كدا مريم مش قابلة وجودك في حياتها وانا أديتك فُرص كتير فـ متعافرش على حاجه مش بتاعتك وأبعد بهدوء
ساد المكان حالة من الهدوء والصمت المُريب عقب أنتهاء هلال من الحديث، نظر يزيد لهما بترقب وهو يرى نظرات شريف المشتعلة والتي تُقابلها على الجهة الأخرى نفس النظرات المشعلة الخاصة بـ هلال
نظر يزيد إلى هلال وقال:إهدى يا هلال وروح انتَ لـ مريم دلوقتي
نظر لهُ هلال للحظات ثم رمق شريف نظرة تحذيرية وذهب كما طلب منه يزيد تحت أنظارهما، لحظات ونظر يزيد إلى شريف وقال:مُمكن تهدى عشان لو كنت عملت كدا وأحمد هنا كان نفخك ومحدش فينا كان هيعرف يبعده عنك
زفر شريف بقوه ومسح على خصلاته للخلف بينما ربت يزيد على ظهره برفق وقال:أهدى العصبية مش هتحل حاجه بالعكس هتعقد الموضوع أكتر ومش هتستفيدوا حاجه
جلس شريف وهو يمسح على وجهه وخصلاته بينما جلس يزيد بجانبه وهو يعبث بهاتفه ويُحادث أخيه عبر “الواتساب” دون أن ينتبه شريف إليه
“شريف مبهدل الدنيا وعايز يشوف مريم بـ أي طريقة واتخانق مع هلال والدنيا والعة بينهم لو تعرف تجيلي وتخلص الموضوع دا قبل ما أحمد يرجع ويعرف تعالى ولو معرفتش كلم ليل وفاروق خليهم ييجوا بسرعه قبل ما أحمد يرجع”
أنهى حديثه وأرسل الرسالة إلى حُذيفة الذي رآها بعد لحظات ثم راسله قائلًا “انا مش هعرف أجي دلوقتي بخلص الشغل عشان فرحي زي ما انتَ عارف كلم ليل وقوله وبعدها شوفه لو الموضوع يستدعي تجيب فاروق ولا لا وخلي بالك عشان أحمد ممكن تلاقيه ناططلك في أي لحظة حرّس على قد ما تقدر”
“ماشي”
زفر يزيد وخرج من محادثة أخيه وقرر مُهاتفه مِسك ليعلم ما إذا كان سيعودان الآن أم لا، أبتعد عن شريف وقال:ازيك يا مِسك عامله ايه … تمام بقولك ايه أحمد معاكي صح … حلو أوي مُمكن تعطليه أكتر وقت مُمكن لحد ما أقولك خلاص … مفيش شريف هبت منه وعايز يعرف مريم مالها واتخانق مع هلال والاتنين مسكوا في بعض وشريف مش ساكت … ياريت يا مِسك تبقي تعطيله على قد ما تقدري لحد ما أكلم ليل وفاروق ييجوا يتصرفوا … تمام ومتخليش أحمد يحس بحاجه … ماشي باي
أغلق معها وهاتف ليل ووضع الهاتف على أذنه وانتظره يُجيب
______________________
كان يقود سيارته بهدوء وهي تجلس بجواره والصمت سيد المكان حتى قاطعه رنين هاتفه الذي صدح مُعلنًا عن أتصال من فاروق، نظر ليل إلى الهاتف ثم أجابه قائلًا:ايه يا فيرو
“إلحقني يا ليل”
عقد ليل حاجبيه وقال بقلق:في ايه ياض انتَ كويس … فاروق في ايه انتَ سامعني
تحدث فاروق بوهن وقال:ليل انا في حتة مقطوعة وشكلي مش هكمل
ليل بحده:فاروق متنقطنيش بالكلام في ايه أخلص
نظرت لهٌ روزي بقلق ليسمع فاروق يقول:انا اتهجم عليا قُطاع طرق وخدوا مني كل حاجه يا ليل … انا بنزف جامد ومش قادر حاسس إن روحي بتتسحب مني
أوقف ليل السيارة وقال بحده:إبعتلي اللوكيشن حالًا وانتَ معايا على الخط أوعى تقفل بسرعه
أبعد الهاتف عن أذنه وفتح الواتساب وهو يشعر بالخوف الشديد عليه فـ هو لا يتحمل عندما يتأذى منهم أحد جميعهم إخوته ويخشى عليهم جميعًا لذلك يكون دائمًا حريصًا على سلامتهم
نظر ليل إلى الموقع ثم وضع الهاتف على أذنه وهو يقول بحده بعدما سار بالسيارة مجددًا:الصحراوي يا فاروق … ايه اللي وداك الصحراوي انتَ مجنون انا مش قولتلك متعتبش المنطقة دي مقطوعة وفيها لَبش وقطاعين طُرق … دول شمامين يا فاروق انتَ رايح للموت برجليك
فاروق بوهن:لعبة يا ليل واتعملت عليا وكانت ليالي الوسيلة
زفر ليل وقال بغضب مكتوم:إنسى أي حاجه دلوقتي انا هحاول أسرع عشان أوصلك بسرعة حاول تفضل معايا على الخط أطول وقت ممكن وانا هجيلك … فاروق عشان خاطري أرجوك خليك فايق معايا
فاروق بوهن:مضمنلكش يا ليل … انا أستنجدت بيك انتَ عشان انتَ قلبك جامد عنهم ومش هتنهار بسهولة
ضرب ليل على مقود السيارة وهو يقول بخوف وحده:غبي يا فاروق هتفضل غبي … يارب يسر الطريق يارب واسترها عليه
رأى مكالمة أخرى أتية من يزيد فتحدث ليل قائلًا:خليك معايا يا فاروق متقفلش هردّ على يزيد وأرجعلك
أجاب على يزيد قائلًا:عايز ايه
يزيد:كويس إنك رديت تعالى القصر بسرعه الدنيا والعة بين شريف وهلال على مريم ولو تعرف تجيب فاروق معاك يبقى كويس أوي
صاح ليل بغضب بهِ وهو يقول:الله يحرقكوا كلكوا هو دا وقته مريم ايه وزفت ايه فاروق بين الحياة والموت دلوقتي وانتَ تقولي زفت بيتخانق مع زفت عشان زفته يكش أحمد يعرف ويولع فيه ويخلصنا أقفل
أغلق الهاتف بوجهه وقال مرة أخرى بخوف:فاروق انتَ معايا
أتاه صوته الواهن وهو يقول:معاك … بس مش لوقت طويل
زفر ليل بقوه ومسح على خصلاته للخلف ودهس على البنزين وبدأ يزيد من سرعه سيارته، صدح رنين هاتف روزي وكان المتصل أبيها، نظرت إلى ليل الذي نظر لها ثم عاد ببصره إلى الطريق وقال بحده:مين
روزي بهدوء:بابا
حرك رأسه برفق وهو يقول بغضب مكتوم:يبقى سيح الخبر للكل
أجابته روزي قائلة:السلام عليكم … مفيش حاجه يا بابا … مفيش حاجه خير إن شاء الله … انا والله ما أعرف حاجه ليل هو اللي عارف ومش هتعرف تكلمه دلوقتي … حاضر يا بابا هطمنك على طول … سلام عليكم
أغلقت روزي معه بهدوء ونظرت إلى ليل مره أخرى والذي كان يضغط على قبضة يده بتوتر وخوف شديد
______________________
“سفيان أين ذهبت يا رجُل هل سنظل هكذا طوال اليوم؟؟؟؟؟؟”
صاحت بها تمارا بيأس وهي تنظر إلى أرجاء الغرفة التي كانت فارغه بيأس شديد، طبع قُبلة على خدها وهو يقول مُبتسمًا:يا امرأة لما أنتِ عابسة اليوم لطيف للغاية لا تُعكريه بـ عبوسكِ هذا
نظرت لهُ تمارا ووضعت يديها على خصرها وهي تقول بعدم رضا:حقًا هل أنا الآن من تُعكر صفو يومك سفيان أنت قاسي للغاية يا رجُل
ضحك سفيان وقال مُبتسمًا:تعلمين … عائلتكِ تبدوا لطيفة للغاية مثلكِ تمامًا
أبتسمت تمارا وقالت:لا تُحاول سفيان من تظن نفسك خادعًا يا رجُل
ضحك سفيان من جديد وداعب خصلاتها وكأنها طفلة صغيرة لم تتخطى الخمسة أعوام قائلًا:هيا لا تُزعجيني تمارا أود الأسترخاء قليلًا قبل أن يأتي المساء الحافل ذلك
تابعته تمارا حتى أستلقى على الفراش براحه، لحظات وسمعته يقول:تمارا هل يُمكنكي غلق الستائر عزيزتي فـ أشعة الشمس قوية وتُزعجني
أبتسمت تمارا وحركت رأسها بقلة حيلة واتجهت إلى الشرفة، أغلقت الستائر بهدوء كما أمرها سفيان وذهبت إلى الأريكة وجلست بهدوء شديد وهي تتصفح إحدى صفحات التواصل الإجتماعي
______________________
ترجل من سيارته مسرعًا وركض إليه يليه روزي، جلس على ركبتيه بجانب فاروق وجذبه إلى أحضانه وهو يضرب على وجهه برفق قائلًا بخوف:فاروق … فاروق صحصح … فاروق
نظرت روزي حولها وقالت:هو ايه اللي جابه هنا المكان مقطوع
تفحصه ليل مُمررًا يده على جسده حتى توقف على جرحه العميق الذي كان ينزُف بشدة، نظر إلى روزي برُعب والتي نظرت إليه بترقب، أخفض بصره تجاه يده ليراها مليئة بالدماء وهُنا أدرك حساسية الوضع، نظر حوله وقال بضياع:الأسعاف مستحيل تيجي هنا … أعمل ايه
رفع رأسه إلى روزي بضياع لتقول هي:شيله وخلينا نخرج بيه من هنا بس شوف نبضه الأول
أمسك ليل بمعصمه وضغط عليه يستشعر نبضه وهُنا شعر بقلبه سقط أرضًا عندما لم يجد نبض، نظر إلى روزي برُعب وقال:مفيش نبض
أصاب الخوف قلبها لتقول بتوتر:أزاي طيب شوف نبضات قلبه أو نبض الرقبة أي مكان فيه نبض
وضع أذنه على موضع قلبه تزامنًا مع شعوره بنبض معصمه ليقول بلهفه:في نبض
روزي براحة:الحمد لله .. طيب حاول تشيله خلينا نوديه المستشفى بسرعه
نهض ليل وأنهض فاروق معه الذي كان لا يعي لشيء وذهب إلى السيارة بينما مالت روزي بجذعها وأخذت هاتف فاروق المُلقى أرضًا ولحقت بـ ليل، فتحت لهُ باب السيارة الخلفي ليقترب ليل ويضعه بصعوبة في الخلف
أغلق باب السيارة وجلس بجانب مقعد السائق وروزي على مقعد السائق، ربطت حزام الأمان وأدارت السيارة وتحركت في طريقها إلى المستشفى
كان ليل يُتابعه طوال الوقت والخوف يستوطن قلبه بكل ما تحمله الكلمة من معنى، تحدثت روزي وهي تنظر إلى الطريق قائلة:متخافش إن شاء الله ربنا هيقومه بالسلامة وهيبقى كويس
أبعد ليل يده عن جرح فاروق الذي كان ينزُف بغزارة مما يوحي لتأخر حالته ونظرًا لفقدانه الكثير من الدماء، نظر ليل إلى يديه الممتلئتان بالدماء ثم نظر حوله وقال بضياع:انا مينفعش أسيبه كدا لازم أكتم الدم دا شويه وهيتصفى
بحث عن أي شيء ليكتم بهِ الدماء ولكن لم يجد شيء ولذلك نظر إلى روزي وقال:روزي أقفي على جنب
تعجبت روزي وقالت:ليه!!!!!!!!!!
ليل بـ إصرار:أُقفي بس
توقفت روزي مثلما أمرها ليل لتسمعه يقول:فُكي زراير قميصي
نظرت لهُ روزي وهي متعجبة ولكنها قامت بتلبية طلبه وحررت أزرار قميصه ليستدير هو موليًا ظهره إليها قائلًا:شديه
نزعت قميصه وعلِمت ما يود فعله، أستدار إليها مره أخرى وأخذ قميصه ثم أستدار إلى فاروق واقترب منه وقام بلف قميصه حول جرح فاروق النازف كي يقوم بإيقاف نزيفه حتى يصل بهِ المشفى
أحكم ربطة القميص حتى يضمن بعدم نزيفه مره أخرى وعاد كما كان لا يرتدي سوى تيشيرت دون أكمام، تحركت روزي مره أخرى وهي لا تعلم ماذا تقول بعدما رأت ردّ فعل زوجها في محاولة منه لـ ضمان سلامة فاروق حتى يصلوا إلى المشفى
_____________________
“فاروق مبيردّش على تليفونه راح فين كل دا؟؟؟؟؟؟؟؟؟”
أردف بها شريف وهو يمسح على خصلاته للخلف برعب على أخيه الذي لا يعلم أين ذهب دون أن يُخبره، نظر لهُ يزيد وهو لا يعلم أيقول ما أخبره بهِ ليل أم يصمت
دلف حُذيفة من الخارج ورأى الجميع مجتمعون في بهو القصر والخوف يُسيطر على الجميع، عقد حاجبيه وقال وهو يقترب منهم:في ايه مالكوا … فين ليل وفاروق
أجابه أحمد قائلًا:محدش يعرف حاجه عنهم حتى روزي مش هنا من الصبح
أجابه طه قائلًا:روزي مع ليل بس ليل راح فين فجأه معرفش هو قالي إنه هيرجع على الغدا بس مرجعش لحد دلوقتي وبتصل بيه مبيردش عليا
حُذيفة:مجربتش تتصل بـ روزي ليه
طه:مبتردش هي كمان
نظر شريف إلى أبيه وقال بقلق وخوف:هنعمل ايه يا بابا هنفضل قاعدين حاطين إيدينا على خدنا كدا كتير
عمار:هنعمل ايه طيب لا دا بيردّ ولا دا بيردّ
شريف بغضب:مش مُهم ليل أهم حاجه أخويا اللي معرفش عنه حاجه دا واختفى فجأه
علي بحده:زي ما فاروق مُهم ليل كمان مُهم ولازم نخاف عليه لأنه مُختفي زيه زي أخوك بالظبط
شريف بحده:ليل ميتخافش عليه دا العفريت يخاف منه إنما أخويا أول مره يغيب كل دا برا وميردّش عليا
تدخل طه مُدافعًا عن أخيه قائلًا بجدية:بعد إذنك يا شريف متتكلمش على أخويا بالطريقة دي وبعدين انتَ ايه اللي خلاك تربط ليل بـ أنه مع أخوك وحتى لو دا في مكان ودا فـ مكان وأتأخروا زيادة عن اللزوم طبيعي أن كلنا نخاف على الاتنين مش على واحد بس ومش أخويا لوحده اللي برا روزي كمان معاه فـ بعد إذنك راعي مشاعرنا وبلاش تجريح عشان انا هموت من الرُعب على أخويا وساكت
نظر يزيد إليهم وهو في صراع بداخله لا يعلم أيُخبرهم ما سمعه من ليل بخصوص فاروق أم لا فـ هو لا يضمن ردود أفعالهم الطائشة تلك، ولكن مع غضب شريف المتصاعد والأجواء المشتعلة اتخذ قراره وقرر بـ أنه سيُخبرهم
أبتلع تلك الغصة وقال:انا عارف اللي حصل
نظروا جميعهم إليه بترقب شديد ليشعر هو بالخوف من نظراتهم تلك ولكنه تشجع وقال:كنت بكلم ليل من فترة ولقيته متعصب أوي وزعق فيا جامد وفي وسط الكلام قالي فاروق بين الحياة والموت مش وقتك وقفل في وشي
ثانيتين وتلقى لكمة عنيفه من شريف ليصرخ يزيد متألمًا على أثرها واضعًا يده على وجهه، أقترب حُذيفة سريعًا من أخيه ووقف أمامه دافعًا شريف عنه بقوة وهو يصرخ بهِ قائلًا بغضب:إيدك متتمدش على أخويا يا شريف بدل ما أقطعهالك
صرخ بهِ شريف بغضب وهو يقول:أخوك … أخوك طلع عارف ومخبي كل دا وشايفنا هنموت من الرُعب بدل ما تدافع عنه المفروض تديله بالقلم على وشه
صرخ حُذيفة بغضب قائلًا:تتقطع إيد اللي تتمد على أخويا حتى لو كنت انا مكانك ثم إنه مقالش حاجه مُفيدة تستدعي ضربك ليه غير إن فاروق بين الحياة والموت هل ليل قاله تفاصيل لا يبقى تخرس خالص وإيدك متتمدش على أخويا تاني
رمقه شريف بغضب شديد مع بروز عروق رقبته ويده بينما رمقه حُذيفة بحده ثم أستدار إلى يزيد الذي كان يُحاول تحريك فكُه بحذر كي لا يتألم ليقترب منه حُذيفة متفحصًا إياه برفق وهو يقول بنبرة هادئة:حاسس بوجع
حرك يزيد رأسه برفق ليَمُدّ حُذيفة يده متفحصًا إياه برفق وهو يقول:حاول تحركه براحة يا يزيد عشان الوجع ميزيدش أكتر
أقتربت أيسل منهما وهي تحمل كيس الثلج قائلة:خُد يا حُذيفة خليه يحطه عليه عشان يهدى شويه
أخذه منها حُذيفة ووضعه على موضع الألم وقال:خليه شويه وحاول طول الوقت تحرك فكك
حرك يزيد رأسه برفق وهو يُمسك بـ كيس الثلج ليلتفت إليهم حُذيفة مرة أخرى وهو يرمُق شريف بغضب شديد
صدح رنين هاتف طه فجأه ليقطع هذا الجو المشحوم ولم يكن المتصل سوى أخيه، نظر لهم جميعًا ثم أبتعد عنهم وأجاب عليه قائلًا:أخيرًا انتَ فين
أجابه ليل وهو يستند على الجدار بظهره قائلًا:أسمعني كويس يا طه وركز في اللي هقولهولك
_____________________
“هو انتِ زعلانة مني؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟”
قالتها ملك وهي تقف خلف بيسان على بُعد سنتيمترات تنظر لها بضياع لتلتفت إليها بيسان بهدوء تنظر إليها لتقول:انتِ كويسه يا ملك
نظرت ملك إلى الفراغ وصمتت للحظات قبل أن تقول بضياع:مش عارفه … انا مش عارفه ايه اللي بيحصل حواليا … مش عارفه مين معايا ومين عليا … مش عارفه أعيش لحظة واحدة حلوة مع أي حد … انا بحس إني إنسانة غريبة ومش مفهومة مع أي حد … خصوصًا مع أسامة … أول ما بشوفه بتجنن … بحس إني مش متقبلاه وعايزه أبعد عنه بأي طريقة قبل ما أتفاجئ إني مراته … انا لو قولتلك كام مرة بابا منعني أقلع دبلتي مش هتصدقي … كام مرة بابا منعني من قرارات مجنونة ومصيرية مش هتصدقي … كل مشاكلي مع أسامة بأستثاء مشكلتي معاكي اللي انا مش لاقيالها مُبرر لحد دلوقتي … انا عارفه إنك أستحملتيني كتير ولسه بتستحمليني رغم كلامي وغضبي وجنوني وعدوانيتي ناحيتك ومش عارفة أقولك ايه على صبرك عليا … كام مرة جيتي على نفسك عشاني … كام مرة أنقذتيني من بابا وشيلتي عني … انا مكسوفة منك أوي
سقطت دموعها ومن ثم وضعت يدها على فمها وهي تبكي، أقتربت منها بيسان وعانقتها بحنان وربتت على ظهرها بمواساة ليزداد بكاء ملك أكثر، ربتت بيسان على ظهرها دون أن تتحدث بحرفٍ واحد
لا تعلم كم مر من الوقت وهي تبكي بـ أحضانها فـ هي تعترف لنفسها بـ أنها تحملت الكثير منها وأيقنت بـ أن لو كانت أخرى محل بيسان لـ كانت رأت منها الويل، ولكن كان الله لطيفًا بها ورزقها بزوجة أب مثل بيسان
“حقك عليا انا مش عيزاكي زعلانه مني أو شايله جواكي من ناحيتي انا والله ما أقصد أزعلك ولا أضايقك انتِ عارفه انا بحبك قد ايه ومتعلقة بيكي ويمكن دا مخليكي ساكته عليا وبتتحملي مني كلام زي السم محدش يتحمله”
أبتسمت بيسان ومسدّت على خصلاتها ثم قالت بنبرة هادئة:انا فاهمه كل حاجه بتحصل يا ملك وعارفه … انا عايزه أقولك إن انا جنبك وهفضل جنبك لحد ما تعملي فرحك وتفرحي … انا مش هكدب عليكي واقولك لا مبزعلش انا آه بزعل وكل حاجه لأن انا في الآخر إنسانة وبحس بس برجع تاني واقول إنه غصب عنها الظروف اللي أحنا فيها واللي اتعملك مأثر عليكي ورغم دا كله انا لازم أعذرك عشان هييجي وقت وهتحتاجيني ولازم أكون جنبك … سيف مش زعلان منك ولا حتى مودة وبتول انا حتى قعدت معاهم وعرفتهم كل حاجه وهما الاتنين مش زعلانين منك خالص ونسيوا كمان اللي حصل بينكوا … وسيف كمان مش زعلان … محدش فينا زعلان منك يا ملك كلنا جنبك يا حبيبتي ومعاكي وانا أولهم
شددت ملك من عناقها لـ بيسان وقالت بدموع ونبرة باكية:انا مش عارفه أقولك ايه انتِ مخلياني مكسوفة منك أوي ومش قادرة أبصلك
أبعدتها بيسان قليلًا عنها وهي تنظر لها بـ أبتسامه لتقول بمرح:لا يا اختي فُكي كدا جو الكسوف دا ميمشيش معايا انا أحب الناس البجحة تعرفي تبقي بجحة ولا لا
نظرت لها ملك وهي تمسح دموعها ثم أبتسمت، أبتسمت بيسان وعانقتها قائلة:كل حاجه هتتحل وبكرا تبقي مع أسامة في بيت واحد يا قلب أمه الواد خلل معاكي الله يكون في عونه والله
عانقتها ملك بأبتسامه وقالت بنبرة باكية:تفتكري هيبُص برا
بيسان بأبتسامه:لا طول ما هو مسمهوش أحمد يبقى مفيش قلق منه
ضحكت ملك وضحكت معها بيسان ليُفتح الباب في هذه اللحظة ويدلف سيف وهو ينظر لهما، نظرت كلًا منهما إليه ليُغلق سيف الباب خلفه ويقترب منهما بهدوء
أبتعدت ملك عن أحضان بيسان وهي تنظر لهُ ليقف هو أمامها وهو ينظر لها بهدوء، نظرت ملك أرضًا وشعرت بـ أنها تود البكاء من جديد ولكنها شعرت بـ سيف الذي جذبها إلى أحضانه ضاممًا إياها بحنان مُربتًا على ظهرها برفق
ضمته ملك وشددت من عناقها لهُ وكأنها تستشعر دفء أحضانه التي حُرمت منها لوقتٍ طويل، سقطت دموعها رغمًا عنها لتخرج منها شهقة رغمًا عنها ليعلم سيف منها أنها تبكي، طبع قُبلة على رأسها وقال بنبرة حنونة هادئة:طول ما انا عايش مش عايز أشوف دمعه نازلة من عنيكي … انا عارف إني قسيت عليكي شويه وانتِ معذورة انا وقتها مكنتش عارف اللي بيحصل عشان كدا كنت ضدك وقاسي عليكي ودا ردّ فعل طبيعي جدًا … بس انا دلوقتي عارف كل حاجه بتحصل وعشان كدا انا جاي أسندك واقف في ضهرك لحد ما كل دا يتحل وكل حاجه تمشي زي الفل
شددت ملك من عناقها لهُ وهي تقول:وجودك جنبي شيء مطمني يا بابا … متتخلاش عني لحظة واحدة انا من غيرك مش هعرف أعمل أي حاجه
مسدّ على ظهرها بحنان وقال:انا معاكي على طول وقت ما تحتاجيني هتلاقيني سندك وحمايتك … اللي فات مات يا حبيبتي هيتصلح وكل حاجه ترجع زي الأول متشيليش انتِ هم حاجه … أتفقنا يا ملوكة
رفعت رأسها تنظر لهُ بـ أبتسامه وعينين باكيتان والدموع تغرق وجهها لتُحرك رأسها برفق، أبتسم سيف ومسح دموعها بحنان ثم طبع قُبلة على جبينها بحب وهو يتعهد بداخله على الانتقام من هذا الشخص الذي جعل حياة أبنته جحيم
________________________
“ليل”
أردف بها طه وهو ينظر إلى أخيه بذهول عندما رآه بهذا الوضع، نظر لهُ ليل بعينين ذابلتان باكيتان ليتحدث طه بقلق وهو يقول:ايه اللي حصل هدومك عليها دم ليه
مدّ ليل يده وأخذ قميصه من يدي طه وأرتداه دون أن يتحدث لينظر طه إلى أخيه ينتظر منه تفسيرًا لما يحدث، أرتدى ليل قميصه وعاد كما كان وهو ينظر إلى غرفة العمليات ينتظر خروج فاروق بفارغ الصبر وأكمل سيل دعواته بداخله
نظر طه إلى روزي التي كانت تجلس بهدوء وتقرأ في مصحفها، أقترب طه من أخيه ووقف أمامه ينظر لهُ قائلًا:فاروق فيه ايه يا ليل
نظر لهُ ليل وقال بهدوء:قُطاع طرق أتلموا عليه وخدوا منه كل حاجه وضربوه في جنبه ضربه عميقه وقريبة جدًا من الكلى الدكتور معاه جوه بقاله ساعتين ومعرفش عنه حاجه
جحظت عيناه طه بصدمة وهو لا يُصدق ما يقوله أخيه، نظر إليه وقال بصدمة:عشان كدا هدومك غرقانة دم
حرك ليل رأسه برفق ثم استند برأسه على كتفه وهو يُغمض عينيه بتعب ليضمه طه فورًا وهو يُمسد على ظهره، لحظات أو دقائق وشعر ليل بـ الذي يجذبه بعنف من الخلف ومن ثم لكمة عنيفة تستقبل وجهه أرتد ليل على أثرها للخلف وهو يضع يده مكان اللكمة وهو يتألم
جحظت أعين الجميع وهم ينظرون إلى ليل يترقبون ردّة فعله بينما كان شريف يقف أمامه وينظر لهُ بغضب شديد ثم نظر إلى طه وباغته بـ لكمة هو الآخر أرتد على أثرها طه بشدة حتى أنه اختل توازنه بسبب شدتها وسقط أرضًا
صرخ شريف بهما وهو يقول بغضب عارم:دا انا هشرب من دمكوا كلكوا وأولكم انتَ يا ليل
نظر لهُ ليل نظرة قاتلة وهو يضع يده على فكه وبجانبه طه الذي كان يسُبّه بغضب ويتألم، أعتدل ليل بوقفته بهدوء شديد جعل روزي تشعر بالرعب من ردّة فعله تجاه شريف الآن وليس هو وحده من تلقى تلك اللكمة بل وطه كذلك
مسح ليل خط الدماء الرفيع الذي كان يسيل بجوار فمه ببرود شديد ولكن مازال يحتفظ بهدوءه ونظرات عينيه التي أسودت والتي مازالت ترمقه بحدة، أقترب هلال من طه ومال بجذعه وهو يَمُدّ يده لهُ ليتمسك بها طه وينهض بهدوء
نظر إلى شريف بحقد وهمس بنبرة غاضبة متوعدة قائلًا:مش هعديهالك يا شريف بسهولة
أنكمشت معالم وجه ليل بعدما شعر بألم في فكه أثر اللكمة التي تلقاها ليشعر بـ يد دافئة تُحاوط وجهه ومن سواها تفعل هذا، نظر لها بينما كانت هي تتفحص أثر اللكمة لتنظر لهُ قائلة بهمس:بتوجعك صح
أغمض عينيه وتسارعت وتيرة أنفاسه بسبب كبته لـ أنفعالاته وحرك رأسه برفق، ربتت على كتفه برفق وقالت بنبرة خافتة لم تصل سوى إليه:أعذُره يا ليل هو خايف على أخوه
نظر لها ليل بحده وعدم رضا لتقول هي:معلش هو خايف على أخوه انتَ لو مكانه هتعمل كدا واكتر … حقك عليا انا عشان خاطري يا ليل متعملهوش حاجه لو بتحبني
زفر ليل بقوه ومسح على وجهه وهو ينظر إلى الجهة الأخرى ولكن كانت نظراتها الراجية تُتابعه وتطلب منه المغفرة لهُ، نظر لها بعد دقيقتين ورآها مازالت تنظر لهُ برجاء، حرك رأسه برفق وهو يقول بنبرة غاضبة:مش وقته يا روزي
أبتعد عنها وهو يرمُق شريف بتوعد وقبل أن يُغادر قال:لما فاروق يخرج بلغوني
مر بجوار شريف الذي لم يصمت عند تلك النقطة بل أكمل وهو يقول بغضب:رايح فين … مش قبل ما أعرف ايه اللي حصل لـ اخويا
توقف ليل بعدما منعته يد شريف من الذهاب ليزداد غضبه أكثر وتُبرز عروق يده وعنقه بشدة، كل ذلك وهو مازال يحتفظ بهدوءه الزائف فـ لا المكان أو الوضع يسمح بفعل شيءٍ من ما تسول لهُ نفسه، عاد شريف خطوتان لينظر لهُ بغضب
همس ليل بغضب مكتوم وهو يصق على أسنانه قائلًا:إبعد عني دلوقتي عشان انا لحد دلوقتي مش عارف ساكتلك أزاي … إبعد عن وشي لو عايز تفضل سليم أحسنلك
جذبه شريف من قميصه وهو يصرخ بهِ قائلًا:اخويا ماله جاوب متسيبنيش كدا … ايه معندكش حاجه تقولها صح مكنتش عامل حساب إني بتجسس على أخوك عشان أعرف مخبي ايه … لا وكمان الباشا مكانش ناوي يقول حاجه فاكر نفسك ايه يالا
لكمه ليل بعنف شديد واسودت عينيه أكثر وهو ينظر إلى شريف لـ يُسرع حُذيفة إليه ويمنعه من فعل أي شيءٍ آخر، دفعه حُذيفة بعيدًا عن شريف الذي كان يتألم ويضع يده على وجهه
صاح ليل بغضب قائلًا:هتعبط في الكلام كتير هظبطك … صحصح واعرف انتَ بتكلم مين مش معنى إني ساكتلك أبقى انا مش عارف أردّ عليك انا ساكت عشان لا الوضع ولا المكان اللي أحنا فيه يسمحولي بكدا
أبعد حُذيفة عنه ومن ثم تركهم وذهب والغضب يكسو معالم وجهه، نظرت روزي إلى الجميع بهدوء ومن ثم جلست بهدوء وعادت تقرأ في مُصحفها بينما جلست أيسل ولارين بجانبها وظلوا ينتظرون خروج فاروق
____________________
دلف بهدوء بعدما لمحه يدلف من باب المسجد وهو ينظر حوله يبحث عنه، رآه جالسًا ويستند برأسه على الجدار ويوليه ظهره، بينما كان هو يُحاول أن بهدوء وأن يأخذ قسطًا من الراحة في بيت الله
جلس أمامه ومن ثم جذبه إلى أحضانه ليستند ليل بجبينه على كتفه ويُغمض عينيه، ربت على ظهره برفق وهو يقول:أرتاح شويه انتَ شكلك تعبان ومُرهق
أجابه ليل بنبرة هادئة وقال:مش قادر يا حُذيفة … أتعرضت لصدمة حسستني بـ الشلل والعجز … منظره قدامي مش مفارق دماغي انا مش عارف أزاي جبته لحد هنا حاسس كأني كنت نايم مغناطيسيًا
ربت حُذيفة على ظهره ثم أعتدل بجلسته ليستند على الجدار بظهره ويضع ليل رأسه على كتفه وهو مازال مُغمض العينين
تحدث حُذيفة وهو ينظر أمامه بشرود قائلًا:سُبحان من صبرك وأداك القوة دي عشان تجيبه المستشفى وتنقذه يا صاحبي … طول عُمرك قوي وقلبك جامد
تحدث ليل بهدوء وقال:عارف شعور لما تبقى بتتجلد بدون رحمة … انا حاسس نفس الإحساس دا دلوقتي … قولت أجي أرتاح هنا شوية
ربت على يده وقال:حاسس بيك … ريح شوية عشان شكلك مش عاجبني اليومين دول
تحدث ليل وهو ما بين اليقظة والنوم قائلًا:لو موبايلي رن متردش على حد يا حُذيفة أقفله
حُذيفة بهدوء:حاضر يا ليل
دقائق وشعر بـ أنتظام أنفاسه لينظر لهُ حُذيفة ويبتسم وقد ذّكره هذا المشهد بنفس المشهد الذي حدث عندما كانوا في سن السادسة
Flash Back
“مالك يا ليل”
جلس بجانبه وهو ينظر لهُ بينما كان ليل جالسًا يستند بظهره على الجدار خلفه وهو يعقد يديه أمام صدره بعدم رضا وضيق، سأله حُذيفة مره أخرى وهو يقول:مالك يا ليل
نظر لهُ ليل بتذمر وقال:مفيش حاجه يا حُذيفة
حُذيفة بتعجب:كويس أزاي انتَ مضايق صح حد زعلك
حرك ليل رأسه نافيًا ليقول حُذيفة بجدية:لا يا ليل في حد عملك حاجه قولي في ايه
لحظات وأدمعت عينين ليل وقال بنبرة متحشرجة:سعيد زعقلي جامد وضربني وانتَ مش موجود يا حُذيفة
شعر حُذيفة بالغضب وقال:أزاي يضربك انا قولتله كذا مرة ميمدش أيده عليك … ضربك فين
أشار ليل إلى موضع ضربته وأزداد غضب الآخر فقال بتوعد:والله يا سعيد ما هسيبك
ضم ليل إلى أحضانه وربت على ظهره برفق وهو يقول بنبرة حنونة:متزعلش يا ليل حقك عليا انا هجيبلك حقك منه
بكى ليل بأحضانه وهو يقول:حتى جدو يا حُذيفة زعقلي عشان عايز أضربه واخد حقي منه
طبع حُذيفة قُبلة على رأسه وربت على ظهره بحنان وقال:حقك عليا يا ليل متزعلش انا هجيبلك حقك منه صدقني انا مبحبش حد يزعلك وانا موجود … وعد هجيبلك حقك منه بس متعيطش يا ليل انتَ قوي
تحدث ليل بنبرة باكية وهو يقول بطفولة:انا مبعيطش غير وانا معاك يا حُذيفة … انتَ صاحبي المقرب ومحدش بيشوفني بعيط غيرك انتَ بتخفف عني يا حُذيفة
ضمه حُذيفة وربت على ظهره من جديد وهو يقول:وحُذيفة هيفضل جنبك على طول يا ليل وقت ما تحتاجه هتلاقيه بياخدك في حضنه ويطبطب عليك
Back
أبتسم حُذيفة عندما تذكر هذه الذكرى التي لن تُنسى أبدًا، كانت هذه أول مرة يبكي بها ليل في أحضانه، ولكنها لم تكن الأخيرة فقد أعتاد ليل على اللجوء إلى حُذيفة دائمًا عندما يقع في مشكلة عصيبة لا يستطيع الخروج منها وحده
وفي الحقيقة كان حُذيفة الصدر الحنون لهُ يُرحب بهِ في أي وقت وهو الوحيد الذي يعلم نقاط ضعفه وقوته، يعلم متى يواجه ومتى يستسلم، ولكنه للحق يشعر بالغضب من شريف فقد ضرب أربعتهم ولم يحترم بـ أن ليل وحُذيفة الأكبر سنًا منه ولكنه لن يُمررها لهُ على خير
أستند حُذيفة برأسه على الجدار خلفه وهو يزفر بهدوء داعيًا إلى الله بـ أن ينهض فاروق مجددًا وهو في أحسن حالاته فـ فاروق بالنسبة إليهم أخيهم الصغير يخشون عليه أي شيء يُمكن أذيته
_______________________
كانت تجلس على فراشها تنظر إلى هاتفها بتردد شديد لا تعلم أتُحادثه أم لا، ولكن بعد صراع عنيف أخذت قرارها وهاتفته عازمة على إصلاح كل ما فسد
لحظات وسمعته يقول:مش قادر أصدق بصراحة
لحظات من الصمت قطعتها ملك وهي تقول بهدوء:للدرجة دي
أسامة:بصراحة كانت بعيدة أوي متوقعتهاش
ملك بهدوء:وأديني بكلمك أهو عشان أعتذرلك
أسامة بهدوء:تعتذري على ايه بالظبط
ملك:على كل حاجه عملتها معاك … انتَ أتحملتني كتير وانا مش عارفه أقولك ايه على صبرك وطولة بالك معايا انا حاسه إني بظلمك معايا
أبتسم أسامة وقال:ملك انا بحبك … واللي بيحب حد بجد بيستحمل عشانه أي حاجه … وانا بقى بصراحة ناوي بعد ما نتجوز أخد حقي منك … انا ممكن أقولك كل شويه بحبك بس هل انا عملت ردّ فعل أثبت بيه حُبي ليكي لا إذًا دا ميبقاش حُب .. لكن انا ممكن مقولكيش بحبك بس أعمل حاجات كتير أوي تعرفك إن انا بحبك وعشان كدا انا بتعامل بـ ردودّ أفعالي مش بالكلام … على العموم متعتذريش انا لا أشتاكيت منك ولا عُمري هعملها … انا عارف إنها فترة صعبة وأخرت جوازنا شهرين بس أكيد كل دا خير وانا مش مستعجل ولا أي حاجه انا هفضل مستنيكي لحد ما تبقى جاهزة أيًا كان بقى الوقت المهم عندي انتِ يا ملك … ها طمنيني عليكي بقى
أنهى حديثه وهو مُبتسم ويعلم تمام العلم بـ أنها لن تتحدث بعدما فاجئها بحديثه ذلك، تحدث أسامة مرة أخرى وهو يقول مُبتسمًا:بالمناسبة انا عايز أجي أقضي معاكوا العيد كله ايه رأيك حُذيفة عرض عليا الفكرة وانا بصراحة مرحب بيها جدًا
مسحت ملك دموعها وقالت مُبتسمه:أكيد
أسامة بـ أبتسامة:حلو أوي من يوم الوقفة هتلاقوني على قلبكوا … ومتعيطيش تاني عشان بضايق بجد
تحدثت ملك بدموع ونبرة باكية قائلة:انا مش عارفه ليه بيحصل معايا كدا انا تعبت أوي يا أسامة ونفسي أفرح زي أي حد كل ما أجي أفرح يتنكد عليا
أسامة بحنان:يا حبيبتي مسمهاش كدا أسمها انا ربنا بيحبني وعشان كدا بيبتليني على طول ودي حاجه جميلة مش وحشة والمفروض متزعليش … إن بعد العسر يسرا … بعد الشدة راحة وطُمائنينة … انا لو عرفت مين اللي ورا كل دا صدقيني انا مش هسيبه بس عم عبد الرحمن يقول مين ووعد مني ليكي لـ أندمه على كل حاجه … دموعك غالية عليا أوي يا ملوكة
أبتسمت ملك ومسحت دموعها برفق لتسمعه يقول:انا عندي شغل دلوقتي في المديرية أول ما اخلص هكلمك وأتمنى تكوني كلتي
ملك بـ أبتسامه وهدوء:حاضر … خلي بالك من نفسك يا أسامة
أسامة بـ أبتسامه ومرح:من بعد خلي بالك من نفسك يا أسامة دي أسامة هيعمل أي حاجه لـ أجلك يا جميل
أبتسمت ملك وقالت:أسامة … ممكن بعد ما تخلص شغل تعدي عليا … حاسه إني عايزه أشوفك واقعد معاك
أسامة بـ أبتسامه:عينيا يا قلب أسامة هكلمك بعد ما أخلص وهديكي خبر … لا إله إلا الله
ملك بـ أبتسامه:مُحمد رسول الله
أنزلت الهاتف من على أذنها وهي تنظر أمامها بـ أبتسامة سعيدة فقد بدأت تستعيد علاقتها مع أسامة مثلما كانت في السابق مرة أخرى فـ رغم ما حدث وما مر بهِ كلاهما الا أن أسامة لم يتخلى عنها أبدًا، هي تعلم بـ أن هناك شخصًا يسعى لتدمير حياتها وعلاقتها مع أسامة فـ هذا لم يحدث سوى عندما عُقد قرأنهما منذٌ خمسة أشهر هُنا أنقلبت حياتهما رأسًا على عقب، فكل ما كانا يُخططان لفعله دُمر في لمح البصر فـ من المفترض أن يكون قد أُقيم زفافهما منذٌ شهرين ولكن لسوء حظهما توقف كل شيء ولكنها قررت بعدم الأستسلام
هي تعلم تمام العلم بـ أن هُناك أنثى تفعل كل هذا لتفرقتهما ولكي يتركها وتأخذه هي هذا هو شعورها الآن ولكنها ستعلم على أيا حال
_______________________
“تمارا … تمارا”
كان سفيان يبحث عنها في أنحاء القصر وهو يُناديها، خرج إلى الحديقة وهو يبحث عنها حتى رأها تجلس في إحدى أركان الحديقة، ذهب إليها بهدوء شديد حتى وقف خلفها ورآها تنظر في هاتفها وتُحادث شخصًا بـ لغة غريبة ولكنه أيقن بـ أن هذه اللغة العربية خاصتها، مال بجذعه قليلًا وقال وهو ينظر إليها:ماذا تفعلين
نظرت لهُ تمارا وقالت بتفاجئ:متى جئت
سفيان:منذٌ ثوانِ كنتٌ أبحث عنكِ منذٌ قليل ولكنكي لا تُجيبيني
جلس بجانبها وحاوطها بذراعه وهو يقول:مع من تتحدثين
أبتسمت تمارا وقالت:صديقتي … أخبرني سفيان هل تُحب الكعك أم البيتزا أكثر
تعجب سفيان وقال:لِمَ!!!!!!!!!
تمارا:مجرد سؤال فقط
سفيان:حسنًا أنا أُحب الأثنين ولكن أُفضل الكعك
تمارا بـ أبتسامه:وانا كذلك أتعلم هذا
سفيان بخبث:تمارا هيا أخبريني لماذا تسألينني لأنني لا أقتنع بـ أن هذا مجرد أستفسار منكِ أخبريني الحقيقة عزيزتي
تمارا:لا توجد حقيقة أنا فقط أسألك وحسب … سفيان أُريد بـ أن أُخبرك شيئًا
نظر لها وقال:ماذا
أبتسمت تمارا وقالت:أنا أُحبكَ كثيرًا عزيزي
أبتسم سفيان وطبع قُبلة على خدها وقال:وأنا أعشقكِ عزيزتي … ولكنكِ لن تخدعيني بـ حيلكِ الكاذبة تلك أيتها الخبيثة
ضحكت تمارا وقالت:يا لكَ من فرنسي خبيث … في الواقع أنا لن أُخبرك شيئًا الآن … ستعلم كل شيءٍ قريبًا
نظر لها سفيان وقال:لا أأمن لكِ أيتها الشرقية اللعوبة أتستغلين جهلي للغتكِ لتفعلين ما تُريدين
ضحكت تمارا من جديد وقالت:وهذا هو بالفعل ما أفعله عزيزي … أنا أستطيع معرفة لغتكَ لكنك لا … كم أنا مشفقة عليك الآن فـ لا تستطيع التحدث بالعربية
أبتسم سفيان أبتسامه خبيثة واقترب من وجهها قليلًا وقال بخبث:لا تنسي عزيزتي بـ أنني أستطيع أستخدام مترجم جوجل لمعرفة ما تقولينه وتكتُبينه … أنا لا أيأس يا امرأة
ضحكت تمارا وقالت:حسنًا أريني كيف ستفعل ذلك لا أُريد إخبارك بـ أن هذا غاية في الصعوبة
سفيان بـ أبتسامة خبيثة:ولكن ليس معي
طبعت قُبلة على خده وقالت:حسنًا سأُعطيك نبذة صغيرة حتى تتوقف عن أفعالك الخبيثة تلك … ما تُريد معرفته ستعلمه بعد أيام أهذا رائع
سفيان:ولِمَ لا تُخبريني الآن
تمارا:لأنني أُريد ذلك … والآن لن أًخبرك المزيد
زفر سفيان وقال بهدوء:حسنًا لأجلكِ سأنتظر هذه المرة وحسب
_______________________
“ليل … ليل صحصح فاروق خرج من العمليات”
أستفاق ليل على نداء حُذيفة لهُ ليبتعد عنه وهو يفرك عينيه بينما تحدث حُذيفة وقال:صحصح يلا
نظر ليل في ساعة يده ورأها تُشير إلى التاسعة والنصف ليقول بصوتٍ ناعس:هو انا نايم بقالي قد ايه
حُذيفة:ساعه ونص
زفر ليل ومسح على وجهه وخصلاته ليسمع حُذيفة يقول:فاروق خرج بقاله نص ساعة
ليل بتساؤل:هو كويس؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نظر لهُ حُذيفة وقال بهدوء:الكلى أتأذت للأسف
نظر لهُ ليل بصدمة وقال:يعني ايه
أبتلع حُذيفة غصته وهو لا يعلم ماذا يقول لهُ ليفهم الآخر ما يُريد حُذيفة إيصاله لهُ، وضع يديه على رأسه وهو لا يُصدق بينما ربت حُذيفة على ظهره برفق وهو يقول:قدر ربنا يا ليل ومنقدرش نعترض عليه
نظر لهُ ليل للحظات ثم نهض وخرج من المسجد ثم خرج حُذيفة خلفه وهو يشعر بـ أن ليل لن يدع الأمر يمر مرور الكرام
_____________________
سقطت دموع رانيا لتُربت حبيبة على كتفها بمواساة وهي تقول بحزن:وحدي الله يا رانيا الحمد لله إنه عايش يا حبيبتي قضى أخف من قضى
صرخت بها رانيا وهي تبكي بغضب قائلة:يعني ايه يا حبيبة … فهميني يعني ايه
صمتت حبيبة بيأس فهي لا تملُك شيئًا لتقوله ولكنها أكتفت بمواساتها، أقترب ليل منهم وخلفه حُذيفة ليرى الجميع في حالة من اليأس والحزن، وقف أمامهم وهو يقول بجدية:فاروق ماله … مـ تردوا عليا في ايه
أجابه زين بهدوء وهو يقول:فاروق في العناية وفي مرحلة خطر دلوقتي ويا عالم هيعدي منها ولا لا
ليل بحدة:يعني ايه … فين الدكتور اللي كان معاه دا
أحمد:مش هيفيدك بحاجه نفس الكلام اللي قالهولنا هيقولهولك
زفر ليل ووقف بعيدًا لينظر حُذيفة إليهم للحظات قبل أن يتركهم ويذهب سريعًا، تحدث علي وهو ينظر لهُ قائلًا:رايح فين يا حُذيفة … يا حُذيفة
لحق بهِ فادي ويليه زين، نظر ليل إلى رانيا التي كانت تبكي خوفًا على فاروق للحظات ثم أقترب منها بهدوء حتى جلس أمامها القرفصاء ومدّ يده يمسح دموعها بحنان وهو يقول:متخافيش عليه … انا عارف فاروق كويس
بكت رانيا وهي تقول:خايفه عليه أوي يا ليل … انا أدفع عُمري كله عشانه بس هو يفضل كويس … طمني يا ليل وقولي إنه هيبقى كويس
شعر ليل بالحزن الشديد عليها، تُريد منه مواساتها وهو يُريد من يواسيه ويُطمئنه، ضمها إلى أحضانه وهو يُربت على ظهرها برفق قائلًا:هيخف وهيعدي مرحلة الخطر ويرجع زي الفُل … متخافيش انا واثق في فاروق
ربتت كارما على ظهرها بحنان وهي تقول:هيعدي يا رانيا متخافيش
أبتعد ليل ومسح دموعها بحنان ثم نهض وهو ينظر إلى الجميع بهدوء حتى وقعت عينيه على شريف، نظر لهُ قليلًا ثم أبتعد عنهم ووقف بعيدًا وهو يستند على الجدار خلفه ويعقد ذراعيه أمام صدره، أغمض عينيه وهو يُحاول أن يُطمئن نفسه بـ أن فاروق سيُصبح بخير
أستفاق على يد أحمد الموضوعة على ذراعه لينظر إليه بهدوء دون أن يتحدث لـ يُربت أحمد على ذراعه برفق وهو يقول:هيبقى كويس
تحدث ليل بهدوء وهو ينظر أمامه قائلًا:انا منظره مش مفارق دماغي يا احمد … انا مش عارف أزاي جبته لحد هنا وانا بطولي … انا لو عرفت مين اللي ورا دا أقسم بالله ما هيكفيني عُمره
أحمد:كلنا زيك يا ليل … كلنا مصدومين زيك ومش مصدقين اللي حصل بس أيًا كان مين اللي ورا دا هيتحاسب محدش فينا هيسكت
زفر ليل بقوه ومسح على وجهه وهو يدعوا بداخله، اقتربت منهما ليالي بهدوء حتى وقفت بالقرب منهما وهي تنظر لهما بتردد لينظرا لها بترقب
تحدث أحمد وهو ينظر لها قائلًا:في ايه يا ليالي
نظرت لهما ليالي وضغطت على يديها بتوتر وقالت:انا … بصراحة فاروق كان معايا قبل ما يحصل اللي حصل دا
نظرا لها بترقب لتقول هي بتوتر شديد:هو جالي جنينه الأزهر وقعد يزعقلي
ليل بتساؤل:ليه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ليالي:عشان حد كلمه من موبايلي وقاله إني عملت حادثه وفي العناية المركزة … انا استغربت زيكوا كدا وقولتله بس انا مكلمتكش ولا حصلي حاجه بدليل إني واقفة قدامك … لاحظ إيدي ملفوفة ولما سألني قولتله إني وقعت عليها وصاحبتي هي اللي عملتهالي المهم شدّ شويه معايا وبعدها سابني ومشي … وبعد ما هو مشي بعشر دقايق جاتلي مسدج تهديد بقتل فاروق وبصراحة انا خوفت عليه عشان كدا حاولت أتصل بيه كتير على أمل إنه يردّ عليا بس هو مردّش … انا حتى معرفش ايه اللي ممكن يخلي حد يعمل كدا بس هو شك إن في حد ورا دا كله بس هو مكلمنيش في حاجه هو زعق معايا وبعدها مشي مسابليش فرصة إني أشرحله حاجه
نظر أحمد بترقب إلى ليل الذي نظر لهُ أيضًا ثم قال:المسدج لسه معاكي
حركت رأسها نافية وقالت:للأسف مسحها
أغمض ليل عينيه بضيق وضرب أحمد بقبضته على الجدار بغضب ليسمعا ليالي تقول:بس انا خدتها سكرين
نظرا لها فجأه لتَمُدّ هي يدها لهُ بالهاتف ليأخذه أحمد وينظر إلى الرسالة والرقم بتمعن قبل أن يُعطيه إلى ليل الذي نظر بهِ للحظات قبل أن يقول:حلو أوي … أبعتهولي على الواتس وأحنا هنتصرف
أخذت ليالي الهاتف مره أخرى منه ثم قالت بتوتر:هو فاروق هيبقى كويس
نظر لها ليل وقال:هيبقى كويس إن شاء الله متخافيش
____________________
“هنعمل ايه يا رجالة … حق فاروق مش هيضيع”
أردف بها يزيد ليقول أحمد بتساؤل:هو حُذيفة فين؟؟؟؟؟؟؟
أجابه علي وهو يقول:معرفش مشي فجأه ومردّش عليا بس معاه زين وفادي
نظر أحمد إلى ليل وقال:بتفكر في ايه يا ليل
نظر لهُ ليل قليلًا قبل أن يقول بهدوء:مفيش
صدح رنين هاتفه يعلنه عن أتصال لينظر لهُ قليلًا ثم يُغلقه بغضب، نظروا لهُ قليلًا قبل أن يقول علي بترقب:مالك أتعصبت كدا ليه
حرك ليل رأسه برفق وهو يقول بضيق:مفيش حاجه
عاود هاتفه للرنين مرة أخرى ليُغلقه هو مرة أخرى ولكن أبى جرجس الصموت وعاود مهاتفته مره أخرى ليُجيبه ليل وهو يصرخ بهِ بغضب عارم دون أن يُعطيه فرصة للحديث قائلًا:عاوز مني ايه تاني انتَ مش هتسكت غير لما أكسرك مش كدا لو أتصلت تاني هندمك أتقي شري أحسنلك

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أحببتها ولكن 6)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *