روايات

رواية مسافات مشاعر الفصل التاسع عشر 19 بقلم روزان مصطفى

رواية مسافات مشاعر الفصل التاسع عشر 19 بقلم روزان مصطفى

رواية مسافات مشاعر البارت التاسع عشر

رواية مسافات مشاعر الجزء التاسع عشر

رواية مسافات مشاعر الحلقة التاسعة عشر

نظر رحيم لـِ فرح بـِ غضب مكتوم ولم يستطِع الرد، لكِن نظرات والِدته كان تُلاحِقُه وتُلِح عليه
تنهد رحيم وهو عاقِدًا حاجبيه، وبـِ جانبُه المسكينة مها تُعاني بـِ الفِعل مِن إرتفاع الضغط ولن تحتمل أي مُفاجآت غير سارة
صرخت والِدة رحيم بِه قائِلة: ما تِنطق مالك سكِت كِدا ليه!
فرح وقد بلغ التوتُر مبلغه معها: إبنك متجوزني على سُنِة الله ورسوله وعملنا حفلة صغيرة كمان..
إرتجافة شِفتي مها، مع لطمة الصدر لـِ والِدة رحيم، مع الهبوط في الدورة الد|موية لـِ رحيم بـِ ذاتُه
وقفت فرح مُكتِفة يديها وهي تنظُر لهُم بـِ تشفي وخاصتًا مها، ورحيم كان لا يجرؤ على أن يُحرِك بؤبؤي عينيه لـِ يرى ردود أفعالهُم
باغتت والِدتهُ شُروده بـِ صفعة زلزلت ما تبقى لهُ من ثبات داخلي وخارجي، حتى أن مها مِن قوة الصفعة على وجهه أمسكت بـِ ذراعُه بـِ حنانها المعهود خوفًا مِنها أن يترنح ويقع
والِدة رحيم وهي تُشير لـِ باب الشقة: خُد مراتك الجديدة وإخرُج من بيتي دلوقتي حالًا، زي ما إتجوزت كإنك يتيم ملكش أهل، وتصرُفاتك من دماغك، كمل حياتك على الوضع دا.. برااا
رحيم مُحاولًا إقناع والِدتهُ بـِ الهدوء: يا أمي من فضلِك!

 

والِدتهُ بـِ صُراخ: براااا، ومتطلعش شقتك وتاخُدها معاك، لا غوروا من العُمارة كُلها
كانت مها ترتجف كـ المحمومة، قبل أن يخرُج رحيم خرج والِدُه مِن غُرفتِه وهو يقول بـِ صوته الجهوري: إستنى عندك يا ولد
تسمر رحيم مكانُه وهو يستمع لـِ صوت أبيه فـ أكمل قائِلًا: اللي أنا سمعتُه دا صحيح؟ لغيت وجودي أنا وأمك من حياتك وإعتبرتنا أموات وروحت إتجوزت على مراتك أم عيالك؟ نفذت اللي في دماغك برضو!
رحيم وهو غير قادِر على قول مُبرر واحِد مُقنِع: بعيدًا عن نفذت اللي في دماغي أو لا، في شرع ربنا حرام أتجوز إتنين؟
جلس والِدهُ بـِ تعب واضِعًا قدم فوق الأخرى وقال: متكلمنيش عن الدين طالما معملتِش بيه، إنت عرفت أهلك ولا مراتك الأولى بـِ الخطوة دي! وكمان مها مقصرتش معاك عشان تتجوز عليها
وضع رحيم يده على عُنقِه علامة التوتُر وقال: كان في تقصير بيننا في المشاعر، كان في بينا مسافات مشاعر، عشان كِدا إتجوزت فرح..
إبتعدت مها خطوتين للخلف ولم تعُد قادِرة على تحمُل أكاذيبُه، ألم يكُن يُغازِلها طوال طريق عودتهُم للمنزل! ألم يُحاوِل تقبيلها في منزل صديقتها وهي التي منعته خوفًا من أن يكون مُثارًا للحظة ثُم يعود ليجرحها بـِ قسوة كما يفعل دائِمًا! كان ظنها صحيح وقلبها لم يخُنها كما فعل بِها هو، أن تُشارِكها بِه إمرأة أخرى خاصتًا تِلك التي كانت تجمعهُ بِها عِلاقة حُب قديمة، شعور مُمـ|يت..

 

قبل أن تُطلِق مها العنان لـِ دموع عينيها حتى تنحدِر من مقلتيها إستمعت لـِ صوت والِد رحيم يقول: الشقة اللي فوق هتجهز ليك إنت ومراتك الجديدة، أما شقِتك مع مها فـ مبقِتش شقِتك.. دي شقة مها وعيالها وهتتكتِب بإسمها
مها بـِ رفض قاطِع وبـِ صوت ينوح بـِ كبرياء مُمتزِج بـِ قهرة أنثى تتألم كأنها طير ينتفض لـِ تخرُج روحه: مش عايزة حاجة يا عمي، مش عايزة غير عدل ربنا وحقي.. في طلب الطلاق
إنتفض رحيم عِند سماعُه لـِ طلب مها، وكأنه يرفُض التصديق، ثبتت مها نظرها على والِد زوجها وتجاهلت نظرات رحيم تمامًا فـ قال والِد رحيم: يابنتي أنا عامِل على الأولاد وعلى مرمطتهُم بينك وبين أبوهُم، عيشي في شقتِك مع عيالِك مافية خيرك شرك مع إن يشهد الله إن ما شوفنا منِك شر
هُنا لم تستطع مها كبت الدموع داخِل مِقلتيها أكثر مِن ذلِك، لـِ تنهمِر من عينيها وهي تقول بـِ صوت مُتحشرج من البُكاء: حرام عليك يا عمي دا أنا لسه بطلُب حقي منكُم بـِ عدل الله، ومش عدل إن أعيش معاهُم تحت سقف بيت واحِد وأشوفهُم في الطالعة والنازلة، أنا عاوزة أمشي خالِص ومش همشي من غير ولادي.. دا حقي الوحيد اللي عوزاه منكُم ولادي لا عاوزة مال ولا عاوزة شُقق مِلك
والِد رحيم: إستهدي بالله يا مها، ولادِك دول ولادنا مِن لحمنا ود|منا، قلبنا ميقدرش يتخلى عنهُم ودا كان سبب إنِ بنيت العُمارة دي عشان ألِم الشمل.

 

بلت مها شفتيها المُتحجرتين وقبل أن تنطُق، بكى طِفلها الصغير فـ ركضت للغُرفة حتى تحملُه وتُهدِأ مِن روعُه، أغلقت باب الغُرفة خلفها وهي تجلِس على الفِراش وتحمِل صغيرها بين أحضانها، ثُم بكت وهي تحتضنُه بـِ قِلة حيلة!
* داخِل شقة نديم
كانت يارا تقِف في المطبخ واضِعة طِفلتها في العربة وهي نائِمة، تُعِد الطعام بينما نديم كان يُنجِز بعض الأعمال الخاصة بـِ عملُه
يارا وهي تُتبِل اللحم: لمبة الحمام بقت ضعيفة وعاوزة تتغير، متنساش تغيرها
نديم دون أن ينظُر لها وهو مُركِز عينيه على الورق: إسمها لو سمحت يا نديم غير لمبة الحمام، أنا مش شغال عند اللي خلفوكِ
صفعت يارا السـ|كين وهي تنظُر له وتقول: على فِكرة إنت زودتها أوي، وأنا مرضتش أخرِب بيتي لما حلفت عليا يمين الطلاق إنِ مخرُجش من البيت بس باين عليك إن..
قاطعها نديم قائِلًا: زودتها أوي؟ طب ما تبُصي لِنفسِك في المرايا قبل ما تقولي الكلمة دي، أصلها كِلمة ساذجة أوي بـِ النسبة لعمايلك السودة طول الوقت، وكذا مرة تزوديها ونعديهالك فـ معلش يا مدام يارا، مش هعدِل إسلوبي معاكِ غير لما إنتِ شخصيًا تتعدلي.
إنتفضت يارا مُتسِعة العينين وهي تقول بعد ما إستمعت لـِ صريخ مِن شقة والِدة زوجها: إيه الصوت دا!

 

* داخِل شقة سليم
قامت نجمة من بين أحضانُه وقلبها ينبُض بـِ قوة وهي تقول: يا ستار يارب! الصوت جاي من شقة باباك يا سليم، قوم إلبس هدومك شوف في إيه!
إنتفض سليم مِن الفِراش وهو يلتقط ملابسهُ المُلقاة أرضًا، تبعته نجمة ترتدي الروب الخاص بِها وهي تقضُم أظافِرها في قلق وتقول: ومتنزلش تحت وتغيب، طمني في إيه
خرج سليم مِن غُرفة النوم وهو يقول: ربنا يعديها على خير!!

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية مسافات مشاعر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *