روايات

رواية أحببتها ولكن 7 الفصل الثاني 2 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 7 الفصل الثاني 2 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 7 البارت الثاني

رواية أحببتها ولكن 7 الجزء الثاني

رواية أحببتها ولكن 7 الحلقة الثانية

“الثانية عشر منتصف الليل”
كان علي وليل يقفان في الكمين الذي كان بهِ بعض العساكر يقفون ويُمسكون بـ أسلحتهم والسيارات تقف صفًا واحدًا، أشار علي لـ السيارة بـ التحرك بجدية حيث كان علي يقف على الجهة اليُمنى وليل في الجهة المقابلة لهُ
تحركت السيارة لـ تقترب الأخرى وتقف بـ إشارة من ليل الذي تقدم مِنّها واستند بـ مرفقه على السيارة قائلًا:الرخص والبطاقة
نظر لهُ الآخر وقال بـ أستنكار:نعم؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!
ليل بجدية:الرخص والبطاقة يالا أخلص وافتح شنطة العربية دي
تحدث الطرف الآخر وهو يقول:وحياة أمك انتَ هتشوف نفسك عليا ولا ايه
مال ليل بجذعه قليلًا ونظر لهُ وابتسم أبتسامه سوداوية وقال بنبرة هادئة مُريبة:انتَ قولت ايه
_زي ما سمعت متعمليش فيها أطرش بروح أمك
أبتسم ليل أبتسامة عابثة وفي أقل مِنّ ثانية كانوا العساكر يُحاوطون السيارة وهم على أتم الإستعداد لـ أي شيء فقط ينتظرون شارة التنفيذ
أوقفهم ليل بـ إشارة مِنّ يده ثم عاد ونظر إليه وهو يميل بـ جذعه قليلًا نحوه وهو يصق على أسنانه قائلًا:لا يا زوز الهزار الماسخ دا مش هِنا يعني نلِم نفسنا وناخد الرخصة والبطاقة ونفتح شنطة العربية بـ كل إحترام وأدب عشان منزعلش مِنّ بعض .. ماشي يا قمور
نظرا إلى علي الذي كان يستند بـ راحتيه على النافذة المجاورة لـ أحمد وقال:يلا يا عسول مِنّك ليه بلاش عطلة عايزين نشوف شغلنا يلا
أخرجا كلًا منهما بطاقته بينما أخرج حُذيفة رخصته وضغط على الزِر الذي جعل حقيبة السيارة تُفتح ومدّ يده بهم إلى ليل الذي إنتشلهم مِنّه وأشار إلى علي الذي توجه إلى الخلف كي يتفحص حقيبة السيارة رغم معرفته بـ أنه لن يجد شيء ولكن هذا عمله في النهاية
عاد مِنّ جديد بعدما أغلق الحقيبة وقال:مفيش حاجه
أجابه أحمد وهو ينظر إليه وقال بسخرية:ما انتَ مش هتلاقي حاجه يا فلحوس
زجره علي بضيق وهو يقول:لِم نفسك يا حيوان
ألقى ليل البطاقتين والرخصة بوجههما وقال ببرود:إطلع
نظرا إليه بضيق لـ يقول ليل بنبرة حادة:إخلص
تحرك حُذيفة وهو يقول بضيق:طلعت روحك يا بعيد
نظرا إلى أثرهما لـ يقول علي بقلة حيلة:مسحوب مِنّه للأسف
أقتربت سيارة أخرى لـ يتقدم علي ويتفحصها بينما وقف ليل جانبًا وهو يمسح على وجهه بهدوء وشعر بـ النعاس يُسيطر على جفنيه مُسببًا لهُ ألمًا في منتصف رأسه
وضع ليل يده على رأسه بـ ألم وهو يُغمض عينيه مُحاولًا تجاهل الألم قدّر المُستطاع، أقترب عسكري مِنّه قائلًا بجدية:حضرتك كويس يا فندم
حرّك رأسه برفق وهو يقول:تمام يا عسكري
جلس ليل على المقعد وهو يستند بـ مرفقيه على فخذيه ويقوم بـ فرق جبينه علّ هذا آلآلم يزول، أقترب علي مِنّه جاذبًا مقعد آخر جالسًا أمامه ثم قال بتساؤل:مالك يا ليل في ايه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أجابه ليل وهو مازال يضع يديه على جبينه قائلًا:صُداع هيفرتك دماغي يا علي
علي بتساؤل:انتَ منمتش كويس ولا ايه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ليل بنبرة هادئة:مخدتش راحتي في النوم … روزي قومتني مِنّ الساعة عشرة
علي:طب مخليتهاش تسيبك تكمّل نوم ليه انتَ كنت نبطشية معايا اليومين اللي فاتوا دول تمانية وأربعين ساعة ورا بعض
ليل:حطت رائد جنبي وانتَ عارف طفل ومش هيسكت … صحاني مِنّ أحلى نومه
ربت علي على فخذه وقال:تشرب قهوة طيب عشان تفوق شويه
حرّك ليل رأسه برفق وقال:ياريت عشان أفضل مصحصح لحد الصبح
نهض علي قائلًا:هرجعلك تاني
أستند ليل بـ رأسه على مقعد علي ونظر إلى شاشة هاتفه التي كانت تضم عائلته الصغيرة، أبتسم ليل فور أن وقعت عينيه على زوجته وطفله الصغير الذي أصبح يعشقه مؤخرًا
____________________
كانت روان تجلس في غرفتها وهي شاردة الذهن تنظر إلى هاتفها، لَم تشعر بـ نفسها إلا وهي تُحادث أخيها وتستفيق على صوته، وضعت الهاتف سريعًا على أذنها وهي تقول:أزيك يا ليل وحشتني أوي
أجابها على الطرف الآخر وهو يقول:وانتِ كمان يا حبيبتي طمنيني عليكي انتِ كويسه
أجابته مُبتسمة وقالت:كويسه الحمد لله … كلنا كويسين طمني عليكوا وعلى السُكر الصغير حبيب عمتو … يارب دايمًا يا حبيبي
ليل:قلقتيني لما أتصلتي دلوقتي
أعادت روان خصلة خلف أذنها وقالت:بصراحة يا ليل كنت سرحانة محستش بـ نفسي غير وانتَ بتردّ عليا
زفر ليل وقال مُبتسمًا:هتفضلي تسرحي لحد أمتى يا روان انا بترعب بجد خصوصًا إنك مش بتكلميني غير في أوقات متأخرة وجيالي النهاردة وانا عندي نبطشية
أبتسمت روان وقالت:حقك عليا … أوعدك هحاول مسرحش تاني
أبتسم ليل وقال:ومين هيقلقني عليه غيرك يعني لَما تبطلي … سمعيني صوتك على طول يا روان
روان بـ أبتسامه سعيدة:حاضر يا حبيبي … خلّي بالك مِنّ نفسك … باي
أغلقت معه ونظرت إلى صورتهما التي تتوسط شاشة هاتفها ثم إلى التي تتوسط الجدار أمامها بـ أبتسامه وحنان، وضعت الهاتف بجانبها ثم أستلقت على فراشها بهدوء وأغمضت عينيها
____________________
“في الصباح الباكر”
أقتربت هند مِنّ سعيد الذي كان جالسًا على الأرض بهدوء وجلست بجانبه، نظرت إليه قليلًا ثم قالت:صباح الخير
نظر سعيد إليها ثم نظر أمامه مِنّ جديد وقال بنبرة هادئة:صباح النور
عقدت هند ما بين حاجبيها وقالت بتساؤل:مالك يا سعيد حساك مش طبيعي النهاردة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أجابها بهدوء وقال:مفيش يا هند انا كويس … حاسس إني همدان شويه بس
وضعت يدها على كتفه وقالت بنبرة يملؤها القلق والخوف:مِنّ ايه يا سعيد … انتَ فطرت طيب
حرّك رأسه برفق وقال:ما انا مِنّ ساعة أما فطرت وانا مش على بعضي
هند بعدم فهم:تقصد ايه … الأكل فيه حاجه يعني
سعيد:تقريبًا
وضع يده على معدته وانكمشت معالم وجهه ألمًا بينما لاحظت هند بعدم أرتياحه وقالت بنبرة متوترة:مالك يا سعيد … في ايه يا حبيبي حاسس بـ ايه
تألم سعيد قائلًا:بطني بتتقطع يا هند مش قادر
تملك الخوف قلبها لـ تقول:طب أجيبلك مُسكن عشان يخفف الوجع دا
تألم سعيد مِنّ جديد وانكمشت معالم وجهه قائلًا:مش قادر يا هند … حاسس إن روحي بتطلع بـ البطيء
نظرت هند حولها وهي تشعر بـ الرعب عليه لـ تنظر إليه مِنّ جديد قائلة بلهفة:هروح أخلي حد مِنّ الشباب ييجوا يساعدوني عشان أوديك المستشفى
نهضت هند وركضت إلى داخل القصر تاركة سعيد يتألم بقوة، أتجهت هند إلى يزيد مُسرعة فـ هو أول مَنّ وقعت عينيها عليه وقالت:يزيد ألحقني يا يزيد عشان خاطري
نظر إليها يزيد وقال مُحاولًا تهدأتها:أهدي يا هند مالك
هند بخوف شديد:سعيد تعبان أوي برا ومعرفش في ايه
يزيد:طب أهدي إن شاء الله خير
خرج معها يزيد سريعًا لـ يقترب مِنّ سعيد الذي كان يُمسك بـ بطنه ويتألم، جلس على رُكبتيه أمامه وقال بقلق:سعيد مالك في ايه
نظر إليه لـ ينظر سريعًا إلى هند قائلًا:سعيد جاله حالة تسمم يا هند دا لازم يروح المستشفى بسرعه
صُدمت هند لـ تسمعه يقول:تعالي أسنديه معايا بسرعة لازم نِوديه المستشفى
أقتربت مِنّه هند سريعًا وقامت بـ إسناده مع يزيد إلى السيارة حتى يذهبا بهِ إلى المستشفى
______________________
“حَنون … حَنون إصحي بقى بطلي كسل”
هكذا أردف بها زين الذي كان يقف أمام باب غرفتها ويطرق عليه مِنّ الحين إلى الآخر، فتحت حنين فجأة الباب والغضب يحتل تقاسيم وجهها لـ يبتسم زين قائلًا:صحي النوم يا جميل
وقبل أن توبخه بضيق وتُلقي بـ سيل كلماتها المعتادة بـ وجهه سمعته يقول بـ أبتسامه حنونة:كدا برضوا أهون عليكي تنيميني برا كدا بذمتك يا شيخة مصعبتش عليكي وانا مرمي في الصالة برا
حنين بضيق:لا مصعبتش عليا يا زين
تلاشت أبتسامه زين ثم نظر إلى الجهة الأخرى وهو يُتمتم قائلًا:دا في بجاحه وقلة أدب على الصبح ما شاء الله
نظر إليها مِنّ جديد بعدما تمكن مِنّ إتقان دوره في الجدية وقال:مش ملاحظة إنك بتبجحي فيا على الصبح وانا اللي عمال أقول يا جميل ويا حَنون أصحي
زفرت حنين لـ يبتسم هو قائلًا:مالك يا حَنون … ضاربة بوز على الصبح كدا ليه
نظرت إليه نظرة غاضبة لـ يبتسم هو قائلًا:بس لسه قمر أقسم بالله … إلا قوليلي يا حَنون … ايه الجمال دا كله
نظرت إليه حنين بطرف عينها وقالت:متحاولش يا زين .. انا لسه واخده موقف مِنّك
تركته وخرجت مِنّ الغرفة لـ يلحق هو بها سريعًا قائلًا:ليه بس يا حَنون دا انا بحبك حتى ومبرضاش أسمح لحد إنه يضايقك بـ الكلام … مالك طيب ايه اللي مزعلك مِنّي وانا لو غلطان هقولك أيوه يا حَنون انا غلطان وليكي حق تزعلي وهبوس راسك كمان وأعتذرلك
ألتفتت إليه حنين بعدما ارتشفت القليل مِنّ الحليب وقالت وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها:انتَ عملت ايه إمبارح
نظر إليها قليلًا وهو يُعيد أحداث ما حدث في الأمس منذُ بداية اليوم وحتى نهايته تحت نظراتها التي كانت تنظر إليه مترقبة، نظر إليها زين وقال:بصراحة كدا مش فاكر فكريني عملت ايه زعلك مِنّي وانا مش واخد بالي
أجابته حنين وهي تنظر إليه بمعالم وجه خالية مِنّ أيا تعبيرات وقالت:لَما رجعت مِنّ برا وحطيتلك الأكل وقعدت تاكل وبعدها بشوية لقيتك أتعصبت وقولتلي بـ النص كدا “انا كام مرة أقولِك لِمي شعرك وانتِ بتطبخي شعرك واقع في الأكل وقرفتيني دي مبقتش عيشة” وقومت زاقق الأطباق بعصبية وروحت تغسل أيدك ومهمكش إنك جرحتني ولا كسرت قلبي وانا قولتلك أكتر مِنّ مرة يا زين انا بَلِم شعري قبل ما أدخل المطبخ وحتى لو هو وقع أكيد غصب عني انا عندي مشاكل داخلية هي اللي بتخليه يقع وبحاول أعالج دا على قد أما أقدر عشان ميتكسرش بـ قلبي ويتنكد عليا فـ كل يوم ترجع متأخر فيه مِنّ برا
أنهت حديثها وخانتها دموعها التي سقطت على خديها بقهرة وهي تنظر إليه، بينما ألمه هو قلبه وهو يرى حُزنها ودموعها وأيضًا نظرة الإنكسار الواضحة وضوح الشمس في عينيها
أقترب مِنّها زين ولَم يتردد لحظة واحدة وكان ضاممًا إياها إلى أحضانه مُربتًا على ظهرها بـ حنان، طبع قُبلة على رأسها ثم أبتعد وتحدث بنبرة معتذرة تحمّل في طاياتها الندم الشديد قائلًا:حقك عليا انا آسف يا حنين … انا غلطت فعلًا ومكانش ينفع أقول حاجه زي دي ومش هقولك أصل انا كنت جاي مخنوق ومش طايق نفسي والكلام دا عشان خاطر متهربش مِنّ غلطي بـ حِجة هي مش صح
مسح دموعها بـ حنان وأكمل قائلًا:انا بصراحة معرفش ايه اللي خلاني قولت كدا انا عارف والله إنه غصب عنك وإن دي حاجه خارج إرادتك وعارف إن المشاكل دي داخلية وانتِ بتحاولي تحِليها على قد ما تقدري … متزعليش مِنّي انا غلطت وبعترف بـ غلطي وبعتذرلك كمان وأدي يا ستي راسك ابوسها عشان متفتكرنيش بضحك عليكي
أنهى حديثه وهو يطبع قُبلة على رأسها ثم عاد ونظر إليها مجددًا وقال:انا عارف إني جرحت مشاعرك بس أتمنى مِنّ كل قلبي تسامحيني … انا مقدرش على زعلك يا حَنون كله إلا زعلك مِنّي … وبعدين يا حَنون مفيش حد كامل ومفيهوش عيوب بـ العكس كلنا مش كاملين وفينا عيوب بس بنحاول نداريها بـ أي شكل مِنّ الأشكال
طبع قُبلة على يدها ونظر إليها وقال بنبرة حنونة والأبتسامه تُزين ثغره:إلا قوليلي ايه الجمال والحلاوة دي كلها
نظرت إليه بـ أستنكار لـ يقول هو بنبرة مشاكسة مُبتسمًا:ايه مستغربة ليه … ايوه جمال وحلاوة ودلال كمان يعني شعرك منكوش وعنيكي لسه نايمة وضاربة بوز … حلاوة دي ولا مش حلاوة
نظرت إلى الجهة الأخرى وهي تُحاول أن تتحكم في نفسها وتناسي ما حدث ليلة أمس ونسيان ما قيل، مسحت دموعها مِنّ على جفنيها قبل أن تسقط على خديها مِنّ جديد لـ تشعر بـ يده تُحرر خصلاتها
نظرت إليه ثم إلى عُقدة شعرها التي كان يُمسك بها وتحمل بعض الشعيرات التي سقطت معها مِنّ جديد، نزع هو تلك الشعيرات مِنّها ثم ألقاها في القمامة ونظر إليها مرة أخرى وقال:مبتزعليش عليه وهو بيُقع كدا .. دا انا ذات نفسي بزعل
أجابته بهدوء وهي تنظر إليه قائلة:أكيد بزعل
نظر لها ثم مَدّ يديه وقام بـ اللعب في خصلاتها وتحريرها من بعضها البعض قائلًا:أُمنية حياتي إني لَما أتجوز واحدة يكون شعرها مش واو وجامد وعمره ما يُقع والكلام دا … انا أحب الشعر الكيرلي أو المموج وياه بقى لَما يتلعبك كدا وتقعدي تقسميه وتسلكي كل خصلة في مُتعة غير طبيعية بجد … إنما الشعر اللي بيتسرح بسهوله دا وجامد ومبيقعش وستريت وحرير دا مبياكلش معايا عيش … إن ما اتلعبك وصاحبته طلع عينها ميبقاش شعر بـ النسبالي
أبتسمت حنين رغمًا عنها وهي تنظر إليه بينما كان هو يقف أمامها ويلعب في خصلاتها لـ ينظر إليها قائلًا:تعالي أسرحهولك انا شاطر أوي على فكرة متقلقيش يعني
جلس زين على الفراش وجلست هي أمامه لـ يُجفف هو خصلاتها ثم بدأ بـ تمشيطه برفق شديد ومِنّ ثم بدأ بـ تقسيمه إلى خصلات كثيرة وبدأ بـ تمشيطه بـ مشط آخر وهو يقول:أقولك على حاجه
أجابته قائلة:قول
تحدث زين وهو يقوم بـ تمشيط خصلاتها بـ رفق وقال:زمان لَما كنا صغيرين كنت انا اللي بسرح لـ أيسل أختي شعرها … رغم إنها كانت تقريبًا حوالي حداشر سنة وكنت انا سبع سنين بس كنت بحب أسرحلها شعرها دايمًا وفجأة بقيت انا اللي أسرحهولها دايمًا وكنت شاطر جدًا في الموضوع دا بس اللي كان بيضايقني حاجه واحدة
ألتفت بـ رأسها ونظرت لهُ قائلة بتساؤل:ايه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نظر إليها وقال:إن شعرها كان بيتسرح بسرعة .. كنت بتضايق أوي .. عارفه لَما نخلف وربنا يرزقنا بـ بنت انا اللي هسرحلها شعرها .. ويا سعدي ويا هنايا بقى لو شعرها زيك مش قادر أوصفلك مدى السعادة اللي هبقى فيها … انتِ جميلة يا حنين سواء بـ مميزاتك أو عيوبك … انا حابب عيوبك أوي أكتر مِنّ مميزاتك ومتسألنيش أزاي عشان مش هعرف أجاوبك .. بس دا ميمنعش إني بحب شعرك أكتر مِنّك
أبتسمت حنين وقبل أن تتحدث سبقها هو قائلًا:لا يا حنين … انا مش بقول كدا عشان أصلح اللي عملته وأبينلك إني بَحبّ شعرك انا فعلًا بَحبُّه … عارفه لَما كنتي صغيره … مِنّ وقتها وانا بقيت أحبّ شعرك ومبقتش أحبّ غيره يعني على سبيل المثال زي ما قولتلك مِنّ شويه على شعر أيسل … عارفه بقى بعد ما كتبنا الكتاب … أول حاجه كنت عايز أشوفها شعرك … وقتها كنت بسأل نفسي يا ترى لسه زي ما هو ولا لا … لحد ما شوفته ولقيته زي ما هو كل اللي أتغير فيه إنه بقى طويل مش أكتر … مش بتفكري تقصيه يا حنين
نظرت إليه حنين وقالت:لا … بزعل عليه … والزعل والعياط عليه بيخليه ميطولش تاني … انا بحبه وهو طويل … ومش بفكر أقصه
أبتسم زين وطبع قْبّلة على خدها وقال:ولا انا على فكرة … انا كنت بختبرك بس مش أكتر
عاد يُمشط خصلاتها مِنّ جديد بهدوء ورفق بينما نظرت هي أمامها بـ شرود وهدوء ثم أغمضت عينيها برفق تنتظره حتى ينتهي مِنّ تمشيط خصلاتها
____________________
دلف ليل إلى الغرفة بعدما أغتسل لـ يرى روزي نائمة ورائد بـ فراشه الذي يُجاور فراشهما، أغلق الباب خلفه ثم أقترب مِنّ فراش صغيره ينظر إليه لـ يراه نائمًا بعمق
أبتسم أبتسامه خفيفة ثم مَدّ يده ومَسدّ على رأسه برفق ثم أتجه إلى الجهة الأخرى مِنّ فراشه واستلقى بـ جانب روزي وهو ينظر في هاتفه حيث أنه أغلقه ووضعه بـ جانبه وأغمض عينيه وهو يتمنى أن يحظى بـ الوقت الكافي مِنّ النوم دوّن أن يزعجه أحد
_______________________
“خير يا دكتور طمني عليه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟”
أردفت بها هند بـ لهفة وهي تنظر إلى الطبيب الذي خرج مِنّ غرفة سعيد بهدوء، نظر إليها الطبيب وقال مُطمئنًا إياها:خير إن شاء الله متقلقيش هو بقى كويس الحمد لله لِحقناه في الوقت المناسب لو كنتوا أتأخرتوا شويه كمان مكناش لِحقناه للأسف بس الحمد لله سيطرنا على الوضع على طول وقدرنا ننقذه
يزيد بتساؤل:طب يا دكتور ايه سبب التسمم دا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أجابه الطبيب وهو ينظر إليه قائلًا:أتضحلنا إنه كان واكل أكل مُسمم والأكل دا فيه نسبة سِم عالية يعني دا اللي مِسممه مِسممه بضمير بس عشان أطمنكوا برضوا مفعول السِم دا كان متوسط يعني بان عليه بعد ما أكل مثلًا بـ ربع ساعة كدا
شكره يزيد قائلًا:شكرًا ليك يا دكتور معلش تعبناك معانا
أبتسم الطبيب وقال:دا شُغلي … ألف سلامة عليه
تركهم الطبيب وذهب بينما نظر يزيد إلى هند التي كانت شاردة لـ يقول:الحمد لله يا هند هو بقى كويس وزي الفُلّ
نظرت إليه هند قليلًا قبل أن تقول بشرود وعينين باكيتان:مين ليه مصلحة يسممه يا يزيد … أكيد دا حصل عمدًا
يزيد بهدوء:هند … متفكريش في أي حاجه دلوقتي خالص … سعيد محتاجلك دلوقتي لازم تكوني معاه
نظرت إليه هند قليلًا ثم قالت:طب أتسمم ليه … هو عمل ايه عشان يتسمم … انا عايزه أعرف مين اللي سممه وليه … ليه بعد كتب الكتاب بـ الذات … أكيد دي مش صُدفة
يزيد بهدوء:هند عشان خاطري فضي مُخك مِنّ كل اللي حصل وخليكي جنب سعيد دلوقتي وأوعدك هدور واعرف مين ورا حادثة تسممه أتفقنا .. بس عشان خاطري خليكي جنبه هو محتاجك صدقيني
زفرت هند وحركت رأسها برفق قائلة:ماشي … انا هدخله
حرك يزيد رأسه برفق لـ تتركه هي وتدلف إلى غرفة سعيد وتُغلق الباب خلفها تحت نظرات سعيد الذي كان يُتابعها، أخرج هاتفه وعبث بهِ قليلًا ثم وضعه على أذنه لـ يقول بعد ثوانٍ:حبيب قلبي
نظرت هند إلى سعيد بعدما أغلقت الباب خلفها ثم أقتربت مِنّهُ بهدوء وجلست على طرف الفراش وهي تنظر إليه لـ تراه يفتح عينيه وهو يتأوه بخفوت
مسحت هند دموعها جيدًا ثم نظرت إليه وأبتسمت حتى لا يرى دموعها وحزنها، فتح سعيد عينيه ونظر إلى هند التي كانت تنظر إليه
تحدث سعيد بنبرة خافتة وقال:انا فين … ايه اللي حصل
أجابته هند بنبرة هادئة وقالت:في المستشفى … انا ويزيد جبناك هنا على طول والدكتور قال إن دي حالة تسمم … مِنّ الأكل اللي انتَ كلّته
لَم يتحدث سعيد ولكنّ سَمِعَ هند تقول:سعيد انتَ مش شاكك في أي حد
نظر سعيد لها وقال:وانا هشك في عيلة مراتي ليه يا هند … دول اللي مدّولي أيديهم يا هند هشكك فيهم أزاي يعني
أبتلعت هند غصتها وقالت بنبرة هادئة:ودا اللي مضايقني … إنك مش مشكك فـ حد فيهم وحد مِنّهم هو اللي مسممك
ربت سعيد على يدها برفق وقال بنبرة هادئة:متفكريش في الموضوع دا يا هند انا كويس وزي الفُلّ … بلاش مشاكل اللي حصل حصل
هند بعدم رضا:أيوه يا سعيد بس
قاطعها سعيد وهو يقول:يا حبيبتي انا كويس وزي الفُلّ عشان خاطري بلاش
صمتت هند بعدم رضا لـ تسمع صوت الباب يُفتح، نظرت إليه ومعها سعيد لـ يُبصرا ليل يدلف مُبتسمًا، نهضت هند ووقفت تنظر إليه بينما أقترب هو قائلًا:ايه يا سعيد أومال حديد ومبقعش وكلام مِنّ دا مع أول خبطة تقع كدا
طبع قُبلة على رأس هند قائلًا بـ أبتسامه وهو يجلس على طرف الفراش:أزيك يا هند
أبتسمت هند وقالت:الحمد لله يا جدو بخير
نظر ليل إلى سعيد وقال مُبتسمًا:ايه يا سعيد مالك
سعيد بنبرة متعبة:مفيش يا جدي انا كويس الحمد لله دور برد شديد شويه
عقد ليل ما بين حاجبيه وقال:دور برد … بس شكلك ميقولش كدا خالص
نظر إلى هند وقال:ولا ايه يا هند
نظرت هند إلى سعيد الذي نظر إليها نظرات حذرة لـ تنظر هي إلى جدها مِنّ جديد قائلة:ايوه يا جدو هو فعلُا دور برد شديد شويه
نظر ليل لهما نظرة ذات معنى ولكنه قال:تمام … هتخرج أمتى
هند بهدوء:الدكتور لسه مقالش هيخرج أمتى
نهض ليل وهو يستعد لـ الخروج قائلًا:طيب هروح أشوف الدكتور هيقول ايه وارجعلكوا تاني
أبتسمت هند وحركت رأسها برفق بينما تركهم ليل وخرج، نظرت هند إلى سعيد بعدم رضا بينما نظر هو إليها قائلًا:دا أحسن حلّ صدقيني
جلست هند مِنّ جديد وقالت:يا سعيد كدا غلط صدقني لو عديتها مرة المرة التانية مش هتعدي
أبتسم سعيد وقال:هتعدي
زفرت هند بعدم رضا لـ ينهض سعيد ويجلس نصف جلسة وهو ينظر إليها قائلًا:يا حبيبتي جايز يكون بايظ عادي … الجو حر اليومين دول وارد يبوظ … مش شرط يعني يكون جواه سِم
زفرت هند وقالت:تاني يا سعيد
سعيد:تاني وتالت ورابع كمان
أبتسم سعيد وربت على يدها قائلًا:بلاش مشاكل يا هند .. انا مسامح خلاص
نظرت هند بعيدًا بينما زفر سعيد ونظر لها قليلًا قبل أن يقول مُبتسمًا:ما تجيبيلي كوباية مياه يا هند انا عطشان أوي وانتِ سيباني كدا
أبتسمت هند ونهضت قائلة:حاضر
______________________
“يا ست الكل واحشني والله عايز أشوفه”
أردف بها طه وهو يركض مِنّ كارما التي كانت تركض خلفه وهي تُمسك بـ حذائها قائلة بنبرة عالية غير راضية:دلوقتي وحشك يا واطي … الله يرحم أيام ما كان بينيمك على الأرض
طه:كانت وَزة شيطان وبعدين إحنا في الأول والآخر أخوات وعُمر الدم ما يبقى مياه أبدًا
كارما:إسمع ياض انتَ أخوك بايت نبطشية في كمين مِنّ بليل وراجع مش شايف قدامه لِم نفسم وخليه يرتاح شويه
طه بـ عِناد:طب مش ساكت وهروحله برضوا وهفضل قاعد على راسه وهفطر واتغدى واتعشى عنده وهبات عندًا فيكي كمان
صاحت كارما كـ المجنونة وعادت تركض خلفه لـ يركض هو مُبتعدًا عنها وهو يقول:يا ست الكل عيب كدا والله لما تجري ورا واحد زيي عنده عشرين سنة دلوقتي عيب أقسم بالله شكلي ايه دلوقتي قدام الناس
كارما بـ أستنكار:لا والله دا كل اللي هامك شكلك قدام الناس برضوا ولا قدام الحُبّ بتاعتك
أبتسم طه وقال:أيوه هو دا عشان خاطر منظري ميبقاش عِرة قدام الحُبّ أبوس إيدك بقى أهدي انا أبنك برضوا
كارما بتوعد:وحياة أُمك يا طه لـ أوريك أيام أسود مِنّ سواد الليل
طه بتساؤل:ايه دا هو في حاجه أسود مِنّ سواد ليل أخويا؟؟؟؟؟؟
صرخت كارما كـ المجنونة وهي تقول:هتشلني
ركض طه وأختبئ خلف باسم الذي كان يستعد لـ الخروج قائلًا:ألحقني يا بابا أبوس إيدك أُمي أتجننت وعمالة تصوت
نظر باسم إلى كارما التي وقفت أمامه وهي تقول بحدة:أخرجلي ياض
تحدث باسم وهو يُمسك بـ يديها التي كانت تُمسك بـ زجاجة مياه زجاجية قائلًا:أهدي يا كارما في ايه عمّل ايه
كارما بحدة:قال ايه عايز يروح مِنّ صباحية ربنا عند أخوه اللي جاي يا قلب أمه مكملش ساعة لسه مِنّ نبطشية كمين طول الليل يفطر ويتغدى ويتعشا ويبات معاه ليه مش عايز يقعد براحته هو وينام ويرتاح ولا روزي هتفضل قاعدة طول النهار بـ النقاب ومتكلفتة في الجو الحر دا عشان خاطر البيه
طه:يا ست الكل مش هتنيل بس أقعد معاه شويه الواد وحشني وعايز أشوفه وأشوف رائد
باسم:خلاص يا كارما مش هيبات هيقعد معاه شويه ويرجع
أبتسم طه وطبع قْبّلة على كتف والده وهو يقول:أصيل وابن أصول والله
نظر إلى كارما بضيق وقرف لـ تنظر إليه كارما صارخة:شوف الحيوان بيبُصلي أزاي
ركض طه بعيدًا بينما أمسك باسم يديها وهو يقول:يا كارما بيرخم عليكي ما انتِ عارفه طه هو جديد عليكي يعني
زفرت كارما وقالت:عيل مستفز … قولي رايح فين كدا
ترك باسم يديها وقال:الشركة … في ميتنج بعد ساعة مُهم
حركت كارما رأسها برفق وقالت:طيب متتأخرش عشان إحتمال العيال ييجوا النهاردة
باسم:هحاول .. وبعدين بكرا الجمعة يعني ممكن ييجوا بكرا لأن كلنا أجازة
أبتسمت كارما وقالت:بس متنساش إنه مش أجازة عند بابا
أبتسم باسم وقال:لا متقلقيش … سيادة اللوا هيديه كله أجازة المهم دلوقتي انا همشي عشان متأخرش
تركها وذهب بينما وقفت هي تنظر إليه، أقتربت بيسان مِنّها قائلة:يا بنتي انتِ فين انا عمالة أدور عليكي بقالي شويه
نظرت إليها كارما وقالت:مفيش كنت واقفة مع باسم
بيسان:طب تعالي عشان عايزاكي
____________________
أقترب مِنّها بهدوء وجلس بجانبها حيث كانت تُلاعب طفلتها بهدوء، نظر إليها وقال:وبعدين يا ملك … انتِ مصدقة الهبل دا
لحظات مِنّ الصمت قطعتها ملك التي قالت بنبرة هادئة دوّن أن تنظر إليه:وهي هتكدب ليه يعني … أختك عندها حق … انا خرابة بيوت فعلًا وحرباية
أسامة:يا ملك الحكاية مش كدا … يعني ايه الكلام دا عيب
ملك:لا هو مش عيب … العيب إنك سامع وشايف وساكت … العيب مِنّ عندك انتَ يا أسامة مش مِنّ عندها هي … انتَ سمحتلها تقول كدا ولا قولتلها عيب ولا ايه اللي بتقوليه دا دي مراتي ولا أي حاجه … انا عمومًا حاطة جزمة في بوقي وساكتة … ومش عايزه أروح غضبانة بيت أهلي واعمل مشاكل … انا قعادي هنا عشان انا واحدة متربية وبنت أصول ومش بتاعت بابي ومامي واروح كل شوية غضبانة عند أهلي عشان خاطر كلمة
زفر أسامة وقال:يا ملك صدقيني مكانش قصدها
نظرت لهُ ملك وقالت بضيق:قصدها بقى ولا مقصدهاش ميفرقش معايا … انا يفرق معايا ردّ جوزي عليها .. بس الظاهر إنه مش موجود أصلًا ورامي حياته كلها لـ الشغل وبس لا فارق معاه مراته ولا مشاعرها اللي بتداس عليها كل يوم بـ الجزمة ولا لـ بنته اللي بتسأل عليه كل شويه وقربت تنساه
نهضت ملك بغضب ولكن منعتها يد أسامة ولكنّها أنتشلت يدها مِنّ يده بغضب وتركته وذهبت بغضب إلى الغرفة، زفر أسامة ومسح على وجهه وهو يشعر بـ الضيق، نظر إلى صغيرته “شمس” التي كانت تنظر إليه ثم مدّ يده إليها لـ تنظر إليه قليلًا ثم مدّت يدها الصغيرة إليه لـ يُمسك هو بها مُقربًا إياها مِنّهُ بـ حنان
طبع قْبّلة على يدها ثم حمّلها وضمها إلى أحضانه مُقبلًا إياها بـ حنان وهو يُمسدّ على ظهرها برفق، وضعت شمس رأسها على كتفه وفي ثوانٍ خَلدت إلى النوم
نظر إليها أسامة وطبع قْبّلة على جبينها ثم أستند بـ ظهره على ظهر المقعد خلفه بهدوء وهو ينظر إلى باب غرفتها بهدوء
_____________________
كان طه يقود السيارة متجهًا إلى منزل أخيه وهو ينظر أمامه بهدوء، صدح رنة هاتفه يعلنه عن وصول رسالة، أخذه طه ونظر إلى محتوى الرسالة لـ يعقد ما بين حاجبيه وهو يقول:ايه الهبل دا
نظر إلى الطريق ثم إلى الرسالة وقال:لا بجد ايه الهبل اللي انا شايفُه دا
عبث في الهاتف قليلًا ثم وضعه على أذنه وهو ينظر إلى الطريق أمامه قائلًا:الو … ايه يا هلال هو انتَ باعتلي مسدج … مِنّ رقم غريب … أزاي يا ابني الرقم متسجل بـ أسمك … والله العظيم … طيب هبعتهولك على الواتساب وردّ عليا … سلام
أغلق معه ثم أرسله إليه ومعه الرسالة أيضًا ثم أغلقه ووضعه أمامه وهو يقود بهدوء
____________________
“تمام … أي أخبار بلغني على طول ونفس النظام انا لو عرفت هقولك وكدا كدا إحنا مربوطين بيهم يعني كلها بتكمّل بعضها … ماشي نتقابل بكرا إن شاء الله هناك … سلام”
أغلق الهاتف ثم نظر إلى صغيره سديم وطبع قُبلة على خده قائلًا:حبيبي يا ناس ايه ياض الحلاوة دي
سمع مِسك تقول:ماما كلمتني تتأكد إذا كنا هنروح بكرا ولا لا
أجابها أحمد وهو يُلاعب صغيره قائلًا:أه رايحين … كله هيتجمع هناك بكرا وأهي فرصة نرجع نتلم تاني مع بعض
جلس أحمد وأجلس سديم على قدميه وقام بـ تشغيل فيلم كرتوني لهُ قائلًا:خُد يا معلم أتفرج على توم وچيري بس بلاش تهبده في الأرض ها
نظر إليه سديم لـ ينظر إليه قائلًا:أيوه انا قصدي عليك انتَ
لحظات وأبتسم الصغير ثم ضحك بطفولة لـ ينظر إليه أحمد ويبتسم ومعه مِسك التي نظرت إليه، طبع أحمد قْبّلة على خده ونظر إلى مِسك مُبتسمًا
_____________________
“چويرية … چويرية”
هكذا ظلّ يُنادي هلال چويرية وهو يبحث عنها في كل مكان حتى رأها تجلس وحدها على المقعد وتنظر أمامها بهدوء شديد، عقد هلال ما بين حاجبيه واقترب مِنّها قائلًا:في ايه يا چويرية انا قاعد عمال أنادي عليكي مبترديش ليه
وظلّت كما هي لَم تتحرك إنشًا واحدًا، مال هلال بـ نصفه العلوي قليلًا إلى الأمام وهو ينظر إليها، حرك يده أمام وجهها وهو يقول:چويرية
أستفاقت چويرية مِنّ شرودها ونظرت إليه، نظر إليها وقال بتساؤل:مالك في ايه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حركت رأسها برفق وقالت بنبرة هادئة:مفيش حاجه
صمتت قليلًا وهي تنظر أمامها بينما نظر هو إلى الجهة الأخرى بينما كانت هي تضغط على يديها بتوتر وهي في صِراع عنيف مع نفسها
نظرت إليه وقالت بتردد:هلال
نظر إليها هلال قليلًا دوّن أن يتحدث، أبتلعت هي غصتها وقالت:عايزه أقولك حاجه
أعتدل هلال في جلسته وهو ينظر إليها بينما ضغطت هي على يديها وهي تُحاول إستجماع شجاعتها حتى تُخبره ما توَّد، هدأت مِنّ روعتها ونظرت إليه وقالت:أخوك
تعجب هلال كثيرًا وعقد ما بين حاجبيه وقال:أحمد … ماله
نظرت چويرية أمامها وقالت:عايزني هو وعلي وحُذيفة وليل معاهم
هلال بحدة:عايزك معاهم أزاي يعني ما توضحي كلامك يا چويرية
نظرت چويرية إليه وقالت:عميلة سرية
هلال بغضب:نعم … عميلة سرية … واشمعنى انتِ وهتعملي ايه
چويرية:مدانيش تفاصيل
هلال بحدة:وانا مش موافق
نظرت إليه چويرية بينما نظر هو إلى الجهة الأخرى بضيق شديد وقالت:انا لسه مديتهمش الإجابة الأخيرة وقولت أعرفك الأول
هلال بتهكم وسخرية:كتر خيرك بصراحة
چويرية بضيق:في ايه يا هلال شوفتني روحت قولتله انا موافقة ومعاكوا … وبعدين متنساش إن فهيم لسه مشالنيش مِنّ دماغه لحد دلوقتي
نظر إليها هلال نظرة ذات معنى وقال بضيق:هو انتِ غاوية تنكدي عليا يا چويرية … بجد والله جايه وانا فـ عِز راحتي وروقاني تنكدي عليا
چويرية:أعمل ايه … ما انتَ اللي سألت وانا جاوبتك أهو
نهض هلال وتركها وذهب وهو يقول بضيق:يا ريتك ما جاوبتي
نظرت چويرية إلى ظهره حيث توجه إلى داخل القصر دوّن أن يلتفت إليها، مسحت على وجهها وخصلاتها وهي تزفر بضيق وتنظر إلى أثر هلال وهي تُفكر فيما ستفعله وكيف ستقوم بـ مصالحته
______________________
عِدة طرقات متتالية على باب منزله دوّن توقف، أقترب ليل مِن الباب وهو يمسح على وجهه الناعس قائلًا:خلاص يا همجي هفتح
فتح ليل الباب وتفاجئ بـ الذي يقف بـ أحضانه وهو يتحدث بنبرة عالية سعيدة قائلًا:واحشني واحشني واحشني
أبتعد طه وهو ينظر إليه بينما كان ليل ينظر إليه بـ عينين ناعستان وهو لا يستوعب حتى الآن بـ أن الواقف أمامه أخيه، نظر إلى ساعه الحائط ومعه طه الذي كان ينظر إليه بتعجب ورأها تُشير إلى السابعة مساءًا
نظر إلى طه مِنّ جديد وقال:هلبس وأحصلك يلا
نظر إليه طه بـ إستنكار وقال:تلبس وتيجي ورايا فين؟؟؟؟؟!!!!!!!!!
ليل بضيق:خلاص بقى يا عسكري متوجعش دماغ أُمي انا مش ناقصك
صاح طه بـ أستنكار مِنّ جديد وقال:لـيـل صـحصـح عـسـكـري ايـه انـا طـه أخـوك
نظر إليه ليل قليلًا ثم فرك عينيه وهو يقول:لا في حاجه غلط … الصوت مش راكب على الخِلقه دي
دلف طه وأغلق الباب خلفه وسحب ليل مِنّ يده وهو يتجه بهِ إلى المرحاض قائلًا:لا انتَ وقفتك في الكماين لحد الصبح لحست مُخك
فتح صنبور المياه وملئ يده وسكبها بـ وجه ليل الذي أغمض عينيه وهو يمسح المياه قائلًا:يا ابني بس انتَ عبيط انا عايز أنام
نظر إليه طه بذهول ثم جذبه إليه ووضع رأسه أسفل صنبور المياه وهو يقول:فوُق يا حبيبي فوُق يا بابا انا طه أخوك مش العسكري يا قلب أمك
ضربه ليل في معدته لـ يبتعد طه متألمًا ومعه ليل وهو يمسح المياه عن وجهه، أخذ المنشفة ومسح وجهه ورأسه ثم أغلق صنبور المياه
خرج طه وخلفه ليل الذي أغلق الباب خلفه وخرجا مجددًا، توقف طه ويديه تتوسط خصره وهو ينظر إلى ليل الذي ترك المنشفة على المقعد ونظر إليه قائلًا بـ أبتسامه واسعة:أزيك يا واطي
رفع طه حاجبه بـ أستنكار وقال:والله … لسه فاكر
ضحك ليل واقترب مِنّه معانقًا إياه قائلًا:بعيد عنك مدوقتش طعم النوم أتنين وسبعين ساعة
أبتعد طه بعدما عانقه وقال بـ أستنكار:أتنين وسبعين ساعة ليه ذومبي ولا مُدمن؟؟؟؟!!!!!!
نظر إليه ليل وقال محذرًا إياه:أوعى تدخل مجال الشرطة دا انا بحذرك
طه:لا يا عم الموضوع مش في دماغي أصلًا
أخذ ليل جهاز التحكم وقام بتشغيل التلفاز لـ يسمع طه يقول:بس انتَ قالع التيشيرت ليه هو انا جيت في وقت غير مناسب ولا ايه
ضحك ليل بخفة وزجره بـ خفة في كتفه قائلًا:لِم نفسك … روزي مش هنا أصلًا
طه بتفاجئ:بجد … راحت فين
جلس ليل على الأريكة وقال:راحت تشتري شويه حاجات لـ رائد
أقترب طه مِنّهُ ثم جلس بجانبه وقال:وسايبها لوحدها يا واطي
أجابه ليل وهو يرتشف المياه قائلًا:متقلقش رائد معاها
ضحك طه وقال:رائد أبو سنتين مش كدا
نظر إليه ليل بطرف عينه وقال:متتريقش على أبني ياض انتَ
قاطعهما رنين جرس المنزل الذي صدح في أركان المنزل، نهض ليل وذهب إليه تحت نظرات طه، فتح ليل الباب لـ يرى روزي أمامه وهي تحمّل الحقائب
دلفت روزي وهي تلهث قائلة:سلام عليكم
نهض طه وهو ينظر إليها قائلًا بـ أبتسامه:وعليكم السلام حمدلله على السلامة لسه كنت بسأل عليكي المسطول دا
أبتسمت روزي وقالت:فيك الخير يا طه
أخذ ليل الحقائب مِنّها قائلًا:طب كُنتي كلمتيني أجي أشيل معاكي بدل البهدلة دي كلها
زفرت روزي وقالت بتعب وهي تنظر إليه:رائد جنني معاه
أجابها وهو يُقْبّل صغيره قائلًا:ليه بس دا زي السُكر وهادي أهو
روزي:زهق والجو مش أحسن حاجه برا
طه:حقه بصراحة
وقف ليل خلفها وهو يقوم بـ فك الحامل الذي ترتديه لأجل رائد بدلًا مِنّ أن تحمّله على ذراعها، أخذ رائد مِنّها وهو يُقْبّله بـ حنان قائلًا:واحشني يا شقي
أقترب مِنّهُ طه وأخذه مِنّه قائلًا:هاته بقى انا جاي عشانه أصلًا مش عشانك
أخذه طه وبدأ يُقْبّله قائلًا:حبيب قلب طه يا اخواتي ايه الحلاوة دي ياض … بسم الله ما شاء الله يا ليل أحلوّ
أبتسم ليل وقال بغرور:أبني لازم يطلع حلو لـ أبوه طبعًا
نظر إليه طه وقال:يا اخويا أتنيل دا انتَ معفن حتى
جلس طه على الأريكة وهو يُلاعب رائد الذي تجاوب معه سريعًا وبدأ يضحك بطفولة، أبتسم ليل ثم تركهما واتجه إلى المطبخ ليرى روزي تقوم بسكب العصير في الكاسات
وقف بجانبها وقام بـ رفع نقابها وهو يقول بنبرة هادئة:ما ترفع يا جميل وتوريني الحلاوة دي
أبعدت روزي يده وأنزلت النقاب مِنّ جديد وهي تقول بنبرة خافتة محذرة:أرفع ايه يا ليل أخوك برا
أبتسم ليل وقال:أخويا ملهي بـ رائد برا ولو أحتاج حاجه هيناديني
روزي:ولو … وبعدين ما انا قدامك أربعة وعشرين ساعة مِنّ غيره حبكت الكام ساعة اللي أخوك هيقعدهم يعني
ألتفت ليل ينظر خلفه إلى الخارج حيث كان طه يجلس وهو يضحك ويُلاعب صغيره، أبتسم ثم عاد ينظر إلى روزي قائلًا:رائد هو اللي بيلاعب طه مش العكس
ضحكت روزي بخفة ومدّت يديها بـ الكوب وقالت:طلعله العصير دا يعني مكلفتش نفسك وضايفته
أخذ ليل الكوب مِنّها ونظر إليها قليلًا ثم قال:أخويا مبيتضايفش عادي
نظرت إليه بصدمة لـ تراه يخرج وهو يرتشف مِنّ الكوب قائلًا:طه هو انتَ لازم تتضايف أصل انا عطشت في الخطوتين اللي بيني وبينك
حركت روزي رأسها بقلة حيلة وهي تضرب بـ كفيها قائلة:مفيش فايدة فيك
_______________________
آهات عالية متألمة متتالية هي المسموعة، صدح رنين هاتفها لـ المرة السابعة على التوالي دوّن أن تُجيب، علّت نبرة بكاءها وهي تُمسك بـ بطنها
خانتها قدميها وسقطت أرضًا تُكمل وصلات تأوهاتها، نظر إليها صغيرها “عدنان” وهو بـ الطبع لا يفهم شيء، نظر عدنان إلى الخارج حيثُ فُتِحَ الباب ودلف حُذيفة
أغلق حُذيفة الباب ووضع الحقائب على الطاولة ودلف إلى الغرفة حيث كان عدنان يجلس على الأرض حول ألعابه، جلس حُذيفة على ركبتيه أمامه وحمّله مِنّ أسفل ذراعيه وطبع قُبلة عميقة على خده قائلًا:وحشتني أوي يا حبيبي
نظر إليه عدنان لـ يبتسم حُذيفة ويعود إلى تقْبّيله مجددًا، نظر خلفه عندما سَمِعَ صوت أيسل يأتي مِنّ المطبخ متأوهًا، أنزل صغيره ونهض عاقدًا ما بين حاجبيه وخرج متجهًا إلى المطبخ
وقف حُذيفة في مقدمة المطبخ ورأها تتألم بشكل أفزعه لأول مرة، أقترب مِنّها سريعًا وقام بمساندتها قائلًا بـ رُعب:أيسل مالك ايه اللي حصل
تأوهت أيسل أكثر وهي ترمي بـ كامل جسدها عليه لـ يقول هو مساندًا إياها:أهدي في ايه يا أيسل
تأوهت أيسل وقالت:بطني بتتقطع يا حُذيفة مش قادرة أتحمّل الوجع وحش أوي
سَمِعَ عدنان يبكي في الخارج لـ يزفر قائلًا:أعمل ايه انا دلوقتي
نظر إلى أيسل وقال بتوتر:ثوانِ ومش هتأخر عليكي هشوف أحمد يقدر يجيلي ولا لا هرجعلك تاني
تركها وركض إلى الخارج وخلفه بكاء صغيره وتألم أيسل، عبث في الهاتف قليلًا ثم وضع الهاتف على أذنه وانتظر ثوانِ حتى سَمِعَ أحمد يُجيبه على الطرف الآخر قائلًا:ايوه يا حُذيفة
أجابه حُذيفة بنبرة متوترة وهو يدور حول نفسه قائلًا:أحمد حاول تجيلي بسرعة دلوقتي
أحمد بقلق:في ايه يا حُذيفة صوتك مش طبيعي لِيه
أجابه حُذيفة وخلفه صوت كلًا مِنّ صغيره وزوجته هذا يبكي ويشتد بكاءه وتلك تتألم ويزداد آلامها قائلًا:أيسل تعبانة أوي ومعرفش مالها وعدنان مش مبطل عياط والمفروض إني أطلع بيها على المستشفى دلوقتي
أجابه أحمد على الجهة الأخرى وهو يأخذ مفاتيح سيارته ويستعد لـ الخروج قائلًا:أقفل انا عشر دقايق وأبقى عندك
أنهى حديثه معه وأغلق الهاتف لـ يذهب حُذيفة إلى الغرفة حاملًا صغيره على ذراعه مُربتًا على ظهره بـ حنان ثم عاد إلى أيسل التي صرخت فجأة متألمة
دلف حُذيفة وجحظت عينيه وهو يرى الدماء تتوسطها، تجمد مكانه وأُصيب جسده بـ شلل كُلي وهو ينظر إليها، وفي الحقيقة هو لا يعلم ماذا عليه أن يفعل لقد تفاجئ كثيرًا
لم يستفيق إلا على رنين جرس المنزل خرج سريعًا وقام بـ فتحه لـ يرى أحمد أمامه، تحدث حُذيفة بلهفة وهو يقول:كويس إنك جيت بسرعة ومتأخرتش
أحمد بتساؤل وقلق:في ايه يا ابني قلقتني؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مدّ يديه بـ عدنان إليه لـ يأخذه أحمد مِنّهُ مُربتًا على ظهره بحنان وهو يسمع حُذيفة يقول بخوف شديد:أيسل تعبانة أوي وبتنزف
جحظت عينين أحمد بصدمة وهو ينظر إليه لـ يقول:بتنزف أزاي
صمت قليلًا ثم قال بتساؤل وذهول:هي حامل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نفى حُذيفة سريعًا وهو يقول:لا مش حامل … أيسل مش حامل
تحدث أحمد بترقب وهو ينظر إليه قائلًا:مش حامل … حُذيفة انتَ متأكد
أقسم حُذيفة قائلًا:أقسم بالله ما حامل
صمت أحمد قليلًا ثم نظر إليه وقال بترقب:النزيف دا لو مكانش مِنّ حمل يبقى مِنّ حاجه تانية
زفر حُذيفة وقال بتوتر مبالغ بهِ:أحمد بعد إذنك مترعبنيش انا معرفش فيها ايه انا رجعت مِنّ برا لقيتها بـ المنظر دا
أحمد:طيب خلاص أهدى روح هاتها وانزل هستناك في العربية
تركه أحمد ونزل مجددًا وهو يُحاول تهدأة عدنان الذي كان يبكي بينما أغلق حُذيفة الباب خلفه وذهب بخطوات سريعة إلى الغرفة جاذبًا إسدال الصلاة خاصتها ثم خرج مجددًا
دلف إلى المطبخ وبدأ بـ إلباسها إياه قائلًا:أيسل … انتِ حامل
أجابته وهي تتألم قائلة:معرفش يا حُذيفة إلحقني الأول عشان خاطري انا حاسه إني مش قادرة خلاص
أنهى إلباسها إياه ثم نهض وحمّلها على ذراعيه وخرج سريعًا، كان أحمد ينتظره في الأسفل وهو يقوم بـ ملاعبة عدنان الذي كان يُريد أن يبكي، خرج حُذيفة مِنّ البِنْاية وهو يحمّل أيسل
فتح أحمد باب السيارة الخلفي لهُ بينما أقترب حُذيفة ووضع أيسل في الخلف ثم جلس بجانبها وأخذ صغيره لـ يُغلق أحمد الباب ويلتفت إلى الجهة الأخرى لـ يستقر في مقعد السائق ومِنّ ثم تحرك سريعًا في طريقه إلى المستشفى
_____________________
“تمام يا بيه انا نفذت كل اللي طلبته مِنّي … لا متقلقش محدش يعرف حاجه كله في السر … حاضر يا بيه مع السلامة”
أغلقت معه ثم نظرت حولها والخوف يستوطن قلبها ثم عادت إلى عملها سريعًا وكأن شيئًا لَم يكن، دلفت مودة إلى المطبخ وأخذت زجاجة مياه دوّن أن تنظر إلى الخادمة التي كانت تتحدث في الهاتف منذُ ثوانٍ
سَمِعَت مودة نداء شقيقتها الصغرى لـ تُجيبها قائلة:جايه يا بتول
أغلقت الزجاجة ووضعتها مكانها ثم خرجت تحت نظرات الخادمة التي كانت تُتابعها بنظرات تحمّل الكثير والكثير في طاياتها
أقتربت فيروز مِنّ فادي وهي تقول:فادي انا عمالة أدور عليك في ايه
ألتفت فادي ينظر إليها لـ يقول بنبرة هادئة:معلش يا حبيبتي مسمعتكيش
وقفت فيروز أمامه ونظرت إليه قائلة:مالك في ايه بقالك كام يوم متغير وعمال تاخد في أدوية انتَ تعبان وانا معرفش!
أجابها بهدوء وقال:عادي شويه برد وهيروحوا
فيروز:ولِيه معرفتنيش يا فادي … هو انا مش مراتك ولا ايه؟؟!!!
فادي:لا طبعًا … كل الحكاية إني شايفها مش مستاهلة بس
فيروز:بس هي مستاهلة بـ النسبالي … عرفني على الأقل مش هتخسر حاجه
زفر فادي بهدوء ونظر إليها قائلًا بـ أبتسامه خفيفة:أديكي عرفتي أهو
حركت فيروز رأسها بقلة حيلة ثم قالت:طب بقولك ايه مش ناوي تتعَشا برضوا
حرك رأسه برفق وقال:مليش نِفس يا فيروز
فيروز بضيق:يعني ايه ملكش نِفس دي هو كل يوم نَفس الموال خصوصًا على العَشا معرفش لِيه
نظر لها وقال بتهدئة:بس بس بس أهدي يا حبيبتي وخُدي نفسك في ايه مش كدا … خلاص هتعَشا
أبتسمت فيروز وقالت:أيوه كدا … ناس مبتجيش غير بـ العين الحمراء صحيح
أبتسم فادي ثم حاوط كتفيها بـ ذراعه وهو يقول:عين حمراء ايه بس أتنيلي انا بسايسك مِش أكتر
نظرت إليه وقالت بـ أستنكار:نعم؟؟؟!!!!!
أتسعت أبتسامه فادي ثم أخذها وذهب إلى الداخل وهو يتحدث معها
___________________
“خلي بالك مِنّ نفسك يا طه ومِنّ أختك”
أردف بها ليل وهو ينظر إلى طه الذي كان يرتدي حذائه قائلًا:متقلقش … روان في عينيا مِنّ غير ما توصيني عليها
أبتسم ليل وقال:وياريتك تبطل نكش في أمك شويه
أبتسم طه واعتدل في وقفته وهو ينظر إليه قائلًا:أمك حسستني إني رايح في مكان استغفر الله العظيم … انا بقولها رايح لـ ليل أخويا عشان وحشني عادي مفيهاش حاجه يعني فجأه ألاقيلك شباشب وجزم بتتحدف معرفش ليه وصريخ بقى
ضحك ليل وقال:معلش باسم لوحده مجننها ما بالك بـ العيال
ضحك طه وهو يأخذ هاتفه ومفتاح سيارته قائلًا:باسم دا اللي نجدني في آخر ثانية هو اللي أتصدر لـ وش المدفع
ضحك ليل وقال:والله باسم دا صعبان عليا
تحدثت روزي وهي تنظر لهما قائلة:هو أنتوا مش ملاحظين إنكوا بتتكلموا على أبوكوا برضوا
أجابها طه قائلًا:لا عادي مؤخرًا مبقاش فيه بابا دي بقينا بنناديه بـ أسمه
ليل:المهم خلي بالك مِنّ نفسك ولو قابلك كمين وأتعطلت معاك كلمني
طه بـ أبتسامه وغمزه:عيب عليك يا صاحبي أسلك في أي حاجه
أبتسم ليل وقال:ما انا عارف بس زيادة أمان مش أكتر … ولَما تروح طمني عليك
طه:عينيا متنساش بقى بكرا
ليل:هنيجي متقلقش
طبع طه قْبّلة على خد رائد قائلًا:سلام يا عسل مش هرحمك بكرا
أبتسم ليل وقال:يلا عشان كارما متشرشحلكش بقى
خرج طه وودعه ثم أغلق الباب خلفه، ألتفت ليل إلى روزي التي كانت نزعت نقابها وخِمارها، طبع قْبّلة على خد صغيره واتجه إلى الغرفة قائلًا:خلصي وأسبقينا
وقبل أن يتجه إلى الغرفة سَمِعَ هاتفه يعلنه عنّ أتصال توقف واتجه إلى الأريكة وأخذه لـ يرى المتصل أحمد، أجابه قائلًا:ايوه يا أحمد …. في ايه مستشفى ايه
ألتفتت روزي تنظر إليه بتعجب لـ يقول هو:مش سامع مِنّك حاجه يا أحمد في ايه … أيسل …. طيب انا جاي أبعتلي اللوكيشن على الواتساب وانا هاجي
أغلق معه ثم وضع رائد على الأريكة واتجه إلى غرفته، لحقت بهِ روزي وهي تقول:في ايه يا ليل أيسل مالها
أجابها ليل وهو يرتدي قميصه الأبيض قائلًا:معرفش كل اللي فهمته إن أيسل في المستشفى وأحمد مع حُذيفة
روزي:طب أستنى هاجي معاك
صدح رنين هاتفه مجددًا لـ تذهب روزي وتنظر إلى المتصل لـ تقول:ليل علي بيتصل
خرج ليل وأخذ الهاتف وأجاب على علي قائلًا:أيوه يا علي … أه أحمد لسه متصل بيا وقالي … هيبعتلي اللوكيشن … ماشي نتقابل هناك بقى … سلام
______________________
ربت أحمد على كتف حُذيفة برفق والذي كان يحمّل عدنان الذي لا يكُف عنّ الأنين والبكاء، تحدث أحمد قائلًا:متقلقش خير إن شاء الله
زفر حُذيفة وهو يقول:مرعوب بطريقة مش قادر أوصفها يا احمد … هتجنن
أحمد بمواساة:حاسس بيك … هتبقى زي الفُلّ متقلقش
أغمض حُذيفة عينيه وهو يُهدهد صغيره قائلًا:يارب
بعد مرور القليل مِنّ الوقت أقترب كلًا مِنّ ليل وعلي ومعهما لارين وروزي والصغيران، تحدث علي قائلًا:في ايه يا حُذيفة أيسل مالها
أجاب أحمد بدلًا مِنّهُ قائلًا:لسه منعرفش حاجه الدكتور لسه مخرجش
نظر ليل إلى الباب المغلق أمامه وقال بتساؤل:هي في العمليات ليه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نظر إليه أحمد نظرة ذات معنى لـ يتفهم ليل موقف حُذيفة، أقترب مِنّهُ بهدوء وربت على كتفه بمواساة قائلًا:متخافش خير إن شاء الله ربنا هيقومها بـ السلامة وتبقى زي الفُلّ … إدعيلها يا حُذيفة
نظر حُذيفة إليه بـ عينين تائهتان لـ يضمه ليل مُربتًا على ظهره برفق ثم مسدّ على رأس عدنان بـ اليد الأخرى برفق
لا يعلم كم مرّ مِنّ الوقت ولكن ها هو باب غرفة العمليات يُفتح ويخرج مِنّهُ الطبيب الذي أقترب مِنّهم ووقف معهم قائلًا بتساؤل:مين فيكوا جوزها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أعتدل حُذيفة في وقفته ونظر إليه قائلًا:انا
نظر إليه الطبيب وقال:أتفضل معايا
تركهم الطبيب وذهب لـ يلحق بهِ حُذيفة وهو يحمّل صغيره
نظر الطبيب القابع على مكتبه إلى حُذيفه الذي يجلس أمامه وقال:انا عارف إنك لحد دلوقتي مش عارف مراتك حصلها ايه فجأة وايه اللي عمل فيها كدا بس خليني أسألك كام سؤال … المدام كانت بتشتكي مِنّ أي حاجه الفترة اللي فات
حرك حُذيفة رأسه نافيًا وهو ينظر إليه قائلًا:لا … مكانتش بتشتكي مِنّ حاجه كانت زي الفُلّ
تحدث الطبيب مجددًا وهو يقول متسائلًا:مكانش بيظهر عليها أي حاجه مثلًا حاجه وجعاها أو حتى مِنّ غير ما تقول ملاحظتش عليها أي حاجه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حرك حُذيفة رأسه مجددًا وهو يقول نافيًا:خالص … كانت كويسه جدًا ولو كانت تعبانه هتقولي … هي مراتي فيها ايه يا دكتور
زفر الطبيب وعاد بجذعه العلوي إلى الخلف ونظر إلى حُذيفة وقال:يظهر إن حضرتك معندكش أي خلفية عنّ الموضوع … بُص يا أستاذ حُذيفة عشان أوضحلك اللي أصاب مراتك لازم تتقبل الأمر الواقع وتدور على اللي عمل فيها كدا
شعر حُذيفة بـ الخوف ولكنّ أكمل الطبيب حديثه وقال:المدام كانت حامل … واللي حصلها دا إجهاض … والسبب الدوا دا
صُدم حُذيفة وبقوة وكأنه تلقى ضربه عصا عنيفة على رأسه، نظر إلى زجاجة الدواء التي كانت بـ يد الطبيب لـ يسمعه يقول:الظاهر إن المدام متعرفش إنها كانت حامل والدوا دا كان بيتاخد بـ أنتظام ودا دوا إجهاض … يعني فعل فاعل
خرج حُذيفة مِنّ مكتب الطبيب وهو شارد الذهن، مَنّ يراه يقسم بـ أن شخصًا آخر يتحكم في نظام سيره، وقف أمامهم وهو ينظر إليهم بـ عينين ضائعتان لـ ينظروا هم إليه ويتقدم ليل مِنّهُ قائلًا بتساؤل:في ايه الدكتور قالك ايه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نظر إليه حُذيفة قليلًا ثم مدّ يديه بـ صغيره عدنان إليه وهو يقول بشرود:خلي عدنان معاك
أخذه ليل وربت على ظهره برفق وهو ينظر إلى حُذيفة الذي ولاه ظهره وذهب بهدوء، تحدث ليل بتساؤل وهو ينظر إليه قائلًا:يا ابني رايح فين ايه اللي حصل طيب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ذهب حُذيفة بينما كانوا هم يقفون وينظرون إليه بهدوء شديد وهم لا يفهمون شيء، ألتفت إليهم ليل وهو ينظر إليهم بهدوء وهو يشعر بـ أن هناك شيئًا ما حدث فـ هدوء حُذيفة مُريب وهو يعلمه تمام العِلم ويعلم ما يُفكر بهِ وهُنا تأكد بـ أن حُذيفة يُخطط إلى شيءٍ ما لَن ولَم يمُر مرور الكرام

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أحببتها ولكن 7)

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *