رواية أحببت مشوها الفصل الثالث عشر 13 بقلم أمنية أشرف
رواية أحببت مشوها الفصل الثالث عشر 13 بقلم أمنية أشرف
رواية أحببت مشوها الجزء الثالث عشر
رواية أحببت مشوها البارت الثالث عشر
رواية أحببت مشوها الحلقة الثالثة عشر
كانت تالين تقف مع أحد الموظفين في الشركة فلقد تعرفت على الجميع وأصبحت مقربة منهم فببشاتها وشخصيتها البسيطة المحببة أثرت قلوب الجميع
كانت تتحدث معة بجدية اما هو كان في عالم آخر يتطلع الي ملامحها الرائعه بإعجاب شديد… كانت تنظر الي الملف في يدها وتشرح شئ ما فسقطت غرتها تغطي نصف وجهها وعينيها فرفع يده بسرعة وابعدها برفق عن عينيها
فى نفس الوقت خرج فارس من مكتبه ورأها واقفه مع هذا البارد المسمى ب سعد فهو يشعر ان هذا الشاب ليس سليم النية تجاهها ولكنها تقول انها تحب الجميع وتعتبرهم أخوه لها… ظل ينظر إليهم بغضب شديد وعندما رأي سعد يرفع لها غرتها بعيد عن عينيها شعر بالدماء تغلي في رأسه وأسرع بإتجاههم وملامحه لا تنذر بالخير أبداً
اقترب فارس منهم ونظر لسعد بعينين مشتعلتين من الغضب وهتف بحده: في حاجه يا سعد
تلجلج سعد برهبة ورد بإبتسامة سمجة: لا يا فارس بيه مفيش حاجه …. انا بس كنت بتناقش مع بشمهندسة تالين في الأفكار المطروحه بخصوص المشروع الجديد اللي احنا شغالين عليه… وكنت عاوز اضيف فكرة جديدة
أومأ فارس برأسه بتفهم وهو يكتم غضبه فمازال مشهد رؤيته له وهو يرفع لها غرتها يجعل الدماء تغلي في رأسه ولكنه أردف بجدية: تمام… بس بعد كدا اي حاجه عاوز تتناقش فيها او تضيفها يبقا معايا… مكتبي مفتوح طول الوقت تقدر تتناقش معايا زي ما انت عاوز….. مفهوم
هز سعد رأسه بتوتر وهو يستشعر لهجة فارس غير الودودة معه وردد: مفهوم
ابتسم فارس برضا ثم نظر لتالين بحده وهتف: ورايا علي المكتب يا تالين
أومات تالين وسارت خلفه… دخل فارس المكتب وهو يضم قبضته بعنف ونيران مشتعلة تكاد تخرج من فمه وأنفه….تكلمت تالين بمرح ولا تدري شئ عما يعانيه: فارس انا… كنت
قاطعها فارس صارخاً بحده: انتي ازاي تسمحي للزفت اللي اسمه سعد انه يقرب منك بالشكل دا وكمان يلمس شعرك
شعرت تالين بالحرج فعضت على شفتيها وأردفت مبرره: انا ماخدتش بالي كنت مركزه في الملف اللي في ايدي… واول ما عمل كدا انا بعدت عنه
ضحك فارس بسخرية وحك جبينة بيده قائلاً: بعدتي عنه…. دا كل اللي ربنا قدرك عليه صح
هزت تالين كتفيها قائله بلامباله: ايوا اومال كنت اعمل ايه
تنفس فارس بعمق وهتف بإستنكار: تعملي اي… تزعقي له… وتشتميه كمان
ضحكت تالين بلا تصديق وقالت: لا مش للدرجة دي.. محصلش حاجه لكل دا
جز فارس علي اسنانه بحده وهو يتحرك بلا هدف ويردد: ايوا محصلش حاجه…. فعلا محصلش حاجه.. تمام… طالما انتي شايفة كدا خلاص براحتك
تأملته تالين وهي لا تفهم ماذا حدث له ولما هو غاضب بهذا الشكل فالموقف رغم انه ضايقها بالفعل ولكن بالتاكيد سعد لا يقصد شئ فربما فعلها بعفوية مطلقة دون ان يعي… فأردفت تالين بإبتسامة جميلة
: ايوا محصلش حاجه… انا مش عارفه انت مضايق كدا ليه
نظر لها فارس بلا تصديق وهتف بإنكار: انا مش مضايق ولا حاجه… انا اي اللي هيضايفني.. انتي حره.. انا مليش دعوة
شعرت تالين بالغيظ فهزت كتفيها برقة وهتفت: ايوا انا حرة
هز فارس رأسه وقال: تمام… اتفضلي بقا روحي شوفي شغلك
أومأت تالين وهي ترفع شعرها عن عينيها واتجهت الي مكتبها تجلس عليه وتبدأ في عملها متجاهلة تماما فارس الذي كان يتفتت غيظاً من شدة الغضب
……………………
بعد يومين
كان فادي يجلس بجانب فارس ويتحدثون مع مراد بمكالمة مرئية كان مراد تبدو على ملامحه الراحة والفرح ومن خلفة يظهر منظر رائع للبحر بلونة الازرق النقي فهتف فادي بغبطة: ايوا بقا يا عم على اللي قاعد في المالديف ومروق دماغه… وسيبنا هنا بنتشوي من الحر
قهقه مراد بقوة وخمس في وجهه قائلاً: يا عم كفايه قر بقا… حرام عليك
ابتسم فادي وقال وهو يشير الي عينيه : يا عم متقلقش عيني مش مدورة ولا حاجة
هز مراد رأسه وأردف بإبتسامة: طب الحمدلله طمنت قلبي… ثم وجه حديثه لفارس الصامت قائلا: اخبارك اي يا ابوالفوارس واحشني
رسم فارس على شفتية إبتسامة وقال: بخير يا مراد الحمدلله.. انت كمان واحشني… ناوي تجي امتى بقا
نظر مراد حولة بإنتعاش وهو يحرك الهاتف كي يريهم جمال المناظر الطبيعية وهتف: صراحة انا حبيت المكان هنا اوي ومش عاوز ارجع
نظر فادي للمنظر بإنبهار وهتف: بجد عندك حق… مفيش حد عاقل يسيب الجمال دا ويجي يشوف الاشكال اللي بنشوفها…. والله دا احنا لينا الجنة
ضحك فارس وشاركه مراد قائلا لفادي: بصي يا فادي متزعلش كدا….. إن شاء الله لما تتجوز… لازم تجيب عروستك وتجي هنا
مطت فادي شفتية ببؤس وهتف: اجي هنا اي يا عم هو انا لاقي أكل…. انا كبيري اوي أوديها رأس البر او جمصه… حاجه في الرينج دا
انفجروا جميعا في الضحك فهتف فارس من بين ضحكاته: عيل معفن صحيح… ثم أردف بلؤم: لو فضلت كدا انا اللي هقولها متوافقش
رد فادي سريعاً بلهفة: لا ابوس ايدك انا بهزر…. هوديها الغردقة او شرم … او اي مكان هي عاوزاه متقلقش
حرك مراد عينيه بينهما وقال: انا مش فاهمه… ما تفهموني في اي
ظهرت ابتسامة متسعة على شفتي فادي وهتف بسعادة : انا قررت اخطب
هلل مراد بسعادة قائلاً: بجد… واخيراً…. مين سعيدة الحظ بقا اللي وقعتك
هرش فادي في رأسه بحرج ونظر لفارس ثم وجه حديثه لمراد وقال: سما… سما اخت سيف
جعد مراد حاجبية و سأل بدهشة: سيف… سيف بتاعنا
أومأ فادي برأسه بسعادة فسأل مراد: طب شوفتها فين… وعرفتها ازاي
رد فادي شارحاً: شوفتها في فرحك… كانت موجوده مع سيف…. وبعد كدا روحتلها الجامعة مرتين او تلاتة
هز مراد رأسه بتفهم وسأل: طب ناوي تتقدم لها امتى
نظر له فادي وأدرف ببؤس: ما انا مستني حضرتك… عما شهر العسل بتاعك يخلص… عشان تيجي معايا انت وفارس
ضحك مراد وقال: عاملني حجتك يعني… طب تمام يا عم انا كلها اسبوع واجي انا وچومانا بإذن الله.. ومتقلقش يعم هنخطبهالك
رد فادي بتضرع داعياً: يارب… يارب… ثم عبر عن خوفه قائلاً: انا بصراحه خايف إن سيف ميوافقش
نظر له فارس بدهشة وقال: وميوافقش ليه إن شاء الله…. انت مفيش حد زيك يا فادي في جدعنتك و اخلاقك… وكمان انت مش قليل يعني… انت المدير التنفيذي للشركة… واخونا وصاحبنا من زمان
أكد مراد على كلام فارس وأردف: ايوا يا فادي انت احسن من كدا كمان…. اي اللي هيخليه مش هيوافق يعني
ربت فادي على كتف فارس ونظر لهما بإمتنان قائلاً: انا فاهم دا كويس وعارف نفسي… بس فرق السن ما بينا عشر سنين هي عندها 20 وانا عندي 30
فخايف يشوف اني كبير عليها ولا حاجه
رد فارس يجابهه: انا مش شايف ان في فرق السن فيه مشكله أبداً… المهم الشخص نفسه وانه يكون جدير بيها وبيحبها… انا عن نفسي لو عندي اخت غير فريدة كنت جوزتهالك
ابتسم فادي فأردف مراد: انا بردو مش شايف ان فرق السن مشكله ولا حاجه انا اكبر من چومانا ب 6 سنين
فعادي يعني مش حوار
اطمئن فادي من كلامهم فهز رأسه وقال: طب تمام
.. طالما انتوا شايفين كدا يبقا ع البركة
ابتسموا بتأكيد فربت فارس علي كتفة بموأزره وتمتم : متقلقش هيوافق غصب عنه
ضحك فادي بقوة وشاركه مراد يؤيد كلام فارس ثم شرعوا يتحدثون في كل شئ وأي شئ حتى انهي مراد المكالمة على وعد باللقاء قريبًا
………………………..
كانت فريدة تجلس في حديقة الفيلا شادرة كعادة اكتسبتها مؤخراً فالجميع مشغول بحالة وهي تشعر بالوحدة شعور لم يكن يلازمها أبداً حينما كان سيف في حياتها فكانت ممتلئة به وسعيدة دائما بوجوده الى جانبها ولكن سيف لم يعد موجود بحياتها وأيضا صديقتيها كلاً منهما في طريقها.. فچومانا مع زوجها يقضون شهر العسل في احدى الجزر وتالين قد بدأت بالعمل مع فارس وهو ما ادهشها بشدة فتالين لم تكن تحب العمل أبداً وايضا تعلقها الغريب بفارس الذي لاحظته فهى تشعر ان تالين تكن لفارس مشاعر خاصة… مشاعر قد تضر تالين حينما لم تجد لها صدى في قلب فارس… ففارس قد عكف عن الزواج منذ فترة طويلة جدااا… ولا تظن انه قد يخوض التجربة مرة آخرى… وحتى لو حدثت المعجزه وأحبها فارس فمحمود والد تالين لن يوافق على فارس بسبب تشوهه وعلاقته غير الجيدة بوالده… خرجت فريدة من شرودها على صوت الخادمة تقول: فريدة هانم… الحرس اللي ع البوابة بيقولوا ان في واحد اسمه أيهم عاوز يقابل حضرتك
تفاجأت فريدة وردت: أيهم
أومأت الخادمة برأسها فأردفت فريدة: تمام خليهم يدخلوه
أطاعتها الخادمة وذهبت كى تنفذ ما قالت… فتمتمت فريدة بتساؤل: أيهم غريبة…. يا ترى جاي ليه
بعد قليل جاءت الخادمة ومن خلفها أيهم فقامت فريدة وصافحته قائله: اهلا يا أيهم
ابتسم أيهم وصافحها قائلاً: اهلا بيكي يا فريدة اخبارك اي
ردت بإبتسامة مجاملة: انا بخير الحمدلله….. ثم أشارت الي المقعد وقالت: اتفضل اقعد
جلس أيهم فتمتمت فريدة: تشرب اي
رد أيهم ببساطة: ممكن قهوة مظبوط
ابتسمت فريدة وطلبت من الخادمة قائله: اتنين قهوة مظبوط لو سمحتي يا سهير
أومأت سهير وغادرت لكي تنفذ ما طلبته منها
جلست فريدة علي المقعد المقابل لأيهم وغمغت: مقولتليش ليه إنك جاي
تمتم أيهم بإبتسامة لبقة : حبيت اعملهالك مفاجأة… واتمنى تكون مفاجأة لطيفة يعني
ضحكت فريدة برقة وردت: اكيد طبعا لطيفة… انت تنور في اي وقت
اتسعت ابتسامة أيهم ورد: ميرسي يا فريدة…. دا بس من ذوقك
ردت له الابتسامة وجلست فريدة صامته تتطلع حولها بتردد ثم سألت أيهم قائله: اخبار شغلك اي
رد أيهم بجدية لبقة: كله تمام… الحمدلله
أومأت فريدة ثم شردت لثواني حتى تكلم أيهم قائلاً: فريدة انا كنت عاوز اتكلم معاكي في موضوع مهم
انتبهت له فريدة وهتفت بجدية: اتفضل يا ايهم انا سمعاك
تنحنح أيهم وهتف: انتي عارفه طبعا يا فريدة إني معجب بيكي من أيام الجامعة…. وحاولت كتير اوضحلك بس انتي كنتي بتصديني ومش بتديني فرصه… مع إني كنت عارف انك ملاحظة اهتمامي بيكي
قاطعته فريدة بخجل قائله: أيهم انا
أشار لها بيده كى تصمت وقال: ارجوكي يا فريدة اسمعيني للآخر
أومأت له فريدة فاكمل أيهم: انا فهمت وقتها إن في حد في حياتك… وبعدت وقررت أبدأ حياتي وشغلي.. وفكرت كتير اني ارتبط بس كنت متردد اوي من ناحية الموضوع دا… لحد ما شوفتك تاني في فرح مراد السعدني…. وعرفت انك لسه مارتبطيش ومفيش حد في حياتك… فدا خلاني أتجرأ.. و… و.. بصراحة يا فريدة انا عاوز ارتبط بيكي
احمرت فريدة بشدة وتلجلجت قائله: أيهم انا… انا اسفه… وممتنة جدا لمشاعرك دي…. بس انا معنديش استعداد اني ادخل في علاقة نهائي في الوقت الحالي
ظهر الحزن على وجه أيهم لكنه اردف بإلحاح: ارجوكي يا فريدة…. اديني فرصه… انتي مفيش حد في حياتك… ومش هتفضلي كدا طول العمر يعني… فأدينا فرصه نقرب من بعض… لعل وعسى مشاعرك تتغير من ناحيتي ونكمل مع بعض… لو يا ستي محصلش دا انا مش هضغط عليكي أبداً وهبعد تماما عنك
صمتت فريدة تفكر فهو محق فيما يقول ف سيف لن يعود إليها مرة آخرى وهى قد اكتفت وجع منه فيكفي بكاءها الطويل بسببه كل هذه المدة لابد ان تنظر لحياتها وتبدأ من جديد فأيهم فرصة جيدة وتعرفه منذ ان كانت في الجامعه فهو شاب خلوق ومجتهد وتتمناه الكثير من الفتيات… فحسمت رأيها قائلة بجدية قاطعة: تمام يا أيهم…. انا موافقة اديك فرصة
………………………
دخلت السكرتيرة الي مكتب مليكة وهي تحمل بين يدها باقة ورد رائعة الجمال فرفعت مليكة رأسها تنظر الي سكرتيرتها هناء ثم خطفت عينيها باقة الورد الرائعة… نظرت هناء الي باقة الورد بإبتسامة واسعة وتمتمت بخبث: بوكية الورد دا ليكي يا استاذة مليكة
اتسعت عين مليكة ونقلت عينيها بين هناء والباقة بدهشة قائله: ليا انا
أومأت هناء ثم اقتربت وناولتها الباقة… فأخدتها مليكة بإبتسامة جميلة وقلب تزداد دقاته بشدة.. ضمت الورد الي صدرها ثم لمحت الكارت الموجود بداخله فلتقطته بإبتسامة ثم فتحت الكارت كي تقرأه ولكن لفت نظرها وجود هناء التي تقف بجانبها وتراقبها بإبتسامة بلهاء… زجرتها مليكة قائله: في حاجه يا هناء
تلجلجت هناء وقالت بتلعثم: لا… لا مفيش حاجه
هزت مليكة رأسها وهتفت: طب تمام… اتفضلى بقا روحي شوفي شغلك
دبدبت هناء بغيظ ثم أطاعتها وخرجت وهي تبرطم: يا ترى الورد الحلو دا من مين…… الله اوعدنا يارب
عند مليكة فتحت الكارت وتباينت المشاعر على وجهها وهي تقرأ الكلمات المكتوبة بعناية شديدة:
كلما رأيت الورد تذكرتك فكم تشبهين الورد في رقته وجماله… لم أري لكِ شبيها في الدنيا فشبهتك بالورد… ف يا شبيهة الورد هل تقبلين دعوتي على العشاء اليوم التاسعة مساء في مطعم…… سأنتظرك وأود ان تأتي بشدة
وتذكري أنني دائماً في انتظارك ولو انتظرت الى آخر العمر
آسر
اغلقت مليكة الكارت وملامحها يظهر عليها التأثر الشديدة… وقد لاقت فعتله هذه صدى في قلبها…. طريقته وحديثه يقلبون كيانها رغم انها تعلم انه ماكر وله باعاً في الحب والغرام… وقادر على اغراقها فيه ومع ذلك فهي تود الغرق وبشدة ورغم ان هذا لن يكون عاقبته هينة على حياتها وقلبها
…………………….
في المساء
دخلت تالين الي الفيلا بعد يوم عمل طويل وهي تشعر بالتعب والإنهاك فرأت والدها جالس علي أحدي المقاعد يتابع على جهازه اللوحي اخبار الشركات وسوق العمل اقتربت منه بإبتسامة متسعة وجلست علي حافة المقعد وقبلت رأسه قائله بدلال: بابي حبيبي وحشتني
نظر لها محمود بطرف عينه بزعل مصطنع وأردف: وحشتك اه…. ايوا يا بت اضحكي عليا… وانا ما ساعة ما بدأتي تشتغلي وانا مش بشوفك نهائي
ضحكت تالين برقة وضمت يده الى صدرها وهتفت بمناغشة: انت حبيب تالين وقلبها… بس انت عارف اني لسه بدأه الشغل جديد… ولازم اثبت لهم قد ايه انا موظفة شاطرة وملتزمة
تأفف محمود بنزق وقال: ولزمتها اي البهدلة وتثبتي نفسك ومش عارف اي…. وشركة ابوكي موجوده… او افتحلك مكتب خاص بيكي .. وبلاها وجع دماغك وانك تشتغلي تحت إمرة حد
ردت تالين بمحايلة وهي تجعد وجهها كقطة ناعمة: يا بابي صدقني انا مش متبهدلة ولا اي حاجه…. بل بالعكس انا مبسوطة جداً… وبشتغل مع ناس شاطرين ومحترمين وبيعاملوني كويس…. ومش بيبخلوا عليا بأي معلومة…. وكمان انا بقيت شطورة ومدقدقه في الشغلانة
اتسعت عين محمود بدهشة وهو يكتم ضحكة تريد البزوغ على شفتيه وهو يستمع الى اسلوبها الجديد عليه ولكن تالين رأتها فضمته بقوة وهي تناغشة قائله: اضحك يا محمود اضحك… انا خلاص شوفتها متكتمهاش
قهقه محمود بقوة وهو يضمها الي صدرة بقوة فقلبة يذوب ويدوي من الفرحة عندما تكون بخير وسعيدة
فلا يهم شئ سوى سعادتها….نكش لها شعرها وأردف: بكاشة وطول عمرك بتضحكي عليا…. وبتخليني انسى اي حاجه بتعمليها
كتفت تالين يدها وهتفت: يا حودة مش انا اللي بكاشة… انت اللي قلبك ضعيف وبيحبني
هز محمود رأسه بيأس منها وقال بمحبة: صح فعلا… انتي نور عيوني يا تالين
لمعت الدموع بعين تالين وقبلت رأسه قائله: وانت قلب تالين من جوا…. انا بحبك اوي يا بابي
ذاب قلب محمود لها وضمها إليه بعناية فليس في حياته اهم منها فهى ابنته الوحيدة التى فنى عمره من أجلها… ولا يريد سوى راحتها وفرحتها… وسيفعل المستحيل كى تكون بخير دائما وسعيدة
……………………
في تمام التاسعة مساءاً
طرقت بكعب حذائها عالي الكعبين على الأرض المصقولة وهي تدخل إلي هذا المطعم الراقي
تطلعت حولها بدهشة فالمطعم خالي تماماً من الزبائن
ولكن اتسعت ابتسامتها حينما رأت آسر يقف في منتصف المطعم بجانب احدي الطاولات يرتدي بدلة سوداء رائعة وكأنها صمتت خصيصا له وتظهر وسامته الشديدة…. فتهادت في مشيتها تقترب منه كانت ترتدي فستان أسود بحملاتين رافعتين ويصل الي بعد ركبتيها بقليل….ووجهها الجميل وضعت عليه بعض مساحيق التجميل التي برزت ملامحها ثم تركت شعرها البني منسدل على ظهرها برقة وتمسك بيدها شنطة صغيرة فضية اللون
وقفت أمامه تماما فكان ينظر إليها مبهورا بجمالها ورقتها واعتدادها بنفسها التقت العيون وباحت بالكثير حتى اشاحت بوجهها بخجل فأبتسم آسر ثم رفع يدها يقبلها قبلة رقيقة كنقر الفراشات
ابتسمت مليكة بخجل وضمت يدها الى جانبها والمشاعر تطوف بداخلها بلا هُدى
لف آسر من خلفها وسحب لها المقعد كي تجلس عليه
وانتظر حتى جلست ثم استدار وجلس على المقعد المقابل لها
قَلبت مليكة عينيها في المكان كي تهرب من عينية المحاصرة لها….. تنحنح آسر وهمس بخفوت كي لا يخدش السكون من حوله: متعرفيش انا فرحان قد اي إنك لَبيتي دعوتي
ظهرت ابتسامة جميلة على وجه مليكة وهمست بالمقابل: دعوة بالرقة دي اكيد كان لازم ألبيها
اقترب منهم النادل يضع الطعام الموصي عليه من قبل آسر ثم وضعه بهدوء وغادر
فتهف آسر بإبتسامة: اتمنى الأكل يعجبك
نظرت مليكة إلي الاطباق امامهم ولمعت عيونها ثم تمتمت وهي تغرز الشوكة في الطعام: شكلة تحفة… اكيد طعمه هيبقا حلو
وضعت الشوكة بفمها تمضغ برقة ثم هللت قائلة: تحفة…. عجبني اوي
أومأ آسر بسعادة ثم شرع بتناول طعامه هو الآخر
مر الطعام بصمت يتخلله بعض الجمل القليلة حتى قال آسر: احكيلي عن نفسك يا مليكة…. عاوز اعرف كل حاجه عنك
رشفت مليكة بضع رشفات من الكوب أمامها ثم غمغمت بإبتسامة: احكي اي… مش عارفه… مفيش حاجه مهمة يعني…… انا مامي وبابي اتوفوا من وانا صغيرة جدا….. ومراد هو اللي رباني واهتم بيا قام بكل الأدوار في حياتي كان أب وأم وأخ وصديق وكل حاجه… لما كبرت قررت اسافر اكمل دراستي في أمريكا… سافرت لوحدي لأن مراد كان وقتها بيشتغل مع عمى وكمان كان متعلق بچومانا ومكنش عاوز يبعد عنها… فسابني اسافر بس كان بيجيلي دايما لدرجه اني ساعات مكنتش بحس انه اصلا بعيد عني… وكمان اتعرفت على اصحاب عرب كتير فمكنتش حاسه بالغربة…. خلصت دراسة واشتغلت في فرع الشركه بتاعنا اللي افتتحه مراد من حوالي ٣ سنين…… ومكنتش مقرره إني ارجع مصر بس مراد كان بيلح عليا طول الوقت…..فقررت اني انزل اجازة عشان الفرح… بس قبلها مراد عمل حادثه فاضطريت اني اسيب كل حاجه واجي عشان اكون جنب اخويا واطمن عليه… وبس كدا…. هي دي كل حكايتي
كان يستمع إليها بشغف شديد يراقب حركة يديها و شفتيها وطريقة نطقها للكلام وكأنه يريد ان يتشرب كل تفاصيلها بداخله…. شئ لم يحدث له من قبل… فهذه الفتاه الرائعه أمامه تملك شئ لا يعرف كنه ولكنه يريده بشدة.
عندما انتهت من الكلام سألها بتردد: طب قررتي تستقري هنا… ولا ناوية ترجعي تاني
هزت مليكة رأسها بلا معني ثم أردفت: صراحة لسه مش عارفه….مقررتش… بس ع الأغلب هرجع تاني لأني اتعودت على حياتي هناك وبرتاح هناك اكتر
شعر آسر بالحزن وهو يرى انها غير مبالية بوجودها هنا… فهو يريدها أمامه بإستمرار ولا يريدها ان ترحل ابدا فليدعوا الله ان تقرر البقاء هنا كى يستمر برؤيته لها والشعور بوجودها حوله
استمرت السهرة بالحديث المتبادل بينهما فالحديث بينهم لا ينتهى حتى وهم صامتين تتحدث العيون والقلوب…. فالإنجذاب والتفاهم واضح بينهما يكاد يراه الاعمى… ولكن هل سيكون هذا الإنجذاب بداية للحياة والسعادة ام سيكون بمثابة كارثة وحلت عليهما
ولم يكن للسهرة ان تكتمل دون ان يدعوها لرقصة هادئة على انغام الموسيقى الناعمة رقصة تشبة الحلم الذي من شدة جمالة تريده ألا ينتهي
……………….
بعد مرور اسبوع
كان سيف يجلس مع أمه واخته يشاهدون فيلم على التلفاز ويعلقون على أحداثة بمرح…. رن الجرس فقام سيف وتحرك بإتجاه الباب كي يفتحه….. فتح الباب
وتفاجئ بوجود فادي أمامه يحمل بين يده باقة من الورود وعلبة شوكولاه غالية الثمن ويقف على جانبية كلاً من مراد وفارس وترتسم على وجوههم نفس الإبتسامة الواسعة التى راها سيف سمجة وهو يستشعر سبب زيارتهم غير المتوقعة هذه.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة جميع حلقات الرواية اضغط على : (رواية أحببت مشوها)