رواية أحببت مشوها الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم أمنية أشرف
رواية أحببت مشوها الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم أمنية أشرف
رواية أحببت مشوها الجزء الحادي والعشرون
رواية أحببت مشوها البارت الحادي والعشرون
رواية أحببت مشوها الحلقة الحادية والعشرون
دخل الي الفيلا بأكتاف متهدلة وروح مثقلة بالهموم يشعر بثقل يجسم على صدره فيجعله غير قادر على التنفس يشعر بنفسه كعصفور كان يحلق في السماء
بسعادة وحرية ثم اقتنصته رصاصة غادرة فأسقطته أرضا وتركته يلفظ أنفاسه الأخيرة بعناء
اتجه الي الدرج كي يصعد الي غرفته فجاءه صوت عمران من خلفه يقول: عرفت إن كلامي صح مش كدا
أغمض آسر عينيه بتعب وظل واقفا مكانه دون ان يكلف نفسه عناء الرد عليه
لاحظ عمران صمته فأردف بلامباله: عموما مش اول واحدة تعرفها يومين وتنساها زي غيرها
استدار إليه آسر وضحك بإستهزاء قائلا : عندك حق فعلا…..هزعل نفسي على ايه
أومأ عمران بتأكيد وقال: ايوا بالظبط الدنيا مليانه…. والحلوين كتير
ثم غمز بعينيه وقال بضحكة ملتوية: ومش انا اللي هقولك يعني
ضحك آسر بقوة ضحكة تشبه النحيب وقال بكره: تربيتك يا عمران بيه كل حاجه اتعلمتها منك
ابتسم عمران وهو غير مدرك كعادته ما يمر به ابنه ولا الي ملامحه الشاحبة وقلبه الموجوع بشدة وكأنه قد تم خلعه من جسده بقوة كان ينزف من الداخل دون ان يدري عن وجعه شئ
كان فارس ينزل من اعلى الدرج حتى اقترب منهما ثم نظر الي ملامح اخيه وسأل بخوف: مالك في ايه…..انت تعبان
رسم آسر على شفتيه شئ يشبه الإبتسامة ثم هز رأسه نافيًا فوجه فارس سؤاله الي عمران قائلا: في ايه
رفع عمران احدي حاجبيه بدهشة مصطعنه ثم نظر له بإستهزاء وقال: ايه دا….انت متعرفش
عبست ملامح فارس وحول نظراته بينهما وقال: معرفش ايه…. انا مش فاهم حاجه
اغمض آسر عينيه وهو يضغط بإصباعية السبابة والإبهام على جسر أنفه كي يقلل من الصداع الذي يفتك برأسه فنظر له عمران بلامباله ثم نظر لفارس وقال ببطئ وبرود : مليكة السعدني…. اخت مراد السعدني… تبقى بنت سوزانا مختار
جحظت عين فارس بقوة وهتف: ايه… ازاي
جلس آسر على احد المقاعد بتعب فأستلم عمران دفة الحوار وحكى سريعا لفارس ملخص ما حدث
نظر فارس الي اخية وسأل بخوف: وانت عملت اي
صمت آسر فرد عمران ببديهية: اكيد قطع علاقته بيها
هتف فارس بحدة: اوعى تكون عملت كدا
رفع آسر وجهه وسأل بدهشة: اومال كنت عاوزني اعمل اي
نظر له فارس وسبه قائلا بغضب: غبي
جز آسر على اسنانه وقال من بينهم: قول اللي انت عاوزه وبلاش تطول لسانك
نفخ فارس بغيظ وقال: يا بني آدم افهم…. مليكة ذنبها اي حتى لو كانت بنت الزفته دي
اتسعت عين أسر وهدر: ذنبها اي… ذنبها انها بنتها…. بنت الست اللي قهرت امي واتسببت في مرضها
ضحك فارس بإستهزاء ونظر لعمران بحقد وقال: الست اللي قهرت امك…. امك اتقهرت بسبب ابوك… لو هو ذنب اي حد… فهيبقى الذنب كله ذنب عمران بيه
نظر له عمران بحده وصرخ: انت هتفضل لحد امتى… تشيلني ذنب كل حاجه بتحصل في الكون…. هو انا كنت اجرمت لما اتجوزت على سنة الله ورسوله
… لا انا اول واحد ولا آخر واحد اتجوز على مراته
هز فارس رأسه ورد بسخرية: صحيح هو من امتى وانت بتعترف بغلطك اصلا….انت مبتغلطش أبداً… وطبعا مغلطتش لما رميت الست اللي حبتك وأمنتك على نفسها وسابت بلدها واهلها عشانك وروحت اتجوزت عليها واحدة زبالة سمعتها معروفه في البلد كلها… مغلطتش لما سبتنا وحملتني مسؤلية أسرة كامله وانا عندي 12 سنة عشان تعيش حياتك زي ما انت عاوز.. دا انت فضلت سنة كامله متعرفش عننا حاجه….كنت بلف بأمي عند الدكاترة وانت كل يوم في بلد شكل مع الهانم اللي في الآخر لما زهقت منك شافت لها واحد تاني ما انت كنت هتستنى اي من واحدة زبالة… بعت مراتك وولادك عشانها وفي الآخر هي اللي باعتك بعد ما سحبت منك الفلوس اللي هي عاوزاها
نكس عمران رأسه بحرج فأدرف فارس يخرج ما فى جبعته كي يتخلص من الحمل الذي كان يطبق على صدره منذ سنوات: رمتنا وبعتنا وكنت بتبعت لنا الفلوس مع السواق زي الشحاتين….وفي الآخر رجعت ولا كأنك عملت حاجة وعاوزنا ناخدك بالأحضان… بس ازاي وامي كانت بتموت… ازاي وانا واخويا كنا متحملين مسؤلية طفلة صغيرة … ازاي يا عمران بيه…ازاي وانت السبب في مرض امي وموتها….من يوم موت امي وانا اخدت عهد على نفسى اني عمري ما هسامحك… عمري ما هكون ابن ليك… زي ما انت عمرك ما كنت اب ليا انا واخواتي…حاربت واتعلمت وذاكرت وعملت كل حاجه عشان اشتغل واقف ع رجلي عشان ميجيش يوم واتحوج ليك…. بس انت تسكت لاء… تحاربني بكل قوتك تدمرني وتدمر حياتي… تستغل حادثة حصلت معايا عشان تذلني… تبوظ علاقتي مع اخويا عشان ابقا وحيد ومليش حد…عملت كل حاجه عشان تقهرني وقهرتني… قهرتني يا عمران بيه…. وكل دا ليه…. عشان قولتلك احنا مش محتاجينك ونقدر نعيش حياتنا كويس اوي من غيرك… اعتبرتني عدوك ووقفت مع اعدائي ضدي….اوعى تكون مش عارف اني عارف كويس انك اتفقت مع معاذ عليا وانت عارف و متأكد انه هو اللي ولع في مكتبي وانك انت اللي بعت البلطجية اللي ضربوا عليا نار عشان تخوفني…. بتعملي كارت إرهاب عشان ارجع تاني في الضل ومحدش يعرف عني حاجه…. كل دا عشان تحس بلإنتصار وانك انت اللي مسيطر على حاجه… حتى احنا… بس انت مخدتش بالك إن احنا ولادك مش اعدائك…. انت المفروض تكون في صفنا مش ضدنا…. توقف في ضهرنا وتعمل اللي احنا عاوزينه… تعمل اللي يسعدنا ويفرحنا مش تتسبب في حزننا وتعاستنا….انا ودمرت حياتي… أسر وغيرته غسلت دماغه وعملته صوره ليك صوره انت اللي بتحركها زي ما انت عاوز… ويوم ما اختار حاجه بإرادته ضيعتها من ايده… حتى فريدة رغم انك عارف ان هي وسيف بيحبوا بعض بردو رفضته بدل المرة ألف لحد ما فرقت بينهم… انت مفيش حاجه واحده بس عملتها علشانا كل حاجه عملتها عشان نفسك وبس… انت أب بالإسم بس… بس متعرفش اي حاجه عن صفات الأبوه
انهى فارس خطابه الطويل وهو يلتقط انفاسه بقوة بعدما ازاح الثقل الذي كان يكتم على انفاسه ويؤرق حياته اما عمران فجلس بتعب وهو يشعر إن حياته كانت سراب ولم يجني شئ فقد خسر اولاده وترك في صدورهم جروحا لا تبرأ…حاول طوال السنين ان يكسب فارس لصفه ولكنه كان يوغر الجرح بينهم أكثر فأكثر
سالت الدموع على وجه أسر والكل يتشارك نفس الألم والحزن والحياة التي لا معنى لها
طرق شديد على باب الفيلا جعلهم ينظرون الي بعضهم بدهشة شديدة والخادمة تهرول كي تفتح الباب فدخل محمود السيوفي كعاصفه هوجاء ثم انقض على فارس وامسكه من تلابيبه وهو يصيح بعنف: بنتي فين يا فارس… بنتي فين
شحبت ملامح فارس وهتف بصدمة: يعني اي بنتك فين
ابعد عمران يد محمود عن عنق فارس وقال بحده: في اي يا محمود… انت داخل تتهجم علينا كدا ازاي… ما تفهمنا في اي
ترك محمود عنق فارس بحده وهتف: بنتي مرجعتش لحد دلوقتي… وتليفونها مقفول ومش عارف اوصلها بأي طريقة
بلع فارس ريقة بصعوبة وقال بخوف : انا مكلمها من حوالي ساعتين وقالتلي انها في الطريق وحالا توصل
اقرن كلامه بأن اخرج هاتفه وطلب رقمها فجاءه صوت الرساله المسجله ان الهاتف مغلق
دارت الدنيا بمحمود فلحقه فارس واسنده الي أحد المقاعد وقال بهدوء يبث الطمأنينة في نفسه كي لا يفزعه اكثر: متقلقش هي ممكن تليفونها فصل شحن او اي حاجه… ودلوقتي نوصلها… اكيد مفيش حاجه
هز محمود رأسه وقال بصوت هارب منه: بنتي يا فارس… انا قلبي مش مطمن…. عمرها ما اتأخرت ولا قفلت تليفونها… انا حاسس إن في حاجه حصلت معاها
أكل القلق قلب فارس وعقله يخبره انها ربما اصابها مكروه ولكنه أجاب والدها قائلا: متقلقش مفيش حاجه إن شاء الله… وانا هقلب البلد عليها لحد ما اعرف هي فين.
……………………..
كانت تجلس على الفراش وهي تدفن رأسها بين ركبتيها وتبكي بحرقة شديدة دخل مراد وفزع حينما رأها بهذا الشكل وهتف بخوف : مليكة في اي… بتعيطي كدا ليه
رفعت مليكة وجهها بصعوبه وهي تنظر إليه بعيون غائمة فهرع مراد إليها وضمها الي صدره بقوة فأنتحبت مليكة وهي تنشج بعنف وتمتمت من بين بكاءها بصعوبة: ااانا…. عاوزه اسافر… مش عاوز اقعد هنا… ارجوك يا مراد سيبني اسافر…. ارجوك لو بتحبني… عشان خاطري مبقتش قادره استحمل اكتر من كدا
انشطر قلب مراد من اجل أخته وهو يشعر ان بكاءها كسكاكين حادة تمزق قلبه فشدد من ضمها وقال: خلاص يا حبيبتي… اعملي اللي انتي عاوزاه بس متعيطيش يا مليكة… دموعك بتوجع قلبي… يا قلب اخوكي…. هعملك كل اللي عاوزاه بس متعيطيش
نشجت مليكة وهي تسكب دموعها على صدره اخيها الذي كان لها دائما نعم الأب والأخ والذي حاول حمايتها وإسعادها بشتى الطرق ولكن ظل ماضي امها يلاحقها اينما ذهبت
ظل مراد يهدهدها ويربت على كتفها بحنو حتى هدأ نشيجها وتعبت من البكاء ونامت عدل مراد رأسها ودثرها جيدا بالغطاء ثم جلس بجانبها يفكر ما الذي حدث لها وجعلها تنهار الي هذه الدرجة فهو لا يفرط فيها ابدا ولا يسمح ان يمسها سوء فهي ابنته التى رباها والتي فعل كل شئ حتى لا تحزن وتنزل دمعه واحدة من عينيها حاول حمايتها ولكن ظل الماضي يلاحقهم اينما ذهبوا
ظل بجانبها يمسح على شعرها ويربت على ظهرها حينما يشعر بها تنشج وهي نائمه حتى تعب و سقط في سبات عميق وهو يجلس بجانبها
……………………..
بعد عدة ساعات
بدأت تالين تفيق ببطئ وهي تفتح عينيها بصعوبة ألمها رأسها فحاولت رفع يدها كي تدلك رأسها ولكن لم تستطيع فتنبه عقلها لما يحدث معها فانتفضت بعنف وهي تنظر الي الظلام حولها بخوف فكانت تجلس على كرسي ويديها ورجليها مكبلة بالحبال
تحركت علي الكرسي بقوة وهي تحك يدها ببعضها كي تتخلص من قيد يدها ولكن لم تستطيع فعل شئ فهمت ان تصرخ بقوة ولكن جاءها صوته يقول بسخرية: أخيررا فوقتي دا انا قولت مش هتصحي أبداً
نظرت له تالين بحده وصرخت بعنف: يا حقير يا زبالة… انت ازاي تعمل فيا كدا
قهقه معاذ وقال ببرود وهو يغمز بأحدى بعينيه: شرسة اوي… وانا بحب النوع دا جدا
هاجت تالين وسبته بقوة قائلة: انت ازبل واحد انا شوفته في حياتي…. انت حيوان وحقير…. دا انا بنت عمك ازاي تخلي ناس يخطفوني ويقيدوني كدا
نظر لها معاذ بإستهانة وقال: عمي… عمي مين دا اللي عايش طول عمره في العز…. واحنا مش لاقين ناكل… انتي بنت عمي بالإسم بس…. اما مفيش حاجه تربطنا ببعض…. وعموما مش عاوزين نتكلم في حاجات ملهاش لازمه… انا دلوقتي عاوز انتقم من حبيب القلب واجيبه لحد عندي واخلص عليه قدامك
جنت تالين وهتفت: ولا تقدر تعمله حاجه… عشان لو شافك هياكلك بإسنانه…. واحد زباله زيك عمره ما هيقدر عليه…. وع فكره بابي وفارس هيوصلولي بسرعة جدا وهيندمكوا ع اليوم اللي فكرت فيه تقرب مني
ضحك معاذ بسخرية ورد ببرود: ومين قالك اني مش عاوزهم يوصلولي دا انا هتصل بيهم واخليهم يجوا هما الاتنين….واي رأيك اخلص منهم الاتنين مرة واحدة واخدك اخليكي جارية عندي
جزت تالين على اسنانها بحده وهتفت من بينهم: نجوم السما اقربلك يا معاذ…. دا هما اللي هيخلصوا عليك ويخلصوا العالم من و.. ساخ. تك
قهقه معاذ ببرود وقال بغموض وسخرية: دلوقتي نشوف مين اللي هيخلص على التاني
كان فارس يدور حول نفسه وهو يشعر بالعجز والخوف يكاد يجن وهو لا يعلم اين ذهبت وماذا حدث لها وهل أصابها مكروه أو اذاها احد
تكلم آسر بهدوء يحاول ان يطمئن أخية: اهدى يا فارس… دلوقتي نعرف هي فين
نظر له فارس بعيون حمراء بشدة وهتف: انا هتجنن يا أسر…. مش عارف هي فين ولا اي اللي حصلها
ربتت أسر على كتفه بمؤازه وقال: محصلهاش حاجه متقلقش… تالين قوية وميتخفش عليها
هز فارس رأسه وقال: انا مش مطمن…. انا خايف يكون حد خاطفها….او… او
ولم يستطيع تكملة الجملة ولم يطاوعه لسانه لقولها فالموت اهون عليه من ان يفقد تالين او تتعرض لأذى
وخوفه الأكبر ان يكون حدث شئ لها بسببه
فهذه الطامة الكبرى ان يكون وجودها في حياته هو سبب أذاها
لم يعرف أسر كيف يواسية فصمت فهو يشعر بالخوف الذي يعتري فارس ولم يستطيع البوح به فخلال الساعات الماضية حاول الجميع البحث عنها او الوصول إليها ولكن كأن الأرض انشقت وابتلعتها
عم الصمت لثواني حتى قطعه رنين هاتف فارس فاخرجه وأجاب سريعا: الو
جاءه صوت معاذ يقول ببرود: ابو الفوارس حبيب قلبي… اخبارك ايه
استشاط فارس غضبا وهتف: غور يا ابن…….. انا مش فايقلك
طقطق معاذ بلسانه وقال بغموض : تؤتؤ… طب مش تسألني بتصل بيك ليه الاول… مش يمكن عندي حاجه تخصك
سقط قلب فارس في قدمه وهدر بقوة : ورب الكعبة يا معاذ لو لمست شعرة منها…. لاكون دبحك وممثل بجثتك
قهقه معاذ بقوة وقال: طب اهدى بس عشان اعصابك
انا خايف عليك
حطم فارس أسنانه وهو يشدد علي قبضته: قولي انت فين… وانا هاجي لحد عندك… طلع تالين برا اللعبة…وانا هعمل اللي انت عاوزه… الحساب بينا وبس تالين ملهاش دعوة
ابتسم معاذ وقال: كدا تعجبني…. هبعتلك اللوكيشن وتيجي لوحدك… لأما… مش هتشوفها تاني
هز فارس رأسه عدة مرات وقال: ماشي هجي لوحدي بس متقربش منها…. عشان لو قربت منها والله
قطع معاذ كلامه وقال: هششش مبحبش التهديد عشان متندمش باقي عمرك… سلام
اغلق الخط… فصرخ فارس بقوة وهو يضرب إطار السيارة بقدمة بعنف وهو يسب معاذ بأفظع الألفاظ
شده أسر وهزه بعنف وقال: اهدي يا فارس وقولي قالك اي
لم يرد عليه فارس ثم جاءت رسالة الي الهاتف فأبعده وركض كي يركب السيارة… نظر له أسر بذهول ثم أسرع وركب السيارة بجانبه… صرخ فارس وهو ينظر له بحده: انزل… انزل حالا
رد أسر بحده: مش هنزل وهاجي معاك… مستحيل اسيبك لوحدك
ضرب على فارس على المقود وهتف: بقولك انزل
صرخ آسر بقوة: مش هنزل يعني مش هنزل
لم يستطيع فارس فعل شئ فأدار المحرك بقوة ثم انطلق بالسيارة بسرعة البرق
بعد بعض الوقت
اوقف السيارة في منطقة مهجورة على أطراف المدينة نظر أسر الي الظلام الدامس حولهم الذي يبث الرعب في النفوس وقال: هما موجودين هنا
هز فارس رأسه غير قادر علي الكلام ثم تنفس بعمق واستجمع قوته وقال: انا هنزل وخليك انت هنا
نفي أسر برأسه بقوة وقال: لا هاجي معاك
هدر فارس بصوت خيفض وعيون حمراء: بقولك خليك هنا… معاذ لو شافك مش بعيد يخلص عليها
زفر أسر بضيق وهز رأسه بموافقة ففتح فارس الباب وهم إن ينزل فأوقفته يد أسر وقال: خلي بالك من نفسك وانا لو حسيت بإي حاجه هيجي وراك
أومأ فارس وشبح ابتسامة يترسم على شفتية ثم ربت على يده بحنو ونزل من السيارة
خطى فارس بضع خطوات وهو يفكر انه لابد ان ينقذ تالين حتى لو كلفه ذلك حياته… حتى لو كانت نهاية القصة موته فسيكون سعيد فقط لو تكن تالين بخير ولم يمسها سوء
وقف فارس أمام المستودع المتحجزه به تالين وصرخ بقوة: معاذ… معاذ
انتبهت تالين لصوت فارس وصرخت: فارس
سمع فارس صوتها فقال بصوت عالي: تالين… تالين انتي كويسة
ردت تالين بقوة: ايوا يا حبيبي… انا كويسه متقلقش
تنفس فارس بعمق وهو يطمئن قلبه انها بخير وليفق للأنتقام من معاذ
قهقه معاذ وقال بسخرية: حلو اوي…. المشهد دا… الحَبيبة بيطمنوا على بعض
هدر فارس بقوة: معاذ انت فين… اطلعلي وخلينا نتفاهم راجل لراجل
جاءه صوت معاذ يقول ببرود: بس كدا ثواني وادخلك عندي
فُتح الباب الحديدي فنظر فارس حوله كي لا يغدر به احد دون ان يراه
دخل الي المستودع وتطلع حوله يبحث عن تالين حتى رأها مقيدة على كرسي ويقف بجانبها رجل ضخم يظهر عليه ملامح الإجرام ويسلط السلاح على رأسها
همس فارس بقلب يرتجف: تالين
نظرت له تالين بخوف وعيناها تمتلئ بالدموع فطمئنها فارس وهو يبتسم ويشير لها إن لا تخاف
أومأت تالين برأسها فظهر معاذ وهو يحمل مسدسة ويوجه بإتجاه فارس
صرخ فارس بعنف وقال: انت بتتحامي ورا المسدس
رد معاذ ببرود: اومال غبي زيك…. جاي بنفسه ومش عارف اي اللي هيحصل فيه
جز فارس على اسنانه بغيظ وقال: اعمل فيا اللي انت عاوزه يا معاذ…. بس سيب تالين تمشي
هز معاذ رأسه بنفي وقال: تؤ تؤ تؤ…. لازم اموتك قدامها
نظر له فارس بذهول وهتف: انت بتكرهني ليه… انا عملتلك ايه
نظر له معاذ بغل وصرخ بحقد: عشان انت احسن مني… احسن مني في كل حاجه….. شاطر وعندك فلوس ومجتهد وعندك اخ بيحبك…. واب بيحبك وبيخاف عليك حتى وانت بتكرهه هو بيحميك ومش بيخلي حد يضرك
ضحك فارس بسخرية وقال: بتكرهني عشان حاجات مش بأيدي اصلا….انت كنت احسن مني يا معاذ… بس انت حقود ومش راضي عن حياتك و دايما باصص للي في ايد غيرك عشان كدا مش مرتاح… وعاوز دايما اللي مش ليك
هتف معاذ بغل: ع طول بتعمل فيها الطيب…. الضحية…كل الناس اشرار وانت الطيب الوحيد اللي في الدنيا
اتسعت عين فارس بذهول وقال: انا عمري ما قولت اني ضحية… انا راضي بأي حاجه بتحصلي…. بس انت عاوز اي وترضى
هدر معاذ بجنون: مش هرضى غير لما اقتلك… هقتلك وارتاح… واخد منك كل حاجه بتحبها
واقرن كلامه بإن ثبت المسدس فى وضع الاستعداد وهو ينظر لفارس بتصميم ونية في قتله
كان أسر يشعر بالقلق الشديد حتى سمع صوت سيارة من خلفه فنزل سريعا من سيارته ونظر بذهول لمحمود وعمران وهما يترجلان من السيارة فهتف بدهشة: انتوا بتعملوا اي هنا
نظر له عمران وسأل بدوره : انت اللي بتعمل اي هنا
تطلع محمود حوله وقال: انا مش هقدر استنى انا هدخل يا عمران
رد عمران سريعا: احنا هندخل معاك
هز محمود رأسه فقال أسر لعمران: فارس جوا يا بابا
ملئ الخوف قلب عمران وقال بقوة: وسيبته يدخل لوحده ليه
رد أسر بآسف: مرضاش يدخلني معاه
هز عمران رأسه وقال: بسرعة يلا نشوف اخوك حصله ايه
دخلوا جميعهم وكلا من عمران ومحمود يثبتون اسلحتهم ولكن حجظت عين عمران والرصاصة تنطلق من مسدس معاذ وتتجه الي فارس فجرى بأقصى قوته وهو يقف أمام فارس وتخترق الرصاصة صدره في لمح البصر
حاله من الهرج والمرج سادت المكان وطلقات الرصاص تعم المكان وتالين تصرخ بقوة صرخات متتالية
رصاصة أصابت معاذ من سلاح محمود اسقطته أرضا
وأسر يطلق الرصاص على رجال معاذ
التقط فارس جسد عمران بين يده وهو ينظر له بذهول غير مصدق لما حدث فنظر عمران له بإبتسامة وقال وهو يلتقط انفاسه بصعوبة: سامحني يا فارس…. سامحني يا بني…. انااا… انا… عمري ما كرهتك انا عملت كل حاجه من حبي فيك…. كنت عاوزك تكون في ضهري وسندي… بس اتصرفت بطريقة غلط سامحني
تساقطت الدموع من عين فارس غير قادر على قول شئ فرفع عمران يده بصعوبة كي يمسح دمعاته ثم سقطت يده واغمض عينيه فجحظت عين فارس وهز عمران بقوة ثم صرخ صرخه شقت السكون من حوله : بابااااااااااااااااا
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة جميع حلقات الرواية اضغط على : (رواية أحببت مشوها)