رواية أحببت مشوها الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم أمنية أشرف

رواية أحببت مشوها الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم أمنية أشرف

رواية أحببت مشوها الجزء الثالث والعشرون

رواية أحببت مشوها البارت الثالث والعشرون

رواية أحببت مشوها الحلقة الثالثة والعشرون

انطفأت الأضواء وعم الصمت على القاعة بأكملها ثم تم تسليط الأضواء على أعلى السلم الذي يتوسط قاعة الزفاف حيث كانت تقف تالين تتأبط ذراع والدها وهى تشع جمال ورقة وفتنة تُسلب القلوب
وانطلقت مكبرات الصوت تخرج منها الأنغام
وتالين تتهادي علي الدرج برفقة والدها
طِليِّ بالابيض طليِّ
يا زهره نيسان
طِليِّ يا حلوي وهليِّ
بهالوج الريَّان
كتم فارس أنفاسة وعيونه تراقبها وهي تخطو على الدرج أمامه وكأنها تخطو فوق قلبه كانت كأجمل شئ في الوجود وكأجمل شئ حصل عليه بعد أعوام من الحزن والحرمان الآن يشعر انه أسعد رجل في العالم فهذه الفاتنة رائعة الجمال تحبه هو وفقط واصبحت مِلكة من الآن والى الأبد
عند آخر درجة وقفت تالين وسارع فارس بمصافحة محمود وهو يعانقة بقوة ومحبة ثم نظر الي حبيبتة التي اتسعت ابتسامتها وكأنها قمر يشع بهاء وجمال
أمسك بيديها الأثنتين وقبلهما برقة ثم قبل رأسها وهو يهمس بفرحة: مبروك يا عيون فارس… يا أجمل عروسة شافتها عيوني
ضحكت تالين وقالت بمشاغبة: مبروك عليا انت يا ابوالفوارس
ضحك فارس وهو يعطيها ذراعة كي تتأبطه ثم اتجها كي يفتتحا الحفل بأول رقصة تخصهم
راقبتهم فريدة بعيون تشع فرحة وهي تستند على صدر سيف وقالت بمحبة: شكلهم يجنن مع بعض… انا فرحانة اوي اووي يا سيف
كان سيف يتطلع الي وجهها من هذا القرب وجمالها يؤسر روحة وقلبه فلم يستطيع الفكاك منها مهما حدث منذ كانت صغيرة ووقعت عينيه عليها أحبها وكان يعلم انه حب مستحيل حتى بادلته هي مشاعره بأقوى منها ثم حارب والدها كثيرا كي يحصل عليها ثم بعد كثير من المعاناة اصحبت له ولن يتركها أبداً
ابتسم سيف وهمس: انا اللي فرحان اوي… خلاص كلها اسبوع ونتجوز
رفعت فريدة عيونها بحده وقالت: هو دا كل اللي همك… انا بتكلم عن اخويا دلوقتي وفرحتي بيه
هز سيف كتفيه بلامباله وهتف: وايه المشكلة انا فرحان عشان فارس وعشان نفسي كمان
صرخت فريدة بغيظ: سيف
رد سيف بإبتسامة جميلة : نعم
ضحكت فريدة بيأس وهمست : رخم
هتف سيف بإبتسامة مشاغبة : بس بحبك
ضحكت فريدة بخجل وهي تبعد عيونها عن عيونه الماكرة وظلت تراقب فارس وتالين و هي تتمتع بمحبته وحنانه
على مقربة منهما همس فادي بجوار أذن سما قائلا: انا جعان
انطلق الشرر من عين سما وهي تنظر له بحده وصرخت: هو دا وقته
قال فادي بتساؤل غبي: هو الجوع ليه وقت
دبدبت سما في الأرض وهي تكاد تنفجر من الغيظ وهتفت : فادي… ابعدي عني وركز مع فارس… شوفوا كدا يمكن تتعلم منه
نظر فادي الى فارس الذي يراقص تالين بعشق وكأنه لا يرى في الكون كله سواها وقال بعدم فهم: اتعلم منه ايه…..حبيبتي دا نسخة أجنبية عيون زرقاء وكلام ملناش دعوة بيه… اما انا… وأشار الي نفسه بفخر وأردف: النسخة المصرية الأصيلة
وضعت سما وجهها بين كفيها وقالت بولوله: يعني حظي من بين كل بنات الرواية… اقع في النسخة المصرية… ليه ياربي… ليه تعملوا فيا كدا… حرام
ربت فادي على كتفها بحنان وقال بتعاطف: خلاص متزعليش…. حظك كدا هنعمل ايه
نظرت له سما بحدة وابعدت يده بقوة ثم اتجهت الي حيث تجلس والدتها وهي ترغى وتزبد بكلام غير مفهوم
تأوهت چومانا بألم فهتف مراد بخوف: ايه في ايه… انتي هتولدي ولا ايه
ضحكت چومانا وهي تضع يدها على بطنها التي تؤلمها وقالت: ربنا يستر… انا خايفه اوي.. تالين لو عملتها هتولع فيا
ابتسم مراد وقال: انا كمان قلقان بس الدكتورة قالت لسه فاضلك كام يوم
أومأت چومانا وقالت: ايوا… بس ممكن عشان اتحركت كتير النهارده… فتعبت
هز مراد رأسه وهو يجذب لها كرسي كي تجلس عليه وقال: طب اقعدي يا حبيبتي وارتاحي…. لو حسيتي انك مش قادره تستحملي… قوليلي واحنا نمشي بسرعة من غير ما حد يحس
هزت چومانا رأسها وقالت برجاء: تمام بس خليك جنبي
قبل مراد رأسها بمحبة وقال: متقلقيش يا حبيبتي… انا جانبك
وقف أسر يتطلع في أخيه الذي يراقص عروسته التي تتمايل أمامه بدلال وهو يشعر بفرحة شديدة من أجله فأخيرا ولأول مرة منذ سنوات يشعر بصفاء نفسه وروحه وكأنه عاد الي ذلك الشاب اليافع الذي كان لا يحمل للدنيا هما طالما كان برفقة توأمه
لا ينقصه سوى شيئا واحد شئ أضاعه بغباءه وتسرعه… مليكة… مالكة القلب والروح التي لم يكن يعلم انه يحبها كل هذا الحب….إلا حينما حلقت بعيدا عنه وقتها فقط شَعر بمدى فداحة خسارته….مليكة اول حب يستشعره ويحتله بهذه الطريقة فمذ أحبها حرم على نفسه النساء سواها رغم صولاته وجولاته الكثيرة ولكن بعدها لم يعد يرى غيرها وكأنها أغلقت قلبه بمفتاح وأخذته وسافرت بعيدا.
كان فارس يُقلد تالين في حركتها الغريبة التي تتماشي مع هذه الأغاني الصاخبة التي اختارتها هي وفريدة المنطلقة بشكل كبير وسيف يقف خلفها كحارس أمين وانضمت لهم سما وفادي الذي انطلق يرقص بطريقة شعبية متقنة وهو يجر مراد الذي لا يفقه شئ من حركاته فكان يشجعه بالتصفيق والتصفير اما چومانا فنست آلمها وشاركت تالين وفريدة الرقص ببطنها المنتفخة فكان مظهرها مثير للضحك بطريقة مهلكة
بعد عدة ساعات انتهى الحفل على قلوب مُحبة قد نالت أخيراً السعادة التي تستحقها.. فتأكد دائماً ان بعد الصبر الطويل عطاء كبير لا يخطر على بالك
فقبل عامين من الآن لم يكن يظن فارس أبداً ان حياته ستتغير بهذه الطريقة… لم يكن يعلم ان هناك فاتنة بفستان ناري ستفتن به وستقلب حياته رأسا على عقب… ستكون هي سبب نجاته وعودته للحياة التي اعتزلها يوماً.
كان فارس يدخل الي جناحه في الفندق وهو يحمل تالين بين يديه وكأنه يحمل كنزه الثمين… انزلها في منتصف الغرفة وهو ينظر إليها بنظرة أبلغ من كل الكلمات فالعيون قادرة على البوح بما لا يستطيع اللسان قوله… ابتسمت تالين بخجل وعيونها الساحرة تمارس سحرها الخاص على قلب فارس المغرم بها
فهمس فارس بعشق : سبحان من جمع في عينيكِ آمان العالم…. فكلما نظرت اليهما تنتزعان مني خوفي الدائم من الحياة والفقد والخذلان
أدمعت عين تالين وهي تلف ذراعيها حول عنقة وهمست بالمثل: مش عارفه اقول حاجه غير اني بحبك
ابتسم فارس وقال بعشق : ودي عندي بالدنيا كلها
ضمته تالين فتأوه فارس وهو يشدد من يده حول جسدها واستنشق عبيرها بقوة وهو يغرق بين ثنايا روحها ويحلقان في عالم خاص بهما يحكيان فيه قصص دون كلمات فقط أرواح متصلة ببعضها البعض
في وصال سَامي كأسمى شئ في الوجود.
بعد مرور عام
كانت هنا تقود سيارتها الجديدة بحرص شديد فهي لأول مرة تقودها بمفردها بعدما حققت حلمها بشراء سيارة خاصة بها….كانت تمسك المقود بخوف وتتطلع أمامها بأعصاب مشدودة تمشي في خط مستقيم فقط فكان يسبها الرائح والغادي بسبب قيادتها السيئه للغاية ولكنها لم تكن تعريهم اي اهتمام
فقط تريد الذهاب الي المشفى كي تعتمد على نفسها
فهي لن تطلب من والدها ان يوصلها يوميا الي عملها فلماذا اشترت السيارة إذاً
اثناء ذلك ظهر شاب أمامها من العدم فلم تستطيع فعل شئ واصطدمت به وهي تصرخ بشدة… أوقفت السيارة ونزلت منها برعب وهي تنظر الي الشاب الذي يتأوه بشدة وهو يمسك بركبته فتكلمت ببكاء: انا آسفه والله مش قصدي ثم تغيرت نبرتها بحده وهتفت: بس انت اللي غلطان انت اللي طلعت قدامي فجاءه
نظر لها أيهم بذهول وصرخ: انا اللي طلعت قدامك…. طالما ما بتعرفيش تسوقي… بتركبي عربية ليه
هزت هنا رأسها بنفي وقالت: على فكرة انا بعرف اسوق كويس جدا
ضحك أيهم بسخرية وقال: ايوا واضح فعلا
استشاطت هنا غيظا وضربته بقوة في ركبته المصابة
فصرخ أيهم بقوة وهو يسبها قائلا: ااااه…. يا غبية
صرخت هنا بالمقابل: انت اللي غبي
استوووب نكمل بعدين
في فيلا عمران
كان الجميع يقفون بجوار بعضهم البعض وهو يحتفلون بسبوع التوأمان “آمن و يامن” فارس عمران
هتف فادي بمشاكسة: حلاقاتك برجالاتك…. الف مبروك يا ابوالفوارس…. ربنا يديك الصحة… وعقبال التوأم الجاين إن شاء الله
قهقه فارس بقوة وخَمس في وجهه قائلا: قل أعوذ برب الفلق….. يا جدع كفايه قر بقا حرام عليك… من يوم ما عرفت انهم توأم وانت مش سايبني في حالي
رد فادي بلهجة باكية: ما اصل انا كان نفسي اعمل زيك…. بس انا عارف نفسي طول عمري… حظي قليل
جاءه صوت سما بحده: بتقول حاجه يا فادي
استدار فادي سريعاً ونظر حيث تجلس سما وبجانبها فريدة ببطونهم المنتفخة أمامهم فقال بإبتسامة بلهاء: ولا حاجه يا حبيبتي… انتي كويسة
هزت سما رأسه وقالت: ايوا كويسه… هاتلي عصير من اللي جنبك دا
أومأ فادي سريعاً وقال: عيوني حاضر
ثم هرع سريعاً كي يجلب العصير
في نفس اللحظة دخل مراد السعدني وهو يحمل ابنته ملك ذات العام وبجانبه چومانا وخلفه بخطوة كانت تسير مليكة وهى تقدم قدم وتؤخر آخرى وهي تشعر بالتوتر الشديد رأهم فارس فغمز لتالين وتحركوا بسرعة كي يستقبلوهم وبالأخص مليكة
صافح فارس مراد وقبل ملك من وجنتيها بمشاغبة
استقبلت تالين مليكة بعناق شديدة وهي تقول: مبسوطة اوي اووي انك جيتي… أخيرا رضيتي علينا
ابتسمت مليكة بحرج وقالت: انا راضية عنكوا ع طول… بس انتي عارفه
هزت تالين رأسها بتفهم وقالت: عارفه يا حبيبتي… المهم تعالي عشان تشوفي آمن ويامن
ثم جرتها خلفها وذهبت حيث يوجد سرير الطفلان
وقفت مليكة تنظر اليهم بإندهاش وعيونها تخرج القلوب الحمراء وابتسمت قائلة: الله…. دول حلوين أوي
اندمجت مليكة مع الطفلان ولم تشعر بتالين التي انسحبت وتركتها وظلت تلاعبهما وتهمس لهما بمحبة ثم نظرت لآمن وقالت: انت حلو جدا…. خطفت قلبي من اول ما شوفتك
جاءها صوت من خلفها يقول: طالع لعمه
اخترق صوته قلبها وهي تغمض عيونها بقوة ثم تنفست بعمق واستقامت واقفة وهي تنظر له نظرة حاولت ان تظهرها فارغة بلا شئ
طافت عين أسر على ملامحها التي اشتاقها بشدة وهمس: وحشتيني
بلعت مليكة غصة البكاء ولم تنطق بشئ فأردف أسر برجاء: كفايه كدا يا مليكة… وارجوكي سامحيني… بقالي سنة بحاول اوصلك… وكلمت مراد اكتر من مليون مرة وانتي مش راضية تقابليني
سألت مليكة بلامبالاه: عاوز ايه
ابتسم أسر وقال بجدية : عاوزك
ضحكت مليكة بسخرية وهتفت: بسهولة كدا…. وكل اللي حصل… والماضي…. وأمي
هز أسر رأسه بقوة وقال: مش مهم… مش مهم اي حاجه غير اني بحبك….. الماضي اندفن وخلص من زمان
ردت مليكة بلا معني رغم كلمة أحبك التي اخترقت قلبها بقوة: أتأخرت أوي
نفي أسر برأسه وقال بجدية: لا متأخرتش…. لسه قدامنا فرصة…. فرصة نحاول من اول وجديد… ننسى كل اللي فات… ونبدأ من جديد… انا بحبك ومش عاوز غيرك…. ومش هاممني اي حاجه غيرك
ارجوكي يا مليكة… متضيعيش علينا وقت اكتر من كدا…. كان ممكن نبقى متجوزين دلوقتي…. بدل ما احنا بنلف في دايرة ملهاش آخر
سألت مليكة بجدية: ولو رفضت
بلع أسر ريقة وهتف بتصميم: هحاول مرة واتنين… ومليون لحد ما توافقي …. مش هسيبك يعني مش هسيبك
تنفست مليكة بعمق وهي تفكر لقد تعبت بشدة وتريد ان تستقر ان يكون لها ملجأ ومستقر يكفيها شرود فلقد عانت بما يكفي…. رغم جرح أسر لها ولكنها تعذره…. تعطي له الآف المبررات….لقد حاول على مدار عام وأكثر ان يجعلها تسامحه…ولكنها كانت خائفة ان تعطي له الأمان ويجرحها من جديد فقصت على مراد كل شئ وتولى هو الأمور وقد عذب أسر بما فيه الكفاية وكل ذلك كان بمشاركة فارس وتخطيطه وحضورها اليوم ايضا بناءا على طلب فارس فاخيرا قد نال أسر صكّ الغفران
هتف أسر حينما استغرقت في شرودها قائلا: مليكة
انتبهت مليكة وقالت: نعم
تكلم أسر بمسكنة مضحه : كفايه كدا…. عاوز اتجوز…. كلهم اتجوزوا ما عدا انا
ضحكت مليكة وسألت: طب وانا اعمل ايه
رد أسر بسرعة: اتجوزيني
ابتسمت مليكة وهمست: موافقة
صرخ أسر بقوة قائلا: ايه
اتسعت ابتسامة مليكة وكررت: موافقة
قفز أسر وهلل وهو يصرخ بقوة وفرحة قائلا : فاااارس…. المأذون بسرعااااه يا فااارس
انطلق التصفيق والتصفير من الموجودين وفي غضون ساعة كان قد حضر المأذون وفجاءت تالين الجميع بأن أحضرت فستان أبيض رائع بسيط التصميم لمليكة التي انبهرت به وتشاركن الفتيات في تجهيز مليكة وتصفيف شعرها ووضع مستحضرات التجميل لها
كان المأذون يجلس في المنتصف وعلى جانبيه أسر الذي يمسك بيد عروسته الجميلة وعلى الجانب الآخر مراد وزوجته وطفتله التي تتوسد أحضانه
نظر لهم فارس بإبتسامة سعيدة وقال بخبث: اي يا مراد انت هتجوز اختك من غير شبكة ولا ايه
انتبه مراد ونظر لأسر بغيظ فعض أسر على شفتيه وقد نسى تماما أمر الشبكة فتدخل فادي في الحوار قائلا لأسر بمشاغبة: ما تبطل بخل بقا اشحال مش على قلبك فلوس قد كدا مستخسر تجيب لعروستك شبكة تليق بيها
نظر له أسر شزراً وهتف: يا عم كفايه قر علينا بقا… ع اساس انت اللي مش ع قلبك فلوس قد كدا
قهقه فادي بقوة وقال بغرور وهو يمسح غبار وهمي عن كتفيه : معايا طبعا…..حبيبي انا فادي فخر الدين شريك أساسي والمدير التنفيذي لعمران جروب
ونظر لسيف وأردف: ومناسب الدكتور سيف اسماعيل صاحب أكبر مستشفى استثماري في الشرق الأوسط…ثم همس بصوت مسموع: ودا طبعا بعد ما خد ورث مراته والدنيا لعبت معاه
انفجر الجميع في الضحك فنظر له سيف شزراً وقال موجه حديثه لسما: محتاجه جوزك دا في حاجه
هزت سما رأسها بنفي وقالت وهي تتجرع العصير ببرود: لا…. اقتله
اتسعت عين فادي وقال بصدمه مصطعنه: بتبيعي جوزك عشان اخوكي…. نسيتي العصير اللي لسه جيبهولك
استمرت في ارتشاف العصير دون ان تعيره اهتمام
فضحك الجميع على مشاغبتهم التي لا تنتهي
غمز فارس لمراد وقال: هتعمل ايه يا أسر
رد أسر بسرعة: هكلم الجوهرجي ومليكة تختار اللي هي عاوزاه ونص ساعة ويكون عندنا
هز مراد رأسه برضا ثم اخرج من خلف ظهره علبة من المخمل تحتوي على طقم من الماس وقال: ملوش لزوم
ثم وجه حديثه لمليكة: شبكتك يا حبيبتي
امتلئت عين مليكة بالدموع وهي تنظر لأخيها بمحبة شديدة فتهف أسر بإمتنان: ليه بس يا مراد… تعبت نفسك ليه
ابتسم مراد بسعادة وقال: انتوا الاتنين اخواتي…. والشبكة دي دليل على موافقتي التامة علي جوزاكم انتوا الاتنين
ابتسمت مليكة بفخر وسعادة كبيرة وقالت لمراد: ربنا يخليك ليا يا حبيبي
أخرج فارس من جيبه علبة صغيرة واقترب من أسر وفتحها أمام عينيه فأتسعت عين أسر بقوة فقال فارس موضحا: الخاتم اللي انت صممته عشان مليكة انا صورت التصميم وبعته لچان وهو نفذه وبعتهولي النهاردة الصبح
لم يستطيع أسر التعبير عن مشاعره وعيونه تمتلئ بالدموع فضم فارس بقوة وهي يعبر له على حبه وامتنانه الشديد له
ربت فارس على ظهر أسر وهمس: انت اخويا ياض
شدد أسر من ضمه وتكلم بصوت متحشرج: ربنا ما يحرمني منك أبداً
رد فارس بسعادة : ولا منك يا حبيبي
بدأت مراسم عقد القرآن ووضع أسر يده بيد مراد
وحولهم الجميع يشعر بالسعادة الشديد من أجلهم
نظر لهم فارس بتمعن أسر وبجانبه مليكة… مراد وزوجته وطفلته….فريدة التي تمارس دلالها على سيف الذي لا يتحمل ان يمسها سوء….. فادي وسما وجنانهم وخفة دم فادي التي تضفي على الأجواء الكثير من البهجة والسعادة… وأخيراً هو وزوجته التي يضمها الي صدره وطفليه الحبيبين
مرر نظره على الفيلا التي يعمها الفرح والسعادة
وشرد في حياته منذ البداية… طفل مدلل ثم مراهق يتحمل مسؤليات أكبر من سِنه بكثير ثم شاب واعد ناجح وتفتح له الدنيا ذراعيها من كل جانب ثم مشوه و منبوذ موجود في الخفاء لا يعلم عن وجوده أحدا
والآن هو فارس عمران المهندس ورجل الأعمال الشهير….يا الله كيف مرت الأيام وانقلب حاله من حالٍ الي حال… منذ ثلاثة أعوام أوأكثر كان الجميع ضده مكروه ومنبوذ ولا يعتني به أحدا تذكر والده وتمني لو كانت علاقتهم أفضل من ذلك لو كان معهم الآن ويحتفل بعقد قرآن أسر وسبوع أحفاده… يتمنى لو كانت حياتهم أبسط من ذلك أخوه يحبون بعضهم البعض وبجانبهم أمهم وأبيهم ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه
فاق من شروده على كلمة المأذون الشهيرة (بارك لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير)
انطلقت زغرودة ثلاثية الأبعاد من تالين وچومانا وسما فشد فادي المنديل سريعا من فوق يد أسر ومراد فهتف أسر بمشاكسة: ايه يا فادي عايز تتجوز تاني ولا ايه
نظرت له سما بحده فرمي المنديل من يده واقترب من سما وقال: لا طبعا…. هو اللي يتجوز سما يتجوز غيرها دي كرهتني في الصنف كله
لكزته سما في جانبه بقوة فتأوه فادي بوجع وقال ضاحكاً: قصدي كرهتني في الصنف كله… إلا هي
ضحك الجميع وقد حصلوا أخيراً على سعادة مستحقة بعد الكثير من الحزن والمعاناة
ضم مراد مليكة بقوة وهو يبارك لها ثم قال لأسر: معاك حتة من قلبي… عارف لو يوم زعلتها مش هيحصلك كويس يا أسر
ابتسم أسر وقال بعشق : في عيوني وقلبي متقلقش عليها
ابتسم مراد بسعادة وهو يشعر بمشاعر أب يزوج ابنته الكبرى فهو من رباها واعتنى بها والآن هي عروسة جميلة خاطفة للأنفاس فأمتلئت عيونه بالدموع وهو يتمنى لها كل السعادة التي تستحقها
بارك فارس وتالين لأسر ومليكة فحمل أسر الصغيرين وهتف بسعادة وهو يضمهم الى قلبه: وشكوا حلو عليا يا ولاد
ضحك الجميع بسعادة وفرحة فنظر لهم فارس بسعادة وقال بشرود : ممكن اقول حاجه
انتبه الجميع له وهم ينظرون إليه بمحبة فهو كبيرهم ومثالهم الأعلى و قدوتهم في الحياة
تنفس فارس بعمق وهتف: من حوالي 3 سنين كان في حفلة هِنا في الفيلا…. وكان في شاب مُشوه ممنوع انه يشارك في اي احتفالات عشان ما يسببش الحرج ليه ولأهله… كان واقف في مكان ضلمه وبيراقب الناس اللي في الحفلة وفجاءه ظهرت قدامه ساحرة…. ساحرة بفستان أحمر خطفت عيونه وقلبه من اول نظرة… حاول يهرب منها بس معرفش عشان مفيش حد بيهرب من قدره…. كانت زي النور اللي نور حياته وغيرتها للأفضل… وبعد ما كان ما بيحضرش حفلات بقا هو اللي بيعمل الحفلات وبيحتفل النهاردة بسبوع ولاده وكتب كتاب اخوه… الشاب دا هو انا… فارس عمران
تمت بحمد الله ❤

لقراءة جميع حلقات الرواية اضغط على : (رواية أحببت مشوها)