روايات

رواية زهره الأشواك الفصل السادس والخمسون 56 بقلم نور ناصر

رواية زهره الأشواك الفصل السادس والخمسون 56 بقلم نور ناصر

رواية زهره الأشواك البارت السادس والخمسون

رواية زهره الأشواك الجزء السادس والخمسون

زهرة الأشواك
زهرة الأشواك

رواية زهره الأشواك الحلقة السادسة والخمسون

كانت فريده نايمه ماسكه أيدها مستنيه الباب يفتح وتسوف ياسين وابنها، بس الوضع كان هادى،تنهدت وهى بتحاول تهدى نفسها من ذلك القلق الذى هى فيه
تنهدت مدت يدها لتلقط كوب الماء من ع الكمود لكن وهى انزاح فوقع اتخضت ونظرت له
انفتح الباب وكان ايهاب نظر لها قال – فريده
– الكوبايه وقعت
قامت ببطئ وهى تعتدل قرب منها قال- بتعملى اى الدكتور قال ممنوع الحركه
– ممكن حد يتعور
– هنده العامل ينضف ده
نظرت له صمتت قليلا ثم قالت – عامل اى انت وتسنيم
نظر لها من سؤالها قال – الحمدلله
– كويس..تسنيم طيبه وبتحبك
صمت نظرت له قالت – دى اول مره اشوفك.. من ساعه اخر مره
عرف انها تقصد لحظه وداعهم قال – كنت بشوفك كتير
طالعته باستغراب فاردف بتوضيح – من تسنيم.. الاستورى بتاعها صوركو
– اه.. كنت بتشوفنى.. معانك كنت بتتهرب منى.. حتى دلوقتى لو مكنتش سمعت الصوت مكنتش دخلت.. زى ما امتنعت تدخل من الصبح تشوفنى عكس الكل
– مش عاوز اضايق ياسين
– هيضايق لى؟!
– يعنى حسيت انها مش حلوه انى ادخل وانتى لسا والده وانا غريب عنك
– وكنت غريب بردو فى الكافيه
استغرب من ما تعانيه قالت – اقصد لما تسنيم بتبقى معانا ف كافيه أو مطعم او حتى خارجين من الجامعه وعارف معاها بتستناها فى اخر طريق أنا وهي هننفصل فيه عشان متشوفنيش.. أو عشان متخلنيش اشوفك
نظرت له واردفت – كنت بحسب يومها بتقول كده وخلاص بس الظاهر طلع صح
” أول ما أخرج من هنا هنخرج زى الاول”
“صحاب”
” منعرفش بعض.. ده افضل لينا كنا غلط لما افتكرنا أننا هتكون صحاب..احنا مننفعش كده..هقف لحد هنا ويكون الاحسن لو متقبلناش.. خلى بالك من نفسك”
– كنت بتكدب
– بكدب؟!
– قلت انك مش هتقابلنى بس كنت بتشوفنى من عند تسنيم أنا بس الى كنت بتتهرب منها
– متهربتش منك
– تسمى ده اى
– مكنتش عايز إلى حصل يتكرر
– اى إلى حصل
نظر لها باستغراب اومأت له قالت – قلت ننسي وانا نسيت وسامحتك.. انت مسامحتنيش
سكت ولم يعلق تنهد قال – استريحى.. هقوم اقولهم يشيلو الازاز ده
ذهب وهو يتنهد بعمق نظرت فريده إلى الزجاج المتهشش – ياسين
توقف حين ذكرت اسمه رفعت وجهها قالت – ياسين فين
– راح يتكلم مع دكتور المستشفى.. مقالكيش؟!
– بس انا قولتله يروح الحضانه
– لازم يكون معاه إذن الاول
– معاه إذن يخلينى اشوف ابنى
صمت لتردف بضيق – أتأخر
– لسا رايح يافريده
– اتاخر
نظر لها اومأت وهى تقول – هروحله أنا
شالت الغطاء وقامت لتشعر بوخزه قويه اثر اندفاع حركتها وضعت يدها على بطنها اقترب منها ايهاب بقلق قال
– فريده.. قولتلك خليكى
كانت متعبه لكن تماسكت وقالت – ابعد
– راحه فين مينفعش ارجعى لسريرك
– قلتلك ابعد..لازم اكسر القلق ده.. فى حاجه.. اكيد ف حاجه
– فريده
ابتعدت عنه وذهبت وخرجت من الغرفه تبعها ايهاب قال – فريده لسظعينى زمانو جاى هيضايق لو شافك كده
– أنا كويسه
– ايهاب
نظر للصوت وجده اشرف الذى نظر له وإلى فريده قال إيهاب – بابا كويس انك جيت
اقترب منهم قال – ف اى.. فريده اى إلى خرجك من اوضتك
– عمو تعرف مكان الحضانه
صمت اقتربت منه قالت – ارجوك خدنى هناك.. لو مش عايز قولى بس متمنعنيش اروح
– تعالى
نظرت له فريده مد يده وهو يمسكها لتتكيأ عليه نظر ايهاب إلى والده قال – بابا هتوديها مش شايف حالتها
خافت فريده أنه يتراجع لكنه رد عليه – مش تهدى غير ما تعمل إلى ف بالها.. فريده وانا عارفها
نظر لها قال – هروح معاها مش هسبها متقلقش
اخذها وذهب نظر ايهاب إلى اشرف وفريده تنهد وذهب هو الآخر،وصلو إلى الحضانه لقو الباب مفتوح والأنواع مشتعله نظرت عبر الزجاج شافت طيف ياسين ابتسمت قالت – ياسين
سالت ايد عمها ومشيت وهى بتدخل
– قصدك اى بالمفروض.. خرج ازاى وانتو إلى قلتو الخروج غلط عليه
توقفت بدهسه فمن الذى خرج ولماذا يتحدث بتلك اللهجه الغير مبشره قال الطبيب – ممكن يكونو نقلو الطفل هروح اسالهم
اتسعت عينها بصدمه مسكه ياسين من ملابسه وعينه حمراء كجمارك النار قال – ابنى فين
ارتعب الطبيب وصدر صوت بكاء الاطفال من الضجيج الذى يحدث قال – استاذ ياسين مينفعش كده الاطفال مرعوبه.. احترم أننا ف مستشفى محترمه.. اكيد هنا ولا هناك
– حالا لو ابنى مجاش دلوقتى المستشفى دى هتتقلب مدفن
– بتهددنى
– واهدد الاعلى منك.. لو حصلها حاجه برقبيكو كلكو
حست فريده باختلال توازنها فاتخبطت بالكمود فوقعت زجاجه توقف ياسين التف ونظر لينصدم من رؤيتها فى حاله الصدمه التى تنتابها وهى تهمس بقول – ابنى
نظر لها فلقد سمعت كل شي وكان ايهاب واشرف منصدمين من ما يحدث، ترك ياسين الطبيب من يده وذهب إليها قال – فريده.. بتعملى اى هنا
دمعت عينها وبصتله قالت – جيت اشوف ابنى.. هو فين
فريده
– موجود
– فيييين هو
صمت وكأنه لا يجد لها جوابا قالت – رد يا ياسين فين ابنى.. السرير فاضى لييييه
– هنعرف دلوقتى
– ههدى لما اشوفه
– اهدى طيب
صاحت به وقالت – بقولك فين.. هاتهولى دلوقتى
– معرفش يافريده
قال ذلك بقله حيله نظرت له وكان قلق مثلها قالت – يعنى اى متعرفش
قال أشرف – فريده
صرخت وقالت – متعرفش ازاى.. ده مش ابنك.. راح فين
زقته وراحت لسريره ونظرت به لم يكن موجد لكن وجدت شئ مدت يدها ومسكت بكنيه تعريفه التى تلتف حول قدمه وهى تتخيله أن هناك من نزعها منه ضمتها بقبضتها نظرت حولها نظرو لها مشيت وخرجت من هناك أوقفها ياسين قال
– فريده
– هلاقيه بنفسى
– هجبهولك بس انتى تعبانه
– ابعد ياياسين.. هدور عليه..لو وقفتنى اكتر هيبعد عنى
نظر لها قالت – مبعدش كتير.. حاسه بيه لسا قريب منى
لم يكن عما تتفوه بالهراء فهو لا يصدق أمر الاحساس أو اليقين فاتت أيدها وذهبت سريعا ولم يتحرك هو بل كانت ينظر إليها مصممه ع قرارها الذى لن يستطيع أحد الوقوف ف وجهها أو منعها نظر إلى اشرف وقال
– روح معاها متسبهاس لوحدها
اومأ له وذهب قال الطبيب – هسالهم واخلى الكل يدور عليه
مسكه ياسين قبل أن يذهب نظر له ليقول – فين مدير المستشفى دى
– لى
– رد
– فى الدور الاول فى مكتبه
– تروح دلوقتى وتخلى الكل يدور عليه.. والاوض تتفتش
– بس
– حالا
تركه وذهب نظر له ايهاب تبعه تنهد الطبيب بضيق قال – فاكر نفسه مين
مشي سريعا ليفعل ما طلبه منه
نظر ايهاب إلى ياسين قال – هتقول للمدير اى
– هتعرف دلوقتى
نظر له سبقه رن تلفون نظر وكانت تسنيم تنهد ورد عليها قال – تسنيم اكلمك بعدين
– ف اى.. عايزه اقولك انى جايه..
– بلاش تيجى دلوقتى
– لى
– الوضع متوتر..
تنهد وهو يقول – الولد مش لقيينه
قالت بصدمه – ايه.. ده ازاى
– معرفش
– ايهاب..
قفل وذهب وهو يتبع ياسين
كانت تسنيم مصدومه قالت – مش لقيينه؟! يعنى اى
ذهبت فى الاوضه بارتباك ثم توقفت قالت – يارا
خرجت تلفونها وهى بتتصل عليها
***
دخل ياسين مكتب وكان المدير جالسا نظر وقال – مش فى باب
وقف بغضب اقترب ياسين منه وامسك كتفه بقوه وهو يجلسه رغما عنه قال دون تقديم
– اقفل المستشفى حالا
نظر له بصدمه – اى
– بقولك اقفلها محدش يخرج من أى بابا سمعتينى ولا حتى المرضى نفسهم
– بتقول اى انت مين اصلا
– أنا اكبر مساهم فى الارض الى انت واقف فيها دى وعملتها قبل أما تيجى تقف عليها
نظر له بدهشه قال – ياسين ج..جابر
نظر له ايهاب وأنه عرفه لشير على الجهاز الذى أمامه وقال – يلا
– بس مينفعش دى جريمه
– الجريمه هتحصل لو إلى خد ابنى خرج من هنا.. ابنى اختفى تفتكر هفكر فى حد غيره
توتر من جديته قال – ممكن يكون فى سوء تفاهم ابن حضرتك مين إلى هياخدو ممكن مع ممرضه مستشفى محترمه وفيها اهتمام ومسؤولية
– مستشفى دى هتبقى عباره عن تراب لو ابنى مظهرش..
– استاذ ياسين اسمعنى
ضرب المنضده بقوه وقال – اعمل إلى بقولك عليه
ارتعب وقال- حا حاضر
مسك الهاتف سريعا وهو يقول بغضب وارتباك – حالا.. اقفلو المستشفى ومحدش يخرج منها.. ولا اى حد ايوه.. والكل يدورو ع طفل واى حد مشتبه فيه يمسكوه فورا.. اعملو إلى بقولك عليه يا اغبيا
قفل الهاتف ونظر إلى ياسين قال – متقلقش ا..
ذهب ياسين دون أن يستمع إليه نظر ايهاب إليه تبعه ليجلس المدير وأعضائه تالفه قال بضيق – اى المصيبه دى
قام سريعا ليحل الأمر بنفسه
كان المرضى يتجولون بالمشفى ليسمعو صوت – رجاء اقفال جميع أبواب ومداخل المشفى لحاله طارئه
كان الناس يخرجون لكن توقفهم الأمن نظرو إليه باستغراب
– ف اى
– مينفعش حد يخرج
– نعم؟!
– جوه لو سمحتم
ادخلوهم وقفلو الابواب لينصدم الجميع ونظرو اليهم بشده ليذهبة وهم ينظرون إلى كل شخص أمامهم ويطلبون بطاقتهم والناس فى فوضى عارمة ولا يستوعبون شئ
– إلى بيحصل، ف اى، ده اكيد هزار…
***
كانت يارا جالسه مع والديها ع السفره قالت – مجتش لى يبابا تشوف اليببى
قال محمود – هشوفه بس ف وقت تانى تكون فريده خرجت
قالت داليا – اشرف كان هناك
نظر لها قال – عمها يا داليا
– وانت كان لازم تكون معانا.. ياسين ابنى
تنهد وقال – عارف ياداليا بس علاقتنا مش كويسه لدرجه انى اكون معاه.. انتى أمه تقفى معاه ف اليوم ده عادى.. قولت لما تبقى كويسه ابقى ازورهم رغم أن شايف مش فارقه بس رسميات
– رسميات؟!!
قالت يارا – خلاص.. ماما.. بابا معاه حق.. احنا كنا معاها بس عشان متحسس أنها لوحدها واهلها جنبها مش هيبقى حلو أن بابا هيكون موجود وهو غريب عنها بردو
قالت داليا – بقيتى محاله ياست يارا
– أنا بتكلم عن المعقول.. انتى شايفه حاجه غير كده
سكتت نظرت لها قالت – من ساعه ما اشتغلتى مع ياسين وخدتى من فلسفته
– لا.. انتى ماشفتهوش ف الشغل.. شبه الروبوت ولا كأنه يعرفنى.. عشان كده عارفه ياسين برا اخويا وفى الشغل مديرى
ابتسمت عليها ابتسم محمود قال – كويس انك اتأقلمتى معاه
قالت داليا – كنت قلقانه من شغلها ده بس لما مع ياسين استريحت
قال محمود – أنا قلقت عليها اكتر
– لى
– اديكى شايفه مبنشوفهاش ومهتميه بشغلها بقها عندها هوس
قالت يارا – دى حاجه كويسه بضيع وقت اكتر ما اشيبه لتفكيرى
صمتو ونظرو إليها حين قالت ذلك كانت تاكل نظرت لهم من نظراتهم تنهدت قالت بتغير الأمر – المهم انى بحاول اتاقلم متقلقوش عليا
ابتسمت داليا ربتت عليها قالت – ربنا معاكى
بادبتها البسمه ليقاطعهم صوت رنين نظرت لوحدها تسنيم ردت عليها قالت – اى مبيردش عليكى فاتصلتى عليا بتفتكرينى لما يسيبك
– يارا.. انتى فين
– لى
– انجزى.. روحتى ولا مع فريده
– لا روحنا.. بتسالى لى
– كنت عايزه أسألك ع الوضع هناك.. ايهاب من ساعه مكلمنى وانا قلقانه
قالت باستغراب – قلقانه لى مش فاهمه
– انتى متعرفيش
– معرفش اى
نظرت داليا ومحمود إلى يارا وهى تتحدث ليون ملامحها تتغير وتنظر اليهم أقفلت هاتفها قالت داليا – ف اى
– ياسين
نظرت له بقلق قالت – ماله
– ابنه.. اقصدابن ياسين
قال محمود- ما تقولى يا يارا ف اى
– مش لقينه
قالت داليا بصدمه – اى جبتى الكلام ده منين
– ايهاب هناك وقال لتسنيم.. بيقول ملقهوش ف الحضانه والمستشفى مقلوبه
انصدمت داليا ذلك الخبر وقالت بخوف – ياسين
قامت سريعا من ع السفره قام محمود تبعها وجدها تغير ملابسها قال – راحه فين
– لازم اروح.. اشوف إلى بيحصل
– لسا متأكدناش
– هروح اتاكد
مشيت امسكها نظرت له قالت – استنى هجى معاكى
اومأت له وذهبو نظرت لهم يارا وقفت اقتربت منهم قالت – رايحين.. اجى معاكو
قال محمود – خليكى انتى يا يارا..يلا يا داليا
اومأت له ذهب نظرت لهم يارا وهم يغادرون وقلقه
***
فى المشفى كانت فريده تنظر يمينا ويسارا تدخل الى الغرفه ينظرون إليها ومن ملابسها التى تدل ع أنها مريضه
كانت تبحث عنه وكأنها تأمل أن تلتقيه من بين الحشد كانت تمسك برباطه الذى وجدته فى الحضانه ولا تفلته من قبضتيها – هلاقيك.. استنانى أنا جيالك
لم تكن ترى أحد تدخل الى كل الغرفه التى تمر بها
وأثناء سيرها إذ تظهر المرأه وهى متخفيه لكن توقفت عندما رأت فريده فوقفت فورا خلف الحائط قبل أن تراها
اقترب اشرف من فريده التى كانت تفتح الغرف باستعجال قال – براحه يافريده انتى تعبانه
– لازم الاقيه
– الكل بيدور عليه
– بس محدش هيدور عليه زى
ذهبت وهى تكمل لكن وقفت لما سمعت صوت بكاء صغير هزت مسامعها كتمت المرأه فمه لفت فريده فورا ونظرت تجاه الصوت
تقدمت منه واوصالها ترتجف شافت انعكاش فى زجاج الباب لشخص واقف خلف الحائط، يغطى جسده كاملا ويحمل شيء على زراعيه خلف الحائط
وما أن رفعت وجهها لتتسع أعينها بصدمه
تحتلها اخفته وذهبت فورا انصدمت فريده بهروبها وركضت لتتبعها لكن وقفت لما حست بوجع شديد حطت أيدها على بطنها قال أشرف – فريده انتى كويسه
قالت بتعب – ابنى
– اى
– هتاخده منى
لم يكن يفهم بعدت عنه وركضت نظر لها بشده فهى لا تهتم بأمرها البتا
ذهبت فريده وهى تركض وتشعر بوخزات قويه وكانت الخياطه تمزق معدتها وتشعر بالغثيان وكأنها روحها تصعد لكن قدماها لا تتوقف
لقيت طيفها وهى بتمشي فى الطريق اخر صاحت وهى تقول – استنى
ركضت تجاها شعرت بألم سندت بيدها على الحائط تنهدت نظرت أمامها ذهبت – رجعيه.. مش هسمحلك تاخديه منى
وحين وصلت فريده لآخر الطرقه لم تجد احد نظرت يمينا ويسارا فهل معقول أنها اضاعتها ذهبت وهى تبحث عنها لكن كانت الطرق تؤدى إلى سد لم تكن لتذهب منه فكيف تهرب
تسند بزراعها ع الحائط وتسير وهى تقول – ابنى..
كانت نبضات قلبها تتوارى رويدا رويدا بينما عقلها من كان المتحكم الرئيسي الذى تريده إلى أوامر فيصغى لها تحرك قدماها بثقل شديد لكن توقفت حين وصلت لاخر طريق آخر مسدود نفيت وهى تقول – لا..
دمعت عينها وكأنها تشعر بالعجز فتحت قبضتها ورأت شريط صغيرها
– فريده
لفت لما سمعت صوت وكان ياسين الذى نظر لها بقلق شديد اقترب منها إليها امسكها قال – كنتى فين
– ياسين.. خدته
نظر لها وهى تتحدث بتعب وتنظر له قال – فريده
– ياسين..لقتوه
صمت وهو ينظر إليها لتقول – مسكتوها مش كده
– مسكنا مين
– ميرال
نظر لها بشده قالت – شفتها
– ميرال؟!
– هى إلى خدت ابنى.. حرمتنى منه زى ما وعدتنى
” اوعدك انك هخليكى تندمى ع اللحظه الى قررتى ترجعيله فيها، لانى هخليه سبب تعاستك
” ابنك إلى انتى فرحانه عشانه مش هنيك بيه… اوعدك انى هحرق قلبك عليه”
– ميرال إلى هيجبها هنا يافريده
– بقولك هى مش مصدقنى
– ميرال تحت حكم مشدد وهناك صعب حد يهرب
– والله هى ياسين.. خدته منى.. شوفتها مستحيل انساها.. حاولت تقتلنى مرتين.. ودلوقتى هتقتل ابنى
– أهدى
صاحت به بغضب وقالت – متقوليش أهدى.. معقول لسا ملقتهوش..
مسكته وقالت – مش هيستحمل قولت أنه ضعيف.. هيمو.ت
دمعت عينه وهو ينظر إليها وعقله ملىء بالضجيج مسكت وجهه قالت – اعمل حاجه يا ياسين.. ارجوك.. ملحقتش امسكه ملحقتش حتى اشوفه
ارتمت على صدره وبكت قالت – رجعهولى ارجوك.. أنقذه منها
كان قلبه يتقطع من بكائها وهى تلقى بكلماتها الراجيه قالت – رجعلى ابنى بخير
وسكنت فجاه ولم تتحدث حتى صوت بكائها قد توقف أنها حتى لا تنشج وكادت أن تقع لكن ياسين امسكها فاستلقت على زراعه وهى مغشي عليها نظر لها قال بقلق – فريده
لامس وجهها يفيقها لكن لتقع عينه على ملابسها ورؤيه دماء مكان جراحتها لينصدم نظر لها بشده والفزع يتسرب إلى قلبه
حملها على زراعيه وذهب أتى ايهاب وقال – لقتها
لكنه رآها على زراعيه وانصدم من شكلها وهى مغشي عليها قال – فريده.. حصلها اى
لم يرد عليه وذهب سريعا وهو ينادى ع الأطباء ليسرعو إليه بخوف اقترب طبيب منها
– مريضه؟!
أزاح ملابسها ورأى جراحتها لينصدم وضع يده ليكتم الجرح وقال – دى بتنزف.. على العمليات بسرعه
أخذوها منه ليشعر وكأن قلبه ينتزع معها وهو ينظر إليها بقلق شديد ليقفل الباب ويكن سدا مانعا رؤيتها
جه مدير المشفى نظر إلى ياسين قال – استاذ ياسين
كان متردد فى الحديث وخائف قال ياسين – عملت اى
– فتشنا الكل بس ملقتوش كأنه اتبخر
ليشعر ياسين بخيبه أمل كبيره قال – يبقى مدورتوش كويس
– والله مقصرناش والتفتيش كان شديد حتى خدنا طلاب سلبى كتير من المرضى والناس
– كلام سلبى؟!!
نظر له توتر ليقول – عارف انت هيجصلك اى والطقم الطبى بتاعك
– بس
– جريمه فى مستشفى المفروض تبقى امان لمرضاهم مش تخطفهم
– احنا عملنا إلى ف أيدينا
– مكنش فى تشدد زى الازم.. عشان يتاخد ابنى والفاعل يخرج زى ما دخل
نظر له واردف – فين المسؤليين عن حضانه الاطفال.. ليه كانت فاضيه
– فاضيه؟! مستحيل احنا حطين عينا عليهم والرعاية
قال بغضب – فين هماااا
ارتعب قال – موجوده.. حاضر هجبها لحضرتك
وذهب وهو متوتر فتح الباب وخرج الطبيب قال – النزيف وقف
– كان من أى
– تمزق فى الجراحه
نظر له وتذكر ركضها وعدم اصغائها له قال الطبيب – مش عارف استحملت ازاى أو ازاى محستش بوجع خلال حركتها.. المهم لازم تهتم بنفسها اكتر عشان الوضع ميسوئش
اومأ ياسين بتفهم نظر له الطبيب ذهب ليتركه باعينه المعلقه على غرفتها جلس
وضع رأسه بين يداه وعينه تدمع من الكوراث الذى تحيطه لا يعلم ينتبه لأى منهمها زوجته أم ابنه.. ابنه الذى انتشلوه قبل أن يحتفظ وجهه داخله.. ليت فقط الحياه تتركه.. ليتأهل تتوقف قليلا من ارهاقه وإذلال قلبه
جت داليا باستعجال سالت الممرضه على اوضه فريده ظلتها فشكرتها وذهبت
– أهدى يا داليا
– مسمعتش إلى حصل.. عايزنى أهدى
– إنشاءالله يكون سوء فهم
– يارب
بس وقفت لما شافت ياسين وهو جالس امان غرفتها ومخفض رأسه ذهبت إليه جلس بجانبه وهى تنظر له فهو حتى لم يشعر بها على الرغم أن ياسين دقيق الملاحظه لتتدرك أن عقله غائب شارد بأفكاره وكأنه فى عالم اخر
– ياسين
وضعت يدها على كتفه نظر لها لتنظر إلى عيناه المتعبه قالت – ياسين.. ف اى إلى حصل
نظر إلى الغرفه التى أمامه نظرت داليا بعدم فهم قال – فريده بتضيع منى
– مالها فريده؟!
– حصلها تمزق بسبب الجراحه وهى بتجرى
– ازاى تجرى وهى عيناه وانا كنت فين
– مسمعتنيش.. كانت بتجرى عشان تدور عليه
نظرت له وكان محمود ينظر إليه ولاول مره يرى ياسين هكذا
– إلى سمعته صح.. ابنك؟!
– اختفى
انصدمت نظر إلى يديه وهو يتذكر كيف حمله كيف نظر إلى وجهه وشعر بروحه نبضه لم يشعر بها من قبل كأن روحه الذى سرقت استعادها فى تلك اللحظه جمع قبضتيه بضيق شديد قال – خدو ابنى.. حرمونى منه بدرى
شعرت بالحزن الشديد عليه وجدت دمعه تسيل من عينه ربتت عليه قالت – هتلاقيه انشاءالله
– لازم القيه.. بس شيطانى بيصورلى حجات..
قالت باستدراك- أنه ممكن يكون مات
– خايف اوى.. هيخدوه منى زى ما خده كل حاجه
– هتعمل اى
– مش هسمحلهم ولو مش عشانى ف فريده مش ذنبها حاجه.. مش ذنبها تعيش الى عيشته ويتوجع قلبها.. عانيت كتير عشان يجى بخير
تذكر تعبها طوال الليل والحمه التى كانت تلازمها ويسهر بجانبها تذكر مرضها وحملها الذى لم يكن سهلا
– كانت بتاخد ادويه فوق طاقتها كنت بشوف تعبها وخايفه تقولى أنها تعبت عشان مخافش عليها من الحمل
مكنتش بتتكلم واخر فتره تعبتها اكتر.. بتخاف من العمليات وقبلت بيها كانت داخله وكنت شايف عينها بترجف استحملت عشانه فى الاخر اتاخد منها قبل حتى ما تشوفه
نظر إليها وقال – أنا لى بيحصل معايا كده
حزنت عليه كثيرا ضمته إليه قالت – كفايه.. اول مره اشوفك كده
– تعبت
ربتت عليها بحزن وتبكى عليه وتحاول مواساته لكن تعلم أن حزنه اكبر بكثير من أن تتلى عليه كلمات فيشفى بل تخشي أن ابنها سيؤذى كثيرا وتخاف من الاتى إن لم يعودابنه إليه سيكون ياسين غير.. سيعود إلى نقطه راجعه كثيرا.. سيكون كالذى حارب طوال المدى وانتهى به المطاف قتيل
***
كان المدير واقف مع موظفين المشفى قال – إلى حصل ده كارثه لينا.. عارفين لو صحافه عرفت وخصوصا ياسين جابر ليه سيط زيه وابنه اتاخد مننا بسبب الإهمال.. المستشفى هتتقفل ده غير التحقيق
توتر الموظفين قال إحداهم- بس احنا مالنا
– الولد كان فى عهدتنا وتقول احنا مالنا.. لو بس اعرف المصيبه دى جت منين
كانت الممرضه واقفه وهى قلقه تنهد المدير قال – فين إلى كانو مسؤليين عن الحضانه
– مشيو دوريتهم خلصت
– إلى كانت هناك فين
قالت الممرضه – انا
نظر لها قال – انتى إلى كنتى هناك
– اه بس
– متحكليش تفاصيل هيسالك ابقى جوابيه.. واياكى تلغبطى ف الكلام قدامه توقعينا كلنا
اومأت له بتفهم وهى مرتبكه من نظارات الجميع
***
كانت فريده مستلقية على السرير دخل ياسين ورأى الممرضه كانت واقفه بجانبها نظرت له قالت – حضرتك عايز حاجه
– هتفوق امتى
– معرفش هسال الدكتور..
– مفيش داعى
اقترب وجلس بجانبها وهو يطالع ملامحها وهدوئها وقلق من ايفاقتها وكيف ستكون حالتها
مسك يدها وهو يضعها بين يداه ويشعر بدفأها وليته يضمها إلى صدره ليس من أجلها بل من أجله انه يحتاج عناقها كثيرا.. يحتاج عيناها التى يتقوى به.. كيف وصلت لتلك الحاله
قبلها وعينه تدمع بحزن عميق ويهمس لها – سامحينى.. لو كنت السبب
طرق الباب نظر وكان المدير نظر إلى فريده فكان يعلم أنها زوجته قال – بتأسفلك للحصل لمراتك
قال بدون مقدمات – هى فين
– اه.. برا
ذهب ليرى الفتاه وكانت واقفه وحين رأته توترت قليلا قال المدير – طلبت تشوفها
نظر ياسين إليها قال – انتى إلى كنتى هناك
– لا
نظر لها باستغراب قالت – اقصد اه المفروض اكون هناك وكانت ودوريتى انهارده
– قصدك انك سبتى مكانك إلى مسؤوله منه
– لا أنا مسبتهوش لوحده الا لما تأكدت أن غيرى هيقف بدالى
– كلهم قالوا إنك بس الى كنتى هناك
– وانا بردو كنت بحسب كده.. بس عبير جت وقالتلى أنها هتقف بدالى
– عبير مين؟!
– زميلتى.. كانت مروحه وشافتنى تعبانه فقالت إنها هتمسك هى بدالى واروح أنا
نظر لها من ما قالته قال المدير – عبير روحت من ساعه
– معرفش والله ده إلى قالتهولى عشان كده سيبت المكان وروحت لحضرتك عشان استأذن امشي بس قبل أنا ادخل
نظر إلى ياسين وقالت – لقيتك دخلت وسمعت إلى قولتله وان ابنك مش لاقيه فخوفت اكون مشتبه فيها وانا المسؤوله عن المكان
اقتربت منه وقالت – والله انا ما ليا دخل ده كل إلى حصل عاقبونى انى سيبت مكانى بس تهمه زى دى أنا مش قدها
صمت ياسين وهو ينظر إليها وكانت قلقه كثيرا نظر إلى المدير قال – متخلهاش تمشي
نظرت له بشده نظر لها وقال – والتانيه تيجى لحد ما نعرف الحقيقه
قال المدير – بس عبير ف بيتها
– اعملها استدعاء وتيجى لهنا عشان مروحلهاش انا
– حاضر هستدعيها
نظر إلى الممرضه التى كانت خائفه ثم ذهب نظر المدير إليها قال – انتى لسا واقفه يلا تعالى
– فين
– مسمعتيش.. قال ممنوع تمشي عقبال ما نشوف التانيه هى كمان
كانت داليا جالسه نظر لها محمود قالت – لو عايز تمشي امشي أنا هعقد
– مقدرش اسيبك.. هكون معاكى
نظرت له ذهبت إلى غرفه فريده وحين دخلت رأت ياسين الذى كان جالسا بجانبها حزنت من خالته اقتربت منه قالت – ياسين.. مش هتنام
– انام؟! ابنى اتخطف ومراتى.. مراتى على سرير مرضى.. هعرف انام ازاى
ربتت عليه قالت – ربنا مش هيسيبك.. بس مينفعش تعقد كده..انت منمتش من ساعه مجيت المستشفى دى
– مش هنام الا لما الاقيه
كان ينظر إلى فريده تنهد وقال – خلينى قاعد جنبها.. عشان متضعش منى هى كمان
حزنت عليه وصمتت بقله حيله عليه نظر ياسين فى الساعه ذهب راج للمدير لقاه فى حاله غضب وتوتر وبيقفل التلفون لف وانصدم من رؤيه ياسين
– هى فين
– هتصل عليها تانى
ولسا خينهرب توقفه ياسين وقال بحده – سمعتنى
– مبتردش..اتصلت عليها كتير بس مفيش رد
– عنوانها
– اى
– قولى عنوانها
– معرفش
– اكيد بيبقى مكتوب فى سجل الموظف.. امال بتعينو عشوائى
– ايوه بس..حاضر هكلمهم حالا
مع بزوغ الفجر فتحت فريده عيناها بضعف نظرت وجدت داليا معها وتتحدث مع الممرضه نظرت لها قالت – فريده
اقتربت منها قالت – عامله اى دلوقتى
نظرت لها قالت – ياس..ين.. فين
– كان جانبك اليوم كله بس جتله حاجه فاضطر يمشى.. متقلقيش هيجى كمان شويه
– راح يدور عليه
نظرت لها وأنها تتذكر اومأت لها إيجابا نظرت فريده للنافذه والسماء التى تتفتح من سواد الليل قالت – اليوم تانى جه وهو مش هنا.. الله اعلم حصله اى
قالت داليا – متقلقيش إنشاءالله يبقى بخير
دمعت عينها وقالت – ولو مكنش بخير.. لو حصله حاجه
صمتت داليا اعتدلت فريده منعتها الممرضه لكنها ايعدتها وقال – ابعدى
– انتى مريضه
– قلتلك ابعدى
زقتها وقامت نظرو لها قربت منها داليا قال – فريده
– فولت ابعدو
– مينفعش الدكتور قال لازم تبقى ف السرير
– هما نفس الدكاتره إلى قالو مينفعش اشوفه وف الاخر كانو سبب بأنه يبعد عنى.. مستحيل اسمعلهم
مشيت لكن فتح الباب وكان ياسين نظرت له ولعمها الذى كان معه اقتربت منه قالت – ياسين.. رجعته مش كده
امسكت يده وهى تنظر خلفه ولعمها الذى حزن عليها قالت – لقيته.. هو فين
– جاى لوحدى يافريده
قال ذلك بحزن عليها نظرت له بشده قالت بغضب – لى رجعت وهو مش معاك
نظرت داليا لها ضربته وقالت – كان قدامك فرصه تنقذه لو لحقته بس انت مبتعملش حاجه
صمت بكيت وقالت – سبتهم ياخدوه لى
– أهدى يافريده حركتك غلط
قالت بصراخ – وجع قلبى غلط.. فاكرنى خلفه ع نفسي.. روحى واخدنها منى.. ابنى ياياسين ابنى خطفوه
قالت داليا – ده ابنه هو كمان كلنا موجعين من الى حصل
– بس مش زى..
نظرت إلى ياسين قالت – ازاى قادر تكون هادى كده.. مش خايف من العواقب.. خرج من الحضانه يعالم عايش فين وازاى.. قادر تقسي قلبك على ابنك..
قال أشرف – فريده
– لو مش هتعمل حاجه قولى وانا هدور عليه بنفسي
ذهبت لكنه أوقفها صاحت بغضب وهى تقول – ابعد سبنى
– مينفعش تخرجى وانتى كده
– عايزنى أعقد اتفرج
– اسمعيلى المره دى بس..متخليش الحمل عليا اكتر أشيل همك وهمه
– شيل همه هو بس انا قادره لنفسي
تنهد وضمها إليه قال بغضب وهى تبكى- ابعد ياياسين.. سبنى
– بس يافريده
نظر إلى الممرضه اومأت له وذهبت لتحضر حقنه مهدأه بسبب انفعالها الشديد سيضر بها كثيرا
– ابنى فى خطر
– اوعدك أنه هيكون بخير
صمتت حين قال ذلك لتشعر بوخزه وكانت الحقنه التى لم تنتبه لها نظرت إلى ياسين فهل خدعها ما تلك الحقنه وما بها قالت – لى عملت كده
– سامحينى.. لو مشيتى المره دى هتبقى بتقتلى نفسك
– لازم ادور عليه.. لى تمنعنى
حزن عليها مالت عليه قالت – طلبت منك ترجعولى.. مش عايزه حاجه غير أنه يرجعلى
ربتت عليها وهى تهدأ بين يديه لتقع لكنه امسكها وكانت قد غطت فى النوم حملها وذهب بها إلى سريرها وهو ينظر إليها بتأنيب ضمير أنه اعطاها مهدأ لكنه كان مضطرا، نظرت داليا واشرف إلى ياسين وما يشعر به لا يمكن تصوره خرجو وتركوه ليكن معها بمفرده
قال محمود – ف حاجه حصلت
قالت داليا – لازم نبلغ
قال أشرف – معداش ٢٤ساعه
– ده لو كان عيل أما ده طفل اتخطف من بعد ولادته
– ده سبب اكتر أنهم مش هيهتمو
نظرت له بشده قال محمود – معاه حق.. البوليس بيجيله اكتر من ميت الف حاله خطف ولو ادناهم تفاصيل وأنه كان المفروض يكون فى الحضانه هيدو احتمال أنه ما.ت
قالت بصدمه وخوف – بتقول اى
– أنا بقول إلى هيفكرو فيه
– يعنى هنعقد كده ياسين بس الى بيلف.. لازم يدخلو هما هيساعدوه.. اعمل حاجه يا محمود انت ليك معارف فى الشرطه وكلهم عايزين بردو ديونك اكيد هيساعدوك
– حاضر هحاول
كان نائم وهو يضمها إليه يربت عليها ممسدا على شعرها وقلبه منفطر عليها كانت رموشها لا تزال مبتله اثر بكائها ودمعتها تحف على وجنتيها.. كان يحسدها على ذلك النون العميق الذى يريدان يشعر به..يريد أن ينام للابد ويرتاح من تلك الدنيااه
تنهد وهو يتذكر كلامها الذى جرح قلبه بشده لكنه يعلم أنها لم تكن تقصد.. لا شك بأنها لم تكن تقصد ذلك
أخرج شئ من جيبه وكانت المفجأه انه الانسيال الذى انسرق من فريده واعينه تحوم بأفكار تحاوطه من كل جانب
كانت سلوى تجلس مع تسنيم فى قلق سمعو صوت نظرو لقو ايهاب رجع اقتربت سلوى منه قالت – ايهاب انت رجعت
نظر لها وإلى تسنيم قال – كنت بسال طنط ع المستشفى معرفش أنها معندهاش خبر
قالت سلوة- إلى حصل يا ايهاب طمنى
جلس وقال – الولد اتخطف..
أنصدم تنهد واردف- فريده هتتجن عليه.. تعبت ودخولها العمليات تانى
– وهى دلوقتى عامله اى
– بتاخد مهدأ لحد ما تتحسن لو حصل حركه غلط حالتها هتبقى وحشه عشان كده الدكتور نصح بجرعه مهدأت
قالت تسنيم بحزن – ياحبيبتى يافريده.. معاها حق هى كانت متعلقه بيه اوى رغم أنه مكنش لسا جه بس كانت مستنيه اللحظه الى هتشوفو فيها وبتعمل كل ده عشانه
قالت سلوى – يعنى عليها.. طب ملقتوش الفاعل اقصد مين إلى هيخطف طفل عاوز منه اى
قال إيهاب – ممكن يكون حد من أعدائه أو عارف ياسين فعايز فديه فلوس يعنى
– لسا معرفتوش
صمت نظرو له قال – بابا قالى اروح وهو هيكون هناك جنبها..انا داخل اوضتى
مشي وسابهم وكانو ينظرون إليه ربتت سلوى على تسنيم قالت – خليكى معاه
– ممكن مش عايز حد يزعجه أنا همشى
– هو محتاجك
دخل اوضته جلس مسح وجهه بضيق وهو يتذكر فريده حزن عليها بشده
دخلت تسنيم نظرت له اقتربت منه قالت – ايهاب
وجدته دمعه تسيل على وجهه نظرت له بشده مسكته وهى تلفه إليها قالت – ايهاب
– تسنيم..احضنينى
– اى؟!
– محتاجك
حزنت عليه لتجده يضمها وهو يطوق بزراعيه على خصرها ارتبكت قالت – انت كويس
– صعبت عليا.. اول مره اشوفها فى حاله زى كده
كان يتكلم عن فريده الذى لم يستطع التخلص من حبها قط ولا يزال متعفن داخل قلبه لا يخرج منه.. لقد حاول لكن لم يستطع
نظرت له ومن حزنه الشديد وكيف قلق عليها قالت – صعب علينا كلنا.. بس هترجع كل حاجه ف مكانها.. إنشاءالله يرجع
بادلته العناق بحب وهى تواسيه وتفكر ف فريده وكيف هى الآن
***
فى الليل قام ياسين بعد أما غفى ساعه واحده لكن وجد فريده ليست بجانبه لينصدم وقام فورا بخوف
نظر حوله يبحث عنها لكن وقعت عينه عليها وهى واقفه أمامه النافذه تنظر إلى السماء ودموعها تتساقط وتنشج تنهد قام واقترب منها وقف بجانبها ونظرلها من اعينها الحمراء فلقد كانت تبكى منذ مده
– بتعملى اى
– ببص للسما.. الحاجه الى بتجمعنا مهما اختلفت الاماكن هنبقى تحت سما واحده
نظرت له وقالت – تفتكر لسا تحت السما
ارتجف قلبه رجفه لم يشعر بها قط وشعر بحرقه فى عينه تنهد وامسكها وذهب بها وهو يجلسها على السرير
– لحد اما نوصل لجديد مش عايزك تعملى اى حاجه ترجعنا لورا
نظرت له من كلامه المجهول ولا تفهم ما يعنيه فعن اى جديد وهو اقف هنا، انحنى عند قدميها امسك يدها تنهد وقال- هعمل كل إلى ف ايدى.. ثقى فيا..لو هموت هرجعولك قبل أما ده يحصل
لم ترد عليه وكانت تنظر إليه فقط تنهد ربت على يدها قام وذهب وهو يتركها خرج ياسين من الغرفه رن هاتفه وكان رقم غريب ليرد عليه- الو
– المفروض تكون مستنى المكالمه دى
– مين
– ياسين ده انا معرفتنيش
– ميرال
– كويس انك لسا فاكرنى
– ابنى فين
– معايا.. اكيد مش ده سؤال بتسال إذا كان عايش ولا ميت.. بس هو حاليا عايش
لتردف بصوت خالى – بس مش هيدوم طويل
خاف قال – انتى فين
– فى الجحيم
ذهب وهو يبتعد من الغرفه قال – لازم نتقابل
– امم افتكر انك مفكرتش تقبلنى وانا مبين الحديد.. صوتك باين عليه الخوف والرعب وده إلى أنا عايزاه
خرج وهو يقترب من سيارته قال – معاكى حق أنا خايف.. قوليلى مكانك
– وده إلى أنا عايزاه عشان همشيك زى ما انا عايزاه.. عايز تعرف مكانى أنا ولا ابنك
– عايز نتفاوض.. متأذهوس ارجوكى
ابتسمت من خلف الهاتف قالت – بايدك تخلينى مأذهوش.. عيزاك لوحدك
– تمم فين ادينى العنوان
– انت عارف مكانى
لم يفهم قفلت الهاتف دون أن تقول شئ اخر نظر إلى الهاتف باستغراب شديد من ما تعنيه فهى تلاعبه على النار تلاعبه عن ضبط أنفاسه
نظر إلى حراسه قال – محدش يجى معايا.. خليكو هنا عشان فريده
نظرو له ركبت عربيته ومشي وهو يقودك بسرعه شديده فتح هاتفه واتصل عليها “الرقم الذى طلبته غير متاح..
قفل الهاتف بضيق فهى بالطبع لن تترك شريحه هاتفها ليعرف مكانها أنها تأخذ حذرها لكن ماذا تقصد بما قالته “انت عارف مكانى”
صمت قليلا وهو يستوعب ليتوقف بسيارته فجأه حين أدرك شئ استدار وغير طريقه
توقف عند بناء لم يكتمل بعد كان على الأساس فقط ومواد البناء لا تزال موجوده متراكمه والصخور تحاوطه نزل من سيارته ونظر إلى الأعلى
دخل سريعا وصعد للأعلى وهو يبحث عنها يمينا ويسارا فى كل طابق لكن لم يكن هناك أحد توقف حين وجد شئ، ليجد قطره دماء انحنى وهو يلمسها وكانت دافئه اى أنها حدثت للتو، ارتجف قلبه بخوف معقول أنها اذته
– ميراااال
ذهب سريعا وصعد وكأن الموت يلاحقه ويبحث عنها فى كل طابق إلى أن توقف حين وجد من تقف بعيدا على الحافه نظر لها
– ميرال
التفت ونظرت له لتتقابل أعينه لينصدم ارتسمت ابتسامه على شفتاها قالت
– بقيت تخاف اوى يا ياسين

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية زهره الأشواك)

‫2 تعليقات

اترك رد

error: Content is protected !!