روايات

رواية أليفة الفصل الأول 1 بقلم Lehcen Tetouani

رواية أليفة الفصل الأول 1 بقلم Lehcen Tetouani

رواية أليفة البارت الأول

رواية أليفة الجزء الأول

أليفة
أليفة

رواية أليفة الحلقة الأولى

…… كان هناك رجل كريم الخلق عادل صادق أمين وكان الله قد أعطاه من الخير والمال والأملاك ما جعل أهل القرية يحبونه و يقدرونه ويعينونه رئيس عليهم.
كان الرجل ذو خلق ومال وجمال وكثير من الزوجات الجميلات ولكن كعادة الأحوال فلا تكتمل السعادة لأحد فقد كان عقيماً لا ينجب و قد رزقه الله المال من زينة الحياة الدنيا وحرمه الزينة الأخرى وكان هذا الأمر يحزنه و يقض مضجعه
و في يوم من الأيام جلس على فسحة أحد منازله يتأمل جمال الأرض الخضراء والسماء الزرقاء وإذا به يرى طيراً على شجرة يطعم صغاره في العش ثم نظر أمامه ليرى دجاجة من دجاجاته تمشي و ورائها فراخها الصغار و راح يتأمل ف هنا نعجة ترضع حملها و هناك بقرة ترعى مع عجلها و في مكان آخر فرس مع مهرها و أطفال القرية يلعبون و تتعالى ضحكاتهم
أينما نظر كانت الكائنات كلها سعيدة تحمي وترعى صغارها إلا هو رغم كل ما يملك لم يستطع أن يكون له صغير أو صغيرة تفرحه وتؤنس قلبه اغرورقت عيناه بالدمع وخرج من المنزل هائماً على وجهه حتى لا يراه أحد يبكي
لم يكن يعلم إلى أين يتجه ترك قدميه تقودانه حيث تريدان لم يشعر بنفسه إلا واقفا أمام عين الماء في الغابة التي على الجبل المجاور لقريتهم جلس أمام العين و راح يبكي و يبكي و يصرخ بحرقة
و فجأة اهتزت الأرض تحته هزة و كأن زلزالا عنيفا أصاب الدنيا أراد الوقوف و لكنه وقع أرضاً من هول الهزة و ما رأى انشقت عين الماء التي أمامه من المنتصف و راح يغور مائها حتى فرغت وصار يسطع ضوء أزرق مائل للخضرة كلون ماء النبع تماما و ظهر من الشق رجل مسن كان شيخاً كبيراً بشعر أبيض و ذقن بيضاء طويلة حتى خصره و حاجبين عريضين وطويلين يكادان يغطيان عينيه و كان وجهه أبيض محمر ويرتدي ثوبا أزرقا فاتحا
نظر إليه بخوف ممزوج بفضول و ما زاد فضوله عندما رأى أن عيني ذلك المسن كانتا مشقوقتين بالطول ولونهما أزرق صافي بلا بياض ولا سواد تهيأ الرجل للهروب و لكن صوت الشيخ أوقفه توقف يا فلان لا تهرب
انشقت عين الماء التي أمامه و ظهر رجل مسن بشعر أبيض
تجمد الآغا في مكانه وتجمد الدم في عروقه من أين عرف الرجل اسمه ؟
بال أنا سيد هذه العين يا رجل و قد سمعت صوت بكائك و رغبتك الشديدة بإنجاب طفل من صلبك و سأساعدك لأنني أعرف أنك رجل خلوق وكريم وطيب
و كيف عرفت بأني رجل طيب و كيف ستساعدني ؟
قاطعه الرجل لحسن التطواني قائلا : يا ابني أنا سيد العين والمياه التي تراها وكل نسمة هواء وكل قطرة ماء وكل ورقة شجر حولك تحدثني وتخبرني عن أحوال الناس و أما كيف سأساعدك ؟
أخرج الرجل من كم ثوبه الأزرق تفاحة نضرة شديدة اللمعان و الصفرة حتى ليظن الرائي أنها مصنوعة من الذهب
هذه تفاحة زينة الحياة يكفي أن تأكل منها و تطعم كل من زوجاتك قضمة منها وأما ما يزيد منها فقسمه قسمين ادفن أول قسم في أرض من أراضيك وأخلط القسم الآخر بعلف دوابك وعندها ستتمتع بكل ما في هذه الحياة من زينة مال وبنون و رزق و بركة في كل ما يأتيك
أعطاه العجوز تفاحة ذهبية عجيبة سوف تغير حياته
اقترب الآغا من ضفة العين بلهفة ليلتقط التفاحة من الرجل ولكن الرجل أمسكها وأكمل كلامه
ولكن عندي شرط واحد اشرط أي شيء أعطيك ما تريد حتى روحي أعطيك إياها بعد أن أرى ولدا من صلبي
لا أريد روحك و لكن سيولد لك الكثير من الأولاد والبنات وشرطي هو أن تعطيني أول بنت تُرزق بها فأنا كما ترى شيخ كبير وأعيش وحدي في قصري لا أحد يؤنسني ولا يقوم بخدمتي وأعدك أنني سأعتبرها كأبنتي
فكر الرجل مليا و لشدة يأسه حدثته نفسه قائلة وما الضرر هي بنت واحدة و ما واحدة أمام عشرات الأولاد الذين سيحملون إسمي و يحققون حلمي lehcen Tetouani
وافق الرجل و أخذ التفاحة وانطلق إلى القرية مسرعا
نفذ ما أملاه عليه سيد العين و فعلا وبعد مرور فترة بشرته نسائه كلهن بحملهن و حتى دوابه كلهن حملن للمرة الثانية تلك السنة و أما الأشجار فقد ثقلت بالثمار والأرض ازدانت بالخيرات
و راحت دوابه تلد الواحدة تلو الأخرى و ولدت نسائه و في السنوات المقبلة رزق باولاد والكثير الدواب حتى بلغ عدد ما ولد له من أبناء و دواب ما يزيد عن الألف
و بقت فقط زوجته الصغرى فقد كانت حاملاً بشهرها الأخير و رُزقت بمولودة أنثى سماها أبوها أليفة أي الواحدة بين ألوف فرح بأليفة أشد الفرح فكانت أنيسة قلبه و حنونته
و لشدة سعادته نسي الشيخ و وعده للشيخ فقد أنساه أولاده وأرزاقه أي شيء آخر

يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أليفة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *