روايات

رواية أليفة الفصل الثاني 2 بقلم Lehcen Tetouani

رواية أليفة الفصل الثاني 2 بقلم Lehcen Tetouani

رواية أليفة البارت الثاني

رواية أليفة الجزء الثاني

أليفة
أليفة

رواية أليفة الحلقة الثانية

……مرت السنين وزوجات الرجل ينجبن الولد تلو الآخر ولم تلد ولا واحدة منهن بنتا فكانت أليفة وحيدته إبنته شديدة الجمال والذكاء والأدب بالرغم من صغر سنها و في تلك السنة قرر والدها إرسالها لتتعلم أسس الكتابة والقراءة والحساب و كان ذلك ممنوعا على البنات و لكن وحيدة قلبه أليفة لم تكن كباقي البنات
في يوم من الأيام خرجت أليفة من حلقة العلم متجهة للمنزل وإذا بشيخ مسن يقف أمام دار المعلم صاح لها الشيخ بالاسم : أليفة أليفة تعالي يا ابنتي تفاجأت اليفة من هذا الغريب كيف يعرف إسمها اتجهت إليه بخجل و قالت له : ماذا تريد يا جدي
أجابها سلمي لي على أبيكِ يا إبنتي وأنشديه :أليفة يا ألف ألوف سلمي لي على أبوكِ الزين قولي له يا رئيس شوف وعد الحر عليه دين
مشى الشيخ ببطء وأليفة تنظر إليه بغرابة فهي لم تفهم شيئا عادت إلى المنزل و ما إن رأت أمها وأخوتها ينتظرونها على الطعام حتى نسيت الشيخ و شعره الغريب
في اليوم التالي تكرر نفس الموقف أوقفها الشيخ وأستفسر عن والدها و لكنها اعتذرت منه وأخبرته بأنها نسيت إيصال الرسالة لأبيها لحسن التطواني فأنشدها ببيت آخر قال فيه:يا رئيس أدي الأمانة الأمانة حمل الرجال لما عرضها رب العرش رفضتها حتى الجبال أعطيني حقي يا رئيس أليفة رزقي الحلال
و نفس المرة الأولى نسيت طفلتنا إيصال المرسال لأبيها
و في اليوم الثالث جاء الرجل غاضباً وقال لها : ماذا قال لكِ أبوكِ ؟
فأخبرته أنها نسيت وهنا قال لها : حسنا سأعطيكِ هذه التفاحة الصفراء أعطيها لأبيكِ وأخبريه : سيد العين ينتظرك بعلامة هي التفاحة
وصلت أليفة إلى المنزل و راحت تبحث عن أبيها وكأن كلام الشيخ السهل سهل عليها المهمة و ما إن لمحت والدها في بيت خالتها الكبيرة حتى فتح يديه ليستقبلها في حضنه فركضت إليه وضمته وهمست بأذنه.
يا أبي سيد العين ينتظرك بعلامة هي التفاحة وأخرجت التفاحة من جيبها lehcen Tetouani
جحظت عينيه و وقع على ركبتيه ولم يعد قادرا على النطق بحرف و كأن صاعقة أصابته هرعت إليه زوجته وأولاده وأجلسوه في مجلسه و راحت زوجته تستفسر منه عن حاله هل هو مريض أو متعب ؟
انفجر الرجل بالبكاء و راح يهذي ويقول : انخرب بيتي يا مرة
خافت زوجته وسألته عن سبب هلعه وحزنه ؟
فقص عليها القصة التي حدثت منذ عشر سنوات والوعد الذي وعده لسيد العين وأن السيد يريد أمانته التي هي أبنته الوحيدة الغالية
ولكن الزوجة قالت له : بأنه لا يستطيع التملص من وعده وأنها تخاف إن هو أخلف وعده بأن ينتقم الشيخ فيضر باقي أبنائه و كان سهلا عليها القول بتنفيذ الوعد فالفتاة و إن كانت غالية عليها فهي ليست ابنتها وأبنائها أهم من كل شيء عندها
رضخ الرجل للأمر الواقع فلا مفر من وعده قال لأليفة : يا ابنتي اذهبي إلى أمك فلتحممك وتهيئ لك لباسا وأغراضا سأخذك إلى قرية عمتك غدا لتزوريها عدة أيام فرحت الفتاة الصغيرة وطلبت من أمها تهيئتها من غير ان تعرف بمصيرها
في صباح ذلك اليوم كانت أليفة بفستانها الزهري وجدائل شعرها الأسود وحذائها الأبيض كالقمر وكانت شديدة السعادة و ما إن رأت أبوها حتى ودعت أمها بقبلة وحملت حقيبة لباسها وخرجت إليه
ركب الاثنان حصان أبيها وصار يمشي الحصان في الغابة حتى وصلا إلى العين نزل الأب وأنزل الصغيرة التي كانت مستغربة تسأله : هذا ليس بيت عمتي يا أبي ؟
أخبرها أبوها وهو يبكي يا إبنتي أنا سأعطيك للشيخ الذي رايتيه وهذا وعد قطعته على نفسي
نظرت إليه الصغيرة ومسحت دموعه و لأنها طفلة ذكية قالت لأبيها : لا تخف علي يا أبي سأكون بخير.
اهتزت الأرض وانشق العين وظهر سيدها ارتعدت الطفلة خوفاً من شكله فقد اختلفت عيناه وملابسه عن شكله عندما كان ينتظرها أمام دار المعلم و زاد خوفها عندما أمسك بيدها بقوة وقال لأبيها : لا تخف إنها في الحفظ والصون
حمل الرجل أليفة على ظهره وسط بكاء الأب وبكاء الطفلة و قال له هيا اذهب حتى لا تؤلم قلب الصغيرة وقال لها تمسكي جيداً يا ابنتي و نزل تحت العين وأغلقت الأرض ثانية

يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أليفة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *