روايات

رواية سراج الثريا الفصل التاسع عشر 19 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية سراج الثريا الفصل التاسع عشر 19 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية سراج الثريا البارت التاسع عشر

رواية سراج الثريا الجزء التاسع عشر

سراج الثريا
سراج الثريا

رواية سراج الثريا الحلقة التاسعة عشر

«أصبح مغرمً بها»
#سراج_الثريا
❈-❈-❈
مواجهة…. كانت حاميه
قرار… ربما يبدوا سهلًا، لكن بالحقيقة شاقًا عليهما
مواجهه منها… تنتظر قرار ربما يكون هو بداية الحرية فى نظرها.
قرار منه…كلمة قد تُنهي المواجهه،لكن…
أي كلمة
الطلاق…ووضع النهايه… أم الإنطلاق ربما يبدوا فرصة للبداية
أغمضت عينيها لوهلة، وكآنها سمعت قرار سراج:
“الأرض مقابل حريتك يا ثريا”
هكذا طن برأسها…او بالأصح توقعت قوله ذلك بمساومة منه لكن لن ترضخ…
لكن الحقيقية حين فتحت عينيها، كان سراج ينظر لها صامتًا للحظات قبل أن يرفع إحد يديه يجذبها من عُنقها وبلحظة كان يلتهم شفتيها بقُبلة مزيج مُتشعب من المشاعر الغير مفهومة لا بعقله ولا بعقلها الذي غيبهُ المفاجأة،قُبلة غضب تحولت الى قُبلات تُغيب عقليهما الإثنين لم يدري ايً منهما كيف وصلا الى الفراش ، كآنهما سقطا بفجوة زمنية فقد فيها الإثنين الوعي، حتى ذاك الرنين فى البداية تجاهلاه وظلت مُستمرة القُبلات واللمسات لكن الرنين المتواصل أفاقهم من تلك الغفوة…
نهض سراج عنها وقف يحاول تهدئة أنفاسه قبل أن يرد على الهاتف، خرج صوته مُتحشرجًا وهو يسأل بتوريه:
متأكد من المكان.
أكد له الآخر،، تحدث سراج:
تمام ساعة بالكتير هكون عندك.
بينما شعرت ثريا بالخزي من نفسها من ذاك الإستسلام المُباغت منها، وحاولت تعديل ثيابها تُحايد النظر نحو سراج الذي عدل هندامه وهو يذهب ناحية باب الغرفه وتحدث بأمر وهو يُعطيها ظهره:
ممنوع تحتكي بأي حد فى الدار، وأما أرجع لينا كلام تاني مع بعض.
لم ينتظر ردها، وخرج صافعًا خلفه باب الغرفه بقوه، جلست على الفراش تشعر بغضب من تحكُماته الزائدة، كذالك تنفست بجمود وهي تشعر أنها مثل الضالة الشريدة، كانت تود قرار حاسم لمواجهتها له
لكن إنتهت المواجهه بلا قرار.
❈-❈-❈
بعد قليل
بمكان خالي قريب من الجبل…، أخذ سراج تلك الصور من ذاك الوسيط قائلًا:
واضح إن فى عملية تهريب كبيرة هتتم قريب، مين اللى وصلك الصور دي.
أجابه الوسيط:
ده الراجل بتاعنا اللى فى وسطهم، بس أعتقد أن فى حاجه هتحصل قبل ما تتم العملية دي، كنوع من التشتيت للجهات الأمنية، لغاية دلوقتي العميل بتاعنا بيقول مفيش أي أوامر وصلت له بتنفيذ أي شئ.
تنهد سراج بتفكير قائلًا:
أكيد مش هيفتشوا أوارقهم كلها مره واحدة أنا عاوز العميل ياخد حذره لأن العمليه واضح أنها كبيرة وهما مش هيأمنوا لأي حد ولو شكوا فى أي شخص مش هيفرق هو مين، والتصفيه عندهم أسهل شئ،ومتأكد هيبقي فى تصفيات كبيرة الفترة الجايه.
أجابه الوسيط:
تمام يا أفندم عاوزك تطمن أنا محذر عليه ياخد حذره…وكمان فى تعاون بين الجيش والداخلية عشان كده.
إبتسم سراج قائلًا:
قولي بقى إيه آخر أخبارك، شايفك إتأقلمت هنا بسهولة.
إبتسم الوسيط قائلًا:
أنا هنا فى مهمة خاصه يا أفندم والمطلوب مني بنفذه، وكمان شُعلنا فى الجيش، وإننا بنأدي مُهمات وعمليات خاصه عودنا نتأقلم عالمكان اللى إحنا فيه مهما كانت طبيعة المكان، لأن كل الاماكن متاح لينا العيش فيها، مش لازم نصعبها على نفسنا.
ربت سراج على كتفه بمؤازرة وإفتخار قائلًا:
تمام،إنت ضابط كُفأ وكنت أفضل إختيار للمهمة.
إبتسم الوسيط قائلًا بمدح:
أكيد بتعلم من سيادتك،وسعيد جدًا إني بشتغل تحت قيادتك،إنت عارف كان نفسي أشتغل مع حضرتك،والفرصة جت لى وأتمني أكون مفيد وعند حُسن ظنك.
ربت سراج على كتفه قائلًا بتشجيع:
إنت من أكفأ الضباط وكفايه مدح كتير، مش عاوزين العملية دي تتم بدون ما الجيش يكون له الكلمة الاخيرة فيها.
بعد قليل أثناء قيادة سراج للسيارة عائدًا للدار، توقف للحظات فى البداية شك أن هنالك من يتعقبه، لكن كان مُخطئ، ربما تفكيره بتلك المُحتالة جعله يتخيل ذلك، زفر نفسه
لو عاد الليلة الى الدار قد يعود الشجار بينه وبين ثريا، وقد لا يتحكم فى أعصابه، تنهد بضجر مصحوب بمشاعر مختلطة غير مفهومة، ثريا تلك المحتالة العنيدة، أصبح لها تأثير عليه،بدل أن يُعاقبها على ما تفوهت به،وجد نفسهُ يُقبلها، يريد أخذ قرار حاسم وردع تمردها،لكن بالنهاية يحدث العكس…
تنهد بجمود وبدل طريقهُ من العودة الى دار العوامري، الى مكان آخر قد تهدأ فيه عاصفة عقله…
بعد قليل كان يقف أمام ذاك المنزل يدُق عليه وإنتظر دقائق حتى فُتح الباب، نظرت له رحيمة بخصه قائله بلهفه وقلق:
سراج خير يا ولدي، إخواتك بخير،ثريا بخير.
أجابها مّبتسم:
أخواتي بخير يا خالتي وثريا كمان، أنا كنت في مشوار قريب من هنا قولت أفوت أطمن عليكِ.
-كاذب يا سراج.
هكذا أخبرها إحساسها، لكن تبسمت قائله:
واجف جدام الباب إكده ليه، تعالى لچوه الدار.
إبتسم وهو يدلف خلفها يغلق الباب.. نظرت له بحنان سائله:
إنت عارف إنى بصلي العشا وأنام، أجيبلك تتعشي.
هز رأسه بنفي قائلًا:
لاء مش جعان.
تبسمت له قائله بحنان وهي تجلس على الآريكة:
تعالى. إجعد عالكنبه چاري، رچليا بيوچعوني من الواجفه كتير، عجزت بجى.
إبتسم وهو يراها تجلس تشاور على فخذها، فهم غرضها،وهذا هو ما يريده أن يتمدد بجسدهُ يضع رأسه على فخذيها،ربما يهدأ قلبه.
تبسمت بحنان حين وضع رأسه على فخذيها وضعت يدها على راسه تتخلل أصابعها بين خصلات شعره تُمسدها بحنان،وهو يُغمض عيناه يتنفس بهدوء،عن قصد سألته:
إزي ثريا.
فتح عيناه،وتنهد لثواني قبل أن يُجيبها:
بخير.
تبسمت قائله:
ياريت كنت جِبتها معاك،كانت دعكت لى رچليا،إيديها حنينه،وهي كمان قلبها حنين.
زفر نفسه،فهو لم يرا من حنانها شئ..هي معه دائمًا عاصيه تستفزه.
تبسمت رحيمه ووضعت يدها فوق صدر سراج تسير بكفها الى أن وصلت الى موضع قلبه،وقالت بتصريح حنون ومباشر:
العشق وشم محفور على الجلوب يا ولدي، صعب يتمحي حتى بكي النار هيسيب آثر لـ سهم العشق اللى إتوغل من جلبك، مش هتقدر تجاوم كَتير، العشج هيِغلبك، ويغَلبك، البِنيه جلبها ناشف زى الأرض الشراجي(الشراقي) بس ندى الصباح جادر يرجع الخضار لـ جلبها…هى الوحيده اللى جادرة تحتوي غضبك،بلاش الجسوة ياولدى تجسي جلبك،أمك زمان مماتش من المرض ماتت من الجسوة
الهالوك بيرعرع أكتر من الورد
بس..الأرض الطيبه كيف ما تزرعها بتحصد منيها.
أغمض سراج عينيه، يفهم قصدها، لكن مازال التمُرد بعقله، لكن زادت رحيمة قولها:
بلاش تتمرد عالقدر يا سراج، ثريا هي قدرك، إفتح جلبك للعشج وبلاه العِند هيخسرك كتير.
فتح عيناه ينظر لها وهي تبتسم تومئ له برأسها أنها تفهم سبب مجيئه لها بهذا الوقت، أراد أن يشعر بالإهتمام والإحتواء، كذالك أراد أن يفهم سبب لتلك الحالة الذى أصبح بها، لم يكُن يخطُر على عقلهُ يومًا أن يقع ببراثن العشق،أغمض عينيه يشعر بهدوء نسبي.
تبسمت رحيمه ومازلت تُمسد خصلات شعره، حتى أنه غفي بسلام نفسي.
صباح اليوم التالي
فتح سراج عيناه حين وصل الى أنفه تلك الرائحة الطيبة، تمطئ ونحي ذاك الدثار عنه ونهض يسير خلف تلك الرائحة الى أن وصل الى ذاك المطبخ الصغير الذى لا يحتوي على تجهيزات عصرية، بضع آرفف رخاميه تحمل الاواني وثلاجة صغيرة، موقد صغير ومنضدة أرضية، كل شئ بها صغير لكن به رائحة طيبة، تبسمت له قائله:
كنت هاجي أصحيك،، عشان نفطر سوا، يلا روح إتوضا وصلي ركعتين الصبح وتعالى، اكون جهزت الوكل عالطبليه، كمان عملت لك صنية الراوني، وصنية محوجه اللى عتحبهم من يدي، كمان عملت صنيتين تانيين بس مش ليك، تاخدهم لأخواتك ومتنساش تدي منهم
لـ ثريا حبيبتي.
أومأ لها مُتبسمًا، بعد قليل، كان بالطريق يشعر بصفاء، لكن لفت نظره فى المرآة الجانبية للسيارة، كآن هنالك سيارة تحاول الإقتراب منه والالتصاق به عليه بالطريق، تجنب لها على جانب الطريق كي تمُر من جواره، لكن فى البداية، راوغ سائق تلك السيارة وحاول الإحتكاك به أكثر من مره، أخذ حذره وفتح صندوق بالسيارة أخرج منه سلاحّ، وتأكد أنه به رصاص، لكن قبل أن يقوم بفتح صمام الأمان، سارت تلك السيارة وإبتعدت عنه، لاحظ سيرها بالطريق كانت تسير بتعرُج على الطريق مما سبب له الحذر الى أن إنحدر بطريق آخر ونظر بالمرآة الأماميه، كذالك الجانبيه كان الطريق حركة سيره عادية، نفض عن رأسه الشك، ربما تلك السيارة كان سائقها لا يُجيد القيادة.
بعد قليل وصل الى دار العوامري ترجل من السيارة دلف الى الداخل تقابل مع إحد الخادمات سألها:
الست ثريا نزلت؟.
أجابته:
الست ثريا خرجت من الدار من هبابه، شكلها رايحه المحكمة كان معاها ملف بيدها… أحضر لچنابك الفطور.
نفى براسه قائلًا:
لاء، شوفى شغلك.
صعد الى غرفته دلف يتنهد بجمود وهو ينظر نحو الفراش المُرتب، بالتأكيد ثريا من هندمته، ذهب نحو الفراش وتمدد عليه يُغمض عيناه للحظات عاود يتذكر قُبلاته لها بالأمس، وفجأة فتح عيناه يشعر بضيق وغضب، لو تخيلها كانت تُقبل ذاك السفيه”غيث” كما نعتته، لكن بعقلهُ حيرة لما يستطيع إختراق مشاعرها بتلك السهوله، وتبدوا كآنها حقًا لم تتزوج سابقًا… سر تلك العلامة بفخذها…
أسئلة وإجابتها هي ثريا تلك المحتالة
وأمنية صارت برأسه… ليتها تتنازل عن تلك الأرض ويبدئا ببداية أخري، لا عناد ولا تحدي منها، كذالك لا تحكُمات منه…
تنهد بقوة ونهض من فوق الفراش وخرج من الغرفه، لا يعلم لما أراد دخول الغرفه ربما شئ بداخله اراد الشعور برائحتها التى تسكُن الغرفة.
❈-❈-❈
ظهرًا
أمام ذاك المشفى
بعد الإنتهاء من وقت عملها بالمشفى، تبسمت حين خرجت ورأت إسماعيل يقف أمام سيارته يضع على عينيه نظارة شمس تُعطيه وسامة خاصة، إقتربت من مكان السيارة، لكن راوغت ذاك المجنون،عن عمد منها أشارت بيدها لإحد سيارات الآجرة، إستفزه ذلك، ذهب نحوها وأخفض يدها قائلًا:
بقالى ساعه مستني تخلصي ورديتك، واقف فى الشمس، وجالي صداع من الحرارة وفى الآخر بتشاوري لتاكسي.
أخفت بسمتها قائله:
تصدق مشوفتكش، أكيد الشمس زغللت فى عيني، أو يمكن النضارة اللى لابسها خافيه وشك.
تنهد بتوتر قائلًا:
شمس فين دي، إحنا فى الخريف، صحيح الشمس قويه بس مش اللى تزغلل عينك عالعموم يلا تعالي معايا، عشان ألحق ميعادي مع باباكِ وميقولش إن مواعيدي مش مظبوطة، تبسمت له قائله:
لاء طبعًا أنا عمري ما ركبت عربية مع حد غريب.
خلع نظارته ونظر لها بضيق قائلًا:
وأنا غريب، قريبًا هبقى جوزك.
نظرت له والشمس تُداعب عيناه التى تحولت من سوداء الى عسليه، كذالك نسمة الهواء الخريفية التى داعبت خُصلات شعره السوداء الناعمه التى إنسدل منها بعض خُصلات على جبينهُ، كان وسيمًا للغاية، توترت من ذلك الإحساس ونحت بصرها عنه قائله:
لما تبقى جوزي وقتها هركب معاك دلوقتي…
قاطعها فيكفيه التوتر الذي يشعر به وسحبها من يدها تسير جواره قائلًا:
أنا على أعصابي، بلاش حديت مالوش لازمه، يعني سواق التاكسي كان معرفة سابقة، بلاش رغي كتير.
سحبت يدها من يده بعنف وهي تُخفي بسمتها ورغمًا عنها صعدت الى السيارة، بمجرد أن جلس خلف المقود، بقصد منها تفوهت بما يوتره أكثر:
آخر مره هسمحلك تسحبني وراك بالشكل الهمجي ده، وياريت تلتزم حدودك معايا، إحنا مفيش بينا إرتباط يسمحلك تمسك إيدي.
زفر نفسه بعصبيه قائلًا:
إن شاء الله، بس نرتبط مش همسك إيدك بس، أنا…
صمت حتى لا يتفوه بوقاحة، وتزداد عصبية قسمت، تبسمت قسمت تعلم بقية حديثه، لكن صمتت، الى أن وصلا الى العنوان الخاص بها، ترجلت من السيارة، كذالك إسماعيل الذي إقترب منها، نظرت له سائله:
إنت رايح فين؟.
أجابها ببساطة:
طالع معاكِ، عشان أقابل باباكِ.
نظرت له بضيق قائله:
لاء، أنا هطلع الاول وإنت لسه نص ساعة على ميعادك مع بابا، كمان المفروض دي اول مره تدخل شقة بابا، والمفروض تدخل ومعاك هديه مُميزة، مش تدخل بإيدك فاضيه.
تنفس سائلًا:
وإيه هي الهديه المميزة بقى.
فكرت قسمت قائله:
أنا عاوزة بوكية ورد
وبابا ممكن تجيب له شيكولاته.
إستفزها قائلًا:
شكلك داخله على طمع، أجببلك ورد منين دلوقتي؟.
تبسمت بإستفزاز قائله:
ماليش فيه، إتصرف، ومتنساش شيكولاتة لـ بابا، يلا أشوفك بعد نص ساعة متتأخرش بابا أكتر شي بيكرهه هو عدم الإلتزام بالمواعيد.
تركته قسمت وتوجهت الى مدخل البِناية الخاصه بها، تبتسم… بينما زفر إسماعيل نفسه قائلًا:
الشيكولاتة سهل أشتريها لكن أجيب لها بوكية الورد منين دلوقتي، انا غلطان كنت بعتت لهم عمتي ولاء مباشر كانوا خافوا من سمها….
قطع بقية حديثه صوت رساله آتيه الى هاتفه، أخرجه من جيبه وقرأ الرساله بإستفزاز:
الوقت بيمُر يا دكتور، فاضل سبعه وعشرين دقيقه، متنساش الورد والشيكولاتة.
تنرفز ينفخ أوداجه.
بعد قليل وقف أمام باب تلك الشقه ينظرالى علبة الشيكولاته الفاخرة، وتلك الزهرات اللتان بيديه، وضعهما بيد واحدة ثم رفع الأخرى ودق جرس الشقة وإنتظر جانبًا ينظر للزهرات، كذالك الشيكولاتة يستهزأ من نفسه لكن يهون ذلك، كي يحصل على موافقة والد قسمت فهي أخبرته أن والداها ذو شخصية حادة وعليه التعامل معه بطريقه حذره…
لحظات قبل أن تفتح والدة قسمت له باب الشقة مُبتسمة ورحبت به كانت لطيفة ربما هذا ما هدأ من توتره قليلًا، كانت سيدة بشوشة الوجه لطيفة بإستقبالها له، ذهبت معه الى أن دخل الى غرفة الضيوف وإستأذنت منه، بعد لحظات دلف رجل بنهاية العقد الخامس ذو وجه صارم ينظر لـ إسماعيل بتدقيق، نظر ليد إسماعيل الممدوده وصافحه، تنحنح إسماعيل:
أنا…
قاطعه بصرامة:
إنت الدكتور زميل قسمت فى المستشفى، كلمتني عنك، وقالت إن في زميل لها عاوز يتقدم لها.
اومأ إسماعيل برأسه وقدم له علبة الشيكولاته، إبتسم والد قسمت وأخذها منه ونظر لها قائلًا:
شيكولاتة نوع ممتاز، واضح إنك إبن أصول… أقعد واقف ليه.
شعر إسماعيل بهدوء قليلًا وجلس، بينما دخلت قسمت تبتسم نهض إسماعيل وقدم لها تلك الزهور، نظرت له وقالت بهمس:
تلات وردات اللى هانوا عليك، ماشي يا إسماعيل.
كادت قسمت أن تجلس لكن نهاها والدها بتعسف قائلًا:
قومي شوفى مامتك بتعمل إيه؟.
بطاعة نهضت قسمت وقفت على جانب الباب تتسمع على سؤال والدها لـ إسماعيل:
قولى بقى إنت دكتور إيه تخصصك.
أجابه إسماعيل بحشرجة:
تشريح.
-نعم
أجلى إسماعيل صوته وأجابه مره أخري:
دكتور تشريح.
اوما والد قسمت راسه بإعجاب قائلًا:
ممتاز، أحب انا الشاب اللى قلبه جامد، بالك قسمت بنتي خوافه كان التنسيق جايب لها طب تشريح وقولت لها ده طب ممتاز يحتاج القلوب الجامدة، بس هي زي مامتها قلبها ضعيف وحولت من ورايا صيدله، المهم بقي يا أسد قولى إنت من هنا من الصعيد طبعًا.
أجابه إسماعيل:
أيوه صعيدي ابً عن جد… ومن عيله معروفة كمان.
فتح والد حنان علبة الشيكولاته وإلتقط واحدة وقام بإزالة التغليف ووضعها بفمه يتذوقها بإستمتاع، ثم سأل إسماعيل:
كويس أوي، عيلة إيه بقى؟.
أجابه إسماعيل بفخر:
عيلة العوامري، انا ابقى ألابن التالت لـ عمران العوامري…
سأله والد قسمت:
عمران العوامري المشهور بتاع مصانع الكتان.
أومأ إسماعيل بفخر، تبدلت ملامح والد قسمت الى تجهم ونهض واقفًا يقول برفض قاطع:
طلبك مرفوض، يا أخ معنديش بنات تتجوز من شخص أهله برجوازيين.
غر إسماعيل فاهه بعدم فهم، قائلًا:
يعني إيه “برجوازيين” أصلًا.
تفوه والد قسمت بعصبيه:
كمان مش عارف يعني إيه برجوازيين تبقى غبي وجاهل، طبعًا الشهادة بتاع الطب دي إشترتها بفلوس أبوك، يا فاشل، أغرب عن وجههي يا إمعة.
ذُهل إسماعيل وعاود قول بعض الكلمات بسخريه:
أغرب عني وجههي يا إمعه، إنت قديم أوي يا عمي، وإهدي كده إحنا….
قاطعه بغضب:
إحنا إيه يا سليل البرجوازيّة، إخرج من بيتي، معنديش بنات للجواز، بره، بره قبل ما ارميك من البلكونه، يا سليل البرجوازيّة.
تعصب إسماعيل، قائلًا:
تمام هطلع بره وهاخد الشيكولاتة بتاعتي، مش أنا اللى جايبها بفلوس أبويا البرجوازي.
تمسك والد قسمت بعلبة الشيكولاتة قائلًا:
لاء هتخرج لوحدك بدون علبة الشيكولاته…هعد لتلاته ولو لقيتك قدامي أنا هكسب ثواب وأضرب برجوازي سليل البرجوازيّ مُستغل.
بعصبيه نظر له إسماعيل وكاد يتحدث لولا دخول قسمت ووالدتها وحاولن تهدئة الاجواء، تحايلت قسمت على إسماعيل قائله برجاء:
عشان خاطري يا اسماعيل، إمشي دلوقتي، بابا متعصب.
حاول ان يهدأ قائلًا:. تمام، همشي عشان خاطرك بس عاوز علبة الشيكولاته بتاعتي إنتِ عارفه تمنها كام، ده نص المرتب طار فى تمنها هى والورد.
وضعت يدها على خصرها قائله:
نص مرتبك طار فى تلات وردات وبتحسبهم عليا بوكيه، لاء بقى بابا عنده حق، إنت برجوازي مُستغل.
تنهد إسماعيل سائلًا:
إنتِ تعرفي يعني إيه برجوازي.
أجابته قسمت بغباء:
لاء معرفش بس بابا طالما قالك كده يبقى حاجه مش كويسه… ولو سمحت بلاش تعصب بابا أكتر.
زفر إسماعيل نفسه قائلًا:
تمام،بس مش مسامح فى تمن الشيكولاتة،وإن شاء الله هيجيلك السكر…خد من قلبي بدعي عليك،دعوة برجوازي.
ضحكت قسمت قائله:
بابا عنده السكر أساسا،كفايه بقى يا اسماعيل بلاش تعصبه أكتر،وبس يرجع يهدي ان شاء الله هيوافق،بس بلاش تعصبه دلوقتي،أرجوك عشان خاطري.
نظر لها قائلًا:
تمام،طب هاتي الورد أرجعه اهو أستفاد بأي حاجه.
زغرت له قائله بقطع:
طبعًا لاء،الورد خلاص بقى بتاعي.
نظر لها بسخط قائلًا:
إنتِ وأبوكِ طماعين وإستغلالين
هو طمع فى الشيكولاته وإنتِ فى الورد وانا مش مسامح فى الإتنين.
غادر إسماعيل الشقه بعد رجاء قسمت له،وقف أمام سيارته يُفكر سائلًا:
هو يعني إيه برجوازيين؟.
❈-❈-❈
مساءًا
بمركز الشباب
منذ زفاف أخيها وهي لم تذهب الى التدريب
يشعر بشعور غريب، بينما إيمان هي الأخري لديها رغبة أن تراه لكن تعتقد ذلك مجرد عِناد لا أكثر،أن يعرف أنها ذات شخصيه مُستقلة.
لإنشغال جسار بشراء بعض المُسلتزمات الخاصة به، خارج مركز الشباب تأخر على التمرين المسائى للأشبال…
للصدفه ذهبت إيمان اليوم،تبسمت للأشبال وهم يقومون ببعض الحركات الجديدة بإتقان،هللت لهم بتشجيع،وهي تقوم بالتمرين معهم،سعيدة بمستواهم الذى إزداد تقدمًا،بذلك الاثناء دخل جسار الى صالة التدريب تبسم بخفقان قلب حين رأي إيمان،وهلل بتشجيع هو الآخر وهو يرا الأشبال تتباري مع بعضها لإظهار مدي تقدمهم الرياضي.
توقفت إيمان،ونظرت الى جسار الذي إقترب منها يبتسم،وهي الاخري يخفق قلبها،لاول مره بمشاعر غير مفهومه، تجعلها تشعر بأحاسيس جديدة عليها، لكن نفضت ذلك وهي تبتسم لاحد الاشبال وكانت فتاة، نظرت الى يد إيمان وسألتها بطفوله:
كابتن إيمان، الحنه اللى على يدك حلوة اوي عاوزه ارسم زيها على يدي،مين اللى رسمهالك.
نظرت إيمان الى الحناء التى مازال أثرها على يدها واضح جدًا قائله:
دي خالتي رحيمة هي اللى كانت رسماها لى، بس أكيد هتلاقيها عند العطار ومامتك ممكن ترسمهالك.
تبسمت الطفله بينما نظر جسار الى يدي ايمان وتبسم،من تدعي أنها فتاة مُتمردة،بالنهاية تهوا أشياء تهواها كل الفتيات،تلك الحناء،كانت رائعة على يديها.
حوار بالاعين والنظرات بين الإثنين،لكن حادت إيمان نظرها أولًا وشعرت بخجل لا تعلم سببه ونظرت الى الأشبال قائله:
يلا كفايه كده وقت الراحة إنتهي خلونا نرجع للتمرين.
بينما جسار لام عقله بذم،كيف يُفكر بـ إيمان كأنثي ويُعجب بها هو ليس حُر.
❈-❈-❈
بعد المغرب بقليل
بدار عمران
وقفت عدلات امام ثريا تمدح فى جمالها وأناقة تلك العباءة ذات اللون البنفسجي التى ترتديها قائله:
والله إنت اللى يشوفك بالعبايه دي يا ثريا يقوب ملكة جمال، لو سراج بيه شافها عليكِ هيمنعك من الطلوع من الدار.
انهت عدلات حديثها وغمزت بعينيها بإيحاء، تهكمت ثريا مُبتسمه تقول بود:
تسلميلي يا عدلات والله الدار دي كلها مفيهاش حد بيجبر بخاطري غيرك… يلا لازمن ألحق الحنه، عشان هفوت الاول على خالتي نروح سوا.
طبطبت عدلات على كتف ثريا قائله:
عقبال ما تفرحي بعوضك يا ثريا، بلاش تتأخري فى الفرح سمعت إن فى خلاف بين أبو العروسه وأهل العريس،معرفش إزاي إتفقوا من الاول ،ربنا يعدي الفرح على خير.
تبسمت لها ثريا قائله:
لاء متقلقيش مش هغيب هو بس نص ساعه كده جبران خاطر،ام العريس هي وخالتي جيران وألحت عليا أحضر،هروح بس مجاملة نص ساعه مش هغيب.
تبسمت لها عدلات،حين غادرت تنهدت تتمني قائله:
قلبك أبيض يا ثريا خسارة،ياريتك إتقابلتي مع سراج بيه من زمان وكان هو أول بختك،كان هيسعد قلبك ، ومكنتيش شوفتي العذاب والقسوه اللى شوفتيهم من غيث اللى…
تنهدت بآسف قائله:
يلا ميجوزش عليه غير الرحمه مع إنى أشك ان ربنا يرحمه.
بعد قليل
فتحت ثريا باب منزل خالتها الذي كان مواربً ثم دخلت تُنادي عليها قائله:
فينك يا خالتي سايبة باب الدار مفتوح ليه.
أجابتها سعديه بصوت مزكوم قائله:
أنا فى أوضة النوم تعالى يا ثريا.
دخلت ثريا وجدتها مُمدة على الفراش ترشح تبسمت قائله:
مالك يا خالتي إنتِ عيانه ولا إيه؟.
أجابتها سعديه:
أيوه يا بت يا ثريا واخده دور برد شديد جوي، وجوز خالتك جولت له يروح الصيدليه يجيب لى علاج وتلاقيه هو اللى ساب باب الدار مفتوح عشان ولاد خالتك ممعهمش مفتاح للدار، كمان كنت جولت له إنك جايه، ومش هقدر أتحرك وافتح الباب، بس إيه الحلاوة دي يا بت، سراج شافك وإنتِ طالعه من الدار بالحلاوة دي.
تهكمت ثريا قائله:
لاء مكنش فى الدار،بس إيه شوية برد يعملوا فيكِ إكده وترقدي عالسرير.
عطست سعديه قائله:
أنا كبرت ومبجتش زي الاول، سيبك مني جوليلى، عرفت إن إيناس أخت غيث اللى ما هيشوف رحمة، فى المستشفى إيه اللى جرالها.
غص قلب ثريا وسردت لها كل ما تعرفه:
اللى أعرفه إنها كانت حِبلى، وجالها نزيف زايد أوي وسقطت والنزيف فضل مستمر وسمعت إن الدكتور قرر إنه لازم تستئصل الرحم والا النزيف هيفضل مستمر، ومعرفش أكتر من إكده، مش بسأل عنها.
تنهدت سعديه وقالت:
صحيح ربنا مش بيسيب حق حد وكل المظالم بتترد، ده ذنبك يا بت يا ثريا،هي كانت مشاركة فى اللى عملوا أخوها فيكِ .
غص قلب ثريا وكادت تدمع،لكن نهضت قائله:
المظالم بتترد يا خالتي،بس مش بتمحي الظلم عن اللى شافه وعانى منه،هجوم أروح الفرح نص ساعه وارجع لك تاني،بس هجامل الست اللى دعتني.
شعرت سعديه بقلق وقالت لها:
بلاش تروحي،وخليكِ معايا اهو نتساير،بدل غمزات الستات وعيونهم تحسدك وإنتِ أحلى من العروسة.
ضحكت ثريا قائله:
مش هغيب،نص ساعه بس وأرجعلك،أهو تكوني خدتى العلاج وإتحسنتِ شويه.
تبسمت لها سعديه بمزح،وربما بداخلها إحساس لا تود ذهاب ثريا قائله:
قليلة الاصل زي امك بدل ما تقعدي معايا وتاخدي بالك مني هتروحي الفرح بتاع الست اللى انا وهي مش بنطيق بعض.
ضحكت ثريا قائله:
هقول لامي،مش هتأخر،لس عشان الست متزعلش دي بتجيب لى قضايا،والله كلها مآسي.
تبسمت سعديه قائله:
يعني مجاملة مصالح،طب متغبيش بقى.
تبسمت ثريا واومات برأسها وهي تغادر الغرفه،بينما تنهدت سعديه بداخلها ريبه تشعر بها،لكن نفضت ذلك بعد ان عطست قائله:
الراجل جوزي قال رايح الصيدليه بجاله ساعة،يكون تاه ولا ملجاش العلاج وراح يجيبه من البندر.
بالعُرس كان هنالك هدوء او سكون ما قبل تلك العاصفه
بسبب كتابة قائمة منقولات العروس حدث خلاف بين الطرفين،وتطاولا على بعضهما بالسباب الحاد كذالك بالايادي وطال أكثر من ذلك بالأسلحله فيما بينهم،وإمتد ذلك الى مكان المعازيم من النساء والرجال،أعيرة ناريه تنطلق بلا هدف وتحصد ارواح بريئه.
❈-❈-❈
بدار العوامري
دخل سراج قابلته إحد الخادمات، قائله:
سراج بيه الحج عمران قاعد فى المندرة وجالى لما تجي للدار أجولك أنه منتظرك.
اومأ لها وذهب نحو المندرة وجد
عمران وآدم يتحدثان،جلس بعدما ألقي عليهما السلام،تفوه عمران بقلق:
عرفت إن حفظي فاق من الغيبوبه.
رد سراج:
لاء،لسه عارف منك دلوقتي.
تنهد عمران قاىلًا:
أنا متوغوش منه،حفظي حقود وجاحد واكيد حكاية موت ابوه وهو فى الغيبوبه هيأثر عليه،ربنا يستر.
تفوه آدم اولًا:
حفظي جبان يا ابوي،ومعتقدش أنه هيفكر يأذي حد من العوامريه.
أكد سراج ذلك قائلًا:
وبعدين هو اللى غلط من الاول لما دخل وسط الستات وإتحامي فيهم، ده دهس حُرمة الدار.
شعر عمران بقلق وحاول أن يتحلى بالهدوء وعدم التسرُع.
❈-❈-❈
بينما بمكان العُرس
طلقه واحدة إنطلقت ظنت ثريا انها كانت بمجامله، لكن كانت البدايه، لوابل من الطلقات لا تُفرق بين جماد وإنسان…
حاولت ثريا الابتعاد عن مرمي الرصاص وإحتمت بأحد الاركان داخل منزل العريس، تحاول مساعدة تلك السيدة التى أصيبت برصاصه فى كتفها، داخلها لا تشعر بخوف، ربما لو كان سابقًا لكانت إرتعبت، لكن ما مرت به ووصولها الى. الموت ربما جعل قلبها يجحد ولا تخشي الموت…
بينما بدار العوامري
هرولت عدلات الى المندره وفتحت الباب دون إستئذان وقفت تلهث قائله:
سراج بيه الست ثريا راحت فرح بنت واحده من جيران دار خالتها، وفى ضرب نار عشوائي شغال هناك.
هرع سراج واقفًا ولم ينتظر السماع لمحاولة أبيه منعه من الذهاب، وصل فى دقائق لم يتوقف للحظه يبحث عنها يحاول تفادي تلك الرصاصات التى تتطاير عشوائيًا تحصُد كل ما يقف أمامها، أين هى؟
عقله سيشت فى الحال، ليست بين الضحايا،وليس لها آثرًا،لكن تعرف على تلك الخادمه الآخرى ممدده أرضًا،إقترب منها وحاول جث عُنقها كان مازال بها الروح سألها بلهفه وهى تلتقط نفسها الآخير:
فين الست ثريا؟.
لم تستطيع الرد عليه أشارت له بيدها على إحدي نواحي المكان ثم سكنت يدها جوار جسدها،شعر بآسف وتركها وذهب نحو تلك الناحيه،
بحث عنها لكن هى كانت تجلس جوار إحدي المُصابات،مازال الرصاص يتطاير حولها
إسمها نطقهُ قلبه قبل لسانه
ثريا…
نهضت واقفه تنظر له عينيها لأول مره لا يرا بعينيها التحدي، كآنها تستغيث به، قبل أن يُحذرها أن تبقى جاثيه كما هى
كانت رصاصه طائشه ذهبت الى مُستقرها مباشرةً تخترق جسدها الذى إرتج الى الخلف قبل أن يتهوا
لحظات قبل أن يصل لها كانت إعترافً أن
ثُريا إمتلكت قلب الـ سراج
«أصبح مُغرمً بها»

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية سراج الثريا)

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *