رواية هذا ليس عالمي الفصل التاسع عشر 19 بقلم نورا سعد
رواية هذا ليس عالمي الفصل التاسع عشر 19 بقلم نورا سعد
رواية هذا ليس عالمي البارت التاسع عشر
رواية هذا ليس عالمي الجزء التاسع عشر
رواية هذا ليس عالمي الحلقة التاسعة عشر
– حاتم في حاجة مهمة لازمًا تعرفها
هكذا قالت له زهرا بتوتر، رد عليها حاتم انتباه: في إية؟!
زهرا بتلعثم: انا…انا
حاتم بحدة: أنطقي في إية
– أني حامل.
أشاح بعينه بعيدًا ثم تمتم بعدم أهتمام: و إية يعني؟!
ردت عليه الآخرى بصدمة: نعم! بقولك حامل يا حاتم، يعني كام شهر وبطني هتكبر قدامي وهتفضح في البيت
أجاب عليها وهو يتناول الفاكهة ببرود شديد: و أني أعملك إية؟
– تعملي إية كيف؟ انت لازمًا تيجي تطلب يدي من أمي وجدي، وهي دي فيها كلام؟
حاتم بسخرية: و أني إيه اللي يخليني اعمل اكده عاد؟
ردت بصدمة: عشان انت بتحبني يا حاتم، و أتفقنا من الأول إننا هنتجوز كام شهر لحد ما تخلص مشروعك وتيجي تطلبني من أهلي، إية نسيت إياك؟!
ألقي بقايا الفاكهة في القمامة وتحدث ببرود: لاه ممكن تقولي أكده إنه كان وهم، أو حلم، أحسبيها زي ما تحسبيها بقي مش فرقة كتير
زهرا بعدم أستيعاب: يعني إية الكلام ده؟
نظر لها بشر وقال: يعني هي دي البداية، بداية انتقامي من عيلتك كلتها يا بت سمية.
مسك معصمها بقوة ثم واصل: و من أنهاردة مش عايز أشوف خلقتك تاني سامعة؟
أنهي جملته وهو يخرج هاتفه من جيب سرواله و قام بفتح أحد الفديوهات وقال لها: واعملي حسابك أن كمان كام اسبوع أكده و هتلاقي الفديوهات دي مع كل رجالة البلد يا حلوة
نظرت للهاتف بصدمة وعدم تصديق، فَ كان الفديو عبارة عن مقاطع لها هي و حاتم وهم في الفراش!
زهرا وهي تهز رأسها برفض: وااه!! كيف، كيف انت مصورني اكده، انت يا حاتم انت تعمل أكده؟!
غلق الهاتف وقال ببرود: شوفتي بقي أني شاطر كيف؟
ركضت إليه بغضب وهي تضربه بغضب شديد: آه يا حيوان يا زبالة، طب لية؟! لية يا حاتم؟ أني عملت إية لكل دة؟! لية يا حاتم لية؟!!
صرخت بأخر كلماتها، نزل يدها بهدوء و قال وهو يضحك بسخرية و وجع أيضًا: لية! حاضر هقولك لية يا زهرا.
واصل بوجع: عشان عيلتك، عشان أدمر عيلتك.
واصل وهو ينظر للفراغ: تخيلي أكده لو الفديو ده بعته لشباب البلد الفديو ب 50 جنية مثلًا، تفتكري هيجيبلي كام 50 جنية؟ وعيلة الدهشان اللي الكل فرحان بيها لما البلد تشوف بت عيلة الدهشان في سرير مع واحد هيعملوا إية؟ طب لما يشوفوا بتهم وهي بطنها بتكبر وبقت قدامها وهي المفروض إنها بت بنوت هيعملوا إية؟
ردت عليه ببُكاء هستيري وهي تلكمه في صدره بضعف وهسترية: لية؟ لية عمتلك إية؟ كل ده عشان حبيتك؟ كل ده عشان سلمتك قلبي؟ حرام عليك حرام عليك
حاتم بغضب وهو يمسك يدها بعنف: معملتيش يا زهراا ، معملتيش، بس أمك هي اللي عملت، عايزة تعرفي أني عملت كل ده ليه هقولك
دفعها برفق و واصل: اللي هيحصل بعد أكده أن أمك سمية هانم مش هتستحمل فضيحة بتها وممكن تروح فيها، أو هتفضل عايشة بس هتكون عينها في التُراب، العيلة كلها هتعيش وعينها في التُرب يا زهرا، هيكونوا مذلولين، وهو ده بقى هدفي، هاا فهمتي لية عملت كل دة؟
ضحكت بسخرية وقالت: كل ده كٌره شايله في قلبك من عيلتي؟ طب لية؟! عملنالك إية لكل ده؟
حاتم بسخرية هو الآخر: عملوا إية!! قولي معملوش إية، عمومًا عملوا إية ومعملوش إية ده مش شغلك، امشي من هنا يا زهرا مش عايز أشوف وشك تاني
مسحت دموعها ثم نظرت في عيناه بثبات وقالت: بس انت نسيت حاجة مهمة قوي يا حاتم، نسيت أن بعد ما هتفضح إنهم هيقلتوني، نسيت إنهم هيغسلوا عارهم بيدهم، نسيت إنهم هيجبوك و هيندموك على اليوم اللي فكرت فيه تأذيهم، شكلك حسبتها غلط يا حاتم.
أنهت حدثها و اتجهت نحو الباب، وركضت سريعًا لأسفل وهي شبه مُنهارة، ظلت تمشي هُنا و هناك وهي تبكي ولم تدرى ماذا تفعل في ذلك المصيبة، ظَلت تمشي في المدينة حتى تعبت و أنتهى بها الأمر إنها ترجع لمنزلها.
أما عند حاتم، فَ منذ رحيل زهرا وهو يشعر بغصه في قلبه لا يعلم ما مصدرها، و هبط سيل من التساؤلات على ذهنه الذي لا يمتلك لها أجابات، و لماذا ذلك الأسئلة جأت في ذهنه من الأساس، ظل شارد الذهن هكذا ولا يعلم ماذا يفعل، ولا يعلم إذا كان الذي حدث كان صحيح أم إنه خطاء، و خطاءًا كبيرًا، أنتهي ذلك الصراع الذهني وهو يحطم كل أساس المنزل بغضب شديد، تناول مفاتيح المنزل بعصبية و هبط لأسفل لكي يستنشق بعض الهواء النقي، لعله يُهدأ من نيران غضبه من حاله.
**************
أما في منزل الحج دهشان خصوصًا في مكتب الجد.
تميم بحترام: خير يا جدي؟
الجد وهو يشير لنور بالدخول: ادخلي يا نور
دخلت نور بصمت وتكلم الجد بحزم: أتفضل أرمي على نور يمين الطلاق
صمت، صمت عَم، و تميم ظل ينظر لنور بعدم أستيعاب، ماذا يحدث الآن؟ هل هذه هي النهاية حقًا؟! هل ذلك يكون نتيجة غلطة أرتكبها في لحظة غضب أعمى، الأنفصال! نتيجتها الأنفصال من معشقته!! هكذا كان يفكر تميم، لكن خرج من شروده علي صوت الجد وهو يصرخ بهِ
الجد بصراخ: إيه أتطرشتت! بقول ارمي عليها اليمين
تميم بغضب جحيمي: يمين إية وطلاق إية؟! انا مش هطلقك نور، لو السما أطريقت على الأرض مش هطلقها.
قبض على يده بغضب لكي يتمالك أعصابه، أقترب من نور و مسك يدها يندم وقال: نور سامحيني، انا.. انا غلطت، غلط بسببي أني شكيت، بس.. بس أوعدك إنها مش هتكرر تاني، عمري ما هشك فيكِ تاني.
أتنهد بندم كاد أن يفتك بقلبه و واصل: معرفتش اسيطر على غضبي يا نور، انا أسف سامحيني.
فلتت يدها منه بهدوء وقالت: فاكر قولتلك إية يا تميم تاني يوم جواز لينا؟ فاكر؟ قولتلك وقتها ثقك فيا، قولتلك ثقك فيا ومتسحمش لحد إنه يلعب في دماغك
واصلت بسخرية: وانت عملت إية؟ ولا حاجة مع أول مشكلة بنا كان عقابك ليا إنك..
بدأت دموعها في الهبوط و واصلت: إنك تضربني، وتغتصبني! إية بعد كل ده المفروض أني استني واسمحك برضه؟!
تميم بندم و رجاء:أسف يا نور، طب.. طب أديني فرصة تانية
نور وهي تمسح دموعها: مفيش فرص يا تميم، بقولك طلقني لو سمحت
تدخل الجد وهدف بحدة: سمعت قالت إية؟ طلقها
تميم بصراخ: مش هطلق، فاهمة؟ مش هطلق يا نورر.
أنهى حديثه و صفح الباب بغضب ثم صعد لجناحه الخاص.
الجد بستسلام: بصي يا بتي، أني عايزك تقعدي مع نفسك و تفكري تاني في موضع الطلاق ده، أني كنت عارف أن تميم مش هيوافق على الطلاق بالسهولة دي، بس قولت اقرص ودنه شوية، فكري تاني يا بتي، ولو فضلتي على موقفك هطلقك، هطلقك حتى لو على موته، فكري كويس وبلغيني بقرارك
هزت رأسها بالأيجاب دون حديث، وكادت أن تغادر لكن اوقفها صوت الحد وهو يقول: صحيح هي إية الشنطة اللي كنتِ بتحضريها فوق دي؟
– دي شنتطي عشان هن**
زينة وهي تقتحم المكتب وتدخل في حدثهم: دي شنطتها بتجهزها عشان هتيجي تقعد معايا كام يوم يا جدو، ده بعد إذنك طبعًا
نور وهي تنظر لزينة بغيظ ثم هتفت بعتراض: لأ انا**
قطعتها زينة مرة أخرى و هي تقول: هاا أي رائيك يا جدو؟
الجد بموافقة: ماشي يا بتي، روحوا غيرهوا جو، وأني هخلي حسام يقعد أهنى معاي، و أبوكي هيوصل إنهاردة يبقى يقعد معاكوا هناك.
زينة وهي تُقبل الجد علي وجنتية: حبيبي يا جدو يلا عن إذنك
سحبت نور من يدها بهدوء و تركا المكتب و صعدا لغرفة زينة.
**************
نور بعتراض: ممكن افهم إيه اللي عملتي ده؟ انا راجعة القاهرة يا زينة مش هقعد هنا تاني، فَبعد إذنك أنزلي دلوقت وقولي لجدك أني هنزل القاهرة.
زينة بجدية وهي تسحبها لكي تجلس بجوارها: اسمعيني بس، دلوقت انتِ لازم تقعدي تهدي مع نفسك عشان تاخدي قرارك، وبعدين انتي لو رجعتي القاهرة دلوقت هتقلقي مامتك عليكِ، وممكن كمان تعمل مشاكل، طب على إيه كل ده؟ انتِ تفضلي قعده معايا ونفكر سوا، وأي قرار هتاخدي كلنا هنكون جمبك فيه، و اهو هتكوني قاعدة في هدوء بعيد عن أي زن و أي اسئلة أو ضغط
نور بملل، و أقتناع بعض الشيء: طيب يا زينة ماشي
قفزت بفرحة وعانقتها وهي تقول: هيههه، اشطا علينا ده احنا هنخربها يسطا
ابتسمت الآخرى رغمًا عنها، بسبب تصرفات بنت عمها الطفولية و العفوية.
**************
اما تميم فصعد لجناحه وبدأ ينظر بتمعت على كل شيء في غرفة نومه، كيف كانت مُرينة الغرفة بذلك الشكل الرائع، كيف كانت وضعة لمساتها الساحرة على كل شيء لكي يبدو بهذا الجمال، نظر لجميع أركان الغرفة بدموع تلمع في عيناه، لمح شيء موضوع أسفل المنضده خطى بخطوات بطيئة نحوها و تناولها بهدوء، فَ كان صندوق هدايا مُغلف بعناية، فتح الصندوق بشغف، و مد يده لداخل الصندوق و تناول بعض الأشياء منه وهو يضحك و يُدمع في آنن واحد، خبطت يده في شيء داخل الصندوق يبدو إنه مصنوع من ورق، تناوله و هو يتحسس ملمسه بحب شديد و ندم كاد أن يُفتت قلبه لأشلاء، بدأ بقرأة ما مكتوب بهِ و بدون وعي كانت الابتسامة لا تفارق شفاتيه، أنهى قراءة المراسيل و دخل في حالة من الهسترية الشديدة وبدأ في تحطيم كل شيء حوله بجنون، أنتهي بتحطيم الغرفة بأكملها جلس على الفراش وصدره يعلى و يهبط بعنف، اقتحم عليه زين الغرفة بقلق شديد، ظل ينظر للغرفة بصدمة أو عفوًا بقايا الغرفة، صرخ في تميم الذي يبكي وقال.
– هو ده حل يعني؟! ما بدل ما انت عامل زي التور كده اقعد فكر أزاي هتصالحها، ولا انت فالح تكسر الأرض بس!
مسح دموعه ثم كوب رأسه بين يده بتعب شديد وقال بستسلام: أصالحها أزاي بس يا حسام؟ نور مصممة على الطلاق ولو فضلت على موقفها هطلقها.
حسام بتفكير: اهدى بس كده، أي ست لو عملتلها مفاجأة لطيفة مع كلمتين حلوين مع شوية دموع من المسورة اللي حضرتك فتحها دي هتسامح و الدنيا هتعدي يا تميم.
تميم بأرهاق: طب اعملها مفاجأة زي إية؟
خبط علي رأسه بيأس و قال: كمان انا اللي هقولك تعمل إية! أرحمني يارب
**************
وفي بهو المنزل، فكانت زهرا
سمية بشهقة: وااه، مالك يا بت مش قدرة تسندي طولك أكدة؟!
زهرا بتعب وهي متجهه نحو الدرك: مُرهقة شوية ياما من الجامعة عند إذنك
لوت شفاتيها وقالت: مرهجة! ماشي يا مرهجة.
ألتفت لها وقالت بتسأل: هي فين نور وزينة صحيح؟!
ردت عليها بدون أهتمام: هيسيبوا البيت ياختي، يلا يكش يخرجوا بلا رجعة.
لم ترد عليها بل صعدت لأعلى مُتجهه نحو غرفة نور، ظلت واققه أمام الغرفة وهي مترددة أن تدخل لها، لكن في نهاية الأمر حزمت أمرها وتركت على الباب.
صاحت نور وهي تقفل الحقيبة: أدخل
تقدمت زهرا بعض الخطوات بحرج و توتر شديد، حتى نطقت وقالت: أزيك؟
نور بسخرية: الحمد لله
زهرا: عرفت إنك هتسيبي البيت! خير حُصل أية؟!
نور بلوم وعتاب يظهر في نظراتها لها: و انتي هتعرفي منين؟! هو انتِ عايشة معانا اصلًا؟! ده انا كل ما اسأل عليكي تكوني برا البيت يا زهرا!!
زهرا برتباك: قصدك إية يعني هو انا بكون بلعب! منا بكون في الكلية.
ردت عليها الآخرى بعدم أهتمام: قصدي انتِ فهماه كويس يا زهرا، وبلاش لف ودوران على بعض اكتر من كده.
جلست زهرا على الأريكة بتعب و أستنشقت الهواء ثم قالت وهي تطأطا رأسها لأسفل: هقولك يا نور، هقولك عشان محتجاكي جمبي، هقولك عشان مليش حد اروحله غيرك يا نور.
جلست بجوارها و قالت بهدوء: وانا سمعاكِ.
رفعت رأسها و ظهر وجهها الذي غرق بالدموع و قالت بشهقات متقاطعة: كنتِ صُح يا نور، كان عندك حق، ضيعت نفسي و هضيع العيلة معاي
نور وهي تحاول أن تهدأها: اهدي اهدي طيب مش فاهمة حاجة منك، اهدي وفهميني حصل إية
دخلت الآخرى في نوبة من الصراخ، و تضرب وجهها بعنف: الحيواان، الحيوان طلع بينتقم مني!! لااه لاه، ده.. ده طلع بينتقم من العيلة كلاتها يا نور! و أني، أني حامل! حامل يانور، و الحيوان مصورني! مصورني وأني نايمه معااه!! وبيقولي هبيع الفديوهات للبلد كلاتها، أني هضيع يا نور، هضيع و العيلة هتضيع معايا
صرخت بها نور بحدة وقالت: هو ممكن تهدي عشان أفهم
زهرا وهي تمسح دموعها في محاولة للسيطرة على نفسها: انا وحاتم اتجوزنا من 3 شهور وقالي******
قصت عليها كل ما حدث، و قالت لها ايضًا أن بسبب حاتم تم خطفها، أنتهت من قص كل شيء و بدأت في البُكاء من جديد.
زهرا بتبرير: بس والله مكنتش اعرف ان كل ده هيحصل، أني قولت هترجعي مصر تاني وخلاص، بس متخيلتش أن كل ده يحصل!
نور وهي تضحك بشدة على كل ما حدث لها: تعرفي أن انا مفكرتش اسأل اصلًا هو مين اللي قالهم على مكاني! وتعرفي برضة أن انتِ اللي عرفتيني دلوقت
زهرا بتعجب: كيف؟! هو تميم مقالكيش؟!
نور: لا يا ستي انتِ اللي قولتيلي دلوقت
واصلت وهي تتذكر شيئ هام: وتعرفي أن يوم ما اتخطفنا انا وزينة حاتم ده هو اللي كان خطفنا! حقيقي انا مكنتش وخدة باللي لأني كنت دايخة وقت ما هو دخل، بس دلوقت أفتكرت
زهرا وهي تبكي: كمان هو اللي كان خطفكم!! هو.. هو لية بيعمل كل ده يا نور؟ لية عايز ينتقم منينا أكدة؟ طب اشمعنا انا اللي قال انه هينتقم فيا!! ليه يا نور لية؟!!
نور وهي تربت علي ظهرها: بصي انا ولا هلومك ولا هأنبك لأن مش وقته الكلام ده، المهم خلينا نفكر دلوقت هنعمل إية في المصيبة دي
زهرا بخوف: أني مش عارفة هعمل إية، مش عارفة افكرر، وخايفة لحسن حد يشم خبر في البيت هتبقي مصيبة يا نور مصيبة.
نور بهدوء: أهدي بس دلوقت واطلعي ارتاحي دلوقت، انا همشي دلوقت مع زينة، هقعد عندها في بيتها يومين كده، عايزاكي تجيلي بكرا وانا بإذن الله هكون لقيتلها حل.
زهرا بقلق: ارتاح إية بس ده انا حاسة أن قلبي هيقف من كتر الخوف
نور بطمئنان: متخفيش قولتلك، ادخلي انتِ بس شوية عشان تكوني فايقة بكرا
رهلت إليها سريعًا وعانقتها: أني آسفة، آسفة بجد
بادلتها العناق وهي تربت على ظهرها برفق: متتأسفيش، مش وقت اسف دلوقت، و يلا بقي عشان زينة هتيجي تضربني على التأخير ده كله.
ابتسمت و قالت لها وهي تهم للرحيل: خلاص ماشي، بكرا الصبح هكون عندك
– انتِ معاكي العنوان؟
-ايوا معاي
بادلتها الابتسامة وقالت: تمام هستناكي.
غادرت زهرا الغرفة و بعدها غادرت أيضًا نور وزينة بصُحبة حسام إلى منزل زينة، وصلهم حسام ثم تركهم مؤكدًا عليهم أن يعتنوا بنفسهم جيدًا، وأن والده سالم الدهشان على وصول.
**************
NORA SAAD
في المساء في منزل حاتم الأسيوطي.
دق دق دق
كان هذا صوت تركات الباب في منزل حاتم.
حاتم بتعب: طيب جاي
زين! تعالى أدخل
زين وهو يدخل المنزل ويجلس على الأريكة: في إية برن عليك مش بترد واصل؟
حاتم وهو يشعل سيجارة: مسمعتش التليفون
زين وهو ينظر له بشك: هو حصل حاجة جديدة؟
– محصلش
– طب صورت الفديو اللي متفقين عليه؟
حاتم وهو يستنشق أخر جزء في السجارة بشراهه: صورته
زين بتركيز: وهنزلوا أمتى؟
زين وهو يطفئ السجارة، ثم وجهة نظراته لزين: مش هينزل
زين بعدم فهم: نعم؟! يعني إية الكلام ده؟
حاتم بحدة: يعني مش هفضح زهرا يا زين، مش هفضحها عشان حاجة هي ملهاش يد فيها.
زين بستهزاء: وكان فين الكلام ده من الأول عاد؟! وطار أبوك و عمك إية نسيته أياك؟
حاتم وهو يحطم كل شيء أمامه بعصبية شديدة: منستش يا زين منستش، بس مش هفضح البت اللي حبتها، مش هستحمل أن يحصلها حاجة بسببي، أنسى يا زين أنسى الفديو ده مش هينزل لو علي جثتي حتى
زين بصدمة: حبتها!! حبتها يا حاتم؟! كيف يا حاتم كيف حبتها وانت عارف الموضوع من الأول كان لعبة وبنلعبها، انت عايز اللي حصل لبوك زمان يتعاد معاك تاني إياك؟! عايز الفلم يتكرر من تاني يا حاتم؟
جلس مرة أخري بتعب وقد لمعت الدموع في عيناه: مش بيَدي يا زين، مش بأيدي أني أحب أخر وحدة كنت المفروض محبهاش، مش بيَدي.
ربت على كتفه بحب وقال: طب أهدى اكده يا صاحبي، انت ممكن تاخدها وتتجوزوا بعيد عن أهنى خالص، وكده هنوصل لهدافنا برضك، عيلة الدهشان هيركبها العار بسبب هروب بتهم، وعيش مع حببتك في مكان محدش يعرفكم فيه واصل، وأبدأوا من جديد، والحمد لله إنك لسه مقولتلهاش على حوار الفديو زي ما كنا متفقين
حاتم وقد آنهار في البُكاء مثل الطفل الصغير: قولتلها يا زين قولتلها، مكنتش عارف أني بحبها، بعد ما مشيت أستوعبت اللي حصل، أستوعبت أني مش هقدر أعيش من غيرها، فكرت لو عمها قتلها لو عرفت إنها حامل هعمل إيه من بعدها؟ هعرف أعيش من بعدها؟ بس لقيت أني مش هعرف مش هسامح نفسي، مش بعيد أني أقتل صالح عشان أخد بطارها وبعدها أموت نفسي عشان أخد حقها مني، أستوعبت أني بحبها بعد مع هببت الدنيا يا زين
زين وهو ينظر له بغيظ: يعني بتحبها بالشكل ده وجاي تقولها إنك مصورها في السرير!! انت أتجنيت يا حاتم!!
لم يصدر أي رد فعل فَ واصل زين بهدوء نوعًا ما و قال: طب عمتًا زهرا بتحبك، أكيد هتيجي كمان يومين وتتكلم معاك، وخصوصًا إنك بتقول إنها حامل، ولو مجاتش أبقى أتصرف انت وقابلها و اتأسفلها، وهي بتحبك وهتسامحك
مسح دموعه وقال بأمل: يعني ممكن تسامحني
زين ببسمة: ممكن لية لااه.
***************
مَرَّ اليوم بمثابة أسابيع و شهور على أبطالنا، فَكان كل منهم في ملكوته الخاص، فَمنهم من يجلس يندب حظه على أختياره الخاطيء، و الآخر كان الندم يهنش في قلبه، ومنهم الكره و الحقد يكبر في قلبه أكثر و أكثر، و كان يوجد الشخص الذي يفكر لماذا كل هذا يحدث له هو بالتحديد، لماذا هو من يكبر ويوجد في رقبته طار مع أكبر عائلة في المدينة، ولماذا هو أيضًا يُحب أخر فتاة كان يجب أن يُحبها و قلبه يدق لها؟! لماذا كل ذلك يحدث له! كل شخص كان يغرف في بحر من التساؤلات المُختلفة التي لا أجابة لها.
**************
في منزل زينة.
-يعني مش هتيجي معايا برضة
نور وهي تقلب في قنوات التلفزيون: قولتلك يا زينة زهرا هتيجي مش هينفع
زينة بتذمر طفولي: يووه طيب، انا هنزل باي.
– يلا بااي
رحلت زينة إلي مول ملابس لكي تشتري بعض الملابس لها ولنور جديدة، بينما نور عند نزول زينة خرجت الهاتف سريعًا لكي تجرى مكالمة لحسام.
– الو يا حسام
…..
– الحمد لله كويسين
….
-كنت عايزة منك خدمة يا حسام
….
– مش هينفع في التليفون هستناك بعد ساعة تجيلي البيت هنا تمام؟
….
– ماشي مستنياك.
مرت ساعة و أتى حسام لنور، و بدأت أن تقص عليه كل ما حدث لزهرا، وطلبت منه المساعدة، وها هي صوت تركات على الباب تدل علي وصول زهرا لها، أما حسام فَكان تركها لكي ينجز شيء هامًا و وعدها إنه سوف يرجع لهم مرة أخرى في أقل من ربع ساعة.
دق دق دق
– تعالي يا زهرا
زهرا بقلق: عاملة إيه؟
– كويسة.
أنهت جملتها وهي تخرج الهاتف من جيب سروالها و تجيب عليه: الو
…
– طب تمام نازلين، سلام
اغلقت الهاتف ونظرت لزهرا وقالت وهي تتناول المفتاح من أعلى المنضدة: يلا عشان هننزل
زهرا بستفهام: هنروح فين؟!
– تناولت المفتاح و خرجا الأثنين خارج الشقة و أجابت عليها وهي تغلق الباب خلفهم: بيت حاتم
زهرا وهي تنظر لها بتعجب: لية؟! و هنعمل عنده إية؟!
ردت عليها وهي تهبط علي الدرج: هتعرفي تحت يلااا
نزلل الأثنين للأسفل و ظلا مُنتظرين لمدة قصيرة حتى أتت سيارة حسام و سكنت أمام منزل زينة ثم هبط منها و تقدم منهم بهدوء.
زهرا بصدمة وهي تضرب على وجهها: يا نهاارر اسوود!! انتِ قولتي لحسام يا نور؟! فضحتيني!!
نور وهي تربت على ذرعها: متخفيش
أقترب منهم حسام بهدوء وبدون أي مقدمات كانت صفعة قوية تهوى على وجه زهرا وهو يصرخ بها: اهلًا باللي فضحتنا ومرمغت شرف العيلة في التراب!
***
تفتكروا حسام هيساعدهم ولا هيعرف العيله كلها على اللي عملتوا زهرا؟!
حاتم ليه عايز ينتقم من عيلة زهرا بالشكل ده؟
هل فعلًا هو بيحبها؟
تميم هيعمل ايه مع نور وهيصالحها ازاي؟
نور هتفضا على موقفها ولا ممكن تغير رأيها؟
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية هذا ليس عالمي)