روايات

رواية هذا ليس عالمي الفصل التاسع عشر 19 بقلم نورا سعد

رواية هذا ليس عالمي الفصل التاسع عشر 19 بقلم نورا سعد

رواية هذا ليس عالمي البارت التاسع عشر

رواية هذا ليس عالمي الجزء التاسع عشر

هذا ليس عالمي
هذا ليس عالمي

رواية هذا ليس عالمي الحلقة التاسعة عشر

– يا نهاارر اسوود!! انتِ قولتي لحسام يا نور؟! فضحتيني!!
كان ذلك صراخ زهرا وهب تضرب على وجهها؛ بينما قالت لها نور وهي تربت على ذرعها: متخفيش أقترب منهم حسام بهدوء وبدون أي مقدمات كانت صفعة قوية تهوى على وجه زهرا وهو يصرخ بها: اهلًا باللي فضحتنا ومرمغت شرف العيلة في التراب!
نور بصراخ في وجه حسام: إية اللي بتهببه ده يا حسام؟! هو ده ده وقته!
ضيق عيناه ونظر لزهرا بغضب وقال: انا حسابي معاكِ مش دلوقت يا بنت عمتي، وعايزك تعرفي بس أني وافقت اساعدك عشان خاطر نور مش اكتر
نظر لها بستحقار و واصل: لو علياا هسيبك تتعلمي من غلطك، واسيب العيلة تشرب مت دمك
زهرا بدموع وهي تميل على يد حسام و تمسكها لكي تُقبلها: ابووس يدك، استرر عليا، استر عليا ابووس يدك يا حسام
دفع يده من زهرا و قال بغضب وهو متجه نحو السيارة: *خلصي يا نور يلا
ربتت على ظهرها بحنان في محاولة لتهدأتها و قالت بهدوء: اهدي يا زهرا مينفعش كده، هو غصب عنه برضة
زهرا وهي تزدات في البُكاء: أني غلطانة، و استاهل، بس خلي يرحمني
ردت عليها بطمئنان: متخفيش سبيها عليا، يلا اركبي
حسام وهو يقود السيارة: عنوان الاستاذ فين؟
مَلت عليه العنوان و أنتهت كان الصمت هو سيد الموقف، لكن قطعت هي ذلك الصمت و قالت:
هو انتوا ناوين تعملوا إية بالظبط؟!
لم يرد عليها حسام بل أكتفى أن يرمقها بنظرة غاضبة من خلال مرآة السيارة الأمامية، أما نور فَردت بهدوء: ولا حاجة، هنعمل كل خير
**************
في منزل الحج دهشان، و خاصة في مكتبه الخاص.
الجد بحدة: أني لحد دلوقت محسبتكش يا تميم على اللي عملته في نور، ودي حفدتي يعني من حقي أشرب من دمك
تميم مبررًا فعلته: يا جدي الشك عماني محستش بنفسي، ولا باللي بعمله
نهض صالح بغضب وقال: وانت تشك في شرف بتي لية! مدام انت مواثقش فيها متحوزها لية من الأول؟!
تميم وهو يكور يده بعصبية: عمري ما شكيت فيها، طول عمري بثق فيها والكلام ده مش من انهاردة بس، لااه اني بحب نور من زمان وكنت بطمن عليها من بعيد يا عمي كل فترة والتانية لما كانت في مصر، وطول عمري بثك فيها، لكن الحرباية اميرة هي السبب في ده كله، لاا ومش هي لوحدها كمان، دي معاها عمتي سمية!
الجد بغضب: سمية! سمية تاني
هدأ قليلًا ثم واصل بحزن يظهر في نبرة صوته: نفس اللي حصل زمان بيتكرر تاني يا والدي
تميم بتعجب: يعني إية؟!
صالح بعصبية: كده سمية زودتها أووي يا بووي، وأني مش هسمح ان حياتي تتخرب بسببها كيف ما حصل زمان معاي
لم يعلق تميم بشيء، فَقال الجد موجه حديثه لتميم: اسمع يا تميم، مش عايزك تخسر نور يا والدي، وأني هخلي زينة تفضل وراها لحد ما تلين قلبها عليك، وانت حاول على قد ما تقدر تصالحها، البنته قلبهم طيب و بيلينوا بسرعة.
تميم بأمل: بجد يا جدي يعني هتساعدني؟
الجد وهو ينهض: بس ده ميمنعش أن لو هي أصرت على الطلاق هطلقها منك يا تميم، و رجلك فوق رقبتك كمان
صالح وهو ينهض أيضًا: ونصيحة مني يا والدي متخليش حد يدخل بينكم تاني، عشان تحافظ على حياتك، ده لو وافقت إنها ترجعلك يعني
أنهى حديثه ورحل هو و الجد خارج المكتب، بينما تميم تنهد بتعب، وهو يفكر في معني ذلك الحديث، ما معني أن الذي يحدث الآن يتعاد مرة اخري؟! هل سمية كانت السبب في طلاق صالح؟! هل من الممكن أن يكون ذلك حدث فعلًا!
**************
نعود مرة أخري للشباب حيث وصلوا لمنزل حاتم.
كانت صوت تركات الباب تصدح في أركان المنزل، صاح حاتم من الداخل بإنزعاج.
– مين؟ مين بيخبطط زي التور أكده؟!!
فتح لهم الباب و علامات التعجب على وجهه و قال: زهرا!!
كانت بسمة باردة تظهر على شفتيه حسام، ابتسم و قال: اهلًا، والله كنت عايز أشوفك من زمن يا جدع
قبل أن يتفوه حاتم بشيء كانت لكمة قوية تصدم في وجهه بعنف شديد حتى سقط أرضًا و فمه ينزف بشدة، نهض سرعيًا و بادله اللكمة بعنف، و هو يصرخ في وجهه بغضب: جاي تاخدني على خوانا يا ولد الدهشان
حسام وهو يبادله اللكمات وهو يمسك سترته بعنف: مدام انت رجل اوي كده ليه بتضحك علي بنات الناس يا عرة الرجاله!
أتت نور سريعًا من خلف حاتم و كبلت يداه خلف ظهره، همست له بفحيح: انا هعرفك اللعب مع عيلة الدهشان يبقى ازاي
ركل حسام بقوة بين قدمه، ثم صرخ بهم وهو يحاول أن يحرر يده من نور: سبيني يا بنت ال*** أني هعرفكم مقامكم كويس، سبوني
نهض حسام بسرعة كبيرة مرة أخرى و أشار لنور أن تبعد عنه، لكمهُ بقوة، ثم دفعه على مقعد قريبًا منهم، اقترب منهُ هو ونور و قيدوا يداه و قدمه في المقعد، وأصبح غير قادر علي الحركة، كل هذا و كانت زهرا تجلس في رُكن بعيدًا و جسمها يرتجف بشده وهي تضم جسدها بيدها المرتعشاتان، اقتربت نور منها وحاولت تساعدها في النهوض، وهي تهمس لها وتربت على ظهرها بحنان: بس اهدي، اهدي مفيش حاجة
زهرا بخووف: انتوا هتعملوا فيه إية؟! سبوا حراام
حسام و قد سمع همس زهرا، فَ صرخ بها بغضب: اخرسي خاالص
صرخ بهم حاتم بعصبية وهو يحاول أن يحرر يده: هقتلك، هقتلكم كلاتكم و هدمركم يا عيلة الدهشان
اقتربت نور منه و صرخت في وجهه بغضب: لية؟! لية كل الكره ده! عملنالك إية عشان تمون عايز تأذينا بالشكل ده!
حاتم بسخرية: عملتولي إية!؟ انتِ بتسألي! قولي معملتوش إية يا بت صالح
حسام بعصبية هو الآخر: قولي ممكن نكون أذيناك بإية يكون نتيجته إنك تعمل كده في بنت.. بنت مكملتش 19 سنة!! تضحك عليها وتاخد شرفها، لا وكمان عايز تدمرها و تفضحها!!
أقترب منه و همس: مهما كان اللي علتي عملتهولك، اكيد ميوصلكش ابدًا للكُره والحقد ده
رد عليه حاتم بتهجم: أنهي إذى!! و إيه اللي وصلني للكُره ده!!
واصل بسخرية ممزوجة بألآم: ابدًا كل الحكاية إن بسبب صالح و جدكم، أمي ماتت بحسرتها، وأبوي مات بقهرته، وعمي.. عمي مات بجلطة من كتر الزعل، وفي وقت ما كان كل الشباب بتعيش سنها وحياتها كنت أني بنزل أشتغل عشان أصرف على أخواتي البنات اللي هيموتوا من الجوع، عيل مكملش التسع سنين يكون بيدور على شغل في كل مكان ومش لاقي شغل برضك! عارفين لية مش مكنتش لاقي شغل؟ مش عشان سني كان صغير لااه.
واصل وهو يوجه حديثه لنور: عشان ابوكي كان منبه على كل البلد أن محدش يشغل ولد الأسيوطي، و عشان ملقتش حد يشغلني بسبب أبوكي نزل اشحت في الشوارع… هاا عرفتتوا عيلتكم عملت فيا إية؟.عرفتوا لية بكرهكم؟ عرفتوا لسة عايز أنتقم من عيلة الدهشان يا أحفاد الدهشان؟
نور بصدمة تسيطر على كامل جسدها: ازاي ابويا هو السبب في موت امك وابوك وعمك؟! ازاي؟ و إية اللي يخلي أبويا يقول للبلد كلها ميشغلكش؟! انت بتقول إية!! أنطق وفهمني
صرخت بأخر كلماتها، فَ رد عليها حاتم و الدموع قد بدأت تلمع في عيناه: وهيفيد بِ إية؟ مش كنتوا جايين عشان تموتوني؟ يلا.. يلا هموا و موتوني و خلوني ارتاح
حسام بعصبية وهو يتشبث في سترته بعنف: ما تنطق واخلص قصدك إية باللي قولته، ولا هو لعب بأعصابنا وخلاص.
نور وهي تحر يد حسام من سترة حاتم، ثم وجهة حدثها لحاتم: بقولك إية احنا ولا هنموتك ولا هنعملك حاجة، بس قول قصدك إية، واحكلنا اللي حصل بالتفصيل
رد عليها حاتم بسخرية: ده على أساس إنكم هتصدقوني عاد!؟ هتصدقي أن أبوكي هو السبب في موت عيلتي كلاتها!
رد عليه الأخري بسخرية: لا أصدقك عادي إذا كان رمى بنته وهي عيلة صغيرة، ومكنش بيهون عليه يسأل عليها وعلى احوالها حتى، هيصعب عليا إني أصدق إنه يعمل فيك كده!
حسام بعصبية: انتي بتقولي إية يا نور؟ انتي هتعومي على عومه!
نور بتهجم….
**************
NORA SAAD
في منزل الحج دهشان.
سمية وهي تجلس بجانب اميرة: وااه، إية اللي عمل فيكي أجده يا بت؟!!
اميره وهي تخفي كدمات وجهها بالشال الخاص بها: مفيش حاجة يا عمة.
سمية بلوي فمها: وااه هو ضربك تاني!
واصلت بخبث و شماته: بس برضة انتِ الغلطانة يا بتي، أني قولتلك من الأول بلاش اللي بتفكري فيه ده، مسمعتيش كلامي وبرضك مشيتي اللي في دماغك، ده كويس إنه مطلقكيش، ولا مموتكيش فيها
صرخت بها أميرة بعصبية: لاا يا عمة، مش أني اللي هطلقك، هي اللي هتطلق سمعه ولا اسمعك تاني؟
سمية بتهجم : في إية يا بت؟! مالك بتهبي في وشي زي البابور أجده لية؟ هو أني اللي كنت قولتلك روحي تقولي لجوزك ألحق مرتك بتخونك مع واد عمها!!
ياختي عجاايبب.
اميرة بغضب و تهجم أيضًا: بقولك إية يا عمة، أي رأيك تروحي تلهي نفسك بعيد عني وتنزلي من علي وداني شوية، ولا اقولك روحي شوفي بتك فينن اللي ليل نهار صايعه برا البيت ومحدش عرفلها بتروح فين ولا بتيجي منين، روحي شوفي بتك يا عمتي وابعدي عني
سمية بعصبية: جصدك إية يا أميرة؟ انا بتي عارفو بتروح فين وبتيجي منين كويس، ملكيش صالح انتي واخرجي منيها.
اميرة بسخرية: آه صُح، بأماره إنها امبارح طول اليوم محدش شاف وشها في الدار، مش اجده برضك؟
سمية بتهجم: انا بتي كانت في الكلية اصبح يا أميرة، و أخر النهار كانت مع صحباتها بتاخد منيهم كُتب.
اميرة بضحك و سخرية: كلية!! كلية إية دي اللي بتفتح يوم الجمعة يا عمة؟!
تناولت طلاء الأظافر من أعلى المنضدة وقالت: آه وبالمناسبة صحيح، بتك خرجت انهاردة الصبح ولحد دلوقت مجتش، هو انتِ عارفة هي فين يا عمتي؟
سمية وهي تنهض بعصبية: اوعي اوعي أجده من خلقتي.
اميرة بضحك وهي تنظر لحالها، حيث إنها كانت جالسة ولم تلمسها حتى: مالها دي!!
تركتها سمية وهي تكاد أن تشتعل غيظًا، وبداخلها تتوعد لتلك الحمقاء زهرا.
**************
عود مرة أخرى في منزل حاتم
حسام بعصبية: انتِ بتقولي إية يا نور؟ انتِ هتعومي على عومه!
ردت عليه بتهجم: في إية يا حساام؟ الجدع ده شكله بيتكلم بجد، وشكل الحكاية دي حقيقية، اصبر خلينا نفهم
رد عليها حسام بتهزاء: حقيقة! انتِ بجد مصدقاه!؟ ده عيل زبالة وبيشتغلنا.
تدخل حاتم بتهجم: و أني هضحك عليكم ليه؟ هضحك عليكم ليه وانا تحت يدكم، لااه يا حسام بية اللي قولته هو الحقيقة عايز تصدق صدق مش عايز براحتك عاد.
نور وهي تمسك يد حسام: حسام اسمعني حاتم بيتكلم في حاجات حقيقية، بص في وشه يا أخي وانت تعرف إذا كان بيكدب ولا لاء، و انا بقي هرتاح غير لما اعرف الحقيقة، و اعرف عمك وجدك كانوا بيعملوا إية في الناس
وجهة نظراتها لحاتم و قالت: قول اللي عندك انا سمعاك
حاتم بتعجب: و أقول لية؟ وإية لزمتها من الأساس؟
لكن واصل بتهجم وعصبية، كأنه تذكر شيئًا ما: ولا لية لاه، و مقولكيش لية، لاه أني هقولك، هقولك إية هي حقيقة أبوكي، هقولكم إية هي حقيقة عيلتكم اللي فرحانين بيها، وطالعين بيها للسما، الحكاية يا هانم أن ابوي كان بيحب سمية
واصل وهو يوجه حديثه لزهرا، التي كانت تسمع لهم وهي تبكي فقط: ست سمية، أمك يا زهرا، أبوي كان بيعشقها، وهي كمان كانت بتحبه، و راح اتقدملها وقتها، بس.. بس أبوها رفض، أبوها رفص و هدده، قاله لو شوفتك قربت من بتي هدفنك ومش هخلي حد يعرفلك طريق، سمية كمان كانت عشقه أبووي وفضلت تقابله في السر، لحد ما هربوا هما التنين و اتجوزوا، أتجوزوا في بيتنا! آه أصل أنا نسيت أقولكم أن سمية عرفت أبوي وهو متجوز، كان متجوز ومخلف 3 عيال كمان، خد بيت لينا بعيد عن البلد خالص، وكان قايلها إنها هتعيش مع مراته القديمة و عياله، وهي وافقت، أتجوزها وقعدت معنا 3 شهور، كانت عايشه مع امي تحت سقف واكد، كانت.. كانت بتوريها النجوم في عز الضهر، وأني كنت عيل 8 سنين، كنت عيل صغير كانت أمك يا سمية تضرُبني وتخليني أنام منغير عشا، دي… دي حصلت إنها كانت بتخلي أبوي يوقفني في عز الشتا عريان! بتوقفني بالتلت و الأربع ساعات منغير لبس عشان بس شتمتها او رديت عليها لما ضربتني! وفي عز ما أمي كانت تعبانة كانت بتقومها وتخليها تقوم تغسل وتطبخ، وأبووي راضي باللي بيحصُل عادي خالص، لحد.. لحد ما أمي تعبت قووي.
هبطت الدموع من عينه و واصل: تعبت قووي منينا، وكانت بتموت خلاص، وابوي كان في سفرية شغل، يومها فضلت أتحايل علي سمية عشان تديني فلوس اجبلها الحكيم، بس.. بس مرتضش! مرتضش تخليني أجبلها الحكيم، وأمي فضلت تتوجع لحد ما ماتت! قصاد عيني ومعرفتش أعملها حاجة! و ابوي.. أبوي لما حكتله اللي حصل، و إن بسبب سمية أمي ماتت مصدقش، مصدقش ومداش لكلامي أي اهمية، وبعديها علي طول عمك عرف طرقنا، وجيه خدهم هما التنين، خد سمية رجعها بيتها و حبس أبوي في المخزن لمدة اسبوع، اسبوع كان أبوي بيتعذب و بيتجلد من دهشان عشان يطلقها، وفعلًا طلقها و سابوه، وبعد ما بقى كويس راح و قابل سمية تاني، راح قابلها لأخر مرة، كان لسة بيعشقها، وقالها إنه مُستعد يرجعها ويهربوا علي إسكندرية، و كان ردد سمية.
“سمية بقرف: يوووه بقى، هو انت مبتزهقش؟! وبعدين نهربب فين هو انت بقى فيك حيل تروح في حته عاد! وبعدين هتهرب معاي ولا هتجر في ديلك التلت بلاوي عيالك؟! بقولك إية كفاية إني استحملتك 3 شهور انت وعيالك، 3 شهور قعد معاك في الفقر والأقرف ده، يا شيخ ده أنا مصدقت أني أوصل لخوي عشان اقوله علي مكاني و يجي يخلصني منيك، يباااي أبعد عني بقى.
محمد الأسيوطي بصدمة: انتِ بتقولي إية؟! انتِ اللي عرفتي أخوكي مكانك! لااه، ده.. ده أني بحبك يا سمية، وانتِ كمان بتحبيني، لااه انتِ اكيد بتهزريي صُح؟
دفعته بقوة حتى سقط على الأرض بضعف، و قالت وهي تبصق عليه: يا شيخ أوعى بقى قرفتني.”
واصل حاتم بقهر: وبعد اجدهه ابووي حاول ينساها ويقف على رجله من تاني، وفتح مصنع شرك هو وعمي، وبعد ما فتحوا المصنع، وبعد ما حطوا فيه كل اللي حليتهم جدك وبوكي ولعوا في المصنع، ولعوا في المصنع وبقى قوم تراب، عمي.. عمي مستحملش الخبر مستحملش خبر ان شقا عمره كله راح في غمضه عين أجده، جاتله جلطه ومات بعدها بكام يوم.
وسمية بعد ما خلصت العدة بتاعت ابووي بيوم أتجوزت، اتجوزت من ابو زهرا، ابوي مستحملش كل المصايب دي، مستحملش و مكملش شهر بعد عمي ومات هو كمان، ولما جيت أنزل شغل عشان أصرف على اخواتي ملقتش حد يشغلني بسبب عيلة الدهشان برضك! عيل مكملش التسع سنين نزل يشحت في الشوارع عشان يلاقي ياكل!
صرخ بهم بدموع و قهر: كل ده وتقولي عايز انتقم منيكم لية!! هنتقم منيكم عشان اخد حق أيام الذل و الحرمان اللي عشتها مع عمتك
واصل و هو يوجه حديثه لزهرا: أيامي السودا اللي عشتها مع أمك يا زهرا، كنت عايز انتقم منيها، كنت عايز أوريها بتها وهي مذلوله، كنت عايزها تشوف بتها وهي بتموت قصاد عينيها.
نور بجمود، فَهي كانت مثل الجماد فقط، كانت تستمع لحديثه ودموعها تهبط فقط، عكس زهرا التي كان جسدها بأكمله يرتجف مع كل كلمة يتفوه بها حاتم، و حسام الذي جلس على أقرب مقعد له وبدأ أن يستمع له بتركيز شديد وصدمة.
قالت نور: وانت ازاي عرفت كل ده؟ مع إنك كنت صغير
أجاب عليها بوجع: من أمي، أمي كانت بتحكيلي اللي عمله معانا أبوي، وأني كنت بشوف وبسمع أهل البلد وهما بيتحدتوا علينا، كنت سامع و فاهم، وأبوي قبل ما يموت وصاني مسبش حقه، وأني مش هسيب حقه واصل.
وهُنا قد أنهآرت نور، بل أنفجرت بهم: ليه؟!!! ليه كل ده يحصل؟طب.. طب احنا مالنا؟! احنا مالنا بكل العك ده؟ ذنبها إية زهرا في كل ده؟ ذنبها إية رد عليا؟
قابل الآخر صراخها بهدوء وقال: ذنبها إنها بت سمية، وذنبها إنها كانت هتبقى الكارت اللي هقضي بيه علي عيلة الدهشان.
واصل بدموع وهو يطأطأ رأسه للأسفل: وذنبي إني حبيتها، حبيتها وإني المفروض هنتقم منيها، بعد ما خططتنا لكل حاجة ونفذنا كل حاجة عرفت إني بحبها، عرفت إني مش هستحمل إن حد يتكلم عليها نص كلمة، مش هستحمل إن يحصلها حاجة، فَغيرت خطتي كلها، ولو كنتي أستنيتي شوية بس يا زهرا كنت هتصل بيكي وكنت هتأسفلك، كنت هتأسفلك وأطلب منك إننا نهرب ونبعد عنيهم يا بنت الناس، بس ملحقتش.
حسام بصدمة:انت بتحب زهرا! وعايز تهرب معاها، انت مجنون يبني؟ بتقول الكلام وعكسه، هو ده كلام يتصدق برضه؟!
نور وهي تمسح دموعها، ثم قالت: طب لية مجتش و اتقدمتلها زي الناس؟
حاتم بسخرية: عشان اللي حصل مع ابووي يحصل معاي تاني صُح؟
تدخلت أخيرًا زهرا في الحديث، لكن كانت تتحدث وهي في حالة هسترية من البُكاء: يعني يتحبني يا حاتم؟ يعني انت يجد بتحبني؟ يعني.. يعني أني أحساسي كان صُح؟ طب.. طب يلا، يلا نهرب، يلا نهرب أني موافقة يا حاتم، يلا نهرب ونعيش بعيد عنيهم خالص، أني اصلًا مش عايزة أعيش أهني وسطيهم، يلا يا حاتم يلا نهرب.
حسام بغضب وهو يجذب زهرا التي أقتربت من حاتم بشكل كبير، جذبها من معصمها بعنف و صرخ بها بعصبية: هو انتِ أتجننتي ولا إية؟ شكلك كده مش هترتاحي يا زهراا غير لما أقتلك بِ أيدي، عايزة تهربي معاه يا زهراا؟! عايزة تهربي معاه عشان تكوني نولتي اللي في دماغه، انتي شكلك اتجننتي بجد.
حررت يدها منه بغضب ثم صرخت بهِ بدموع: وانت مالك؟ وانت مالك بيا؟ كنت فين انت لما كنت محتاجة لحد يقف جمبي، كنت فين لما كنت محتاجة لحد اتكلم معاه أو احكيله اللي فيا، كنت فين يا حسام؟
طول عمري عايشة ومحدش حاسس بيا، أمي كل اللي بتعمله كيف تاخد من ده اللي تقدر عليه، وكيف توقع ده في مشاكل، وغيره وغيره، بس عمرها ما خدت بالها مني، عمرعا ما خدت بالها أني في الدار من الأساس ولا لاه، وعمي.. عمي مفكرش في يوم يجي يتكلم معاي، مقالش لروحه أن بت أخته أبوها رميها من وهي عيلة صغيرة وإنه المفروض في مكان أبوي، وجدي كل اللي همه شغله و مصالحه وبس، محدش حاسس بيا، ولا عمر حد حس بوجودي من الأساس، جاي انت دلوقت بتحاسبني!! بتحسبني على إية؟! جاي تحسبني لما أفتكرت أن ليك بت عمة أسمها زهرا!!
رد عليها حسام بعصبية: و مدام حضرتك كرهانا اوي كده لية اول لما وقعتي في مصيبة جريتي على نور؟ ولية كنتِ هتبوسي أيدي قبل ما نيجي عشان أساعدك؟!
ردت عليها الأخرى بسخرية: عشان انت اللي لقيته قدامي، لكن بالنسبة لنور، فَ دي أني جريت عليها وحكتلها عشان كنت حاسة إنها بتحبني، حاولت كتير تقري مني وأني اللي مكنتش بديها فرصة، كنت حاسة بخوفها عليا، عشان أجده هي أول وحده جت في باللي لما وقعت في مشكلة، كنت عرفه إنها هتساعدني.
قطعت نور الجميع وهي تنهض من مقعدها و تقول بهدوء: بص يا حاتم، انت عايز تنتقم من عيلة الدهشان مش كده؟ طيب وانا بقى بقولك إنك مش هتعرف تكسرهم، ولا تنتقم، فَ انت معندكش غير إنك تسمع كلامي، و تنفذ اللي هقوله.
حاتم بتركيز، و تعجب من هدوءها هذا: اللي هو إية؟
نور****
تفتكروا نور بتفكر في إية؟!
دلوقت انتوا عرفتوا معظم قصص ابطالنا، عايزة اعرف بقي إية رأيكم في الشخصيات اللي معانا، ورأيكم في التصرفات اللي عملوها، يعني حاتم هل كان عنده حق فاللي عمله؟ هل حد متعاطف معاه دلوقت؟ زهرا هل هي ضحية ولا مذنبة؟ نور رد فعلها إية؟ حسام كان صح إنه أنفعل علي زهرا؟ هل زهرا كان ليها حق في اللي قالته؟

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية هذا ليس عالمي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *