روايات

رواية عابثة باسم الأدب الفصل الثاني 2 بقلم سارة أسامة نيل

رواية عابثة باسم الأدب الفصل الثاني 2 بقلم سارة أسامة نيل

رواية عابثة باسم الأدب البارت الثاني

رواية عابثة باسم الأدب الجزء الثاني

عابثة باسم الأدب
عابثة باسم الأدب

رواية عابثة باسم الأدب الحلقة الثانية

دلفت لمنزلها متبعثرة خطواتها شاحبة وعقلها في فلك أخر والكثير من الأفكار تتناوب على ذهنها، أفكارها تمزقها دون رحمة، قابلتها والدتها المبتسمة بسخاء والتي تعمل جاهدة بتحضير الغداء، وقالت بحنان:-
-دُرّ الحمد لله على سلامتك يا حبيبتي، يلا غيري هدومك وأنا بحضر الغدا أهو عارفة هتلاقيكِ واقعة من الجوع يا حبيبتي.
شردت بوجه والدتها بتيهة وأعين غائرة، وجه والدتها البسيطة النقية، ليتني مثلك يا أمي، إنني مُلطخة بالأثام .. أصبحت أخشى الجلوس معك كي لا أُلطخكِ بأثامي..
لم تتحدث لكن كانت أعينها يغشاها حديث ذا شجون، كأن هناك ستار شديد الظلمة ينسدل فوق أعينها وقد انفرج جزءًا بسيطًا منه يتخلل من خلاله الضوء الذي ألآم تلك الأعين التي مكثت بداخل الظلام كثيرًا..
حركت دُرّ رأسها بفتور وهتفت بإبتسامة شاحبة لم تصل لأعينها:-
-تسلم إيدك يا ماما بس أنا مليش نفس للأكل ومرهقة وهدخل أنام شوية علشان أقوم أذاكر..
لم تضغط والدتها وهي ترى الإرهاق بادٍ على ملامحها، ربتت على كتفها بتحنان وأردفت بحنان:-
-سلامتك يا دُرّ، أدخلي ريحي شوية وأنا هبقى أصحيكِ بس قبل ما تنامي صلي الضهر الأول قبل ما العصر يأذن..
حركت دُرّ رأسها وداخلها ممتلئ بالسخرية، وبمجرد أن دلفت لغرفتها حتى أغلقت الباب من خلفها بإحكام ثم سقطت أرضًا تجلس أمام الحائط تحتضن جسدها وأعينها مغلقة بشدة تحاول تصفية ذهنها من تلك الكركبة التي انتشرت به..
هجم على نفسها طوفان من الهواجس التي تهاجمها للمرة الأولى وحديث الفتيات يدور من حولها وكأنها تستمع لصدى أصواتهم يتضارب بجدران الغرفة، فتحت أعينها مسرعة تشهق متنفسة بعمق..
وبتردد سحبت هاتفها ثم ببعض النقرات كانت بداخل تطبيق [الواتباد] وبالأخص بصفحتها التي تحمل اسم [عاشقة الليل] … نعم أنها هنا ضُرّ ولستُ دُرّ .. أنا هي حاملة لواء الفسق، أنها هي التي تتناوب على إرتداء ثوب الفضيلة بالنهار .. وثوب الفسق داخل هذا الهاتف أثناء الليل، ألهذا عشقت الليل؛ لأنه الحامي الشجاع الساتر على أوزارها، نعم لقد سترها عن أعين البشر لكنها عند الله مُعلنة جلية مُسجلة.
فتحت التعليقات المخصصة للفصل الأخير الذي رفعته البارحة ليلًا، وللمرة الأولى تقرأ بأعين مختلفة عن سابقتها لترى نتيجة صنع يديها…
ارتعش بدنها وهي تقرأ أسوء وأقذر الألفاظ وما صدمها أكثر .. تعارف الرجال على النساء بالتعليقات ومن ثم انغماسهم بالرزيلة، والأدهى من هذا عروض الفحشاء التي تملأ التعليقات..
بفضلها يصلون لبعضهم البعض تأخذ بأيديهم للفجور .. من مجرد بعض كلمات كتبت تحت اسم الأدب … أي أدب هذا عزيزتي، مَن شهد لكِ بهذا!! لقد وقف الأدب بأحد الزوايا يبكي تحسرًا وهو يجأر بأنه بريءٌ من كل هذا!!
ذاك ينطرح تحت أي مسمى غير مسمى الأدب السامي، إنه مجرد عبث .. عبث باسم الأدب.!!
لكن ما جعل الدماء تتجمد بعروقها هذا التعليق الذي كان بمثابة خنجر يخمش بقلبها، لم يكن تعليق بل مجرد تساؤل بسيط..
“أنتِ مسلمة؟!”
هل وصل الأمر لهذا .. التساؤل حول ديانتي والتشكك حولها!!
وكانت القشة التي حطمت ظهرها حين كانت الإجابة على هذا التعليق من إحداهن..
“مستحيل تكون مسلمة .. واضحة جدًا من فظاعة وقذارة إللي هي كتباه، معقول في مسلمة تكتب بالطريقة دي!! دي وكأنها بتدعي للفجور والفسق”
وكان ردًا على هذا التعليق تعليقُ أخر..
“عادي ما في مسلمين دلوقتي لا يعرفون عن الإسلام إلا اسمه”
انتشر سكون غريب بداخلها، قبضت على الهاتف وأعينها جامدة مثبتة على نقطة ما وأخذ الدمع يتدحرج دون أن تدري..
نظرت للهاتف مرةً أخرى ثم انتقلت لمحتوى الرواية وأخذت في القراءة بعين قارئة وليس الكاتبة للمرة الأولى .. وهنا كانت الطامة الكبرى…
لقد كُشفت حقيقتها أمامها … حقيقتها التي تجلت أمامها الآن .. حتمًا هي يتلبسها شيطانٌ رجيم، ارتعش بدنها وأنغمست أكثر في استكشاف مَن هي وفداحة ما قامت به وثمارها حتى وقع هذا المنشور بتطبيق الفيس بوك أمامها .. في الحقيقة كان هناك الكثير والعديد من المنشورات لكن هذا كان أبرزها وما أحدث ضجة عميقة بمجموعة كبيرة، نشره شخص مجهول الهوية..
أخذت أعينها تجري على محتوى المنشور الذي كان بمثابة صاعقة قتلت روحها..
(أنا جايه النهاردة أقول حسبي الله ونعم الوكيل، جايه أحذر كل إللي واقع في غفلة، أنا مش بفضح أختي ولا حرمة الميت بس أنا حبيت تكون دي عظة للكل يا جماعة، أختي الله يرحمها ويعفو عنها كانت بتعشق الروايات والقراءة وكانت بتفضل بالساعات قدام الموبايل بتاعها تتنقل من رواية للتانية وحرفيًا مش سايبه كاتبة سواء صغيرة ولا كبيرة ألا ما مخلصة كل روايتها، وقتها كله كان روايات علشان تفصلها عن العالم .. وزي كل يوم كانت في أوضتها فضلنا ننادي عليها كتير بس هي مش ردت .. آخر ما زهقت دخلت أناديها لقيتها ممدة على السرير والموبايل في إيدها وشكلها غريب، قربت منها وأنا مش في بالي حاجة وبدأت أحركها بس هي لا حياة لمن تنادي .. سحبت الموبايل من إيدها وتفاجأت لما لقيتها كانت بتقرأ رواية وبالذات مشهد قذر من رواية قذرة شبه إللي كتبتها .. مينفعش نقول على إللي كتبت القذارة دي كاتبة .. الرواية دي كانت لواحده باسم مستعار وهو (عاشقة الليل) أنا لغاية دلوقتي مش مستوعبه إللي حصل، وعرفت إن أختي ماتت وهي بتقرأ رواية زي دي ومشهد بالحقارة دي، أنا وقتها خبيت الموبايل وخليت الموضوع سر ومقولتش لأهلي إللي كانوا ممكن ماتوا بحسرتهم، أختى هتبعث يوم القيامة وهي بتقرأ في الرواية دي .. أنا مش عارفة أعمل أيه ولا أتصرف إزاي، بحثت عن اسم الكاتبة دي وتفاجأت أنها مشهورة جدًا ورواياتها مقروءة بملايين المرات وشوفت الهجوم إللي عليها والبيوت إللي بسببها اتخربت .. بيقرأ لها رجال ونساء حتى بنات صغيرة هي السبب لفساد عقولهم .. أنا مش لاقيه كلام أقوله لها .. أنا مش عارفة إذا كانت هي هتشوف المنشور ده ولا لأ … بس أتمنى تشوفه وأحب أقولها أختي ماتت وهتقابل ربنا وهي بتقرأ إللي اتجرأت إيدك وكتبته .. أنتِ بقى هتقابلي ربنا تقوليله أيه وذنب كل واحد قرأ في رقبتك وكل واحد وقع في معصية بسبب إللي كتبتيه ذنبه في رقبتك … أنتِ مش بريئة من ذنوبهم يا عاشقة الفسق أنتِ مشتركة معاهم في الإثم وكفايه إن يوم الدين الكلمات إللي كتبتيها هتقف تشهد عليكِ، حرام عليكِ اتقي الله وفوقي أنتِ ضيعتي ناس كتيرة أووي، وبنشد كل حد بيكتب .. اتقوا الله وراعوا ربنا في كل حرف بتكتبوه أنتوا مش عارفين هيقع تحت إيد مين وهتأثر إزاي مع إللي بيقرأ، ممكن بسبب كتابتكم ناس تطلع لفوق وتنقذوا نفسكم وتاخدوا بإيد كتير لفوق وممكن بردوه تسحبوهم لتحت .. أحسنوا الإختيار ووعوا غيركم..
ربنا قال (لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ)
والرسول صلّ الله عليه وسلم قال (من دعا إلى ضلالة، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه ولا ينقص ذلك من آثامهم شيء)
خدوا بالكم من إللي بتكتبوه واجعلوه شاهد لكم مش عليكم، ياريت أي حد يقرأ كلامي وهو بدأ في الطريق ده .. ارجع بسرعه وتوب إلى الله قبل فوات الأوان .. وادعوا لأختي ربنا يغفر لها ويسامحها ويعفوا عنها..
✲ ✲ ✲ ✲
بعد أن انتهى من عمله المرهق وفور أن أتت تلك الساعة خرج متجهًا نحو أحد المساجد وحينها كان يُرفع الأذان لصلاة العصر، أدى فرضه وجلس يردد ورد الذكر المخصص له وهو بانتظار وقت المحاضرة التي يلتزم بحضورها يوميًا، بضع دقائق تقوم بشحن طاقته وتجدد إيمانه..
جلس بصحبة أصدقاءه في جو مليء بالود والمرح ملتفين بحلقة حول الشيخ يستمعون بإنصات شديد وحرص حتى مرت تلك الساعة مسرعة..
خرج حارثة من المسجد وقاد سيارته نحو منزله بعدما قام بشراء الحلوى التي يفضلها والديه من باب إدخال السرور على قلبهم، وصعد للمنزل بوجه بشوش مبتسم، قابلته والدته خلف الباب بإبتسامة واسعة مرحبة وهي تقول بحنان:-
-الحمد لله على سلامتك يا حارثة، ربنا ما يحرمني من دخلتك دي يا ابني ويرضى عنك.
وضع عُلبة الحلوى وانحنى يقبل يدها ببِر قائلًا بمرح:-
-الحلويات للحلويات وبس يا روحية هانم .. وأدي أحلى وردة لأجمل وردة في حياتي..
ابتسمت بسعادة حقيقية فلو يعلم كم تلك التصرفات البسيطة من وجهة أنظار الكثير كم تُعني لها وكم تُدخل السرور على قلبها، أخذت الوردة من يده تضعها بجانب أخواتها ثم جاءت جالسة بجانبه وبحنان انحنت مُقبلة مقدمة رأسه وقالت بقلب يغمره الرضا والسعادة :-
-روح ربنا يرضى عنك يا حارثة ويبارك فيك ويرزقك ويوسع عليك يا ابني، ربنا يرضى عنك دنيا وآخرة يا حارثة ويجعل من نصيب قلبك السعادة زي ما أنتِ مدخل الفرح والسرور على قلبي، ويبعد عنك الهم والحزن يا ابني ويريح بالك، أنا بشهدك يارب إني راضية عن حارثة فارضى عنه.
أغمض حارثة أعينه بظفر وابتهج قلبه ليقول برضا يشع من كلماته وصوته وبريق أعينه وسعادة لا مثيل لها:-
-وأنا هحتاج أيه تاني يا امي، دا كفاية رضاكِ عليا، أيوا يا أمي دايمًا ادعيلي ربنا يرضى عني، ادعيلي برضا ربنا عليا يا أمي دايمًا، ربنا يرزقني برِك أنتِ وأبويا دايمًا يا أمي..
ومَال حارثة يضع رأسه فوق فخذها متنهدًا براحة ثم أخذ يتحدث معها عن مضمون الدرس الذي تلقاه اليوم وكأنه طفل صغير؛ لكنه كان يريد من هذا أن يُعلمها ما يعلمه ويعملوه سويًا وكان يعلم أن هذا درب من دروب البر بوالديه..
هتفت روحية بإستجابة فقد كان هذا الوقت من أحب الدقائق لقلبها باليوم:-
-ما شاء الله الدروس دي فيها كمية معلومات نافعة كتيرة أوي يا حارثة، فعلًا يا ابني العلم مش بيخلص مهما اتعلمت والواحد بيني وبينك بيحتاج دروس زي دي علشان ينعش بيها قلبه وتجدد عزيمته وتشحنه بالإيمان، ربنا يهدينا جميعًا يارب، وربنا يثبت قلوبنا على دينه ويحبب لنا الطاعات وكل ما يُحب ويرضى يارب..
ردد حارثة بإيجاب:-
-كلامك حقيقي يا أمي فعلًا، اللهم آمين يارب، ربنا يستعملنا ولا يستبدل بنا بسبب ذنوبنا يارب.
ظلت روحية تمسد على رأسه حتى هتفت قائلة:-
-كنت عايزه أقولك على حاجة يا حارثة..
-اتفضلي يا أمي قولي عالطول..
تنهدت وقالت بحماس وفرحة:-
-لما اتكلمنا أخر مرة عن جوازك وأنت قولتيلي أشوف بنوته كويسه وخلاص أنك بقيت مستعد تفتح بيت وتكمل نص دينك، طبعًا القرار الأول والأخير ليك، أنا عليا أشوف من بعيد لبعيد بنات كويسه وعلى أخلاق، بصراحة يا حارثة ليا بنت خاله وقبل ما تكون بنت خالتي فهي صاحبتي الوحيدة المقربة .. أنت عارفها .. خالتك خديجة، عندها بنوته تبارك الرحمن يا حارثة، أدب وأخلاق ما شاء .. غير أنها تربية خديجة وأنا واثقة فيها، هي أول واحدة جات في بالي، أيه رأيك أفاتحها في الموضوع ويبقى فيه رؤية شريعة وتتعرف عليها وتشوف هترتاح ولا لأ وتصلي استخارة…
اعتدل حارثة مبتسمًا وبريق الرضى يومض في عينيه وهتف:-
-طالما في البداية شايفه أنها كويسه يا أمي يبقى على بركة الله وربنا مش بيقدر ألا الخير نروح ونشوفها .. وأنا بردوه هفاتح بابا في الموضوع..
قال الجملة الأخيرة ببعض التخوف من ردة فعل والده، فهل سيقبل مشاركته هذا الأمر أم أن سيكون له موقف مثل بقية الأمور..!
شعرت روحية بما يدور برأسه وازداد ندمها وهي تتأمل ملامح حارثة التي كانت نسخة مطابقة لهذا الذي بسببه هُدم كل شيء بينها وبين زوجها، وبين ولدها البكر ووالده، لكنها عزمت عزم أكيد على أن تزيح تلك العقدة التي تقف بين حارثة ووالده..
تنحنحت لتقول وهي تستقيم:-
-ربنا ييسرلك العسير ويهديلك العاصي يا حارثة ويرزقك ببنت الحلال وزوجة صالحة تستاهلك، أنا هحضر الغدا وأرصه يا حبيب أمك تلاقيك واقع من الجوع..
استقام هو الأخر قائلًا:-
-أووي أووي يا ست روحية وبالذات لما شميت ريحة أكلك إللي تجوع دي، أنا هروح أنادي بابا وأدخل أتكلم معاه شوية وهاجي إيدي معاكِ أساعدك.
واتجه نحو غرفة المكتب الخاصة بوالده لتلاحقه دعوات والدته الراضية..
طرق حارثة بضع طرقات على سطح الباب لكنه لم يجد أي رد، انتظر قليلًا لكن لا إجابة، اعتقد أن والده ربما يكون قد خرج ففتح الباب ودلف للداخل وبمجرد أن وقعت أعينه على والده حتى هرع نحوه بلهفة وصوته يعلو باسمه..
فقد كان يجلس خلف مكتبه بوجه شاحب منقطع الأنفاس متعرق الوجه لا يستيطع التحدث بينما ثانيًا ظهره بألم شديد واضعًا كفه فوق موضع قلبه يقبض عليه بشدة، كان على وشك السقوط من فوق المقعد لكن ذراعي حارثة التي تلقفته بلهفة شديدة..
صرخ حارثة بلهفة وهو يرى وجه والده يزداد شحوبًا ويفارق وعيه ساقطًا في الظلام ربما لن يعود منه:-
-بابا .. مالك .. فوق .. أنت كويس..
وقبل أن يحمل حارثة والده لمح هاتفه المضيء الموضوع فوق سطح المكتب بإهمال ويبدو أنه سقط من يده عند حدوث هذه الأزمة، جذبه حارثة ينظر باهتمام فربما يعلم ما حدث، لكن فور أن وقعت أعينه على المحتوى الكتابي الذي يملأ الصفحة حتى توسعت أعينه بصدمة وشعر وكأن صاعقة رعدية ضربت جسده بعنف..
ظلت أنظاره الجاحظة مُعلقة بالشاشة وأدرك أن هذه إحدى الروايات ذات المحتوى الهابط التي لا ترضي الخالق، سار بأعينه حتى وقعت تحت أخر شيء كُتب في الصفحة ولم يكن سوى هذا الاسم المستعار ..(عاشقة الليل)!! من هذه المُضللة المتخفية في ثوب الظلام.!!

يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية عابثة باسم الأدب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *