رواية تزوجت ملتزمة ولكن معاقة الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم صباح عبدالله

بعد مرور اسبوع.

قمر لا تزال كما هي في الغيبوبة لا تشعر بشيء يحدث حولها والطبيب هيثم يتابع حالتها بعنايه وينتظرها حتى تفوق فارغ الصبر حتى يعلم نتيجة تلك العملية التي فعلها لها..

اما ناهد والحاج عبدالله وزوجتها فاطمة لا يزالوا يبحثون عن قمر في كل مكان يختر علي بالهم. وقد شفق عليهم حازم واخذهم على منزلها وبالأخص بعد ما عرف أن ناهد تكون أمه صديقه وشقيق روحه محمد.

اما محمد كان يبحث ايضا على قمر لكنه لم يستطيع ان يجدها او يعرف عنها اي شيء ولم يقدر على معارضة جده و رغبته في زواجه من اسيل.. وهذا هو اليوم المنتظر يوم العقد القرآني محمد على اسيل والجميع في قصر الشرقاوي يحضرون الى حفله كبيره من أجل هذه المناسبة السعيدة.. ولكن لا احد يشعر بالسعادة والرضي على ما يحدث والبؤس والحزن على وجوه الجميع.. لكنهم جميعا لا يستطيعون المعارضة على شيء يقول عليه ابراهيم الشرقاوي..

ولان في غرفة أسيل.. تجلس اسيل أمام المرآة وهي ترتدي فستان الزفاف.. تنظر الي نفسها في انعكاس المرآة بحزن.. فهو لان تحقق أكبر حلم في حياتها وأخيراً سوف تكون لحبيبها وحبيبها سيكون لها.. لكنها للأسف لم تتمنى ان يتحقق الحلم بهذا الشكل وتتزوج من حبيبها بهذه الطريقة فهي تريد ان يحبها كما تحبه لكن اصبح هذا شيء شبه مستحيل وبالأخص انها تعلم انه اصبح تشغيل فتاه غيرها. ويقف كلا من لمياء وميار وجوري خلف اسيل ينظران اليها في حزن هم جميعا يعلمون ما تمر به الان وكانت كلا منهم ترتدي فستان جميل ويجعلها مثل الاميرات.. تضع لمياء يديها على كتف أسيل وهي تقول بهدوء وتنظر الي انعكاس صورتهم في المرآة..

-مالك يا أسيل زعلانها ومكتئبة ليه كده مش دي هي امنيتك مش هو ده حلم حياتك انك تتجوزي انتي ومحمد واهو بقي وقع ليه زعلانه.

تبكي أسيل في صمت وهي تقول بقهر..

-واكبر امنية دلوقتي عندي ان الجواز ده مش يكمل انا خلاص مش بقيت عاوزه محمد هو بقي خلاص ملك واحدة تانية غير حتي لو انجبر يتجوزني هو مستحيل ينجبر يحبني.

تجلس ميار عند قدم اسيل وهي تقول بينما تمسك يديها بحب..

-يا حبيبتي مش معاني ان محمد اتجوز قمر يبقي خلاص بيحبها ده مش قعدوا مع بعض 24ساعة على بعض مستحيل انه يكون حبها في الوقت القصير ده وانتي بأيدك تنسي قمر وتخلي يحبك انتي قمر خلاص اختفت من حياة محمد وممكن هي اللي هربت وسبتوا دي في لأخر من عائلة الناجي يعني الواحد يتوقع منها اي حاجه..

تقاطعها جوري قائلة باعتراض.

-لا ما ظنش ان واحدة زاي قمر ممكن يطلع منها تصرف زاي ده وانها تهرب من جوزها وانا لحد دلوقتي واثقة ومتأكدة ان حصل معها حاجة بس هي اي الله واعلم.

وفجأة ينفتح باب الغرفة وتدلف سناء وهي تقول..

-يلا يابنات المأذون بقي تحت.

تلاحظ سناء تلك الدموع التي على خد اسيل تقترب وهي تقول بقلق..

-خير مالك يا اسيل معيطة ليه.

تمسح اسيل دموعها برفق وهي تبتسم ابتسامة مزيفة وتقول.

– ما فيش حاجه يا ماما ده البنات كانوا بيتكلموا على طفولتنا ما حسيتش غير و دموعي نزلت ما تخفيش.

تنظر اسيل الي الصبايا وهي تقول.

-مش كده يابنات.

يهز الصبايا رأسهم بالموفقة وسناء تنظر اليهم ثم تبتسم وتعانق وجه أسيل بسعادة غامره هذا كان حلم لها اشبه بمستحيل والان تحقق ويعتبر ان هي الشخص الوحيد سعيد بهذا الزواج تظن انها بعد ذلك سوف تستطيع التحكم والسيطرة على ذاك المغرور محمد لكنها لا تعرف ماذا يخبئ لهم القدر.

سناء: ياحبيبة قلبي ان نفسي مش مصدقه عيوني انتي خلاص كبرتي وبقيت اجمل عروسه في الدنيا كلها. وربنا يتم فرحتنا على خير ويبعد عننا عين الحسود.

ثم تبتعد عن اسيل وهي تقول..

-يلا يا حبيبتي علشان مش نتأخر عيب نخلي الناس تسني اكتر من كده.
…………………… ………………. …………………
في الطابق الاول

في قاعة المنزل الجميع موجدين. ويجلس محمد صامت وتعبير وجهه لا تدل على اي فرحة.. وفجأة ينظر الجميع الي الدرج.. حيث تهبط أسيل بفستانها الابيض البراق الذي يجعلها مثل الاميرات. وسناء تمسك يدها والصبايا الثالث خلفها.

بينما يقف الشباب الثالث. اوس وحمزة وحازم.. ينظر اوس الي لمياء وهو يقول..

-هو اشمعنا محمد يتجوز انا كمان عاوز اتجوز.

ينظر حمزة الي جوري ويقول..

-ربنا يكرمنا احنا كمان؟

ينظر حازم الي ميار بأعجاب ثم يخفض نظرها عنها ويظل صامت وهو يبتلع ريقه بصعوبة يحاول منع نفسه من النظر اليها.

بينما ذهبت اسيل لتجلس بجوار محمد وساعدوها الصبايا حتى تجلس وجلست تخفض بصرها بخجل ولم تستطيع ان تنظر الى وجه محمد ولم يكلف محمد نفسه عناء وينظر إليها. مما جعل اسيل تشعر بالحزن الشديد.. وبدا المأذون بكتابه العقد القرآني وانتهى بجمله المعروفة.

– بارك الله لكم وبارك عليكم وجمع بينكم في الخير ان شاء الله.

نظر محمد الي جده نظرة لم يفهمها أبراهيم وظل صامت.
…….. ـــــــــــــــــــــــــــــ……… ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور ست شهور
في المستشفى

في غرفة العناية.. هدوء تام لا صوت غير صوت تلك الاجهزة التي تحاوط قمر من كل جانب.. تحاول قمر التركيز وفتح عيناها ويبدو ان اصوات الأجهزة يزعجها كثيراً. الصورة غير واضحة في عقل قمر وهي تتذكر اخر شيء حدث معها وهو هذا الحادث وتلك السيارة التي انصدمت بها.. تفتح قمر عيناها مره واحده وهي تأخذ نفس عميق وبصوت عالي كما لو كانت تغرق في قاع المحيط وجدت سطح الماء اخير. الاجهزة تصدر صوت إنذار وضربات القلب تتسارع وقمر تلهث بشدة وهي تشعر بالاختناق. يدلف الطبيب هيثم وخلفه اكثر من طبيب. وقمر تسارع من أجل ان تبقي على قيد الحياة. وهيثم يقول بلهفة وصوت عالي.

-حطوا لها نافس اصطناعيّ بسرعة.

يضع احد الاطباء جهاز التنافس على وجه قمر.. صوت جهاز الإنذار يصفر نبض قلب قمر يتوقف. وطبيب اخر يقول..

-دي ماتت؟
….. ـــــــــــــــــــــــــــــــــ……. ـــــــــــــــــــــــــ
في منزل عائلة الشرقاوي

في غرفة محمد في الصباح الباكر.. يستيقظ محمد من نومه.. وهو لا يستطيع أن يتنفس ويلهث بشدة.. تستيقظ أسيل التي نائمه بجواره وهي تقول بفزع.

-بسم آلَلَهّ الرحمن الرحيم محمد مالك.

محمد يختنق لا يستطيع التنفس. تركض اسيل من أجل أن تحضر كأس ماء.. يهدأ محمد شيئاً فشيئا وهو يقول..

-مستحيل اسمحك يقمر مستحيل اسمحك على اللي انتي عملته في ده. وصدقني فين ما كنتي لا هلاقيكي وانتقم منك انتي والكلب اللي هربتي معه.

يغلق محمد عيناه وتذكر شيء حدث في الماضي

رجوع الي الماضي.
في منزل عائلة الشرقاوي.
يوم زفاف محمد وأسيل. بعد أن انتهى كل شيء ودلف محمد بصحبة أسيل الي غرفته.. تركت أسيل محمد الذي لم يستطع النظر اليها ودلفت الي الحمام تغير ملابسها.. وجلس محمد علي اطراف الفراش وهو يزفر الهواء بضيق.. يجرج محمد هاتفه من جيبه ليفعل اتصال. لكن يلفت انتبه تلك الرسالة التي وصلت له عن طريق الواتس من رقم مجهول يقبض محمد حجابيها في استغراب ويفتح الرسالة يقرأ ما يوجد.

الرسالة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخبارك ايه يا ابن الشرقاوي والف مبروك على العروسة الجديدة ما تخيلتش انك ممكن تنساني بسرعه دي وتتجوز كمان واحب اقولك بلاش تتعب نفسك كتير وتفضل تدور عليا لا اني خلاص عرفت كل حاجه وسافرت مع جاسر ابن عمي واللي ليا هيفضل ليا وهيرجع ليا حتى لو بعد 100سنه واتمنى دلوقتي تكون عرفت انا مين ولا اقولك انا مين انا قمر قمر يوسف الناجي.

ينظر محمد بغضب شديد الي صورته في المرآة ثم يرمي الهاتف في المرآة بغضب لتتحطم المرآة والهاتف أيضاً.

الحاضر
يستيقظ محمد من ذكرياته على صوت أسيل تقف أمام تناوله الماء وهي تقول بخوف..

-محمد خد اشرب.

يأخذ محمد الماء من اسيل ويشرب ثم يضع الكأس على الرف بجوار الفراش ويسحب أسيل ليجعلها تجلس على قدمه ويضع يداه على بطنها وهو يقول..

-هششش اهدي انا كويس مش توتري نفسك علشان الدكتورة قالت التوتر غلط علي صحتك وصحة البيبي.

تعانق أسيل محمد وهي تبكي وتقول.

-ازاي عاوزني اشوفك وأنت في الحالة دي ومش اتوتر.

يعنقها محمد وهو يقول..

-هو انا لو في حضن ده كل يوم يبقي لازم اعمل كده كل يوم.

تضرب اسيل محمد علي ظهره وهي تقول..

-واحد قليل الادب قوم يلا علشان مش تتأخر على شغلك وانا هنزل اجهز لك الفطار.

يضحك محمد وهو يقول..

-بقي من حضن صغنن بقيت قليل الادب طيب استني اوريكي قليت الادب صح.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ