روايات

رواية أحببتها ولكن 7 الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 7 الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 7 البارت الثالث والثلاثون

رواية أحببتها ولكن 7 الجزء الثالث والثلاثون

رواية أحببتها ولكن 7 الحلقة الثالثة والثلاثون

بينما في مجمع النساء كانت رانيا وروز وغادة وناهد يقفن يأخذن عزاءه بحـ ـزنٍ شـ ـديد، كانت غادة تحاول التما سك وبجانبها روز التي كانت حـ ـزينة وبجوارها رانيا التي كانت تبكي في صمتٍ وأخيرًا ناهد التي كانت شاردة ودموعها تسيل دون توقف على خديها تقوم بمصافحة النساء دون التحدث وكأنها كالإنسان الآلي هُناك مَن يتحـ ـكم بها، لا تصدق أنها تأخذ عزاء زوجها وحبيبها الآن أين وعودهم وحياتهم التي كانا يخـ ـططان إليها خصيصًا بعد أن علما بقدوم الوافد الجديد الصغير الذي جعل شريف يقـ ـفز بسعادة كبيرة فور أن عَلِمَ بقدومه
نظرت روزي إلى زوجها الذي كان يقف في الخارج يأخذ واجب العزاء بصمت ثم نظرت إلى ناهد التي سَمِعتها تضحك فجأة دون سابق إنذ ار، نظرت إليها ليالي بتعجب ومعها الفتيات ورانيا والنساء اللواتي يجلسن بهدوء بتعجب، كيف تضحك في عزاء زوجها هكذا أمام الجميع دون حـ ـياء، تعالت ضحكات ناهد بشكلٍ ملحوظ جعلت الرجال في الخارج ينظرون إليها ومِن بينهم ليل الذي تفاجئ وفاروق الذي كان ينظر إليها متعجبًا
نهضت روزي وأقتربت مِنها ممسكةً بذراعها تنظر إليها قائلة بنبرة خا فتة:إيه اللي بتعمليه دا يا ناهد أسكُتي الناس بتتفرج عليكي
أزدادت ضحكات ناهد الممـ ـزوجة ببكاءها وهي بالكاد لا تشعر بنفسها، شعرت روزي بالحـ ـرج لتنظر إلى النساء قائلة:انا آسفة يا جماعة معلش هي تـ ـعبانه شويه بس
نظرت بعدها إلى جدتها ورانيا التي قالت أخيرًا بنبرة مبحـ ـوحة:في إيه يا ناهد أنتِ بتضحكي كدا ليه
أجلستها روزي على المقعد بينما كانت ناهد في عالمٍ آخر تضحك دون توقف وضحكاتها تتعا لى شيئًا فشيء، شعر ليل بالحـ ـرج ونظر إلى جده الذي أشار إلى روز بعيناه لتفهم هي نظرته وتتحرك نحوها حتى تنفـ ـذ ما يقصده، توقفت أمامها وحاولت إسكاتها قائلة:بس يا ناهد كدا عـ ـيب إحنا فـ عزا
نظرت إليها ناهد وهي مازالت تضحك قائلة مِن بينهن:حلو المقلب دا يلا أتصلوا بـ شريف خلّوه ييجي انا عرفت إنه مقلب وبيخـ ـتبرني يلا
تحدثت روز وهي تُحاول إسكاتها بعد أن رأت مَن حولها ينظرون إليها قائلة:أهدي يا ناهد هو فـ الجنة دلوقتي أهدي
كانت تضحك دون توقف ودموعها تتسا قط في نفس الوقت وهي لا تشعر بنفسها حقًا كل ما تريده أن يأتي شريف الآن ويُخبرها أنه كان مقلبًا، زفـ ـرت روز بقـ ـلة حيـ ـلة ونظرت إلى زوجها بأ سى بينما بدأت تنتشـ ـر بعض الأقاويل التي لا يسـ ـلَّم المرء مِنها
«هي أزاي بتضحك كدا عادي وواخده الموضوع هزار»، «بنات آخـ ـر زمن صحيح خلاص مبقاش في حـ ـيا ولا حُـ ـرمة للمـ ـيت»، «لا حول ولا قوة إلا بالله ربنا يصبر قلبها ويهون عليها ويعوضها»، «معذورة جوزها وأختها فـ يوم واحد صعـ ـبة أوي ربنا يصبرها ويصبرهم»
كانوا يسمعون تلك العبارات بوضوح وفي الحقيقة لم يجدن الردّ المناسب على تلك العبارات التي كانت تُقال حولهن، ولا يعلمن كيف حدث ذلك ولَكِنّ أردن شكر چويرية على ما قالته في هذه اللحظة وهي في قـ ـمة غـ ـضبها بعد أن أستمعت إلى تلك العبارات التي لَم تروق لها قائلة بنبرة حا دة وغا ضبة وصلت إلى الرجـ ـال في الخارج «بقولك إيه أنتِ وهي إحنا فينا اللي مكفينا كل واحدة جايه تعمل اللي عليها يبقى متتدخلش فـ اللي بيحصل دلوقتي طالما الرغي محتواكم مَكُنْتوش نورتونا وربنا وحده عالم بحالها طالما مش حاسه بالإنسان اللي قدامك يبقى يا تقولي خير يا تسكُتي إحنا مش ناقـ ـصين، إيــــه»
صا حت بالأخيرة بغـ ـضب عا رم بعض أن وضعت نفسها محل ناهد وشعرت حقًا بـ سكا كين حا دة تُغـ ـرز في صـ ـدرها دون رحـ ـمة فكيف بتلك المسـ ـكينة الآن، لاحت شبه أبتسامه على ثغر ليل الحفيد الذي كان سعيدًا في هذه اللحظة فهو يعلم أن چويرية لا تتحمل كلمة على عائلتها وتغـ ـضب وتثـ ـور وتأخذ حـ ـقهم في اللحظة ذاتها ولذلك لَم يتعجب مِن ردّها البتة، ألتفتت چويرية إلى ناهد وأمسكت ذراعها قائلة:قومي يا ناهد تعالي معايا قومي
نظرت إليها ناهد قائلة بنبرة ضاحكة وعينين تا ئهتان:هنروح فين هتوديني لـ شريف صح
آلـ ـمها قلبها لتقول:آه يا حبيبتي قومي
نهضت ناهد وهي تتر نح وجسدها لا يُسعـ ـفها على الوقوف لتتقدم مِسك وتقوم بإسنادها مع چويرية ويتحركن إلى الخارج حتى يخرجن مِن المكان ويعودن إلى القصر حتى ترتاح ناهد، بينما تقدم أحمد مِن أخيه هلال وهمس إليه قائلًا:خُد مفتاح عربيتي ووصلهم
أخذه هلال وحرك رأسه برفق ثم تركه وخرج ليعود أحمد كما كان، توقفت چويرية أمام ليل إبن عمها الذي أوقفها قائلًا:چويرية
نظرت إليه الأخرى ليُكمل هو حديثه قائلًا بعد أن نظر إلى ناهد التي كانت في حالة ير ثى لها:في دكتور أسمه معتز وهبى هييجي عشان يدي ناهد حـ ـقنة مهـ ـدئة ويكشف عليها
عقدت چويرية ما بين حاجبيها وقالت بتساؤل:يكشف عليها أزاي مش فاهمه
رمـ ـقها نظرة فَهِمتها هي جيدًا لتُحرك رأسها برفق وتتحرك تاركةً إياه، زفـ ـر ليل بقـ ـوة وأغمض عينيه وهو يُحاول عدم التفكير فيما حدث فلا الوقت ولا المكان مناسبين لذلك الآن وفضل الهدوء الآن
___________________
دلف هلال إلى الغرفة بعد سمحت إليه مِسك بالدخول لينظر إليهن قائلًا بنبرة هادئة:الدكتور وصل
نهضت مِسك التي كانت تجلس بجانب ناهد التي ألتزمت الصمت إجابة فجأة وبدون سابق إنذ ار لمدة تقارب الساعة تقريبًا مِمَّ جعلهما تتعجبان، دلف معتز بعد أن سمح هلال إليه ليقول بنبرة هادئة:السلام عليكم ورحمة الله
«وعليكم السلام ورحمة الله» ردّوا بها بهدوء ليقول هو بعد أن وقف بالقرب مِن الفراش ينظر إلى چويرية التي قالت:حضرتك أكيد عارف هي بيحصل معاها إيه
«آه ليل حكالي كل حاجه» نطـ ـق بها معتز وهو يضع حقيبته على طرف الفراش وينظر إلى ناهد وأكمل قائلًا «أزيك يا ناهد»
نظرت إليه ناهد ولَم تتحدث لتنظر چويرية إلى معتز الذي أكمل رغم عدم إجابتها وقال «قوليلي، مش حابه تتكلمي فـ حاجه، أو تقولي حاجه حتى لو كانت كلمة»
نظرت إليه مطولًا دون أن تتحدث مِمَّ جعلهم جميعًا يتعجبون صمتها ونظرتها إلى معتز الذي كان يعلم ما يدور داخل عقلها الآن، ولَكِنّ رغم هذا الصمت القاتـ ـل أجابته ناهد قائلة «شريف، شريف هزاره رخـ ـم أوي ومزعـ ـلني قولتله قبل كدا ميعملش مقالب مِن النوع دا فيا وبرضوا عمله، قولهم يتصلوا بيه ويقولوله إن انا عرفت إنه مقلب خلاص»
تأثـ ـرت چويرية كثيرًا بحديثها ذاك ليقول معتز بعقلانية «يعني أنتِ عارفه إنه مقلب وبيهزر معاكي؟»
حركت رأسها برفق وهي تنظر إليه، نظر إليهم نظرة ذات معنى وقال بتساؤل «هي شافت اللي حصل؟»
أجابته مِسك قائلة بنبرة هادئة:هي راحت مكان الجـ ـريمة وأخو شريف الله يرحمه قالها إنه وقـ ـع مع أختها في البحـ ـر والغطا صين نفسهم قالوا إنهم ملقوش جثـ ـته فيه وهي مِن ساعتها تعيط وتبهـ ـدل الدنيا وساعات تسكُت زَّي ما حضرتك دخلت وشوفتها يا إما تقعد تضحك وتعيط فـ نفس الوقت وتقول إنه عايش وبيهزر معاها
«لا حول ولا قوة إلا بالله» نطـ ـق بها معتز وهو ينظر إلى ناهد التي كانت تنظر أمامها وتضم قدميها إلى صدرها ودموعها تتسا قط على وجنتيها، تحدثت چويرية وهي تنظر إليه قائلة بتساؤل:تشخيـ ـصك إيه يا دكتور لـ الوضع دا؟؟؟؟؟؟؟
«في الحقيقة اللي بتمُر بيه المدام ناهد هي صـ ـدمة عصـ ـبية شـ ـديدة، ناهد الصـ ـدمة كانت قو ية عليها وعشان كدا حصلها نوع مِن اللا وعـ ـي يعني عقلها عمل إنعـ ـكاس في لحظتها ورفـ ـض تقبُل الواقع وبالتالي عقلها مصورلها إنه لسه عايش ورافـ ـض فكرة إنه مـ ـيت وعشان كدا إحنا لازم نعملها جـ ـلسات نفسية نحاول معاها مرة واتنين وتلاته عشان تتقبل الأمر الواقع وتتعايش معاه»
هلال بتساؤل:طب ودلوقتي المفروض نعمل معاها إيه؟؟؟؟؟؟
«هنـ ـديها حـ ـقنة مهـ ـدئة عشان تنام وعقلها يفـ ـصل عن الواقع لأطول فترة ممكنة وأول ما تقوم هنشوف هي هتتعامل أزاي هل هتكون لسه مقتنعة إنه عايش ولا هتتعامل على إنه مـ ـيت بجد ولا لا» أجابه معتز وهو ينظر إليه بهدوء لتقول مِسك:تمام بس هي يعني حا مل هل هتأثـ ـر
«لا خالص متقلقيش مفيش أي آثـ ـار جا نبيه» نطـ ـق بها معتز وهو يقوم بتجهيز الحـ ـقنة لتنظر هي إلى ناهد وتُمسّد على خصلاتها برفق
_______________________
دلف إلى غرفته بعد أن أنتـ ـهى العزاء وعادو الجميع إلى منازلهم، نظر إليها ورأها تجلس على الأريكة الصغيرة وتضم صغيرها إلى أحضانها تهـ ـدهده، ترك أغراضه على الطاولة بإهـ ـمال وأقترب مِنها بخطى هادئة وقام بحـ ـدف جـ ـسده على الأريكة وأغمض عينيه والإرهـ ـاق باديًا على معالم وجهه، نظرت إليه روزي وقالت بنبرة هادئة:خلصتوا العزا
حرك رأسه برفق دون أن يتحدث أو ينظر إليها لتنظر هي إلى صغيرها ترتب خصلاته قائلة:ربنا يرحمه ويغفر له
تحدث ليل بنبرة هادئة مهـ ـزوزة وهو مازال على وضعيته قائلًا:مش قادر أصدق اللي حصل لحد دلوقتي .. ولا قادر أصدق إننا محاولناش نضـ ـحي ونلحـ ـقه .. ومش قادر أنسىٰ نظرته ليا وأبتسامته لمَ رصا صتي جت فيها هي كان واثق فيا إني مهما يحصل مش هأ ذيه .. ولا قادر أنسىٰ كلامه لـ علي ولا قادر أستوعب أصلًا كل اللي حصل .. حاسس بالذ نب معرفش ليه وإيه سببه بس ضميـ ـري مش مريـ ـحني كان فـ إيدي أعمل كذا حلّ عشان أنقـ ـذه .. ومش قادر أصدق إنه ضـ ـحى بنفسه عشانك .. شريف على قد الخلا فات اللي كانت بينا .. وخنا قنا وعد وانيتنا لبعض .. بس انا لأول مرة أحسّ إني مأثـ ـر أوي مِن ناحيته … شريف قدر يخليني أنسىٰ كل غـ ـلطاته وكَّـ ـفر عنها في الشهر دا وقدر يخليني أحبّه تاني وأشوفه أخويا الصغير اللي أخـ ـاف عليه وأدور على مـ ـصلحته .. شريف عمل كل دا عشان يو جع قلبي دلوقتي يا روزي
أنهـ ـى حديثه وبدأ يبكي مرة أخرى لتسـ ـقط دموعها بسبب حديثه الذي حـ ـرك بداخلها الكثير والكثير فلولا أنها كانت معهم ورأت ما حدث لمَ كانت صدقت هذا الحديث وظّنته قصة فيلم جديد سيُعرض في صالات العرض قريبًا، مسحت دموعها التي كانت لا تتوقف عن النز ول وهي تشعر أن قلبها يؤ لمها حقًا
«وناهد صعـ ـبانه عليا أوي .. وجـ ـعتلي قلبي باللي عملته فـ العزا ولحد ما الدكتور جه كانت لسه مُصّرة على اللي فـ د ماغها وتقول لا شريف بيعمل فيا مقلب هاتوه .. انا بحمد ربنا إنها مشافتش اللي شوفته ولا عاشت اللي إحنا عيشناه وقت و فاته .. بس هو مـ ـيت غـ ـريق والغـ ـريق شهـ ـيد عند ربنا … شريف ربنا بيحبّه أوي عشان يوم ما يمـ ـوت يمـ ـوت شهـ ـيد» أنهـ ـت حديثها وأنخـ ـرطت في البكاء فمهما يحدث بينهم فهم في الأخير إخوة وعائلة واحدة وفر اق واحدٍ مِنهم يؤ ثر بالسـ ـلب على الجميع مهما كان الرا حل صغير أو كبير، وظّلا الأثنين على وضعهما يبكيان هكذا
____________________
“في الصباح”
كانوا جميعهم يجلسون في غرفة المعيشة لا ينطق أحدّ وكل واحدٍ مِنهم في عالمه الخاص وصوت القرآن هو المسموع، أقتربت الخادمة مِن روز وقالت بنبرة هادئة:الفطار جاهز يا هانم أحطّه على السفرة
زفـ ـرت روز بهدوء ومسـ ـحت دموعها قائلة:ملناش نفس متحطيش حاجه
«حاضر يا هانم»
نظرت روز إلى أحفادها جميعهم وهي تُمرر بصرها بينهم جميعًا بهدوء حتى رأت فردًا غير موجود لتقول متسائلة:فاروق فين؟؟؟
نظروا أغلبهم إليها ثم نظروا إلى بعضهم البعض يُفكرون في الإجابة، ولَكِنّ أجابتها ليالي بنبرة هادئة وقالت:فـ أوضة شريف مِن إمبارح مش عايز يخرج مِنها ولا يكلم حدّ
عقدت الأخيرة ما بين حاجبيها وقالت بنبرة هادئة:أومال ناهد فين
أجابتها هذه المرة مِسك التي قالت:فـ أوضة تانية دكتور معتز قالنا تفضل بعيدة عن أي حاجه تخلّيها تفضل تفكر فيه على طول
كان داوود يقف في الحديقة الأمامية يعقد ذراعيه أمام صدره وينظر في نقطة فا رغة بشرود والدموع عا لقة في ملقتيه تأ بى السقـ ـوط، يشعر بأن قلبه يعتـ ـصر ألـ ـمًا على حفيده الصغير الذي كان المقرب إلى قلبه دومًا والذي كان مهما يفعل يقوم بمسامحته كيف يقـ ـسو عليه وهو الأقرب إلى قلبه فـ على الرغم مِن وجود فاروق وأيسل وزين ألا وكان هذا الذي يستـ ـحوذ قلبه منذ الصِغر
أغمض عينيه ورفع رأسه قليلًا إلى الأعلى متأ وهًا بأ لم، شعر بيد توضع على كتفه وتشـ ـدد عليه برفق جاعلةً إياه يبدأ في إخـ ـراج ما يَكمُن داخله مِن أ لم وحـ ـزن، بينما كان الآخر يقف خلفه يتأ لم أكثر مِنه، تحدث داوود بنبرة مجـ ـهدة وباكية قائلًا:انا تـ ـعبان أوي يا ليل .. تـ ـعبان ومش قادر أتحمّل كل اللي بيحصل دا
سقـ ـطت دموع ليل ولَكِنّهُ حاول تمالُك نفسه وقال مواسيًا إياه:نصيبه يا داوود .. نصيبه يا حبيبي وأجـ ـله جه خلاص .. محـ ـطته جت ونزل .. أدعيله يا داوود هو مش هيستفاد حاجه مِن العياط دا كل اللي هيكون عايزُه دلوقتي إننا ندعيله كتير
تقدم مِنهُ ووقف أمامه مباشرةً ووضع راحتيه على ذراعي داوود ونظر إليه وألتمعت عينيه قائلًا بنبرة مختـ ـنقة:شريف دلوقتي مع صفية فـ الجنة يا داوود … حفيدك ما ت شهـ ـيد المفروض تفرح دا أي حدّ بيتمنى يكون شهـ ـيد … شريف فـ الجنة مع صفية دلوقتي ومبسوطين كمان ومرتاحين
نظر إليه داوود وقال بكل ما يحمله العالم مِن أ لم وحـ ـزن:وانا تـ ـعبان يا ليل وعايز أرتاح … وجـ ـع قلبي انا مش مصدق دا كان أقربهم ليا
ضمه ليل إلى أحضانه وربت على ظهره برفق مواسيًا إياه دون أن يتحدث وتركه يبكي وينـ ـوح ويُخرج ما يَكمُن بداخله مِن أ لم علّه يهـ ـدأ ولو قليلًا فهو لا يستطيع أن يتركه هكذا دون أن يفعل إليه شيئًا فالأخر ظّل بجانبهِ عندما ما تت صفية وظّل سندًا إليه وداعمًا في جميع الأوقات والآن حان الوقت لمسا ندته إليه في هذا الوقت العـ ـصيب وقد أقسم بداخله على ألا يتركه وحيدًا في تلك الأوقات التي يَمرون بها جميعهم
أبتعد عنه ليل ونظر إليه مربتًا على ذراعه برفق قائلًا:يلا عشان تفطر ومتعـ ـترضش عشان انا مش هسيبك بالمنظر دا مِن غير أكل ولا شُرب … يلا وانا هفطر معاك
أنهـ ـى حديثه وسحـ ـبه معه إلى إحدى الطاولات التي كانت موضوعة في الحديقة وأجلس داوود قائلًا:هروح أخلّيهم يجيبولنا الفطار وهجيلك تاني .. خلّيك مكانك متروحش فـ حتة
تركه ليل وذهب إلى القصر مرة أخرى تاركًا داوود يجلس شارد الذهن، بينما كان علي جالسًا ويعـ ـبث في هاتفه بهدوء رأى حسام يهاتفه، نظر حوله ثم نهض مبتعدًا عنهم مجيبًا إياه قائلًا بنبرة هادئة:أيوه يا حسام
«أخيرًا حدّ فيكم ردّ عليا وعبرّني إيه يا عم بتصل بـ ليل مبيردّش عليا بتصل بـ فاروق عشان أعزيه برضوا مبيردّش عليا لدرجة إني قـ ـلقت وملقتش غيرك قدامي مصدقت إنك ردّيت» نطـ ـق بها حسام بإند فاع فقد كان الخـ ـوف يأ كل صدره عليهم في الساعات الماضية بعدما تلقىٰ الخبر مِن شهاب الذي أخبره وكان الخبر كالصا عقة بـ النسبة إليه ولذلك حاول حينها الإتصال بهم دون أدنى فائدة مِمَّ جعله لا يستطيع النوم طوال الليل وجلس يُحاول مهاتفتهم دون مـ ـلل
زفـ ـر علي وقال بنبرة هادئة:إحنا تا يهين أوي يا حسام الوضع هنا مش أحسن حاجه وإمبارح كان العزا ومَكُنْاش فايقين وكان يوم ما يعلم بيه إلا ربنا
حسام بتساؤل:إيه اللي حصل قولي؟؟؟؟
قـ ـص عليه علي كل شيء دون أن ينسىٰ شيئًا بينما كان الآخر يستمع إليه بهدوء وإنـ ـصات شـ ـديد وعندما أنهـ ـى علي حديثه قال الآخر بحـ ـزن:لا حول ولا قوة إلا بالله .. بصراحة ربنا يكون فـ عونها ويصبرها الصـ ـدمة وحـ ـشة أوي يا صاحبي ومحدش كان عامل حساب لحظة زَّي دي بس أعذ روها هي غـ ـصب عنها وأكيد دلوقتي مش فـ وعـ ـيها أنتَ مِن كلامك بتقول إنها بتحبّه أوي وأتعـ ـلقت بيه طبيعي إنها تكون بالحالة دي دلوقتي
أبتـ ـلع علي غصته بهدوء وقال:كلنا عَذ رينها طبعًا يا حسام وحقها هو مهما كان في الأول والآخر جوزها .. انا بس مَكُنْتش متخيل إننا هنـ ـقع كلنا ومحدش هيفضل ثا بت يسـ ـند اللي وقـ ـعوا بالعكس كلنا وقـ ـعنا حتى ليل نفسه اللي مفيش حاجه بتحركه وتضـ ـعفه دلوقتي واقـ ـع ومكـ ـسور … الوضع صـ ـعب أوي هنا يا صاحبي
حـ ـزن حسام كثيرًا ولذلك قال بعد أن شعر أن هذا هو أنسب وقت لقول ذلك:طب انا هنزل القاهرة كمان تلات ساعات انا إتحركت دلوقتي وهاجي عليكم على طول هتكونوا موجودين ولا
أجابه علي بهدوء وقال:هتلاقينا
حسام:تمام نتقابل بليل بإذن الله وخليكم حوالين فاروق عشان ميعمـ ـلش فـ نفسه حاجه
علي:تمام يا حسام توصل بالسلامة يا صاحبي
أنهـ ـى مكالمته مع حسام وعاد إليهم مرة أخرى ليجد صغيره ثائر يبكي، وضع هاتفه في جيب بنطاله وأقترب مِنهُ قائلًا بتساؤل:مالك يا ثائر بتعيط ليه؟؟؟؟؟
أنحنى بجـ ـذعه نحوه وحمّله على ذراعه مربتًا على ظهره برفق لينظر إلى رائد الذي كان يجلس بجانبه وقال:بيعيط ليه يا رائد
لَم يُجيبه رائد لينظر علي إلى صغيره ومـ ـسح دموعه قائلًا بنبرة حنونة:مين زعـ ـلك يا حبيبي قولي
نظر ثائر إلى رائد وأشار نحوه وهو ينظر إليه بعينان ملتـ ـمعتين لينظر إليه علي ويقول:عملك إيه رائد
أجابه الصغير بنبرة باكية وقال:ضـ ـربني
نظر علي إلى رائد وقال:ليه كدا يا رائد مش أنتوا أخوات وبتلعبوا مع بعض
أقترب ليل مِنهم في هذه اللحظة وسَمِعَ عتـ ـاب علي إلى صغيره ليعقد ما بين حاجبيه ويقول بتساؤل:في إيه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نظر إليه ثائر وقال بنبرة باكية:ضـ ـربني يا عمو ليل
نظر إليه ليل وقال:ليه يا حبيبي
ثائر:عشان انا مش عايز ألعب اللعبة اللي هو عايز يلعبها
نظر ليل إلى صغيره الذي كان يقف ويعقد ذراعيه الصغيرين أمام صدره ينظر بعيدًا ليقول بنبرة حا دة بعض الشيء:ينفع كدا مِن أمتى بتضـ ـربه
نظر إلى ثائر وقال بنبرة حنونة:حقك عليا انا يا ثائر متزعلش وانا هخلّيه يعتذرلك دلوقتي
أنزل علي صغيره لينظر ليل إلى صغيره رائد ويقول بنبرة جا دة:أعتذر لأخوك يلا وبـ ـوس راسه ومتزعلهوش ولا تضـ ـربه تاني مهما حصل يلا
نظر رائد إلى والده الذي كان ينظر إليه منتظرًا أعتذاره إلى هذا الصغير الذي يقف أمامه ويمـ ـسح دموعه وينطر بحـ ـزن إلى رائد، نظر إليه رائد قليلًا ثم أقترب مِنهُ ووقف أمامه قائلًا بأعتذ ار:انا آسف يا ثائر حقك عليا متزعـ ـلش … وعد مش هضـ ـربك تاني
نظر ثائر إلى والده الذي أشار إليه أن يقبل أعتذ ار رائد لينظر إليه مرة أخرى ويقول:ماشي بس بعد كدا متضـ ـربنيش تاني عشان أنتَ زعلـ ـتني أوي مِنك وأنتَ عُمرك ما ضـ ـربتني
عانقه رائد وربت على ظهره برفق وقال:انا آسف وعد مش هضـ ـربك تاني وهلعب معاك اللعبة اللي أنتَ عايزها كمان ومش هقولك لا
مـ ـسح ثائر دموعه وأبتعد عن رائد الذي نظر إليه ليقول ثائر بنبرة باكية:ماشي تعالى نلعب
أوقفها ليل الذي قال:عدنان مبيلعبش معاكم ليه أشمعنى هو يعني وسديم مبيلعبش ليه
نظرا إليه ليقول رائد:انا عايز ألعب انا وثائر لوحدنا
أجابه ليل وقال:مينفعش يا تلعبوا كلكم مع بعض يا متلعبوش مينفعش أتنين يلعبوا مع بعض والأتنين التانيين لا
أنهـ ـى حديثه ونظر إلى عدنان وسديم اللذان كانا يجلسان سويًا وقال:تعالوا ألعبوا معاهم يلا متقعدوش لوحدكم ولو رائد ضا يق حدّ فيكم ييجي يقولي على طول أتفقنا
حركا الصغيرين رأسيهما برفق إليه لينظر ليل إلى صغيره وقال:متتكررش تاني يا رائد عشان بعد كدا هتتعا قب كلكم أخوات مفهوم
شعر الصغير أنه أخـ ـطأ ولذلك حرك رأسه برفق إليه وقال:انا آسف يا بابا
أشار إليه ليل وقال:آخـ ـر مرة بعد كدا هتتعا قب
نظر رائد إلى أولاد عمومته وقال:أختاروا لعبة بقى نلعبها
ركض عدنان وهو يقول بنبرة عا لية بعض الشيء:اللي هيمـ ـسكني هبقى انا اللي فيها
نظروا ثلاثتهم إلى بعضهم لبعض ثم ركضوا خلفه إلى الخارج حتى يمسكونه، زفـ ـر ليل وسَمِعَ علي يقول:نسخة مِنك يا جدع
نظر إليه ليل وقال:لا بس انا مَكُنْتش بضـ ـربكم دا انا مَكانش في أحنّ وأحلى مِني
أبتسم علي بخفة وقال:بصراحه أشهـ ـد على كدا … كُنْت البودي جارد بتاعنا
أبتسم ليل بخفة وقال:ومازلت على فكرة … بقولك إيه ما تروح تجيب أحمد وحُذيفة وتحصلني على أوضة شريف مش عايز أسيب فاروق لوحده بالمنظر دا
حرك علي رأسه برفق وقال بنبرة هادئة:ماشي روح وانا هجيبهم وأحصلك
____________________
كان يضع الهاتف على أذنه وهو يُحاول مهاتفته دون فائدة وبدأ الضـ ـيق يرتسم على معالم وجهه بوضوح، نظرت هي إليه وتعجبت مِن ضيـ ـقه الذي بدأ يظهر على محياه لتترك ما بيدها وتتقدم مِنهُ قائلة بتساؤل:في إيه يا مينا مالك؟؟؟؟؟؟؟
ألتفت مينا ينظر إليها وقال بضـ ـيق:بكلم بابا موبايله مقفول وبكلم ليل مبيردّش عليا مش عارف في إيه مالهم هما الاتنين كدا
شعرت الأخرى بد لو مـ ـاء مثلـ ـج يسـ ـقط على رأسها فهو لَم ينسىٰ حتى الآن والده فهي ظّنت أنها مسألة وقت وستـ ـنتهي ولَكِنّ يبدو أنها ستستمر إلى وقتٍ لا تعلمه، أستفاقت على تمتمته الحا نقة وهو يقول:ما تردّ بقى يا ليل دا أنتَ رخـ ـم أوي
«إبن عمه ما ت إمبارح» نطـ ـقت بها والدته وهي تنظر إليه بهدوء ليتجـ ـمد الآخر مكانه وقد أستغـ ـرق الأمر مِنهُ بضع دقائق حتى يستو عب ما قالته هي، ألتفت إليها برأسه ينظر إليها ليقول مستنكرًا ما سمعه:أنتِ قولتي إيه؟!
«إبن عمه ما ت إمبارح» أعادتها على مسامعه مرة أخرى ليقول هو مصـ ـدومًا مِمَّ سمعه:عرفتي أمتى وأزاي انا مش عارف أوصله
«كُنْت قاعدة بشوف الفيس والأخبـ ـار عليه ظهرتلي صفحة علي صاحبك وكان مِنَزل الخبـ ـر وأنتَ كُنْت بره إمبارح ورجعت نمت على طول فـ عشان كدا معرفتش أقولك حاجه» أردفت والدته بصدقٍ تام وهي تنظر إليه ليشعر هو بالصـ ـدمة تلـ ـجمه ولذلك كان أول مَن يهاتفه هو حسام الذي أستغـ ـرق بضع ثوانِ وكان معه على الخط يقول:عاش مِن سِمع صوتك يا عم واللهِ
أجابه مينا وهو ينظر إلى والدته وقال:حسام هسألك سؤال وتجاوبني بصراحة
تعجب حسام مِن نبرة صديقه التي كانت غريبة بعض الشيء ولَكِنّهُ قال:أسأل
مينا بتـ ـرقب:أنتَ تعرف إن إبن عم ليل وعلي ما ت
أجابه حسام بصدق وقال:بأمانة عرفت صُدفة مِن ساعة كدا كان علي مِنَزل بوست وانا عرفت مِنُه فـ أتصلت بيه وكان صوته مش قد كدا والدنيا عندهم مش متـ ـظبطة خالص وليل مش كويس فـ قولت أنزل القاهرة عشان أعزيهم وبعدها بيومين كدا أرجع أسكندرية تاني .. بس أنتَ بتسأل ليه
زفـ ـر مينا ومـ ـسح على وجهه وقال:لأني لسه عارف مِن أُمي دلوقتي وأتصـ ـدمت مش قا در أستو عب حاجه حاسس إن حدّ ضـ ـربني على د ماغي قولت أكلمك أشوفك عارف ولا لا
حسام:بُص بأمانة هي صـ ـدمة لينا كلنا وانا بصراحة معرفش تفاصيل لسه لمَ أروح وأقعد معاهم هشوف الدنيا فيها إيه
مينا:طب انا عايز أشوفهم أعمل إيه
حسام:ولا أي حاجه أجهز وانا هعدّي عليك ونروح نقعد معاهم شويه
مينا:ماشي قدامك قد إيه
حسام:يعني نص ساعة كدا
مينا:ماشي هستناك أول ما توصل رن عليا هنزلك .. سلام
أنهـ ـى مكالمته مع حسام ثم ذهب إلى غرفته ولَم تسأله والدته ما جرى بينهما لأنها بالطبع فَهِمَت مِن حديثه مع حسام ما قالاه سويًا ولذلك تركته يفعل ما يريد
_____________________
عـ ـلّت طرقات على باب غرفته ولَكِنّ لَم يتلقىٰ الطارق أيا إجابة ليُفتح الباب ويدلف ينظر إليه ليراه يجلس على فراش شريف ويضم وسادته إلى أحضانه وينظر في نقطة فا رغة أمامه والدموع تتسا قط بين الفينة والأخرى على وجنتيه، ترك الباب وتقدم مِنه ويليه أحمد وحُذيفة وأخيرًا علي الذي أغـ ـلق الباب خلفه وتقدموا مِنهُ أربعتهم وجلسوا حوله بهدوء، حيثُ جلس أحمد على يمينه وعلي على يساره وحُذيفة وليل أمامه
وضع أحمد يده على كتفه وشـ ـدد عليه برفق وقال بنبرة هادئة:فاروق أنتَ كويس
أنتظر أن يتلقىٰ إجابة ولَكِنّ لَم يأخذ شيئًا وكانت الإجابة هي الصمت، تحدث حُذيفة هذه المرة محاولًا جعله يتحدث ولو كلمة واحدة وقال:فاروق عشان خاطرنا أتكلم قول أي حاجه متفضلش ساكت كدا … طـ ـلع كل اللي فـ قلبك يا صاحبي متكـ ـتمش حاجه جواك
دام الصمت مرة أخرى بينهم لبعض الوقت فبدأو يفقـ ـدون الأمل في أن يتحدث بالفعل، ولَكِنّ نظروا إليه فجأة حينما قال بنبرة مبحـ ـوحة باكية:انا تـ ـعبان أوي … حاسس إني فـ حلم وهفوق مِنُه بس بعد مدة طويلة … حلم طويل بمعنى أصح … على قد ما كُنْت بتخا نق انا وهو كتير وبنخـ ـتلف وبنشـ ـد ونـ ـلين ونضحك ونعيط ونفرح ونحـ ـزن .. بس مَكَنش فـ د ماغنا إن اليوم دا ييجي وواحد فينا يسـ ـيب التاني ويمـ ـشي .. مَكُناش أصلًا فـ د ماغنا اليوم دا كان بعيد أوي بالنسبالنا … هو حتى مقاليش أي حاجه ولا لمحلي … كان بيتعامل معايا عادي جدًا ولا كأن في حاجه ودا خلاني مستغرب دلوقتي مود عنيش ولا قالي أي حاجه بالعكس .. محسسنيش بأي حاجه … مش قادر أصدق إنه مبـ ـقاش معايا .. سا بني لوحدي فـ عز ما انا محتاجه معايا .. سا بني وحيد
أنهـ ـى حديثه وأنخـ ـرط في بكاء مـ ـرير، مَد حُذيفة يده وربت على فخذه مواسيًا إياه ومعه ليل الذي يعلم أن فاروق سيتأ ثر كثيرًا فيما هو قادم وأن تلك ما هي إلا البداية، تحدث حُذيفة مبتسمًا بخفة وهو ينظر إليه قائلًا:مفيش حاجه أسمها وحيد أومال إحنا روحنا فين مش أخواتك برضوا … كُلنا أخواتك وكُلنا معاك وفـ ضهرك ومش هنسيبك وعلى رأي جدي .. شريف دلوقتي شهـ ـيد والمفروض نفرح حدّ يطول يمـ ـوت شهـ ـيد يا راجـ ـل .. أدعيله وهو دلوقتي فـ مكان أحسن وأحلى وإن شاء الله حقه مش هيرو ح إحنا هنفضل ندور ورا الموضوع وهنعرف مين ورا دنيا ومين اللي خلاها تعمل كدا لإن مفيش حدّ طبيعي هيعمل اللي هي عملته دا وكمان تأ ذي أختها ويجيلها الجُـ ـرءة تمـ ـوت واحد بـ ـريء معاها ملهوش ذ نب فـ أي حاجه … الموضوع فيه كذا حاجه لازم ندَور وراها ومش هنعرف دا غير لمَ نهدى ونبدأ واحدة واحدة … أهم حاجه دلوقتي إحنا مش عايزينك تعمل كدا فـ نفسك الأوضة دي لازم تتقـ ـفل دلوقتي عشان لا أنتَ ولا ناهد تقربوا مِنها دلوقتي
نظر إليه فاروق بعدم رضا وقال:انا مش عايز أقـ ـفل أوضة أخويا يا حُذيفة
أجابه ليل هذه المرة وقال بنبرة هادئة:معلش يا فاروق انا عارف إن دا مش سهل عليك بس لازم عشانك وعشان ناهد .. فترة بس كدا لحد ما الدنيا تتظبط وتهدى ونشوف هنعمل إيه وبعدها نفتحها تاني وعشان ناهد تفضل فيها هي بس ربنا يقف معاها وتعدي المحـ ـنة دي على خير ويصبرها وتقـ ـوى شويه وبعدين نشوف الدنيا هتمشي أزاي
نظر إليهم فاروق قليلًا وقال:هو معنى عدم ظهور جـ ـثة شريف لحد دلوقتي إيه … حدّ عنده فكرة
نظر إليه علي وقال بنبرة هادئة:واللهِ يا فاروق هي ليها كذا سبب
نظر إليه فاروق وقال:زَّي إيه
عكـ ـص حُذيفة شفتيه بخفة وقال بنبرة هادئة:يعني زَّي إنه يكون خرج بعد ما مشينا إحنا حدّ إبن حلال لمحه وخده يا إما بقى أنتَ عارف انا عايز أقول إيه تاني
نظر فاروق إليهم بصـ ـدمة وهو ينتظر أن ينـ ـفي أحدّ ما قاله حُذيفة الآن ولَكِنّ لَم يفعل أحدّ ذلك رأى الصمت إجابة كافية على هذا السؤال الصـ ـامت، ربت أحمد على فخذه برفق وقال:متفكرش كتير يا فاروق وكل حاجه هتيجي فـ وقتها متستعجلش المهم دلوقتي قوم معانا متفضلش كدا
نهض أحمد وأمسك بيده قائلًا:قوم يلا يا فاروق ووحد الله وأنزل يلا
وبعد العديد مِن المحاولات المستمـ ـيتة لجعله ينهض ويخرج مِن غرفة أخيه خضـ ـع فاروق إليهم بالفعل وها هو ليل يُغـ ـلق غرفة شريف وهو لا يعلم متى سيقوم بفتـ ـحها ولَكِنّ كل ما يُريد فعله الآن أن يُنقـ ـذ عائلته قبل أن يخسـ ـر فردًا آخر غير شريف، وضع المفتاح في جيب بنطاله وتوجه إلى مكتب جده بهدوء
___________________
مر شهران على وفا ة شريف ولَم يأخذ أحدٍّ مِنهم خطوة جديده تساعدهم في التقدم ولو خطوة واحدة إلى الأمام، في الواقع لا أحدّ يستطيع البدء في التحـ ـقق مِن الأمر والبدء في البحـ ـث عن أي شيء فمنذ ذلك اليوم وشعروا أن رو حهم أصبحت مـ ـرهقة ومتعـ ـبة ليست متحمسة لا شغف ولا قو ة في إكمال حياتهم الطبيعية، لَم يكُن أحدّ يعلم أن مو ت شريف سيوقـ ـف حياتهم بتلك الطريقة الغريبة ويجعلهم تُعـ ـساء وغير راغـ ـبين حتى في العيش
المشاعر هي فطـ ـرة تَكمُن داخلنا وتختلف في إنسان لآخر فـ هُناك إنسان لا يستطيع التحـ ـكم في مشاعره وتكون هي العامل الأساسي في كشـ ـفه أمام البشر وآخر يستطيع أن يجعلك ترى أنه بلـ ـى مشاعر، شخص كالحجـ ـر لا يتأ ثر بقو ة الأمو اج وهـ ـبات الرياح، أحيانًا نصفه أنه وبالمعني الشـ ـعبي خاصتنا أنه “بجـ ـح” أو “عديم الد م” أو “معندهوش مشاعر”، تلك المصطلحات العامية خاصتنا التي نُطـ ـلقها على هذا الشخص حينها ولَكِنّهُ في الحقيقة ليس هكذا، لو أستطاع المرء أن يقوم بشـ ـق نفسه نصـ ـفين وجعلك ترى ما بداخله مِن خـ ـراب ود مار لفعلها دون تـ ـردد ولَكِنّنا في النهاية نرى فقط ما يُريدوننا أن نراه لا أكثر ولا أقل
نستطيع وصف مشاعر رانيا، أمّ مثل بقية الأمّهات اللواتي يفقـ ـدن أولادهم، شعورها مِن الصـ ـعب وصفه ليس لأنه حقًا بتلك الصعو بة ولَكِنّ لأننا إن وصفناه سنتأ لم أجمع، ولَكِنّها كـ السيدة والأمّ التا ئهة في أعمـ ـاق البـ ـحار كلما أقتربت مِن الشـ ـط حتى تخرج تجد مو جة جديدة تسحـ ـبها إلى الداخل مرة أخرى إلى عـ ـمق جديد أعمـ ـق مِن ذي قبل، تبحث عن صغيرها الذي كان يلهو على شـ ـط البـ ـحر ويتحدث مع البـ ـحر ويُخبره أنه صديقه الوفي الذي يسمعه دون مـ ـلل كلما ذهب إليه، وحتى قام هذا البـ ـحر بالغد ر في إحدى الأيام وألتهـ ـمه دون سابق إنذ ار جاعلًا والدته تبكي وتنـ ـوح وتصـ ـرخ وتستغـ ـيث ويبتسم هو بسعادة على حالها الذي كان هو سببًا فيه، لقد كان ولدها عا شقًا إليه منذ طفولته ولَكِنّ لَم يكُن يعلم أن الغد ر بأعمـ ـاقه
ولذلك منذ ذلك اليوم أصبح هذا البحـ ـر هو عد وها اللـ ـدود الذي ألتهـ ـم ولدها وحـ ـرمها مِنهُ وكلما مَرت بالقرب مِنهُ تـ ـرمقه نظرة غا ضبة وكا رهة وحا قدة، وتبكي نـ ـدمًا على عدم إخبار ولدها أنه غد ار فـ عندما رأت الحُبّ نابعًا مِن عينيه إلى البحـ ـر فضَّلت على عدم إحـ ـزانه وتركته وها هي الآن تأ كل أصابعها نـ ـدمًا ولَكِنّ هل يُفيد الند م بعد فو ات الأ وان؟، أعتقد لا
وعلى غير العادة كانت رانيا تجلس على الأريكة في غرفتها منـ ـكمشة في نفسها وتنظر إلى السماء التي كانت تُزينها النجوم اللامعة عبر نافذتها بشرود، ليدلف هو إليها ويتقدم مِنها واضعًا يديه على كتفيها ثم أنحنى بجـ ـذعه قليلًا طابعًا قْبّلة أعلى رأسها قائلًا:وحشتيني أوي يا ماما
أنتفـ ـضت رانيا في جلستها ونهضت مسرعة تنظر إليه بمعالم وجه مـ ـرتعبة ومتفا جئة لتجـ ـحظ عينيها بصـ ـدمة وهي لا تصدق ما تراه أمامها، إنه يقف أمامها ويبتسم إليها؟، أهي جُـ ـنت أم أنها مازالت بخير وهذا ما هو إلا مشهدًا قد صوره عقلها البا طن إليها، بينما كان هو يقف أمامها ينظر إليها بأبتسامه وعينيه تحمل لمعة الحُبّ والأشتـ ـياق إليها ليقول بنبرة حنونة:هو انا موحشتكيش ولا إيه يا رانيا أوعي هزعـ ـل أوي مِنك
سقـ ـطت دموعها ومَدّت يديها ووضعتهما على وجهه تتلمسه بشـ ـوق وحنين قائلة بنبرة باكية:أبقى كد ابة لو قولتلك لا … رانيا بتمو ت كل يوم ألف مرة فـ بُعا دك يا قلب رانيا … انا بتعذ ب أوي يا شريف فـ غيابك كدا تسيبني وتمشي .. تسيبني لوحدي كدا مِن غير ما أشوفك وأتطمن عليك زَّي كل يوم .. رانيا تـ ـعبانه أوي يا شريف وكان نفسها تشوفك وتاخدك فـ حضنها
مَدّ شريف يديه ومـ ـسح دموعها بحنان وهو يبتسم إليها وقال:وشريف ميقدرش على زعـ ـل رانيا أبدًا دا الدنيا كلها تزعـ ـل مِنُه عادي إلا رانيا … حقك عليا يا حبيبتي متزعـ ـليش مِني انا كمان مش كويس مِن غيرك وتـ ـعبان أوي يا ماما .. تـ ـعبان وجـ ـسمي كله بيو جعني مِن غير سبب ومش عارف ليه والمفروض أعمل إيه … انا تـ ـعبان أوي يا ماما وجيتلك عشان عارف إنك هتعا لجيني والو جع دا هيسيب جـ ـسمي وير حمني مِن العذ اب دا كله … دا ويني يا أُمي
نهضت رانيا مِن غفـ ـلتها فز عة شا هقة، نظرت حولها لترى أنها تجلس على الأريكة ويبدو أنها غـ ـفت بسبب الإرهـ ـاق الذي كان ملا زمًا إياها، صد حت عدة طرقات على باب غرفتها ثم دلف فاروق إليها لتنظر إليه بعد أن ظّنت أنه مِن الممكن أن يكون شريف ويتحقق هذا الحُلم الذي رأته منذ قليل، أقترب مِنها الآخر وطبع قْبّلة على رأسها ويدها ثم جلس بجانبها ووضع رأسه على كتفها، ضمته رانيا إلى أحضانها ومسّدت على خصلاته مثلما تفعل كل يوم منذ وفا ة شريف، شعر فاروق بإرتـ ـعاش يديها ليرفع رأسه برفق ينظر إليها قائلًا بنبرة هادئة:مالك يا ماما في إيه إيدك بتتر عش كدا ليه
أنهـ ـى حديثه وهو يمسك بيديها يُحاول تهـ ـدأتها ينتظر ردّاً مِنها، أبتلـ ـعت رانيا غصتها بهدوء ونظرت إليه وقالت بنبرة مهـ ـزوزة:انا حلمت بـ أخوك
عقد فاروق ما بين حاجبيه وقال متعجبًا:شريف!، قالك إيه وكان كويس ولا لا
حركت رأسها تنفـ ـي ما قاله قائلة:كان تـ ـعبان أوي … عا تبته فـ الحلم وهو كان حنين أوي عليا فـ الحلم … أول مرة أشوف حنية أخوك دي مكانش كدا فـ الواقع حنيته كانت زايدة .. وقعد يراضيني وقالي انا تـ ـعبان أوي يا ماما .. تـ ـعبان وجـ ـسمي كله بيو جعني … عا لجيني يا ماما انا تـ ـعبان أوي ومش قا در … وانا كُنْت عاجـ ـزه مش عارفه أعمل حاجه .. قومت مفز وعة فجأة بس قلبي واجـ ـعني أوي يا فاروق … حبيبي جايلي تـ ـعبان ومش قا در وعايزني أعا لجه … هو كدا عايز إيه يا فاروق انا مش عارفه عايز إيه منظره وجـ ـع قلبي على قد ما هو كان حلو ومبتسم أبتسامه حلوة أوي … كان حلو أوي يا فاروق فـ الحلم مش مصدقة إن دا شريف أخوك .. هو كدا عايز مِني إيه يا فاروق انا مفيش حاجه وجـ ـعاني وقهـ ـراني غير جـ ـثته اللي لسه مظهرتش لحد دلوقتي
أبتسم فاروق بمـ ـرارة وربت على يدها برفق وقال بنبرة مخـ ـتنقة:فوضنا أمرنا لله يا ماما خلاص … انا عن نفسي فقـ ـدت الأمل فـ أننا نلاقي جـ ـثته مِن أول يوم … انا مش عارف دا معناه إيه بس هو أكيد ممكن يكون تـ ـعبان فعلًا … انا مش عارف بجد مبقتش عارف أفكر فـ حاجه مشي وخد معاه كل حاجه حلوة .. مبقتش عارف حاجه انا عامل زَّي التا يه
زفـ ـرت رانيا بقـ ـلة حيـ ـلة وضمته إلى أحضانها مرة أخرى ممسّدةً على خصلاته برفق وهي تقول بنبرة باكية:أهدى يا حبيبي .. أهدى اللي بتعمله فـ نفسك دا غـ ـلط … مبقاش فـ إيدينا حاجه نعملها فعلًا ولازم نستـ ـسلم للأمر الواقع اللي أتفـ ـرض علينا
_____________________
«خير يا عمي في جديد؟» نطـ ـق بها زين الذي كان يقف قبالة عبد الرحمن الذي أستدعاه مؤخرًا والذي نظر إليه بدوره وقال:آه يا زين في جديد عشان كدا طلبتك
عقد زين ما بين حاجبيه وقال بقـ ـلق:خير طمني
أبتـ ـلع عبد الرحمن غصته بهدوء وقال:أنتَ كان عندك حق … مراتك معمو لها حاجه فعلًا
تر قب زين ما سيقوله عمه ليفهم الأخير نظرته ويبتـ ـلع غصته بهدوء قائلًا:انا أول ما عرفت أشتغلت على طول مستنتش بصراحة أقولك .. وفي حاجه كمان … بصراحة كدا معمو لها أتنين مش واحد … واحد بالمـ ـرض والتاني بالتفر قة بينك وبينها وبصراحة كدا انا مش عارف اللي عمل كدا جاله قلـ ـب أزاي يعملها أتنين أقو ى مِن بعض ويجـ ـيبوا أي بني آدم الأ رض بس متقـ ـلقش اللي معمول بالتفر قة دا انا خلّـ ـصته خلاص يعني هتبدأ تلاحظ عليها تغيُر فيما بعد والدنيا هتتحسن شويه
شعر زين أن جو فه قد جـ ـف تمامًا وترا خت أعصا به بالكامل فكانت صـ ـدمة إليه وليست أي صـ ـدمة أيضًا، شعر بد وار خفيف يجـ ـتاح رأسه ليُحاول تمالُك نفسه قائلًا بنبرة تكاد لا تُسمـ ـع:والتاني
حكَّ عبد الرحمن مؤ خرة أنفه قائلًا بنبرة هادئة:أنتهـ ـى خلاص .. انا بقالي فترة بصراحة شغال على الموضوع دا في الخـ ـفى لحد ما نشوف هنعمل إيه مع اللي عمل كدا
زين بتـ ـرقب:وعرفت هو مين
حرك عبد الرحمن رأسه برفق وقال بنبرة هادئة وهو يعلم أن زين سيـ ـفقد السيـ ـطرة على نفسه فور أن يُخبره لا محال:مديحة الشغا لة
كان يشعر أنها هي ولَكِنّهُ ظّل يكذ ب شعوره حتى لا يظـ ـلمها ويتحمل ذنـ ـبًا جديدًا تجاه شخصٍ آخر، ولَكِنّ عندما يتعـ ـلق الأمر بـ حنين ينسىٰ كل شيء ولا يُفكر سوى بالأنتـ ـقام فتلك الفتاة حقًا خـ ـطر كبير، خـ ـطر يطـ ـيح بمَن أمامه دون تفكير، شعر بيد عبد الرحمن تتمسك بذراعه تزامنًا مع قوله:زين أو عى تتهـ ـور دلوقتي
نظر إليه زين وتبدلت معالم وجهه مئة وثمانون درجة ليقول بنبرة غا ضبة:أنتَ اللي بتقولي كدا يا عمي … متهـ ـورش أزاي دا انا لو أطول أجـ ـرجرها مِن شعـ ـرها دلوقتي وأجيب أجـ ـلها فـ إيد ي هعملها … حنين كانت واقفة معايا على الطلا ق يا عمي أهـ ـدى أزاي دا انا مش عارف أتـ ـلم عليها بقالي أربع شهور بسببها ولولا إن عمي زياد عارفني وحاسس إن فيه حاجه غـ ـلط كُنْت زماني را مي عليها يمين الطلا ق … هو خـ ـراب البيوت بقى بالساهل كدا خلاص
ربت عبد الرحمن على ذراعه برفق وقال بعقلا نية:انا عارف أنتَ حاسس بـ إيه وفاهمك بس لا تربـ ـيتك ولا أخلا قك هيسمحولك تعمل حاجه زَّي دي … كل حاجه وليها بديل هي خلاص كدا عد اد الفُرَص بتاعها خلـ ـص وجدك واخد قرار إنه يمشـ ـيها
زين بإستنكار:بالسهولة دي … مفيش عقو بة مفيش أي حاجه؟!
أبتلـ ـع عبد الرحمن غصـ ـته وقال:مش عارف دي حاجه بتاعت جدك يا زين مش بتاعتي
زفـ ـر زين ومـ ـسح على وجهه قائلًا بنبرة مـ ـرهقة:أعمل إيه يا ربي دلوقتي .. انا عمال ألف بيها على دكاترة قد كدا ومش عارف إيه اللي فيها … ليه كدا بجد
ربت عبد الرحمن على كتفه برفق ومواساة وقال:قدر ربنا يا زين والحمد لله ربنا كشفهالك المهم بقى تركز مع مراتك وملكش دعوة باللي جاي عشان دا بتاع جدك .. عمومًا انا بلـ ـغته وهو هياخد الإجـ ـراء المناسب معاها متقـ ـلقش
____________________
دلفت روز إلى غرفة شريف وهي تحمل صحنًا، أقتربت مِن ناهد التي كانت تجلس وتضم صورة شريف إلى أحضانها شاردة الذهن، جلست أمامها على طرف الفراش ونظرت إليها قائلة:أزيك يا ناهد عامله إيه دلوقتي
لحظات ونظرت إليها ناهد قليلًا ثم قالت بنبرة هادئة:مش كويسه … مش كويسه خالص ولا عارفه أبقى كويسه
مَدّت يدها وربتت على ظهر يدها برفق وقالت بنبرة هادئة حنونة:أدعيله يا ناهد هو مش محتاج أي حاجه مِنك غير الدعاء وبس … وأول ما تـ ـرتاحي وتتقبلي الأمر الواقع هو هيرتاح أكتر وهيزورك فـ الحلم كمان بس حاولي تهدي وتهتمي بنفسك وباللي فـ بطـ ـنك عشان ملهوش ذ نب فـ دا كله … بُصي بقى انا خدت النهارده أجازة مِن الشغل مخصوص عشان أقف أعملك الشوربة والفرخة دي يعني تفوقي كدا وتاكلي وتقوليلي رأيك ومِن هنا ورايح متقوليش لا حاضر وبس مفهوم
نطـ ـقت الأخيرة بجد ية وصـ ـرامة بعض الشيء لتنظر إليها ناهد قليلًا ثم أعتدلت في جلستها وتركت الصورة جانبًا ونظرت إلى الصحن قائلة بطا عة:حاضر
أبتسمت روز إليها ثم تابعتها وهي تراها تتناول الطعام بهدوء قليلًا، لحظات وقطـ ـعت روز هذا الصمت قائلة:أتطمنتي على البيبي
نظرت إليها ناهد بعد أن أبتـ ـلعت الطعام وحركت رأسها نا فيةً لتقول روز بعدم رضا:ودا ينفع برضوا … بُصي أنتِ تخـ ـلصي أكلك وتقومي تغيري هدومك ونروح انا وأنتِ نتطمن عليه وبعد كدا تنتظمي فـ معادك مع المتابعة مش عايزه كَـ ـسَل نها ئي
نظرت إليها ناهد قليلًا بصمت ثم قالت بنبرة هادئة:حضرتك بتعملي معايا كدا ليه
تعجبت روز مِن سؤالها بالطبع ولَكِنها أبتسمت إليها وقالت:عشان أنتِ زي حفيدتي بالظبط وبقيتي واحدة مِنهم وواجبي تجاه حفيدتي أخُد بالي مِنها وقت ما تستعـ ـبط شويه مش كدا ولا إيه
نظرت إليها ناهد قليلًا ثم أبتسمت وألتمعت عينيها قائلة:متتصوريش كلامك فرحني قد إيه وهَون عليا شويه .. انا كُنْت حاسه نفسي غـ ـريبة وسطكم ووجودي غير مـ ـرغوب فيه
زفـ ـرت روز بهدوء وقالت:اللي فات ما ت يا ناهد خلينا نشوف قدامنا ومفيش حدّ مبيغـ ـلطش كلنا بنغـ ـلط وبنتعلم مِن غـ ـلطنا كمان وخلاص اللي فات ما ت والمسامح كريم وكلنا معاكي
شعرت ناهد بالراحة معها وسعدت فهي كانت تنتظر أن يجعلها واحدٍ مِنهم تشعر أنها مـ ـرغوب بها ويهتمون إليها، أبتسمت إليها ناهد وقالت بتـ ـردد:هو انا ينفع أحضنك
فتـ ـحت الأخرى ذراعيها إليها قائلة بأبتسامه:أكيد أنتِ بتستأذني يلا تعالي
عانقتها ناهد بينما مسّدت روز على ظهرها برفق وقالت مبتسمة:لو رانيا ضايـ ـقتك فـ حاجه قوليلي على طول متتـ ـردديش
أبتسمت ناهد وقالت:بالعكس .. ماما رانيا طيبة أوي وانا بحبّها
أتسعت أبتسامه روز وقالت:ربنا ير يح قلبك ويجـ ـبر بخاطرك يا حبيبتي
____________________
«لا يا حسام مش منـ ـطقي انا بقالي شهرين مِن ساعة ما شريف ما ت وانا مش مقـ ـتنع بـ أي حاجه بتحصل حتى جـ ـثته اللي أختـ ـفت دي انا مش مقـ ـتنع هتكون راحت فين» نطـ ـق بها ليل الذي كان يتحدث بنبرة حا دة وجا دة بعض الشيء وهو ينظر إليهم، أجابه حسام بنبرة هادئة وقال:مش يمكن البحـ ـر دا فيه قـ ـروش وقبل ما حدّ مِن الغوا صين يلا قوه كان أتا كل
أجابه علي قائلًا:المـ ـياه نا قية ومفيهاش نقطة د م واحدة … وبعدين أشمعنا جـ ـثة دنيا طـ ـفت على سطح المـ ـياه وشريف لا ودنيا خارجه مـ ـيته
حرك حسام رأسه برفق وقال بجـ ـهل:مش عارف بصراحة … الموضوع مثـ ـير للشـ ـك … بس إحسا سي دلوقتي مُشـ ـتت ومش عارف أعمل إيه
زفـ ـر ليل ومـ ـسح على خصلاته وسَمِعَ هاتفه يعلنه عن وصول رسالة، نظر إليه ليل بطرف عينه قليلًا ثم أخذه ناظرًا إليه ليرى رقمًا مجـ ـهولًا أرسل إليه الرسالة تلك، تعجب ليل كثيرًا عندما رأى تلك الرسالة التي جعلته يتـ ـشتت
نظر إليه علي نظرة ذات معنى وقال بنبرة متـ ـرقبة:في إيه يا ليل
نظر إليه ليل قليلًا وهو مُـ ـشتت ليقول:رسالة غـ ـريبة
حسام:فيها إيه يعني
نظر ليل إلى الرسالة مرة أخرى وقال:بتقول إنهم متعـ ـمدين مو ت شريف ودنيا كانت وسيـ ـلة مش أكتر والدور على أخويا
عقدا كلًا مِن علي وحسام حاجبيهما سويًا ليقول علي بتعجب:مين دا وإيه دا أصلًا!
حسام بتـ ـرقب:مش يمكن دا كمـ ـين
حرك ليل رأسه برفق وقال بتـ ـشتت:انا مبقتش عارف مين الصح ومين الغـ ـلط انا أتجـ ـننت بجد
نظر حسام إلى علي نظرة ذات معنى ليُبادله علي نظرته دون أن يتحدث، لحظات ونهضوا ثلاثتهم فـ ـزعًا عندما دلف العسـ ـكري وهو يقول بهلـ ـع:ألحـ ـقوا يا بشـ ـوات سيادة الملا زم مينا جرجس واقـ ـع فـ مكتبه ومبيردّش على حدّ خالص!
____________________________

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أحببتها ولكن 7)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *